المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
«ختان الذكورة» من سن اليوم الواحد وحتى الخمسين عاماً
«ختان الذكورة» من سن اليوم الواحد وحتى الخمسين عاماً
يعود الختان إلى زمن الفراعنة وكانت تجرى للذكور من سن الطفولة وحتى المراهقة، وثبت طبيا أن نسبة الإصابة بسرطان العضو الذكري لدى الذكور الذين اجروا الختان اقل بكثير مقارنة من غير الذين لم يجروا هذه العملية، كما ان بعض الدول خاصة الأوروبية أصبح يجرى فيها ختان الذكور لأسباب طبية.
حول هذا الموضوع التقى «نور الصحة» الدكتور محمد شرف الدين أخصائي الجراحة العامة والذي بدوره تحدث عن ماهية ختان الذكورة ووسائلها المعترف بها كذلك مضاعفاتها التي قد تصيب الأطفال إلى جانب بعض الحالات التي أجرت ختانا بعد بلوغها أكثر من أربعين وخمسين عاما.
وسائل الختان
وحول الطرق المستخدمة في الختان أوضح أنها عديدة إلا أن هناك الطريقة الأشهر استخداما وهي عبارة عن إجراء الختان بالوسيلة الجراحية التقليدية وذلك باستخدام آلة خاصة لهذا الأمر يتم من خلالها قطع الجلد الزائد حول العضو الذكري باستخدام المخدر الموضعي.
كما انه يتم إجراء بعض الغرز الجراحية البسيطة إذا استدعى الأمر لإيقاف أي نزيف دموي بسيط قد يحدث، لافتا إلى أن هذه الطريقة تناسب الأعمار كافة إلا انه ينصح بإجرائها للأطفال في سن مبكرة حتى لو كان بعد الولادة مباشرة، لأنه ثبت علميا أن أعصاب العضو الذكري في هذا السن لا تكون نامية بشكل كامل الأمر الذي لا يستدعي إعطاء الطفل سوى مخدر موضعي بسيط.
وأضاف: الطريقة الثانية تسمى «الحلقة» وهي تشبه إلى حد كبير الطريقة التقليدية إلا أن يتم خلالها استخدام حلقة بلاستيكية لوضعها حول العضو الذكري مع إعطاء الطفل المخدر الموضعي أيضا وربطها في خيط بلاستيكي تعويضا عن إجراء الغرز الجراحية لتبقى مدة أسبوع ومن ثم يتم رفعها، مشيرا إلى أن هاتين الطريقتين آمنتين جدا ومعترف بهما عالميا.
وذكر الدكتور شرف الدين أن أكثر الحالات التي يتم إجراء الختان تعود لأطفال تتراوح أعمارهم من يوم واحد وحتى سبعة أيام، موضحا أن الطفل الذي يكون عمره اقل من أسبوع يتميز بحصوله على دم يشمل المواد المساعدة على التجلط من الام الأمر الذي يفضل طبيا إجراء الختان للأطفال قبل بلوغهم أسبوعهم الأول، مشيرا إلى انه وبعد بلوغ الطفل عامه الأول يفضل ختنه باستخدام التخدير الكامل لتجنب شعوره بالألم خلال الجراحة.
تصليح ختان
وذكر أن هناك حالات تستدعي إجراء «تصليح ختان» لأطفال أجريت لهم العملية سابقا إلا أنها لم تتم بطريقة سليمة، وفي هذه الحالة يكون تصليح الختان أصعب من الختان العادي على الطبيب، مشيرا إلى أن 4% من العمليات التي يجريها للأطفال من الإجمالي تكون تصليح ختان.
مضاعفات متوقعة
أما بالنسبة للمضاعفات المتوقع حدوثها للأطفال خلال العملية أو بعدها فيؤكد الدكتور شرف الدين انها ضئيلة الحدوث لا تتجاوز من 1- 2 % واغلبها قابلة للعلاج السريع وتشمل النزيف خلال العملية الأمر الذي يتطلب الحرص الشديد ومتابعة حالة الطفل بعد انتهاء الجراحة، كذلك إصابة العضو الذكري بالتهابات نتيجة إصابته بميكروب، وإصابة العضو الذكري بالقطع أو حرق بعض مناطقه باستخدام القطع بالكي الكهربائي وهي طريقة غير معترف بها.
دراسة للحد من انتشار الايدز
قدم مسؤولو الصحة العامة في الولايات المتحدة الأميركية اقتراحا يقضي بضرورة ختان جميع الأطفال الذكور لمواجهة انتشار فيروس الايدز في البلاد، وكانت دراسة بينت أن ختان الذكور قد يؤدي إلى تقليص الإصابة بالفيروس إلى النصف، كما ركز الباحثون في اختياراتهم على الجنس الذي يميل إلى الآخر كونهم عرضة لتلقي الفيروس من الإناث، ويبدو أن توصية مراكز وقاية الأطفال حديثي الولادة ومكافحة الأمراض الأميركية تدعو لختان الأطفال كنوع من استراتيجية الوقاية.
وفي ثلاث دراسات أجريت في دول افريقية بين الأعوام 2005 و2007 أظهرت أن الذكور الذين اجري لهم الختان فان نسبة الإصابة بفيروس الايدز تقلصت لديهم من 50 - 60 % الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى التوصية بإدراج الختان على قائمة الاستراتيجيات المتبعة للحماية من التقاط فيروس نقص المناعة.
ويقلل مخاطر الإصابة بالهربس والثأليل
أضافت دراسة علمية حديثة إلى الفوائد الصحية لختان الذكور بإثبات أنه يقلل فرص التقاط عدوى الأمراض المنقولة جنسياً وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المسبب للثأليل، باستثناء السفلس (الزهري).
وتأتي نتائج الدراسة، التي أجريت على أفارقة بالغين ونشرت في «دورية نيو إنجلاند الطبية» منتصف سبتمبر 2009، كإضافة جديدة للفوائد الصحية المثبتة لختان الذكور، ومنها تقليل مخاطر الإصابة بسرطان القضيب ـ مرض نادر نسيباً ـ والإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV).
وقال واضعو الدراسة إن تكثيف الجهود لترويج نشر الممارسة، في مناطق ترتفع فيها معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، كأفريقيا، سيعود بفوائد صحية جمة، ويرتبط الهربس التناسلي بارتفاع مخاطر العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب، وفيروس الورم الحليمي البشري، المسبب للثأليل للجنسين، إلى جانب سرطان القضيب.
وقام فريق البحث من «برنامج راكاي للعلوم الصحية» في يوغندا، بالتعاون مع «جامعة جونز هوبكنز» لمدرسة بلومبيرغ للصحة العام، في ماريلاند، وجامعة «ماكريري» في يوغندا، بإجراء تجربتين على 3393 من الذكور غير المختونين، تراوحت أعمارهم بين سن 15 إلى 49 عاماً. وقد ثبت بموجبها خلو جميع المشاركين من الأمراض المنقولة جنسياً.
وخُتن قرابة نصف المشاركين قبيل بدء الدراسة، ونفذت على البقية بعد عامين من انطلاق البحث.
وأدى الختان لتراجع مخاطر إصابة المشاركين بالهربس التناسلي بواقع 28% (تطور المرض بين 3 .10% من بين غير المختونين مقارنة بـ 8 .7% من المختونين).
لم يوفر الختان للذكور الحصانة من الإصابة بالسفلس (التقط 2% من بين المجموعتين المرض)، وينتج السفلس عن نوع معين من البكتيريا تسمى spirochetes. هذه المكروبات ذات الشكل الحلزوني تدخل الجسم عن طريق الاتصال الجنسي أو الممارسة الجنسية مع شخص مصاب به.
( البيان )
|