كاتب الموضوع :
❀| ℓįgнт sPįяįт ~
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
عَبْقُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ آلْذَّكْرَيّاَتْ..!!
ألا وَ قّدّ ذَبِلْتُ فَهَل من أحدِ يُعيد ُ إليّ حيآتي..!!
صَبْاحٌ عابِثٌ انعكس وَهْجُ شِمْسِه على بُحيرة عَذِبةٍ ،تَبعثرت فوقها زهرة كاميليةِ حمراء، تربعت فوقها قطراتُ النّدىآ بوجدانية ..
تساقطت خُصلات شعرها الثلجي على عينيها فغدت كستار يخفي روعتهما وجاذبيتهما المميتة وقد شدّت بقبضتها على سكين لامعة فضية رفعتها إلى فوق شيئاً فشيئاً ووجهتها إلى قلبها الذي اعتصر حزناً إلى أن تشبع باليأس العميق ..رفعت رأسها فرأته يجحدها بنظراتِ حائرة معاتبة ، قطبت حاجبيها بعزم زائف فنطق بصوتٍ متألم:- لن تفعليها أليس كذلك ؟!
قربت السكين من صدرها أكثر وهي تجيب بعزم كآذب وقد تلاعب النسيم بخصلات شعرها:-بل سأفعلها..قربت السكين منها أكثر حتى لم يبق بينها وبين قلبها شيء ثم أردفت بصراخ :- سأنتحر..فقد ذبِلتُ ويئستُ وما من أحدٍ يُعيدُ إليّ حياتي..سلاسل الندم تقيدني وتلك الذكريآت لاتنفك لتجتاحني .
حرك رأسه يمنة ويسرة بقنوطِ لتتناثر تلك الدموع في الهواء وكأنها لآئلئ سقطت من عقدِ لؤلؤي ..شدّ قبضته صاراً على أسنانه بألم ثم خطا إلى الأمام خطىً حثيثة تسبق هذه الأخرى إلى ملامسة عتبة باب سطح منزلها وهو يقول بصوتٍ متحشرج :- هذا قراركِ واعلمي أنكِ حرمتي نفسك من الحياة بفعلك هذا..وأريد أن أذكرك بأمر قد نسيته..هناك شيءٌ يُسمى أمل.-!
غادر وتركها تغرق في بحارٍ من الحيرة السحيقة، كلماته تلك هزت كيانها وجعلتها تسقط إلى أعماق الهاوية ..أغمضت عينيها الحمراواتين بقوة ثم ابتسمت وأبعدت السكين ورمتها بعيداً لتخرج من السطح وتنزل إلى الأسفل وقد تعلق قلبها بخيطِ أمل وحيد لم يكن سوى من غادر قبل قليل...!!
أعشاب خضراء قاتمة وقفت عليها قدماها في تأمل عميق اختلطت وذابت فيه أحاسيسها كذوبان الثلج في الماء العذب أمام ناظريها القلقين بعد أن تبعثر على سطحه الذي برق تحت ضوء شمس عاصمة الضباب..أشاحت بعينيها الناعستين إلى اليمين حيث جلس مسنداً رأسه إلى فخذيه بسخط ظهر على ملامحه الجميلة ، تنهدت بعمق ثم دنت منه مطرقة برأسها وقد تساقطت خصلاتُ شعرها البيضاء على عينيها لتختلط بتلك النظرة التي حملت أملاً قوياً بالحياة من جديد ..جلست بجانبه فقطب حاجبيه وحدق فيها باستنكار شديد خالط لمحة اليأس التي طفت على وجهه محمرّ الوجنتين،أسندت رأسها بجانب رأسه ، واجتاحتها ذكرياتٌ قديمة حاولت جاهدةً أن تجرفها إلى بحر النسيان ..
ملامح حزينةٌ حاقدةُ اتخذت من وجهها مسكناً ، ويدها تُمسك بذلك المسدس الفضيّ بقبضة قوية موجهةً المسدس إلى طفلٍ في الثانية عشر بدت ملامح الخبث جلية على وجهه..ضغطت على الزناد بقسوة أبت إلا أن تظهر على قسماتِ وجهها ، لتخترق الرصاصة الهواء شاقة طريقها إلى قلبِ الطفل..رمت المسدس بعيداً عنه هناك..ثم احتضنت جسدها المرتعش بذراعيها وبدأت سلاسل الندم تقيدها شيئاً فشيئاً..
أطرقت برأسها في حسرة ، ثم أغمضت عينيها ولمحة من الأسى العميق سكنت فيهما ، همست بخوف:-إدوارد..مازلت غير قادرة على النسيان ..تلك الذكريآت تسيطر على أكبر جُزءٍ من عقلي لا أستطيع التفكير إلا فيما حدث قبل نصف سنة ، ذلك ما جعلني أُقدم على الانتحار -!
وأكملت في نفسها:-"ترى هل وقعت في مصيدة الضمير ؟!"
أشاح الشاب برأسه الذي اعتلاه شعرٌ كراميلي مُتشعث إليها قائلاً بنبرة مواسيةٍ كاد يعتريها الازدراء:-وماذا أفعل لكِ لوجي أأقتحم عقلكِ وأُخرج تلك الذكريآت منه رغماً عنها ؟!
سقطت دمعة حارقة من بين محجريها وقد دفنت رأسها بين ذراعيها وهي تقول بصوتٍ مكتوم متحشرج:- ما ذنبي ؟!..لقد انتقمت لصديقتي وأخذت حقي من ذلك الطفل المتغطرس فقط !!
-إذاً لا تُذبلي يا وردتي فمن سيعيد إليك حياتك يجلس بجانبك -!
قالها راسماً على شفتيه ابتسامة ساحرة جعلتها تذوب متأملةً وجهه الهادئ ، وكأنما ابتسامته ونظرته تلك بحرٌ تلاطمت أمواجه بقوة لتغرقها فيه دونما رحمة..
أردف بابتسامة كشفت عن أسنانه :- تذكري لوجي..يمكننا دائماً أن نمحي أخطاء الماضي بحسناتِ الحاضر والمستقبل..-!
تمت ..-!
|