31-03-10, 05:28 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ليلاس متالق |
|
البيانات |
التسجيل: |
Feb 2007 |
العضوية: |
22696 |
المشاركات: |
154 |
الجنس |
أنثى |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
10 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
سليمان فياض , أصوات , رواية , مكتبة الأسرة , 1996
محمد بركة
يعد الروائي المصري سليمان فياض من كتاب الستينات حيث صدرت له عام 1961 مجموعته الأولى "عطشان يا صبايا" و"بعدنا الطوفان" عام 1968م و"أحزان حزيران"عام 1969م و"العيون" عام 1972م و"أصوات" عام 1972م و"الصورة والظل"عام 1976م، ثم "القرين"عام 1977م وسليمان فياض كاتب مقلّ رغم خصوبته الفكرية وقدراته وتكوينه وملاحقته وخريطة القصة القصيرة والرواية في مساحة زمنية لها تناقضاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
والكتب شأنها شأن الأشخاص، منها ما يحظى بالشهرة والذيوع والدراسة حولها، ومنها ما يذكر على استحياء، ومنها ما لا يذكر على الإطلاق، رغم جودته، ومن هذه الأخيرة رواية سليمان فياض الرائعة "أصوات" التي تعالج قضية الصراع بين الشرق والغرب. وقد عالجها من قبل توفيق الحكيم في "عصفور من الشرق"، ويحيي حقي في "قنديل أم هاشم"، وسهيل إدريس في "الحي اللاتيني"، والطيب صالح في "موسم الهجرة إلى الشمال" ..
ولكن هناك تساؤل نقدي تضعنا رواية "أصوات" أمامه؛ إذ هل هي على نفس الخط أم معارضة لكل الأعمال العربية التي ناقشت صدام الحضارتين الغربية والشرقية والتي ذكرناها آنفًا؟.
ونجد أول اختلاف يبدو جلياً في بناء رواية "أصوات" هي أنها نقلت الغرب إلى الشرق، بينما في كل الأعمال السابقة ينتقل الشرق إلى الغرب.
وقد قسم سليمان فياض روايته إلى أربعة أقسام: عودة الغائب، ودوامات في الدراويش، ومذكرات محمود بن المنسي، والحصار. ففي القسم الأول، "عودة الغائب": يتحدث مأمور المركز عن برقية وصلت إليه من باريس باسم حامد مصطفى البحيري هاجر منذ ثلاثين عامًا يسأل على أحد أفراد عائلته في قرية الدراويش ويكتب عنوانه.
"سيدي المأمور" أرجو أن تساعدني في البحث عن من بقي من أهلي على قيد الحياة، لقد غادرت قريتي "الدراويش" منذ ثلاثين عامًا وعمري عشرة أعوام وفتح الله عليّ منذ سنوات، فصرت من أغنياء باريس، وأشعر الآن بالحنين العميق إلى رؤية أهلي وبلدي ومد يَد العون إليهم، ما وسعتني القدرة. اسمي حامد مصطفى البحيري، ولن تعدم من يعرف عائلتي في "الدراويش"، وأرجوك أن تخبرني ببرقية على عنواني المذكور أدناه بكل ما ينبغي أن أعرفه الآن. وبرقيتكم المنتظرة إليّ سأقوم بدفع تكاليفها وآمل حين نلتقي أن نصبح صديقين".
وتثير هذه البرقية المأمور رغم عدم اهتمامه في البداية، إلا أنه يشعر أنها قضية حساسة، ويقوم بعمل التحريات اللازمة حتى يصل إلى شقيق حامد وهو بقال القرية أحمد بن مصطفى البحيري، فيرسل المأمور بالعنوان إلى باريس وتأتي برقية أخرى تثير الذهول في القرية، تفيد بأن شقيقه قادم وزوجته الفرنسية ومعها برقية مالية بألفي جنيه لبناء منزل على الجسر ورغم أن القرية كانت على حالها من الحياة المألوفة والشمس تشرق وتغرب والناس هم الناس، إلا أن وقْع الحدث عليهم يتفجر في تساؤل، فقد أخذت عيوننا ترى ذلك الشيء الجديد الوافد علينا المثير للدهشة يسقط على قريتنا، ونقع تحت وطأته، في شعور بالتخلف والعار والترقب المبهور والأنفاس والخوف من أن نرى أنفسنا بعيون جديدة لا يعرف عنها أحد، إلا القلة المتعلمة والتي تعرف أن هنالك عالمًا آخر غير عالمنا المحدود بعاداته وتقاليده. المهم لا يستطيع أحمد رغم فرحته أن يبني بيتًا جديدًا فيقع في مشاكل كثيرة حتى يستقر على تجديد البيت القديم ويغير الأثاث وينشئ حجرة نظيفة وأنيقة لأخيه القريب وزوجته، ويأتي اليوم الموعود فتنتظر القرية كلها، ويغير النساء والرجال والأطفال ملابسهم، ويصل الموكب أخيرًا في حراسته المأمور والعمدة وأعيان القرية.
وفي القسمين الثاني والثالث "دوامات في الدراويش" و"مذكرات محمود بن المنسي" يرصد الكاتب بالوصف والتحليل والتعليق، جوهر القضية في الرواية، وهو صدام حضارتين وعادات ومُثل وتقاليد في أخص خصوصياتها، ويحدث تغير في بيت أحمد وأمه وزوجته ويرصدان بدهشة طريقة حياة "سيمون" - زوجة حامد البحيري الفرنسية - وتحررها وملبسها وخروجها مع الغريب محمود بن المنسي المتعلم ويعرف لغة فرنسية في القرية.
وتتطور الأحداث إلى أن تصل الأحداث التي تدل على صدام التقاء الحضارتين في القسم الرابع، يجتمع نساء القرية وخاصة أم حامد المهاجر وزوجة أخيه أحمد، ويطرحن تساؤلاً هو هل "سيمون" الأجنبية طاهرة أي مرت بمرحلة "الختان" وينتهز هؤلاء النساء فرصة سفر حامد إلى القاهرة لمهمة، فيلتقين"سيمون" ذات صباح فيختنها، لكن بسبب قلة خبرتهن في ذلك الأمر، فقد حصل نزيف مستمر أدى إلى الوفاة.
ويعرف المأمور والطبيب ما حدث فيتستران على الأمر ويعدانه وفاة طبيعية، غلقا لباب المشاكل والتحقيقات.
تلك كانت هي رؤية سليمان فياض لقضية مطروحة حتى الآن عن صراع الحضارتين، قدمها بصراحة مستنفرة تثير أكثر من تساؤل.
لقد عالجت الرواية تجربة هامة من تجارب صدام الحضارات برؤية جديدة أكثر واقعية..
وصدمة الحضارة في هذه الرواية لا نراها تحدث في نفس فرد كما الحال في الروايات التي تناولت هذا الموضوع وإنما تحدث في قرية بأسرها.
المصدر:
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-53-10895.htm
سليمان فياض.. اصوات .. رواية
http://www.mediafire.com/?fwqtnoyzt22
|
|
|