المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
بلال فضل ,السكان الأصليين لمصر,دار ميرت ,2009
بلال فضل ,السكان الأصليين لمصر,دار ميرت ,2009
مشكلتي الثانية هي أنني أشعر بأكلان فظيع في ضهري، لاأدري هل سببه الحشرات التي يقسم زملائي أنها أقدم في المستشفى من بهيرة كبيرة الممرضات، أم سببه رقودي على السرير على وضع واحد كل هذا الوقت، مع أن التغيير سنة الحياة، نبهني عم عبد البديع إلى التباس الجملة الأخيرة وكونها يمكن أن تسوء موقفي في القضية، لكنني أقسم لسيادتك أنني لاأقصد منها شيئا سوى أنني فعلا أريد أن أمارس حقي الدستوري في الهرش وتغيير وضع رقودي على السرير، فأنا لست دولة تستحمل أن تعيش ربع قرن على وضع واحد دون أي تغيير، أنا بشر ضعيف خلقت من تراب وسففت التراب ويلزمني بين الحين والآخر أن أتقلب على الجنبين، فهل هذا كثير عليّ سيادتك.
سيدي الرئيس. والله العظيم وليس لسيادتك على شعبك حلفان، هل تعلم أنني أحلم كثيرا بأن كل ماأنا فيه سينتهي فجأة عندما تدخل سيادتك علينا فجأة في زيارة مفاجئة، لكي تقول لنا أنه لايرضيك أبدا أن يعامل مواطن في عهدك هكذا، حتى لو كان مخطئا أو مشتبها في خطئه، وأن سيادتك تؤمن بأن المتهم برئ حتى تثبت إدانته عندها فقط تصح كلبشته.
عارف سيادتك. طيلة عمري كنت أحلم بأن أصاب يوما ما بكسور ورضوض في حادثة قطار أو أصاب بحروق من الدرجة الأولى في حريق مسرح أو أنجو من الغرق في عبارة أو أتعرض لجروح قطعية في إنقلاب بيجو سبعة راكب، فقط لكي أحظى بذلك المشهد المهيب الذي حظي به الآلاف قبلي، أعني مشهد دخول سيادتك إلى عنبر المستشفى لكي تتفقد المصابين، وتنحني عليهم ودودا حنونا تلاطفهم وتطمئن عليهم وتطبطب عليهم وتوصيهم بأن يبطلوا دلع ويشدوا حيلهم، ياالله، هل من الممكن أن أحظى بشرف كهذا، وأرى صورتي مع سيادتك في الجرنان وأنت تمسك بمفتاح الكلابش وتفكه بيدك الكريمة وقد كتب تحت الصورة "سيادة الرئيس الأب يتفقد أحد أبنائه المصابين".
حاولت التعديل على النسخة قدر الأمكان لتصغير الحجم
لكن التصوير الأساسي يصعب تعديله
مع شكري لمن صور الكتاب
تحية
التعديل الأخير تم بواسطة dali2000 ; 06-01-10 الساعة 02:29 PM
سبب آخر: تم تعديل الرابط
|