لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


الزمن المر للكاتب سعود

----------------------------------------------------------------------------------------- المكان: بار "ديل تشابيلو" في وسط ساحة مدينة سالامانكا – شمال غرب مدريد الزمان: الثانية والنصف بعد منتصف الليل عبدالرحمن وعبدالعزيز الساهر,

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-06, 08:46 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5358
المشاركات: 26
الجنس
معدل التقييم: النغمه الحزينه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 40

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
النغمه الحزينه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي الزمن المر للكاتب سعود

 





-----------------------------------------------------------------------------------------

المكان: بار "ديل تشابيلو" في وسط ساحة مدينة سالامانكا – شمال غرب مدريد
الزمان: الثانية والنصف بعد منتصف الليل






عبدالرحمن وعبدالعزيز الساهر, اخوان سعوديان يسكنون اسبانيا منذ طفولتهم. هجرتهم والدتهم منذ سنوات عندما اكتشفت خيانة زوجها وعادت الى اهلها في الرياض. ولما غضب الكبير (عبدالرحمن) هجر اباه باحثاً عن الاستقلال والاستقرار. لحق به الصغير عندما ضاقت به الاحوال نظرها لزواج اباه من عشيقته وتحكمها بتفاصيل حياته اثناء اقامته معهما. عندما افرغت الزوجة الاسبانية جيوب رجل الاعمال السعودي, طلقته. ونظرا لعدم استجابة الابناء لاعتذارات ابيهم, قاطعهم وهاجر الى بلجيكا.



عبد الرحمن: ها ياعزيز ماقلتلي, بتخاويني ويا الشباب للمباراة بكرة؟
عبد العزيز: اي استاد؟
عبد الرحمن: الحين ماسألت من بيلعب! يهمك اي استاد؟
عبدالعزيز: خلاص عرفت, اسف منيب مقرب يم السانتايغو برنابيو!
عبد الرحمن: ياخي انت من طالع عليه؟ وشلون طلعت غلط من عليتنا؟ انا اخوك الكبير وابي اشوفك مبسوط..وش فيك؟ بوديك اماكن فيها خطر عليك؟
عبدالعزيز: مااقصد كذا! بس خلاص..اصلا الطلعة مالها داعي..ساعتين بالسيارة! وشلة تلوع الكبد! وماادري اذا طلعنا متى بنرد! وانا عندي بحوث ماخلصتها!
عبد الرحمن: ياخي ماادري انت وشوله تدفن روحك بهالدراسة وانت ممكن تنطرد من الجامعة اي يوم..ولا ناسي انك متأخر بدفع الاقساط؟ ولا على بالك بيردون عليك بموضوع البعثة وانت ابوك موصي وكيل الوزارة بكبره انه يتجاهل طلبك؟
عبدالعزيز: افففف..تراني مب ناقص! قم خلنا نطلع نمشي شوي, ضايق صدري
عبد الرحمن: مشينا..مشينا!



يخرج الاخوان لأخذ نزهة قصيرة على اقدامهم..المدينة كلها نائمة! او ربما المدينة كلها تدرس! لا شك في ذلك, فهي المدينة الجامعية في اسبانيا التي يقصدها طلبة العلم من مختلف القارات.




عبد الرحمن: عزيز! شف هالبورش شلون واقفة وماحولها احد, وشلون صاحبها كذا مستغني عنها؟
عبدالعزيز: وش دخلنا؟ يلا بس ردينا السكن
عبد الرحمن: لحظة لحظة, هو مستغني عنها بس حنا لأ!
عبدالعزيز: انهبلت انت؟ ناقصك مشاكل؟ وش فيك نسيت انهم مطلعينك من السجن قبل شهرين وتحت المراقبة؟
عبد الرحمن: عزيز الحقني وانت ساكت! مافيه وقت نتناقش فيه



عبدالعزيز يشعر بالخطر والتوتر, ولكن لا وقت للتفكير! عبد الرحمن كان داخل السيارة يعيد توصيل اسلاك محركها. واثناء غرق عبدالعزيز في رعبه, قطع صمت الظلام صوت محرك السيارة الرياضية! "ياللهول! لا مجال للعودة الى الوراء!"
اسرع بالركوب الى السيارة الفارهة وهو يرتجف..



عبدالعزيز: والحين وش بيصير؟
عبد الرحمن (بزهو ممزوج بمكر): مشينا للسانتياغو!


وصل الاثنان الى مدريد بعد ساعة ونصف فقط, واثناء توقفهما لدفع رسوم الخط السريع كانت الشرطة بإنتظارهما..



.
.
.
.
.

parte dos




المكان: السفارة السعودية في اسبانيا - مدريد
الزمان: التاسعة صباحاً









محمد الغالب, محامي ورجل اعمال بارز في اسبانيا. وهو يعمل خلال العطلات مع السفارة السعودية في اسبانيا لتوفير مختلف الخدمات القانونية للطلاب والمقيمين السعوديين.


محمد: يالله صباح خير! وش هالخبر اللي يضيق الصدر! انت متأكد انهم سعوديين؟ عيال من؟ لا حوول..ايه اعرف وضعهم بالبلد! بس هذول مالهم احد وادري ماعندهم فلوس! لا لا انا بنفسي ابي اشرف على قضيتهم. ماتقصر يابو يوسف. مع السلامة.


اغلق سماعة الهاتف واخذ معطفه وهم بالخروج من المكتب. اوصى السكرتيرة بأن تلغي جميع مواعيده لليوم. واتجه بسيارته الى الكوريكتونال حيث يتم احتجاز الاخوين.


عندما وصل الى الاصلاحية, اكتشف انه تم نقل عبدالرحمن الى السجن المركزي حيث تبين انه المدبر للعملية, وله سوابق اجرامية, وخرق شرط اطلاق سراحه السابق!


دخل الى غرفة الزيارة وانتظر قدوم الاخ الصغير. ودخل شاب اسمر متوسط القمة وحاد الملامح, تميز هذا الشاب بتحديد غريب لشاربيه. نهض محمد من كرسيه ومد يده نحو الشاب الحزين.



محمد: عبدالعزيز الساهر, اذا ماكنت غلطان.
عبدالعزيز: انت عربـ..سعودي؟
محمد: معاك محمد الغالب, انا بساعدك وباذن الله بتطلع من هنا بعد كم ساعة
عبدالعزيز: وين تبيني اروحله؟ انا بيني وبين الفصل من الجامعة والطردة من السكن شعره! ظنك بيرجعوني وانا طالع من تهمة سرقة سيارة؟
محمد: المهم الحين تطلع من هنا! واللي يصير بعدين نفكر فيه بعدين
عبدالعزيز: طبعا! انت سهل تقول كذا! وش عليك؟ بيت وعندك, وظيفة وعندك, اهل واكيد عندك!
محمد باحراج: عبدالعزيز, انت هنا مثل ولدي. انا وظيفتي مب بس اخلص اجراءاتك هنا, انا ابي اساعدك!

.
.
.
.
.
parte tres



المكان: سيارة محمد الغالب – خروجا من مدريد باتجاه الشرق
الزمان: منتصف النهار












محمد: شف ياعبدالعزيز, انت عارف انه هالاسبوع الدنيا كلها متعطلة عشان راس السنة..ايه happy new year عساها تكون سنة زينة عليك
عبدالعزيز: ايه باين من اولها!
محمد بابتسامة دافئة: المهم..انا بستضيفك عندي في البيت. انا ساكن في فالنسيا وبيتي كبير والخير واجد, يعني ما..
عبدالعزيز: من اولها منة! انا مابي صدقة من اي احد! امي بكبرها رمتني! وابوي تخلى عني! واخوي الكبير هدم مستقبلي! هذول اللي المفروض يعيشون عشاني خربوني! بتجي انت اللي مب من دمي ولا لحمي وبتسوي فيني خير؟
محمد: انت لا تعقد الوضع, مالك بالماضي ومالك ببكرة..المهم هاليومين نضبط وضعك ونشوفلك حل


.
.
.
.
.
parte cuatro




المكان: فيلا محمد الغالب في فالنسيا – شرق مدريد على ساحل البحر الابيض المتوسط
الزمان: الرابعة مساء












ينزل محمد وعبدالعزيز من السيارة, الجو دافئ مقارنة بمدريد و سالامانكا. والهدوء غير معتاد بالنسبة لعبدالعزيز, فهو يدخل مجمع سكني راقي لأول مرة في حياته.
يقترب محمد من عبدالعزيز ويشير اليه بيد الى المدخل, ويمسك بيده الاخرى كتف عبدالعزيز

محمد: شايف الجو كيف حلو هالايام هنا؟ هذه عاد فرصتنا ناكل ونشرب في الحديقة, ولا باقي ايام السنة المكيفات تصقع روسنا

عبدالعزيز يلتزم الصمت ويكتفي بابتسامة غير معبرة

تفتح الباب على صوت السيارة مريم, زوجة محمد الغالب. سيدة تبدو في اول الاربعين من عمرها, صاحبة ملامح جميلة جداً. فهي صاحبة قوام رشيق متوسط الطول, وعينان سوداوان صغيرتان, يكملهما انف صغير حاد, وشعر اسود لامع يغطي كتفيها بأناقة.
يقبلها محمد على جبهتها, ويقدم عبدالعزيز لها, ويقدم الزوجة لعبدالعزيز.

محمد: عبدالعزيز ولد زميل الجامعة, احمد الساهر قد حكيتلك عنه؟
يتعجب عبدالعزيز من هذي الكذبة المفاجئة, لكنه يلتزم الصمت.
مريم: يووه ياكثر معارفك يابو بدر, بس والنعم بولد الساهر
محمد: ايه وانتي الصادقة, المهم عبدالعزيز بيقضي كم يوم معانا لانهم يرممون شقته في سالامانكا, وقلت فرصة لبدر يتعرف على سعودي هنا.
مريم: ايه طبعا حياه...عن اذنكم اكلم خوانيتا تزهب غرفة الضيوف له



يتأمل عبدالعزيز المنزل بصمت. الجدران تحكي تاريخ العائلة المشرف. هاهي شهادات محمد الغالب, وهاهي صوره مع الامراء والوزراء وكبار الشخصيات ورجال الاعمال, وهاهي صور زوجته مريم بلباس التخرج, وهاهي شهادتها الجامعية, مهندسة معمارية! يتسائل عبدالعزيز في نفسه عن نتيجة هذا الزواج الناجح, محامي ومهندسة..



يقاطع محمد افكاره: بدر ولدي في عمرك, بس طلع لشبونة يقابل اولاد عمه وبكرة راجع بحول الله.
عبدالعزيز يكتفي بالتواصل مع محمد بنظرة خاطفة
محمد: اممم..ولدي بدر مهب اجتماعي, بس لما تعرفه رح يعجبك. قلبه طيب ويحب الخير, بس الغربة وقلة الاصحاب اللي ينسجم معهم اثرت عليه. هو يدرس ياباني في معهد لغات, وناوي يروح يدرس هندسة محركات في اليابان بعد مايتمكن من اللغة. ادري احلامه غريبة, بس راسه يابس وصعب اقنـ..
عبدالعزيز: عن اذنك ابي اطلع اشم شوية هوا..








خرج عبدالعزيز من المنزل وتوجه الى الشارع, اشعل سيجارة ووقف يتأمل الدخان..ظهرت من بين الدخان فتاة تبتسم ابتسامة بلهاء! جمالها ناعم وارستقراطي للغاية, فهي تتميز بعينان خضراوان ناعستان, وشفاه رفيعة مرسومة, وشعر كستنائي ناعم مموجة اطرافه..




سألته: ¿quiénes son usted?
اجاب: Abdul
ردت بانفعال: ياالله كنت حاسة انك عربي!


.
.
.
.
.
parte cinco



المكان: مدخل منزل الغالب الرئيسي
الزمان: الرابعة والربع مساء









فجر ابو العادل, ابنة الحجازي طارق ابو العادل احد اكبر المستشاريين الماليين في فالنسيا. والد طارق من اوائل رجال الاعمال السعوديين المستقرين في اسبانيا, ولد طارق وترعرع في الساحل الشرقي الى ان تزوج ابنة صديقة العائلة التركية. كان الزواج زواج "صفقة" واثمر عن فتاتين: فجر, والصغيرة دلال التي لم تبلغ الخامسة من عمرها. طارق ابو العادل اثرى رجل بالمنطقة, وهو محط ثقة جميع المستثمرين, زوجته التركية مسلمة وتتحدث العربية قليلا, لكنها لاتنسجم مع زوجها رغم ان صورتهما الاجتماعية لامعة جداً.



فجر: انا اسمي فجر ابو العادل, انت يعني عبدالله؟
عبدالعزيز: لا, عبدالعزيز
فجر: وانت تقرب للغالب؟ لاتكون ولد عمهم اللي في البرتغال؟ ياالله سمعت عنك اشياء كثيرة! بس حسبت انه بدر راح يزورك, يعني رجعتوا اليوم من لشبونة؟ حتقضي باقي الاجازة هنا؟
عبدالعزيز ببرود: ايه
فجر: حلو, انشالله نتعرف على بعض اكثر..انا مااتكلم مع بدر كثير مع انه جاري! بس شكله مايحب الحجازيين! بدر مرة شايف نفسه, بس لا تقوله اني قلت عنه كدا!
عبدالعزيز يكتفي بالتدخين دون اظهار اي تعابير في وجهه
فجر: ممكن؟

عبدالعزيز يتسائل بعينيه عما تطلب منه فجر
فجر: ممكن سيجارة؟


يقدملها السيجارة ويقترب منها لاشعالها بسيجارته, يقترب وجهه من وجهها ويغمره شذا عطرها الشرقي. يتبادلا النظرات الغير مفهومة! ويقاطعهما صوت محمد الغالب

محمد: هلا فجر, شلونك؟
فجر بارتباك: الحمدلله كويسة
محمد: ماشالله تعرفني على عبدالعزيز
فجر: ايوة بس شكله مو مبسوط هنا ويبغى يرجع لشبونة!
يتبادل محمد وعبدالعزيز النظرات..ويسود الصمت المكان, الى ان قطعه وصول همر يزف على انغام موسيقى الهيفي ميتل الصاخبة
فجر: عن اذنكم انا طالعة دحين!
محمد: مع السلامة ياامورة, سلميلي على الوالد


تفتح فجر الباب وتصعد الى السيارة الضخمة, ويلوح السائق بيده الى محمد مودعا اياه ثم ينطلق بدفعة قوية تغطي على ضجيج الموسيقى


محمد: هذا خطيب فجر, كويتي اسمه مشاري المسعود
عبدالعزيز بصوت خافت: المسعود..
محمد: تعرف احد منهم؟
عبدالعزيز: ايه كان معي في الجامعة عيال المسعود, من هالنمونة واخس
محمد بابتسامة: لاتغرك المظاهر, شباب ومبسوطين
عبدالعزيز: ايه طبعا, ماعندهم هموم ومسؤوليات..يكفي ان عندهم احد ينظف خياسهم وراهم!
محمد: عبدالعزيز! تراك غلطت وشاركت في سرقة السيارة! وهذاني طلعتك وجبتك بيتي!
عبدالعزيز يصرخ: قلتلك لا تمن علي! تراني متعود انرمي بالشارع!!محمد: هدي اعصابك ماقصدت اني اتمنن! بس قصدي انه الحياة فيها فرص متساوية! هم يغلطون وغيرهم ينظف وراهم على قولك, وانت غلطت وهذاني انظف وراك



تنزل دمعة صامته من عيني عبدالعزيز. ينظر اليه محمد بحرقة! فهو يشعر بالقهر الذي يتملك هذا الشاب الحائر الذي فقد الشعور بالحنان.



parte seises

المكان: طاولة الطعام – منزل محمد الغالب
الزمان: الساعة التاسعة صباحاً








محمد: هلا والله, صباح الخير. شلونك يالذيب
عبدالعزيز: صباح الخير
مريم: صباح الخير! من زمان ماحد جلس معانا على الفطور, تفضل!
محمد: ايه, بدر مايصحى قبل الساعة 10 لان دوامه بعد الظهر. حالته حاله, يقضي الليل سهر على البلايستيشن والتشات! مايستفيد من الجو الدافي والبحر ويلعب رياضات ويستمتع بشبابه زي باقي البشر
مريم: امم..محمد واللي يسلمك هذا مب وقته!
محمد: ماعلينا..عبدالعزيز عندي خبر زين لك
عبدالعزيز بحماس: طلعوا اخوي من السجن؟!
محمد باحراج: لا مب قد كذا زين, انشالله قريب ربي يفرجها..اللي ابي اقولك هو اني وصلت لابوك!
عبدالعزيز: ......ابوي؟
محمد: جبت رقمه من السفارة في بروكسل, وحتى عنوانه لو تبي تزوره بكرة انا مستعد اجبلك التذكرة الحين!
عبدالعزيز: مابي اكلمه! ولا اشوف وجهه!
محمد: عبدالعزيز لازم تفهم وضعك وتشوف الخيارات اللي قدامك..
مريم: عن اذنكم
محمد: ابوك هو املك الوحيد, انت ماعندك شي, ماعندك احد!
عبدالعزيز بحمق: انت ماتفهم؟ محامي على اي اساس انت؟ اقولك مابيه! اقولك اروح الشارع يظفني ولا الجأ لابوي!
محمد بصوت عالي: وش مشكلتك ياخي؟
عبدالعزيز بصوت اعلى: ابوووووووووي مايبيني!!!!



نهض عبدالعزيز من الكرسي وخرج من المنزل وبدأ يمشي حيث تأخذه قدميه.
parte siete



المكان: مرسى بابلو – فالنسيا
الزمان: العاشرة صباحاً





يتأمل عبدالعزيز البحر الهائج ونشاط السائحين في هذا الصباح الشتوي الدافئ. يحاول ان يفهم كيف يمكن ان يستجمع حياته. "احتاج وظيفة بسيطة" لكن اين اسكن الى ان اجمع مقدم الايجار؟ وماذا عن دراستي؟ لم يتبق سوى فصلين! اه لو اكملت دراستي من اليوم! لتخرجت في الصيف! لكن اي تخرج وانا لم اكمل قسطي الجامعي؟ لن يسلموني الوثيقة! ماهذا الضياع!

يقطع حبل افكاره صوت مألوف..



فجر: اولااااا! كيفك عزوز؟
عبدالعزيز: بخير وانتي؟
فجر: انا جوعانة ونعسانة مرة! انا مواصلة كنت في حفلة والى الان مااكلت شي, تجي معاية؟ صحباتي كلهم ناموا مايتحملوا الشرب زيي!
عبدالعزيز: يلا, ماوراي شي!


يتوجه الاثنان الى المقهى القديم القائم على طرف المرسى. يتبادلان الحديث لساعات عن اسبانيا والوطن, عن الطفولة والاحلام, عن المبادئ والاخلاق.

يتعجب عبدالعزيز من فجر, فهي الفتاة الثرية الجميلة المحبوبة, لديها اسرة صغيرة جميلة, وابواب الدنيا مفتوحة امامها وماعليها سوا اختيار ماتريد ان تفعله دون ان تفكر بالثمن او العواقب! ومع ذلك فهي مشتتة فكرياً وتفرط في الشرب والسهر والرقص! ماهو سرها؟ ولماذا هو عكسها؟ فهو الفقير صاحب الطفولة المشتتة والحياة المبعثرة, دون اصدقاء دون اهل او احباء, ولكنه ضبط نفسه منذ الصغر وابتعد عن الشرب والسهر وما الى ذلك من مدمرات!


فجر: عبدالعزيز, توحشك مامتك؟
عبدالعزيز: لأ! وش ابي فيها!
فجر: حتى انا ماابغى مامتي, عدم وجودها افضل من وجودها. كل همها ان شكلي يطلع حلو, كل همها ان خطيبي يتزوجني واعيش بالقصر مع ابوه, كل همها ان الكل يعجب بتسريحتها وفستانها..يعني زي ماتقول سطحية مرة..اووه عمو محمد اهلين!
محمد: هلا فجر..ها عبدالعزيز مشينا؟ ولا ماشبعت من فجر؟ لا لا اكيد ماشبعت من فجر وكلامها الحلو
فجر: عمو احرجتي والله كلك زوق!
محمد: معليش يافجر حنا مستعجلين محمد عنده مشوار ضروري





استأذن عبدالعزيز من فجر وخرج مع محمد, توقف الاثنان عند باب المقهى وعينا عبدالعزيز تتسائل عن سبب عودة محمد اليه


محمد: شف ياعبدالعزيز, انا الغلطان اللي ماطولت بالي معاك! وبتحمل اللي يطلع منك, يعني الله يلوم اللي يلومك!
عبدالعزيز: ابي اعرف انت ليش تساعدني؟
محمد: انت تذكرني بشبابي. واراهنك ان شبابي كان اخس والعن! ولولا الله ثم مساعدة واحد فاعل خير كان ضعت. انا حاس فيك ياعبدالعزيز, ادري وش شعورك, افهم ليش مخنوق!
عبدالعزيز: انا اسف, انا تماديت..انا...
محمد: لا تقول شي, خلنا نبدأ من جديد وش رايك؟ يلا ابيك تكلم ابوك الحين
عبدالعزيز: وش تبيني اقوله؟
محمد: فهمه وش صار فيك وايش وضعك
عبدالعزيز: تبيني اطلب منه فلوس؟
محمد: انت بس حكيه عن اللي صاير وتشوف هو وش راح يسوي
عبدالعزيز: ماتعرف ابوي انت! بس امري لله



اتجه الاثنان الى اخر المرسى حيث تقف القوارب الصغيرة المتهالكة. لا يأتي احد الى هنا, فهو المكان المثالي لاجراء مكالمة حساسة مثل هذه.
يضرب محمد الارقام في جهازه, ويعطيه عبدالعزيز بابتسامة مطمئنة.



عبدالعزيز: الو! احمد الساهر؟ انت احمد الساهر؟ ا ا...انا عبدالعزيز...ولدك. اكلمك من فالنسيا....يبه. انا ماني بخير! لا..يبه........


انتهت المكالمة, وانتهى معها اخر امل لعبدالعزيز. نظر الى محمد فوجده غارق بدموعه, لم تكن هذه ردة الفعل التي توقعها من والد عبدالعزيز! ايعقل ان يتجرد اب من ابوته؟ ان يتجرد انسان من انسانيته

تنهد عبدالعزيز وقال وهو يبتسم: الله ياخذ عمره, لو يموت احسن على الاقل اورثه!
parte ocho


المكان: غرفة المعيشة - منزل محمد الغالب
الزمان: السادسة مساءً








مريم: وشلون تكذب علي؟ و لك قلب تنوم واحد من الشارع في بيتي؟
محمد: لو قلتلك انه طالع من الاصلاحية ماكان رضيتي!
مريم: لان الغلط غلط! انت انهبلت من تالي! وش فيك يامحمد انت مستوعب اللي سويته؟
محمد: يامريوم ياعمري انا كذبت عشانه كان واقف معنا! تبينا نتناقر قدام الضيف؟
مريم: اي ضيف! هذا مجرم! حرامي سارق سيارات ومشرد الله اعلم وش مسوي في اهله وليش حاذفينه في الشوارع!
محمد: قولي يالطيف يامريم عندنا ولد!
مريم: فهمني وش تبي الحين؟
محمد: ابيه يسكن معنا!
مريم: منتب صاحي يابو بدر! سلامات عسا ماشر؟
محمد: ابيه يسكن معنا وانا بتكلف في دراسته لين مايتخرج ويتوظف
مريم: خلاص عطه فلوس وسكنه في شقة وادفع تكاليف دراسته! موب لازم هالمجرم يسكن تحت نفس السقف اللي انا وولدي نسكن فيه!
محمد: مريوم وش فيك يامريوم؟ وين قلبك الطيب؟ وين حساسيتك المفرطة؟ وين مريوم اللي كانت تصيح لا شافت قطو جايع! وين مريوم اللي شايلة حملات التبرع في فالنسيا شيل!
مريم: بس يامحمد اللي جالس تطلبه مب معقول
محمد: ياحبيبتي اللي يحتاجه هذا الولد مب فلوس, يحتاج عيله وبيت!
مريم: منيب ملزومة اتحمل مسؤولية شخص ثالث في البيت
محمد: فكري في الموضوع, انا ماالزمك




واثناء ذلك, كان عبدالعزيز يتابع الاخبار الاقتصادية ويتخيل انه من اصحاب الملايين! ويفكر كيف كل خبر يمكن ان يؤثر على استثماراته.

دخل عليه شاب ضعيف البنية فاتح البشرة, يميزه شعر طويل مربوط الى الخلف. هذا بدر, "كم يشبه الممثل جوني ديب!" ظن عبدالعزيز.


بدر: هلا, بدر الغالب

نهض عبدالعزيز وتبادل التصافح

عبدالعزيز: هلا والله, عبدالعزيز الساهر
بدر: هاه, اشوفك تتابع المالية! ماش اليورو دمر اقتصاد البلد! انا يأست من اوروبا. ابي اروح اليابان
عبدالعزيز: ايه الوالد قالي على سالفة اليابان, وشلون اللغة معاك؟
بدر: والله تمشي الحال حالياً, ماتمكنت من الغزل بطلاقة!

محمد: هلا والله يالمغزلجي! اثرك من تحت لتحت اجل؟
بدر: هلا يبا..
محمد: الحمدلله على السلامة, عساك استانست مع العيال؟
بدر: والله هه..ماعندهم اخر اشرطة السوني!
محمد: ههههههههه مالت عليك!
parte nueve


المكان: المطبخ – منزل محمد الغالب
الزمان: الواحدة بعد منتصف الليل








فتح عبدالعزيز الثلاجة باحثاً عن مشروب بارد يروي عطشه, وتناول قارورة من عصير الليمون. هم باقفال باب الثلاجة فوجد مريم تقف خلفها..


مريم: ماجاك نوم؟
عبدالعزيز: لا والله, بس تعودت!
مريم: عبدالعزيز اجلس, ابيك بسالفة..
عبدالعزيز: عسا ماشر؟
مريم: ابي اوصل للوالدة! اذا ابوك مامنه رجا اكيد امك ولهانة عليك ومتلهفة على اخبارك!
عبدالعزيز بحزن وخيبة: ياخالة..ماتعرفين امي
مريم بحماس: ياوليدي انا ام وادري وشلون الامهات يفكرون! الرجال غير ممكن يقسون قلوبهم! بس الام تظل ام!
عبدالعزيز: طيب..ماني خسران شي, وش تبين تعرفين؟ انا مااعرف الا اسمها! مااعرف لا اسم اخوانها ولا اخواتها ولا شي!
مريم: مهيب مشكلة نبدأ من اسمها!
parte diez


المكان: مكتب المهندسة مريم الغالب
الزمان: العاشرة صباحاُ










تدخل السكرتيرة على مكتب مريم, وتناولها ورقة بها رقم. اخذتها بقوة من يد السكرتيرة وطلبت منها الخروج ومنع اي زائر. طلبت الرقم.. رد رجل ما, طلبت السيدة منيرة..وبعد السلام والسؤال عن الحال


مريم: الحقيقة انا متصلة من اسبانيا
منيرة بتهكم: لا تكونين من طرف اللي مايتسمى احمد الساهر ولا عياله؟
مريم: ايه انا من طرف عياله..ولدك
منيرة: اي واحد فيهم؟ الصايع الضايع؟ ولا المعقد المريض؟
مريم: ياوخيتي هذول عيالك!
منيرة: وش تبين؟ فلوس؟ ماصدقتوا اتزوج تاجر وقمتوا تلتمون حواليني؟
مريم: ياوخيتي ولد محتاجك..عبدالعزيز ماله احد ولا شي هنا!
منيرة: كلمي ابوه! انا على ذمة رجال ثاني وماني ملزمة في بقايا ماضي اسود!
مريم: انتي ماتفهمين؟ هذا ولدك مب ولده بس! ولدك!
منيرة: مابيه! مانفعني لا هو ولا اخوه لما خاني زوجي! الحين بينفعوني؟ يلا اقول يلا..منيب فاضية لناس مثلكم, يلا بلا عوار راس..مع السلامة!

..

اتجهت مريم الى مكتب محمد وهي منهارة!


مريم: محمد! جاوبني..انا مجنونة؟
محمد: سلامتك وش فيه؟
مريم: ابي عبدالعزيز يسكن في بيتي! ابي ارعاه ابي ادلعه! ابي اعوضه عن حرمان سنين عمره كلها! ابيه فاهمني اقولك ابيه!
محمد: ياحياتي والله اني داري انك بتغيري رأيك! ماراح اسألك ليش غيرتيه! اهم شي انك لازلتي مريوم اللي اعرفها..

ضم الزوجان بعضهما للحظات, واتجها معاً الى البيت ليزفوا الخبر الى عبدالعزيز وبدر..
parte once

المكان: غرفة المعيشة – منزل الغالب
الزمان: منتصف النهار








مر شهران تقريبا على اقامة عبدالعزيز مع الغالب. ظل عبدالعزيز خلال هذه الفترة يدرس من المنزل ويتجهز لاداء امتحاناته النهائية في الجامعة. دفع محمد الغالب تكاليف الدراسة لكنه لم يخبر عبدالعزيز, حيث يظن الاخير انه حصل على اذن باكمال الدراسة عن بعد وانه حرم من الحضور اليومي فقط. عمل عبدالعزيز كل صباح مع محمد في مكتبه الخاص في تنسيق وترتيب ارشيفه. وكان نادراً مايخرج من المنزل, بل كان يقضي وقته في الداخل مع بدر الذي لا يهوى الخروج كثيراً.




محمد: الليلة مسويين احتفال في قصر المسعود بمناسبة اليوم الوطني الكويتي, وعازمين كل الجالية العربية. تجهزوا ترانا بنروح نسلم ونرجع محناب مطولين
بدر: لا حوووووووول! انا ماني رايح! اكره ماعلي اختلط بهالبشر, ناس ماتتناقش الا عن اخر الشاليهات اللي شروها ,واغلى اللوحات اللي شروها, واقوى السيارات اللي شروها, و..
محمد: اقولك الكل بيكون معزوم, حتى دانووه!
بدر بخجل: ابوي تكفى قفل الموضوع
عبدالعزيز بمكر: وش السالفة
بدر: مافيه سالفة, الوالد متوهم
محمد: لا ياشيخ؟ علينا؟ هذه ياعبدالعزيز بنية بحرينية حليلة اسمها دانه اليعقوب, وخوينا طايح عندها من ايام الطفولة. هم متربيين سوا, بس تدري عاد العيال لا كبروا يبدون يتحسسون من بعض ويبعدون. تصدق فيه صور لبدير مع دانوه وهم في الروضة سوا, وفي حفلات اعياد ميلاد سوا, وحتى فيه صورة امهاتهم يحممونهم سوا وهم اعمارهم 9 شهور ههههههههه
عبدالعزيز: ياحليلهم..خلاص يابدر بخاويك الليلة خل نشوفها
محمد: مهوب كيفك تخاوينا, انت واحد مننا يعني واجباتك الاجتماعية مثل واجباتنا. المهم, زين انها جات هالفرصة عشان تتعرف على الباقي وتبدأ تكونلك صداقات ومعارف في المنطقة.
parte doce



المكان: نادي القولف الملكي – فالنسيا
الزمان: السابعة والنصف مساءً












اتجهت عائلة الغالب الى النادي الريفي, وهو نادي صحي يمارس فيه نخبة المجتمع الرياضات الارستقراطية مثل القولف والبولو. ظل عبدالعزيز يتأمل وجوه الحاضرين ويتسائل عن حياتهم. اعتاد على رؤية السياح العرب في مدريد وماربيا وبرشلونة, وكذلك الطلاب الاثرياء الذين كانوا يتحاشون الاختلاط به كونه مجرد شاب مستور دائم الرفض للشرب والاحتفال الماجن. لكن هنا الوضع مختلف, هؤلاء الناس كوّنوا لانفسهم مجتمع مصغر يفرضون به قوانينهم الخاصة. ورغم انهم ينتمون الى الاقلية, لكن ثرائهم الفاحش اعطاهم سلطة سياسية ومكانة اجتماعية لا يستهان بها في المنطقة.




بدر: شف ياعبدالعزيز, هذاك المصري ابو بدلة كحلية كان السكرتير العام بالبنك المركزي وله معارف كثير في دنيا المال, وش رايك اخذك تتعرف عليه كود يتوسطلك بوظيفة محترمة هناك عقب ماتتخرج؟
عبدالعزيز: بانكو دي سبانا؟ ياخي طموحي محدود انا, بس..
بدر: وهذاك ابو لحية شقراء لبناني, مارسيل خوري. وكيل جنرال موتورز في اسبانيا والبرتغال. كل ماتنزل GMC موديل جديد يغير زوجته ههههههه. الاخيرة من مالطا, والله ياهي شق!
عبدالعزيز: وهذيك المتحجبة؟بدر: مرت السفير الكويتي. خوال بيت المسعود..




يكمل بدر حديثه وتعريف عبدالعزيز بالحاضرين دون ان يقدمه لاحد, فهو يفضل ابقاء مسافة بينهم وبينه. يكف عبدالعزيز عن الاستماع لا شعوريا عندما دخلت فجر لقاعة الاحتفال. ترتدي فستانا سكّري بلون الحليب يكشف عن ساقيها, ويلف صدرها شريطاً ناعماً من الساتان الوردي. زينت شعرها بقطعة مصنوعة من الاحجار الكريمة المتوهجة, واكتفت بتلميع شفتيها دون ان تزيد وجهها تزييناً بمستحضرات اخرى.

توجهت فجر ركضاً الى عبدالعزيز تسبقها ابتسامة طفولية شقية.



فجر: عبدالعزيز! انت رجعت هنا؟!
عبدالعزيز: اهلين
فجر: اهلا اهلا, سوري والله بس تفاجأت انك هنا!
عبدالعزيز: انا جالس هنا لفترة, اشتغل ويا محمد الغالب..
فجر: ياالله خبر حلو! بس غريبة ماشفتك! اسمع في بارتي صغير عاملينه احنا الشباب بعد الحفلة البايخة دي راح تجي معاية اوكي؟ لازم تقابل اصحابي وصاحباتي كلنا راح ننبسط! تصدق من دحين دانه صحبتي جالسة تسرق ويسكي من البار وتوديه السيارة ههههههه
عبدالعزيز: اسف, ماانسجم بحفلات كذا
فجر: بلا تقالة دم! مو بكيفك اصلا!
عبدالعزيز: ومااقدر اترك بدر
فجر: وي! يجي معاك طبعا, اذا يبغى ماابغى اجبره..



يقاطع حديثهما شاب اسمر قوي البنية طويل القامة.


فجر: ااا...عبدالعزيز هدا مشاري المسعود. ميشو هدا عبدالعزيز..
عبدالعزيز: عبدالعزيز الساهر, تشرفنا!
مشاري: عن اذنك! فجر تعالي ابيج بموضوع خاص


استأذنت فجر ووجهها يغطيه احمرار ساخن وعيناها تبدو وكأنهما تغليان من الخجل.



مشاري: واقفة تسولفين ثلاث ساعات ويا سلتوح ماله اصلا ولا فصل ولا كأن لج خطيب يدور عليج من الصبح؟
فجر: مشاري لا تبالغ, انا اعرفه من فترة وبس رحت سلمت عليه. يعني ايش تبغاني اكون قليلة زوق؟
مشاري: ماابيج تكلمين هالمليغ مرة ثانية! ولا تخليني اشوف عينج تلمح عينه!
فجر: ياسلام! وانت عيونك تفصفص البنات فصفصة! حلال عليك حرام عليه؟
مشاري: انا شاب وضعي غير وضعج! لا تحرجين نفسج جدام الناس مفهوم!
فجر: ايش المنطق الغبي دا!
مشاري: "فير" لا تخربين اللي بيني وبينج عشان واحد مايستاهل. المهم, بتروحين البارتي وياي ولا بتوصلج دانه؟
فجر: لأ انا اصلا ماراح اروح, ولا انت ماتروح اوكي؟
مشاري: ايه طبعا اذا انتي مانتي رايحة مالي روحة..المهم "يدّي" ينادي شكله فيه تصوير صحفي..يلا اشوفج باجر حبيبتي.




كان عبدالعزيز يراقب النقاش من الخارج حيث كان يقف بجانب بركة السباحة التي تفصل بينها وبين قاعة الاحتفالات الواح زجاجية.



بدر: اخيرا لقيتك! وش فيك متوزي عن العالم؟
عبدالعزيز: مافي شي, بس ضاق خلقي شوي
بدر: شوي بس؟ ههههه ياحليلك انا بنفجر! ش رايك نرد البيت نخربها سوني بس؟
عبدالعزيز: الا وش رايك نروح البارتي مع الشباب؟
بدر: اي شباب؟ انا مااعرف احد, ولا احد عزمني!
عبدالعزيز: الا فجر توها عزمتني, وقالت انت لازم تجي
بدر: عبدالعزيز عن النصب! ادري اني منيب معزوم!
عبدالعزيز باحراج: افا عليك ليش بكذب؟ وترا دانه بتكون موجودة!
بدر: وش عنده الوالد رقم ثنين! ماصلا مندري وين هالبارتي فيه ولا شي..


تقاطعهم فجر التي قفزت من بين الشجيرات وكأنها كانت مختبئة


فجر: عزوز! بدر! يلا يلا بسرعة تعالوا قبل مااحد ينتبه لنا!
عبدالعزيز: وين رايحين؟
فجر: البارتي ياعبيط! يلا دانه تستناني في السيارة!



تبادل عبدالعزيز وبدر النظرات التي لم تفهمها فجر, واتبعا فجر التي انطلقت بحماس.
parte trece

المكان: سيارة دانه
الزمان: التاسعة مساءً











بعدما تم التعارف السريع انطلقت المجموعة باتجاه منزل احد اصدقاء الفتيات حيث تقام الحفلة السرية. ركب عبالعزيز وبدر في الخلف واستمتعا بالهواء المنعش في السيارة المكشوفة. خيم السكوت على اول الرحلة حيث كانوا يشعرون بالغرابة. فبدر انقطعت صداقته بدانه منذ بلوغهم الصف الاول الابتدائي, ودانه تلتقي عبدالعزيز لاول مرة. وعبدالعزيز يرى دانه التي كثر الحديث عنها لاول مرة. دانه جمالها فارسي بحت. فهي كانت فاتحة اللون وتتميز ببشرة نضرة لامعة, شعرها اسود كاحل ناعم يغطي نصف ظهرها, وعيناها واسعتان سوداوان يصرخان شقاوة!



دانه: طيب والحل معاكم؟ شلون نكسر حاجز الصمت! شباب مايصير ندش البارتي وحنا خجلانين من بعض ولا وش رايك ياعبدالعزيز؟
عبدالعزيز: لا عادي..شوي ونتعود على بعض ونمون
بدر ساخراً: والله ماظنيتها مسألة وقت! انا يادانه اعرفك لي 22 سنة ومانمون على بعض!
دانه: والليل يابدر! يعني لازم تخرب المود الليلة! انت اللي صرت انطوائي وماتبي تكلم احد! مدري وش نفسك عليه! واللي يسلمك خلي هالحكي لبعدين نبي نتونس الليلة!



تعجب الاثنان من جرأة الفتاة في الرد. اتضح لعبدالعزيز نوع شخصية دانه, فهي تسعى وراء مصالحها الشخصية فقط. اتضح له انها فتاة تحصل على ماتريده كيفما تريد!
parte catorce

المكان: شاليه شيوخ من الامارات – شاطئ فانسيا
الزمان: التاسعة والنصف مساءً











دخل الرباعي الى الشاليه الفاخر الذي كان يعج بالشباب والفتيات. كان معظمهم من الاسبان ولكن كان الحضور العربي مميز ايضاً. طغت الموسيقى العربية الممزوجة بايقاعات غربية على الجو. كان الصخب والدخان يغطيان الاجواء, وبسببه كان الكل يتواصل بالصراخ مما زاد الوضع ازعاجاً.


اتجهت دانه لمجموعة من اصدقائها وافترق بدر عن عبدالعزيز وفجر واتجه الى اقرب مقعد ليتمعن النظر في عجائب الحضور.
سحبت فجر عبدالعزيز من يده واتجهت به الى البار.


فجر: ايش تشرب؟
عبدالعزيز: اخذلي ايس تي
فجر: مع ايش؟
عبدالعزيز: لحاله!
فجر: وي! كيف تبغى تنبسط؟
عبدالعزيز بتعجب: يعني ماانبسط الا لو سكرت وسويت اشياء غبية وقلت اشياء اغبى وختمتها باستفراغ؟
فجر: مو قصدي كدا..بس خفيف خفيف..
عبدالعزيز بحنق: فجر! مااشرب!


احست فجر بالاحراج الشديد والضيق الاشد. تركت عبدالعزيز دون ان تقول كلمة واحدة واتجهت الى الخارج باتجاه الشاطئ الخاص بالشاليه.
انطلق عبدالعزيز ليتبعها.



عبدالعزيز: فجر لا تزعلين مني, انا..
فجر: انت ايش؟ مسويلي فيها اخلاق يعني؟ انت خريج سجون!
عبدالعزيز: ايه! قلتيها خريج! يعني طلعت وبدأت من جديد! صلحت غلطتي وتعاقبت!
فجر: وفين الغلط؟ اصلا ماما وبابا داريين اني اشرب واسكر كمان! ولا همهم! واصلا لو كنت ضد الشرب هنا يعني مالك حياة اجتماعية! شوف بدر كيف ماحد يطيقه لانه مسويلي فيها صاحب مبادئ!
عبدالعزيز: على الاقل ضميره مرتاح! مايحتاج الكحول عشان تنسيه واقعه وتعطيه كم ساعة من الوناسة!
فجر تصرخ: مو ذنبي انه ماعنده مشاكل مثلي! ماعنده خطيب لعاب يخونني كل يوم مع وحدة شكل ولا اقدر افتح فمي لانه غصباً عني اخذه! ماعنده ام كل همها تنسق مواعيد عمليات الشد وجلسات التنفيخ! ماعنده اب كل حياته سفر وصفقات وشغل! ماعنده مثلي صحبات يتمصلحوا معاية بس عشان اوصلهم بسياراتي وادخلهم حفلات الشيوخ واغديهم واعشيهم بارقى المطاعم!
عبدالعزيز: بس يافجر هذا مو عذر..مل مشـ...
فجر: ومستكثرين علية الكم كاسة اللي اشربها عشان انسى قرف حياتي؟ لازم كل صغيرة وكبيرة اخذ محاضرة عليها؟ مااقدر اكون حرة نفسي؟
عبدالعزيز: لا تستصغري الموضوع! تخربين نفسك وماتبين احد يفتح فمه؟
فجر: وايش دخلكم فيا؟
عبدالعزيز: لاننا نهتم!
فجر: مين انتوا اصلاً! انت اول واحد يكلمني عن الشرب!
عبدالعزيز: طيب انا..انا اهتم!



تفاجأت فجر بالكلمة التي صدرت من عبدالعزيز, استقرت عيناها على عيناه للحظات طويلة دون ان يتحرك او يتكلم الاثنان. مدت فجر يدها لا شعورياً وتحسست عروق يد عبدالعزيز البارزة..

قاطعهما صوت غليظ من الخلف..




مشاري: لا اكون خربت عليج الجو ياست "فير"!
فجر بارتباك: مشاري لا تفهم غلط..
مشاري: وش تبين تفهميني؟ قلتي مانتي ياية البارتي وييتي مع هالفاشل من وراي! قلتيلي ماايي عشان يحلالج الجو! والاقيج لاصقة فيه بعد! وش تبين تفهميني!
فجر: ممكن نتفاهم برا بس..
مشاري: انا خلصت تفاهمي وياج!
عبدالعزيز: اخوي مشاري انا..




قاطعه مشاري بلكمة قوية على وجه عبدالعزيز اطاحت به في الارض, ثم انقض عليه واشبعه ضرباً. اشترك اصدقاء الكويتي في لكمه وركله من جميع الجهات. وانتهى الشجار الدامي بمفارعة باقي الحضور بين الخصمين.


بكت فجر وهي تشاهد عبدالعزيز يدمي بسببها, جرت الى دانه واخذت منها مفاتيح سيارتها وطلبت من بدر ان يحمل عبدالعزيز الى السيارة وانطلقت به الى المنزل.
parte quince




المكان: حجرة عبدالعزيز
الزمان: التاسعة صباحاً











استيقظ عبدالعزيز على وخز المطهر الكحولي التي كانت تنظف به مريم جروحه من الليلة الماضية. وجد محمد وابنه حوله يتناقشان عن احداث تلك الليلة السوداء. نهض من سريره وتنهد وهو يتأمل وضعه. على الرغم من شعوره بالالم والخجل, الا انه شعر بنوع من الرضا والدفأ كونه محاط بأناس يهتمون لأجله ويتألمون معه.



محمد: صباح الخير يالذيب! هاه وشلونك الحين؟
عبدالعزيز: لا مافيني شي ماعليك
محمد: الله يهدي هالمشاري, مشكلجي درجة اولى بالمنطقة. له سوابق ماتنعد, اشوى انه ماطلع سلاحه عليك, يسويها!
مريم: هذا تدعيله بالهداية؟ قل الله ياخذ عمره شف وشلون مكسر الولد!
عبدالعزيز: حصل خير. انا مابي مشاكل, ومابي ادخلكم في المشاكل وياي.
محمد: عشت بالذيب. يلا حنا بنولم الفطور قم غسل وانزل


انصرف محمد ومريم واقترب بدر من عبدالعزيز وجلس على طرف سريره.

بدر: خوش دخلة اجتماعية هههههه
عبدالعزيز: ماعليك..انا وهالادمي من اول لحظة ماكان بيننا انسجام
بدر: والالعن المسيكينة فجر مكتوب عليها تتحمله, تقل امها داعية عليها
عبدالعزيز: ايه والله كسرت خاطري
بدر: تراها تدق علي من الساعة 6 الصباح وقالتلي اول ماتقوم من النوم تبيك تكلمها
عبدالعزيز: لا..ماله داعي..شدعوى خلاص انا بخير
parte los dieciséis

المكان: منزل ابو العادل
الزمان: العاشرة صباحاً








انضمت فجر الى مائدة المطبخ لتناول حبوب الافطار بينما كانت والدتها تحضر لنفسها مشروباً من الفواكه الطازجة.



بيجان: انت قوم؟ خلص سهر؟ خلصت مشكل؟
فجر: ماما بليز مو وقت المحاضرات على دا الصبح! ايش تبغيني اصحى بدري واسوي؟
بيجان: اصخى كلمي ميشاري! مرة زعلان من انتي! كلمي دخين قبل اكل!
فجر: ماابغى اكلمه المتخلف الشرس اللي مايعرف شي اسمه تفاهم!
بيجان: ولا كلمة! مافي ادب! انت كدبتي وروختي مع هادا الولد الخرامي! هادا في زوجك قريب مرة! انتي ما افهم؟
فجر: ماما بليز! انتي لمتى راح تعانديني! اقولك دا الانسان ماابغاه وكل يوم اكرهه اكثر!بيجان: اقولك ولا كلمة! واللهي انا شيل _مصروف من انتي! سامعه؟ هادا الولد ابدول عزيز انا ماابغى انتي شوف بعد اليوم! واللهي انا خلي حياة انتي اسود! سامعه؟


قطع النقاش الحامي دخول مشاري بباقة صغيرة مرتبة من زهور الاقحوان الصفراء التي تحبها فجر. ابتسمت والدتها وهي تشعر بالنصر واستأذنتهما وخرجت من المطبخ.



مشاري: فير, عمري, روحي..انا اسف
فجر: طيب
مشاري: سامحتيني؟
فجر: على ايش؟ انت ماغلطت علي! روح استسمح من اللي شوهته!
مشاري: من صدجك تتكلمين؟ ينّيتي انتي؟ تبين انزل لمستوى خريج السجون؟
فجر: بتعذر منه ولا لأ؟
مشاري: وانتي وش عليج منه؟ وش يهمج فيه؟ منو اهم بالنسبة لج انا ولا اهو؟
فجر: انا يهمني الحق! وماارضى خطيبي يكون غلطان!
مشاري: اقول! حدج عاد! انا ماادري على شنو متحملج انتي واهلج الغثيثين؟ لا وتشرطين بعد؟ شدعوى شايفتني من هالهيلق الي تلعبين فيهم لعب؟ فوقي يا روح امج وطالعيني زين! شوفي منو جالسة تكلمين! ترا ادري بسوالفج كلها! وادري انج انتي اللي وصلتيه بيته امس! بس انا قلت اتغاضى عن الموضوع كله عشان يسكت ابوي ومايسمعني مواويله!
فجر باكية: مشاري لو سمحت لا تتكلم معاية كدا! تخوفني!
مشاري: سمعي عاد! انا حاولت بكل الطرق اني اتقرب منج او احبج! بس مافيه امل! من اليوم ورايح تسمعي كلمتي من غير اي نقاش! والله وقسم بالله لا اهوّن عن الزواجة كلها وحريقة فيج انتي واهلج! عنكم ماسددتوا ديونكم!
فجر: عن اي ديون تتكلم؟ ايش الموضوع؟
مشاري: الموضوع ياروح امج انه ابوج مديون لابوي بملايين! وابوي كان مستعد يمددله فترة التسديد اذا زوجك لي! فهمتي ياست الحسن والجمال؟ ولا على بالج اني طايح في دباديبج!



لم تستطيع فجر ان تسمع كلمة اضافية وركضت الى غرفتها باكية.
parte los diecisiete


المكان: غرفة الطعام – منزل الغالب
الزمان: الثامنة مساءً











قرر عبدالعزيز بعد تلك التجربة ان لا يعرض نفسه للاختلاط بذلك المجتمع. فهو غير مرحب به وسيبقى بنظرهم "خريج السجون". لم يحب عبدالعزيز هذا المجتمع الظالم الذي يبقيه اسيراً لماضيه.
مرت على تلك الحادثة شهر, قضاه في الدراسة التحضير لامتحاناته التي يبدأها بعد يومين.

في هذه الاثناء يجلس الجميع على طاولة الطعام بانتظار ان تنضم اليهم مريم.


مريم: يابعدي انتم! ليش مابديتو تاكلون؟
محمد: الاكل ماله طعم من غيرك يامريوم!
مريم: ياجعل يومي قبل يومك قل امين
بدر: والليل! وقت الغزل الحين وحنا ميتين جوع! خوانيتاااااااااااااااااا
مريم: اسفة تأخرت, كنت اهدّي على بيجان...قليل في حقها منهارة هالمره
محمد: لا حول ولا قوة الا بالله! والله من كان يصدق ان طارق ابو العادل ممكن ينسجن بسبب الافلاس والديون
مريم: المسألة اكبر من ديون! اكتشفوا انه متورط بقضايا تزوير ورشاوي. مشاكل مالها اول من اخر.
بدر: طيب وش بيصير على اهله؟
مريم: بيجان تبي تاخذ بناتها وترجع تركيا عند اهلها, بعذرها مالها وجه تجلس هنا وسط هالمجتمع اللي مايرحم



انصدم عبالعزيز من هذه المستجدات. فهو لم يقابل او يحدث فجر منذ تلك الحادثة, ولكنه كان يشعر بوجودها. كانت جارته!
parte dieciocho

المكان: مدخل الغالب الرئيسي
الزمان: السابعة صباحاً









محمد: هاه يالذيب, متأكد مانسيت شي؟ آلتك الحاسبة؟ كتاب منا ولا منا؟
عبدالعزيز: لا انشالله مانسيت شي
محمد: هالله هالله بأدعية الاختبارات! اسأل مجرب ترا شهادة الحقوق حقتي ماهيب نتيجة دراسة وبس! كله توفيق من الله!
بدر: ولا تشيل هم انا بمسك مكانك في مكتب الوالد لين ماترجع عشان مايتراكم عليك الشغل
عبدالعزيز: ماتقصر والله
محمد: هاك ياعزيز
عبدالعزيز: واللي يسلمك مالها داعي هالفلوس, عادي ادبر عمري
محمد: هذه مب مني هذا راتبك
بدر: مستغني عنه هاته انا ممكن يفيدني
عبدالعزيز: لا لا هههههههههه اسحبها



ركب عبدالعزيز السيارة وانطلق بسرعة خفيفة خارج الفناء الخاص بالفيلا. وما ان تجاوز مدخل فيلا ابو العادل حتى سمع صوت ارتطام بهيكل السيارة الخارجي فتوقف على الحال. وجد فجر تجري اليه منهارة!



فجر: عبدالعزيز! عبدالعزيز! ساعدني الله يخليك الله يخليك
عبدالعزيز: وش فيه؟!
فجر: الحقني ماما تبغى تاخذني تركيا عند اهلها! ماابغى اروح هناك! مستحيل اترك بابا اعز انسان على قلبي واعيش مع ماما المجنونة! اصلا هي اللي فلست بابا! اكرهها اكرهها
عبدالعزيز بيأس: يافجر وانا وش بيدي! هذي امك تفاهمي معاها مب معاي!
فجر: ايش اتفاهم معاها؟ كل يوم واحنا صراخ وهواش! حياتي صارت جحيم لا يحتمل في البيت معاها!
عبدالعزيز: فجر اخترتي اسوأ توقيت! انا لازم امشي وراي مشوار اربع ساعات طالع سالامانكا عندي اختبارات لازم اقدمها!
فجر بعد صمت: خدني معاك!
عبدالعزيز: نعم؟
فجر: اقولك خدني معاك!
عبدالعزيز: جنيتي انتي؟ تبين تروحي في داهية؟ وتبيني اروح في ستين داهية؟
فجر: لازم اوضح لماما انه راح اسوي المستحيل وراح اؤذي نفسي لو غصبتني اسافر! لازم اهرب! والله مااقول لاحد انك انت اللي هربتني!
عبدالعزيز بعصبية: مستحيل! انسي الموضوع!
فجر: شوف! مو وقت مبادئك! انا كدا ولا كدا راح اهرب! تبغاني اهرب بالقطار ولا الباص مع الغرب ولا اجي معاك!
عبدالعزيز: امري لله! تعالي!
parte diecinueve

المكان: مقهى صغير في قرية كاتشيدون – شرق العاصمة مدريد
الزمان: منتصف النهار










عبدالعزيز: تدرين اني اجي هنا ومن عمري 12 سنة. هالكوفي له ذكريات عجيبة!
فجر: هدا الكافي؟ وهنا بالذات؟ غريبة
عبدالعزيز: ايه. ايام المتوسط كنا ساكنين في مدينة غوادالاهارا. ولا ضاق صدري كان اخوي يجيبني هنا عشان نطلع من اجواء المدينة, عاد ايامها كان هو الوحيد اللي يقدر يسوق ويشرب ههههههه ياهو استغل كل لحظة من عمره ولا قصر
فجر: يابخته! هدا هو المفروض اصلا!
عبدالعزيز: تهقين؟ طيب ليش هو محبوس بالسجن الحين؟
فجر بخجل: ايش قصدك؟
عبدالعزيز: يعني يافجر الحرية التامة والحياة بدون قيود مهيب زينة لا للبنت ولا للولد
فجر: انا عارفة, وترا انا تغيرت
عبدالعزيز: شلون؟
فجر باحراج: امممم..بطلت الشرب, وقاطعت اصحابي المو كويسين, واهم شي تركت مشاري..تركته ونكبت بابا!
عبدالعزيز: لا تقولين كذا. مهوب ذنبك!
فجر: الا ذنبي ونص! اصلا ايش كانت ديون بابا؟ سياراتي ومجوهراتي وسفراتي! وفي النهاية لما كان الحل بيدي خذلته! مستحيل اسامح نفسي!
عبدالعزيز: اعطي نفسك فرصة انك تقدميله شي بدل ما تاخذين منه!
فجر: كيف؟
عبدالعزيز: حسسيه انك بجنبه في محنته! شدري حيلك في دراسة وفرحيه بنتجية مشرفة! لا تتخلين عنه زي ماتخلت عنه امك في اكثر وقت هو محتاج فيه لعيلته!
فجر: معاك حق...
عبدالعزيز: المهم الحين, انا اختباراتي متها 3 ايام بس, وفرصة انك طلعتي من فالنسيا وتركتي جوالك عشان تشوفين نفسك وتصفين ذهنك.
فجر: معاك حق...
عبدالعزيز: فجر..
فجر: ايوة؟
عبدالعزيز: توعديني انك تجلسين مع ابوك؟...توعديني انك ماتتركين فانسيا و..
فجر: و ايش كمان؟
عبدالعزيز: وماتتركيني؟
فجر وقد احمرت وجنتيها: ماتبغاني اسيبك؟
عبدالعزيز: لا..وجودك يحسسني بالاطمئنان!
فجر: عزوز..حتى انت وجودك يطمني!
عبدالعزيز: ياالله! هذا وحنا مانشوف بعض!
parte veinte




المكان: كافتيريا جامعة سالامانكا
الزمان: الواحدة بعد الظهر













عبدالعزيز يصيح حماساً: فجر! فجر!
فجر: وي وطي صوتك ايش في؟
عبدالعزيز: نجحت! نجحت! انا نجحت!
فجر: من جد! الف مبروك!
عبدالعزيز: لا! موب بس نجاح عادي! بينزل امسي في لوحة الشرف! معاية بكالوريس اقتصاد مع مرتبة الشرف!
فجر: وااااو مبروك!
عبدالعزيز: فجر بيسوون احتفال غير رسمي الليلة للي بيتخرجون, عادي نمدد الاقامة يوم واحد اضافي؟ بكرة الصباح نحرك نرجع فالنسيا, عادي؟ امانة قولي لو فيه احراج مب لازم!
فجر: وي من جدك تتكلم ولا تستهبل ياعبيط! طبعا نمدد انشالله شهر!


لم يكتفي عبدالعزيز يالصراخ للتعبير عن سعادته. امسك بيدي فجر وظل يراقصها على ايقاعات الفرح التي كانت تغمره.
parte veintiuno

المكان: ساحة مدينة سالامانكا
الزمان: التاسعة مساءً









اجتمع الطلاب المتخرجون في وسط الساحة حول فرقة موسيقية اسبانية تقدم لهم احدث الاغاني الشبابية, اختلط الرقص المرح بالضحك والتقاط الصور التذكارية. انست هذه الاجواء البهيجة كل من عبدالعزيز وفجر همومهم للحظات. ازدادت الفرقة صخباً وتفاعلت فجر مع الفرقة فأخذت تشاركهم الغناء بصوت عالي. ظل عبدالعزيز يتأمل كيف كانت تتمايل مع الايقاعات وكيف كادت ابتسامتها ان تقسم وجهها الطفولي الى قسمين. فكرّ بأن هذه هي اسعد اللحظات اللتي مرت عليه في حياته.


عبدالعزيز: فجر! فجر!


لم تستطع فجر ان تسمعه يناديها, فأمسك بيديها ليلفت انتباهها اليه. اشارت بيدها الاخرى تسأله عما يريد

عبدالعزيز: فجر انا احبك!
فجر تصرخ: مااسمع علي صوتك!
عبدالعزيز صارخاً: اقولك انا احبك!
فجر: مااااااااسمع!
عبدالعزيز بأعلى صوت ممكن: تي ااااااااااااااااموووووووووووو!


تفاجأ عبدالعزيز بأن جميع الحضور سمع الكلمة حيث صرخ بها بنفس الوقت الذي انهت به الفرقة اغنيتها الصاخبة. ضحك الحضور وتعرق عبدالعزيز من الخجل, واحمر وجه فجر وكادت عيناها تدمعان من المفاجأة.
parte veintidoacutes




المكان: مدخل منزل ابو العادل الرئيسي
الزمان: الرابعة مساءً









عبدالعزيز: فجر وبعدين يعني؟ لازم تنزلين وتواجهين مشكلتك عشان تحلينها! ماتذكرين وش اتفقنا عليه في سالامانكا؟
فجر بخبث: انا مااذكر الا شي واحد بس من سالامانكا
عبدالعزيز: روووفي عن اللكاعة!
فجر: ههههههه طيب
عبدالعزيز: انا بنتظرك برا المدخل, مارح امشي الا اذا تأكدت ان الامن استتب وان الاوضاع استقرت
فجر: وااو اللي يسمعك يقول بدخل احل قضية فلسطين
عبدالعزيز: سعادتك اهم عندي من قضية فلسطين وثقب الاوزون
فجر: لا لا يازوزتي شوف الا كدا! انت تعرف موقفي من حماية البيئة!
عبدالعزيز: عن المماطلة, بتنزلين الحين ولا انزلك بطريقتي؟
فجر: اتحداك!



هجمت اصابع عبدالعزيز على فجر تدغدغها وتقرصها بلطف على مختلف مناطق جسدها. اخذت تصرخ من الضحك و تتلوى من شدة تحسسها. فتحت الباب وسقطت فوراً على ارض المدخل متواصلة الضحك.

عبدالعزيز: اووه حياتي تعورتي؟
فجر: كش عليك يامجرم! بس نجحت خطتك خلاص انا داخلة




دخلت فجر الى منزلها وظل عبدالعزيز ينتظرها في الخارج. لم يطول انتظاره حيث عادت اليه ودموعها تنهمر بعد اقل من نصف ساعة.


عبدالعزيز: وش السالفة؟
فجر: ماما! اللي كبيرة عليها كلمة ام! رمتني ياعبدالعزيز رمتني!
عبدالعزيز: وش اللي صار؟
فجر: سافرت ولا همها اني هربت! اخذت دلال معاها وانقلعت! وبابا المسكين مات من القلق علية وانا زي الحمارة تركت جوالي! بابا جاله انهيار عصبي وامس طلع من المستشفى! وتخيل ماما غيرت رأيها وكنسلت الطلاق! عشان بعد ماتخلص القضية تشوف لو في تقسيم ثروات! الاخت ماتبغى تطلع من الزواجة ببلاش!
عبدالعزيز: لا حول ولا قوة الا بالله..
فجر: انا عارفة انها من يومها مااهتمت في ولا جابت خبري, بس ماتوقعت انها في اول فرصة ممكن تستغني عني فيها راح تستغني! قد كدا انا رخيصة ومااستاهل؟
عبدالعزيز: حبيبتي لا تقولي هالكلام الغير منطقي! مو انتي تقولين امك من يومها عديمة مسؤولية؟ خلاص هي تبي الفكة وبس! ولو حصلها تفتك من اختك ماقالت لا..بس واضح انها متمسكة فيها عشان النفقة اذا حصل الطلاق وخذت الحضانة.



تفاجأت فجر من تحليل عبدالعزيز السريع وتوقفت عن البكاء واخذت تنصت اليه باهتمام.



عبدالعزيز: ياحياتي ياروفي انتي! هذا يمكن احسن شي صار بحياتك! هذا يمكن الباب اللي بينفتح للجزء الحلو من حياتك!
فجر: الباب اللي تتكلم عنه هو انت ياعبدالعزيز! انت اللي حسستني بالحياة!
عبدالعزيز: بعد عمري والله..
فجر: بس انا حاسة اني حضيع, حاسة انه مالي مستقبل
عبدالعزيز: بالعكس ياسكّرتي. الحين فرصتك انك توقفين مع ابوك, فرصتك تثبتين وجودك وتساعديه يقوم على رجلينه وتعوضينه على اللي خسره نفسياً. حبيبتي هذه فرصتك تكتبين فصل جديد في مذكراتك! فجر هذه فرصتك تعيدين بناء شخصيتك وترمين كل اللي صار في الماضي!
فجر باكية: والله كلامك حلو..
عبدالعزيز: الحين اول خطوة تسوينها تنزلين بيتك وتهتمين بأبوك وتساعدينه يتخطى ازمته النفسية. وانشالله ازمته المالية ولا اسهل!
فجر: ايوة مرة! كلها كم مليون يورو اصلا!
عبدالعزيز: هههههه ياحلوك وانتي تتلكعين وانتي زعلانة! اقول روفي, انا الحين متخرج بشهادة في الاقتصاد, لو مالقيت حل لابوك يعني شهادتي بالنسبة لي مالها قيمة. وهذا تحدي بيني وبين نفسي لاجل حبيبتي!



ابتسمت فجر وظلت صامته متأملة في عبدالعزيز وكأنها تغرق في بحر عينيه. مد يديه يمسح دموعها من على وجنتيها, واقترب منها ووطبع قبلة خفيفة مكان الدموع التي اخفاها.
parte veintitrés

المكان: الفناء الخلفي – منزل الغالب
الزمان: السادسة مساءً









محمد: عزيّز! مابدلت؟ الضيوف متوقعين في اي لحظة من الحين!
عبدالعزيز باحراج: والله ياعمي ماادري وش البس لمناسبة زي كذا
محمد: افا! ماشفت البدلة اللي على سريرك؟
عبدالعزيز: بس هذيك ايف سان لوران
محمد: هههههههه مهيب مستواك؟
عبدالعزيز: بالعكس ياعمي..بس..هذيك بدلتي؟
محمد: ايه اكشخ يالذيب! حفلة تخرجك هذا موب اي شي!
عبدالعزيز: الله يهديك ياعمي! والله منيب قد الفرنسي انا هههههههه
محمد: قدها وقدود! يلا قم بدّل نبي نتصور صور عائلية قبل مايوصلون الضيوف



احس عبدالعزيز بشعور جميل لسماعه تلك الجملة, ربما هي اول مرة يشعر بها بالانتماء الحقيقي الغير نابع من الشفقة. صعد الى غرفته وارتدى البدلة السوداء الانيقة فوق قميص ابيض وربطة عنق انيقة بلون دم الغزال تزينها نقوش صغيرة.


عبدالعزيز يهمس: الله وكبر! حتى الجزمة قوتشي! عشنا وشفنا! يازين العز والله!
بدر: هاااااااااااااااااااا وش تخربط؟ لا تكون مخاوي هههههههههه
عبدالعزيز: الله يلعن بليسك خرعتني!
بدر: ههههههههههه يلا يلا بس من اول نتحراك ياعروسة جا المصور



التقط المصور صور مختلفة للعائلة مجتمعين, ثم بدأ بأخذ صوراً فردية لعبدالعزيز. بدأ المصور باجراء تعديلات على الاضاءة وتغيير الخلفية فابتعد عبدالعزيز عن منصة التصوير قليلا. دخلت فجر في هذه اللحظات الى الفناء, كانت ترتدي فستاناً قصيراً من الدانتيل الابيض ولفت شعرها الا الاعلى وثبتته بوردة قرمزية اللون. اقتربت اليه تسبقها ابتسامة زادت جمالها سحراً.



عبدالعزيز: قليل في حقك لما اقول شكلك زي الحورية!
فجر: عبدالعزيز! استحي..

قاطعهما المصور سائلاً: junto?


واشار بيديه ان يتقدم الاصنان الى منصة التصوير

تبادل الاثنان النظرات واجابا المصور بصوت واحد: sí!



افترق الاثنان بعد اخذ الصورة حيث كان يجب على عبدالعزيز ان يجامل الضيوف الذين حضروا شحصياً للاحتفال بتخرجه. وذهبت فجر لتدردش مع صديقتها دانه عن آخر المستجدات!

دانه: جووووري, زين انك ييتي تعالاي ناظري انف علا بنت السفير المصري
فجر: اشبه؟
دانه: ماتشوفين شلون زان عقب العملية! حظها والله اهلها سمحلوها عقبالي!
فجر: احمدي ربك انفك يجنن مافيه شي
دانه: اقووول مادريتي عن فضيحة الاميرة السعودية؟
فجر: اي اميرة؟
دانه: يقولون اميرة سعودية تستخدم اسم مستعار شرت شاليه اهني وقامت تستر على تجار الحشيش اللي في ماربيا! قفطوها فيصل وشلته! فيصل يحلفلي شافها بعيونه تاخذ فلوس من واحد يبيع حشيش كان يدرس وياه في الجامعة!
فجر: ياشيخة بلا كلام فاضي
دانه: اييييييه وشفتي الجيكرة نوف شمسوية؟ قلدت قصة شعري! حقيرة هالبنت! بس كلهم يقولون قصتي احلى عشان شعري وايد ناعم!
فجر: ياربي يادانه. مالنا ومالها؟



وعلى الجانب الاخر..




بدر: عزيّز! تعال في واحد مهم يسأل عنك!
عبدالعزيز: مين؟
بدر: شف هذاك اللي لابس بلوفر بيج, جاسم العود. بزنس مان له وزنه في اوروبا كلها. العقارات بالنسبة له لعبة يتسلى فيها وقت فراغه!
عبدالعزيز: وقال يبي يقابلني انا؟ انا مااعرفه
بدر: ادري, حتى ابوي مايعرفه شخصيا ولا عزمه! بس عاد جا ويبي يكلمك



اتجه عبدالعزيز لمقابلة الرجل الذي بدا كأنه في العقد الخامس من العمر. كان رجلاً ضخماً ذو شاربين كثيفين يبروزان ابتسامة واثقة لم تتوقف منذ ان حطت عينا عبدالعزيز عليه!



عبدالعزيز: مساء الخير. عبدالعزيز الساهر. شلونك عساك طيب؟
جاسم: هلا والله شلونك عساك بخير. الله يسلمك معك جاسم العود.
عبدالعزيز: تشرفنا والله بمقابلتك يالغالي.
جاسم: اول شي مبروك التخرج. بس في الحقيقة انا جاي هنا مخصوص ابيك. انا سامع عنك كل خير.
عبدالعزيز: والله لي الشرف
جاسم: زي مانت عارف انا عضو في مجلس ادارة شركة موندراغون, اكبر شركة قابضة في اسبانيا. وكل صيف ناخذلنا مجموعة من الطلاب المتخرجين حديثا ونسجلهم في برامج تدريبية مستواها مب سهل! وكل عضو له الاحقية يختار طالب واحد. وزي ماقلتلك انا سامع عنك كل شي حلو. ولا تزعل بس للضرورة المهنية اضطريت اجيب معلومات عن ماضيك..
عبدالعزيز: اها..اجل تفركشت!
جاسم: طول بالك. انا ابي اوضحلك انتي مانيب غشيم عن سوالفك والي صار, لكني مستعد اني اتغاضى عنه لو اثبتلي جدارتك.
عبدالعزيز: كيف؟
جاسم: راح اسجلك في البرنامج وراح اعطيك الثقة التامة...وبصراحة انا هدفي ابعد من تقييم البرنامج
عبدالعزيز: ممكن اعرف وشو هدفك؟
جاسم: ضروري تعرف. انا واحد من سر نجاحي اني اعتمد على فريق من المساعدين المتخصصين. هذول المساعدين استشيرهم في كل صغيرة وكبيرة في الشغل واستفيد من خبرتهم في المجالات اللي ماقدرت اتوصلها اكاديمياً او عملياً.
عبدالعزيز بانبهار: وراح تضمني للفريق؟
جاسم: مااكذب عليك, انا ناوي كذا. انا احتاج رأي شاب من هالجيل. ومب اي شاب..شاب متفتح, جاد, شغّيل, نشيط, واهم شي مايكون اتكالي! وانت فاهم قصدي.
عبدالعزيز: والله ماادري وش اقولك! بس اأكدلك انك ماراح تندم على قرارك!
جاسم: تعجبني ثقتك!
parte veinticuatro

المكان: مقهى آنتيغو – مرسى شاطئ فانسيا
الزمان: الخامسة مساءً










انقضت شهور الصيف ولم يتبقى سوى اسبوعين على دخول الخريف. مضى هذا الفصل بسرعة على الجميع. انشغل عبدالعزيز بالبرنامج التدريبي وكان يعمل طوال النهار واحياناً اخيرة كان يبقى للمساء ايقوم ببحوث اضافية ذات صلة بعمله. اثناء ذلك انشغلت فجر مع والدها في الانتقال الى شقة متواضعة تطل على البحر, وساعتدته على بيع معظم مقتنيات العائلة الثمينة كاللوحات الاصلية والتماثيل والاثاث والسيارات واليخوت. وكان بدر قد كثّف دروسه في اللغة اليابانية حيث كان ينوي السفر مع بداية الخريف. وحتى دانه ذات الاهتمامات السطحية كرّست اجازتها الصيفية لخدمة المجتمع بطريقتها الخاصة, حيث انطلقت لجمع الملبوسات الراقية التي استغنت عنها العوائل الثرية ليتم وهبها لفقراء فالنسيا عن طريق مؤسسات خيرية مختلفة.


رغم انشغال الجميع الا ان الاجتماع اليومي بعد الساعة الرابعة مساءً وحتى غروب الشمس في المقهى القديم كان اجتماعاً مقدّساً.


دانه: ياني زهقت من البيكينيات اللي يعطوني اياها للفقارى!
فجر: ليش؟ هو صح الصيف قرب يخلص بس الجو يجلس دافي كمان كم شهر
دانه: لااا..المشكلة اجسام هالفقارى ماينلبس عليها ملابس هاللون!
بدر: لا حووول! انتي ماتعرفين تصفين نيتك؟ وشوله صاجتنا من شهرين باعمال الخير واهم شي خدمة المجتمع ويااااي وامبييييه!
دانه: وانت شكوووو؟ اول شي يااستاذ بدر انا حقانية! طيب وش ذنب هالفقارى يشوفون هالبيكينيات وهم داريين انهم مايقدرون يلبسونهم؟
بدر بخبث: خلاص اجل اعطينياهم باخذهم لليابانيات لما اسافر. هااا لاتقولين مايجي مقاسهم؟ احلى اجسام نسائية اجسام حريم جنوب شرق اسيا
دانه باستفزاز: عشتوا. حلالك خذهم. من حلاتهم عاد هم وعيونهم
بدر غامزاً: ايه عاد يحقلك تقولين كذا. عيونك اللي زي الـ..
دانه بزهو: شنو؟
بدر: عيون البقر!
دانه بغضب: ياشينك ياثقل دمك ياملاغتك. امبييييييه مااقدر اتحمل!
فجر: وبعدين معاكم انتو الاثنين؟ ماتقدروا تعدوا يوم من غير مناقرات؟
عبدالعزيز: تصدقين يافجر مناقراتهم لها طعم خاص, احلى مسلسل كوميدي قدامك ولايف بعد, وش تبين اكثر؟
بدر: لا ياشيخ! اصلا انا ودانه فاهمين بعض. صح يادانه؟ قوليلهم حنا نمون على بعض ونتهاوش كذا من غلاتنا لبعض
دانه: اموت على الثقة! لا ياروح امك مب انا اللي تمون عليها
بدر: ايييه قولي اللي تقولينه انا ادري باللي "بقلبج"
دانه: اووه حولت بحريني؟
بدر: لاجل عين تكرم مدينة!


نهضت دانه من الطاولة وابتعدت وهي تتبختر وتستمع بلحظات الغزل. لسبب ما هي تسعد بتواجد بدر حولها, فهو يشبع غرورها الانثوي, وهي تستلذ بحس الدعابة الذي يستمتع به بدر رغم انها تحاول جاهدة لاخفاء هذا الاستمتاع.



بدر: تهقون اكبر غلطة سويتها اني خذيت كورسات مكثفة في الصيف؟ يعني الدوام الصباحي مهوب مشكلة, بس المسائي هد حيلي!
عبدالعزيز: هونها وتهون ياخي, كلها اسبوع ولا اسبوعين وانت مقفل على هالمعهد.
بدر: وانت الصادق, يلا اجل عن اذنكم لازم ارجع بدري عندي واجب اطبعه.
عبدالعزيز: روفي
فجر: ها حبيبي
عبدالعزيز: ها حبيبي..مو على بعضك احسك!
فجر: حياتي مافيني شي
عبدالعزيز: ياعمري, لسانك طويل ويعرف يكذب..بس عيونك لأ!
فجر: ماادري...بس بابا وضعه ماهو جالس يتحسن!
عبدالعزيز: وش المشكلة الحين؟ وش باقي ماتسدد؟
فجر: سدد كل ديون اللي موكلينه..بس دين المسعود الكبير..مرة كبير!
عبدالعزيز: لاحول..
فجر: انت عارف اننا رهنا البيت مابعناه؟ بابا مو قادر يبيعه لانه يحبه واختار كل حجرة فيه. بس اذا مالقي حل راح يبيعه ويسدد الدين الكبير.
عبدالعزيز: اشوا فيه حل! مهيب مقفلة من كل النواحي يعني
فجر: ايوة بس هذا اسوأ حل! هذا الحل حيدمر بابا من جد...
عبدالعزيز:اممم..روفي حبيبي
فجر: ايوة؟
عبدالعزيز: انا وعدتك اني بساعدك انتي وابوك. وعندي فكرة راح تخدم الكل! بس انها مجنونة شوي
فجر: انا اعشق جنونك, ايش فكرتك؟
عبدالعزيز: وش رايك لو جاسم العود يشتري ديون ابوك؟
فجر: نعم؟ ايش يعني؟؟
عبدالعزيز: يعني هي ممكن تسمينها صفقة ملتوية. الحين المسعود الكبير ماعنده امل ان دينه يتسدد لان ابوك اعلن افلاسه الرسمي في الجرايد ورهن بيته, يعني المشعود الغى الدين من دفاتره. في قانون بالمحاسبة بخصوص ذا الشي.
فجر بحماس: كمل!
عبدالعزيز: الحين ممكن وحدة من شركات العود تتقدم بطلب للمسعود انها تشتري منه الدين. هذي العملية اسمها outsourcing debt ولها شركات متخصصة كل شغلهم انهم يدورون على ديون الشركات ويشترونها منهم وبعدين هو ياخذون مسؤولية تحصيل الدين من الطرف المديون.
فجر: واااو!
عبدالعزيز: المهم, شركة العود ممكن تاخذ من ابوك مبلغ رهان البيت كـ عمولة لهذه العملية, لان تعرفين مافيه شغلة بلّوشي!
فجر: وبعدين؟
عبدالعزيز: ولا قبلين! المسعود بينبسط لانه استرد جزء من دين كان حاط في باله انه مستحيل يسترده! وشركة العود مالها ولا عليها شي لانها خذت من ابوك المبغ واعطته المسعود! وابوك بيخسر مبلغ الرهن فقط, يعني مايضطر انه يبيع البيت! ومع الوقت يقدر يسدد مبلغ الرهان انشالله
فجر: تتوقع ممكن خطتك تنجح؟
عبدالعزيز: انشالله تنجح, حتى لو المسعود درى ان العود من طرف ابوك. هو اصلا شايل هالدين من راسه صدقيني! بعد ماابوك اعلن افلاسه الوضع يتغير....اهم شي الحين اقنع جاسم العود!
parte veinticinco



المكان: مكتب جاسم العود – مدريد
الزمان: الثامنة صباحاً









جاسم: هلا وغلا بعبدالعزيز. هلا والله منور المكتب
عبدالعزيز: هلا والله عمّي
جاسم: لا تكون جاي تجس النبض؟ ولا يهمك ترا ماوصلنا الا كل خير عنك! رفعت راسي بين باقي الاعضاء
عبدالعزيز: الله يسلمك..من ذوقك
جاسم: لا ماعندي شغل المجاملات, بس قلبي يقول عندم سالفة ثانية
عبدالعزيز: وانت الصادق. انا جايك بطلب خاص, هو مهوب خاص لي..بس اقصد خدمة يعني, مهوب انت تخدمني..وانت منتب خسران شي يعني
جاسم: عبدالعزيز. ادخل في الموضوع من غير مقدمات, انا سامع.



سرد عبدالعزيز لجاسم المشكلة من بدايتها, وطرح له الحل الذي فكر به. اعجب جاسم بعقلية عبدالعزيز الاستثمارية وزاده اعجاباً هدف عبدالعزيز من هذه الخدمة, وهي مساعدة الغير. فكّر بأن مزيج الانسانية والعقلية الفذة وروح الشباب هي ماكان يحتاج اليه في فريقه.




تمت الموافقة.

 
 

 

عرض البوم صور النغمه الحزينه   رد مع اقتباس

قديم 16-05-06, 08:09 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 4306
المشاركات: 104
الجنس أنثى
معدل التقييم: LUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاطLUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
LUCKLUCK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النغمه الحزينه المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

راااااااااااااااااائع

بانتظار التكمله اسلوب رائع ومواقف مشوقه

 
 

 

عرض البوم صور LUCKLUCK   رد مع اقتباس
قديم 16-05-06, 10:05 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5151
المشاركات: 19
الجنس أنثى
معدل التقييم: meera عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
meera غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النغمه الحزينه المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

قصة رائعة...........بانتظار المزيد........سلمت يداك

 
 

 

عرض البوم صور meera   رد مع اقتباس
قديم 17-05-06, 06:41 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5358
المشاركات: 26
الجنس
معدل التقييم: النغمه الحزينه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 40

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
النغمه الحزينه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النغمه الحزينه المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

اشكركم على مروركم واليوم راح اكمل كمان جزئين

 
 

 

عرض البوم صور النغمه الحزينه   رد مع اقتباس
قديم 20-05-06, 02:10 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5202
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: kash5ah_girl عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kash5ah_girl غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النغمه الحزينه المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

thaaaaaaaanks a lot
im waiting 4 the rest

 
 

 

عرض البوم صور kash5ah_girl   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الزمن المر, قصة الزمن المر للكاتب سعود
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية