المنتدى :
الشعر والشعراء
قصيدة الوداع : غازي القصيبي
من على سرير المرض في أميركا ، ، كتب الشاعر والروائي السعودي غازي عبد الرحمن القصيبي قصيدة الوداع التي ربما سيجتاز بها هذه المحنة أم لا. وهي محنة غادرة متى سقط فيها المرء يصعب أن يكابر وينجو. لكن الجميل في الشاعر إن لديه القدرة على مواجهة هذه المصيبة بشجاعة دفعته إلى كتابة القصيدة.
أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الآلام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبل الشروق
وحسبي الله بعيد الأصيل
وحسب الله إذا رضّني
بصدره المشؤوم همّي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجى سيّدي
أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاَ، ها أنا
أعود إذ لم يبقَ إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فاغفر أيا ربّ لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل
أرتّل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً في الاهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤذنّي في الليل صوت الخليل
هديل* بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني ... هديل.
.................................................. .......................
*هديل: صغرى بنات الشاعر.
|