المنتدى :
الطفولة
احمي طفلك من أذى زملاء المدرسة
تعرضه للعنف أحد أسراره الخاصة
احمي طفلك من "بلطجة" زملاء المدرسة
عزيزتى الأم .. إذا امتنع طفلك عن الذهاب إلى المدرسة وتحجج بأسباب غير مقنعة أو جاءك يوماً بكدمات فى جسمه أو أدواته المدرسية محطمة فاعلمى أن طفلك تعرض للإيذاء من زملائه المتنمرين ولا يستطيع مواجهة هذا الأمر أو البوح بيه ، وكثيراً ما يحدث هذا الأمر فى المراحل المدرسية المختلفة ، فكيف نساعد أطفالنا على مواجهة هذه السلوكيات.
وأشارت الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين إلى أن نصف الأطفال في سن المدرسة تعرضوا لنوع من البلطجة المدرسية من زملائهم في مرحلة ما أثناء سنوات دراستهم المختلفة ، ويشمل الإيذاء 3 أنواع:
1 - البلطجة البدنية: هذه البلطجة تشمل الضرب والركل واللكم وشد الشعر، وغيرها من أنواع الإيذاء البدني بالإضافة إلى تدمير ممتلكات الطفل.
2 - البلطجة اللفظية: تشمل الشتائم والسخرية والإغاظة والألفاظ العنصرية، فضلا عن الإشاعات التي تسيء إلى الطفل.
3 - البلطجة الإلكترونية: هذا النوع من البلطجة ينمو في المدارس نتيجة انتشار التكنولوجيا، ويشمل التحرش عبر رسائل البريد الإلكتروني أو مواقع الدردشة، أو تدمير موقع الطفل على الإنترنت أو صفحته.
إشارات الإيذاء
وعندما يتعرض الطفل لهذا النوع من المضايقات لا يبوح بها للأهل ولكن هناك أعراضا يمكن ملاحظتها عليه تكون بمنزلة تحذير لأولياء الأمور بأن طفلهم تعرض للإيذاء:
• تلف الملابس أو فقدان بعض الأغراض المدرسية والشخصية أو تدميرها.
• الكدمات والخدوش والإصابات التي تكون على جسد الطفل ولا يقوم بتفسيرها لك.
• الخوف أو التردد من الذهاب إلى المدرسة، وقد يصل الأمر إلى البكاء من الذهاب إليها.
• الطفل لا يرتبط بصداقات مع زملاء المدرسة فلا يدعوهم لزيارته ولا يتصل بهم.
• ضعف العلامات التي يحصل عليها في المواد الدراسية.
• يعاني من الأرق وصعوبة النوم وقد تنتابه بعض الكوابيس.
• عدم الرغبة في تناول الطعام.
• الشكوى المستمرة من بعض الأعراض الجسدية مثل الصداع وآلام المعدة.
والخطورة تكمن في تأثير ما تعرض له طفلك من العنف على المدى الطويل، فالأطفال الذين يتعرضون لجرعات طويلة من العنف والمضايقة والإيذاء من قبل أقرانهم في المدرسة، يمكن أن يصابوا بالقلق وعدم الثقة بالنفس، وربما يصل الأمر إلى الاكتئاب، كما ذكرت جريدة "القبس".
دور الأسرة
وهنا يأتى دور الآباء لمواجهة العنف الواقع على الطفل ، كما يجب أخذ الأمر على محمل الجد، عن طريق اتباع بعض الخطوات لتقديم الدعم له ومساعدته على تخطي محنة التعرض لإيذاء التنمر في المدرسة حيث لا يستطيع الطفل مقاومة إيذاء التنمر وحده، إنه يحتاج إلى الدعم سواء منك أو من المسؤولين في المدرسة منها :
- تقرير يومي : شجعيه دائما على أن يتحدث معك يوميا عما حدث معه في المدرسة، فهذا الحديث سيكون بمنزلة تقرير عن يومه في المدرسة، ومن خلاله تستطيعين معرفة ما إذا كان تعرض للإيذاء والمضايقة من أحد زملائه المتنمرين وبالتالي اتخاذ قرار التدخل.
- دعم معنوي : ادعمي مشاعره عندما تشعرين بان طفلك تعرض للمضايقة أو الإيذاء من زملائه في المدرسة، يجب عليك أن تتضامني معه وتدعمي مشاعره. قولي له إنك تتفهمين مشاعره وتعرفين أنه يمر بوقت عصيب. ذكريه أنه ليس مسؤولا عن المعاملة القاسية التي تعرض لها، وأكدي له أن ما تعرض له لا ينبغي أن يؤثر في اهتمامه بدراسته أو هواياته، فهذا يعني انتصار هؤلاء المتنمرين.
- معرفة التفاصيل : عندما تتأكدين من أن طفلك وقع ضحية عنف زملائه المتنمرين في المدرسة هدّئي من روعه واطلبي منه أن يصف لك بصراحة ودقة كل ما حدث لتعرفي متى وكيف ومن قام بإيذاء طفلك، اسأليه عن هؤلاء المتنمرين وهل قاموا بالفعل نفسه مع زملاء آخرين، ومن شاهد من زملائه واقعة تعرضه للإيذاء، وماذا كانت ردة فعله للدفاع عن نفسه في مواجهة البلطجي الصغير.
- حزم وحسم : لا يجوز دفع طفلك الى الانتقام أو مواجهة العنف والإيذاء بمثله، لكن علميه كيف يتصرف في حالة ما إذا تحرش به أحد هؤلاء المتنمرين في الصف أثناء غياب المعلم أو في باص المدرسة أو أثناء الاستراحة في ساحة المدرسة.
شجعيه على أن يحافظ دائما على رباطة جأشه ولا يخضع للاستفزاز أو الابتزاز من جانب المتنمرين، وأن يطلب من الطفل المتنمر أن يتوقف فورا عن مضايقته، وأن يبلغ المسؤولين في المدرسة عن هذا الطفل المتنمر ،وذكريه أنه يمكن أن يبعد الإيذاء عن نفسه، لكن لا ينبغي له أن يلجأ إلى أساليب الأطفال المتنمرين واستخدام العنف لكي لا يصبح واحدا منهم.
حماية مدرسية
إذا تم التأكد أن طفلك تعرض للاعتداء الجسدي أو التحرش اللفظي والتهديد ينبغي التدخل فورا، اتصلي بالمسؤولين في مدرسته واطلبي منهم اخبارك بالإجراءات التي اتخذوها في حق الطفل المتنمر. ذكّري الإدارة المدرسية أن عليها مسؤولية حماية طفلك داخل المدرسة، وأنك لن تتنازلي عن عقاب المتنمر الذي سبب أذية طفلك.
تذكري أنه إذا كانت بعض الإدارات المدرسية ضعيفة، فإن الكثير منها يحتاج إلى التشجيع في مواجهة ظاهرة التنمر كجزء من العمل التربوي، لذا لا تتهاوني في الاتصال بإدارة المدرسة كلما تعرض طفلك للتنمر ، ابقي على اتصال مع إدارة المدرسة حتى يتوقف المتنمرون عن التعرض لطفلك.
ويؤكد الخبراء أن تعرض الطفل للعنف يؤثر في ثقته بنفسه، ويمكن أن يشكل هزيمة شخصية بالنسبة له، دورك أن تعززي هذه الثقة لديه، فهي واحدة من أفضل وسائل الدفاع ضد بلطجة المتنمرين ، ساعدي طفلك على الانخراط في أنشطة رياضية مثل الدفاع عن النفس أو الأنشطة الفنية والعلمية التي تثير احترام الذات وتعزز ثقته بنفسه، شجعيه على تطوير مهاراته الاجتماعية من خلال إجراء اتصالات ودية مع زملائه ضحايا الطلاب المتنمرين والذين تعرضوا لظروفه نفسها.
وإذا شعرتِ أن تدخلك غير كاف لإخراج طفلك من محنة تعرضه للإيذاء والعنف من زملائه المتنمرين في المدرسة، لا تترددي في طلب المشورة من المتخصصين حتى لا يتفاقم الأمر ويعصف به ويؤدي إلى معاناته من مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.
|