كاتب الموضوع :
ترانيم جروح
المنتدى :
الارشيف
**
الجزء الأول :
داعبت أشعه الشمس خصلات شعرها البني الداكن عندما فتحت والدته
ا
الستارة بعنف وصرخت بصوت عالي : يأروى ..اروى يالله قومي تأخرتي عن المدرسه ،
همهمت بثقل وهي تردد : طيب طيب
جلست على السرير وبدأت تعبث بخصلات شعرها وتفرك عينيها المتورمتين من بكاء فجر امس
التفت والدتها قائلة : أروى ورى وسادتك مليانه وسخه ؟
أروى : لا ولا شئ .
تذكرت ليلة امس ماهي الا ليله حافله بالبكاء ..تتعالى اصوات شهيقها وتزفر اغلب الأوقات
لا تدري لما رجعت بالذكرى ، ذكرى مؤلمة بالنسبه لها ..
تتلمس وسادتها الملطخه بالدموع ..لاتدري لما انجرفت سيل عواطفها
بالأمس .. تظرت للمرأه
وشحب وجهها عندما رأت عينيها المتورمتين ...
ضحكت في نفسها على شكل عينيها عادت بها الذكرى ، بالامس كانت تحادث
والدها
بالهاتف كان يطمئـــن على أحوالها ويدّعي انه الأب المثالي اتجاهها
بأنه يعمل كل ما يحتاجه لأجلها وانه يكرس وقته وجهده لأجلها ..
تضحك بإستخفاف عندما يردد : انا احبك يابنتي
تردد في نفسها انها مجرد مزحه ..في نفسها تود ان تقول له : بأنك لا
تقول
تلك الكلمه .. افضل من ان تقولها وان لا تعنيها
نعم لا يعنيها
ابيها !
تعريف الأب بالنسبه لها ..هو مجرد تفاهه في حياتها مجرد خيار
ثانوي ..مجرد انسان وجود مثل عدمه
اغلقت الهاتف في وجهه عندما سمعت صــوت " زوجه أبيها " . .
تدرك ماتفعله انه " لا يجــــــــوز " لكنها تشمئز بمجرد سماع صوت
زوجته و سماع صوته هو
هو مجرد إنسان تخلى عنها عندما بلغت الثانيه من عمرها ..
لم تكن صدمة كبيرة عليها ان تنشأ بدون " أب " لكنها أحست وعانت
بالفقد
عانته بشدة وبمراره ..
بالأمس قبل ان تنام امسكت دفتر صور الذكريات الذي تحتفظ به والدتها
وقلبته بين يديها
صور والدتها معه ... لفت نظرها صورة ، كانت هي
وهي في الأشهر الاولى من ولادتها
كان ممسك بها بين يديه الاثنتين وكان كله رجولة واضحه على ملامحه ،
لاتلوم والدتها بانها وقعت في حباله ، تحبه الا الآن ..وعلى أمل وثيق
بأنه سيرجع لها يوماً
من الأيام
لكـــــــــــــن
دائماً ما تجري الرياح ما لآ تشتهي السفـــن
كان مبتسماً فرحاً بابنته البكر .. بابنته الأولى . وحيدته .
. لا أحد غيرها يحوز على إهتمامه
لم يكن هناك أحد يشاركها إياه من "أخوان أب "
كانت تستلذ بحنانه اللآمنتهي ...
ابتسمت وبدأت دموعها بالتساقط .. لما انا يجب علي ان اتحمل عذاب
وخطأ ارتكتبه
لماذا انا ؟
لما ؟
*
استعاذت بالله من الشيــطان الرجيم
وقفت أمام المراية تبتسم وهي تنظر لشكلها النهائي ربطت شعرها بشكل
مرتب ، وضعت
القليل من الكحل لتخفي الهالات السوداء التي تغطي عينيها وهمهت
لنفسها : ..
لتنسى الماضي
لتنسى كل شئ يذكرها ب" زوجه أبيها " الموقره وأبيها وكل شئ
لتذهب للمدرسة وتتصنع أن حياتها على اكمل ما يكـــــــــــون ...
هذي هي ..
وردتي الأولـــــــــــــــــــى :
أروى / ثالث ثانوي / علمي 18 سنة . . .
###
امسكت هاتفها الخلوي وهي تعبث به .. لا تدري حياتها اصبحت شبه معدمه
اتتها خالتها وبدأت بكلامها المعتاد كل صباح : بتروحين يعني بتروحين فاهمه !
سارة : ومن قالك انك انتي الي تتحكمين فيني ؟
منيرة : اقول سارة اعقلي لا الحين ادق علي ابوك يجي يتصرف معك ..
سارة : انا حرة اروح ماروح .. بعدين انا عارفه انتي ليش معصبه مني
عشاني ناديت
صديقاتي امس
منيرة : ايه ومن قالك اني ابي سرابيت مجمعه في بيتي ..
سارة : هه يا الثقه ..قولي عشان برستيجك ما يخرب عند صديقاتك ان
بنت أختك المرحومه تعزم وتسوي هالحركات
منيرة: سارة اذا ماعقلتي ترا بقول لأبوك يتفاهم معك
سارة : وين ذا الأبو تكفين ؟ تلقينه مع وحده من حبايب قلبه ..
منيرة : سارة خلي الصباح هذا يعدي على خير وامشي روحي لمدرستك
سارة : انا برروح لا تخافين علي خافي على زوجك بس الي كل يوم مع
وحده
منيرة : ترآ زوجي الي تتكلمين عنه ابوك !
ساره : امحق ابو .. خليته لك يا خاينه العشرة
منيرة : ســــــــارة وبعدين معاك انا ماخنت احد ؟
سارة : ايه صح انتي اصلاً ملاك نازل من السماء ..ماخنتي اختــك الي
بعد ما ماتت رحتي وتزوجتي
زوجها ؟
منيرة : آآآآآ انا كنت ابي اربيك انتي ويا عبدالله
سارة : لا جد ونعم التربيه !
اغلقت الباب في وجه خالتها وهي تصرخ من شدة الجام الذي بداخلها
بدأت تصرخ بأعلى مالديها : خاينه حقيرة !!! ..
لم تعد تهتم ب خالتها الطماعه بمال ابيها ولا بأبيها الخائن .. ولا
باخيها الذي يدرس في أمريكا
ولم تعد تعرف عنه أي شئ منذ ان سافر ..
اخرجت مريولها وهي تتصارع مع دموعها .. تريد ان تبكي ..لكنها لا
تريد ان تضعف
هذي هي شخصيه سارة .. شخصيه ضعيفه من دآخلها لكنها مهما انكسرت
تبقى شامخه وقوية .. حتى ولو كانت تتصنع ذلك ..
هذي هـــــــــــــــــي
وردتي الثانيــــــــــــــــــــة :
سارة / ثالث ثانوي – ادبي / 18 سنة
###
غرفة مظلمة .. داكنة لايوجد بها سواها
.. تفكر بالماضي تنبش به .، تريد ان تنسى
تريد ان تخرج نفسها من عزلتها مرت سنه على تلك الذكرى ..ولا تدري ألا
متى
ذويها سيحملونها خطأ ارتكبته وهي في بدايه مراهقتها ..
لا تنكر انها اخطأت .. لا تنكر انها فعلت شئ خاطئ ويذم ..لكن الأ متى
؟
ألا متى وهم يحلمونها وزر ذلك الخطأ ...
تتذكر ذات مره سألت والدتها بحده : ليش ماتتركوني بحالي ليش ، متى
بتنسون متى بتستوعبون اني تغيرت ؟
ردت والدتها بنفس الحده : لين ما ندفنك في القبر !
تدرك جيداً ان ذويها من العقول المتحجرة
..لكنها لم تدرك بأنهم الى تلك الدرجه
لم تدرك بأنهم سيصلون لدرجه انهم لم يخاطبوها لمدة ست أشهر ألا ان
طلبت منهم العفو والسماح
عجباً على تلك القلـــــــــــوب القاسيه التي لا تحمل في داخلها ذرة
من الرحمة والأنسانيه ، عذبوها باالضرب
ومنعوها من جميع وسائل الاتصال
كانت ستمنع من الاكل معهم والدراسة لكن
بتدخل عمها الذي كان يدرس ببريطانيا
عفو عنها وسمحو لها بالاكل معهم
.. والدارسة لاخر سنه ثانوية ..
جهزت نفسها للمدرسةوهي على عجله من أمرها ، تريد ان ترى وجوه جديدة
ناس جدد
حبسوها في هذه الغرفة لمدة 3 اشهر اليس من حقها ان تتنفس بحريه
ولو قليلاً ؟ !
3
أشهر في 4 جدران لا ناس تخاطبهم ولا تعرف ماذا يحصل بالعالم
نبذوها عن العائلة كلها ...
تكرهم بشدة ..
خاصاً جدهآ هو الذي حكم عليها بحكم الأعدام هذا ..
كم تتمنى ان تصرخ بكل قوتها وتقول : كفـــــــــــــــــــــى
عذاب لمده سنة يكفـــــي !
يكفي !
يكفي !
هـــذي هـــي
وردتي الثالثــــــــــــــــــــــــة :
عبير / ثالث ثانوي –علمي / 18 سنة ..
###
استيقظت وهي مشوشه .. لتدرك انها تأخرت كثيراً بالاستيقاظ
ايقظت اخوتها الأربعة وهي تصرخ بأعلى ما لديها سألت أخيها الصغير :
وين حطيت المفتاح ؟
خالد : اي مفتاح ؟
رنا : المفتاح امس عطيتك اياه
خالد : اكيد على الباب
توجهت الى نهايه الغرفه المكتظة باخوتها ووجدته على الباب وهو
مفتوح
شهقت بصوت عالي وقالت : مين الي فاتحه ؟
تكلمت جود وهي متردده : انا
التفت عليها وبدت تصرخ : ليش تفتحينه تبين ابوي يجي ويضربك ؟
انزلت جود رأسها بخيبه أمل وقالت : اسفه
هي مشوشه مربكه عاجزة مسؤوله عن أطفال لا ذنب لهم بإدمان ابيهم على " الخمــــر "
.. كل تلك الاشياء متكومه في رأسها ..
تنهدت بصوت عالي : يالله روحو تجهزو بسرعه
تعالت اصوات الاطفال اخمسه الذي اكبرهم خالد في الصف الثالث ابتدائي
انتهت من تجهيز نفسها .. أمسكت اخوتها وبدأت في تمشيط شعورهن
وهي تفكر بأمها التي تركتها مسؤوله عن خمسه اطفال ..
وأب مجنون يهذي طوال الليل ويأتي لضربهم ويتعدى حدوده معهم
ذهبت لبيت اهلها وتركتها .. تتذكر نفسها وهي تترجاها بأن تأخذهم
معها
رفضت وقالت وبكل بساطه : بروح اتزوج اعيش حياتي مالي دخل فيكم
عندكم ابو يصرف عليكم
وشو مايبيلها شئ قفلي الباب وماراح يأكلك !
بدأت دموعها تنزل بغزارة وابتسمت ورددت : الفرج عند الله ان شالله الفرج عندالله
هذي هـــي / وردتي الرابعه :
رنا / ثالث ثانوي - أدبي 18 سنه
###
طبعاً هذا ما يعتبر جزء .. مجرد تعريف بالشخصيات المهمه =)
|