المنتدى :
المنتدى الاسلامي
تأملات في معاني آيات الحج 3
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"بعد أن أباح الله التعجل لمن اتقاه قال: { وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [البقرة:203]
فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله؛ فلهذا حث تعالى على العلم بذلك" [ابن
سعدي]
{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى [البقرة:203]
"وفي هذا دليل على أن الأعمال المخير فيها إنما ينتفي الإثم عنها إذا فعلها الإنسان
على سبيل التقوى لله عز وجل دون التهاون بأوامره؛ لقوله تعالى: { لِمَنِ اتَّقَى } وأما
من فعلها على سبيل التهاون، وعدم المبالاة فإن عليه الإثم بترك التقوى، وتهاونه
بأوامر الله" [ابن عثيمين]
"من بلاغة القرآن في قوله تعالى - عن الهدي -: { فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ...الآية [البقرة:196]} أنه لم يحدد ما الذي لم يوجد؛ ليشمل من لم يجد الهدي،
ومن لم يجد ثمنه، فاستفدنا زيادة المعنى، مع اختصار اللفظ" [ابن عثيمين]
"سورة الكافرون فيها توحيد العبادة، وسورة الصمد فيها توحيد الربوبية والأسماء
والصفات، وتسميان سورتي الإخلاص؛ ولذا تشرع فراءتهما في أول يوم في سنة
الفجر وفي ركعتي الطواف، وفي آخر الوتر، تحقيق للتوحيد وتجديدا له" [د.محمد
الخضيري]
"لو لم يكن للعلم وأهله العاملين به من شرف إلا أن بركة علمهم تبقى، ويمتد أثرها
حتى في ***ات القيامة، فهم شهود الله على بطلان عبادة المشركين كما في سورة
النحل[27]، وشهود على منكري البعث كما في سورة الروم[55-56]" [ابن القيم]
ختم الله سورة الحج بقوله: { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ } وفي ذلك – والله أعلم –
إشارة إلى استمرار الجهاد والمجاهدة بعد الحج، وأن ذلك ليس خاصا به، بل العبد
محتاج لها في الصلاة، والزكاة، والاعتصام بالله، مبينا أن الانضباط بالشريعة – مع
حاجته إلى المجاهدة – ليس فيه أي حرج أو عسر، بل هو سمة هذا الدين، ومنهج
أبينا إبراهيم، فهل يتنبه لذلك من يركن للراحة والدعة والتفريط بعد الحج؟ [أ.د.
ناصر العمر]
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ونسأل الحي القيوم أن يجعل هذه الأم المباركة مباركة ِ عليكم
وكل عام وأنتم بخير وكل عام وأنتم في صحة وعافية وكل عام نسأل الله أن يجعل لكم من كل عسرا فرجا ويسرا
|