كاتب الموضوع :
meera
المنتدى :
الارشيف
[frame="7 80"]في الصباح أشرقت أختها الشمس (كما كان يحلو له أن يداعبها كل صباح) وأشرقت ابتسامتها التي سهرت تلوح على محياها وهي نائمة .. اما هو فكان يرقب تلك الشفاه وهو يفكر كيف سيأد تلك الابتسامة الملائكية الساحرة بكلمات سيلقيها بعد قليل عن ماض لم يعد يراه الا على صفحات الذكريات ...
أعدت افطارهما السريع ثم صعدت اليه لتوقظه ..
- هل سيستيقظ صغيري وابن قلبي (قالتها وهي تمرر اصبعها على جبينه لتداعب بعدها اعلى أنفه وهي تهز راسها بدلال منسكب من عينيها .. )
كأنما أراد ان يستزيد من تلك اللمسات الحانية فاستثقل النهوض ...
- هيا ايها المدلل .. أفق .. كيف ستنتج مصانعنا اذا نام مهندسونا ... ارأيت .. دائما أقول لك نحن الاطباء أكثر انتاجية وحماسا للعمل ... (سحره مافي صوتها من فيض الدلال و جمال ضحكات وجهها الوقور)
- كلا ... أعترض بشده .. ستتجولين بعد قليل في ممرات المستشفى حاملة كوب القهوة تلقين نظرة هنا وهناك ثم تشيرين بقلمك على تلك الملفات المعلقة على الأسرة وما أدري ما مدى معاناة الممرضين المساكين اذ يحاولون عبثا فك رموزها ( قال ذلك وهو ينفض غطاءه ويستقيم واقفا ويحرك جسمه بخفة طفولية أثارت ضحكاتها)
- هذا ماتراه انت في المسلسلات والافلام .. اما الحقيقة فصراع دائم لرسم الابتسام على الشفاه وحكايات للمعاناة لاتوصف ... وبالمناسبة ستوصلني اليوم الى المستشفى باكرا فهناك طفل يجب ان اراه بسرعة لنقرر حالته ..
- اممم ... لم تكمل سنتها الثانية في العمل وتقرر .. يعجبني هذا في الطب ... (قالها بلهجة جمعت بين السخرية والحيرة وهو يدلف الى دورة المياة)
رفعت صوتها
- ذلك لانهم يعرفون أننا اكثر حرفية ممن يدرسون أطراف تخصصهم .. (جلجلت ضحكاتها في الغرفة وهي تغادرها بعد أن انهت لبسها)
على مائدة الافطار .. كانت في انتظاره .. لكنه نزل بثياب النوم ...
- ماذا ؟ ... لم يعد هناك وقت كاف !! ..
اشار اليها بالجلوس وهو يتناول كوب الشاي منها ... أهال نظراته عليها وهو يبادل بين عينيها وبين البخار المتصاعد من الكوب .. ارتشف منه قليلا كأنما اراد ان يرطب فمه الذي ستخرج منه كلمات فيها أقسى معنى لجفاف المشاعر وهي توجه الى رفيقة عمره التي جلست أمامه مبتسمة ..
- كنت معروفا بأنني أقدر الناس على المراوغة .. وأكثرهم مجاملة .. ربما لان مجتمعنا هكذا .. حتى انني كنت أرى أن الوضوح سمة للبلهاء فينا ... لكن منذ أن عرف قلبي قلبك رايت الصدق والبساطة في التعامل متجسدة في شخصك .. انسانة ملؤ قلبها الصفاء والثقة والحب والصدق وفي ذات الوقت من انجح الناس واكثرهم قربا وألفة الى قلوب الآخرين ...
قاطعته وقد اكتسى وجهها صبغة الجدية والوقار
- "مارك" .. قل مالديك مباشرة .. لا تخف .. سأفهمك ..
- "اليزابيث" هي حب مغروز في قلب حبيبك "كيت" .. والنظرات التي كنتي تتكلمين عنها كانت موجهة اليها فيك .. لقد حدث ان كانت تداعب أخا صغيرا لها وانا ارقبها .. كانت أقرب ماتكون اليك في تلك اللحظات ...
أذهله أن ابتسامتها لم تفارق شفتيها بل انها زادت تألقها رغم أن دمعة حائرة جالت في عينها كأنما تشتاق خدها الأسيل الذي تضرج بالدم حتى تاه كل تعبير للمشاعر على وجهها .. لم يعد يعرف هل هي غاضبة .. حانقة .. غير عابئة .. ام .. حتى ان كانت سعيدة ...
فاجأته بقولها ..
- مارك .. حبيبي .. لست مضطرا لأن تقول شيئا تود كتمانه .. انا أثق بك وبحبك لي .. ولا يهمني أن أعرف من ماضيك الذي تود اخفائه شيئا .. صدقني ... فأنا أسعد الناس بك كما أنت ... وان كنت مصرا يمكننا اكمال الحديث عندما نعود ..
أذهله قوتها في تحمل كلماته وهو يعرف مقدار غيرتها .. يتذكر كيف كانت تعنفه على الطريقة التوددية التي كان يضم اخواته بها غيرة عليه منهن !! ...
كانت تسير في أروقة المستشفى ذلك الصباح ساهمة نظراتها ولكن يخيل للرائي بأن ابتسامتها التي تبعث الطمانينة في القلوب قد زادت حقا تألقا وبريقا ...
يتبـــــــــــــــــــــــــــع ..[/frame]
|