لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > السلاسل الأخرى
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

السلاسل الأخرى السلاسل الأخرى


القادم .....رواية لد.نبيل فاروق

فجأة، دوت تلك الفرقعة القوية، في سماء مدينة (الرحاب) المصرية، ومعهما ارتجَّت البنايات، لأوَّل مرة منذ فترة طويلة، ارتجاجة عنيفة نسبياً، حتى أن (جو) وثب من فراشه منزعجاً، هاتفاً: -

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-10, 07:33 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي القادم .....رواية لد.نبيل فاروق

 

فجأة، دوت تلك الفرقعة القوية، في سماء مدينة (الرحاب) المصرية، ومعهما ارتجَّت البنايات، لأوَّل مرة منذ فترة طويلة، ارتجاجة عنيفة نسبياً، حتى أن (جو) وثب من فراشه منزعجاً، هاتفاً:
- ما هذا؟!
التفتت إليه زوجته (إيناس)، في هدوء لا يتفق مع انفعاله، وهي تبتسم قائلة:
- إنها تلك الدوريات الجوية المعتادة.... المفترض أنك قد ألفتها.

اعتدل جالساً على فراشه، وهو يقول، في صوت يوحي بأنه لم يستيقظ كلية بعد:
- دوريات جوية؟!
واجهته، قائلة:
- تلك الطلعات الجوَّية، التي تقوم بها المقاتلات المصرية؛ لحماية سماء (مصر)... ألم تخبرني بهذا أكثر من مرة.
قال في ضيق:
- لم تكن أبداً بمثل هذه القوة.
غمغمت:
- هذا صحيح...

ثم أضافت في اهتمام:
- ألم تخبرني من قبل -باعتبارك خبير صوتيات- أن هذه الفرقعة تحدث، عندما تخترق المقاتلات حاجز الصوت؟!
أجابها، وهو ينهض من الفراش:
- هذا صحيح:

ثم أضاف: في مصر، وهو يدس قدميه في شبشب منزلي بسيط:
-ولكنها لم تكن بهذه القوة.
ابتسمت هذه المرة، دون أن تجيب، في حين أضاف هو في صرامة:
- ثم إنني لست خبير صوتيات.... أنا خبير في لهفة الأصوات.
سألته في دهشة:
- وما الفارق؟!

أجابها، متجهاً نحو الحمام الملحق بحجرة النوم:
- فارق كبير.. رسالة الدكتوراه التي قدمتها، وكل الأبحاث التي قمت بها، كانت تستهدف تحديد ما يرغب أي كائن في قوله، من دراسة صوت فحسب.

ابتسمت، وهي تقول معابثة:
- أي كائن؟!
أجاب في صرامة أكثر:
- نعم.. أي كائن... حتى الكلاب والقطط... كلها تعبَّر عن نفسها وعما تريد، باستخدام أصوات ذات نغمات خاصة، ودراستي تعتمد على تحديد تلك النغمات، وربطها ببعضها البعض؛ لتحديد متطلباتها.

بدا عليها اهتمام حقيقي، وهي تقول:
- أمر شيق بالفعل.

بدت عليه السعادة لقولها، وقال في لهجة، تحمل شيئاً من الزهو:
- هذا يختلف كثيراً، عن خبراء الصوتيات العاديين.

غمغمت، وهي تلتقط قطتها، وتداعبها في حنان:
- بالتأكيد.

كان يهم بدخول الحمام، عندما دوت فجأة فرقعة أخرى، أكثر عنفاً من سابقتها، حتى أن المنزل كله ارتج في قوة، وأطلقت القطة مواء مذعوراً، وهي تثب من بين يدي (إيناس)، وتعدو لتختفي أسفل الفراش، في حين تشبَّث (جو) بقائم الباب، خشية السقوط، وشهقت (إيناس) هاتفة:
- رباه!..... إنها قوية للغاية.

انعقد حاجبا (جو)، وهو يغمغم، في قلق شديد:
- هذا يتجاوز كل المعتاد.
امتزجت غمغمة بصوت طائرات تنطلق، محلَّقة على ارتفاع منخفض، فقالت (إيناس)
مذعورة:
-ماذا حدث؟!... هل يشن الإسرائيليون علينا حرباً مفاجئة؟!

تنازل (جو) عن فكرة دخول الحمام، وهو يسرع نحو النافذة، قائلاً في توتر:
- وفقاً لمعلوماتي الفيزيائية، لا يمكن حدوث هذا؛ إلا إذا....

لم يكن قد أتم عبارته بعد، عندما تراجع فجأة بحركة حادة، وهو يطلق شهقة قوية، جعلت (إيناس) تثب من مكانها، هاتفة:
-ماذا حدث؟!

فوجئت بعينيه متسعتين، على نحو لم تعهده من قبل، وبصوته يرتجف، في انفعال غامر، وهو يشير إلى النافذة بأصابع مرتجفة، هاتفاً:
- هناك... هناك...

كان من الواضح أن انفعاله يعرقل خروج كلماته من بين شفتيه، فاندفعت (إيناس) بدورها نحو النافذة، محاولة رؤية ما أثار انفعاله إلى هذا الحد، ولكنها لم تلمح في السماء سوى مجموعة من المقاتلات، تبتعد عند الأفق، على ارتفاع منخفض، لم تشهد مثله من قبل، فالتفتت إليه، تسأله في حيرة:
-هل كانت قريبة للغاية؟!
ظلَّ لحظات يلوَّح بذراعه في انفعال، قبل أن يهتف:
-لقد كانت تطارد ذلك الشيء.
.....روايةأكشن: القادم (1).. دوي





عادت تلقي نظرة مندهشة عبر النافذة؛ ولكن حتى تلك المقاتلات كانت قد اختفت في الأفق، فسألته، وقد شملتها حيرة كبيرة:
- أي شيء؟!

ارتجف صوته هذه المرة، من فرط الانفعال، وهو يقول:
-الطبق.
غمغمت، ودهشتها تتصاعد:
- طبق؟!

التفت إليها، وقد حملت ذعراَ حقيقياً، وهو يجيب مفسراً:
- طبق طائر.

لم تصدَّق أذنيها في البداية؛ فهتفت به:
- طبق ماذا؟!... هذا مستحيل!

بدا شديد العصبية، وهو يلَّوح بسبابته نحو النافذة، كما لو أنه هناك شبح يقف عندها، وهتف:
- لقد رأيته... طبق طائر، كالذي تتحدَّث عنه الروايات الخيالية:

ثم حملت ملامحه حيرة شديدة، وهو يكمل، في لهجة شخص، ارتبكت كل المعارف في ذهنه:
- ولكنه يختلف.

كانت عاجزة عن مناقشته، في أمر لم تؤمن بوجوده يوماً، ولكن تلك الحالة الانفعالية التي كان عليها، جعلتها تغمغم، وقد انتقل إليها انفعاله:
-فيم؟!

راح يلَّوح بذراعيه؛ وكأنما يحاول رسم صورة لذلك الشيء في الهواء، قبل أن يجيب، ولم يفارقه انفعاله بعد:
- إنه يبدو في البداية مستديراً، تماماً كما يرسمونه في الكتب الهزلية، ولكنه عندما اقترب، بدا شكله مختلفاً.... لم يكن مستديراً؛ وإنما كان عبارة عن مجموعة من الأضلاع، بينها فراغات، وتندفع بسرعة كبيرة؛ بحيث تبدو بالفعل أشبه بـــ.... بــ...

صمت دفعة واحدة؛ فأومأت برأسها، تستحثه على الاستمرار؛ فغمغم، في لهجة أشبه بيأس ذاهل:
- بطبق.
لم يكن بوسعها أبداً استيعاب هذا....
ولم تحاول حتى فيما مضى...
تلك الروايات الخيالية عن الفضاء، ومخلوقاته، والأطباق الطائرة، والأجسام عديمة الهوية، كانت دوماً بالنسبة لها أشبه بنكتة كبيرة...
نكتة سخيفة جداً....
نكتة لم تصدَّقها أبداً، ولم تمنح نفسها، ولو لحظة، فرصة التفكير فيها، أو الشك في احتمال كونها حقيقية...
ولكن ها هي ذي الحقيقة تصل إلى بيتها....إلى زوجها... وإلى عقلها....

وفي محاولة منها للدفاع عما تؤمن به، قالت في حذر:
- ربما هي طائرة جديدة، مازالت في طور التجريب.
هزّ رأسه في قوة، قائلاً:
- ليست طائرة.
سألته في سرعة، وبنفس اللهجة الدفاعية:
- ومن أدراك؟!..

بدا حائراً لحظة، قبل أن يجيب، في تردَّد شديد:
- تلك الذبذبة....
لم يكمل عبارته... ولم يحاول حتى إكمالها...

ربما لأنه لم يستطع شرح الأمر لها بالتحديد، حتى مع خبراته في الفيزياء وذبذبات الصوت....
لقد مرَّ ذلك الشيء أمامه، وسرت مع مروره قشعريرة قوية في جسده، في اتجاه اندفاع ذلك الشيء...
لم تكن قشعريرة خوف، أو من أثر المفاجأة، بل كانت أشبه بما شعر به، وهو يجري تجاربه الأولى، عندما أخضع معمله كله لموجات كهرومغنطيسية قوية....
نفس الشعور مرَّ بجسده، مع مرور ذلك الشيء أمامه، ثم ذهب مع ابتعاده....
وهذا قد يعني أن ذلك الشيء ينطلق باستخدام طاقة كهرومغنطيسية قوية، لم تستخدم بعد في عالمنا....
حتى آخر معرفته على الأقل...
"ما تلك الذبذبة يا (جو)؟!..."

ألقت (إيناس) سؤالها في توتر بالغ، فالتفت إليها في حيرة كبيرة، دون أن يدري ماذا يقول، فبدت عصبية، وهي تضيف:
- لا تتركني دون تفسير.
أراد أن يخبرها..... أراد حقاً أن يفعل، ولكن قبل أن يقدم على هذا، دوت فرقعة أخرى...
فرقعة أكثر قوة، امتزجت بدوي آخر عنيف....
دوي انفجار....
رهيب.


**********

القـــــادم (2).. الشائعة
.....رواية





"هل سمعت ما يرددونه؟!....."
همس (أشرف) بالعبارة، في أذن (جو)، وهما يجلسان في مقهى شهير، في سوق المدينة؛ فسأله (جو) في توتر لم يفارقه بعد:
- وما الذي يرددَّونه؟!

مال (أشرف) نحوه أكثر، وخفت المزيد من صوته، وهو يهمس:
-طائرة مقاتلة سقطت صباح اليوم، بالقرب من (الرحاب).
حدَّق (جو) في وجهه، بنظرة خاوية، قبل أن يرددَّ:
- مقاتلة:

أومأ (أشرف) برأسه تأكيداً، وقال في حماس:
- كانت دورية نمطية، ثم أصيبت مقاتلة منها بعطب مفاجئ، فهوت.
ثم تراجع، متسائلاً في اهتمام:
- ألم تسمع دويّ سقوطها؟!

التقط (جو) نفساً عميقاً، قبل أن يقول: في لهجة شابتها العصبية:
- بالتأكيد.
ثم استطرد في سرعة:
- ومن أدراك أنها مقاتلة؟!
هزَّ (أشرف) كتفيه، وقال في ثقة:
- هذا أمر واضح....

أراد (جو) أن يصرخ في وجهه بأنه أحمق، ولا يعلم شيئاً عما حدث؛ إلا أن هذا كان سيستلزم منه وصف ما رآه في الفجر، وما يستتبعه هذا من سخرية (أشرف) والباقين منه؛ فاكتفى بأن يغمغم مكررَّاً:
- بالتأكيد.

ابتسم (أشرف)، وكأنما حققَّ انتصاراً، وراح يصف في حماس موقفاً لم يشهده، ويبالغ في وصف ما فعلته القوات الجوية؛ لانتشال المقاتلة، وما أحاطت به المنطقة كلها من إجراءات أمنية مشددَّة، بلغت حد منع السيارات من السير، ومنع المارة من المرور، بالإضافة إلى عدد السيارات الكبير، الذي وصل إلى المنطقة، وبينه سيارة هائلة، تكفي لحمل مقاتلة كاملة على متنها، كما امتلأ المكان بضباط القوات الجوية، وضباط الجيش، وحتى بعدد كبير من الرجال، الذين يرتدون ثياباً مدنية، ويخفون وجوههم بمناظير شمسية داكنة، و.....

ولم يسمع (جو) نصف حوار (أشرف) هذا....
كان ذهنه منشغلاً طوال الوقت بالتفكير فيما حدث فعلياً....
لقد شاهد بنفسه ذلك الطبق الطائر.....
شاهده، وشاهد المقاتلات تطارده.....
ثم دوى الانفجار.....
وحدث ما وصفه (أشرف)....
فما الذي يمكن أن يعنيه هذا، سوى أمر واحد.....
لقد سقط ذلك الطبق الطائر، كما يحدث في أفلام الخيال العلمي، التي لم ترق إليه يوماً....
سقط، وأحاطته القوات الجوية بالسرية التامة، وطوَّقت المنطقة كلها بنطاق أمني قوي، حتى لا يتسرب الخبر....
وأولئك الذين يرتدون الثياب المدنية، هم من رجال المخابرات حتماً....

أما تلك السيارة هائلة الحجم؛ فقد حملت ذلك الطبق الطائر على متنها، وذهبت به إلى مكان ما....
ولسبب ما، شعر بشيء من الغضب في أعماقه.....

لماذا تخفي الحكومات دوماً مثل هذه الأمور؟!..
لماذا ترفض أن تعلم شعوبها بوجود مخلوقات غيرها، في هذا الكون الفسيح؟!....
لماذا؟!...

تضاعف غضبه؛ ولكن من نفسه هذه المرة، وليس من الموقف نفسه....
ما الذي أصابه!!....
لماذا يفكَّر بأسلوب لم يؤمن به قط من قبل؟!...
مخلوقات أخرى في الكون بخلاف البشر؟!...
وقادرة على الوصول إلينا؟!...

يا للسخافة!...
" (أشرف).... هل تؤمن بوجود كائنات غيرنا في الكون؟!...."
غضب أكثر، عندما انطلق السؤال من بين شفتيه، دون أن يدري، وبخاصة عندما التفت إليه أشرف في دهشة، قائلاً:
- كائنات ماذا؟!...

ثم تضاعف ذلك الغضب، عندما انفجر (أشرف) ضاحكاً عقب سؤاله، وهو يقول:
- من أين جاءتك هذه الفكرة؟!..
انعقد حاجبا (جو) في توتر، وأشاح بوجهه، وهو يغمغم في عصبية:
- لقد شاهدت فيلماً، و....
قاطعه (أشرف) بدهشة مستنكرة:
- فيلم؟!..

ثم عاد يطلق ضحكة أكثر، قبل أن يضيف:
- حاول ألا تشاهد هذه النوعية من الأفلام الهزلية – إنها تستخف بعقول المشاهدين.
وأشار إلى رأسه بسبابته، مستطرداً:
- أعقلها يا رجل... كيف يمكن أن تكون هناك مخلوقات غيرنا، في هذا الكون؟!.... كيف يمكن أن يخلق الله (سبحانه وتعالى) غيرنا؟.

قال (جو) في عصبية:
- الخالق يمكنه أن يخلق ملايين غيرنا، في كل أنحاء الكون... لقد خلق في البحار والمحيطات وحدها آلاف، بل عشرات الألوف من المخلوقات، من الكائنات الدقيقة، وحتى الحيتان الهائلة، والحبَّار العملاق.

سأله (أشرف) في تحد:
- وأين هم إذن؟!
أجابه في سرعة:
- وأين كان الهنود الحمر، قبل أن يصل إليهم (كولومبوس)
قال (أشرف) في دهشة:
- من (كولومبوس)؟!

أجابه في عنف:
.....رواية





- (كريستوفر كولومبوس)، ذلك البحَّار الإيطالي المولد، البرتغالي الجنسية، الذي كشف قارة (أمريكا)..... أيامها أيضاً كانوا يصرَّون على أنه لا يوجد بشر خلف المحيط.

بدت دهشة أكثر على (أشرف)، وهو يغمغم:
- رباه !.... أنت مثقف بحق.
ثم عاد يسأله متحدياً:
- ولكن لو أن هناك مخلوقات أخرى في الكون؛ فلماذا لم نصل إليهم نحن.

أجابه في تحد أكبر:
- ولماذا لم يصل الهنود الحمر إلى (أوروبا)؟!

تراجع (أشرف)، وبدا وكأنه يعمل السؤال في رأسه، إلا أنه لم يلبث أن هزَّ هذا الرأس، وكأنما ينفض عنه تلك الأفكار والتساؤلات، قبل أن يقول في حدة:
- أي عبث نناقشه؟!..
التقط (جو) نفساً عميقاً، انتهى بزفرة استعاد معها عصبيته، قبل أن يغمغم:
- صدقت... هذا عبث بالفعل.

كان العبث بالنسبة إليه أن يناقش أمراً كهذا، مع شخص لا يؤمن بأية أمور عقلانية، وليس مستعداً لتغيير أفكاره ومعتقداته، مهما بدت أمامه أدلة أو براهين...
شخص عنيد..... وأحمق...
نهض على نحو متوتر، وقال بنفس العصبية:
- سأنصرف.

سأله (أشرف) في دهشة:
- في هذا الوقت المبكر؟!..
أجابه، في شيء من الحدة:
- أشعر ببعض التعب.

لم ينتظر سماع إجابة (أشرف)؛ ولكنه ابتعد بخطوات مسرعة، وهو يشعر بتوتر بالغ في أعمق أعماقه....
ما حاول إقناع (أشرف) به، هو في الواقع ما يحاول إقناع نفسه هو به......
أن تكون هناك كائنات عاقلة غيرنا، في هذا الكون الشاسع.....

أمر يبدو مخيفاً، إذا ما أمعنت التفكير فيه.....
مخلوقات غيرنا.... تصل إلينا..... وتطاردها مقاتلاتنا....
أي رعب هذا؟!..

وجود مخلوقات عاقلة، قادرة على الوصول إلينا، أمر مخيف بحق؛ فهذا يعني أنها أقوى منا، وأنها لو أرادت، لكانت قادرة على احتلالنا....

اتسعت عيناه في رعب، عندما جالت بخاطره فكرة الاحتلال، وبحركة غريزية، راح يتلفَّت حوله، وكأنما يتوقع أن تهاجمه مخلوقات فضائية، في أية لحظة، وبأسلوب غير أرضي....

استعاد ذهنه عدة مشاهد، من أفلام سينمائية خيالية، وقع بصره عليها مصادفة....
مخلوقات مخيفة، وقدرات خارقة، وأحداث رهيبة....
ولأوَّل مرة، منذ أقام بمدينة (الرحاب)، يبدو له هذا السكوت عجيباً ومخيفاً، مع تلك الإضاءة الخافتة.....

كانت هذه الصورة تبدو له قديماً رومانسية، حتى أنه كان يعشق السير وسط الحدائق، تحت هذه الإضاءة الخافتة، مع زوجته (إيناس).....
وكانا يسيران دوماً الهوينا....
أما الآن، فها هو ذا يسرع الخطى؛ لتجاوز هذه المنطقة، والوصول إلى منزله، في أسرع وقت ممكن....

وكمحاولة لتهدئة نفسه، أخرج هاتفه المحمول؛ ليجري اتصالاً مع زوجته....
ولكن هاتفه لم يستجب....
لم يستقبل أية إشارات، وكأنما أصابه عطب ما، أو.....
توقَّفت أفكاره دفعة واحدة، واتسعت عيناه في رعب، عندما وقع بصره على ثلاثة أجسام، تقترب منه، وتقترب منه، وزادت سرعة الأجسام الثلاثة....
ثم انقضت عليه.....
مباشرة.

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس

قديم 30-08-10, 07:36 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : amedo_dolaviga المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي

 



صارت تسمع تلك الرسالة الآلية المزعجة، التي تخبرها أن الهاتف قد يكون مغلقاً




لم تشعر (إيناس) في حياتها كلها بالقلق، مثلما شعرت بهما في ذلك اليوم، عندما استيقظت في الصباح الباكر؛ فلم تجد (جو) إلى جوارها....
لقد انتظرته طويلاً في الليلة السابقة؛ ولكنها لم تشعر بالقلق؛ ربما لأنه اعتاد السهر مع أصدقائه، في ليالي صيف (الرحاب) الهادئة.....
ولكنه أبداً، ومنذ زواجهما، وحتى قبل هذا، لم يبت خارج منزله.....
ولقد اتصلت على هاتفه عشرات المرات....
وما من مجيب....
في البداية، كانت تسمع رنين الهاتف، عند الطرف الآخر.....
ثم صارت تسمع تلك الرسالة الآلية المزعجة، التي تخبرها أن الهاتف قد يكون مغلقاً.....
وبعدها صمت تام....
لا إجابة......
ولا رنين......
ولا حتى رسائل إليكترونية....
فقط صمت.....
صمت مخيف.....
صمت لم يعد يمنحها أي جواب؛ بل ويتجاوز حتى سياسة شركات الهاتف المحمول الثلاث.....
صمت حوَّل قلقها إلى رعب شديد، جعلها تجري اتصالها بكل من يعرفهما؛ لتسأله عن زوجها...
الجميع استيقظوا على رنين الهاتف، على غير عادتهم....
والجميع أجابوها....
والجميع أبدوا دهشتهم من غياب (جو).....

وقبل أن تبلغ الساعة العاشرة صباحاً، كان عدد من أصدقائهما ينتشر في مدينة (الرحاب) كلها..
لم تكن المدينة كبيرة، ولم يكن بها سوى نقطة شرطة واحدة، ومركز طبي واحد....
وكلاهما لم يسجل أية حوادث في الليلة السابقة.....
أو أية أحداث عجيبة....
"أين ذهب إذن؟!..."
هتفت (إيناس) بالسؤال في ارتياع، وبلهجة أقرب إلى البكاء؛ فقال (أشرف) في توتر، على الرغم من محاولة تهدئتها:
- ربما خرج لتفقَّد شيء ما.... أنت تعرفين (جو)... الرغبة في المعرفة هاجسه الأول.
هزَّت رأسها نفياً في قوة، وهي تقول:
- لا... الأمر ليس طبيعياً... لو أراد هذا؛ لأرسل لي رسالة على هاتفي المحمول على الأقل.
غمغم (عماد) في حيرة قلقة:
- أين يمكن أن يذهب إذن؟!...
بكت (إيناس) بالفعل، وهي تقول:
- ليتني أعلم.... ليتني أعلم.

ران عليهم صمت شديد، قبل أن يتنحنح (أشرف) في توتر، قائلاً: في مزيج من الحذر والحرج:
ارتبك أمين الشرطة وهو يقول: إنهم يتحدثون بأسلوب فظ يا سيدي




- أظن أنه ينبغي أن نحررَّ محضرا بالواقعة..
هتفت (إيناس) في ارتياع:
- أية واقعة؟!
تمتم، في حذر أكثر:
-واقعة الاختفاء.
رددَّت في ذهول مذعور:
- اختفاء.
تنحنح (عماد) بدوره، وقال في تردُد:
- نعم.... ينبغي أن نشرك الشرطة معنا في البحث رسمياً.

بدت ذاهلة، غير مصدّقة لما يقولانه.... بل ولا حتى للموقف نفسه؛ فقال (أشرف) في حسم:
- هيا.... نقطة الشرطة قريبة.
قالت من وسط دموعها:
- وبم سنخبرهم؟!...
صمت الاثنان لحظات، ثم أجاب (عماد) في بطء متوتر:
- بأنه مفقود.

تفجرَّت دموعها في غزارة وحرقة، منذ نطق (عماد) عبارته، وحتى وصلوا إلى قسم الشرطة، وجلسوا أمام أمين الشرطة، الذي استقبلهما ببرود من اعتاد مثل هذه الأمور، وهو يسألهم:
- متى وأين اختفى المذكور؟!.
أجابته (إيناس) في حدة:
- لو أننا نعرف إجابة سؤالك، لما أتينا إليك...
زمجر أمين الشرطة في شراسة، هاتفاً:
- أجيبي سؤالي فحسب.
صرخت فيه، من فرط انفعالها:
- أجب أنت سؤالي أوَّلاً.... من وضعك على هذا المقعد، وجعلك مسئولاً عن التعامل مع المواطنين، وأنت تمتلك كل هذا الصلف والغرور.

احمرَّت عيناه، وكاد يصرخ في وجهها؛ ولكنه تراجع فجأة، وانكمش في مقعده على نحو أدهش ثلاثتهم، ولكن دهشتهم سرعان ما تلاشت، عندما ارتفع صوت ضابط شاب، يقول في صرامة:
- ماذا يحدث هنا؟!...
ارتبك أمين الشرطة في شدة، وهو يقول:
- إنهم يتحدثون بأسلوب فظ يا سيدي....
استدارت (إيناس) إلى الضابط الشاب، هاتفة في انفعال:
- كاذب.... لقد أتيت أبلغ عن اختفاء زوجي، فراح يلقي علي الأسئلة في عجرفة، وكأنني متهمة ولست مبلغة.

تراجع (أشرف) و(عماد) في مقعديهما، وامتقع وجههما، وتصوَّرا أن الضابط الشاب سيثور في وجه (إيناس)؛ بسبب الأسلوب الذي هتفت به في وجهه، ولكنهما فوجئا به يتطلَّع إليها لحظات في هدوء، قبل أن يقول في صرامة، تختلف كثيراً عن صرامته الأولى:
- سيدتي...... اصحبيني إلى مكتبي.... أريد أن أسمع منك القصة كلها.
قالت في مرارة، وقد عادت دموعها تغرق وجهها:
- لا توجد قصة من الأساس.... (جو) لم يعد إلى المنزل منذ أمس، ولا يجيب اتصالاتي... بل إن هاتفه لا يعطي أية استجابة، وكأنه.... وكأنه....
لم تستطع إكمال عبارتها، فقال يستحثَّها:
- وكأنه مغلق، أو خارج نطاق الخدمة؟!
هزت رأسها نفياً في قوة، وقالت:
- كلا.... وهذا هو العجيب... ففي كل الأحوال، لو كان الهاتف مغلقاً، أو خارج نطاق الخدمة، أو حتى غير موجود بالخدمة، نتلَّقى رسالة ما، تخبرك عن موقفه، أما هاتف (جو)، فكل ما يعطيه هو الصمت..... الصمت التام.
انعقد حاجبا الضابط الشاب، وهو ينظر إليهما في حيرة، قبل أن يمد يده إليها، قائلاً:
- هل يمكنني تجربة هذا؟!
أسرعت تناوله هاتفها، وهي تقول في لهفة:
- بالتأكيد.... (جو) هو أوَّل اسم في القائمة.

ضغط الضابط الشاب أزرار الهاتف، وانتقى اسم (جو)، ثم ضغط زر الاتصال.... وانتظر....
انتظر لحظات طوال، دون أن يتلقى أي جواب، تماماً كما أخبرته (إيناس) من قبل.... وهنا، التقط هاتفه هو، وطلب عبره رقم هاتف (جو)....
وحصل على النتيجة نفسها...
الصمت.... صمت مطبق، تام، عجيب..... ومخيف....
ولثوان، وقف الضابط صامتاً شارداً، وكأنما يحاول دراسة الأمر كله، قبل أن يقول في حزم:
- الأمر عجيب بالفعل.... سنسجل محضراً رسمياً بهذا، ثم نبدأ البحث فوراً...
توتر صوت أمين الشرطة، وهو يقول:
- المفترض أن ننتظر أربعا وعشرين ساعة، قبل بدء البحث، ولابد لنا من سؤال المرأة عن مشكلاتها مع زوجها، فربما....
قاطعه الضابط الشاب في صرامة حادة:
- ربما قتلته، ورَشَت شركات الهاتف الثلاث؛ لتضع هاتفه في هذه الحالة الغامضة؟!...
تراجع أمين الشرطة منكمشاً، على نحو يوحي بقوة الضابط الشاب ومهابته، وغمغم:
- إنه القانون.
قال الضابط الشاب في قوة:
- بل هي القواعد وليس القانون، ورجل الأمن العاقل لا يسجن نفسه داخل القانون، متجاهلاً الحقائق.
ثم مال نحوه، صائحاً بمنتهى الصرامة:
- قم بعمل المحضر.

انكمش أمين الشرطة أكثر، وسحب دفتره؛ ليبدأ في كتابة المحضر الرسمي، في حين التفت الضابط الشاب إلى (إيناس)، وقال في لهجة مهذبة، تخلو تماماً من الصرامة:
- سآمر بإعداد فريق البحث فوراً.

قبل أن يستدير، متجهاً إلى مكتبه، ارتفع رنين هاتفه المحمول فجأة، فالتقطه بحركة غريزية، قائلاً:
- النقيب (أحمد عبد العال).... من المتحدَّث؟!..

اعتدل بحركة عسكرية، عندما سمع الجواب، مما يوحي بأنه يتحدَّث إلى شخص يفوقه رتبة بكثير، وبدا عليه التوتر، وهو يستمع إليه في اهتمام مندهش، عبَّر عنه بغمغمة:
- نعم... (جوزيف).... (جو) كما يسمونه... وكيف علمت أنهم هنا يا سيدي.

اعتدلت (إيناس) في توتر شديد، وهي تحدَّق في وجهه مذعورة، قبل أن يسقط قلبها بين قدميها، مع الذهول الذي ارتسم على وجه الضابط الشاب، وكأن ما يسمعه مفاجأة مذهلة....
للغاية.



********************


أضواء بهرت بصره لحظات




أضواء ساطعة، ضربت عيني (جو)، وهو يعبر تلك الحدائق، المحيطة بمنزله في مدينة (الرحاب)....
أضواء بهرت بصره لحظات؛ فأغلق عينيه في قوة، وهو يتراجع، محاولاً الفرار من عدو مجهول....
وقبل أن يغلقهما بلحظة واحدة، شاهد أولئك الذين انقضوا عليه في سرعة....
تحت ذلك الضوء الساطع، لم يتبين ملامحهم جيداً....
ولكن أجسادهم كانت تشبه أجساد البشر....
تقريباً....
أو ربما كانوا بشراً....
ولكن الوقت لم يمهله للتيقَّن...

لقد انقض عليه ثلاثة منهم، وشعر بأحدهم ينتزع منه هاتفه المحمول، وبآخر يمسك معصمه في قوة، فصرخ:
- ماذا تريدون مني؟!..
مع صرخته، اندفع ذلك الرزاز القوي في وجهه...
وعلى الرغم منه، استنشقه في قوة...
ودار رأسه في عنف...
ثم راحت الدنيا تظلم من حوله، وبدت تلك الأجساد أكثر تشوهاً، وهو يهتف في ضعف:
- من أنتم؟!..

وضع أحدهم يده على رأسه، وتمتم بكلمات لم يفهمها....
أو أنها بدت مشوَّشة تماماً....
مثل صورتهم...
وبعدها، أظلمت الدنيا في سرعة....
ثم غاب عن الوعي...

من الواضح أنه لم يفقد وعيه تماماً؛ فقد شعر بهم يحملونه، ويضعونه في مركبة ما....
وانطلقت بهم تلك المركبة....
ومع انطلاقها، اكتمل الظلام...
وفقد وعيه... تماماً....
ثم فجأة، وبلا مقدمات، استعاده....
استعاده بانتفاضة قوية، شملت جسده كله، مع قشعريرة باردة، شملت كيانه، من أقصاه إلى أقصاه، مع تلك البرودة المحيطة به....

وبلا مقدمات أيضاً، فتح عينيه....
وحدَّق فيما حوله...
في ذعر....
وذهول.....
للوهلة الأولى، بدا له أنه ليس في مكان مألوف...
كان تكوين المكان كله يشبه تكوينات الأثاث المعتادة....
ولكنه كان يتكوَّن كله من كتلة واحدة...

فراش صغير، ومقعد، ومنضدة، وشاشة كبيرة، كلها بدت وكأنها مصنوعة من قطعة واحدة، من معدن لامع للغاية....
ومصقول إلى أقصى درجة....
ذلك المشهد ذكَّره مرة أخرى بروايات الخيال العلمي....
وبمشاهد سكان الفضاء....
ومشاهد الرعب أيضاً.....
تماماً، مثلما يحدث في تلك النوعية من الأفلام....
سكان كواكب أخرى، جاءوا في ذلك الطبق الطائر الذي رآه ورصده بنفسه...
ولأنه رآه ورصده..... اختطفوه...
وها هو ذا الآن بين أيديهم....

داخل مركبتهم الفضائية، أو سفينتهم الأم، كما يقولون في تلك الأفلام، التي طالما رأى أنها مغرقة في الخيال....
سرى خوف شديد في ذهنه، مع مرور الفكرة في كيانه....
هل اختطفه سكان كوكب آخر بالفعل؟....
أيعني هذا أنهم سيأخذونه معهم إلى كوكبهم؟!....
ألن يرى زوجته (إيناس) مرة أخرى؟!....
ألن يعود إلى بيته في (الرحاب)؟!...
بل ألن يعود ثانية إلى كوكب الأرض؟!.....

كان هذا فحسب ما يدور في ذهنه؛ حتى قفزت إليه فجأة فكرة أخرى مرعبة، جعلت عيناه تتسعان عن آخرهما....
وراح يتحرَّك في تلك الحجرة المعدنية الضيقة في عصبية




ماذا لو أنهم لا يفكرون أبداً في حمله إلى كوكبهم؟!....
وماذا لو أنهم سيجرون تجاربهم عليه هنا؟!...
على الأرض؟!....

انتفض جسده مرة أخرى في رعب، وهو يتصوَّر نفسه فأر تجارب، في يد مخلوقات عجيبة، تجري عليه اختباراتها وتجاربها.....
أو ربما تسعى لفحص سماته التشريحية....
وهذا يعني تشريحه!!....

اتسعت عيناه في ارتياع بالغ، وقفز من فوق ذلك الفراش المعدني، الذي يرقد عليه، وراح يتحرَّك في تلك الحجرة المعدنية الضيقة في عصبية، بحثاً عن مهرب ما....

لم يكن هناك، في الحجرة كلها، سوى باب واحد، أشبه بأبواب الغوَّاصات القديمة، التي يراها في السينما، له رتاج من نفس مادة الحجرة، وغير مزوَّد بأية فتحات لأية مفاتيح....

حاول أن يفحص الرتاج في سرعة، بأصابعه شديدة الارتجاف، ولكن حتى هذا لم يكن بالأمر اليسير....
كما لم تكن هناك أية فتحات في هذا الرتاج، لم تكن هناك أيضاً وسيلة لفحصه.... أية وسيلة!!....
كان وكأنه صنع مع باقي أثاث الحجرة....
من كتلة واحدة....
هو إذن رتاج إليكتروني على الأرجح....
أو هو رتاج بلازمي، أو هولوجرافي، أو أي من تلك المسميات، التي يغرقون بها قصص وأفلام الخيال العلمي....

المهم أنه يسجنه، داخل تلك الحجرة.....
ولقد تراجع مبتعداً عن الباب، واستدار إلى الشاشة الكبيرة المظلمة، وصرخ بكل قوته:
- من أنتم؟!...
صمت لحظة، وكأنما يتوقع جواباً، ثم صرخ مرة أخرى:
- ماذا تريدون مني؟!...
جاوبه في هذه المرة أيضاً صمت مطبق، أثار أعصابه أكثر؛ فراح يصرخ، على نحو هيستيري:
- لماذا تخفون أنفسكم؟!... أأنتم بشعون إلى هذا الحد؟!.... لماذا تخفون أنفسكم؟!...

كان ذلك الصمت العجيب مستفزاً للغاية، ولكنه فجأة تحطَّم بأزيز مباغت قوي....
أزيز جعل (جو) يقفز من مكانه مذعوراً، ثم يلتفت في حركة حادة إلى الشاشة الكبيرة، التي انبعث من عندها ذلك الأزيز....

ثم فجأة، ظهرت صورة على الشاشة الكبيرة....
وارتد (جو) في عنف....
فتلك الصورة لم تكن صورة تلك المخلوقات الفضائية...
بل صورته هو....
آلة تصوير خفية كلنت ترصده، وتنقل ملامحه إلى الشاشة، بكل ما عليها من انفعالات....
وعلى نحو مكَّبر للغاية....

ولثوان، حدَّق في صورته ذاهلاً، قبل أن يصرخ، في مزيج من الغضب والخوف والعصبية:
- ماذا تريدون مني؟!....
رددَّ صوت آلي عبارته بالضبط، مع إيقاع معدني عجيب، جعله يستعيد مرة أخرى ذكرى تلك الأفلام الخيالية....

إنهم يدرسونه....
يدرسون طبيعته وانفعالاته....
ويدرسون أيضاً كلماته....
حاول أن يختبر هذا، فهتف:
- اسمي (جوزيف صبحي)...... مهندس صوتيات.
رددَّ ذلك الصوت الآلي عبارته، بنفس الإيقاع المعدني، فقال في عصبية:
- أعلم ماذا تفعلون.
رددَّ الصوت الآلي عبارته مرة أخرى، فتابع في عصبية أكثر:
-إنه نفس تخصَّصي.... تحديد ما يريده كائن ما، عبر الأصوات التي يستخدمها.

هذه المرة، لم يردد الصوت الآلي عبارته؛ وإنما ساد صمت شديد، حتى صورته المكبَّرة على الشاشة، لم تعكس أية أصوات....
ولثوان صمت (جو) بدوره...
ولكن عصبيته تضاعفت....
وتضاعفت....
وتضاعفت....
ولكنه لاذ بالصمت الحائر القلق هذه المرة....
لقد تصوَّر لحظة، أنه يفهم ما يسعون إليه، ولكنهم أفسدوا تصوَّره هذا تماماً، في اللحظة التالية...
فماذا يريدون منه؟!...
ماذا؟!...

مع آخر خاطر جال بذهنه، انفتح رتاج الباب فجأة بصوت مسموع....
والتفت (جو) بحركة حادة إلى الباب، الذي انزلق في نعومة لينفتح...
وخفق قلب (جو) بقوة...
بمنتهى القوة....

ثم فجأة، عبر جسد ما الباب...
وشهق (جو) بكل قوته....
فذلك الجسد، الذي عبر الباب، كان آخر شيء يمكنه توقَّعه.....
على الإطلاق.

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
قديم 30-08-10, 07:39 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : amedo_dolaviga المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي

 









"ماذا حدث؟!.. أين (جو)"....
ألقت (إيناس) سؤالها في لهجة عجيبة، جمعت بين القلق والخوف والتوتر، مع شيء من الشراسة، وعلى الرغم من هذا، لم يلتفت الضابط الشاب إليها، ولم يبد حتى أنه يسمعها، وهو يغلق هاتفه، ويحدَّق أمامه في الفراغ، ووجهه يحمل كل الذهول....


وفي عنف، كررَّت (إيناس) سؤالها، فانتفض الضابط، وكأنها قد انتزعته من حلم ما، والتفت إليها في عصبية، قائلاً:
- هذا لا يخص زوجك.
نطقها في خشونة شديدة؛ ولكن هذا لم يوقفها، وهي تقول في عنف أكثر:
- بل يخصه.... لقد كنت تتحدَّث عنه، مع....
قاطعها في حدة:
- مع من؟!..
تراجعت في حركة حادة، وهي تقول:
- من اتصل بك؟!
انعقد حاجبا الضابط الشاب، وقال في شراسة عصبية:
-قلت لك: هذا لا يخص زوجك.

لم تبال (إيناس) بثورته أو شراسته؛ في حين انكمش (أشرف) و(عماد)؛ خشية رد فعله، وهي تقول في حدة:
- بل يخصه... ما الذي تخفونه؟!... وما شأن محدثك بزوجي؟!.... ومن هو؟!..
قال الضابط الشاب في عصبية أكثر:
- سيدَّتي.... لا يمكنك الحصول على أجوبة لأسئلتك هذه.
هتفت في شبه انهيار:
- لماذا؟!
صرخ، وقد انفلتت أعصابه:
- لأنه أمر يخص الأمن القومي.

اتسعت عينا (أشرف) و(عماد)، مع سماع الكلمة، وكادا يسقطان فاقدي الوعي، من شدة الرعب، في حين تراجعت (إيناس) كالمصعوقة، وهي تغمغم بوجه وصوت شاحبين:
- أمن قومي؟!
بدا الضابط الشاب وكأنه نادم على ما أفلت من لسانه، فراح يهز رأسه في عصبية، هاتفاً:
- غادري يا سيدتي.... أرجوك.... غادري فوراً..

كاد (أشرف) و(عماد) يعدوان خارجين، مع قوله هذا، وهتف الأول في صوت مرتجف:
- أظن هذا أفضل ما يمكن فعله
وغمغم (عماد)، بصوت يشارف الانهيار:
- سأرحل.

ولكن (إيناس) كانت أول من استعادت رباط جأشها، وهي تهتف، في عصبية شديدة:
- لن يرحل أحد من هنا.
كانت فرصة مثالية لأمين الشرطة، الذي نهض يقول في صرامة:
- هل أطردهم سيادتك؟!..
التفت إليه الضابط الشاب بنظرة عصبية، دون أن يقول شيئاً، في حين استطردت (إيناس) بنفس العصبية:
- لن يرحل أحد، حتى أعرف مصير زوجي.
أشار الضابط إلى أمين الشرطة، وقال في حدة:
- كل ما يمكن أن نفعله لك، هو عمل محضر رسمي، وبدء البحث، بعد مرور أربع وعشرين ساعة، و...
قاطعته في حدة شديدة:
- أنت تعرف...

ثم انهار صوتها فجأة، وهي تضيف، في مرارة باكية:
- فلماذا لا تخبرني؟!..
حملت ملامح الضابط الشاب اضطراباً واضحاَ، وهو يجيب في خفوت، أدهش الجميع بانكساره:
- صدقيني يا سيدتي... لست أعلم شيئاً.
اتسعت عيناها في دهشة مذعورة، وهي تقول:
- وماذا عن تلك المحادثة؟!..
قلب كفيه، مجيباً:
- علمت منها فقط أنه أمر يخص الأمن القومي، وهذا يعني أنه لم يعد من شأن الشرطة، بأي حال من الأحوال.
سألته ذاهلة:
- وما علاقة (جو) بالأمن القومي.

هز رأسه في قوة، وجذب مقعداً قريباً، جلس عليه وهو يقول، في توتر شديد:
- هذا ما أحاول فهمه!... فلو أنه من العناصر المعادية، أو حتى من المتطرفين، لصدر أمر باعتقاله، أو لتوَّلت أجهزة أمن الدولة التعامل معه.... أما الأمن القومي.....
لم يكمل عبارته، ولكن الجميع فهموا ما يعنيه، فامتقع وجه (إيناس) في شدة، وغمغم (أشرف) مذعوراً:
- أهو جاسوس؟!..
وهتف (عماد) في خفوت، وهو يتراجع إلى الخلف في توتر:
- سأرحل
ولكن الضابط الشاب أجاب بنفس الحيرة المتوترة:
- ليس جاسوساً بالتأكيد.
سأله (أشرف)، في صوت شاحب:
- ولم لا؟!
أشار بيده، قائلاً:
- لو أنه كذلك، لألقوا القبض عليه في منزله، ولبحثوا عن أدلة اتهام.... إنهم دوماً يفعلون هذا.
رفع (أشرف) سبابته، وقال بنفس الشحوب:
- ربما أرادوا أن....

التفتت إليه (إيناس) بحركة حادة، وقاطعته في عصبية:
- شكراً على ثقتك في (جو) يا (أشرف).
انكمش أمام نظراتها الغاضبة، وهمس في توتر:
- لماذا يسعى الأمن القومي خلفه إذن.
بدت(إيناس) شديدة التوتر، وهي تقول:
- ربما بسبب ما رآه.


كل ما يمكن أن نفعله هو عمل محضر رسمي وبدء البحث




التفت الجميع بأبصارهم المتوترة إليها، حتى أمين الشرطة، فأضافت في صوت شديد الارتجاف:
- ذلك الطبق الطائر....
اتسعت العيون، وارتجفت الأجساد، وحدَّق فيها الكل، وأمين الشرطة يتراجع، قائلاً:
- سلام قول من رب رحيم...

تابعت هي في عصبية، وبنفس الصوت المرتجف:
- هو أخبرني.... (جو) قال هذا.... الحكومات تحاول دوماً إخفاء مثل هذه الأمور، حتى لا تثير فزع العامة، أو حتى تحتفظ لنفسها بأية تكنولوجيا مفيدة، قد تجدها هناك.
غمغم الضابط الشاب ذاهلاً:
- هناك أين؟!..
أجابته؛ مشيرة بسبابتها المرتجفة:
- حيث سقط ذلك الطبق الطائر.... لقد رأى (جو) المقاتلات تطارده في ذلك الصباح... عندما دوت الفرقعات القوية.... هل تصدقون أن طائرة سقطت هنا، تستحق كل ما فعلوه؟!... أنه ذلك الطبق الطائر..
نهض الضابط الشاب، قائلاً في توتر:
- سيدتي.... أرجوك.

تراجعت مبتعدة عن يده، وهي تصرخ في عصبية:
- لقد أخذوا (جو)؛ لأنه رأى ما لا يريدون أن يعلم به أحد... أنا واثقة من هذا.
كان الضابط الشاب يهم بقول شيء ما، عندما جاء من مدخل المكان صوت صارم، يقول:
- لا تكوني بهذه الثقة يا سيدتي.

التفت الكل إلى مصدر الصوت، ووقع بصرهم على رجل قوى البنية، متين البنيان، يرتدي حلة كاملة ورباط عنق، على الرغم من دفء الجو، ويخفي عينيه خلف منظار داكن، لم يتناسب مع دخوله إلى المكان....
وفي صرامة عصبية، سأله الضابط الشاب:
- من أنت بالضبط؟!..
أجابه الرجل في هدوء:
- أظنهم أخبروك منذ قليل، أنني قادم إليك.
امتقع وجه الضابط الشاب، واعتدل في وقفة عسكرية، قائلاً:
- سيدي.
لم يلتفت إليه الرجل، وهو يدير عينيه إلى (إيناس)، التي هتفت، في شيء من الشراسة:
- أين زوجي؟!... أين (جو)؟!..

تجاهل الرجل سؤالها تماماً، وهو يتفحص الموجودين، متسائلاً بنفس ذلك الهدوء:
- من غيركم هنا؟!...
أجابه أمين الشرطة في سرعة:
- نحن فقط... مازلنا في أول النهار، و....
قاطعه في صرامة:
- أعدّ أوراقك، فسيأتي زميل لك ؛ ليتسلم العمل هنا، بعد عشر دقائق.
اتسعت عينا أمين الشرطة، وهو يقول:
- ولكن...
قاطعه الرجل بإشارة من يده، وهو يلتفت إلى الضابط الشاب، قائلاُ:
- هذا ينطبق عليك أيضاً.

هتف (عماد) في ذعر، في نفس اللحظة التي اتسعت فيها الضابط الشاب دهشة:
- سأرحل.
التفت إليه الرجل في حركة حادة صارمة، قائلاً:
- لن يرحل أحد.

ظهر عدد من الرجال، يرتدون زياً مماثلاً، عند مدخل نقطة الشرطة، وهو يضيف، في صرامة شديدة:
- نحن مضطرون لاحتجازكم جميعاً... بلا استثناء.

وشهقت (إيناس) في قوة، واتسعت عينا الضابط الشاب أكثر، وكاد (أشرف) و( عماد) بفقدان وعيهما، في حين سقط أمين الشرطة بالفعل، على مقعد قريب...
فقد كانت المفاجأة مفزعة...
إلى أقصى حد...



*******************





فقد اتسعت عيناه عن آخرهما، عندما وجده شديد الشبه بنا....




لثوان، حدَّق (جو) ذاهلاً، في ذلك الواقف أمامه....
كان ذهنه، في الثانية التي مضت، بين تحرّك رتاج الباب، ودخوله، قد رسم له ألف صورة وصورة....
رسمها خياله المذعور....
ورسمتها عشرات من أفلام الخيال العلمي، التي تجعل كائنات الفضاء تبدو دوماً في صورة مخيفة....

تصوره أشبه بحشرة هائلة....
أو بديناصور مفترس.....
أو كشيء أشبه بالبشر....
شيء أزرق.....
أو أحمر....
أو أخضر.....

له ثلاثة أرجل.....
أو ست عيون....
أو مخالب وأنياب....

لذا؛ فقد اتسعت عيناه عن آخرهما، عندما وجده شديد الشبه بنا....
بالبشر....

كان رجلاً هادئ الملامح، قوي البنية، له رأس أصلع، إلا من شريط من الشعر، يمتد من منتصف رأسه المستديرة إلى ما خلفها......

وكان يرتدي حلة سوداء أنيقة، على ياقتها بطاقة، تحمل صورته، مع رقم بحروف كبيرة، وفي ركنها شريط أحمر قان....
باختصار، كان يبدو كرجل رسمي، يلتقي به في مكتب من مكاتب الأمن....

ولثوان، وقف ذلك الرجل صامتاً، و(جو) يحدَّق فيه ذاهلاً؛ حتى بدأ هو الحديث، هاتفاً بصوت مبحوح:
- ماذا تريدون مني؟!..
أجابه الرجل في صرامة:
- اهدأ يا (جوزيف).

حدَّق فيه (جو) بذهول أكثر...
لقد كان يتوقع منه أية لغة؛ إلا تلك اللغة، التي نطق بها عبارته....
كان يتوقع صوتاً كالصفير....
أو كفحيح الثعابين....
أو زمجرة الوحوش....

كان يتوقع لغة غير أرضية....
ولكن ما جاءه وما سمعه كان لغة أرضية تماماً.....
لغته....
اللغة العربية....
وبلهجة مصرية خالصة....

ولقد تراجع (جو) بحركة حادة، عندما سمع الكلمة؛ فاستطرد الرجل في هدوء، حاول أن يخفف فيه من صرامته:
- أصدقاؤك يخاطبونك بـ (جو).... أليس كذلك؟!..
شحب وجه (جو)، وهو يسـأله:
- هل تعرفني؟!..
أجابه الرجل في سرعة:
- بالتأكيد.

ازدرد (جو) القليل من لعابه في صعوبة، قبل أن يقول، في صوت أشد شحوباً من وجهه:
- كنتم تراقبون كوكبنا منذ زمن طويل إذن.

حدَّق الرجل فيه لحظة، ثم انفجر ضاحكاً.....
ومع ضحكاته، انتفض جسد (جو)...
انتفض....
وانتفض....
وانتفض....

أما الرجل؛ فقد أنهى ضحكاته، وهو يردد:
نعم.... كانت مركبة فضائية بحق




- كوكبكم؟!... ألست من كوكب الأرض مثلنا يا (جو).

ارتجف صوت (جو)، وهو يغمغم:
- مثلكم؟!... هل تعني؟!..

قاطعه الرجل، وهو يتجه نحوه، في خطوات رصينة:
- نعم... مثلنا.... ما الذي تصوَّرته بالضبط؟!.. هل تدمن مشاهدة الأفلام الخيالية أم ماذا؟!..

تراجع (جو)، في حركة غريزية، وهو يغمغم:
- على العكس..

مرة أخرى قاطعه الرجل، وهو يواصل اتجاهه نحوه:
- آه.... نسيت.... ملفك يقول: إنك واقعي للغاية.
اتسعت عينا (جو)، وهو يغمغم:
- واقعي.

كان يواصل تراجعه، حتى التصق بالجدار البارد، فابتسم الرجل، وتوٌّقف لحظة، ثم جلس على طرف الفراش، قائلاً:
- لدينا ملف كامل عنك... وعن كل الشخصيات المتميزَّة مثلك.
غمغم (جو) في دهشة مذعورة:
- مثلي أنا؟!..

أشار إليه الرجل، قائلاً:
- أنت خبير في التوجيه الصوتي.... أليس كذلك؟!..
قال(جو)، في بطء حذر:
- ليس هذا اسمه العلمي.

هزَّ الرجل كتفيه، وهو يقول:
- المهم أنه كيفية تحديد مطلب أي كائن، من خلال ما يصدره من أصوات... أليس هذا هو المعنى؟!...

غمغم (جو)، في حذر أكثر:
- إلى حد ما....

التقط الرجل نفساً عميقاً، وقال في ارتياح:
- عظيم.

حدَّق فيه (جو)، دون أن يجرؤ على سؤاله عمَّا يعنيه؛ ولكن جسده انتفض مرة أخرى، عندما عاد الرجل ينهض واقفاً، وهو يسأله، وقد استعادت لهجته صرامتها:
- أخبروني أنك قد رأيت ذلك الشيء يا (جو)

واتسعت عينا (جو) عن آخرهما....
وسقط قلبه بين قدميه....
إذن فلهذا اختطفوه....
لقد رآهم....
وأدرك وجودهم.....

استعاد مرة أخرى ثقته، في أن الواقف أمامه ليس أرضياً....
إنه كائن من كوكب آخر....
كائن يتخذ هيئة البشر....

لقد رأى هذا كثيراً، في أفلام الخيال العلمي الهزلية.....
دوماً ما تنتحل الكائنات الفضائية هيئة البشر؛ حتى يمكنها خداعهم، والسيطرة عليهم....
دوماً....

وكمحاولة للدفاع عن كيانه، تمتم (جو)، في صوت نافس وجهه شحوباً:
- لم أر شيئاً.
عاد الرجل يقترب منه، قائلاً بنفس الصرامة:
- بل رأيت...

حاول (جو) أن يتراجع؛ ولكن هذا كان شبه مستحيل؛ لأنه يلتصق بالجدار بالفعل؛ لذا فقد انكمش في مكانه، والرجل يواصل الاقتراب منه، حتى صار أمامه مباشرة، وتطلَّع إليه، مضيفاً:
- رأيت المركبة الفضائية.

واتسعت عينا (جو) أكثر وأكثر....
مركبة فضائية!!.... إذاً لقد كان ما رآه صحيحاً...
هناك مركبة فضائية، أو طبق طائر، طاردته القوات الجوية في سماء مدينة (الرحاب)، وأسقطته....

لقد كان ما رآه صحيحاً تماماً....
ودون أن يدري، وجد نفسه ينقل ما يدور في ذهنه إلى لسانه، وهو يغمغم:
- إذن فهي مركبة فضائية بحق!

ابتسم الرجل ابتسامة ظافرة، توحي بأنه قد حصل على ما أراد، ومد يديه نحو (جو)، فازداد هذا الأخير انكماشاً؛ ولكن الرجل ألصق راحتيه بالجدار، على يمين ويسار رأس (جو)، ومال نحوه أكثر، حتى كاد يلتصق به، وهو يتطلَّع إلى عينيه مباشرة، قائلاً:
- نعم.... كانت مركبة فضائية بحق.... وقد سقطت على مسافة ثلاثة كيلو مترات فحسب، من مدينة (الرحاب) حيث تقيم، ولكننا نجحنا في السيطرة على الموقف في سرعة

غمغم (جو) في شحوب:
- قالوا: إنها طائرة سقطت و.....
قاطعه الرجل:
- أنت تعلم ما يحدث، في مثل هذه الأمور.... الحكومات دوماً تخفي ما يحدث....
وصمت لحظة، ثم عاد يكررَّ، في صوت صارم:
- أنت تعلم هذا.... أليس كذلك؟!..
غمغم (جو):
- بلى.

تراجع الرجل، وعيناه تتألقان، ثم أدار ظهره، وهو يقول:
- ولكننا نحتاج إليك.
سأله (جو) في سرعة، ودون تفكير:
- أنتم من؟!..

صمت الرجل لحظات، وهو يوليه ظهره، ثم أخرج من جيبه شيئاً صغيراً، في حجم أصبع اليد، ضغط عليه، وهو يلتفت إلى (جو) قائلاً:
- نحن... ألم تدرك بعد من نحن؟!..

واتسعت عينا (جو) عن آخرهما....
فما حدث بعدها، كان هو الدهشة.....
بعينها.

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
قديم 30-08-10, 07:41 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : amedo_dolaviga المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي

 

Jan 6 2010
انكمش عماد وأشرف على نحو مثير للشفقة




انكمش (عماد) و(أشرف) على نحو مثير للشفقة، في مقعدين كبيرين، داخل تلك الحجرة الواسعة، في مبنى يجهلان ماهيته بالضبط، وبدا وجهاهما شاحبين ممتقعين، وهما يحدقان بعيون متسعة في الرجال الصامتين الذين وقفوا داخل الحجرة جامدين، كما لو أنهم تماثيل من الصلب، ترتدي حللاً سوداء متشابهة، ومناظير شمسية داكنة، على الرغم من وجودهم داخل حجرة مغلقة، بعيداً عن الشمس تماماً.....

ثم انتفض جسداهما في شدة، عندما انفتح الباب فجأة، ودخل منه ذلك الرجل، الذي اعتقلهم جميعاً في نقطة شرطة (الرحاب)....


كان هادئ الملامح، كما ظل طوال الوقت، يتحرك في ثقة واعتداد، وينظر إليهما بنظرة خاوية، لا تحمل أية انفعالات واضحة....


وعندما تحدَّث، كانت لهجته هادئة كملامحه، وهو يقول:
- هل أحضر لكما ما تتناولاه؟!...


حدَّقا فيه في شيء من الذعر، وبدا لهما الموقف كله غير متناسب مع عبارته، وخاصة عندما أردف، مع ابتسامة هادئة:
- الساعة شارفت على الثالثة، ولا ريب في أنكما جائعان، ولدينا هنا مطعم صغير؛ ولكنه يقدم وجبات شهية.
غمغم (أشرف)، في لهجة أقرب إلى البكاء:
- هنا؟..


تجاهل الرجل تعليقه هذا تماماً، والتفت إلى (عماد)، يسأله:
- ما رأيكما؟!..


غمغم (عماد) في صوت مرتجف:
- أريد العودة إلى منزلي...
لم تبد على الرجل أية انطباعات للكلمة، واتجه في هدوء إلى مقعد يواجههما، وجلس عليه قائلاً:
-هل أساء إليكما أحد هنا؟!.
غمغم (عماد):
- وجودنا هنا، في حد ذاته، إساءة..
اندفع (أشرف) يضيف في توتر:
- إننا محتجزان على الرغم من إرادتنا..


أومأ الرجل برأسه متفقاً ومتفهماً، وهو يقول:
- للأسف..
لم يفهما بالطبع ما يعنيه أسفه، ولكن (عماد) استجمع شجاعته، وسأله في حذر:
-هل تعني أنه باستطاعتنا الرحيل؟!..


استدار إليه الرجل، بنفس النظرة الخاوية، وتطلَّع إليه بضع لحظات، ثم قال في هدوء:
- بالتأكيد...


انفرجت أساريرهما في فرحة لهفة؛ ولكنه استدرك في صرامة:
- ولكن ليس الآن..
عادا ينكمشان، و(أشرف) يقول، وقد ترقرقت عيناه بالدمع فعلياً:
- متى إذن؟!..


صمت لحظات طوال هذه المرة، ثم بدا صوته شديد الصرامة، وهو يجيب:
- عندما أتلقى الأوامر بهذا..
" أوامر من بالضبط؟!....."


هتفت (إيناس) بالسؤال في عصبية، عندما كررَّ الأمر عليها، في الحجرة التي يحتجزونها فيها وحدها، بعد دقائق قليلة؛ فعقد ساعديه أمام صدره، وبدا شديد الصرامة، وهو يجيب:
- حتى هذا، لا يمكنني أن أخبرك به.


شعرت (إيناس) بغضب شديد في أعماقها، إلى الحد الذي جعلها تصرخ في وجهه:
- ماذا تخفون بالضبط؟!...


من الواضح أن سؤالها أتى في الصميم مباشرة؛ فقد اتسعت عينا الرجل، وتخلى عن ملامحه الجامدة فجأة، وهو يقول:
- نخفي؟!...
صاحت فيه:
- من الواضح أنكم تفعلون كل هذا ؛ لإخفاء شيء ما.... شيء يتعلق بــ.....
بترت عبارتها دفعة واحدة، في توتر بالغ، فمال الرجل نحوها، يسألها في غلظة:
- بماذا؟!...


إيناس: هل رأيت ذلك الشيء بنفسك؟!..




ترددَّت لحظة، ثم اندفعت قائلة:
- بالطبق الطائر...
تراجع في حركة حادة، وهو يرددَّ مندهشاً:
- طبق طائر؟!..


أدركت أنها قد بلغت نقطة اللاعودة، وأنه لا جدوى من محاولة التراجع، فتابعت في توتر شديد:
- ذلك الشيء، الذي رآه (جو)، والذي طاردته المقاتلات الحربية فوق (الرحاب)، والذي صنع هذه الفرقعة القوية، التي تجاوزت المعتاد....


انعقد حاجباه، وهو يتراجع محدَّقاً فيها، مما ضاعف من توترها، فأردفت في عصبية:
- لقد اعتقلتم كل من وصله الأمر، حتى ضابط الشرطة نفسه..


خفض الرجل عينيه، وبدا لحظات وكأنه يدرس الأمر كله، قبل أن يرفع بصره إليها في حركة حادة، قائلاً:
- ماذا تعرفين أيضاً؟!...


نظرته هذه المرة حبست الكلمات في حلقها، وعقدت لسانها، فتمتمت في خفوت متوتر:
- لا شيء...
مال نحوها، على نحو جعلها تتراجع في خوف، وهو يسألها في صرامة:
- من أخبرت أيضاً بهذا؟!... والديْك، أم والديْ(جو)؟!...


ارتجفت بشدة، وهي تهتف:
- لم نخبر أحداً.... أقسم لك.


بدا الشك المطلَّ من عينيه واضحاً، وهو يحدَّق في عينيها مباشرة، قبل أن يتراجع، ويهدأ صوته، وهو يقول:
- هل رأيت ذلك الشيء بنفسك؟!..


ارتبكت في توتر، وهي تجيب في حذر:
- (جو) رآه.
كررَّ في حزم:
- هل رأيته بنفسك؟


صمتت لحظات، ثم أجابت في إصرار:
- لو قال (جو) إنه رآه، فقد رآه.
هزَّ رأسه في بطء، قائلاً:
- أو توهَّم أنه رآه..


غمغمت، وقد تضاعف حذرها:
- توهَّم؟!...
أشار بيده، قائلاً:
- سأخبرك بالحقيقة.... كلها.


أدهشها قوله هذا، فتمتمت، وحذرها يتزايد:
- هل ستخبرني بها حقاً؟!..
هزَّ كتفيه، قائلاً:
- لن يحدث هذا فارقاً.


وصمت لحظة، ثم أضاف في صرامة:
- فلن تغادروا هذا المكان، حتى ينتهي الأمر...


اتسعت عيناها في ذعر، لم يلبث أن تحوَّل، إلى غضب شديد، جعلها تهتف في حدة:
- ماذا فعلتم بـ (جو)؟!...
تجاهل الرجل سؤالها تماماً، وهو يقول:
- ما رآه (جو) في الواقع هو طائرة تجريبية جديدة، نجري تجاربنا عليها في سرية بالغة.


هتفت في حدة مكررة:
- ماذا فعلتم به؟!..
مرة أخرى، تجاهل سؤالها تماماً، وواصل، وكأنه لم يسمعها:
- إنها طائرة تسير بخمسة أضعاف سرعة الصوت، وهذا يعني أن تخترق حاجز الصوت في عنف، يصنع هذه الفرقعة القوية.


قالت في حدة شديدة:
- هذا لا يجيب سؤالي..


أحنقها أن تجاهل عبارتها على نحو تام، وواصل:
- ومن الخطر أن نعلن عن هذه الطائرة الآن، و....


صاحت تقاطعه في غضب:
- هراء... كل ما تقوله كذب.... الأقمار الصناعية تراقب (مصر) طوال الوقت، وطائرة كهذه لا يمكن صنعها أو اختبارها، دون أن يشعر أحد.


توقَّف يلتفت إليها في صرامة، فتابعت، وهي تتراجع بحركة غريزية متوترة:
-ومن المؤكد أن (جو) ليس الوحيد الذي رصد ما حدث، ولا أحد يجري تجاربه على طائرة سرية، فوق مدينة سكنية كبيرة.... ربما فوق الصحراء، أو....


قاطعها ذلك البريق الذي تألق في عينيه فجأة، وذلك الصوت شديد الاختلاف، الذي خرج من بين شفتيه، وهو يتجه نحوها، قائلاً:
- من الواضح أنك شديدة الذكاء.... وهذا خطر كبير.


واكتسبت لهجته قساوة مخيفة، وهو يضيف:
- كبير جداً...
وبكل رعبها وذعرها، أطلقت (إيناس) صرخة مدوية....
صرخة هزَّت كيانها كله....
ولم يسمعها أحد....
على الإطلاق.

************

Jan 13 2010
اتبعني




فجأة، وبلا مقدمات، ومع التفاتة ذلك الرجل، اختفت تلك الشاشة الكبيرة....
وشهق (جو)، وهو يتراجع في حركة حادة....
واتسعت عيناه في ذهول....
وبكل ما تفجَّر في أعماقه من انفعالات، حدَّق (جو) في ذلك الممر الطويل، الذي انكشف خلف الشاشة الكبيرة، فور اختفائها...
كان ممراً طويلاً، يبدو وكأنه بلا نهاية.....

وفي ذهول مذعور، التفت (جو) إلى ذلك الرجل، بنظرة ملؤها التساؤلات والتوتر؛ فأشار الرجل إلى الممر، وهو يقول:
-من بعدك يا سيد (جو)..
هز (جو) رأسه نفياً في قوة، وقال:
-أنت أولاً يا سيد....
تردَّد منتظراً أن يجيبه الرجل، إلا أن هذا الأخير تجاهل هذا التلميح تماماً، وهو يقول:
- لا بأس..
اتجه في خطوات واثقة إلى الممر، وهو يقول في حزم:
- اتبعني..

تردَّد (جو) بضع لحظات؛ إلا أنه لم يبد له هناك أي مخرج من الأمر؛ فتبع الرجل في خطوات متردَّدة، وما إن وضع قدمه على أرضية الممر، حتى انتفض جسده في قوة....
لقد كانت أرضية متحركة....
أرضية حملتهما عبر الممر، و(جو) يقول في توتر:
-أين نحن بالضبط؟!...
أجابه الرجل في بساطة، دون أن يلتفت إليه:
- في (مصر)..
هتف في توتر:
- (مصر).... أهذه (مصر)؟!..

لم يشاهد ملامح الرجل، وهو يجيب في هدوء:
- ولماذا لا تكون كذلك؟!...
أجابه (جو)، في شيء من الحدة:
- ألدينا أشياء مثل هذه في (مصر)؟!..
أومأ الرجل برأسه إيجاباً، دون أن يلتفت إليه، وأجاب:
- أنها ليست تكنولوجيا متقدَّمة.... والمفترض أن مثلك يمكنه استيعاب هذا في سهولة.
غمغم (جو):
- حقاً!!...

حملت غمغمته من الاستنكار، أكثر مما حملته من التساؤل، فتابع الرجل بنفس الهدوء:
- الحجرة التي كنت بها، مصنوعة من معدن مصقول ومضغوط؛ لتفادي تلوث أساسها بالبكتريا، وهذا مجرَّد سير متحرك، و.....


قاطعه (جو)، في شيء من العصبية:
- والشاشة الكبيرة التي اختفت، دون أن تترك أي أثر؟!...
أجابه في بساطة:

- إنها شاشة هولوجرامية جديدة، أنتجتها شركة (سوني)، ولو تابعت موقع (يوتيوب) بضعة أيام في تركيز، ستجد ما هو أكثر غرابة.

غمغم (جو) في تردّد:
- إذن فتلك الشاشة...
قاطعه الرجل، مجيباً:
- لم تكن موجودة أبداً.... إنها مبتكرة؛ لإخفاء مدخل الممر فحسب.

سأله (جو)، وتوتره يتزايد:
- وإلى أين يقودنا هذا الممر؟!...
أجابه في حزم:
- إلى القاعة.
سأله (جو) في سرعة:
- أية قاعة؟!..
سكت الرجل طويلاً، قبل أن يجيب في صرامة:
- ستعرف بعد قليل.

كان جيش من العلماء يحاول فحص ذلك أو فهمه على الأقل





عقد (جو) حاجبيه في شدة، ولم يرق له هذه الجواب الصارم أبداً، ولكنه كتم غضبه هذا في أعماقه، واكتفى بتأمل ذلك الممر الطويل، الذي تحمله الأرضية المتحركة مع الرجل عبره...

كان ممراً مصنوعاً من ذلك المعدن المصقول ذاته، توَّزعت فيه مصابيح صغيرة على امتداده، بحيث تضيئه إضاءة متوسطة، لا هي بالهادئة، ولا هي بالشديدة، وباستثناء هذه المصابيح الصغيرة، لم تكن جدران الممر تحوي أي شيء آخر....
أي شيء على الإطلاق...
ولقد كان الممر طويلاً بحق....
طويل، حتى أنه استغرق منهما اثنتي عشرة دقيقة كاملة، قبل أن تتوقَّف أرضيته فجأة، وهما يقفان أمام باب كبير، مصنوع من المعدن نفسه....

وفي هدوء، مال الرجل، وحدَّق في دائرة صغيرة، انطلق منها شعاع ليزر دقيق، فحص قزحية عينه، قبل أن ينفتح الباب في بطء....
كان (جو) ينوي سؤاله عن تلك التكنولوجيا أيضاً، ولكن ما رآه خلف هذا الباب الكبير، جعل عينيه تتسعان في شدة....
لقد كان على حق....
كان على حق تماماً....

وذلك المشهد أمامه، كان يثبت هذا....
فهناك، وفي منتصف القاعة تماماً، ووسط جمع كبير من العلماء، الذين يتحركون في نشاط واهتمام كبيرين، ولم ينتبهوا حتى لدخولهما، كان ذلك الشيء يستقر....
ذلك الطبق الطائر، الذي رآه بنفسه....

الطبق الذي أسقطته المقاتلات المصرية، على مقربة من مدينة (الرحاب)....
وكان أثر إصابته واضحاً، في الجزء الأيسر الخلفي منه...
المدهش أنه لم يكن، على الرغم من إصابته، يستقر على أرضية القاعة....
بل كان يسبح فوقها.....

بوسيلة تكنولوجية ما، كان الطبق يسبح على نحو مضاد للجاذبية، على ارتفاع متر ونصف المتر من الأرضية.....
وكان من الواضح أن ذلك الجيش من العلماء، كان يحاول فحص ذلك، أو فهمه على الأقل.....
وبكل انفعاله، هتف (جو):
- إذن، فقد كنت على حق..
أجابه الرجل في هدوء، لم يخل من الحزم:
- أنت على حق منذ البداية..

التفت إليه (جو) في دهشة، هاتفاً:
- لماذا إذن...
لم يمنحه الرجل فرصة لإتمام تساؤله، وهو يقول:
- كان لابد من منعك من نشر الخبر..

اتسعت عينا (جو)، وهو يقول:
- ماذا تعني؟!...
جلس الرجل في هدوء، على مقعد قريب، وقال:
- اطمئن.... رؤيتك لتلك المركبة الفضائية العجيبة، ليست سبب إحضارنا لك هنا..
سأله (جو)، في تردَّد وتوتر:
- لماذا إذن؟!...

ظل الرجل يتطلَّع إليه لحظات في صمت، قبل أن يجيب في حزم:
-لست أنا من سيخبرك بهذا.
سأله في عصبية:
- من إذن؟!...
أجابه في صرامة:
- انتظر.

التقط (جو) نفساً عميقاً في عصبية، وأشاح بوجهه؛ ليراقب ذلك الطبق الطائر العجيب....
المفترض علمياً، ألا يطلق عليه ذلك الاسم البدائي، الذي بطل استخدامه منذ عقود من الزمن.....
إنه ليس طبقاً طائراً، بل جسم مجهول الهوية....
جسم وصل إلى كوكبنا....
وطاردته مقاتلاتنا.....
وأسقطته.....

كان يشك في هذا في البداية، والآن هو واثق....
واثق تماماً مما رآه....
ومما يراه أمام عينيه الآن....
لكن حتى هذا لا يجيب تساؤله الأساسي...
لماذا أحضروه إلى هنا؟!....
لماذا؟!...
السيد (جو).....

أتى الصوت من خلفه حازماً، فالتفت إلى صاحبه في حركة حادة، وللوهلة الأولى بدا له الرجل مألوفاً بشدة، ثم تذكر أنه رآه أكثر من مرة، في برامج تليفزيونية علمية عديدة....
إنه مستشار رئيس الجمهورية.....
المستشار العلمي للرئيس....

كان يتطلَّع إلى عينيه مباشرة، وهو يقول في هدوء رصين، وفي صوت قوي، أضفى عليه مهابة عميقة:
- مرحباً بك خنا.
سأله (جو) في توتر:
- وما هو هنا هذا بالضبط؟!..
أشار الرجل بيده حوله، وهو يقول:
- إنه مقر خاص للطوارئ، لم يخطر ببالنا قط، أن نستخدمه في أمر كهذا.
سأله (جو) بفراغ صبر:
- ولم أحضرتموني إليه بالضبط؟!..
أجابه الرجل في بساطة:
- لأننا نحتاج إليك.
سأله في سرعة متوترة:
- فيم؟!..

ولم يجب المستشار العلمي؛ وإنما أشار بيده إلى ركن بعيد، فأدار (جو) بصره معه، إلى الركن نفسه.....
واتسعت عيناه عن آخرهما في ذهول، أقرب إلى الصدمة.....
فما رآه هناك، في ذلك الركن، كان أمراً مذهلاً.....
وبكل المقاييس.

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
قديم 30-08-10, 07:43 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : amedo_dolaviga المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي

 





سيدة (إيناس)... من الواضح أنك قد أسأت فهم ما يحدث هنا




لماذا أطلقت هذه الصرخة؟!...
ألقى الرجل سؤاله، في صراحة غاضبة، على (إيناس) التي واصلت تراجعها بعينين متسعتين، وهي تقول في خوف عصبي:
- ملامحك
سألها، وقد غلب غضبه صرامته:
- ماذا عنها؟!
ارتجف صوتها في شدة، وهي تقول:
- تصورت أنك... أنك...
صاح فيها:
- أنني ماذا؟!
صرخت في عصبية:
- أنك ستقتلني...


اتسعت عينا الرجل، في دهشة كبيرة، وحدق فيها لحظات غير مصدق،

وهو يغمغم مستنكراً:
- أقتلك!!
واصلت تراجعها في خوف، في حين خفض هو عينيه، وبدا مستغرقاً في التفكير لحظات، قبل أن يقولا في لهجة، استعادت الكثير من الهدوء والحزم:
- سيدة (إيناس)... من الواضح أنك قد أسأت فهم ما يحدث هنا.
قالت في حدة:
وهل حاول أحدكم تفسيره لي؟!
- هز رأسه لحظات، وتمتم:
- أنت على حق.

ثم رفع عينيه إليها مرة أخرى، وقال متابعاً:
- أظن أن ما ننشده في زوجك، يعطيك الحق في معرفة الحقيقة... أو جزءاً منها على الأقل.
سألها في توتر شديد:
- وماذا تريدون حقاً في (جو)؟!

صمت لحظات، وكأنه يجري بعض الحسابات في ذهنه، ثم لم يلبث أن قال في حزم:
- سأخبرك..
"لست أصدق هذا!!! ..."
غمغم (جو) بالعبارة في اللحظة نفسها، في تلك القاعة التي حوت المركبة الفضائية الطائرة، وهو يحدق فيما بدا أنه حجرة زجاجية كبيرة، وضع بها ما يشبه بعض الأثاث، واستقر فيها ذلك الكائن...
وكان أشبه كثيراً بالبشر...

ولكنه لم يكن حتماً بشرياً...
وكانت له ملامح عجيبة، أشبه بملامح إنسان نايندرثال*، مع عينين واسعتين، وجبهة عريضة بارزة...
وكان يبدو يائساً بائساً، يرتدي شيئاً، أشبه بحلة فضائية من قطعة واحدة، ذات لون برتقال زاهٍ، ولقد استدار إليه في بطء، وحدق فيه وفي ذلك الرجل لحظات، قبل أن تتحرك شفتاه بشيء ما...

شيء لم يسمعه (جو)، ولم يهتم حتى بمعرفته، وهو يسأل الرجل في دهشة شديدة التوتر:
- ما هذا؟!
أشار الرجل بيده، مجيباً:
الناجي الوحيد من الحادث.

غمغم (جو) وكأنه لم يفهم ما قيل:
- الحادث؟!...
أشار الرجل بيده مرة أخرى، وقال:
- الحادث الذي شاهدته أنت... أو الذي شاهدت بداياته على الأصح.

* هامش: اسم يطلق على إنسان ما قبل التاريخ، والذي تمت العثور على بقاياه وجمجمة وبعض أدواته، منذ أكثر من قرن من الزمان، لتشير إلى ما كان عليه التكوين البشري، في عصور ما قبل التاريخ.


إنهم حتى لا يعلمون بوجود هذا الكائن أو حتى مركبته الفضائية




غمغم (جون) في لهجة تجمع بين الذهول واللهفة:
- أتقصد ذلك الـ...
قاطعه الرجل قبل أن يكمل، وقال في حزم:
- لقد طاردته قواتنا، ونجحت في إسقاطه على الرغم من مناوراته المدهشة، وعند سقوطه لقي اثنان من طاقم الثلاثي مصرعهما، وبقي هذا.

اتسعت عينا (جو) وهو يقول:
- أتعني أن هذا...
قاطعه الرجل مرة أخرى:
- كائن من الفضاء الخارجي... أجل.

مرة أخرى، حدق (جو) في ذلك الكائن، غير مصدق ما تراه عيناه...
أهذه حقيقة؟!
أما رفض طيلة عمره تصديقه، هو حقيقة فعلية؟!...
أتوجد بالفعل كائنات عاقلة أخرى في الكون؟!...
كائنات ذكية...
متقدمة...
تستطيع الوصول إلينا...
أهذه حقيقة؟!

ظل يردد ذلك التساؤل الأخير في أعماقه، وهو يواصل التحديق في ذلك الكائن، الذي نهض من مكانه والتصق بالجدار الزجاجي لغرفته، مسنداً راحتيه شبه البشريتين عليه، وهو يواصل تحريك شفتيه بكلمات، لم يسمح بها الجدار الزجاجي بالعبور...
"لهذا نحتاج إليك"...

قالها الرجل، فانتفض (جو) وكأنما أيقظته العبارة من غيبوبة ما، وقال في توتر:
تحتاجون إليّ؟!
أجابه الرجل:
نعم... نحتاج إلى تخصصك النادر، ودراساتك المتميزة في عالم الصوتيات.
غمغم (جو)، ولم يستوعب عقله الأمر بعد:
- ولماذا؟!
عاد الرجل يشير إلى ذلك الكائن، قائلاً:
- حتى يمكننا التفاعل معه، وفهم ما يحاول قوله طوال الوقت.
غمغم (جو):
- هل تعني...

مرة أخرى قاطعه الرجل، وكأنما يعرف كل أسئلته مسبقاً، وقال:
- دراساتك حول كيفية استخدام الأصوات، التي يصدرها أي كائن، لمعرفة متطلباته، جعلتنا ندرك أنك الشخص الوحيد هنا الذي يستطيع مساعدتنا في هذا.

بدا ذاهلاً غير مصدق لحظات، وهو ينقل تحديقه من ذلك الكائن إلى الرجل، قبل أن يغمغم:
- وهل تعلمون عنها؟!
أجابه الرجل في حسم:
- بالتأكيد... دراسات هامة كهذه، لا يمكنها أن تمضي مرور الكرام... إننا نتابع عملك منذ البداية.
ثم ابتسم، قائلاً:
- ولكنني أصدقك القول، إننا لم نتوقع قط أن نستخدمها في أمر كهذا.
وصمت لحظة، ثم لوح بذراعه كلها، مضيفاً:
- بل لم نتوقع قط حدوث الأمر نفسه.

ظل (جو) يحدق فيه لحظات، في صمت ذاهل، ثم لم يلبث أن أدار عينيه إلى ذلك الكائن مرة أخرى، قائلاً:
- وأين الأمريكيون؟!
سأله الرجل في دهشة:
- وما شأن الأمريكيين بهذا؟!
هز (جو) كتفه، قائلاً في تردد وتوتر:
- المفترض أن لديهم خبرة كبيرة في هذا المجال.
سأله الرجل في اهتمام:
- مجال علم التمييز الصوتي؟!

هز (جو) رأسه نفياً في بطء، وهو يقول في خفوت:
- بل في التعامل مع الكائنات الفضائية.
بدت دهشة كبيرة على وجه الرجل، قبل أن تتحول إلى ضحكة رصينة، وهو يقول:
- من أين جئت بهذا؟!
أجابه (جو)، في تردد أكثر:
- من ...من أفلامهم.

أطلق الرجل ضحكة صاخبة، قبل أن يميل نحوه، قائلاً:
- أستاذ(جوزيف)... إنها مجرد أفلام.
غمغم (جو) وكأن المعلومة أدهشته:
- حقاً؟!

اعتدل الرجل، وهو يقول مبتسماً:
- حقاً... إنهم حتى لا يعلمون بوجود هذا الكائن هنا، أو حتى مركبته الفضائية.
قالها بكل الثقة، دون أن يدري أن عبارته لم تكن حقيقية في الواقع...
وأن تطورات الأمور ستفوق كل توقعاته...
كلها...
على الإطلاق
****************



جلست إيناس على أول شيء صادفها وهي تحدق في وجه الرجل في ذهول....




على الرغم من تصوّرها، أنها قادرة على استيعاب أية مفاجآت، بعدما حدث، عجزت ساقا (إيناس) عن احتمال ثقلها، فتراجعت؛ لتجلس على أول شيء صادفها، وهي تحدق في وجه الرجل في ذهول....
لقد شاهدت آلاف من أفلام الخيال العلمي في حياتها، وقرأت أعداداً هائلة من رواياته، وعلى الرغم من هذا، فلم يدر بخلدها لحظة، طوال عمرها، أنها يمكن أن تواجه شيئاً من هذا.... أبداً...
مركبة فضائية...
كائن فضائي....
رباه... إذن فهي حقيقة....
توجد بالفعل مخلوقات عاقلة أخرى غيرنا، في هذا الكون الفسيح...
مخلوقات قادرة على الوصول إلينا...
تماماً كأفلام الخيال العلمي....
ولكنها في هذه المرة، جزء من الفيلم...
واحدة من بطلاته...
وهذا ما بدا لها دوماً، من رابع المستحيلات...

جلست صامتة، تحدق ذاهلة في الفراغ، والرجل يقف أمامها، محترماً صمتها، متطلعاً إليها في اهتمام، قبل أن يقطع حبل الصمت هذا، مغمغماً:
- الحقائق دوماً أغرب من الخيال.
غمغمت، وهي ترفع بصرها إليه:
- الحقائق؟!
أومأ برأسه إيجاباً، وقال:
- صدقيني يا سيدتي... نحن أيضاً لم نتصوَّر حدوث شيء كهذا أبداً..
تمتمت في شيء من الحذر:
- ولكنكم استعديتم له.
قال في دهشة:
- مطلقاً... من وضع هذه الفكرة العجيبة في رأسك!..
أشارت إلى ما حولها، متمتمة في توتر، لم تحاول حتى السيطرة عليه:
- لقد أعددتم كل هذا.
جلس على مسافة قريبة منها، وهو يقول:
- إنه مقر للطوارئ، لم يخطر ببال مخلوق واحد استخدامه في هذا المضمار.
صمتت لحظات، قبل أن تسأله:
- أين نحن بالضبط؟!
صمت هو أيضاً لحظات، ثم قال في صرامة:
- في مكان ما من أرض (مصر).
همَّت بإلقاء سؤال آخر، فأضاف في صرامة أكثر:
- لقد عرفت كل ما يمكنك معرفته.
ونهض من المقعد، الذي لم يستقر عليه طويلاً، وهو يردف:
- وهو أكثر مما ينبغي.
بدا وكأنه يهَّم بالانصراف، فهتفت في حدة:
- وماذا عن (جو)؟!
ثبت في مكانه لحظات، ثم التفت إليها، قائلاً في صرامة:
- ماذا عنه؟!

في نفس اللحظة، التي نطق فيها عبارته، كان مدير المخابرات العامة المصرية يستقبل مندوباً خاصاً، من السفارة الأمريكية في (القاهرة)، طلب مقابلته على نحو عاجل، وكان يصافحه، قائلاً في حذر هادئ:
- ترى ما سر إلحاح السفارة على هذه المقابلة العاجلة؟!..
جلس مندوب السفارة أمامه، وفتح حقيبته الدبلوماسية الأنيقة، وهو يقول:
- دولتي تطلب تفسيراً لأمور تتجاوز المألوف هنا.
تراجع مدير المخابرات في مقعده، وهو يقول في صرامة حازمة:
- أظن أن ما يحدث هنا، أياً ما كان، هو شأن مصري خالص.
أشار مندوب السفارة بسبَّابته، قائلاً:
- هذا لو أنه شأن مصري.
ثم أخرج من حقيبته الأنيقة مجموعة من الصور، وضعها أمام مدير المخابرات، وهو يضيف:
- ولكنه يبدو لنا شأناً عالمياً.

في صمت تام، وبوجه خال من الانفعالات تماماً، تطلَّع مدير المخابرات إلى الصور في اهتمام..
كان من الواضح أنها مجموعة من صور الأقمار الصناعية، تم التقاطها لمنطقة مدينة (الرحاب)، في توقيت سابق...
صور تنقل، وبكل وضوح، تلك المطاردة، التي دارت في سماء المدينة الجيدة، بين المقاتلات المصرية، وتلك المركبة الفضائية...
ثم تنقل مشهد سقوطها...
ومحاصرة المنطقة، بواسطة قوات الجيش...
ومرحلة نقل المركبة...
و....
" أين أخفيتموها يا سيادة الوزير؟!..."*
قطع مندوب السفارة انتباه مدير المخابرات بالسؤال، فرفع المدير عينيه إليه في صمت، دام بضع لحظات، قبل أن يقول في صرامة:
- أترى ما يدور على أرض (مصر) شأناً عالمياً؟!..
حاول مندوب السفارة أن يبادله صرامة بصرامة، وهو يقول:
- عندما يأتي جسم ما من الفضاء، فهو شأن عالمي.
مال مدير المخابرات نحوه، وهو يقول بمنتهى الصرامة:
- بالنسبة لأي قانون؟!..
تراجع الرجل بحركة حادة مصدومة، وهو يرددَّ مستنكراً:
- قانون؟!
أجابه مدير المخابرات، بنفس الصرامة:
- تدَّعون دوماً أنكم دولة تحترم القانون، ومادمتم قد جرؤتم على دس أنفكم في أمور مصرية بحتة، فلا ريب أنكم تستندون إلى قانون ما... قانون دولي، أو حتى مصري..

لسنا مجرَّد دولة عظمى يا سيادة الوزير... إننا الدولة العظمى الأولى في العالم






وزاد من ميله نحوه، وصرامته تكتسب رنة خطيرة، وهو يضيف، متطلَّعاً بعينين قاسيتين إلى الرجل:
- وإلا فسيعنى هذا أنكم تتدخلون بلا أي سند، ومن غير الممكن طبعاً أن تتصوَّروا أننا سنخضع، أو نقبل بهذا، على أي نحو كان، فقط لأنكم دولة عظمى.
احتقن وجه مندوب السفارة، وهو يقول في عصبية:
- لسنا مجرَّد دولة عظمى يا سيادة الوزير... إننا الدولة العظمى الأولى في العالم... نحن زعماء العالم الجديد.
تراجع المدير قائلاً في حزم:

- هذا لا يعطيكم أي حق، في دس أنفكم في شئوننا.
ازداد احتقان وجه المندوب، وهو يقول:
- اسمعني جيداً يا سيادة الوزير... ما حدث لم يكن مفاجأة تامة لنا... لقد رصدت أقمارنا الصناعية تلك المركبة الفضائية، منذ اقترابها من كوكب الأرض، ولكننا كنا نتوقَّع هبوطها في الولايات المتحدة.
قال المدير، في لهجة صارمة، تحمل رنة ساخرة:
- لأنها زعيمة العالم الجديد..
قال المندوب في حدة:
- كَّلا، ولكن لأن أية مخلوقات عاقلة، تقترب من كوكب الأرض، سترصد حتماً أننا أكثر مناطق الأرض توتراً وتحضراً، وهذا سيدفعها للهبوط لدينا حتماً.
واصل المدير لهجته الساخرة، وهو يقول:
- من الواضح أنها كانت تبحث عن أمر آخر..
بدا وجه المندوب وكأنه سينفجر، من فرط الاحتقان، وهو يقول:
- دعنا نكون صرحاء يا سيادة الوزير.... بغض النظر عن هبوط تلك المركبة هنا؛ فكلانا يعلم جيداً أن (أمريكا) وحدها تملك المعرفة والتكنولوجيا اللازمتين؛ للتعامل مع أمر كهذا.
غمغم مدير المخابرات في هدوء:
- حقاً؟!..
بدت الكلمة ساخرة تماماً، بالنسبة لمندوب السفارة؛ فقال في عصبية شديدة:
- هل يمكنكم إنكار هذا؟!..

طال الصمت هذه المرة، وكلاهما يتطلَّع إلى عيني الآخر في تحد، قبل أن يقول مدير المخابرات في صرامة:
- عندما سقطت مركبة فضائية، عام 1947 م، في بلدة (روزويل) في (نيو مكسيكو)، تكتّمت الأمر تماماً، وحاولت، طوال ما يزيد عن نصف القرن، إنكار حدوثه من الأساس **
هل تعلم لماذا؟!..

لم ينطق مندوب السفارة بحرف واحد، وهو يتطلَّع إلى المدير في عصبية، فتابع هذا الأخير في حزم:
- لأن التكنولوجيا التي حوتها المركبة الفضائية، كانت تفوق كل التكنولوجيا المعروفة في كوكب الأرض بقرن كامل على الأقل... صحيح أنكم لم تستطيعوا فهم معظمها حتى الآن، ولكن ما كشفتم ألغازه، ساعدكم على ربح سباق الوصول إلى القمر قبل السوفيت، الذين سبقوكم في الدوران حوله.
قال المندوب، في عصبية شديدة:
- ما الذي ترمى إليه بالضبط يا سيادة الوزير؟!..
أجابه الوزير في صرامة:
- إن السبب نفسه هو الذي دعاكم إلى هذا التدخَّل السافر... التكنولوجيا... تخشون لو استأثرنا بهذا، أن نتطور تكنولوجياً، أو نمتلك شيئاً لم تتوصلوا إليه، ولا يملكه الإسرائيليون....
كان من الواضح أن استنتاجه، وخاصة الجزء الأخير منه، قد أصاب كبد الحقيقة مباشرة، لذا فقد انتفض المندوب في عنف، وهو يقول في حدة:
- مادمنا قد بلغنا هذا الحد، فاسمح لي أن أنقل الجزء التالي من رسالتنا إليكم، والذي كنت أدخره للنهاية.
ثم نهض بحركة حادة، واستند براحتيه على سطح مكتب المدير، وهو يضيف، بكل ما أمكنه من صرامة:
إننا سنبذل كل جهودنا، للحصول على تلك المركبة الفضائية، حتى لو اضطررنا للحصول عليها...
واشتعلت عيناه، وهو يضيف في غلظة:
- بالقوة.

وضاقت عينا مدير المخابرات في شدة...
وانعقد حاجباه في غضب...
فقد كان هذا يعني أن الأمور تتطوَّر على نحو خطير...
خطير للغاية....
وإلى أقصى حد.

*مدير المخابرات العامة فى منصب وزير سيادي
**واقعة حقيقية..

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القادم, د.نبيل, فاروق, نبيل, قصة, قصيرة
facebook




جديد مواضيع قسم السلاسل الأخرى
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية