المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
و امطرت لؤلؤا , ليزيد بن معاوية
تعتبر هذه القصيدة من اروع ما قيل بالشعر العربي
ولقد حضيت بمكانة ممتازة في كتب البلاغة العربية...
واذا صح ان الذي قالها هو يزيد بن معاوية ...
فهو على ذالك ثاني الخلفاء بني امية...
وله في كتب الشعر العربي العديد من لآبيات التي تنسب اليه ..
مثل قوله: خذوا بدمي ذات الوشاح ,فأننني
رأيت بعيني في أناملها دمي
ولا تقتلوها أن ظفرتم بقتلها
بلى,خبروها بعد موتي بمأتمي
تتميز هذه القصيدة بشهرتها الجمال أبياتها ورقة معانيها
ذات العاطفة الجياشة المترفة ,عاطفة ابناء القصور
و أصحاب الترف والنعيم...
يقول يزيد بن معاوية :
نالت على يدها مالم تنله يدي
نقشا على معصم اوهت به جلدي..
كأنه طرق نمل في أناملها
او روضة رصعتها السحب بالبرد
وقوس حاجبيها من كل ناحية.
ونبل مقلتها ترمي به كبدي..
مدت مواشطها في كفها شركا.
تصيد قلبي به من داخل الجسد..
أنيسة لو رأتها الشمس ماطلعت.
من بعد رؤيتها يوما على احد..
سألتها الوصل قالت:لا تغر بنا
من رام منا وصالآ مات بالكبد..
فكم قتيل لنا بالحب مات جوى.
من الغرام , ولم ويبدئ ولم يعد..
فقلت:أستغفر الرحمن من زلل.
ان المحب قليل الصبر والجلد..
قد خلفتني طريحا وهي قائلة :
تأملوا كيف فعل الظبي بألاسد..
قالت لطيف خيال زارني ومضى :
بالله صفه , ولا تنقص ولا تزد..
فقال:خلفته لو مات من ظمأ.
وقلت:قف عن ورود الماء,لم يرد!
قالت:صدقت,الوفا في الحب شيمته.
يا برد ذاك الذي قالت على كبدي..
واسترجعت سألت عني ,فقيل لها:
ما فيه من رمق, دقت يدا بيد..
وأمطرت لؤلؤا من نرجس,وسقت
وردا,وعضت على العناب بالبرد..
وانشدت بلسان الحال قائلة
من غير كره ولا مطل ولا مدد
والله ما حزنت اخت لفقد اخ
حزني عليه, ولا ام على ولد
ان يحسدوني على موتي , فوا أسفي
حتى على الموت لا أخلوا من الحسد..
العاشق هنا عاشق امير ,و المحبوبة
هي التي تبكي عليه غداة نايه وبعده,بعد ان كان لها الكف والزند والمعصم
وهي لاتبكي عليه دموعا ولكنها تبكي عليه دما, من شدة ما تحمله له من الحب
ووجد وتبريح,,
فانظروا اي نعيم و ترف وتدلل!!!
|