المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
ولدت بنت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منتدى ليلاس الثقافي
ولدت بنت
كُنت التجربة السادسة لأم عانت الكثير لتنجب طفل ..فكل التجارب الخامسة السابقة أما تموت قبل أن تولد أو تموت بعد الولادة بأشهر قليلة ..والسبب أنها وزوجها أقارب من الدرجة الأولى وحاملين لمرض ما في الدم ..مما يجعلكل طفل لهم يولد وهو مصاب بالمرض و لا يجعل لهم في الحياة نصيب ..ولكن رحمة ربي واسعة شملتهم
ومنحتهم ..(عالية ) التي كانوا لا يعلموا ما جنسها ..ما هي جيناتها هل هي تحمل المرض أو مصابه بالمرض ..أو غيره ..حتى لا يتعلقوا بها ويصدموا في النهاية بموتها
ولكن كما قلت سابقا أن ربي لا يترك عبده ..
جئت لأجد أجمل والدين ..في العالم يحيطوني بعناية فائقة كما يقول البدو (الحلال الشوي يعذب هله ) لم أكن أطلب أكثر مما عندي
حتى جاء يوما كنت مع والدي في نادي الخيول ..وكنت قد أنهيت تدريبي ..وذهبت مع مربيتي ..لأغير ملابسي وكما يحدث في المسلسلات الهابطة يعود البطل فجأة ليسمع سر حياته
عدت للأسطبل في الوقت الذي كان صديق والدي يقول له
(ليتها كانت ولدا ..كان بشرت بعزك حسافه أنها بنت مسيرها تتزوج وتتبع رجلها ..وتقعد أنت ماعندك ولد يشل أسمك ..وراك ما تعرس ويجيك ولد..لا تضيع عمرك )
كنت في التاسعة من العمر وبدأت أمارس كل هوايات والدي التي يعشقها ..كنت لا أطيق فراقه فلذلك أسعى لمصاحبته أي مكان حتى مجالس الرجاجيل ..بدأت أقلده في جميع تصرفته عشقت المقناص والخيل والرماية والسباحة والهجن ..وكلها في سن صغيرة لم أكن أعلم أو أركز أن هذه الهوايات محصورة على ولد من دون البنت ربما لأن والديّ لم يشعروني بذلك ..حتى سمعت كلام صديق والدي ..هنا توقفت كثيرا أمام الحديث ..أول مره أنتبه لجنسي ..أول مره أنظر لنفسي بشكل مختلف فأنا من الحضانة
حتى السنة الثالثة في المدرسة لم أرى أن هناك شيء يفعله الأولاد لا يمكن لي فعله ..ولم أعي الفرق
ذهبت لمربيتي التي كانت تنتظرني ..وسألتها كيف لي أن أصبح ولد فقالت لي ماما بهية : أنتي أحلى من أي ولد عايزه تبأي ولد ليه
فقلت لها أريد أن أشيل أسم أبوي
فقالت ماما بهيه أو كما أحب أن أدللها ماما بهوش : ماأنتي شيلاه يا حبيتي .مش بيندهولك في المدرسة عاليةمحمد علي ..ال
قلت لها نعم : قالت خلاص ..أنتي شيلاه عشان كده لازم تبأي بنت كويسة تسمع الكلام ..ومؤدبة
توقفت عن الحديث معها في هذا الموضوع ولكن في داخلي لم أتوقف عن حوار النفس ما هو التفسير لما سمعت ما الفرق بين ولد وبنت ..وأصبحت أنتبه للهمهمات أكثر من ذي قبل .. ومرة كنا في العيد كنت ذاهبة لبنت عمي ..في بيتها ..في نفس تلك السنة كنت ألعب معها في مزرعتهم سمعت أمها تحدث أحدهم في الهاتف ..تخبرها أنني عندهم وتدعو لوالدتي أن يرزقها بالولد الصالح الذي يحملهم في كبرهم
حينها بدأ الخوف يدب في داخلي ..هل معنى هذا أنني لست ذي قيمه إذ لم أكن ولد ؟
هل وجودي كعدمه؟
بدأت اسأل كثيرا .في الموضوع اسأل لما والدتي لا تنجب؟
لما والدي لا يتزوج فكل أعمامي لديهم أكثر من زوجة ..حتى أن أحد أعمامي لديه 38 طفل لما لا يفعل مثلهم ؟ كل هذا الحوار كان في داخلي ..
كبرت اسألتي وكبرت لهفتي لذاك الولد الذي سيحميني ويحمي والدي ووالدتي من نوائب الزمان ..فهذا هو التصور الوحيد للمستقبل في عيني
وكل غايتي طفل ..يعيش لوالدي يحمل جنس الذكورة يكتب في أوراق ثبوتيته ذكر
عندما كبرت في سن أكبر صرت ألح على والدي بالزواج ..كما كانت والدتي تشاركني الإلحاح ..تزوج لعل الله يرزقني بأخ يشاركني هذه الحياة لا أريد أن أكون وحيده ..أريد أخوة يلعبون ويتسابقون معي..كما يحدث مع صديقاتي
فكان الرد دوما أن لم يرزقنا ربك طفل من أمك ..فليس لنا حاجة به ..فلن أكون أنا والزمان عليها ..يكفي ما تعانيه ..كنت في فتره أكره حبه لها لأنه يحرمني من أخوه
يحرمني من الشعور بالأمان أو كما هو متصور لدي أن هذا الشعور لن يكون لي إلا عندما يكون لوالدي ولد ... سعيت ليلا نهارا ليتزوج ..ويصبح لديه ولد
فأصبح يتهرب مني وجلساتنا اللطيفة التي كنا نعشقها ..أصبحت تشبه الكارثة أنشغل بعمله وانشغلت بمطاردته ..آخر حل توصل إليه عقلي ليس عليك الزواج زواج حقيقي تزوج ..وتكون عملية الإنجاب بالطريقة الأكلينكية أو التلقيح الصناعي
أذكر يومها ..أن والدي كاد يرمي بي من البلكونة من شدة غضبه مني ..
وفي أكتوبر مشئوم كنت في الدوحة ..حين اتصلت به ولم يجيبني هو ..أجابني مديره مكتبه..وقال لي أنه في مصح للنقاهة ..لم يكن هذا الأمر من مخططاته كنت قبل أن أنام أتحدث معه وقال لي أنه غدا سيذهب لينهي أمر ما ..ويكلمني ليخبرني ما حدث
بعد أن يكون رجع من مشواره ..حاولت أعرف أكثر لكن مديره كان متحفظ ..والدتي التي كانت تعتزم البقاء طيلة هذا الشهر معي حتى يستتب أمني وترتب معي أمور دراستي فنحن في بداية السنة الدراسية ..فاجأتني بقرار سفرها لوالدي متعذرة أنه يحتاجها لأنه ينوي يقيم حفل عشاء ولابد لها من الحضور معه ..أي من هذه الأعذار لم تقنعني ..وأصررت على السفر له وسافرت لأجد ذاك الوجه يرقد تحت أجهزه كثيرة
وتلك العيون النابضة بالنشاط والحياة ..تميل للذبول ..
فقلبه لم يعد يطيق كل تلك الضغوط ..التي نحيطه بها ..لم يعد يطيق ضغط العمل و ضغط القلق علينا ..ولا ضغط إرضاء بنت لحوحة
وكان لابد له من عملية ..حتى تستعيد تلك العضلة نشاطها وكانت العملية وكان مقرر لها النجاح ..ونجحت ..ولكنه مازال يحتاج للراحة بعد العملية
جلست هناك ولم أعد للدارسة وسجلت منازل حتى يتعافى..كنت أخرج معه يوميا
نتمشى ..نقرأ مع بعض ولبعض ..نتحدث ..مر علينا ..ما يقارب 3 أشهر لم نعرف شيء من الخصام أو الجدل ..كنا نتعلم لعبة الغولف ..حتى نتخلص ..من الشعور بالمرض ..
وفارقته ..في يوم 18يناير الساعة السابعة مساء موعد عودته للمصحة ..كان سيوصلني للفندق ..أنا ووالدتي وحين توقفت السيارة عند بوابة للفندق قالت والدتي لسائق أذهب للمصحة ..واقترحت أننا من سيوصله ..للمصحة لنقضي أكبر وقت ممكن معه ..ربما كانت تشعر بدنو أجله ..كنا من العادة نتوقف عند بهو المصحة غير مسموح لنا بالدخول لقسمه فالقوانين هناك صارمة ..ولكن والدتي استطاعت تلك الليلة أن تضغط عليهم ليدخلونا معه ..إلى قسمه جلسنا قليلا ..فتحت كمبيوتره الشخصي تفرجت على محادثاتنا مع بعض ..ضحكت كثيرا على بعض الأخطاء الملائية التي كنت أكتبها ..لبست نظارته ..تعطرت بعطره ..لبست قبعته ..تمرغت قليلا في أحضانه أكلت من حبوب الفيتامينات التي توضع له ولا يأكلها وصرخ فيني أن لا أفعل ...جلست عند قدمه ..وهو يصلي جالسا
وغادرت ..بعد فترة وجيزة لأنه كان موعد العشاء و النوم ..ولابد لنا من الانصراف والدتي كانت طيلة الجلسة صامته فقط تنظر لنا ترى تصرفاتنا المجنونة ولا تعلق ..فقد عهدتنا ..كلا منا مجنون بالآخر ..وربما كان قلبها المحب يخبرها أن الفراق حان ..وأنها لا بد أن تطيل لوجه حبيبها قبل أن تفقده
في الساعة الواحدة اتصلت المصحة بوالدتي ..تطلب منها القدوم ..كان مدير أعمال والدتي يثنيني من الخروج ولكنني لم أقبل لحقت بها ..وأنا لم أكمل لف شيلتي على رأسي حتى ..وذهبت لأجد ..عمي ومدير أعمال والدي ..يقفون أمام الغرفة وينظرون للفراغ ..عدت ..من حيث أتيت خرجت وجلست في السيارة لم أكن أريد أن أسمع شيء من حديثهم ..ولا أريد أن أعرف الخبر
عادت والدتي وكانت متشحة بشيلتها على وجهها ..لا يبين منها شيء ..لم اسألها ولذت بصمت ..لا أعلم إن كان هذا الصمت قهري أو باختياري..إلا أنني لم أعد أرغب بمعرفة شيء ..جلست ما يقارب شهر أكثر أو أقل لا أستطيع الحديث ولا البكاء كنت حين أحتاج للنوم .. وأشعر بالوحدة أذهب و أتكور في أحضان والدتي أو مربيتي كنت أسمع قراءتهم ليلية علي من أذكار و آيات يطيلون ..الجلوس فوق رأسي وأطيل الهروب في داخلي كيف له أن يموت وليس لديه ولد يحمل أسمه ؟!!
كيف له ..أن يموت وينقطع ذكره ؟!!
فكرت كثيرا في حل .. وأي حل هديت له ..لا أعلم أي شيطان كان يحتل قلبي ويسكن روحي ؟!
قررت أن أجري عملية تحول ..من بنت إلى ولد وبدأت في مراسلة الجهات المختصة في فرنسا ..وكلمت أكثر من مستشفى كلهم شرطهم توقيع ولي أمري على العملية لأنني مازلت قاصر لم أتعدى الخامسة عشر سنة وأنني سأخضع من سنة لسنتين أتناول هرمونات ذكورية حتى أستطيع أن اجري العملية
لم ابدأ بالكلام إلا بعد أن لاح لي بريق أمل أن يكون لوالدي ولد
حدثتها وطلبت موافقتها
كانت نظرتها لي غريبة .. ليس فيها شيء من التعبير جامدة
تعيد كل جملة أقولها أكثر من مره وبأكثر من صيغة
والدتي :تريدين أن تجري عملية تحول ؟!
أنا : نعم أريد أن أجري عملية تحول ؟!
والدتي : تقصدين أنك تريدين تحولي جنسك من بنت لولد من خلال إجراء عملية جراحية ؟!
منتدى ليلاس الثقافي
أنا :نعم أريد ذلك
وهكذا ..أخبرتها ..برغبتي وبمراسلاتي ..فما كان منها إلا أن أخذتني في حضنها لأنام وقالت نامي الآن ..وسنرى غدا ماذا نفعل ؟
استفقت صباحا على وجود مربيتي تجلس فوق رأسي وهي تقرأ القرآن .. ووالدتي غير موجودة ..بعد ساعة عادت والدتي ..ومعها سيدة رقيقة الملامح كنت أحب أن أذكر أسمها هنا ولكنها طلبت مني عدم ذكره لدواعي اجتماعية أحترمها واحترم تحفظها ..حركت ماما بهوش من مكانها ..وجلست هي فيه محتضنة كتفي وتبتسم ابتسامة جميلة
وهي تقول لماما بهوش : أسم الله عليها تقرين عليها ..كن فيها جن ما في عالية إلا العافية
تركتني والدتي معها .. وجلست بجانبي تنظر إلى مطولا ..ثم قالت لي
كل هذه الملامح ستكون لولد متحول ؟!! الله المستعان .. كيف سيكون شكلك ووجهك يملؤه الشعر ..؟!وأنت تحلقين كل صباح ..أين سيذهب هذا الجمال ؟!
أتوقع أن ربي لن يتركك هكذا جميلة فلا بد أن يجعل في وجهك شيء من غضبه عليك ..حتى يعرف الناس أنك ظالمة لنفسك فربك الذي منحك الجمال وخلقك في أحسن صورة ورضى لك أ تكوني بنت وأنت رافضة لحكمته .. لا يمكن أن يتركك من دون عقاب كل هذا وأنا صامته
ثم قالت بعد ذلك ..لكن لابد لك من التحول لأن أبيك يستحق منك التضحية فهو يستحق أن يكون له ولد ..ينجب له حفيد وحفيده ينجب ولد وهكذا ليبقى أسمه سنوات طويلة
ولكن أسمه المذكور بالخير الآن هل سيبقى على ماهو؟! وسيكون ملطخ بسمعة بنته المتحولة من ولد للفتاه ..ومازال الصمت رفيقي
لكن هل استفسرت..إن كنت تستطيعين الزواج وزوجتك في المستقبل ممكن أن تنجب منك؟!
..فأنت من الداخل *****************************<< كلام مشفر
ويا ترى لو كتب وتحولت ولم ترزقي بطفل .. ووقفت بين يدي ربك ..ماذا سيكون عذرك ..هنا بدأ أملي في التهاوي والسقوط لن أكون ولد ينجب ولد ..
وانفجرت في البكاء كما لم أبكي من قبل
نمت ليلتها وأنا تحت تأثير أبر المخدر لأصحو ثاني يوم على يدي تلك السيدة لتجبري على الخروج معها إلى مستشفى الرميلة وتدخلني على قسم مجهولين النسب
قالت لي سؤال واحد ..بعد إن خرجنا حالك أفضل أم حالهم..هم اللذين لم يعرفوا من هذه الدنيا إلا وجوه الممرضات والمشرفات لم يعرفوا صدر أب أو حضن أم ..ليس لهم ذكريات كما لديك ..تؤنسك
وفي اليوم التالي أخذتني إلى سجن النساء ..وفي مكتب الأخصائية أدخلت علي فتاتين كل واحدة كانت تعاني من مشكلة أسرية..قادتها إلى السجن .لا أريد ذكر تلك الحوادث هنا حتى لا أوجع قلوبكم أكثر ..لكن مصدر تلك المشاكل كان أب غائب ..أو جائر وأخوة معتدين ..
وكررت السؤال ذاته أيكما حاله أفضل ؟
خرجت وأنا قلبي قد فاض يه الخوف ..والقهر ..على هذه السيدة ورحلاتها الكئيبة
ولكني في داخلي عرفت أنني يجب أن أشكر ربي على ما أنا فيه ..تركتني لمدة يومين بدون
زيارة ..وفي اليوم الثالث عادت ..جلسنا ..وأنا في داخلي رفض لفكرة التحول .. ولكني أبحث عن حل
فقالت لي أعطيني انطباعك عن ما رأيت في الأيام الماضية تحدثت مطولا عن شعوري بنعم ربي علي ..ولكن مازال بداخلي حنق ويأس من مسألة الولد
فقالت ..لي اذكري سلسلة عائلتكم ..وما تعرفينه عن اسماء أجدادك فذكرت لها للجد السابع وتوقفت قالت: لم توقفتي؟!
قلت :هذا حد علمي عنهم ؟!
فقالت ..من تذكرين من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت أذكر فلان وفلان رضوان الله عليهم قالت لي قولي شيء عنهم فتحدثت عن أعمالهم
من تذكرين من التابعين وذكرت لها ..بعض الأسماء وأعمالهم .
.ثم سألتني من تذكرين من الرجال الصالحين ..فذكرت لها
فقالت لي: أيهم أبعد زمان ..من زمانك ؟! جدك السابع أم هؤلاء الرجال ..فقلت لها طبعا هم ..فقالت تذكرتهم ولم تتذكري جدك الثامن لأن أعمالهم الصالحة خلدتهم
كوني مثلهم وخلدي ذكرى والدك بعمل صالح يشفع له ..ويشفع لك
الأجناس والتكاثر لا يخلد الذكر
حينها بدأت أتقبل فكرت أنني بنت تحمل أسم والدها عاليا لترفعه إلى أعالي السماء تخشى عليه ..من حديث الوشاة ..ومن طمع الطامعين..وترفعه عن كل ما يدنسه
في الختام
أحن إليه وتسكني الكآبة لفراقه ....فقط
ولكنني أفتخر أنني أبنته ..التي ولدت من صلبه ليعلمها
أن الحياة لا تقف عند وفاة مخلوق ..ولكنها تستمر ليعيش مخلوق آخر يكمل مسيرة العطاء
|
19-10-09, 09:54 AM
جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
العرض العادي
