المنتدى :
الارشيف
طوق الياسمين (نزار قبانى )
١
شكراً..
لطوق الياسَمينْ
وضحكتِ لي .. وظننتُ أنّكِ تعرفينْ
معنى سوار الياسمينْ
يأتي بهِ رجلٌ إليكِ ..
ظننتُ أنّك تُدرآينْ ..
٢
وجلستِ في رآن رآينْ
تتسرَّحينْ
وتُنقِّطين العطرَ من قارورةٍ وتدمدمينْ
لحناً فرنسيَّ الرنينْ
لحناً آأيّامي حزينْ
قَدماكِ في الخُفِّ المُقَصَّبِ
جَدولان منَ الحنينْ
وقصدتِ دولابَ الملابس
تَقلعينَ .. وترتدينْ
وطلبتِ أن أختارَ ماذا تلبسينْ
أَفَلي إذنْ ؟
أَفَلي إذنْ تتجمَّلينْ ؟
٣
ووقفتُ..
في دوّامةِ الألوان ملتهبَ الجبينْ
الأسودُ المكشوفُ من آتفيهِ ..
هل تتردّدينْ ؟
لكنّهُ لونٌ حزينْ
لونٌ آأيّامي حزينْ
ولبستِهِ ..
وربطتِ طوقَ الياسمينْ
وظننتُ أنّكِ تَعرفينْ
معنى سوارَ الياسمينْ
يأتي بهِ رجلٌ إليكِ ..
ظننتُ أنّكِ تُدرآينْ ..
٤
هذا المساءْ ..
بحانةٍ صُغرى رأيتُكِ ترقصينْ
تتكسَّرينَ على زنودِ المُعجَبينْ
تتكسَّرينْ ..
وتُدَمدمينْ ..
في أُذن فارسِكِ الأمينْ
لحناً فرنسيَّ الرنينْ
لحناً آأيّامي حزينْ
* * *
وبدأتُ أآتشفُ اليقينْ
وعرفتُ أنّكِ للسّوى تتجمَّلينْ
ولهُ ترُشِّينَ العطورَ ..
وتقلعينَ ..
وترتدينْ ..
ولمحتُ طوقَ الياسمينْ
في الأرض .. مكتومَ الأنينْ
آالجُثَّةِ البيضاءَ ..
تدفعُهُ جموعُ الراقصينْ
ويهمُّ فارسُكِ الجميلُ بأخذِه ..
فتُمانعينْ ..
وتُقَهقِهينْ ..
" لا شيءَ يستدعي انحناءَكَ ..
ذاكَ طوقُ الياسمينْ.. "
|