القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه
النَّجْمُ الثَّاقِبُ 3
يبين المولى عز وجل ان الطارق هو نجم ثاقب
كلّ جرمٍ سماوي مضيئًا في السماء من غير الشمس والقمر يُسمّى نجمًا وحتى ان كان من الكواكب
والثاقب هو المضيء المتوهج المرتفع في السماء عن باقي الكواكب
الذي يثقب نوره ، فيخرق السماوات فينفذ حتى يرى في الأرض
الاستنتاج
النجم الثاقب هو النجم او الكوكب الذي ياتي من مكان بعيد ويخترق الظلمات في السماوات فيثقب نوره حتى يرى في الارض
------------------------------------
القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه
إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ 4
واضح ان المعنى الظاهر هو يحفظ عليها أعمالها الصالحة والسيئة ، وستجازى بعملها المحفوظ عليها
لكن ما علاقة ذلك بالطارق
حينما ياتي الطارق يتغير كل شيء في الارض كما سنبين لاحقا باذن الله , فهذه الاية فيها طمأنينة للمؤمن بان التغيير انما هو تغيير لفترة وجيزة من الزمن وان الله يرجع الامور كما كانت
والله اعلم وسنبين ذلك في الايات التالية ان شاء الله
--------------------------------------
القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه
فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ 5
معجزات القرآن لا تنتهي
يذكر المولى عز وجل الطارق ثم يذكر لمن يشاء ان يعرف ما هو الطارق , فعليه ان ينظر الى طريقة خلق الانسان , فما علاقة هذا بذاك
هذا كلام الله سبحانه وتعالى فلا يجوز لنا ان نتجاهل الجواب من الله لمن اراد المعرفة , فعلينا ان نقرأ القرآن و نتدبره
الاستنتاج
اذا اردنا ان نتعرف على الطارق علينا ان نطيع المولى عز وجل وننظر الى الانسان مم خلق , اي من اية مادة خلق وكيف
------------------------------------
القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه
خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ 6 يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ 7
واضح ان المعنى الظاهر هو ان الانسان يخلق من ماء يخرج من صلب الرجل ومن ترائب المرأة , وهو صدرها
لكن ما علاقة ذلك بالطارق
جزاك الله خيرا ايها الحبيب البشير الذي على يديك الهمنا الله ان نفقه هذه الاية وجمعنا معك ومع الاحبة عن قريب
يقارن المولى عز وجل بين النجم الثاقب وبين الماء الدافق الذي يخلق منه الانسان
الماء الدافق هو الحيوان المنوي فهو ماء وهو دافق , والدافق هو الجار او المتواصل , اما الجار فله قوة تجعله جاريا
واما شكله ووصفه , فكما أقر العلماء هو مدور الرأس وله ذنب , وكما أقر العلماء ايضا ان للحيوان المنوي طاقة ذاتية تدفعه الى الامام
يخرج الماء من بين الصلب و الترائب ومعناها واضح لكن المهم ذكره هنا ان هذا المكان مكان مظلم
الاستنتاج
سبحان الله الذي يعلمنا ما لا نعلم
يبين المولى عز وجل في هذه السورة معجزة علمية لم يكتشفها العلماء الا حديثا وهي ان الطارق له قوة ذاتية يتحرك بها كيف يشاء الله وله ذنب ويخرج من مكان مظلم و بعيد عنا في الظلمات
وذلك وصف دقيق لكوكب اكس كما ورد في تقارير ناسا الامريكية تحت اسم جديد وهو الكوكب الافتراضي , فيقول العلماء ان كوكب اكس له ذنب وله قوة ذاتية ولم يدركوه من قبل ولم يروه لانه بعيد جدا في مكان مظلم ولو اتجه العلماء الى كتاب الله وآمنوا بما فيه وتدبروه لأيقنوا ذلك , وسنورد هذه التقارير في كتابنا ان شاء الله
نحن ننتظر العلماء كي يكتشفوا شيأ ما , ثم نرجع الى كتاب الله ونقول ها هو في كتاب الله , ولكن يجب علينا ان نتدبر القرآن الكريم ونخبر علماء الغرب بما سيكتشفون لان الله سبحانه وتعالى يعلمنا العلم الفلكي وغيره في كتابه , فهذا الكتاب الذي يجب ان يدرس ويتدبر اولا
نحن الذي لدينا الحضارة والعلم إن تدبرنا القرآن الكريم ونحن خير أمة أخرجت للناس , فلا تهنوا ولا تحزنوا إن كنتم مؤمنين
اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا , اللهم انت العالم ونحن الجهلاء , اللهم علمنا كتابك وفقهنا فيه واجعلنا وكل من قرأ هذا ممن يتدبرون القرآن
------------------------------
القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه
إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ 8
واضح ان المعنى الظاهر هو احياء الإنسان بعد الموت
لكن معجزات القرآن الكريم لا تنتهي , فما علاقة إحياء الإنسان بعد الموت بالطارق , يجب ان نتدبر كلام الله سبحانه
بتلخيص مختصر , ظهر الكوكب المذنب في زمن موسى عليه السلام وزمن فرعون وكان أثره العدل والعقاب , فغرق فرعون وجيشه وانتصر موسى عليه السلام مع انه وقومه كانوا مستضعفين ولم يتفوقوا في العدة ولا العتاد
والله قادر على ان يرجع الطارق لينصر المستضعفين في الارض
المعنى هنا والعلم عند الله , ان الله سبحانه وتعالى قادر على ان يرجع النجم الثاقب مرة اخرى
سنبين باذن الله في الكتاب تفصيل اكثر لهذا الحدث ونكتفي الان بتلخيص بسيط
كان موسى عليه السلام يطلب العدل من فرعون الاول ولم يعطى ما طلب وحينما أتى نصر الله ورد في بعض المصادر ان موت فرعون تأخر عن قومه واراد ان يعطي موسى عليه السلام ما كان يطلب ولم يستطع
اما الطارق فسيأتي عندما يطلب العدل من فرعون ثاني ولا يعطيه لطالبه فيعاقب فرعون الثاني وقومه وانصاره كما عوقب فرعون مصر من قبل , نحن نقتدي بالقرآن الكريم والاحاديث اولا ومن ثم ننظر الى ما لا يتعارض مع ذلك من مصادر اخرى , لدينا اكثر من دليل يبين صلة فرعون الثاني بالعقاب الذي ذكرناه , بل لدينا دليل قاطع يبين من هو فرعون الثاني وهذا من فضل ربي وسنبين تلك الادلة في الوقت المناسب في كتبنا ونرجوا من الاحبة ان يعذرونا ويقدروا موقفنا
الاستنتاج
الله سبحانه وتعالى القادر على ان يحيي الموتى قادر على كل شيء , ان الله قادر على ان يرجع أمة محمد عليه افضل الصلاة والسلام من نومها العميق إلى الصحوة وإلى الحياة , وإنه قادر على ان يرجع الطارق بعد غيبة طويلة , فكما نصر موسى عليه السلام وقومه المستضعفون على الفرعون الاول فهو قادر على نصر المهدي وقومه المستضعفون في الارض على الفرعون الثاني والله اعلم
فهل ننتظر المذنب ولا نفعل شيأ
كلا هي بشرى إذا غيرنا ما بأنفسنا , يبين لنا الله ذلك في الاية القادمة والله اعلم
-------------------------------------
القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ 9 فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ 10
واضح ان المعنى الظاهر هو ان الله سبحانه وتعالى قادر على ان يحيي الانسان يوم القيامة فلا ينصره احد
لكن معجزات القرآن الكريم لا تنتهي , فما علاقة السرائر بظهور الطارق , لها علاقة هامة جدا , يجب ان نتدبر كلام الله سبحانه وتعالى
اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا
متى يظهر الكوكب المذنب النجم الثاقب
متى تُبْلَى السَّرَائِرُ , وما معنى ذلك
اولا لننظر إلى تفسير أحد العلماء , فلنأخذ الطبري
حدثت عن عبد الله بن صالح، عن يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، في قوله:( يوم تبلى السرائر ) قال: ذلك الصوم والصلاة وغسل الجنابة، وهو السرائر، ولو شاء أن يقول: قد صمت، وليس بصائم، وقد صليت، ولم يصل، وقد اغتسلت، ولم يغتسل
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( يوم تبلى السرائر ) إن هذه السرائر مختبرة، فأسروا خيرا وأعلنوه إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان ( يوم تبلى السرائر ) قال: تختبر
نقول , هناك احاديث صحيحة عديدة تصف الظلم والجور الذي ينتشر قبل الخلافة الاتية ولا داعي لذكرها هنا
فماذا يفعل المؤمن في هذه الظروف , هل ينتظر
الكلمة الهامة هنا هي ( تبلى) اي تختبر ولا يتم الاختبار الا في امر صعب ولا ينجح المختبر الا اذا هيأ نفسه للاختبار , ثم اذا فشل المختبر هل يكافأ ؟ كلا - واذا نجح المختبر قطعا يكافأ
فما هو الاختبار هنا
تمتحن السرائر فتنجح عند القليل , أما الاكثرية فلا تنجح لقلة الدين ومحبة الشهوات , فالمؤمن لكثرة الجور والظلم لا يجد مكان يمارس فيه ايمانه إلا إتهم بالارهاب فحين إذن حقا تبتلى السرائر , فيُخفي المؤمن صيامه وصلاته وتمسكة بالسنة , فكم من مسلم يود ان تكون له لحية وان يلبس لباس السنة ولا يستطع خوفا من قطع الرزق او من العقاب في بعض البلدان وكم من مسلمة تود لباس الحجاب ولا تستطيع لنفس الاسباب وكم من مسلمة طردت من عملها او كليتها من اجل ذلك , هكذا تبتلى السرائر عند المؤمنين , فلا يكون للمؤمن من قوة الا بالايمان ولا ناصر الا الله سبحانه وتعالى فينصره كما ينصره يوم القيامة
ومن معجزات هذا الكتاب المبارك تفسير آخر في هذه الاية للكافر الظالم المتكبر الذي يقول اني اصوم كما يصوم المسلمين ، وليس بصائم ، ويقول اني اصلي ، ولم يصل ، وقد اغتسلت ولم يغتسل والاخر الذي لا يصلي ولا يصوم ويفتك ويقتل علانية , فليس له حين اذن , لا من قوة ولا من ناصر , كحالته يوم الحساب
والسؤال هنا , هل نمر الان في زمن وصفه المولى عز وجل بزمن ُتبلى فيه السرائر , ووصفه الرسول عليه افضل الصلاة والسلام بوقت تمتليء فيه الارض ظلما وجورا
في ذلك الزمان لمن فشل في ذلك الاختبار , يأتي الطارق و يذهب الله بقوته وناصره من الاسلحة الحديثة التي يقتل بها المؤمنين لان الطارق ينهي عصر التكنولوجيا كما يؤكد علماء الغرب ولو قرأوا القران لأدركوا انه كتاب العلم الاعلى . فالطارق ينهي عصر الاسلحة المتقدمة وياتي بعصر السلاح الابيض والخيل فلا تنصر الظالم طائراته ولا صواريخه ، ولدينا اكثر من دليل يشير ويبين الى بطلان التكنولوجيا بسبب الطارق , وتكون هناك عدالة في العتاد , اما العدة فالاحاديث الصحيحة تدل على كثرة الروم , لكن هناك ايضا عدالة في العدة لان الله يدافع عن الذين امنو وسنبين ذلك ان شاء الله ولكن ليس هنا المكان المناسب لذلك
كم ِمن َمن نسي ان الله يدافع عن المؤمنين وينصرهم ونسي ان الله وعد المستضعفين في الارض النصر والخلافة ولم يتمسك بكتاب الله وسنة رسوله فأين يكون وامثاله يوم يكون في
يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر
الحمد لله على وجود بعض البلاد الاسلامية التي تدافع عن الشريعة الاسلامية بل تطبقها , اللهم يسر لنا فيها مقرا واحفظها واحفظ جميع بلاد المسلمين
الاستنتاج الاول
يأتي الطارق في زمن وصفه المولى عز وجل بزمن تمتحن فيه السرائر ووصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بزمن تمتلئ فيه الارض ظلما وجورا , فهذا وصف الزمن بشكل عام
الاستنتاج الثاني
عندما يرسل المولى عز وجل الطارق , لا يكون للظالم من قوة يفتك بها ولا ناصر من الاسلحة المتقدمة
لكن معجزات القران الكريم لا تنتهي , لنتدبر كلام الله
ما هي السرائر , كما قال العلماء هي الصوم والصلاة وغسل الجنابة
نحن نصلي ونغتسل من الجنابة في كل شهر من الاثنى عشر شهرا , وذلك بحد ذاته ليس جديد ولا متميز
لكن متى ُفرض علينا الصيام والصلاة والاغتسال وكلها كانت فريضة في وقت واحد , ُفرض علينا ذلك في شهر رمضان
اذا - حتى تمتحن السرائر بمعنى الكلمة الواردة , َوجب حضور الشهر المبارك , شهر رمضان , شهر الصيام
شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي ُتبتلى فيه السرائر بمعنى الكلمة
وجب علينا التدبر بالقرآن الكريم فاذا تدبرنا كلمة السرائر نستنتج اشارة واضحة الى الشهر الذي يظهر فيه الطارق وهو شهر رمضان المبارك ولدينا اكثر من دليل في الكتاب يشير ايضا إلى ظهور الكوكب المذنب في شهر رمضان
الاستنتاج الثالث
يأتي الطارق في شهر رمضان في زمن جور وظلم تختبر فيه السرائر
هناك ايضا احاديث وأثار نوردها في الكتاب ربما تشير الى اي يوم في شهر رمضان , اما السنة الذي يظهر فيها الكوكب فلا يعلمها الا ربي سبحانه , ولدينا إستنتاج تقديري لذلك السنة بناء على اجتهادنا فقط , مبني على وصل العديد من الاحاديث والآثار الذي تحدد زمنا معينا لعمر بعض الفتن والاحداث , وأخرى توصل تلك بالكوكب , وبناء على ذلك نستنتج سنة ظهور الكوكب لكن نكرر مرة اخرى ذلك الاستنتاج مبني فقط على اجتهادنا وكل ذلك وارد في كتابنا بالتفصيل ان شاء الله