المنتدى :
المنتدى الاسلامي
صعوبة الحياة ثمرة المعاصي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله - تعالى -: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» [حسن, المحدث: المنذري].
فالمؤمن الذي يقيس أموره بمقاييس الإيمان على يقين بأنه لا يقع بلاء إلا بذنب، ولا تنزل محنة إلا بإثم.
أما الماديون الغارقون في بحر الشهوات فيتبرمون ويضجرون إذا وقعوا في شدة، أو واجهتهم محنة دون أن يعلموا أنهم السبب؛ لأنهم بدأوا بالاعتداء أولاً، واقترفوا الذنب فعوقبوا، والبادي أظلم.
قال سفيان الثوري: "إني لأعرف ذنبي في خلق امرأتي ودابتي وفأرة بيتي".
وهذه معرفة لا ينالها إلا من نوّر الله قلبه وأضاء بصيرته وهداه سواء السبيل، نسأل الله أن نكون منهم.
حرمان الطاعة
يقول سفيان: "حُرمتُ قيام الليل أربعة أشهر بذنب"، وابن سيرين يعُير رجلاً بالفقر فيحبس في دَينٍ، ومكحول يُعير آخر بالرياء في البكاء فيُحرم البكاء من خشية الله سنة.
والحقيقة أن تعجيل هذه العقوبات هو من علامات حب الله للعبد فإنها محتملة تمر سريعاً وتنقضي، أما عقوبة الآخرة فما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة» [صحيح, المحدث: الألباني].
فالمقرب عند الله هو المعاقب، والمطرود من رحمة الله هو المسكوت عنه في الدنيا ليدخر له العقاب في الآخرة.
لحظة من فضلك
قد يذنب العبد ولا يشعر أن الله عاقبه، ولا يحس أن نعم الله عليه تغيرت، فما تفسير ذلك؟!
أقول: فقدان حلاوة الخشوع ولذة المناجاة حرمان، الزهد في الازدياد من الطاعات حرمان، إغلاق باب القبول حرمان، قحط العين وعدم بكائها حرمان، قسوة القلب وعدم تأثره عند سماع الموعظة حرمان، والمحرومون كثيرون ولكن لا يشعرون.
أخي العاصي
كم نظرت عينك إلى الحرام فقل بكاؤها، وكم غبت عن صلاة الفجر فانطمس نور وجهك، وكم رتعت في المال الحرام فمحقت بركته، وكم مرة استمتعت بلذاذة الألحان فحُرمت تلاوة القرآن، وغزا حب الدنيا قلبك فخرجت الآخرة منه؛ لأن الآخرة عزيزة لا تقبل الشراكة.
لطيفة
قال إبراهيم بن أدهم: كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب.
خالد أبو شادي
منقووووووووووول
|