المنتدى :
الارشيف
هل تبخرت الغيرة ؟؟؟؟؟ مقال رائع جداً
محمود المختار الشنقيطي
رغم كل المظاهر التي تدل على أن الغيرة قد بدأت تتلاشى من نفوس الكثيرين، إلا أن الغيرة المحمودة موجودة، وستظل كذلك، إن شاء الله. وسبق أن اشرنا إلى تلك الحوادث التي تقع في الغرب، من بعض المسلمين، والتي تتحدث عنها الصحف، تحت مسمى ( جرائم الشرف). وذلك لا يعني أن الغيرة، لا تزال موجودة فقط، بل إنها تتجاوز، أحيانا، الحد المعقول، أو المشروع، للغيرة.
في الحديث الشريف - وهو عند الشيخين - قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه،والله أغير مني). رغم أن ما يتعلق بالغيرة، معلوم للكافة، مع تماشيه مع التكوين الأصلي لمجتمعنا، كما أن الحديث السابق معلوم للجميع،أو يكاد.و مع كل ذلك، فقد بدأت تبرز في المجتمع السعودي، بوادر انطفاء جذوة الغيرة! ومن تلك المظاهر أصبحنا نسمع بعض النساء، يستفتين - عبر التلفاز، حينا، وعبر الصحافة حينا آخر – أو بالأصح يشتكين من أن أزواجهن يطلبون إليهن الجلوس مع الأقرباء أو الأصدقاء، من الرجال الأجانب – حسب تعبيرهن
- والمسألة هنا لا تتعلق بالاختلاف الفقهي المتعلق بجواز كشف وجهة المراة، من عدمه، ولكنه متعلق بتجاوز ذلك الاختلاف إلى (إجبار) المرأة على ما يخالف توجهها الفقهي، أو قناعتها الشرعية، حسب ما تعلمته في المدارس، وتسمعه كل يوم من كبار علماء هذا البلد، عبر التلفاز والمذياع. هذا ( الإجبار) أعتقد أن له دلالته الكبيرة، على التغيرات الجذرية، التي اعترت مجتمعنا، كما أننا أصبحنا نرى نساء يسرن في الأسواق، بصحبة الزوج، أو الأخ .. الخ وهن يرتدين العباءات الجديدة، ( المخصرة)، وما أدراك ما المخصرة، وهي عباءة تصف جسد المرأة بشكل واضح، أو فاضح، إن شئتم.
الشيء الذي يهمني أكثر من غيره، والذي يمثل قضيتي الكبرى، هو سؤال يتعلق بالأفكار التي ينطلق من الإنسان حين يمارس سلوكا بعينه. ولولا العصبية التي يتصف بها الكثيرون في مجتمعنا، لقمت بطرح السؤال الذي يحيرني، على بعض الرجال!! مرتين ألحت عليّ تلك التساؤلات، المرة الأولى، كنت بأحد المستشفيات، أقف في الصف، لتسديد الفاتورة، فإذا بالمرأة التي تقف في الصف المجاور، ترتدي إحدى تلك العباءات و التي تبرز ما تبرز .. ومع تلك المرأة رجل يقف إلى جوارها.
كنت أتمنى لو واستطعت أن أعرف أفكار ذلك الرجل، ووجهة نظره، فيما ترتديه مرافقته!! هل يرى أن الأمر ( عادي)؟! أم أن هذا اللباس يدل على التقدم أو التفتح والعصرنة؟ أم أنها حرة،فيما ترتدي؟ أم أنه أصلا لم يلاحظ ما ترتديه مرافقته؟!!! وكنت أتمنى أن أطرح نفس الأسئلة على رجل آخر – له لحية خفيفة و ثوبه قصير إلى حد ما – كان يسير أمامي، وأين؟ إلى الحرم النبوي الشريف، لحضور صلاة العشاء! ذلك الرجل الذي وصفته لكم، تسير معه امرأة تلبس عباءة شفافة،تبرز ما تبرز،هي الأخرى!!!
ومرة أخرى لم أجد الشجاعة لطرح تساؤلاتي على الرجل، ولا الزمان كان يسمح بذلك. وهنا يجب أن نذكر بأن المشهدين السابقين ليسا في السوق، الذي لم يعد مكانا للتسوق فقط، بل تعدى ذلك ليصبح مكان للتسلية، المشهد الأول جرى في مشفى، والآخر في مكان للعبادة!!
حين تكون المجتمعات في حالة ( تغير)، أو في مرحلة ( انتقالية)، يلاحظ المراقب وجود بعض السلوكيات المناقضة لنسق المجتمع،و التي قد لا يجد لها تفسيرا،في حالة لابسات العباءات، المخصرة،مثلا، ربما لو سألنا مرافق تلك السيدة، عن اسمها لثار! فاسم المرأة لا يزال من المحظورات الاجتماعية لدى الكثيرين!! ومن نفس الباب تلك الصورة التي نشرتها إحدى صحفنا المحلية، حيث تعرضت سيدة، وهي في انتظار إحدى المستشفيات، لـ(عضة)، من ممرضة!! الذي يهمني – هنا - أنه تم نشر صورة (ذراع)، السيدة المعضوضة، مع عدم ذكر اسمها!! ما دام الاسم،غير معروف، والوجه، غير مشاهد، فالأمر هين!
حين طغت موجة المسابقات الإذاعية، وخصوصا في شهر رمضان المبارك، استمعت إلى إحدى تلك المسابقات، وقد اتصل رجل، وأجاب على الأسئلة، ولم يحالفه الحظ،فقال للمذيع :
- ممكن مشاركة ثانية؟
- اتفضل.
- معاك أم محمد
هو يريد الفوز بالخمسمائة دولار، دون أن يكشف عن اسم زوجته.على الأقل حتى يضمن الجائزة!!
وهناك طبيبة دخلت على المدير الإداري، فلم ينظر إليها، كنوع من ( غض البصر) .. فثارت عليه، وأسمعته كلاما قاسيا!!!!
المقال طويل وفيه كلام كثير وحوادث ولم احبذ نشرة في هذا المقام
اكتفي بما نقلت وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبة الطاهرين
شكرا لكم جميعا
برعاية الله وحفظه
|