المنتدى :
الارشيف
أنـا وهـو
لَم تَعرفيني
لم تَسكني حُزني ولم تَتمزقيني
ما زلتِ خارجَ خارجي
أو أنتِ داخلَ داخلي
مُحتارةٌ بيني وبيني دونَ أن تتلمّسيني
ما زلتُ بينَ يديكِ ماءً أو هواءً أو سرابا
أو خيالا من عجينِ!
ما زلتِ لمّا تعشقيني!
أنا آخَرٌ
غيري استقرّ بروضِ قلبكِ، هانئا بزهورِك الخَجلى،
ولم تتخيريني
وتؤكدينَ بأنه مثلي:
يُحبُّك ألفَ أمنيةٍ،
وألفَ مدينةٍ عذراءَ في غدِه،
وألفَ قُصاصةٍ من مجدِه الماضي،
وألفَ ربابةٍ، غنّت لعينيكِ اشتياقا في صبابتِهِ، تريدكِ أن تضميني
عيناه عيناي المسافرتانِ فيكِ،
وقلبُه قلبي الذي هو يشتهيكِِ،
وثَغرُه شِعري الذي بالليلِ يغزلُ دفئَه كي يحتويكِ
وكلُّ شيءٍ فيه فيّ، كأنه أضحى قريني!
لا ليسَ مثلي، ليسَ يُشبهني، ولا أضحى أنا
حتى ولا جارَى فُتوني
لم يقتربْ مني ولا ناجى جنوني
هو قِشرةٌ حولي وأنتِ عَشِقْتِها
لم تُنْـشِبي فيها أظافرِكِ الغيارى
فانبُـشيها الآنَ حتى تَبلُغيني
واستأذني حزني على عتباتِ نفسي،
وادخلي خوفي، وهيمي في ظنوني
فلتخلعي دنياكِ عنكِ الآنَ،
سيري فوقَ شوكي،
قبّلي جمري،
تَعالَي واسكنيني!
لا تخجلي مني إذا عَرّيتِنِي مِنّي
لا تَفزعي مني إذا لم تعرفيني!
فأنا أنا، وأنا الذي أهواكِ في ضَعفي وضَعفِكِ، وارتجافِكِ في شُجوني
فاستقبلي مني جبالَ الهمِّ هيا واحمليني
ولتُؤنسيني في مجاهلِ وَحشتي، واستعذبيني
وتفرّدي في عُزلتي عن عالمٍ ما زلتُ أمقتُه سواكِ،
ومازجيني
وتمدّدي بقِفارِ آلامي
جِنانا من خمائلِ عشقِكِ المحمومِ يرويها الندى،
واستوطنيني
تُوهي بخارطتي وكوني قِبلتي عبرَ السنينِ
ولتحضِني عُنفي، وفي ضعفي أقيلي عثرتي واستلهميني
بُثّي على شفتيكِ ناري إن ذَوَيْتُ وقَبّليني
وتمنّعي عني إذا عصفَت رياحُ الشوقِ، عفّي في مُجوني
ذوبي كما ذوّبتِني، واستخلصيني
وانسيه كي تتذكريني
أنا لم أكُنْه فلا تكوني!
محمد حمدي غانم
6/7/2010
|