المنتدى :
الارشيف
ستُّ الحُسن
ستُّ الحُسن
رشفتُ من نسائمها شهيقا
لأطفئَ من لظى قلبي حريقا
فزادني عبيرُها اشتعالاً
ولم أزدَدْ بعينيها بريقا!
ولُذتُ بموجِ عينيها عساهُ
من اللظى يُجيرني شفيقا
ولم أكُ أحسبُ اللُّجاتِ يوما
ستجعلني بعينيها غريقا
ولم أكُ أعرفُ الحسناءَ تقسو
ويذبحُ رمشُها ذبحا رقيقا!
أريقُ الشعرَ من زَفْراتِ رُوحي
ولؤلؤُ عينِها لا ما أريقا
وريقي غُصَّة في الحلقِ مرٌّ
ويَندَي ثغرُها كالشهدِ ريقا
وبَسْمتُها كطفلٍ حينَ يغفو
وضِحْكتُها كتحليقِِ المُسيقا
يُمنّيــها جمالُــها خلودا
توارثَ ثغرُها سِحرا عريقا
هي البدرُ المُكحلُّ في سمائي
ودونَها النساءُِ زوتْ مَحيقا
وأحلمُ أن تكونَ العمرَ ملكي
وأطمعُ بالجميلة أن أليقا
فكيفَ أضمُّها في أسْرِ صدري؟
وأنهلُ شهدَها خمرا عتيقا؟
ولستُ السندبادَ ولا الهلالي
ولستُ الفارسَ الفهدَ الرشيقا؟
وستُ الحسنِ في النجْماتِ تزهو
ولم أرَ في السماءِ لها طريقا
هتفتُ فبُحَّ صوتي: يا ملاكي
ظمئتِ إليك فاسقيني رحيقا
لقد أنسيتِ عيني طعمَ جَفني
وأمسى الدمعُ يحسَبُني صديقا
وقلبي مُذْ رأي عينيك يهذي
إليكِ ـ كأنه المجنونُ ـ سِيقا
هَواكِ ولم يعدْ في الحلمِ يبغي
سواكِ يكون في الدنيا رفيقا
فجاوبني الغروبُ بوجنتيها
وأخفتْ سرَّ عينيها عميقا
وضنتْ ـ والجنى طابَ ابتسامًا ـ
على المنحولِ شوقا أن تذيقا
وأسدلَتِ الحياءَ لها حجابًا
وآثرتِ العفافَ لها شقيقا
وحراسُ الفضيلةِ كبّلوني
ودَعّوني عن النجوى دحيقا
فهل لي مَهرُها وهي اللآلي
أيا عقلي ويا قلبي أفيقا
لقد أضناكما سُهدُ الليالي
وكادَ الكونُ هَمّا أن يَضيقا
فلا تستعذبا حبا عذابا
دعا حلما محالا لن تطيقا
فجادلني النهى: أنّى سأنسى
لأصبحَ من محياها طليقا
وغاضبني الفؤادُ وقال: إني
خُلقتُ بصدقِ إخلاصي خليقا
إذا قَصَتِ الجمليةُ أو سَلَتنا
فلن أمسي من الذكرى عتيقا
محالٌ أيأسُ، الإصرارُ طبعي
ودونَها الحوائلُ لن تُعيقا
لقد أحببتُها والحبُّ حقٌّ
وسوفَ أظلُّ بالأسمى حقيقا
محمد حمدي غانم
27/10/2009
|