كاتب الموضوع :
آخر
المنتدى :
ركن شهر رمضان المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل عبدالرحمن السحيم حفظك الله ورعاك
السؤال
على كل مسلم يعتقد أن الصوم واجب عليه وهو يريد أن يصوم شهر رمضان : النية ، فإذا كان يعلم أن غدا من رمضان فلا بد أن ينوي الصوم ، فإن النية محلها القلب ، وكل من علم ما يريد فلا بد أن ينويه.
والتكلم بالنية ليس واجبا بإجماع المسلمين ، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية ، وصومهم صحيح بلا نزاع بين العلماء.
(ابن تيمية – الفتاوى الكبرى-2/468)
هل أستطيع أن أنوي صيام رمضان من أوله حتى أخره ان شاء الله دون تجديد النية لكل يوم
أو هنا لك تحديد للنية مثلا كل 5 أيام أو غيرها وما القول الراجح في ذلك أفدنا زادك الله من علمه
بارك الله لك في علمك ومالك وولدك وجعلك من السعداء في الدارين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت وزيادة .
يصح صيام رمضان بِـنِـيَّـة واحدة للشهر كله ؛ وذلك لأن صيام رمضان فريضة ، فتكفي فيه النية الواحدة عن الشهر بأكمله .
ولأن الصائم ينوي الصيام مِن دُخول الشهر .
إلاّ أن يقطع الصائم نِـيَّـة الصوم بإفطار لِعُذر ، كَمَرض أو سَفَر ، فيلزمه أن يَنوي استئناف الصيام .
ولذا فإن المسافر يلزمه تبييت النية ؛ لأنه مُتردد بين الصيام والإفطار .
قال ابن عبد البر : وَلَمْ يُخْتَلَفْ عَنْ مَالِكٍ وَابْنِ الْقَاسِمِ أَنَّ الْمُسَافِرَ يَبِيتُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَنَّهُ لَا يُجْزِئُهُ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ إِلَّا إِنْ بَيَّتَهُ مِنَ اللَّيْلِ . اهـ .
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ : وَالْمُغْمَى عَلَيْهِ لَا يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ النَّائِمِ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا نَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ وَقَدْ كَانَ سَهِرَ لَيْلَتَهُ كُلَّهَا فَنَامَ نَهَارَهُ كُلَّهُ ، وَضَرَبَ عَلَى أُذُنِهِ النَّوْمُ حَتَّى اللَّيْلِ أَجْزَأَ عَنْهُ صَوْمُهُ ، وَلَوْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ مِنْ مَرَضٍ حَتَّى يُفَارِقَهُ عَقْلُهُ قَبْلَ الْفَجْرِ حَتَّى يُمْسِيَ لَمْ يُجْزِ عَنْهُ صَوْمُهُ ، هَذَا أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ . اهـ .
ومِن العلماء من يشترط أن تكون النية لكل يوم من رمضان ، بحيث تُبيّت النية من الليل .
قال ابن قدامة : وتَجِب النية لكل يوم . وفي رواية : نِـيَّـة واحدة لجميع الشهر .
فصل : وتُعْتَبر النية لكل يوم ، وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي وابن ال**** .
وعن أحمد أنه تجزئه نِـيَّة واحدة لجميع الشهر إذا نَوى صوم جميعه ، وهذا مذهب مالك وإسحاق ؛ لأنه نَوى في زمن يصلح جنسه لنية الصوم فَجَاز ، كمَا لَو نَوى كل يوم في ليلته . اهـ .
والصحيح أنه يُجزئ فيه نِـيّـة واحدة للشهر ؛ لأن كل مَن وَجب عليه الصيام قد نَوى صيام رمضان كاملا ، فَالـنِّـيَّة معقودة على الصيام .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض
|