المنتدى :
الارشيف
غدا تعتاد.. (أو: حكمة الخيول المروضة)!
غدا تعتاد.. (أو: حكمة الخيول المروضة)!
يمكنكم اعتبارها قصيدة، أو مسرحية شعرية من مشهد واحد إن أحببتم!
- لا تبتئسْ، صبرا، غدا تعتادْ
• أعلى اللجامِ والانقيادْ؟
- وستألفُ الحياةَ في الرخاءِ
• في الدواجنِ الجيادْ؟!!
- وستأنفُ البرّيّةَ الجرداءَ، والحريةَ الرعناءَ والتَّمادْ
ويذوبُ في فمِكَ الصهيلُ، كما الغناءِ في مواسمِ الحصادْ
• أنا لستُ عبدا!
- لستَ عبدا.. أنت حرٌ طالت الآمادْ!
• والسَّرجُ مِن فوقي؟
- يزينُ القدَّ
• والأوتادْ؟
- كي لا تتوهَ عن النعيمِ
• وهذهِ الأصفادْ؟
هذي السياطُ وهذه الأحقادْ؟
- هم يلهبونَ حماسَنا للمجدِ
• يا لهَذه الأمجادْ!!
- ستحبُّها ـ صدِّقْ مقولي ـ هذه الدنيا هنا
• أنا لستُ ذلك الجماد!
- سيروّضونَك إنْ أبيتَ
• أنا أبيّ ـ حرفةُ الأجداد!
- لا يعرفونَ اليأسَ صدقني أنا
• وأظنُّني بالكادْ!
- سيجوّعونَكَ، يلهبونَكَ من جحيمِ سياطِهم
• وأنا أنا سأظلُّ.. يزجرُني العنادْ!
- كنا بمثلِ حماسةٍ يوما، وكنا كلما زدنا، رأينا عنفَهم يزدادْ
حتى مللنا الركضَ
حتى سئمنا الرفضَ
والركلَ والعضَّ
وهُمْ لنا مِرصادْ
فإذا سكنا واستكنا، نعّمونا بالطعامِ وبالمِهادْ
حتى ألِفنا العيشَ في دَعةٍ، بربكّ فلتقلْ لي: فوقَ هذا، ما المُراد؟
• أن أركبَ الرياحَ في البطاحِ، أُعقبَ البلادْ
وأطلقَ الصهيلَ للنخيلِ.. للصباحِ حيثُ عادْ
فتزلزلُ الأصداءُ في السماءِ كلَّ وادْ
لتخرجَ الخيولُ كالسيولِ من إسارها، وعزمُها اتقادْ
أن أرتقي للشمسِ حينَ أعتلي النِّجادْ
وألتقي حبيبتي حرا كما ولدتُ ثائرَ الفؤادْ
أن تستبدَ حوافري بالصخرِ تقدحُ الزنادْ
لأوقظَ النهارَ في القلوبِ، أشعلَ اللهيبَ في الرمادْ
أدافعَ الضباعَ والذئابَ والكلابَ، دونما ارتعادْ
أنْ.....
- لا، كفاكَ.. فسوفَ يقتلُك الخيالُ والسهادْ
ويفُتُّ فيكَ الأسرُ مرّتينِ في السياجِ والصِّـفادْ
هيا صديقي قمْ لنحملَ السمادْ!
محمد حمدي غانم
27/2/2010
|