من لحمٍ و دمْ

يا سادتي
طفلٌ صغيرٌ
عيناه دهراً لم تنمْ
بيديه أنسامُ البراءةِ
بهما حجرٌ
ليس يعرفه السأمْ
بدمع القهر يرميهِ
بصوتَ السوطِ يلقيهِ
بعزمٍ جمْ
فيداهُ قوسٌ صامدٌ
و الحجرُ سهمْ
سهمٌ برأسهِ الناريِ
طلقاتٌ
بقلب الليل دوًتْ
و استقرًتْ
مات فيها ألفُ أبٍ
ألفُ أمْ
تتناثرُ الأشلاءُ
هذا شِلْوٌ.. ذاكَ شِلْوٌ
ما عُدْنا نعرفُ تلك كانت
هل لخالٍ.. أمْ لعمْ
و الحزنُ عمْ
الطفل بالطرقاتِ سائرْ
و مع جنود الله ثائرْ
بفؤادهِ رسمٌ قديم
من صلاح الدين سيفٌ
من فلسطين العلمْ
فيه كان مجلس الأمن عدمْ
ما عاد بوش فيه الحكمْ
الطفلُ يأبى النومَ
كيف ينامُ من ذاقَ الألمْ؟!
لكنّ أنذالَ العدوِ قالوا..نَمْ
بالرصاصِ بلا مناصِ
سوف تغمض ذي العيون
و لن يُوَجّهُ أيٌ لومْ
قالوا... نمْ
يا درّةَ الشهداءِ هلّا أعرْتنا
من قلبِك الصنديدِ بعضَ دمْ؟!
كي نقوَى يوماً
إن سُئِلْنا ما نكون؟
أن نَرُدّ بملإ فمْ
نحن بشرٌ مثلكُم
من لحمٍ... و دمْ!!!