المنتدى :
الارشيف
اقدام في الوحل كاي ثورب روايات عبير القديمة
اقدام في الوحل
كاي ثورب
روايات عبير القديمة
الملخص
سافرت كيم الى أدغال أفريقيا لتلتقي خطيبها فوجدته مع امرأة اخرى
صدمت و فقدت أملها في الحياة كانت وحيدة مفلسة التقاها ديف رئيس عمال المناجم
فأشفق عليها و عرض عليها الزواج مؤقتا حتى يساعدها على العودة للوطن
لم يكن أمام كيم حل آخر و لكنها لا تعرف ديف فكيف تقترن به ؟
و اذا رفضت فستواجه مصاعب شتى أخيرا رضخت للأمر الواقع .
غريبان تحت سقف واحد كيف تكون نهاراتهما و لياليهما ؟
1- صمت مفاجئ
انطلقت السيارة من فريتاون و قطعت مسافة 150كم وسط مناظر طبيعية غنية بالنبات و الأشجار الخضراء لكن في ضواحي المنجم لا شئ سوى الخراب و الغبار ديكور خيالي ملئ بالآليات الضخمة التي تكتسح الشواطئ الصخرية الرمادية كالطيور الكاسرة و بعض ذرات المعادن بقيت معلقة مشكلة سحابة لماعة تحيط بعمال المنجم و الابنية المسقوفة بالحديد .
عندما هبطت كيم من سيارة الجيب القديمة في مدخل المكان الرئيسي أبعدت عن خصرها حزام سروالها و حلمت بالحمام البارد و الصابون المعطر لكن عليها ان تنتظر تحقيق أحلامها هذه ، في الوقت الحاضر أمامها أشياء ملحة يجب أن تحققها ، الحارس الذي خرج من مركز المراقبة أخذ يتفحصها بدقة و فضول .
قالت له : اني أبحث عن كريستوفر ادامس أين يمكنني ايجاده ؟
هز الرجل رأسه بتمهل ثم دخل الى مركز المراقبة و تناول سماعة الهاتف تكلم بصوت منخفض ثم وضع السماعة مكانها قائلا : المدير آت انه يطلب منك انتظاره .
انتظرت كيم فلا مجال أمامها لأن تفعل شيئا آخرا على الأقل يمكن للمدير أن يطلعها على ما تريدلقد حدث شيء ما لكريس بكل تأكيد لكن ماذا؟ حاولت أن تتحرر من خوفها انه ما زال حيا هذا أكيد لو وقع له حادث لأعلمتها السلطات ان صمته الذي استمر شهران له سبب آخر لا شك فليس هو ذلك الرجل الذي يقطع اتصاله لأنه غير رأيه و لم يعد يريد الزواج بها و الا لكان كتب لها رسالة و أخبرها بصراحة .
وصلت سيارة مسرعة و توقفت وراء السياج و نزل منها رجل طويل القامة رفع قبعته المغبرة و هو ينظر الى كيم بتمعن ثم قال : أنا ديف نيلسون و أنت من تكونين ؟
أمام نبرة صوته الحادة رفعت ذقنها و قالت : كيمبرلي فريمان خطيبة كريس ادامس هل يمكنني رؤيته ؟
عض المدير على شفتيه و احتدت نظرته و أجابها : انه ليس هنا لم يعد هنا من 5 أسابيع و أنا لو كنت مكانك لعدت من حيث أتيت .
حدقت به كيم و قالت : لم يعد هنا أين هو لا شك انك تعرف مكانه .
رفع حاجبه الاسود بسخرية : و لماذا علي أن أعرف مكانه .
قالت : لأنه كان يعمل هنا لقد حدث له شيء لذلك لا تريد أن تكلمني لن أذهب من هنا الى أن تخبرني أين هو .
عم الصمت من جديد ألقى الرجل النظر على الحارس الافريقي و اشار اليه برأسه ثم قال لكيم في نبرة غير مرحبة : قولي للسائق أن ينتظرك .
أطاعت كيم و هي ترتجف غضبا وخوفا انحنت و مرت من تحت السياج ، كان الرجل يتاملالمرأة الشابة النحيفة و شعرها الطويل الأسمر يظهر عن وجه فيه من الاثارة أكثر مافيه من الجمال عيناها الخضراوان تعبران عن نظرتها المليئة بالتحدي .
قال بجفاف وهو يفتح باب السيارة : سنذهب للمكتب .
لم تلفظ أي كلمة عندما عاد الى اعقابه سريعا ، ألقت نظرة سريعة على يديه القويتين السمراوين المتقلصتين على المقود ، هذا الرجل ينتمي الى جنس من الرجال لم تلتق به في حياتها ، يبدو في سن تتجاوز الثلاثين و مع ذلك فهو قاس ووقح و ربما هو عديم الشفقة انه رجل رأى كل شيء وفعل كل شيء و لم يعد يتأثر بأي شيء رجل لا يمكن ان تضع فيه ثقتها تحت أي ظرف .
وقفت السيارة ثم تبعته كيم الى داخل مكتب دافئ في داخله طاولتان و خزانات وبعض الكراسي و سرير ميدان قال لها بخشونة : تفضلي بالجلوس .
استند على زاوية أحد المكاتب و سحب من جيبه علبة سكائر و قال : هل تدخنين ؟
هزت كيم رأسها بدون أن تجلس في الكرسي أخذ وقته وهو يشعل السيجارة متعمدا ذلط قالت وهو تضع يديها المرجفتين داخل جيبي سروالها : أردت أن تحدثني عن كريس لماذا ترك عمله هنا ؟
أجاب بقسوة وعيناه الرماديتان تلمعان شرا : لأنني طردته من العمل انه يعيش في فريتاون اذا كان الأمر يهمك .
قالت : ولماذا لا يهمني أمره ؟ اذا كان بينكما خلاف فهذا لا يغير رأيي اعطيني العنوان من فضلك .
حول ديف نيلسون نظره من وجه كيم الى طرف سيكارته المتأججة من دون أن يغير لهجته : ألا تريدين معرفة السبب الذي جعلني أطرده ؟
كانت كيم ترغب بمعرفة السبب لكن لا شيء يجعلها تبوح بذلك أمام هذا الرجل المتغطرس : سأسأله عن السبب عندما أراه العنوان من فضلك .
هز كتفيه : كما تريدين .
انتصب واقفا و مد يده الى مكتبه وفتح الدرج و انتزع صفحة من دفتر صغير و قال : خذي
تناولت الورقة وقرأت ما فيها : هل ترك لك هذا بنفسه .
- لا لكن أنا الذي حاولت معرفة عنوانه .
- لماذا؟
تقلص فمه القاسي : هذا لا يعنيك هل أتيت من مكان بعيد ؟
- من انكلترا
و في الحال تغيرت تعابير وجهه وقال : أنت و لا شك عنيدة و متصلبة أليس كذلك ؟ يا لها من مسافة طويلة قطعتها من أجل رجل .
لمعت عيناها الخضراوان فقالت : الرجل هو خطيبي و أنوي الزواج منه ، لا أعرف ماذا حدث يا سيد نيلسون كل ما اعرفه انه لا شك أن لكريس سببا وجيها دعاه الى عدم الرد على رسائلي اذا كانت قد وصلته .
لمحة اهتمام عبرت وجه دايف فهمس : عناد و ثقة انك حقا فتاة رهيبة آمل ان تظلي مقتنعة بأنه يستحق كل هذا عندما تلحقين به .
وضع يده في الدرج و سحب لفة رسائل : لا شك أن هذه الرسائل منك .
فانتزعتها منه و قرات الغلافات ورفعت عينيها الغاضبتين قالة : لم تفتح بعد من البديهي أن كريس لم يرها أبدا .
- لقد رآها لكنه لم يبذل أي مجهود لفتحها و قرآتها .
ارتبكت كيم نظرت اليه بدون أن تفهم شيئا و بحثت عن جواب : انت تكذب .
رفع حاجبيه بسخرية هذا صحيح .
صرخت وهي تشد على معصمها : نعم صحيح اني اعرف خطيبي كما يجب .
- ربما تعرفين الشاب الذي تركك في انكلترا منذ 18 شهرا ان البلدان الاستوائية تغير الانسان تغييرا شاملا .
- ماذا تعنى ؟
-كم عمرك ؟
- 23 سنة لكن لا أرى لماذا ....
تابع كلامه : انك في سن تجعلك لا تحتاجين الى شرح للظروف هذا يعني ان بعض الحاجات تصبح الزامية اذا صح التعبير .
شعرت كيم بالاحمرار يغزو وجهها : الآن اعرف انك تكذب ان كريس ليس .... لن.....
- لن يفكر بامرأة أخرى ما دمت تنتظرينه هناك ؟ اهذا ما تريدين قوله ؟ أنت امرأة و اثقة من نفسك الى حد السخرية أو ساذجة الى حد الغباء .
تراجع الى الوراء عندما رفعت كيم قبضة يدها و راحت تشد بكل عنف على معصمهمما جعلها تفقد توازنها و تتهاوى عليه وراحت تصرخ وعيناها تلمعان ووجهها يحترق بحرارة : اتركني لا تلمسني انك تحكم على الآخرين حسب ميولك يا سيد لكنك لن تجعلني اصدق ما كنت تقوله عن كريس .
- تريدين براهين حسية ؟ حسنا اذهبي الى العنوان الذي بين يديك و سوف تحصلين عليها جابهي الحقيقة يا جميلتي لقد قطعت الآف الكيلومترات لكن خطيبك يعيش مع امرأة أخرى في مدينة فريتاون وهو لا ينوي هجرها اعتبريه رحلا قذرا من الدرجة الأولى و عودي الى بلادك فلن يصعب عليك العثور على رجل غيره .
زال الاحمرار عن وجه كيم تاركا وراءه الشحوب سألت بمرارة : هل أخذ منك المرأة التي تحبها و لذلك طردته من العمل .
لمعت عيناه الرماديتان ببريق متوعد : لو كان ذلك صحيحا لكنت تصرفت معه غير ذلك ، بدأت تغيرين رأيك أليس كذلك ؟
صرخت و عضت على شفاهها عندما فهمت سخريته : لا في كل حال فلن أصدق شيئا الا بعد أن يخبرني كريس بنفسه .
- اذن تعرفين الى اين تذهبين سأعيدك الى المدخل .
- لا تزعج نفسك اعرف طريق العودة .
في سرعة وصل للباب : مستحيل في الخارج رجال لم يروا امرأة من زمن طويل يكفي ما افعله جاهدا للمحافظة على العمل .
فتح الباب و لما وصلا الى الجيب : يمكنك الصعود الا اذا كنت تفضلين ان أرميك داخلا . اختاري .
كانت كيم ترتجف غضبا فريسة انفعال آخر لم تستطع تحديد نوعه و قالت : انك حقا رجل قاس يمكن التكهن بانك ايضا محروم منمنذ زمن طويل من معاشرة الناس المتمدنين .
اجابها من دون تعبير معين : أنت محقة تماما هذا يجعلني أقل لطفا مما كنت عليه من البداية حاولي ان تتدخلي في شؤوني لاريك الى اي درجة انا قاس اتريدين ان تصعدي السيارة أو ...؟
مرت كيم من أمامه من دون كلمة و جلست في المقعد الامامي و التصقت بالباب كان عقلها مخدرا ربما هذا افضل فهي لا تريد ان تغرق في التفكير منذ الآن .
بعد قليل تطلعت الى المدخل المسيج ، نزلت من الجيب مسرعة و راحت تتأمل الطريق المعبدة و راحت تصرخ : قلت له ان ينتظر لقدد كررت عليه ذلك .
تبادل ديف نيلسون بعض الكلمات مع الحارس و عاد اليها يهز كتفيه العريضتين : لا شك انك لم تلحي عليه بالبقاء لقد رحل في الوقت الذي ابتعدنا عنه ، هل دفعت الأجرة مسبقا ؟
- نعم لقد أصر على ذلك ، و الآن ارجوك ان تأخذني الى هناك بنفسك .
- آسف فليس تحت تصرفي سيارة ذاهبة للمدينة قبل غد .
- اذا كنت تتصور اني سامضي الليلة في هذا ..... المكان القذر فانت مخطئ
- ليس لديك خيار الا اذا فضلت البقاء في الهواء الطلق هذا لا يفرحني ابدا .
- آه نعم رجالك و كيف تنوي اخفائي حتى الصباح يا سيد .
أجابه بطريقة ساخره جعلتها تحمر خجلا : يمكنني ان أخبئك تحت سريري ، يبدو اننا نفقد قليلا من ثقتنا ببعضنا لا تقلقي ليس لدي أي هدف سيء اني افضل النساء الأقل براءة ، يجب ان نكتفي بوضعك في النادي . حاولي ان تتذكري ان المهندسين العاملين هنا لم يتخرجوا من المدارس الكبيرة و عليك ان تتصرفي حسب المقتضى هل اتفقنا ؟ لن أقول انك ستكونين في خطر جدي و لكن أي انزلاق في الاتجاه الخطأ يمكنه ان يضعك في مأزق من الافضل تجنبه .
لم تنطق بكلمة واحدة وهي تصعد الى السيارة أخذ طريقا تحيط به الاشجار الضخمة حيث شيدت عدة مبان من حجارة القرميد النادي كناية عن مبنى منخفض لكن عريض الرجال يستغرقون في الكراسي المبعثرة على العشب الأخضر يحتسون العصير .
توقف الحديث الدائر هناك عندما نزلت كيم من السيارة و ما لبثت ان سمعت صفير اعجاب جعل وجهها يحمر .
- كفى هل رايت لوك .
اجاب الرجل دون ان يرفع عينيه عن كيم : انه في الداخل الا تعرفني بالآنسة؟
- ليس الآن
دعا ديف كيم للدخول متجاهلا نظرات الرجال الفضولية . في الداخل كان الهواء مكيفا و رجل واحد يلعب البلياردو ظل يحدق بالكرة من دون الالتفاف اليهما سدد ضربته برشاقة ثم انتصب و توقف عن الحركة و رفع حاجبيه و بقى فمه مفتوحا عيناه تحدقان في كيم و لمعت ابتسامة عريضة على وجهه : هكذا اذن تسلم بابا نويل رسالتي.
رمى دايف قبعته على المقعد و قال وهو يضحك " لا تتأمل خيرا هل هناك غرفة للسيدة لوك ؟ ستمضي الليلة هنا .
- يا لك من امراة شجاعة هل جئت بواسطة رحلةمنظمة لو كنت مكانك لطلبت تعويضا على هذا .
ابتسمت كيم آليا و قالت : لقد نسيت ان احصل على تأمين و انا آسفة لازعاجك .
اقترب لوك من ديف قائلا : قم بواجبك صديقي الا اذا كان ذلك سرا .
- لوك هذه كيمبرلب فريمان ، آنسة كيم هذا لوكدروماند هذا كل ما تحتاج لمعرفته فاين تلك الغرفة .
- حسنا فهمت انك تحب دائماالالغاز يا ديف .
قالت كيم : انا خطيبة كريس ادامس .
انقبض قلبها لدي رؤية التغير على وجه لوك و النظرة التي القاها على ديف اذن نيلسون لا يكذب .
قال لوك بعد صمت مزعج :حسنا سوف نذهب لرؤية الغرفة من هنا .
دخل الى الممر همس ديف في اذن كيم : هل انت راضية .
- ليس هذا سهلا خاصة اذا كنت انت من يقول ذلك .
- ان لوك يخبرك القصة نفسها اذا سألته .
- انا متأكدة ان الجميع سيخبرني ذلك اذاسألتهم و اعتقد انه لا يوجد احد مستعد لمعارضتك يا سيد نيلسون و الا سيصبح مهددابخسارة وظيفته .
حدق ديف فيها مطولا قبل ان يقول بصوت قاطع جلي : اني اعترف بشئواحد انت انسانة جريئة و للأسف انك لا تتمتعين بعقل سليم ، لا تظني اني اقدم لك بعض الامتيازات لانك امرأة لو تكلم معي رجل بالطريقة نفسها التي تكلمينني بها لضربته ولكن هناك طرق اخرى لمعاملة النساء ...و ليس هناك واحدة تعجبك .
عضت كيم على شفتيها و لحقت لوك ووجدته امام باب مفتوح قال لها لوك : ان هذه الغرفة معدة للشخصيات التي تزور المخيم و لكن ليس فيها أثر للترف .
- انها تكفيني لن امضي سوى ليلة واحدة هل تعمل هنا منذ مدة طويلة ؟
- منذ سنتين .
- الا تجد الطقس مرهق .
- بلى لكن ما يخفف عنا هو الراتب المحترم الذي نتقاضاه .
ترددت كيم وهي تسأل : هل انت متزوج ؟
- كلا لم التق بالمرأة القادرة على انتظاري هذه المدةالطويلة
- ربما لم تعثر على المرأة المناسبة .
بدا عليه الانزعاج ثم قال : ساستدعي من يرتب لك السري تعالي الى غرفة البلياردو الساعة الخامسة و سأدبر لك بعض الطعام .
هزت رأسها و لما راته يستعد للذهاب سالته : لوك ماذا تعرف عن كريس؟
- اسألي ديف انه يعرف كل التفاصيل .
- اسالك انت يا لوك اني بحاجة الى اثباتات قبل ان اصدق ما يقول .
- ليس هناك من سبب ليكذب عليك ؟ لا شيء يمنعه منقول الحقيقة ، فحسب معرفتي حاول ديف مساعدة كريس و لكن كريس لم يستمع اليه .
جلست كيم على السرير و سالته بصوت منخفض : ماذا جرى ارجوك لوك .
تردد لم يكنيريد ان يتكلم لكنه غير قادر على رفض توسلاتها : ليس هناك امور كثيرة تقال حول هذاالموضوع ، فقد حدث شجار بين كريس و احد الرجال حول المرأة التي يعاشرها كريس مماادى لاصابة الرجل في ضلوعه .
- لكنه لم يخسر وظيفته .
- كلا .
و بصعوبة لفظت كيم كلماته : لنضع جانبا الطرف الآخر من القصة في الوقت الحاضر هل تعتقد ان ماحصل عادل .
هز لوك كتفيه و بدا منزعجا : نعم ما دام خسر ماي .
شعرت بحلقهايجف : ماي؟؟
- الم تعرفي ان ادامس هرب مع احد نساء القرية؟ اعتقدت ان ديف اخبرك .
- لا لم يذكر اسمها .
هكذا اذن فالمرأه هندية مولود خليط لكن هل يغير هذاشيئا لقد فضلها كريس على خطيبته و ذهب ليعيش معها دون خجل في بلد غريب لا ليس غريبعليه لقد عاش هنا منذ سنتين، اجتاح العذاب قلب كيم في هذه اللحظةو تسرب لكل جسدهاكيف يمكنه ان يتغير لم تسمع الباب يغلق وراء لوك اذا كانت غارقة في ذكرياته ، كريسكان عمره 25 و هي 20 عندما التقيا لأول مرة لم يكن حبهما شعلة مفاجئة لشغف عاظفي بلتفتح و ازدهر تدريجيا و كان صادقا و حقيقيا أو هكذا كانت تعتبره على الأقل و تذكرت حماس كريس عن وظيفته الجديدة في سيراليون و مميزاتها ليؤمن مستقبلهما حتى لو عنىذلك تأجيل زواجهما 3 سنوات و مر الوقت بطيء كان كريس يكتب الرسائل بصورة مستمرة ومنذ 6 أشهر قالت له كيم ان بامكانها العمل في فريتاون حتى يتسنى لهما الزواج لكن جواب كريس كان رافضا يدعوها لانتظار انتهاء عقده ثم بدأت لهجة الرسائل تتغير فسألته اذا كان يعاني من مشاكل ؟ لكنه انكر ذلك في حدة ثم انقطعت رسائله منذ 7 أسابيع ،نفضت رأسها و تذكرت قول نلسون ان البلدان الاستوائية تغير الانسان تغييرا شاملا
غسلت كيم وجهها ثم توجهت لغرفة البلياردو و ارتاحت عندما وجدت لوك الذي عرفهاعلى الرجال كانوا من جنسيات مختلفة لكن معظمهم من الانكليز لكن العلاقات بين الانكليز ودية على عكس ما كان يقول كريس في رسائله .
جلست كيم مع لوك و رجلين آخرين على احدي طاولات الطعام و شاركتهم العشاء لم تنزعج كيم منهم انهم قساة بعض الشيء لكن ليسوا اشرار كانوا يتكلمون عن حنينهم للوطن و لعائلاتهم .
لم تعرف جيدا كيف بدأ الشجار كان أحد الألمان يحني راسه بقربها متحدثا عن بلاده عندما تقدم احد الانكليز و ربت على كتف الالماني و لما استدار الأخير ضربه بمعصمه على فكه وتدحرجا على الارض و نهض بقية الرجال و راحوا يصيحون بكلمات التشجيع لأحدهما الذي كان يبدو منتصرا على الآخر .
في هذا العراك الجماعي لم يسمع أحد صراخ لوك . فجأة ظهر دايف نيلسون فهدأت المعركة بعض الشيء و كان عليه ان يستعمل يديه لتفريق الجميع حتى و صل للمتشاجرين و فصلهما وراح يصرخ : ماذا يجري و لماذا هنا بالذات ؟ اذااردتم ان تتشاجروا فامامكم الجبل كله لكني لا اسمح بمعارك داخل النادي .
اخبره لوك بما حصل في صوت منخفض حتى ان كيم لم تسمعه لكن نظرته كانت كافية التفت دايفنحوها و تمتم ببعض الكلمات للمتشاجرين و دلهما على الباب باشارة من راسه : اذبا واغسلا راسيكما بالماء البارد اذا كررتما ذلك ساحرمكما من معاش شهر .
خرج الرجلان في ارتباك ، اقترب دايف من كيم وهي جالسة امام الطاولة ، كان تعبير وجهه غاضبا وقاسيا : لم تحتاجي الى وقت طويل اليس كذلك ؟
احتجت قائلة : لم افعل شيئا .
- كنت هنا و لم تهتمي الا برجل واحد من بين الجميع لقد نبهتك .
قالت بحدة رافضة انتشعر بالخجل : لم تنبهني الى شيء و لم تقل لي انه لا يحق لك ان تتحدثي معهم هل هي غلطتي انا اذا وجد احدهم حجة لكي يصفع آخر لأنه لا يعجبه .
- المرأة دائما هي سبب المشاكل انها غلطتي انا كان علي ان اخفيك عن الانظار حتى ابعدك من هنا .
- حسنا أنا سعيدة لانك تضع على نفسك جزءا من اللوم و هل يجب ان اتنكر واختفي لباقي السهرة .
فوجئت اذا رأت شفتيه ترتجفان و يحتل عينيه مرح و لا أروع : لقد و قع المحظور لكن انصحك من الآن فصاعدا لا تبتعدي عن بصري لنقل انها احدى الميزات التي يتميز بها مدير العمل .
قال لوك : لقد حان الوقت للالتحاق بالعمل هل ما زال الجو مناسبا .
رد دايف : شيء في الفضاء يدل على ان المطر سيتساقط قبل الغروب .
قال دايف لكيم بعد ذهاب لوك : اتريدين شرابا .
- عصير الليممون الاخضر يا سيد نيلسون .
- نادني دايف من فضلك .
طلب المشروب ثم أخذ كرسيا و جلس عليه و راح يتأملكيم بنظرات معبرة : كيف كانت ردة فعل اهلك عندما عرفوا انك ستسافرين وحدك .
- ليس لدي أهل منذ ان كنت في الثامنة عشر من عمري و انا وحيدة .
- ما عدا ادامس .
- ما عدا ادامس لسنة واحدة نعم افضل الا اتكلم في هذا الموضوع .
- اعتقدت انك تريدين ان تفتحي قلبك .
- ليس لك .
لكنها ندمت على جوابها المتسرع فالرجل الذي لم تفهمه يبدو و كأنه يفعل المستحيل ليحعلها تفهم انه انسان.
- اعني بماقلته انك قد تدخلت بالقضية من قريب فلا يمكن ان تكون موضوعيا و اعتقد انه ليس من العدالة تجاه كريس
، الوقوف ضده قبل سماع ما لديه ان يقوله هو بالذات .
- عدالة الا تذهبين بعيدا في التسامح و الغفران .
- انت قلت بنفسك ان الرجال يتصرفون هنا بطريقة مغايرة لما يمكن ان يتصرفه في بلادهم و كريس قد .
- قد يكون الرجل بحاجة لامراة من وقت لآخر لكنه ليس مضطرا للعيش معها .
- اي اختيار اعطيته لقد طردته من العمل .
- نعم عندما رفض ان يتخلى عن المرأة في كل حال علينا اننأمل الا يكتشفهما زوجها .
أغمضت كيم عينيها ان الوضع متأزم : لا اريد ان اتحدث عن الموضوع .
- اترفضين مجابهة الواقع هل لا زلت متمسكة بالامل بان القصة ليستسوى كذبة اؤكد لك انه ليس كذبة ، و اذا ذهبت غدا لرؤيته فسيكون حزنك اكر لماذالاتنسين الماضي و تعودين لبلادك .
- اسكت هذا الامر لا يخصك .
- لا افهمك لماذا لم تبعثي برسالة تستعلمين فيها عن خطيبك أو انك اسيرة نزواتك و عنادك .
لقد فهم حقيقتها لكن كيم رفضت ان تجعله يرى انه اصاب الهدف فهي حقا امرأةعنيفة و مندفعة لو كان بيدها لتزوجت كريس من اليوم الثالث لتعرفهما لأنها كانت تشعران سعادتها معلقة به اما كريس فكان فطنا حريصا على ابقاء الصداقة ثم الحب ليزدهرببطء لهذا السبب فهي غير قادرة على تصور وجه كريس الجديد الذي تخلى عن كل شيء منأجل ماذا ؟؟ الحب الرغبة هذا ما أرادت ان تعرفه .سألت في صوت مشدود :من قال لك انياصدق مايكتب في الرسائل .
- اما زلت تعتقدين ان اخبرتك اياه ليس سوى قصة يا الهي لقد تعرفت الى نساء ....
-لا شك في ذلك لكنه لايكفي لجعلك خبير بالنساء و قادراعلى تفهمهن .
- اذن سنرى في الغد اذا كان حكمي عليك صحيحا .
راحت كيم تحدق فيه مطولا : غدا
- سأوصلك بنفسي الى فرتاون و آخذك عند فارسك المتشرد .
راح قلبها ينبض مسرعا : لا اريدك ان تاتي معي لترى كريس .
- ياللأسف سأصطحب فطورالصباح الى غرفتك عند السادسة و النصف و نغادر عند السابعة . اتريدين ان تشربي عصيرك او تاخذيه معك .
- الى اين .
- الى السرير .
ابتسم بسخرية عندمالاحظملامحها تتبدل : ليس سريري بل سريرك علي الخروج من هنا و لا اريد تركك وحدك حتى اتحاشى مشكلة أخرى .
- ما زالت الساعة الثامنة .
- خذي معك بعض المجلات واقرأيها .
لم يكن امام كيم سوى الطاعة فنهضت انتظر دايف الى ان دخلت و توجهت الىالنافذة لا شيء تراه من النافذة ما عدا المصابيح الكهربائية انها الآن في افريقيا في بلاد شاسعة ليس فيها للعواطف قرار و لا استقرار .
2-زوجة مؤقتة
بدأ المطر يهطل مدرارا بعد منتصف الليل بقليل و كيم المتصببة عرقا ما استطاعت النوم انها وحيدة تشعر بالعزلة و الخوف برغم ان باب غرفتها مقفل و يضعها خارج أي خطر و أخيرا شعرت بالارهاق فغرقت بموم مضطرب استمر حتى الفجر .
أحضر أحد الخدم الفطور في السادسة و النصف و في السابعة استعدت للرحيل كان دايف ينتظرها في غرفة البلياردو
صعدت في الجيب التي اقلعت متجهة بسرعة نحو المدخل . كان دايف يرتدي سروالا فاتح اللون وقميصا قطنية وكان يبدو في غير محله في هذا الديكور الغريب وشعرت كيم بان دايف سيبدو غريبا بالطريقة نفسها في فريتاون ، كان دايف ينتمي لفئة خاصة به .
كانا كلما اقتربا من المدينة تشعر كيم بالاسف لأنها لم تسأله أن يوصلها نحو الفندق و توهمه أنها ستعود لانكلترا لكنها كانت متاكدة انه سيصر على البقاء معها لرؤية كريس فقط من اجل ان يحقق الانتصار المرجو .
المدينة رائعة والطرقات مزدحمة و الرطوبة خانقة و أخيرا وجد دايف موقفا لسيارته قرب النهر نزلت كيم وقدماها مترنحتان انها حزينة لانها أصرت على المجيء و لم تستمع له ، مجموعة من الأولاد يلعبون بالشارع راحوا يتاملون دايف وكيم بفضول عندما اتجها لاحد المنازل ، دفع دايف الباب دون ان يطرقه ظهرت فجأه امرأة شابة في زاوية البهو وراحتت تتأملهما واضعة معصميها على وركيها ، انها في حوالي ال25 من العمر ذات جمال هندي خالص مميز لدي المواليد الخليط عيناها لوزيتان في اذنيها حلق ذهبي وعلى معصميها سلالسل ذهبية ويلف خصرها زنار يظهر نحافتها .
سالت بلغة انكليزية وهي ترمق دايف بنظرة صاعقة : ماذا تريد ان تفعل هذه المرة ؟ و لماذا تجلب معك هذه المرأة ؟
- أين هو ؟
صرخت بحدة وخشونة : ليس هنا هل جئت لتسبب لكريس المشاكل كلما اتيت تشبب له المشاكل .
- اين هو ؟ فوق . - اين تصعد . انه لا يريد رؤيتك .
وتسمرت امامه و هي تسد عليه الطريق .
- لست بحاجة لرؤيته لكن السيدة تصر على رؤيته ، هل تناديه ام اصعد اليه .
ارتفع صوت من الاعلى : ماي من هنا ؟
- هذا دايف نيلسون جئت معي بخطيبتك هل تنزل ام تفضل ان اصعد معها ؟
كانت كيم جامدة لا تتحرك متكئة على الجدار القذر تلوم نفسها على مجيئها انها تنظر الى ما يجري بقرف وخوف ، ظهر الرجل اعلى السلم ، آخر مرة رات كريس كان انيقا و الرجل الذي تراه يختلف عن خطيبها يبدو كانه نام في ثيابه و شعره الاشقر كان طويلا جدا وعيناه الزرقاوان كانهم ارنب هارب من صياده .
قالت كيم بصوت مخنوق : صباح الخير كريس اني ...... اني آسفة لانني جئت فجأة .
قال دايف متمتما بقرف : سوف انتظر بالسيارة .
بعد ذهاب دايف اصبح الصمت مزعجا و أخيرا اشار كريس بحركة غاضبة الى باب : من الأفضل ان تدخلي .
احتجت ماي صارخة : لا لن تدخل قل لها ان تذهب هل تسمعني ؟
- لا تقلقي كل شيء على ما يرام .ثم التفت على كيم : لماذا جئت ؟ لقد كتبت لك الا تاتي .
- لماذا جئت الى هنا ؟ الم تكن تملك الشجاعة لتكتب الي وتحدثني عن كل هذا ؟ لماذا يا كريس ؟
- لاني جبان كنت آمل ان تفهمي اني اريد الغاء الخطبة عندما قلالات عدم الكتابة لم اكن اتوقع ريتك هنا .
- انا لا افهمك الا نستطيع التحدث بانفراد .
- الكلام لا يفيد ، فانا لن اعود اليك آسف لان الامور تطورت هكذا انا عاجز عن تغيير الواقع ، هنا احصل على كل ما اريد .
ادارت كيم نظرها حتى لا ترى الشماتة في عيون ماي وبدأ الألم ينخر قلبها : و مستقبلك ماذا ستفعل عندما تفلس ؟
- الامور مرهونة باوقاتها ، لقد ربحت اموالا كثيرة خلال السنتسن الاخيريتين .
تساءلت كيم ما اذا كانت سقطت في الخديعة من زمن هل كان كاذبا من البداية ؟ لا اهمية لذلك الآن لم تجد اي سبب للاطالة فقالت فجأه : حسنا سوف اذهب اذا كنت تريد ذلك .
- هذا افضل ارجوك لا تقلقي علي .
- كلا وداعا يا كريس .
كان دايف ينظر اليها و هي تجتاز الطريق اليه حافظ الى برودة اعصابه : الآن الى اين نذهب .
هزت كيم راسها : الى الفنجق ، هل تعتقد انهم اجروا غرفتي عندما اكتشفوا اني لم اعد البارحة .
- هذا ممكن سوف نرى هناك فنادق أخرى . هل جئت بالطائرة أو بالباخرة .
- بالطائرة .
- يمكنك ان ترحلي بالغد لا اريدك ان تتاخري يوما آخرا .
لم ترد فتطلع اليها : تملكين بطاقة العودة اليس كذلك ؟
هزت راسها : كان معي نقود كافية فقط لشراء بطاقة للذهاب ، ان الرحلة بالطائرة باهظة كما تعرف .
- اسمحلي ان اسالك ماذا تنوين فعله الآن ؟
- لا اعرف لم افكر بذلك .
- تريدي ان تقولين انك ذهبت للمجهول و هدفك الوحيد ان تجدي الرجل الذي تحبين ، انت حقا امرأة غريبة يا كيمبرلي فريمان .
- نعم اني كذلك .
ارادت كيم ان تتكلم بنبرة ناعمة لكن صوتها انقطع و شعرت بالدموع تحرق عينيها و نظر دايف اليها بحزن قبل ان يدخل السيارةفي ممرضيق و يتوقف آخر الطريق : حاولي ان تتغلبي على احزانك .
و بدن ان تعرف وجدت كيم راسها متكي الى كتف دايف فتخلصت من الضغوط التي حاولت كبتها و راحت تبكي و تنتحب عندما استعادت وعيها كانت ذراعه حول كتفيها كانها درع يحرسها من العالم .
قال لها : ما دمت معك ايتها المعذبة فان خوفك سراب و مأساتك خرافة .
ساعدها صوته على الهدوء بسرعة و قالت بصوت ناعم : المعذرة لا اعرف ما جرى لي .
- دعينا ننسق في الوضع الحالي كم تحملين من النقود .
- 20 جنيها .
- لا تستطيعين الذهاب بعيدا بهذا المبلغ .
- يمكنني ان اجد عملا .
- ماذا يمكنك ان تعملي ؟
- لا اعرف ، سكرتيرة دون شك .
- يبدو انك صممت مسبقا على كل هذا هل تعتقدين ان الحصول على وظيفة شيء سهل للغاية ؟
- ربما ارجوك لا تهتم للموضوع فقط اوصلني .
طل يحدق فيها لفترة طويلة : هل انت متاكدة ان هذا ما تريدينه ؟
- هنا او هناك يجب علي ان اسكن في مكان و ابحث عن وظيفة .
- صحيح .
كان صاحب الفندق مهذبا و صريحا لقد أجرالغرفة لشخص آخر لأنها لم تعد قرات كيم فاتورة الفندق وقررت اسبوع واحد في هذا الفندق و تصبح دون نقود .
خارج الفندق سالها دايف : هل نبحث عن فندق آخر ؟
- نعم هل تعرف فندقا رخيصا ؟
- نعم لكني لا استطيع ان اترك فيه امراة بيضاء لوحدها .
- ليس لدي اي اختيار .
-اعرف و لمني الان ضمآن يجب ان نشرب قبل اتخاذ اي قرار .
- لا اريد ان اشرب شيئا شكرا اذا لم تدلني لفندق معقول ساجدا واحدا بنفسي شكرا يا سيد نيلسون لتوصيلي للمدينة .
تمتم و هو ياخذ حقيبتها : تمهلي هيا اصعدي للسيارة .
اكاعت كيم دون مناقشة ان الكبرياء شئ جميل لكن ليس الآن ، سالته بعد فترة : اين يقع الفندق الذي تفكر فيه .
- اي فندق ؟ قلت لك سوف نذهب لنشرب شيئا .
- قلت لك لا اريد اوقف السيارة دعني انزل سوف اجد فندقا بنفسي .
- لا لن تستطيعي في كل حال لدي اقتراح اعرضه عليك .
- اقتراح ؟ اتريد ان تقول انك وجدت لي عملا .
- ربما هل تعرفين شيئا عن المحاسبة ؟
- درستها عندما اخذت دروسا في السكرتارية .
- هذا عظيم .
توقف امام منزل قديم و شرفة عليها طاولات و كراسي قال و هو يختار طاولة قريبة من الجيب : هنا نستطيع مراقبة حقيبتك النشالون كثيرون .
طلب دايف العصير من الخادم و قال :نحن بحاجة لموظف في مكتب المحاسبة .
- اتعني في المنجم .
- طبعا بعد 5 اسابيع سابدأ اجازتي السنوية و يمكنك ان تحافظي على مركزك حتى ذلك الوقت كما ان المعاش محترم للغاية .
- آه فهمت بما اني موظفة فذلك يخولني ان احصل على تخفيض فس سعر بطاقة العودة اليس كذلك ؟
- هذا ممكن لكني اشك ان يكون بوسعك ان تربحي المال الكافي للبطاقة المخفضة الوظيفة فقط حتى تتمكني من القيام بعمل ما ما دمت مضطرة للبقاء البطاقة ستكون مجانية .
عبست كيم قليلا : كيف يكون ذلك ممكنا .
- لن تجدي اي صعوبة اذا انتميت لعائلة نيلسون .ابتسم بسخرية و هو يرى وجهها المذعور : انه تدبير مؤقت بالطبع و متى نصل لانكلترا نصحح اوضاعنا و اذا قمنا بالاجراءات القانونية فاننا نتحاشى مشاكل عديدة .
شعرت كيم بالدوار كيف تتزوج رجل لم تتعرف اليه الا من يوم واحد؟ انها فكرة رائعة ان تصبح زوجة دايف الشرعية فتتفادى المشاكل مع السلطات وعملها بالمنجم يصبح مؤكدا كما انه لن يكون زواجا حقيقيا فهو مجرد وسيلة لاخراجها من مشاكلها و هذا يعني انه لا يجوزالحكم على الآخرين من الانطباع الاول .
- لا ......لا اعرف ما اقول .
- هل تتصورين حلا افضل من هذا ؟
- كلا لا ارى حلا آخرا هذا سيساعدني على العودة لبلدي بسرعة و معي بعض المال ...
توقفت فجاة و التقت عيناها بعينيه فأحنت رأسها تحدق في الأرض : لا اعرف تماما لماذا تحاول ان تنتشلني من الورطة التي انا فيها فاننا لانعرف بعضنا تماما .
- نحن بريطانيان الا يكفي هذا؟ لنفترض اني لا احب ان اترك ابنة بلدي تتعرض للمشاكل ...اذن هل اتفقنا ؟
- كما قلت ...ليس هناك حل افضل ومتى تفكر....؟ في أي يوم...؟
-لماذا لا نعقد زواجنا اليوم بالذات.
- اليوم .
- طبعا هل هذا يخيفك ؟
قالت و هي غير متأكدة : لا .. لا..طبعا لا .
اليوم كان القرار سريعا اليس هذا أفضل نظرا للظروف ؟ و ما نفع الانتظار ؟ من الافضل ان يكون بجانبها انسان تعتمد عليه .
رفعت كيم كاسها و ابتسمت : من الىن فصاعدا لن ارتكب الغلطة نفسها و احكم على المرء بهذه القسوة .
لمعت عيناه الرماديتان و ابتسم : اشربي لدينا اشياء كثيرة يجب ان ننجزها .
خرجت من المقهى مع دايف أوقف السيارةامام مبنى رسمي ثم وجدت نفسها في غرفة سمعت كلمات عديدة و شاهدت مستندات مختومة وكانت تردد ما يهمس لها به دايف و كانت تبتسم للرجل الذي يخاطبها ثم وجدت نفسهابالشارع قال دايف دون مبالاة : سنتاناول طعام الغداء ثم نذهب للمنجم .
ذهبا الىمطعم نادرا ما تكلما و من جديد داخل السيارة سارا في طريق العودة التفتت اليه لقداصبح زوجها شعرت بذعر مفاجئ ثم تذكرت انه افهمها انها ليست من طرازه الحوادث التي مرت عليها من الأمس جعلت تغرق في النوم .
و عندما فتحت عينيها كا ن الظلام قد حل فنتصبت : اين نحن ؟
- على بعد 15 كم من المنجم لقد استغرقت في سبات عميق .
- نعم - سمعتك امس تتحدث عن الحمامات في الوقت الحاضر احتاج الى حمام بعد هذا النهارالحافل .
- كيف ؟ الم يدلك لوك على الحمامات ؟ كيف اغتسلت اذن ؟
- في مغسلةالغرفة هل تسكن في النادي ؟
- كلا بيتي خلف النادي فيه حمام من الطراز القديم من الافضل ان تستعملي حمام النادي في بيتي نحتاج لوقت طويل لتسخين الماء .
برز مدخل المنجم ووصلوا للنادي و أخذ دايف حقيبتها عندما دخلوا عم الصمت المكان لم يعر دايف الأمر انتباها أخذها للغرفة آخر الممر فسالته بصوت غير واثق : ماذا ستقول لهم؟
- الحقيقة ماذا تريدينني ان اقول ؟
دفع الباب خارجا و هو يقول : اقفلي الباب عندما اخرج و بعدما تاخذين حمامك و تغيرين ملابسك و افيني الى غرفة الطعام .
اخذت كيم حقيبتها الى غرفة الحمام و بعدما اخذت حماما باردا ارتدت فستانا قطنيا مخططا بالابيض و الوردي .
عندما دخلت غرفة الطعام عم الصمت ابتسمت كيم ابتسامة غامضة و توجهت دايف واعية انه يتفحصها ساخرا : كنت اسرع مما اتوقع لقد طلبتالعصير و الطعام
- افضل انهم يكفون النظر الي بهذا الشكل كاني وحش في الغابة .
- ينظرون اليك لانك وحش بل لانك امرأة بكل معنى الكلمة و امراة بيضاء و هذانادر آخر مراة بيضاء اتت كانت عالمة نفس المانية عريضة و دميمة و لم نكن نخشى عليها من احد لا تنتبهي لهم لن يبتعدوا لكنهم لن سيتعودون على رؤيتك مع الوقت .
- هل الجميع يعرفون .
- يعرفون ماذا ؟
- انت .. انت تعرف .
عضت شفتيها و هي تراه يهز كتفيه قائلا : سيعرفون عاجلا ام آجلا لست في حاجة الى ان اصعد على الطاولة و اطلعهم على زواجنا رسميا .
- هل تعتقد انهم سيصدقون ؟ انا لاضع خاتم الزواج .
- ماذا يعني ذلك ؟ هل انت منزعجة لانك لا تضعين محبسا ؟
- هذه هي العادةعلى ما اعتقد .
- لم افكر بذلك ساحاول ان ارى مايمكن فعله بهذا الشان ؟ الاتاكلين انه ليس طعاما فاخرا لكن لا باس به .
-تناولت كيم ملعقتها مبتسمة : لمازر مطاعم فخمة ابدا هل تعرف مدينة لندن .
- ولدت في لندن .
- أوه.
سالته بصوت متردد : هل ما زالت عائلتك تسكن هناك ؟
- لي لي عائلة ما تبقى لي من اقاربعمة تعيش في ا*** ما من شك انها لا تفكر بي ماذا عن عائلتك ؟
- توفى ابي و اناصغيرة و توفيت امي بعده بسنوات لا اخوة لدي اقارب في الشمال كنا نملك مزرعة لكن اميباعتها بعد وفاة ابي و عادت للندن .. المعذرة اني اثرثر لا شيء مهم .
- اني لااؤمن بالذكريات الماضي مضى و المهم المستقبل .
عندما انتهيا من العشاء أخذ دايف حقيبتها من الغرفة و توجها نحو السيارة كما قال دايف كانت البيوت خلف النادي كانمنزل مبني من القرميد تحيط به شرفة من جميع الجهات دخلا الى غرفة الجلوس كان الاثاث من خشب الخيرزان قال ديف ساخرا : ان بيت الرجل الانكليزي هو قصره تعالي سوف آخذك فيجولة .
-في نهاية غرفة الاستقبال كان هناك باب يطل على ممر قصير به 3 ابواب فتحدايف الباب المواجه و ادخل كيم الى غرفة بها سريران و خزانة وطاولة وقال : طلبت من احد رجالي ان يضع سريرا آخرا في الغرفة بينما كنا نتناول العشاء انه وضع مؤقت .
شعرت كيم بالخوف : هل ....هل تنوي النوم هنا ؟
- طبعا اين تريدينني ان انام؟ ليس في البيت سسوى غرفة واحدة .
رفعت نحوه عينان مذعورتان : لكن ...لكن لايمكنك النوم هنا .
- لا يمكنني؟ اهكذا تخاطب الزوجة زوجها ؟
راح يتاملهابسخرية عاضا على شفتيه حاولت كيم ان تضبط نفسها : لكن زواجنا مختلف لقد تزوجتني لتمنع الآخرين من التصور بان امور سيئة تحدث خلال وجودي بالمنجم و قلت انه زواج مصلحة يساعد على تسهيل الامور.
- صحيح هيا لم تولدي البارحة هل تفكرين انني سوف اكتفي بالشروط الحاضرة التي تفكرين فيها لقد اقترحت عليك الزواج لانقذك من ورطتك لكني لم اقل باني سوف اتخلى عن كل حقوقي كزوج .
صرخت به : لقد خدعتني جعلت اعتقدانه حل مؤقت .
- صحيح انه مؤقت 5 أسابيع ثم العودة للوطن و طلاق سريع ارجوك لاتسيئي فهمي و لا تحاولي اللعب بالكلمات ما دام هذا الزوج حصل فلا مجال لوضع شروطمهما كانت .
تشنج معصما كيم و قالت و اسنانها تصطك : اذا لمستني فسأقتلك .
قال بهدوء : ستكون علاقتنا مميزة من دون شك انا ذاهب للعمل لساعة واحدة قبل النوم و بما انك محافظة على المثل العليا ساطرق الباب قبل الدخول الى اللقاء .
بقيت كيم مسمرة مكانه تحدق بالبا المغلق شعرت بالحيرة لقد تزوجت رجلا مجهولا ومرعبا انه يعني كل كلمة قالها اعتراها فجأة الارتجاف لا..لاتقدر لا تريد الخضوع لهستقاومه للنهاية ذهبت للباب و اقفلته بالمفتاح و ازاحت الخزانة امامه .
كانت جالسة في سريرها تنظر للباب عندما سمعت دايف يدخل للبيت شاهدت كيم مسكة الباب تدورلكن الباب ظل مقفلا و ساد الصمت و اعتقدت انه ذهب لكن صوت حذاء يضرب الباب فوق القفل جعلها تنتفض راح قلبها يرجف و رأت الباب ينفتح و يتساقط الخشب المتطاير وازيحت الخزانة جانبا و ظهر دايف اما عتبة الباب موبخا : يبدو انك لا تتعلمين بسهولة حان الوقت لتتصرفي كامرأة ناضجة .
اجابته بغضب : كيف يتسنى لك التصرف كحيوان ؟اذا كنت بحاجة لرفيقة سرير فحسب فلم تكن مضطرا للزواج لتحصل عليها .
غريزيا توجهت للطرف الآخر من السرير في سرعة بحيث لا يطالها فصرخت : اذا وضعت اصبعا واحداعلى فساصرخ عاليا حتى يصل صوتي لفريتاون بالذات .
قال بصوت خفيض : سوف اضع عليك اكثر من اصبع و يمكنك ان تصرخي قدر استطاعتك ماذا تنتظرين ؟ فرقة النجاة ؟ لقداتفقنا على صفقة و يجب ان تحترميها .
قفز على السرير بقوة و لم يتسن لها الفرارو راحت تتخبط و تضربه بكل قواها غير ان هذا لم يجد نفعا فاحنت راسها بسرعة و عضته بشراسة في معصمه فصرخ من الالم . و في تلك اللحظة انطلق من الخارج صوت صفارة الانذار فنهض دايف بسرعة فابعدت يديها عنه و للحال تغيرت ملامح وجه دايف و قال : حادث .
و بسرعة وقف و خرج من الغرفة و صفق الباب وراءه و بقيت كيم جامدة في السرير ..
3- الهرب الكبير
هدير محرك سيارة الجيب ايقظ كيم من نومها فانتفضت في سريرها كان الفجر قد لون السماء حاولت البقاء جالسة عندما سمعت أقدام ديف في الشرفة ثم فتح الباب .
بدأ دايف مرهقا كان قميصه مفتوحا حتى خصره و كمه ممزقا و شعره مغبر ظل واقفا على الباب يتامل كيم و على شفتيه ابتسامه خفيفة : ما كنت في حاجة لان تظلي مستيقظة يكفي ان يخسر واحد منا ليلة نوم .
سالته بصوت حازم: هل كان حادثا بالفعل .
- انهيار المطر ازاح بقعة ارض فطمرت 3 رجال لكننا انقذناهم .
دخل الى غرفة الجلوس وهو يفرك رقبته : كل ما اريده الآن ان آخذ حماما .
- من دون ماء ساخن .
-الماء البارد يكفي الآن سآخذ حماما ساخنا عندما استيقظ من النوم .
تمسكت كيم بالمقعد عندما اقترب دايف منها : هل تريد العودة الى النوم ؟ هكذا ؟
- العودة للنوم ؟ لم انم بعد اذا كانت ذاكرتك جيدة و لماذا لا تعودين للنوم ؟ في حالتي المرهقة هذه لا مجال لتقلقي ، سانام على الفور .
قالت بصوت مرتجف : دايف لا يمكننا ...لا يمكنك ان تتجاهل هكذا بسهولة ما حدث مساء امس صحيح اني لم افهم جيدا نواياك هذه سذاجه من دون شك فانا انسانه بلهاء و في هذه الظروف اعتقد انك يجب ان تنسى هذا الاتفاق المدبر ساعود الى فريتاون و ساتدبر العودة الى بلدي .
تغيرت تعابير وجه دايف : أولا لم يحصل شيء مساء امس الوقت كان عدوي و الاتفاق ما زال قائما قلت لك اني ساعيدك لانكلترا و هذا ما اريد فعله .
- و باي ثمن .
- كنت راضية بالاستفادة مني الا يحق ان انتظر منك تعويضا على ذلك .
- لم اكن استفيد من وجودك ليس صحيحا ما تلمح اليه انت الذي عرض الاقتراح و ليس انا .
- طبعا و انا الذي افرض الاوامر ستتحاشين المشاكل اذا ارتضيت الوضع الحالي .
قالت باحتقار : و انت كذلك ايضا على ما اعتقد .
ابتسم وهو يضحك لدي رؤيته وجهها المحمر قائلا : ليس تماما 5 اسابيع ليست بالوقت الطويل انها ستمر بسرعة من الممكن ان احتفظ بك لوقت اطول .
رفعت كيم ذقنها و لمعت عيناها : ستحتفظ بي فقط لوقت قصير لاني سأجد و لا شك طريقة لمغادرة هذا المكان لن تكون هنا بصورة دائمة .
- لا طبعا انما عليك ان تتذكري ان فصل الامطار على الابواب و سيكون حظك كبير ان بقيت خارجا اكثر من 20 ساعة ان هناك كثير من الا شخاص سيساعونني للبحث عنك .
توقف عن الكلام و تنفس الصعداء : سآخذ حماما الآن افعلي ما يحلو لك لكن لا توقظيني قبل العاشرة الا اذا حدث شيء خطير .
لفترة طويلة ظلت كيم عاجزة عن الحركة ثم نهضت تزيح الستائر و تتامل الارض الحمراء من هنا لا يمكن رؤية المنجم حتى لو سرقت سيارة لن تستطيع عبور المخل المسيج ، شدت على اسنانها انها متاكدة من شيء واحد لن تسمح له بانهاء ما بدأه امس ستغادر المكان باي طريقة و سيقرضها كريس ثمن بطاقة العودة و لكن ماذا ستفعل بذا الزواج الرسمي ، ضجة في الممر جعلتها تلتفت رجل افريقي توقف عند رؤيتها و سرعان ما ابتسم قائلا : هل تريد سيدتي الفطور .
- لا ليس الآن هل انت من النادي ؟
- انا باتريك اعمل هنا لحساب المدير دايف نيلسون .
- عظيم ساتناول الفطور بعد نصف ساعة هل يمكنني استعمال الحمام الآن؟
بدت علية الحيرة : ليس هناك ماء ساخن بالوقت الحالي سيدتي .
- لا يهم الماء البارد يكفيني .
و لما توجهت نحو الباب تذكرت ان حقيبتها ما زالت داخل الغرفة و دايف نائم فيها ترددت كان قلبها يدق بسرعة و هي تفتح الباب رات راس دايف على المخدمة نائما على بطنه من دون غطاء كانت الحقيبة بالطرف الآخر من الغرفة تقدمت على رؤوس اقدامها لتمسك بالحقيبة و ذلك عندما استدار دايف و اطلق زفرة طويلة تأملته و فهمت بالحال انه لا مجال لمقاومة قبضته الصلبة التي حاول استعمالها امس انه وضع لا يمكنها نكرانه فخرجت مسرعة من الغرفة .
كان الحمام كناية عن ارض صغيرة مسورة بالقصب وراء المنزل ويعلوه خزان وبعدما اخذت حماما سريعا وجففت جسمها ثم ارتدت سروالا و قميصا من الكتان البيج كان الفطور بانتظارها سالت باتريك عن عائلته و كيفية الحصول على المؤن والبريد و فهمت ان المؤن تسلم باوقات غير محدده و البريد يسلم مرة واحدة بالهيليكوبتر و اليوم سيصل البريد و أخذت تفكر ..
كان تتناول قهوتها عندما رات لوك يدخل : صباح الخير هل ديف هنا ؟
- انه نائم طلب مني الا اوقظه قبل العاشرة هل هناك شيء عاجل ؟
- أحد الرجال الذين انتشلناهم من تحت الجرافة مات بنزيف داخلي من نصف ساعة .
- انا آسفة هل ترك ورائه زوجة و اولاد ؟
- نعم سوف نتدبر امرهم انه من اهم السائقين عندنا سيكون الامر صاعقا على دايف .
-ان يخسر سائقا
- اكثر من ذلك هل لا يزال هناك قهوة .
- انها باردة ساطلب من باتريك ان يصنع المزيد .
- ساطلب منه بنفسي و صرخ باتريك... قهوة ...
و عندما التفت فوجئ بتعابير كيم : لا تخافي لن اوقظ دايف انه معتاد على النوم وسط الضجيج ، يبدو انك ستعملين في المحاسبة .
بتردد قالت : نعم ...مبدئيا .
- لماذا لا تقول ما يدور في خلدك .
- ان اقول ماذا ؟
- بماذا تفكر .
-لا شيء هناك لقوله زواج كهذا لا يهم سوى دايف و انت انه سيسهر عليك جيدا .
بدا ان لوك لا يريد ان يتدخل ليس هناك انسان عاقل يقدر على مقاومة دايف : الست بحاجة للنوم .
- ان دايف هو الذي تولى عملية الانقاذ لقد نزل تحت الجرافة و اسندها حتى توصلنا لانقاذ الرجال و انسحب هو في الوقت المناسب لو تأخر دقيقةواحدة ل...... في كل حال لقد نمت ساعة قبل ان اعرف النبأ السيء و لم استطع العودة للنوم و اعتقد ان دايف سيشعر الشعور نفسه عندما يسمع الخبر .
- عندما اعرف أي نبأ . قال هذا دايف و هو واقف امام العتبة .
كان يرتدي مئزر حمام باليا و صندلا حلديا كان شعره مشعثا و لحيته النائمة تجعل وحهه داكنا لكن عيناه بقيتا حادتين : ماذا يجب ان اعرف ؟
اخبره لوك بكلمات قصيرة ما جرى و لم تلاحظ كيم عليه اي تغيير قال ببساطة : لا حظ له هل هناك قهوة ساخنة؟
صب لنفسه ثم نظر الى كيم : لا قيمة للحياة هنا ستعتادين على ذلك .
صرخت بحدة : طبعا لا .
تدخل لوك بحماس : اني آسف لايقاظك لقد تصورت ان لا شيء يمكنه ازعاجك على الاقل ليس قبل ساعتين .
- استيقظت قبل الآن لا اعرف لماذا حدس ربما هل تريد قهوة .
نهض لوك : لا سانصرف في الحال الى اللقاء قريبا ؟
- طبعا .
جلس دايف واضعا كوعيه على الطاولة : الظاهر انك تتفقين مع لوك .
- معه اعرف على الاقل اين انا ان لوك يقول ما يفكر فيه .
- و انا هل خدعتك لم تكن غلطتي اذا كنت امضيت حياتك اسيرة الافكار الوهمية ان اللياقة التي تتوقعينها لا توجد في وقتنا الحاضر .
- كل ما اطلبه هو سلوك متمدن انك لا تتنازل و ترتدي ملابس لائقة قبل ان تجلس الى المائدة .
ابتسم بسخرية لم احلق ذقني ايضا اذا لاحظت .
نهضت للحال و قالت بقرف : انك لا شك تفهم اني سوف اجلس في الشرفة .
همي دايف بصوت ناعم : كيم عودي الى هنا .
لم تلتفت له ظلت كيم جالسة ساعة حتى اتى دايف و كان قد لبس و حلق ذقنه قائلا : ساصطحبك للمكتب و اشرح لك عملك ، انصحك بارتداء قبعة لحماية راسك من الحرارة .
اخذها دايف للمكتب و أخذ يشرح لها عن الملفات و المكتب و مقتضيات وظيفتها سالها دايف : هل بامكانك تدبر امرك؟
- هل فكرت بطلب مدققة حسابات من الشركة ؟
- مع لوكسلي غونتر لايوجد حاجة لذلك .
- هل ترك عمله ؟
- لا انه باجازة مرضية طويلة .
- ماذا سوف يحدث لولم اكن هنا .
- كنا سنوظف رجلا آخر لكن الآن سنستمر في العمل لحين عودة غنتر .
دخل أحدالرجال قائلا لدايف : انهم في حاجة اليك فوق هناك بعض المشاكل .
- سآتي حالا . ثم قال لكيم : ابقي هنا و لا تحاولي العودة للمنزل مشيا .
وافقت باذعان و هي تراه يتسلق التلة ثمتطلعت عيناها نحو النافذة عندما رأت هوليكوبتر فوق المرتفعات و من الجهة الثانية رات دخان غبار يشير الى المكان الذي هبطت فيه .
خرجت من المكتب متجهة نحو مكان الهبوط و هناك رات الطيار يتحدث مع رجلينمشت بسرعة هائلة و رات الطيار يحمل كيسا ليسلمه لاحد الرجال لمح كيم و تعجب مستغربا : هكذا اذن شيء غير مألوف هل انت امرأة حقيقية ام سراب .
ابتسمت كيم فقالت : اني ادعو كيمبرلي فريمان و انا حقيقية 100% .
- انا جيري برايس لا تقولي ان النساء يعملن هنا .
- لن اقول ذلك اعدك بذلك ، هل هذه الطائرة لك .
- لا انها للشركة هل انت هنا لمدة طويلة .
- في زيارة قصيرو كنت سأسألك اذا كان يحق لي ان اطلب منك أخذي الى فريتاون .
- بكل تاكيد لم لا شرط ان تكوني مستعدة للذهاب في الحال ان أوقاتي منظمة .
- نعم اني حاضرة .
- حسنا اصعدي .
فتح الباب لها و ساعدها على الصعود ثم نظر الى وراءه قائلا : انتظريني ها دايف نيلسون آت لم أره بالمرتين السابقتين .
التفتت كيم للوراء و رأت شبح دايف يتقدم بسرعة فتولاها الذعر لقد فشلت محاولة هربها فراحت تنتظر الرجل الذي تزوجته . من الصعب معرفة بماذا كان يفكر دايف نيلسون في هذا الوقت ؟ لم تكن ملامحه تعبر عن الغضب أو السخرية كانت كبرياؤه على المحك قال بصوت آمر : انزلي .
ثم قال لجيري : آسف لاني حرمتك من الراكبة ان زوجتي باقية هنا .
- زوجتك ؟ لكن ..... قلت لي انك تدعين فريمان .
- اعرف ....ارجو المعذرة .
أمسك دايف بخصرها و هي تحاول النزول ورفعها ثم وضعها امامه و ظل متمسكا بها كانت تشعر بيديه تحرقان جلدها من خلال قميصها .
قال لجيري في نبرة عادية : سنلتقي الاسبوع القادم .
أقفل الطيار الباب وانتظر حتى ابتعدا ثم أدار المحرك و لما أقلعت الطائرة أرخى دايف يديه و قال ساخرا : اذا قمت بمحاولة شبيهةمرة أخرى فسيكون لديك حجة كافية للهرب .
- لدي سبب الآنفليس بامكانك ان تجبرني على البقاء .
- لا ، اين تنوين الذهاب اذا تركتك تفرينللحال ؟
كذبت ثم قالت :لا اعرف و لا يهمني اذهب الى اي مكان شرط ان اكون بعيدةعنك .
- كاذبة كنت تنوين العودة لادامس آملة ان يساعدك متى ستفهمين انه لا يريدان يعرف عنك شيئا أو أن يسمع شيئا ؟ حتى و لو تسولت أو تاجرت بنفسك فان هذا لم يعديهمه .
- هل تقدم لي شيئا مختلفا .
- انا تزوجتك تذكري ذلك انه زواج قانوني ومناسب هنا العادات تتطلب من المرأة ان تطيع زوجها في كل شيء و الا تحملت عواقبتمردها لا يزعجني اذا تشاجرنا معا في الاوقات الحميمة لكن اذا حاولت مقاومتي ثانيةامام الناس فستندمين سوف نتناول الغداء في النادي قلت لباتريك ان يأخذ عطلة بعدالظهر .
تركها وهو يبتسم ساخرا .
- لست جائعة . أ فض العودة الى المنزل .
- كما تريدين .
أوصلتها السيارة امام باب المنزل كان باتريك قد ذهب جلستكيم في غرفة الجلوس و أخيرا لكي تشغل نفسها توجهت للمطبخ لتصنع القهوة ووعدت نفسهاان تقول لباتريك ان يغسل جميع الاواني و يضع مبيدا حشريا اذا كان المفروض منهاالبقاء هنا فامها غير مستعدة لان تعرض صحتها للخطر ..... اذا كان المفروض عليهاالبقاء انتفضت من مجرد التفكير بالامر لكن ..... ماذا تستطيع غير البقاء ؟
4- حب بلا حنان
أمضت كيم فترة بعد الظهر ممددة على السرير تتساءل بماذا فكر باتريك عندما رأىالباب المكسور ؟ لا شك انه ينظر لذلك بحكمة الى كل ما يحصل داخل بيت رجل ابيض فصممت على تقليد هذا التصرف ، الليلة ليس هناك ما يمنع دايف من الحصول على حقوقه كزوج لماذا ترهق نفسها ما دامت ستنهزم بالنهاية ؟ التجاهل هو أفضل تصرف ربما اذا تخلت عن مقاومته تخلى عنها .
أخذت حماما و ارتدت فستانا أزرقا لمادخلت غرفة الجلوس سكب لها باتريك العصير و لم تكن قد انتهت من تناول عصيرها حتى دخل دايف المنزل قال بنبرة ساخرة : يبدو انك بدأت تعتادين الحياة هنا .
جلس مادا قدميه عاى الكرسي المقابل : هل تسكبين لي كأسا .
من دون كلمة نهضت كيم و سألته : ليمون ام تفاح .
- اسقني من شرابك انت .
سكبت له كيم المشروب و قدمته له قبل ان تجلس شعرت به يراقبها لكنها قررت ان تبدو لا مبالية لاشيء منه قد يفقدها ضبط النفس التي أصرت عليه من الآن الزوجة المطيعة ، أصبح الصمت ثقيلا و لما تطلعت كيم نحو دايف شاهدته ممسكا بكأسه يتأملهاو على شفتيه ابتسامة غريبة فانتصب رأسه فجأه ووقع نظره عليها رفع كأسه كأنه يسلم عليها و أفرغهة في جوفه في جرعة واحدة ثم نهض : سأحاول أن أبدو أكثر لياقة .
دخل دايف غرفة النوم ليغير ملابسه للعشاء .
تناولا الطعام عند الثامنة ثم اقترح دايف تناول القهوة في الشرفة كان الظلام يعم المكان سمعا أصوات رجال داخل الغابة .راح دايف يقول بلا مبالاة : انهم بتسلون بلعب الورق في منزل كارل جرهارت .
- هل من عادتك لعب الورق .
- أحيانا هكذا يمر الوقت دون ان نشعر به .
- أرجو ألا أكون قد احتجزتك لا أريد أن يمنعك وجودي عن الاجتماع برفاقي .
وجه اليها ابتسامة ساخرة : هل أتركك هنا وحدك ؟ سيعتبرونني مجنونا كل واحد منهم على استعداد لدفع معاش سنة ليكون مكاني . انت انسانة جذابة تلفتين الاتظار اينما تذهبين أما هنا فتتركين أثرا عظيما .
- اسكت لا اريد ان اعرف الأثر الذي احدثه في الرجال هنا هذا لا يهمني .
- صحيح ؟ لن تكوني امرأة طبيعية اذا لم تكوني مبتهجة خصوصا انك في مأمن من أي رجل مغامر يرى أن أحلامه غير كافية لاشباع رغباته .
أجابت بحدة : طبيعية أو بالأحرى فاسقة أليس كذلك ؟
راح يقهقه و يقول : الرجل الذي يريد المرأة التي تزوجها ليس فاسقا .
- بلى عندما لا يحركه سوى فسقه جسديا لست أفضل من أي رجل آخر يجبر المرأة على الاستسلام لرغباته .
أجابها دون أي انفعال : الكلمة التي تبحثين عنها هي الاغتصاب أما أنا فلم أخبرك بشيءحتى الآن و أعتقد أن ذلك ليس ضروريا ان الذي لا يعرف ايقاظ مشاعر المرأة ليس برجل .
كانت يدا كيم مشدودتين و شعرت بنبضها يتزايد : حتى و ان كانت لا تشعر تجاهه سوى بالكراهية و النفور .
- حتى أكثر من ذلك ان الكراهية انفعال ايجابي يا جميلتي انها تجعل العلاقات أكثر اثارة من الحب نفسه .
- كيف يمكنك معرفة ذلك ؟
- آه لقد وقعت بالحب مرة و هذه الحالة أدخلتني في أوضاع غير ملائمة و علمتني درس لن أنساه ليس للمرأة مكان في حياة الرجل الا السرير .
- لا شك انها آذتك كثيلاا .
- أدت لي خدمة كبيرة و أنا مدين لها بذلك لا شيء يدوم لذلك يجب الاستفادة مما نملك أكبر وقت ممكن .
- بما فيه أنا على ما اعتقد .
- بما فيه انت .
- لكنك ارتكبت غلطة صغيرة معي لقد وضعت علاقتنا في مستوى آخر تصور اني أقدر أنا أيضا أن استفيد من الوضع و أرفض الطلاق عندما نعود لانكلترا ستجد نفسك مضطرا لاعالة امرأة ... كما يمكن ان اطالب بنفقة .
سألها دايف وهو يتصنع اللطف : هل تحاولين تهديدي .
- كلا اردت ان أؤكد انك لست الفائز بصورة دامة ان هناك من يعرف ان يحل محلك في كل وقت انه قدري و قدركفي وقت واحد .
تقلص و قال : أي ثمن تطلبين ؟
تطور الأمر أبعد مما كانت تتصور فلا شيء في الدنيا يجعلها تتعلق بدايف متى سنحت لها الفرصة للتخلص منه أجابت : ثمن مرتفع جدا .
نهض و اقترب منها و بينما كان ينحني لرفع كيم من مقعدها قصف الرعد كأنه صدى نبضات قلبها المرتجف و قال : اذن سوف نرى اذا ما كنت تستحقين هذا الثمن .
لم تفتح كيم عينيها الا عندما نهض دايف من السرير الآخر شعرت بعدم قدرتها على مواجهته ظلت جامدة و هي تسمع خطواته داخل الغرفة و ما ان خرج حتى استدارت لتستلقي على ظهرها و تحدق بالسقف و راحت تتذكر تفاصيل الليلة الماضية . لا حنان لا لحظة نعومة في الساعات التي أمضتها بين ذراعيه و لا حتى عاطفة جعلتها تستسلم لكنها غير قادرة على تجاهل ردة فعلها يقظة أحاسيسها التي لم تتمكن من مقاومتها و شعرت بالخجل انها ليست أفضل منه على الأقل تصرف دايف على حقيقته الانفعالات التي احدثها دايف لا علاقة لها بالحب بالتأكيد م ستحيل ان تحب انسانا كدايف نيلسون وخاصة بعد هذه الليلة.
دقت الساعة السابعة نهضت ألقت نظرة على جسدها النحيل في المرآه لقد حصل ما حصل و سيتجدد الا اذا رحلت و المشكلة انها ما بين علتين دايف أو أن تجد نفسها وحيدة دون مساعدة حتى كريس قد لا يساعدها انها عاجزة عن معرفة كيف أحبته ، فكت حقيبتها و رتبت ملابسها داخل الخزانة ثم توجهت للحمام مرتدية مئزرا أزرق .
لم ينس باتريك وضع منشفة داخل الحمام دخلت كيم و أغلقت الحمام ثم خلعت مئزرها و علقته قرب المنشفة ووضعت على رأسها قبعة الحمام في الوقت الذي خرج دايف من المطبخ و اتكأعلى درابزين الشرفة و قال دون مبالاة : نحتاج لقاذفة لهب لابعاد الحشائش .
لم ترد كيم التفت نحوها و راحت عيناه تحدقان بقبعة الحمام وقال : هيا اسرعي قلت للوك اننا سنوافيه بعد نصف ساعة .
عرفت كيم انه يريد ان يحيرها فلم تعر انتباها لما قاله أخذت حمامها بهدوء و ما ان انتهت مي يده لخارج القاطع لتناول المنشفة وراحت تنشف جسدها و كانت على و شك ان تضع المنشفة مكانها و ترتدي مئزرها عندا انجذب نظرها الى حركة قرب قدميها احنت بصرها أرضا و ظلت مسمرة مكانها مرتعبة لرأت عقربا في زاوية منشفتها الملقاة على الأرض همست بصوت مرتجف : دايف انه عقرب .
- لا تهتمي كثيرا عليك فقط الخروج من هنا .
- لا أستطيع فهو على المنشفة .
انتصب للحال : أين .
- على الأرض فهو لا يتحرك انه على طرف المنشفة الملفوفة فوق جسمي .
هبط دايف بسرعة و قال : مدي يدك بهدوء و ارفعي المزلاج الحديدي على مهل العقارب تنتقل بسرعة البرق .
أطاعته دون تردد عنده سحب دايف الباب باحتراس حريصا على ان يحافظ عاى الظل حتى لا يدخل نور الشمس نظرة واحدة للعقرب ثم داس عليه محاولا الاي خدش قدم كيم و أصابعها ثم أمسكها بذراعها و جذبها نحوه فتمسكت بكتفيه دون تردد نسيت كل شيء الا انها نجت من موت أكيد و لم تع ماحصل الا بعدما شعرت بحدة ملابسه على جلدها فوعت المنشفة بسرعة حول جسمها و ابتعدت عن زوجها الذي قال بسخرية : لا تقلقي لن احاول الاستفادة من الوضع من الأفضل ان ترتدي ملابسك بينما انصرف لاعمالي .
ذهبت كيم الى غرفتها و ارتدت ملابسها ثم اصطحبها دايف الى النادي لتناول الغداء مع لوك و أخذوا يتكلمون عن الاحتياطات الواجب اتخاذها في موسم الامطار ثم جاء شاب ليبلغ دايف انه مطلوب على الهاتف فطلبت كيم من لوك ان يعلمها البلياردو فوجئ ثم ابتسم قائلا : شرط ان يوافق دايف .
- و لماذا يرفض ؟
- قد لا يدعك تاتين للنادي وحدك تذكري ما حدث في الليلة الأولى .
- ليس هناك أحد يجرؤ على ان يتشاجر مع دايف بسبب زوجته اذا كان حريصا على الوظيفته اذن انني المشكلة .
- انا لا الومه لو كانت لدي زوجة مثلك لا أوكلها لاعز اصدقائي .
- يبدو انك لا تثق بي .
ابتسم بارتباك و خجل : ارجو المعذرة انا لا اثق حنى بصديقي .
- هل تعرف دايف من زمن .
- التقينا بداكار ثم عدت الى انكلترا و لما جئت هنا كان دايف قد سبقني .
- انت معجب به لوك اليس كذلك ؟
تردد قبل ان يقول : لنقل انه رجل يمكن الاعتماد عليه في و قت الضيق في احى المرات .......... لا ..لا تعيري انتباها لذلك فهو لا شك لا يريد ان أخبرك بذلك .
رفعت عينيه و نظرت وراء لوك الى الباب المفتوح حيث كان دايف يتكلم و أخذت تتأمله لنفترض انها توصلت لان تجعله يقع في هواها تكون قد حصلت على السلاح المطلوب لا تخسر شبئا ان هي حاولت اغراءه هكذا بكون الانتقام و هو يعادل الاذلال الذي يفرضه عليها ....و فحأه أقفل الهاتف و هو يحدق فيها رافعا حاجبيه فأحنت كيم عينيها قال لها دايف سأذهب الى القرية هل ترافقيني ؟
وافقت و اصطحبها دايف الى القرية سألته كيم داخل السيارة : ماذا يحدث داخل المنجم اذا هطلت الامطار .
- هذا يتوقف على العاصفة انه موسم سيء لكننا نتدبر امرنا بالتي هي احسن .
-هل تنوي العودة الى هنا .
- لن اعود الى هنا سيحل لوك مكاني من حظك اننا سنغادر قريبا لن تتحملي الموسم كاملا هنا .
أوقف دايف سيارته امام احد المنازل قائلا لن ابقى طويلا .
خرج دايف من المنزل من المنزل قئلا يجب ان نعود للمنجم قبل قيام العاصفة لكن آمال دايف ذهبت سدى ،اذ ما ان صارا في منصف الطريق حتى هطل المطر و تحول الطريق الى مستنقع و أوقف دايف السيارة الى جانب الطريق قائلا : يجب ان ننتظر حتى تهدأ العاصفة فاذا اكملنا لن نستطيع التمييز بين الطريق المعبدة و الموحلة .
- هل هذه طريق معبدة انا اعتبرها نهرا جاريا .
- ما دامت تجري نحن في امان و عندما تنحسر تبدأالمشاكل .
تناول سيكاره و فاجأه تعبير كيم عندما قصف الرعد مرة ثانية فأشعل لهاسيكارة و لفترة ظلا صامتين صرخت كيم في تملل : كيف تستطيع ان تتحمل 6 أشهر متواصلةفي هذا المكان ؟
- السنة الأولى كانت الأسوأ مع الوقت يتأقلم الانسان بعض المهندسين يأخذون عطلهم اثناء موسم الامطار في الشمال.
- و انت ..
- اجمالا امضي عطلتي في فريتاون .
- اظن انك تذهب ال فريتاون باستمرار .
- في عطلت نهاية الاسبوع ، اذا كنت عاقلة سآخذك معي لم تسنح لك الفرصة لزيارتها .
- لاالحقيقة يؤسفني ان اعود الى لندن واقول ان كل ما رايته في سيراليون هو المنجم .
- أصدقاؤك في لندن عل يعرفون عن مشاريعك .
- تريد ان تقول مشاريعك انت .
- الشيء نفسه .
-ليس لدي سوى صديقة واحدة التي اتقاسم الشقة معها و قد طلبت منها ان تجد شخصا آخرا ليسكن معها ليتقاسم معها الايجار اثناء وجودي هنا ، لم اكن اعرف كم من الوقت سأبقى هنا .
راح دايف يتأملها بفضول و استغراب : الا تفكرين ابدا قبل ان تقدمي على اي عمل ؟
اعترفت نادمة : كلا ليس دائما لكني اعتقد اني شفيت من ذلك الآن .
- آه لست في وضع شيء على ما اظن يخيل الس انك بدأت تعجبين بالتدبير الذي قمنا به .
شعرت كيم باحمرار وجهها : هناك فرق شاسع بين الاعجاب والاستسلام اذ عرفت عنك شيئا واحدا فهو انك خال من أية عاطفة انسانية و ان لا جدوىمن اي مقاومة ، ان التدبير الذي اتخذناه كما تقول علي ان أتقبله حتى أعود الى بلاديانه لا يعجبني لكن لا يمكنني ان أفعل أي شيء آخر اذا كنت اريد المحافظة على حياتي .
لمع بريق في العينين الرماديتان بينما كان يتفحصها و قال دون اضطراب : لست سوىانسانة كاذبة في الواقع انك تريدينني بقد ما أنا أريدك لكن نظريتك السخيفة تمنعك منالاعتراف بذلك ليس في الكون امرأة واحده بهذا الغباء لتصدق كل تلك الحماقات التيقذفت بها في رأسي الليلة انك تحاولين ان تتذرعي ضد ميولك الشخصية .
صرخت و هيتشد على أسنانها : هذا ليس صحيحا انت تعتقد بأنك رجل لا يمكن لاحد ان يقاومه لكني مكنني ان أقول لك انك بالنسبة لي لست سوى وسيلة للوصول الى هدف معين و اذا كنت مصرا على معرفة كل شيء أقول لك اني أصاب بالهلع كلما لمستني .
قال ساخرا : هذاما لاحظته .. حسنا ..انك لا تحبين علاقتنا و أنا كذلك .
تناول سيكارتها من بين اصابعها و رماها مع سيكارته خارجا ثم جذب كيم اليه و شدها بين ذراعيه وراح يبتسم عندما قاومته بطريقة آلية : هيا ..دافعي عن نفسك ..اني احب الغضب عند النساء .
أغمضت كيم عينيها عندما أحنى رأسه عليها و تسلحت بالشجاعة لكن لم يحدث شيءففتحت عينيها من جديد ورأت وجهه ما زال بعيدا عنها و رأت عينيه الساخرتين فوضع يده على قلبها ينصت لنبضاته ثم رفعها الى عنقها و راح يداعبه بلطف غريب شعرت باعصابها كلها ترتجف فارتعشت عندما راح يعانقها و راحت تقاوم لضبط انفعالاتها كرهت نفسهابقدر ما كرهته لانها لم تقدر على مقاومة الاحاسيس التي توقظها مداعباته راحت تفكر بياس انه لم يمض سوى 3 أيام و تحولت الى هذا الوضع الذليل من تكون هي فعلا ما دامتحياتها مليئة بالنظريات القائمة على أساس متزعزع ؟ تصرفها هذا ضروري حتى تنتقم يجبان تستخدم كل الاسلحة التي في تصرفها و من أجل ان تؤذيه يجب ان تلبي رغباته الفظة... الغاية تبرر الوسيلة ، و مع ذلك فلم يكن في وسعها سوى تجنب نظراته بعدماتركها .. لم تكن فخورة بنفسها و لا بوسائلها..ما حصل معها لم يكن ردة فعل مقصودة بلكانت ترغب ان تتصرف كما فعلت بالاستسلام له و عدم مقاومته لم يبالغ دايف في تقديرسيطرته عليهاانه يعرفها أكثر من نفسها .
همس قائلا : هذا أكثر مما كنت اتوقع .
أجابت محاولة اظهار غضبها بقوة كبيرة : أكثر مما تستحق ..حسنا..لقد حققت ماتريده،لا شك انك فخور بنفسك .
- ليس تماما بل فوجئت تريدين السيطرة على نفسك لكنك الآن استسلمت اراديا لماذا ؟
- انت تعرف ذلك جيدا .
- لانك لم تكوني قادرة على منع نفسك من الاستسلام لي .راحح يتفحصها و هي ترتجف ثم قال : لا اعتقد ذلك لا شك ان هناك سبب آخر .
- صحيح و ما هو ؟
- تريدين باستسلامك لي ان تكوني رائعة في نظري ربما تجدين في عاهة يمكنك بواسطتها ان تؤذيني ، انك لا تعرفين اخفاء نواياك يا حبيبيتي لقد عرفت انك تخططين شيئا ما عندما نظرت اليك و انا اتكلم في الهاتف صباح اليوم اذن استمري بالمحاولة ارجوك ربما ساعدتك التمارين علىالاسترخاء كليا .
شعرت كيم بالانهزام و فهمت انه يلهو معها كما يلهو الهر بالفأرلا جدوى من الحلم لكنها قامت بمحاولة أخيرة فقالت و هي تتأوه : دايف دعني اذهب لستاعني لك شيئا .
- خطأ مرة ثانية انك تعنين الكثير لي انت امرأة مثيرة و مغرية ،انك امرأتي قبل ذلك و ما دمت هكذا فستبقين هنا في قربي ... العاصفة هدأت و بامكانناالعودة الآن.
خلال العودة لم تنطق كيم بشيء توقف دايف امام المنزل و نزل ورفعها بين ذراعيه و حملها داخل المنزل ، كان المطر لا زال ينهمر و بعد ان وضع كيم على أحدمقاعد غرفة الجلوس دخل غرفته ليبدل ملابسه و لما عاد هم بالخروج فسألته كيم : هل أنت خارج من جديد ؟
- نعم هل انت سعيدة؟
- جدا .
مرت من امامه دون ان تضيف شيئا و دخلت غرفتها ، اقلعت السيارة بعد 5 دقائق تمددت على بطنها على السرير تعد الأيام الباقية قبل ان تصبح في انكلترا 35 يوم وليلة و ماذا ستفعل لقد خسرت وظيفتهاو شقتها و لا تملك سوى 20 جنيها لكنها تفضل الموت على طلب النقود من دايف ...انهاترفض المضي في طريق الذل و المهانة .
5- رياح ثلجية
اعصار آخر اندلع في نهاية الاسبوع تلته 3 أيام في الضباب الكثيف و الحرارة الخانقة أية حركة كانت تتطلب جهدا ملحوظا ، بدأت كيم تعمل 3 ساعات قبل الظهر و 3 ساعات بعد الظهر ، لم تكن لديها فكرة عن عمل دايف فلم يكون يعود للمنزل الا قبل موعد العشاء انها حياة غارقة بالرتابة لن تجرؤ كيم على الاعتراف بان الساعات التي تمضيها بعيده عنه تمر بصعوبة و لا تستعيد حيويتها ونشاطها الا بمجيئه .
لم تتذكر مشكلة الحياة الساخنة الا عندما قررت ان تاخذ حماما ساخنا وتغير ملابسها كانت قد صرفت باتريك اليوم لانها ستقترح على دايف تناول العشاء في النادي ، فتوجهت للمطبخ و ملأت الوعاء بالماء لكن واجهت مشكلة اشعال الموقد و ضعت بعض الحطب في الموقد و بعض الجرائد ثم اشعلت عود كبريت اشتعل ورق الجرايد ثم انطفأ ثم كررت الأمر مرة أخرى فسحبت يدها بسرعه لكن سرعان ما أنطفأت الورقه ، نظرت ليدها فرأت مدى الحروق التي اصابتها بدات يدها تؤلمها تاولت خرقة و لفت يدها بها و راحت تبحث عن كربونات الصوديم لحمايته من الالتهاب وراحت تبحث في غرفة الجلوس انتفضت بكاملها عندما رأت دايف على عتبة المنزل ، قصف الرعد صرخ دايف : العاصفة قادمة ...لكنه شاهد يد كيم الملفوفة فتبدلت لهجته : ماذا بك ؟
أخبرته كيمماذا حدث : ليس ثمة شيء خطير كنت أبحث عن الدواء المناسب .
تناول يدها و رفع عتها الخرقة و راح يتفحصها : يجب معالجته بالحال سآخذك للعيادة ليعاينك د.سلبي .
- لا..لا ضرورة لذلك .
- أنا الذي أقرر اذ كان ضروريا أم لا ان الجرح يلتهب بسرعة في هذا المناخ ، لماذا اردت اشعال الموقد ؟
- صرفت باتريك و فكرت اننا قد نتناول العشاء بالمطعم هل هناك مانع ؟
كانت ابتسامة دايف مفاجئة و غير منتظرة : لا امانع اعترف انك بحاجة للخروج لكن قبل كل شيء علينا ان نعتني بيدك .
كان بالسيارة في الطريق الى النادي عندماسألها : هل تعجبك فكرة قضاء نهاية الاسبوع في المدينه ؟
- معك .
- مع من اذن ؟
ظلت فترة صامتة قبل ان تهمس : الم تخاف ان اهرب مرة أخرى ؟
- كلا لا يمكنك الذهاب الى اي مكان ..الا اذا كنت لا تزالين تفكرين في ادامس ؟
- لا فائدة من التفكير فيه الآن .
- طبعا ..اني سعيد لانك أخيرا بدأا تعرفين حقيقة هذا الانسان .
- لا تقلق سوف احترم الصفقة التي عقدناها معا .
- بدأت أمل من تصرفك لقد أوقعت نفسك في هذا التدبير بملء ارادتك لقد أردت بالطبع الحصول عليك لكني تصرفت بطريقة قانونية و لم أقدم وعودا كاذبة يا امرأة لا تعرف ما هي الحقيقة و لن تعرف .
ابتلعت ريقها بصعوبة : الزواج لا يعطي الرجل بالضرورة جميع الحقوق تجاه المرأة و خاصة بانكلترا .
- لسنا بانكلترا و قد فعلت المستحيل لأفهمك ذلك جئت الى هنا للبحث عن رجل و ها انت قد وجدت رجلا و لا اعتقد اني امدح نفسي كثيرا اذا قلت اني افضل من ادامس ربما تريدين ان تمر هذه الاسابيع بسرعة لكني اضمن لك انك لن تنسيها أبدا .
أجابت ساخرة : الظاهر ان التواضع ليس من مزاياك اني لا أرى الغرور جدير بالاحترام .
- وكذلك السذاجة..أتعتقدين انني لا أعرف أن أميز بين الانفعالية الحقيقية و البرودة المقصودة ؟انني اعرف انك لست كما تحاولين ان تقنعيني يا سيدتي المسكينة .
نظرت كيم من باب السيارة ان وجوده يضايقها انه يعرف كل شيء.
عاين الدكتور يدها بسرعة ووضع عليها مرهما أصفرا وقال : لن تسبب لك مشكلة لك اذا حافظت عليها جافة لا تفكي الرباط الا غدا .
بدأت العاصفة عند وصولهم للمنزل أشعل دايف الموقد و طلب من كيم ان تحضر لها العصير في انتظار ان يسخن الماء : المطر على الأقل يرطب الجو .
- كنت اعتقد ان الجو لا يزعجك .
- لا أتذمر لكنه أفضل من جو ( مالي ) حيث المئات يموتون من الجفاف .
دخل لشرب عصيره ألقى دايف نظرة على الملفات التي تعمل بها وقال : كم تحتاجين من الوقت لتنتهي منها ؟
- انهيتها عند الظهيرة . كان بودي نقلها للمكتب لو كانت لدي وسيلة نقل و بالطبع اذا سمحت لي بذلك .
استدار دايف وراح يحدق بها في ابتسامة خفيفة : هل تبحثين عن المشاكل .
اجابت بسرعة : لا أريد التشاجر كل ما قصدته انني اتمنى لو امكننا الخروج من المنزل لفترة قصيرة خلال النهار اعرف انك لا تريدني قرب المنجم لكن اؤكد لك اني لن اسبب لك اي مشاكل .
- لم اكن اعرف انك تجيدين القيادة .
- لم أقد جيبا من قبل لكن بامكاني ان اتدبر امري لن احاول الذهاب بعيدا خارج المدخل المسيج .
- و يدك .
- سوفف تتحسن بعد يومين انه جرح سطحي انني لا اطلب الكثير.
- حسنا عندما نعود من فرتاون سنرى ما يمكننا فعله .راح يتأملها بسخرىة و أكمل : لقد ربحت المعركة بسهولة اليست كذلك ؟
ابتسمت معترفة : كنت انتظر مقاومة أقوى منك فلم تعودني على هذا الاهتمام و العناية .
- حتى الآن لم تطلبي مني شيئا الماء سخن هل تفضلين ان تأخذي حماما قبلي ؟
- لا ساستغني عن الحمام اليوم حتى لا ارطب الرباط اكون شاكرة اذا وضعت وعاء من الماء بالمطبخ.
- اذا احتجت لمساعدي لا تتردي في دعوتي.
- شكرا لن احتاج الى شيء .
اغتسلت كيم بصعوبة ثم ذهبت الى الغرفة لارتداء ملابسها توقفت محتارة عند الباب عندما رأته ممددا بالسرير مرتديا سروالا من القطن دون قميص يدخن سيكاره و يطالع بعض الأوراق رفع عينيه و هز حاجبيه : هل يزعجك شيء ؟
- لقد اعتقدت انك حاضر .
- نعم أنا حاضر ..تقريبا ..لسنا في عجلة .
- لا ..لكن ...أريد ..أريد أن أمشط شعري و أزين وجهي .
- هل ممنوع على الزوج ان ينظر لزوجته و هي تتزين؟
- كلا بالطبع .ألا يحق لي أن ابقى وحدي احيانا .
-طبعا اطلبي بلطف ان اذهب و انا سافكر بالذهاب .
-اذهب الى الشيطان .
- اهذا ماتعتبرينه لطف ؟ ما زلت بحاجة الى أمور كثيرة تتعلمينها عن الرجال يا جميلتي .الآن تعالي الى هنا و اطلبي ما تريدين بلطف .
ارادت كيم الا تطيعه و لكن على الأقل اذا اقتربت منه سوف تحافظ على القليل من المبادرة ، تظاهرت بالهدوء و اقتربت من السرير و تناولت قميصه النظيف من الكرسي : هل لك ان تلبس قميصك و تخرج من هنا ؟
من دون ان ينتصب مد ذراعه و بحركة سؤيعة دفعها الى السرير و انحنى ليطفئ سيكارته في المنفضة فالتقت العينين الرماديتين بعيناها الخضراوان : ماذا قلت .
- انك تدعك قميصك .
-آخذ قميصا آخر .
جالت نظراته في وجهها و ارتفعت الى فمها : انك ترتجفين تحاولين ان لا اكتشف عواطفك لكنك تريدينني كما اريدك و لم لا اننا نريد الاهداف نفسها .
- لكن طباعنا مختلفة .بذلت جهدا لتبدو هادئة و أكملت :بالنسبة اليك هذا يعنى لك كل شيؤ انه هدف مادي بحت انك تسخر كليا بما اشعر به و بما افكر به .
- و انت هل يهمك شعوري و ما افكر به الآن بالذات ؟
شعرت كأنها تذوب و اجتاحها احساس حراري جميل لكن جزءا منها ظل متمسكا في عناد بالواقع : لن اعطيك شيئا يا دايف كل ما تريده عليك ان تحصل عليه بنفسك .
- حسنا اذا كانت هذه ارادتك .
ايا كان شعوره فلن تدعه يعرف كم هي مختلفة عن الفتاة الساذجة التي تزوج منها .
وصلا فريتاون في الساعة الرابعة عصرا يوم السبت وتوجها للفندق كانت غرفتهما نظيفة و متواضعة راحت كيم تتأمل البحر من النافذة لم يبق امامها سوى 3 أسابيع و تعود لبلدها و عندها لن ترى دايف مرة أخرى همس صوت في عقلها ( لن تنسيه ابدا ) التفتت فجأه قائلة : متى نتناول العشاء ؟
- متى تريدين ؟ هل انت جائعة ؟
- كلا لكن لمجرد العلم .
فتحت حقيبتها ورتبت اغراضها ثم التفتت اليه متردده : هل تفضل ان تفرغ حقيبتك بنفسك ؟
- افعلي ما يحلو لك ساذهب للمقهى و آخذ كأسا اذا اردت اللحاق بي لا تترددي .
اجابت ببرود : افضل البقاء هنا .
- اتفقنا الى اللقاء.
افرغت حقيبته و لم تعد تعرف ما تفعله ندمت لرفضها دعوته ، نظرت من خلال النافذة عندما سمعت طرقا على الباب فتحته محدقتا بالرجل امامها و هتفت : كريس..
قال بصوت مشدود : مرحبا كيم هل يمكنني الدخول ؟
-اني....ماذا تريد .
- ان اتحدث اليك ارجوك كيم لدي مشاكل خطيرة .
رات اليأس في عينيه فادخلته و اغلقت الباب : كيف علمت بوجودي هنا .
- شاهدتك تصلين مع دايف ، انتظرته الى ان نزل يجب ان اهنئك كيف نجحت في ان تدعيه يقع في غرامك ؟
- لم يكن امامي خيار ؟ ما هي مشكلتك ؟
- ان زوج ماي يبحث عني و كذلك شقيقها .
- يبحثان عنك .
- نعم يريدان قتلي جاء صباح اليوم وأخذا ماي كنت أنوي الصعود للمنزل لولا تحذير أحد الأولاد لي .
- لكن كيف استطيع مساعدتك ؟
- هل تحملين مالا ؟
صرخت وهي تجتهد الا تضحك : نعم ؟ كريس منذ أيام قلت ان لديك المال الكافي....
- نعم لكنه موجود مع ماي كنا نود الهرب أتفهمين ؟ كل ما املك الآن هو 20 جنيها .
- و انا لا املك المال الكافي .
- لكن باستطاعتك الحصول على المال ..المراة التي استطاعت ان تجعل دايف نيلسون يتزوجها في امكانها ان تحصل كل ما تريده منه ...الا اذا كان زواجكما قصة لانقاذ سمعته .
همست كيم : لا ابدا الا تعرف داي يا كريس لن يعطيني المال اذا عرف انك هنا فانه يسلمك لزوج ماي انا اسفة يا كريس .
- لكنك أملي الوحيد .
بدأ اليأس من جديد في صوته أمسك كيم من كتفيها : كيم يجب ان تساعدينني اعرف اني تصرفت كالاحمق لكن حاولي ان تفهمي مع ماي حدثت الأمور رغما عني الله وحده يعلم كم قاومتها كنت بحاجة اليها كنت مضطرا ان اظل معها .
- ارجوك لا اريد ان اعرف عنها شيئا لقد فضلها علي لماذا تريد مساعدتي ؟
- لانك لا تزالين كما انت لا تستطيعين تجاهل محنتي ؟
خيم الصمت فترة : كم المبلغ الذي تريده ؟
- ما يكفي لشراء بطاقة سفر واعيش بعض الوقت قبل الحصول على عمل لنقل 200 جنيه .
لما رأى التعبير على وجهها : 100 لنقل 100 جنيه كافية لاذهب الى اي مكان .
تخلصت كي من تمسكه : اين يمكنني الاتصال بك ؟
- لقد حجزت غرفة في هذا الفندق الليلة فقط ساغادر غدا .
- حسنا الآن من الأفضل ان تخرج .
- شكرا كنت اعرف ان بامكاني الاعتماد عليك .، لا شك تعتبريني رجلا خسيسا.
- لا .اذهب قبل ان يجدك دايف هنا .
اعصار آخر اندلع في نهاية الاسبوع تلته 3 أيام في الضباب الكثيف و الحرارة الخانقة أية حركة كانت تتطلب جهدا ملحوظا ، بدأت كيم تعمل 3 ساعات قبل الظهر و 3 ساعات بعد الظهر ، لم تكن لديها فكرة عن عمل دايف فلم يكون يعود للمنزل الا قبل موعد العشاء انها حياة غارقة بالرتابة لن تجرؤ كيم على الاعتراف بان الساعات التي تمضيها بعيده عنه تمر بصعوبة و لا تستعيد حيويتها ونشاطها الا بمجيئه .
لم تتذكر مشكلة الحياة الساخنة الا عندما قررت ان تاخذ حماما ساخنا وتغير ملابسها كانت قد صرفت باتريك اليوم لانها ستقترح على دايف تناول العشاء في النادي ، فتوجهت للمطبخ و ملأت الوعاء بالماء لكن واجهت مشكلة اشعال الموقد و ضعت بعض الحطب في الموقد و بعض الجرائد ثم اشعلت عود كبريت اشتعل ورق الجرايد ثم انطفأ ثم كررت الأمر مرة أخرى فسحبت يدها بسرعه لكن سرعان ما أنطفأت الورقه ، نظرت ليدها فرأت مدى الحروق التي اصابتها بدات يدها تؤلمها تاولت خرقة و لفت يدها بها و راحت تبحث عن كربونات الصوديم لحمايته من الالتهاب وراحت تبحث في غرفة الجلوس انتفضت بكاملها عندما رأت دايف على عتبة المنزل ، قصف الرعد صرخ دايف : العاصفة قادمة ...لكنه شاهد يد كيم الملفوفة فتبدلت لهجته : ماذا بك ؟
أخبرته كيمماذا حدث : ليس ثمة شيء خطير كنت أبحث عن الدواء المناسب .
تناول يدها و رفع عتها الخرقة و راح يتفحصها : يجب معالجته بالحال سآخذك للعيادة ليعاينك د.سلبي .
- لا..لا ضرورة لذلك .
- أنا الذي أقرر اذ كان ضروريا أم لا ان الجرح يلتهب بسرعة في هذا المناخ ، لماذا اردت اشعال الموقد ؟
- صرفت باتريك و فكرت اننا قد نتناول العشاء بالمطعم هل هناك مانع ؟
كانت ابتسامة دايف مفاجئة و غير منتظرة : لا امانع اعترف انك بحاجة للخروج لكن قبل كل شيء علينا ان نعتني بيدك .
كان بالسيارة في الطريق الى النادي عندماسألها : هل تعجبك فكرة قضاء نهاية الاسبوع في المدينه ؟
- معك .
- مع من اذن ؟
ظلت فترة صامتة قبل ان تهمس : الم تخاف ان اهرب مرة أخرى ؟
- كلا لا يمكنك الذهاب الى اي مكان ..الا اذا كنت لا تزالين تفكرين في ادامس ؟
- لا فائدة من التفكير فيه الآن .
- طبعا ..اني سعيد لانك أخيرا بدأا تعرفين حقيقة هذا الانسان .
- لا تقلق سوف احترم الصفقة التي عقدناها معا .
- بدأت أمل من تصرفك لقد أوقعت نفسك في هذا التدبير بملء ارادتك لقد أردت بالطبع الحصول عليك لكني تصرفت بطريقة قانونية و لم أقدم وعودا كاذبة يا امرأة لا تعرف ما هي الحقيقة و لن تعرف .
ابتلعت ريقها بصعوبة : الزواج لا يعطي الرجل بالضرورة جميع الحقوق تجاه المرأة و خاصة بانكلترا .
- لسنا بانكلترا و قد فعلت المستحيل لأفهمك ذلك جئت الى هنا للبحث عن رجل و ها انت قد وجدت رجلا و لا اعتقد اني امدح نفسي كثيرا اذا قلت اني افضل من ادامس ربما تريدين ان تمر هذه الاسابيع بسرعة لكني اضمن لك انك لن تنسيها أبدا .
أجابت ساخرة : الظاهر ان التواضع ليس من مزاياك اني لا أرى الغرور جدير بالاحترام .
- وكذلك السذاجة..أتعتقدين انني لا أعرف أن أميز بين الانفعالية الحقيقية و البرودة المقصودة ؟انني اعرف انك لست كما تحاولين ان تقنعيني يا سيدتي المسكينة .
نظرت كيم من باب السيارة ان وجوده يضايقها انه يعرف كل شيء.
عاين الدكتور يدها بسرعة ووضع عليها مرهما أصفرا وقال : لن تسبب لك مشكلة لك اذا حافظت عليها جافة لا تفكي الرباط الا غدا .
بدأت العاصفة عند وصولهم للمنزل أشعل دايف الموقد و طلب من كيم ان تحضر لها العصير في انتظار ان يسخن الماء : المطر على الأقل يرطب الجو .
- كنت اعتقد ان الجو لا يزعجك .
- لا أتذمر لكنه أفضل من جو ( مالي ) حيث المئات يموتون من الجفاف .
دخل لشرب عصيره ألقى دايف نظرة على الملفات التي تعمل بها وقال : كم تحتاجين من الوقت لتنتهي منها ؟
- انهيتها عند الظهيرة . كان بودي نقلها للمكتب لو كانت لدي وسيلة نقل و بالطبع اذا سمحت لي بذلك .
استدار دايف وراح يحدق بها في ابتسامة خفيفة : هل تبحثين عن المشاكل .
اجابت بسرعة : لا أريد التشاجر كل ما قصدته انني اتمنى لو امكننا الخروج من المنزل لفترة قصيرة خلال النهار اعرف انك لا تريدني قرب المنجم لكن اؤكد لك اني لن اسبب لك اي مشاكل .
- لم اكن اعرف انك تجيدين القيادة .
- لم أقد جيبا من قبل لكن بامكاني ان اتدبر امري لن احاول الذهاب بعيدا خارج المدخل المسيج .
- و يدك .
- سوفف تتحسن بعد يومين انه جرح سطحي انني لا اطلب الكثير.
- حسنا عندما نعود من فرتاون سنرى ما يمكننا فعله .راح يتأملها بسخرىة و أكمل : لقد ربحت المعركة بسهولة اليست كذلك ؟
ابتسمت معترفة : كنت انتظر مقاومة أقوى منك فلم تعودني على هذا الاهتمام و العناية .
- حتى الآن لم تطلبي مني شيئا الماء سخن هل تفضلين ان تأخذي حماما قبلي ؟
- لا ساستغني عن الحمام اليوم حتى لا ارطب الرباط اكون شاكرة اذا وضعت وعاء من الماء بالمطبخ.
- اذا احتجت لمساعدي لا تتردي في دعوتي.
- شكرا لن احتاج الى شيء .
اغتسلت كيم بصعوبة ثم ذهبت الى الغرفة لارتداء ملابسها توقفت محتارة عند الباب عندما رأته ممددا بالسرير مرتديا سروالا من القطن دون قميص يدخن سيكاره و يطالع بعض الأوراق رفع عينيه و هز حاجبيه : هل يزعجك شيء ؟
- لقد اعتقدت انك حاضر .
- نعم أنا حاضر ..تقريبا ..لسنا في عجلة .
- لا ..لكن ...أريد ..أريد أن أمشط شعري و أزين وجهي .
- هل ممنوع على الزوج ان ينظر لزوجته و هي تتزين؟
- كلا بالطبع .ألا يحق لي أن ابقى وحدي احيانا .
-طبعا اطلبي بلطف ان اذهب و انا سافكر بالذهاب .
-اذهب الى الشيطان .
- اهذا ماتعتبرينه لطف ؟ ما زلت بحاجة الى أمور كثيرة تتعلمينها عن الرجال يا جميلتي .الآن تعالي الى هنا و اطلبي ما تريدين بلطف .
ارادت كيم الا تطيعه و لكن على الأقل اذا اقتربت منه سوف تحافظ على القليل من المبادرة ، تظاهرت بالهدوء و اقتربت من السرير و تناولت قميصه النظيف من الكرسي : هل لك ان تلبس قميصك و تخرج من هنا ؟
من دون ان ينتصب مد ذراعه و بحركة سؤيعة دفعها الى السرير و انحنى ليطفئ سيكارته في المنفضة فالتقت العينين الرماديتين بعيناها الخضراوان : ماذا قلت .
- انك تدعك قميصك .
-آخذ قميصا آخر .
جالت نظراته في وجهها و ارتفعت الى فمها : انك ترتجفين تحاولين ان لا اكتشف عواطفك لكنك تريدينني كما اريدك و لم لا اننا نريد الاهداف نفسها .
- لكن طباعنا مختلفة .بذلت جهدا لتبدو هادئة و أكملت :بالنسبة اليك هذا يعنى لك كل شيؤ انه هدف مادي بحت انك تسخر كليا بما اشعر به و بما افكر به .
- و انت هل يهمك شعوري و ما افكر به الآن بالذات ؟
شعرت كأنها تذوب و اجتاحها احساس حراري جميل لكن جزءا منها ظل متمسكا في عناد بالواقع : لن اعطيك شيئا يا دايف كل ما تريده عليك ان تحصل عليه بنفسك .
- حسنا اذا كانت هذه ارادتك .
ايا كان شعوره فلن تدعه يعرف كم هي مختلفة عن الفتاة الساذجة التي تزوج منها .
وصلا فريتاون في الساعة الرابعة عصرا يوم السبت وتوجها للفندق كانت غرفتهما نظيفة و متواضعة راحت كيم تتأمل البحر من النافذة لم يبق امامها سوى 3 أسابيع و تعود لبلدها و عندها لن ترى دايف مرة أخرى همس صوت في عقلها ( لن تنسيه ابدا ) التفتت فجأه قائلة : متى نتناول العشاء ؟
- متى تريدين ؟ هل انت جائعة ؟
- كلا لكن لمجرد العلم .
فتحت حقيبتها ورتبت اغراضها ثم التفتت اليه متردده : هل تفضل ان تفرغ حقيبتك بنفسك ؟
- افعلي ما يحلو لك ساذهب للمقهى و آخذ كأسا اذا اردت اللحاق بي لا تترددي .
اجابت ببرود : افضل البقاء هنا .
- اتفقنا الى اللقاء.
افرغت حقيبته و لم تعد تعرف ما تفعله ندمت لرفضها دعوته ، نظرت من خلال النافذة عندما سمعت طرقا على الباب فتحته محدقتا بالرجل امامها و هتفت : كريس..
قال بصوت مشدود : مرحبا كيم هل يمكنني الدخول ؟
-اني....ماذا تريد .
- ان اتحدث اليك ارجوك كيم لدي مشاكل خطيرة .
رات اليأس في عينيه فادخلته و اغلقت الباب : كيف علمت بوجودي هنا .
- شاهدتك تصلين مع دايف ، انتظرته الى ان نزل يجب ان اهنئك كيف نجحت في ان تدعيه يقع في غرامك ؟
- لم يكن امامي خيار ؟ ما هي مشكلتك ؟
- ان زوج ماي يبحث عني و كذلك شقيقها .
- يبحثان عنك .
- نعم يريدان قتلي جاء صباح اليوم وأخذا ماي كنت أنوي الصعود للمنزل لولا تحذير أحد الأولاد لي .
- لكن كيف استطيع مساعدتك ؟
- هل تحملين مالا ؟
صرخت وهي تجتهد الا تضحك : نعم ؟ كريس منذ أيام قلت ان لديك المال الكافي....
- نعم لكنه موجود مع ماي كنا نود الهرب أتفهمين ؟ كل ما املك الآن هو 20 جنيها .
- و انا لا املك المال الكافي .
- لكن باستطاعتك الحصول على المال ..المراة التي استطاعت ان تجعل دايف نيلسون يتزوجها في امكانها ان تحصل كل ما تريده منه ...الا اذا كان زواجكما قصة لانقاذ سمعته .
همست كيم : لا ابدا الا تعرف داي يا كريس لن يعطيني المال اذا عرف انك هنا فانه يسلمك لزوج ماي انا اسفة يا كريس .
- لكنك أملي الوحيد .
بدأ اليأس من جديد في صوته أمسك كيم من كتفيها : كيم يجب ان تساعدينني اعرف اني تصرفت كالاحمق لكن حاولي ان تفهمي مع ماي حدثت الأمور رغما عني الله وحده يعلم كم قاومتها كنت بحاجة اليها كنت مضطرا ان اظل معها .
- ارجوك لا اريد ان اعرف عنها شيئا لقد فضلها علي لماذا تريد مساعدتي ؟
- لانك لا تزالين كما انت لا تستطيعين تجاهل محنتي ؟
خيم الصمت فترة : كم المبلغ الذي تريده ؟
- ما يكفي لشراء بطاقة سفر واعيش بعض الوقت قبل الحصول على عمل لنقل 200 جنيه .
لما رأى التعبير على وجهها : 100 لنقل 100 جنيه كافية لاذهب الى اي مكان .
تخلصت كي من تمسكه : اين يمكنني الاتصال بك ؟
- لقد حجزت غرفة في هذا الفندق الليلة فقط ساغادر غدا .
- حسنا الآن من الأفضل ان تخرج .
- شكرا كنت اعرف ان بامكاني الاعتماد عليك .، لا شك تعتبريني رجلا خسيسا.
- لا .اذهب قبل ان يجدك دايف هنا .
6- غابة الأشواق
صباح اليوم التالي اصر دايف على ان يرى كريس لوحده جلست قرب النافذة تراقب الشارع حيث ذهب الرجلان لم تكن تعرف كيف سيحصل دايف على هذا المبلغ الكبير انه يوم أحد و المصارف مغلقة و لم تجرؤ على سؤاله أخيرا شعرت بارتياح عند رؤية شبح دايف يظهر في نهاية الشارع المزدحم ، عندما دايف الى الغرفة كانت كيم تضع ملابسها في حقيبتها رفعت عينيها نحوه بحماس ثم حولتهما في الحال لم تكن تجرؤ على سراله قال : انه الآن على متن الباخرة التي تذهب الى داكار هل تناولت الافطار ؟
- انني انتظرك .
- هذا لطف منك بعد الفطور نتوجه للشاطئ و اذا اخذنا معنا الطعام البارد بامكاننا قضاء النهار باكمله و العودة الى هنا للعشاء قبل ان نعود .
تناولا الفطور في جو متوتر لم يقم دايف باي جهد لتخفيف حدة الانزعاج التي تلوح بينهما مثل سحابة حقيقية توجها نحو الشاطئ الذي توقفا عنده ليلة امس كانت هناك مجموعات من الناس من جنسيات مختلفة نزل دايف للسباحة بينما فضلت البقاء على الشاطئ و راحت تتأمله و تراقب الرؤوس التي تلفتت صوبه انه يلفت انتباه النساء دون ان يقوم باي جهد ، بدا مسترخيا عندما عاد من سباحته و تمدد قربها : كان عليك ان تغطسي و تسبحي قليلا ان الماء رائع هل تجيدين السباحة ؟
اجابت كيم بانها تعرف السباحة لكنها لا تسبح كما يجب ادركت كم يجهلان عن بعضهما البعض سالته بعد برهه : هل ما زلت عند وعدك بان تؤمن لي سيارة عندما نعود الى المنجم .
اجابها دون ان يفتح عينيه : نعم اذكر بعض التمارين ضرورية لك من اجل المستقبل .
- المستقبل .
- عندما آخذ اجازتي قررت ان اسافر لبعض المدن قبل العودة لانكلترا ، يمكننا ان نذهب للاجوس .
بقيت كيم مسمرة جامدة ناسية ان في يديها رمالا تنسل من يديها : هل تريدني ان ارافقك ؟
- طبعا ماذا تريدين ان افعل غير ذلك ؟
- يمكنك ان اسافر وحدي .
فتح عينيه الرماديتين ليتفحص وجه كيم : اهذا ما تفضلينه ؟
هل هذا فعلا ما ترغبه ؟ كانت كيم عاجزة عن ان تجد جوابا على سؤاله من جهة ستحصل على الحرية و من جهة أخرى المدة الطويلة التي تقضيها مع رجل لا يشعر تجاهها الا بالرغبه ستنتهي بالضعف و الاحتقار .
سألته : هل امامي اي خيار ؟
رات ظل ابتسامة على شفتيه : لا ليس لديك اي خيار الى الآن .عندما..
و التفت دايف نحو صوت يقول : آه الآن اعرف سبب اختفائك يا دايف .
التفتت كيم و شاهدت رجلا ينظر اليهما بعينيه الزرقاويين باعجاب صريح : اني افهم انك تريد ان تحافظ عليها لنفسك فقط لكن بما اني هنا فاني اطلب ان تقدمني لها .
انتصب دايف و على وجهه تعبير غريب لا يتميز به غيره : كيم اقدم لك رالف تات رالف هذه زوجتي .
فوجئ الرجل حتى الذهول لكنه تمالك نفسه سريعا : أخيرا جاء من يحجزك .
، يمكنني ان اقول لك انك ستجدين نفسك مكروهه في بعض الاماكن ماذا فعلت لتظفري به ؟
قاطعه دايف : دعنا منك يا رالف هل انت وحدك ؟
- كلا ان البقية هناك ان كارين معنا ياللصدفة كانت تتحدث عنك امس .
همس دايف غير مبال : صحيح .
- نعم اسمع لماذا لا تتناولان طعام الغداء معنا انت تعرف ما تحضره بياتريس كلما جئنا هنا .
دايف لم يرد فقالت كيم بصوت متردد : احضرنا معنا غداؤنا .
- عظيم هذا احسن سناكل سويا .
التفت رالف الى دايف في فضول مفاجئ : ما بالك يا عزيزي انني متأكد ان كيم ستكون مسرورة للتعرف على اصدقائك .
وقف دايف أخيرا و لم ينظر لكيم : اتفقنا قل لهم اننا آتيان بعد ان نوضب اغراضنا .
بعد ذهاب رالف سالت كيم : من هؤلاء الناس ؟
- رالف يعمل في تجارة الخشب وبرفقته زوجته و هناك زوجان آخران يرافقانهما دائما هيا بنا .
كانت المجموعة تنتظرهما تحت ظلال النخيل ولدي اقترابهما راحت الوجوه تعبر بانفعالات مختلفة و انجذبت كيم للحال الى امرأة صغيرة بالسن ذات جمال اسمر جذاب ترتدي مايوه أصفرا كانت تنظر لكيم من راسها الى قدميهانظرة حائرة .
قالت موجهه كلامها الى دايف : كاننا منذ دهر لم نرك .
اجابها بارتياح : فعلا من زمان كيف حالك ؟
- جيد جدا .
- هل تعرفني الى زوجتك ؟
- لا أحب الرسميات ، وضع يده على كيم وجذبها نحوه : هذه كارين و المرأة التي تحمل السلة هي بياتريس ثم هنا فيدا و نوريس الآن اذهبي اجلسي مع الفتيات انهن غير مؤذيات .
انفجرت بياتريس من الضحك و بدا ذلك لا يناسبها وهي ذات شعر ابيض : اننا في شوق لك يا دايف هل تعرف ذلك انك الرجل الوحيد الذي يعرف كيف يحول الشتيمة الى مديح ؟
ثم التفتت لكيم وقالت : لا بد انك تجدين صعوبة في فهم هذا الصبي .
تدخلت كارين في الحديث : ربما تجده كيم سهلا في تفهمه يبدو عليها انها قادرة على ذلك هل صحيح ما اقوله ؟
كان السؤال موجها مباشرة الى كيم رات كيم ان جوابها سيسمعه دايف و اجابت : اني اتعلم ان أفهمه .
يالت بياتريس دايف : كيف تعارفتما ؟ كنت اعتقد انك محجوز في المنجم ؟
اجابها دايف : صحيح كنت محجوز هناك ان كيم تعمل بالشركة .
قاطعهما رالف : لم اكن اعرف ان الشركة توظف النساء بالمنجم .
قاطعتهما بياتريس : تعيشين بالمنجم يا الهي ماذا يفعل الحب للنساء ؟
شعرت كيم بنظرات دايف الساخرة و قامت بجهد كبير حتى لا يعتريها الخجل لن يصدقوها اذا اخبرتهم الحقيقة ،اذا كان دايف قد ابتهج مع اصدقائه فن كيم لم تكن كذلك ، كانت كارين تجلس بجانبها تحدثها بحماس مع الناس و بدا واضحا ان بينها و دايف قصة حب قديمة حاولت كيم عدم التفكير متعجبة من لامبالاة كارين تجاه دايف .
بعد الساعة الثالثة اقترح احد الحاضرين السباحة نهضت كيم على الفور سعيدة لانها ستتخلص من هذا الوضع المزعج ، غطست في الماء و سبحت نحو الصخرة الكبيرة الواقعة الى يمين الشاطئ كانت الصخرة ابعد مما كانت تتصور شعرت بعضلات قدميها تتشنج و يديها تثقلان تركت نفسها تعوم لبرهه لتستعيد انفاسها ما العمل ؟و قبل ان تصل الى حل اقترب دايف اليها طالبا منها الاسترخاء و التمسك بذراعيها حول كتفيه بدا الوقت طويلا قبل ان يصلا الى الشاطئ حملها دايف الى الشاطئ ثم نظر اليها وهو يلهث بفضب : ماذا كنت تفعلين هناك ؟ لقد قلت انك لا تتسبحين حيدا لماذا ذهبت بعيدا ؟ انك تستحقين ..
سكت فجأه عندما شاهد بقية المجموعة تصل فسالت نوريس : ماذا جرى هل اصابها تقلص ؟
اجابت كيم و اسنانها تصطك : ذهبت بعيدا اكثر مما يجب هذا كل شيء اني بصحة جيدة الآن .
قالت بياتريس : انك صفراء كالموت ، من الافضل ان تأتي مع كيم للمنزل يادايف حتى تستعيد عافيتها بعد الصدمة .
احتجت كيم لكن دايف قال : يجب ان ترتاحي انك بحاجة الى ان تتمددي و من ثم نستطيع العودة للمنجم شكرا يا بياتريس اننا نقبل دعوتك .
قالت بياترس : لماذا لا تجلب امتعتكما من الفندق بينما تستريح كيم و تتناولان طعام العشاء معنا ومن ثم تعودان للمنجم .
كادت كيم تصرخ لا تدعن وحدي مع هؤلاء الناس لكن دايف وافق على العرض ، توجه الجميع لسياراتهم غي السيارة همست كيم : افضل ان اذهب معك و اتناول العشاء في الفندق اني بحالة جيدة .
- لن اصدق ذلك الا متى استرجعت لون بشرتك و في كل حال سبق و ان قبلت الدعوة ..لماذا تتصرفين هكذا ؟ كنت اعتقد انك تفضلين ان يكون لك اصدقاء .
- لم اقل ذلك .
- اسمعيني اعجبك ام لا سنتناول العشاء عند آل تات ما عليك الا ان ترتاحي ..لا اعرف لماذا لم يعجبوك....
قاطعته دون ان تفكر بما تقوله : لست اعني آل تات انما ...آه...كارين ستكون هناك على ما أظن .
غمز دايف بعينه : وما دخلها بالموضوع؟
مضت برهه قبل ان تجيب كيم : انها معجبة بك .
ابتسم دايف : ماذت يعنى ذلك ؟ هل تغارين ؟
- لا اغار لكن لا احب ان يعاملني الآخرون كانني غير موجودة ربما في الماضي كانت لها حقوق عليك .
- لا تذهبي في تخيلاتك بعيدا ليس ثمة امرأة يمكن ان يكون لها حقوق تجاهي و لا حتى انت اذا كانت كارين تعاملك كما قلت فهذا خطأك ماذا تريدين مني ان افعل ؟
6- غابة الأشواق
صباح اليوم التالي اصر دايف على ان يرى كريس لوحده جلست قرب النافذة تراقب الشارع حيث ذهب الرجلان لم تكن تعرف كيف سيحصل دايف على هذا المبلغ الكبير انه يوم أحد و المصارف مغلقة و لم تجرؤ على سؤاله أخيرا شعرت بارتياح عند رؤية شبح دايف يظهر في نهاية الشارع المزدحم ، عندما دايف الى الغرفة كانت كيم تضع ملابسها في حقيبتها رفعت عينيها نحوه بحماس ثم حولتهما في الحال لم تكن تجرؤ على سراله قال : انه الآن على متن الباخرة التي تذهب الى داكار هل تناولت الافطار ؟
- انني انتظرك .
- هذا لطف منك بعد الفطور نتوجه للشاطئ و اذا اخذنا معنا الطعام البارد بامكاننا قضاء النهار باكمله و العودة الى هنا للعشاء قبل ان نعود .
تناولا الفطور في جو متوتر لم يقم دايف باي جهد لتخفيف حدة الانزعاج التي تلوح بينهما مثل سحابة حقيقية توجها نحو الشاطئ الذي توقفا عنده ليلة امس كانت هناك مجموعات من الناس من جنسيات مختلفة نزل دايف للسباحة بينما فضلت البقاء على الشاطئ و راحت تتأمله و تراقب الرؤوس التي تلفتت صوبه انه يلفت انتباه النساء دون ان يقوم باي جهد ، بدا مسترخيا عندما عاد من سباحته و تمدد قربها : كان عليك ان تغطسي و تسبحي قليلا ان الماء رائع هل تجيدين السباحة ؟
اجابت كيم بانها تعرف السباحة لكنها لا تسبح كما يجب ادركت كم يجهلان عن بعضهما البعض سالته بعد برهه : هل ما زلت عند وعدك بان تؤمن لي سيارة عندما نعود الى المنجم .
اجابها دون ان يفتح عينيه : نعم اذكر بعض التمارين ضرورية لك من اجل المستقبل .
- المستقبل .
- عندما آخذ اجازتي قررت ان اسافر لبعض المدن قبل العودة لانكلترا ، يمكننا ان نذهب للاجوس .
بقيت كيم مسمرة جامدة ناسية ان في يديها رمالا تنسل من يديها : هل تريدني ان ارافقك ؟
- طبعا ماذا تريدين ان افعل غير ذلك ؟
- يمكنك ان اسافر وحدي .
فتح عينيه الرماديتين ليتفحص وجه كيم : اهذا ما تفضلينه ؟
هل هذا فعلا ما ترغبه ؟ كانت كيم عاجزة عن ان تجد جوابا على سؤاله من جهة ستحصل على الحرية و من جهة أخرى المدة الطويلة التي تقضيها مع رجل لا يشعر تجاهها الا بالرغبه ستنتهي بالضعف و الاحتقار .
سألته : هل امامي اي خيار ؟
رات ظل ابتسامة على شفتيه : لا ليس لديك اي خيار الى الآن .عندما..
و التفت دايف نحو صوت يقول : آه الآن اعرف سبب اختفائك يا دايف .
التفتت كيم و شاهدت رجلا ينظر اليهما بعينيه الزرقاويين باعجاب صريح : اني افهم انك تريد ان تحافظ عليها لنفسك فقط لكن بما اني هنا فاني اطلب ان تقدمني لها .
انتصب دايف و على وجهه تعبير غريب لا يتميز به غيره : كيم اقدم لك رالف تات رالف هذه زوجتي .
فوجئ الرجل حتى الذهول لكنه تمالك نفسه سريعا : أخيرا جاء من يحجزك .
، يمكنني ان اقول لك انك ستجدين نفسك مكروهه في بعض الاماكن ماذا فعلت لتظفري به ؟
قاطعه دايف : دعنا منك يا رالف هل انت وحدك ؟
- كلا ان البقية هناك ان كارين معنا ياللصدفة كانت تتحدث عنك امس .
همس دايف غير مبال : صحيح .
- نعم اسمع لماذا لا تتناولان طعام الغداء معنا انت تعرف ما تحضره بياتريس كلما جئنا هنا .
دايف لم يرد فقالت كيم بصوت متردد : احضرنا معنا غداؤنا .
- عظيم هذا احسن سناكل سويا .
التفت رالف الى دايف في فضول مفاجئ : ما بالك يا عزيزي انني متأكد ان كيم ستكون مسرورة للتعرف على اصدقائك .
وقف دايف أخيرا و لم ينظر لكيم : اتفقنا قل لهم اننا آتيان بعد ان نوضب اغراضنا .
بعد ذهاب رالف سالت كيم : من هؤلاء الناس ؟
- رالف يعمل في تجارة الخشب وبرفقته زوجته و هناك زوجان آخران يرافقانهما دائما هيا بنا .
كانت المجموعة تنتظرهما تحت ظلال النخيل ولدي اقترابهما راحت الوجوه تعبر بانفعالات مختلفة و انجذبت كيم للحال الى امرأة صغيرة بالسن ذات جمال اسمر جذاب ترتدي مايوه أصفرا كانت تنظر لكيم من راسها الى قدميهانظرة حائرة .
قالت موجهه كلامها الى دايف : كاننا منذ دهر لم نرك .
اجابها بارتياح : فعلا من زمان كيف حالك ؟
- جيد جدا .
- هل تعرفني الى زوجتك ؟
- لا أحب الرسميات ، وضع يده على كيم وجذبها نحوه : هذه كارين و المرأة التي تحمل السلة هي بياتريس ثم هنا فيدا و نوريس الآن اذهبي اجلسي مع الفتيات انهن غير مؤذيات .
انفجرت بياتريس من الضحك و بدا ذلك لا يناسبها وهي ذات شعر ابيض : اننا في شوق لك يا دايف هل تعرف ذلك انك الرجل الوحيد الذي يعرف كيف يحول الشتيمة الى مديح ؟
ثم التفتت لكيم وقالت : لا بد انك تجدين صعوبة في فهم هذا الصبي .
تدخلت كارين في الحديث : ربما تجده كيم سهلا في تفهمه يبدو عليها انها قادرة على ذلك هل صحيح ما اقوله ؟
كان السؤال موجها مباشرة الى كيم رات كيم ان جوابها سيسمعه دايف و اجابت : اني اتعلم ان أفهمه .
يالت بياتريس دايف : كيف تعارفتما ؟ كنت اعتقد انك محجوز في المنجم ؟
اجابها دايف : صحيح كنت محجوز هناك ان كيم تعمل بالشركة .
قاطعهما رالف : لم اكن اعرف ان الشركة توظف النساء بالمنجم .
قاطعتهما بياتريس : تعيشين بالمنجم يا الهي ماذا يفعل الحب للنساء ؟
شعرت كيم بنظرات دايف الساخرة و قامت بجهد كبير حتى لا يعتريها الخجل لن يصدقوها اذا اخبرتهم الحقيقة ،اذا كان دايف قد ابتهج مع اصدقائه فن كيم لم تكن كذلك ، كانت كارين تجلس بجانبها تحدثها بحماس مع الناس و بدا واضحا ان بينها و دايف قصة حب قديمة حاولت كيم عدم التفكير متعجبة من لامبالاة كارين تجاه دايف .
بعد الساعة الثالثة اقترح احد الحاضرين السباحة نهضت كيم على الفور سعيدة لانها ستتخلص من هذا الوضع المزعج ، غطست في الماء و سبحت نحو الصخرة الكبيرة الواقعة الى يمين الشاطئ كانت الصخرة ابعد مما كانت تتصور شعرت بعضلات قدميها تتشنج و يديها تثقلان تركت نفسها تعوم لبرهه لتستعيد انفاسها ما العمل ؟و قبل ان تصل الى حل اقترب دايف اليها طالبا منها الاسترخاء و التمسك بذراعيها حول كتفيه بدا الوقت طويلا قبل ان يصلا الى الشاطئ حملها دايف الى الشاطئ ثم نظر اليها وهو يلهث بفضب : ماذا كنت تفعلين هناك ؟ لقد قلت انك لا تتسبحين حيدا لماذا ذهبت بعيدا ؟ انك تستحقين ..
سكت فجأه عندما شاهد بقية المجموعة تصل فسالت نوريس : ماذا جرى هل اصابها تقلص ؟
اجابت كيم و اسنانها تصطك : ذهبت بعيدا اكثر مما يجب هذا كل شيء اني بصحة جيدة الآن .
قالت بياتريس : انك صفراء كالموت ، من الافضل ان تأتي مع كيم للمنزل يادايف حتى تستعيد عافيتها بعد الصدمة .
احتجت كيم لكن دايف قال : يجب ان ترتاحي انك بحاجة الى ان تتمددي و من ثم نستطيع العودة للمنجم شكرا يا بياتريس اننا نقبل دعوتك .
قالت بياترس : لماذا لا تجلب امتعتكما من الفندق بينما تستريح كيم و تتناولان طعام العشاء معنا ومن ثم تعودان للمنجم .
كادت كيم تصرخ لا تدعن وحدي مع هؤلاء الناس لكن دايف وافق على العرض ، توجه الجميع لسياراتهم غي السيارة همست كيم : افضل ان اذهب معك و اتناول العشاء في الفندق اني بحالة جيدة .
- لن اصدق ذلك الا متى استرجعت لون بشرتك و في كل حال سبق و ان قبلت الدعوة ..لماذا تتصرفين هكذا ؟ كنت اعتقد انك تفضلين ان يكون لك اصدقاء .
- لم اقل ذلك .
- اسمعيني اعجبك ام لا سنتناول العشاء عند آل تات ما عليك الا ان ترتاحي ..لا اعرف لماذا لم يعجبوك....
قاطعته دون ان تفكر بما تقوله : لست اعني آل تات انما ...آه...كارين ستكون هناك على ما أظن .
غمز دايف بعينه : وما دخلها بالموضوع؟
مضت برهه قبل ان تجيب كيم : انها معجبة بك .
ابتسم دايف : ماذت يعنى ذلك ؟ هل تغارين ؟
- لا اغار لكن لا احب ان يعاملني الآخرون كانني غير موجودة ربما في الماضي كانت لها حقوق عليك .
- لا تذهبي في تخيلاتك بعيدا ليس ثمة امرأة يمكن ان يكون لها حقوق تجاهي و لا حتى انت اذا كانت كارين تعاملك كما قلت فهذا خطأك ماذا تريدين مني ان افعل ؟
6- غابة الأشواق
صباح اليوم التالي اصر دايف على ان يرى كريس لوحده جلست قرب النافذة تراقب الشارع حيث ذهب الرجلان لم تكن تعرف كيف سيحصل دايف على هذا المبلغ الكبير انه يوم أحد و المصارف مغلقة و لم تجرؤ على سؤاله أخيرا شعرت بارتياح عند رؤية شبح دايف يظهر في نهاية الشارع المزدحم ، عندما دايف الى الغرفة كانت كيم تضع ملابسها في حقيبتها رفعت عينيها نحوه بحماس ثم حولتهما في الحال لم تكن تجرؤ على سراله قال : انه الآن على متن الباخرة التي تذهب الى داكار هل تناولت الافطار ؟
- انني انتظرك .
- هذا لطف منك بعد الفطور نتوجه للشاطئ و اذا اخذنا معنا الطعام البارد بامكاننا قضاء النهار باكمله و العودة الى هنا للعشاء قبل ان نعود .
تناولا الفطور في جو متوتر لم يقم دايف باي جهد لتخفيف حدة الانزعاج التي تلوح بينهما مثل سحابة حقيقية توجها نحو الشاطئ الذي توقفا عنده ليلة امس كانت هناك مجموعات من الناس من جنسيات مختلفة نزل دايف للسباحة بينما فضلت البقاء على الشاطئ و راحت تتأمله و تراقب الرؤوس التي تلفتت صوبه انه يلفت انتباه النساء دون ان يقوم باي جهد ، بدا مسترخيا عندما عاد من سباحته و تمدد قربها : كان عليك ان تغطسي و تسبحي قليلا ان الماء رائع هل تجيدين السباحة ؟
اجابت كيم بانها تعرف السباحة لكنها لا تسبح كما يجب ادركت كم يجهلان عن بعضهما البعض سالته بعد برهه : هل ما زلت عند وعدك بان تؤمن لي سيارة عندما نعود الى المنجم .
اجابها دون ان يفتح عينيه : نعم اذكر بعض التمارين ضرورية لك من اجل المستقبل .
- المستقبل .
- عندما آخذ اجازتي قررت ان اسافر لبعض المدن قبل العودة لانكلترا ، يمكننا ان نذهب للاجوس .
بقيت كيم مسمرة جامدة ناسية ان في يديها رمالا تنسل من يديها : هل تريدني ان ارافقك ؟
- طبعا ماذا تريدين ان افعل غير ذلك ؟
- يمكنك ان اسافر وحدي .
فتح عينيه الرماديتين ليتفحص وجه كيم : اهذا ما تفضلينه ؟
هل هذا فعلا ما ترغبه ؟ كانت كيم عاجزة عن ان تجد جوابا على سؤاله من جهة ستحصل على الحرية و من جهة أخرى المدة الطويلة التي تقضيها مع رجل لا يشعر تجاهها الا بالرغبه ستنتهي بالضعف و الاحتقار .
سألته : هل امامي اي خيار ؟
رات ظل ابتسامة على شفتيه : لا ليس لديك اي خيار الى الآن .عندما..
و التفت دايف نحو صوت يقول : آه الآن اعرف سبب اختفائك يا دايف .
التفتت كيم و شاهدت رجلا ينظر اليهما بعينيه الزرقاويين باعجاب صريح : اني افهم انك تريد ان تحافظ عليها لنفسك فقط لكن بما اني هنا فاني اطلب ان تقدمني لها .
انتصب دايف و على وجهه تعبير غريب لا يتميز به غيره : كيم اقدم لك رالف تات رالف هذه زوجتي .
فوجئ الرجل حتى الذهول لكنه تمالك نفسه سريعا : أخيرا جاء من يحجزك .
، يمكنني ان اقول لك انك ستجدين نفسك مكروهه في بعض الاماكن ماذا فعلت لتظفري به ؟
قاطعه دايف : دعنا منك يا رالف هل انت وحدك ؟
- كلا ان البقية هناك ان كارين معنا ياللصدفة كانت تتحدث عنك امس .
همس دايف غير مبال : صحيح .
- نعم اسمع لماذا لا تتناولان طعام الغداء معنا انت تعرف ما تحضره بياتريس كلما جئنا هنا .
دايف لم يرد فقالت كيم بصوت متردد : احضرنا معنا غداؤنا .
- عظيم هذا احسن سناكل سويا .
التفت رالف الى دايف في فضول مفاجئ : ما بالك يا عزيزي انني متأكد ان كيم ستكون مسرورة للتعرف على اصدقائك .
وقف دايف أخيرا و لم ينظر لكيم : اتفقنا قل لهم اننا آتيان بعد ان نوضب اغراضنا .
بعد ذهاب رالف سالت كيم : من هؤلاء الناس ؟
- رالف يعمل في تجارة الخشب وبرفقته زوجته و هناك زوجان آخران يرافقانهما دائما هيا بنا .
كانت المجموعة تنتظرهما تحت ظلال النخيل ولدي اقترابهما راحت الوجوه تعبر بانفعالات مختلفة و انجذبت كيم للحال الى امرأة صغيرة بالسن ذات جمال اسمر جذاب ترتدي مايوه أصفرا كانت تنظر لكيم من راسها الى قدميهانظرة حائرة .
قالت موجهه كلامها الى دايف : كاننا منذ دهر لم نرك .
اجابها بارتياح : فعلا من زمان كيف حالك ؟
- جيد جدا .
- هل تعرفني الى زوجتك ؟
- لا أحب الرسميات ، وضع يده على كيم وجذبها نحوه : هذه كارين و المرأة التي تحمل السلة هي بياتريس ثم هنا فيدا و نوريس الآن اذهبي اجلسي مع الفتيات انهن غير مؤذيات .
انفجرت بياتريس من الضحك و بدا ذلك لا يناسبها وهي ذات شعر ابيض : اننا في شوق لك يا دايف هل تعرف ذلك انك الرجل الوحيد الذي يعرف كيف يحول الشتيمة الى مديح ؟
ثم التفتت لكيم وقالت : لا بد انك تجدين صعوبة في فهم هذا الصبي .
تدخلت كارين في الحديث : ربما تجده كيم سهلا في تفهمه يبدو عليها انها قادرة على ذلك هل صحيح ما اقوله ؟
كان السؤال موجها مباشرة الى كيم رات كيم ان جوابها سيسمعه دايف و اجابت : اني اتعلم ان أفهمه .
يالت بياتريس دايف : كيف تعارفتما ؟ كنت اعتقد انك محجوز في المنجم ؟
اجابها دايف : صحيح كنت محجوز هناك ان كيم تعمل بالشركة .
قاطعهما رالف : لم اكن اعرف ان الشركة توظف النساء بالمنجم .
قاطعتهما بياتريس : تعيشين بالمنجم يا الهي ماذا يفعل الحب للنساء ؟
شعرت كيم بنظرات دايف الساخرة و قامت بجهد كبير حتى لا يعتريها الخجل لن يصدقوها اذا اخبرتهم الحقيقة ،اذا كان دايف قد ابتهج مع اصدقائه فن كيم لم تكن كذلك ، كانت كارين تجلس بجانبها تحدثها بحماس مع الناس و بدا واضحا ان بينها و دايف قصة حب قديمة حاولت كيم عدم التفكير متعجبة من لامبالاة كارين تجاه دايف .
بعد الساعة الثالثة اقترح احد الحاضرين السباحة نهضت كيم على الفور سعيدة لانها ستتخلص من هذا الوضع المزعج ، غطست في الماء و سبحت نحو الصخرة الكبيرة الواقعة الى يمين الشاطئ كانت الصخرة ابعد مما كانت تتصور شعرت بعضلات قدميها تتشنج و يديها تثقلان تركت نفسها تعوم لبرهه لتستعيد انفاسها ما العمل ؟و قبل ان تصل الى حل اقترب دايف اليها طالبا منها الاسترخاء و التمسك بذراعيها حول كتفيه بدا الوقت طويلا قبل ان يصلا الى الشاطئ حملها دايف الى الشاطئ ثم نظر اليها وهو يلهث بفضب : ماذا كنت تفعلين هناك ؟ لقد قلت انك لا تتسبحين حيدا لماذا ذهبت بعيدا ؟ انك تستحقين ..
سكت فجأه عندما شاهد بقية المجموعة تصل فسالت نوريس : ماذا جرى هل اصابها تقلص ؟
اجابت كيم و اسنانها تصطك : ذهبت بعيدا اكثر مما يجب هذا كل شيء اني بصحة جيدة الآن .
قالت بياتريس : انك صفراء كالموت ، من الافضل ان تأتي مع كيم للمنزل يادايف حتى تستعيد عافيتها بعد الصدمة .
احتجت كيم لكن دايف قال : يجب ان ترتاحي انك بحاجة الى ان تتمددي و من ثم نستطيع العودة للمنجم شكرا يا بياتريس اننا نقبل دعوتك .
قالت بياترس : لماذا لا تجلب امتعتكما من الفندق بينما تستريح كيم و تتناولان طعام العشاء معنا ومن ثم تعودان للمنجم .
كادت كيم تصرخ لا تدعن وحدي مع هؤلاء الناس لكن دايف وافق على العرض ، توجه الجميع لسياراتهم غي السيارة همست كيم : افضل ان اذهب معك و اتناول العشاء في الفندق اني بحالة جيدة .
- لن اصدق ذلك الا متى استرجعت لون بشرتك و في كل حال سبق و ان قبلت الدعوة ..لماذا تتصرفين هكذا ؟ كنت اعتقد انك تفضلين ان يكون لك اصدقاء .
- لم اقل ذلك .
- اسمعيني اعجبك ام لا سنتناول العشاء عند آل تات ما عليك الا ان ترتاحي ..لا اعرف لماذا لم يعجبوك....
قاطعته دون ان تفكر بما تقوله : لست اعني آل تات انما ...آه...كارين ستكون هناك على ما أظن .
غمز دايف بعينه : وما دخلها بالموضوع؟
مضت برهه قبل ان تجيب كيم : انها معجبة بك .
ابتسم دايف : ماذت يعنى ذلك ؟ هل تغارين ؟
- لا اغار لكن لا احب ان يعاملني الآخرون كانني غير موجودة ربما في الماضي كانت لها حقوق عليك .
- لا تذهبي في تخيلاتك بعيدا ليس ثمة امرأة يمكن ان يكون لها حقوق تجاهي و لا حتى انت اذا كانت كارين تعاملك كما قلت فهذا خطأك ماذا تريدين مني ان افعل ؟
6- غابة الأشواق
صباح اليوم التالي اصر دايف على ان يرى كريس لوحده جلست قرب النافذة تراقب الشارع حيث ذهب الرجلان لم تكن تعرف كيف سيحصل دايف على هذا المبلغ الكبير انه يوم أحد و المصارف مغلقة و لم تجرؤ على سؤاله أخيرا شعرت بارتياح عند رؤية شبح دايف يظهر في نهاية الشارع المزدحم ، عندما دايف الى الغرفة كانت كيم تضع ملابسها في حقيبتها رفعت عينيها نحوه بحماس ثم حولتهما في الحال لم تكن تجرؤ على سراله قال : انه الآن على متن الباخرة التي تذهب الى داكار هل تناولت الافطار ؟
- انني انتظرك .
- هذا لطف منك بعد الفطور نتوجه للشاطئ و اذا اخذنا معنا الطعام البارد بامكاننا قضاء النهار باكمله و العودة الى هنا للعشاء قبل ان نعود .
تناولا الفطور في جو متوتر لم يقم دايف باي جهد لتخفيف حدة الانزعاج التي تلوح بينهما مثل سحابة حقيقية توجها نحو الشاطئ الذي توقفا عنده ليلة امس كانت هناك مجموعات من الناس من جنسيات مختلفة نزل دايف للسباحة بينما فضلت البقاء على الشاطئ و راحت تتأمله و تراقب الرؤوس التي تلفتت صوبه انه يلفت انتباه النساء دون ان يقوم باي جهد ، بدا مسترخيا عندما عاد من سباحته و تمدد قربها : كان عليك ان تغطسي و تسبحي قليلا ان الماء رائع هل تجيدين السباحة ؟
اجابت كيم بانها تعرف السباحة لكنها لا تسبح كما يجب ادركت كم يجهلان عن بعضهما البعض سالته بعد برهه : هل ما زلت عند وعدك بان تؤمن لي سيارة عندما نعود الى المنجم .
اجابها دون ان يفتح عينيه : نعم اذكر بعض التمارين ضرورية لك من اجل المستقبل .
- المستقبل .
- عندما آخذ اجازتي قررت ان اسافر لبعض المدن قبل العودة لانكلترا ، يمكننا ان نذهب للاجوس .
بقيت كيم مسمرة جامدة ناسية ان في يديها رمالا تنسل من يديها : هل تريدني ان ارافقك ؟
- طبعا ماذا تريدين ان افعل غير ذلك ؟
- يمكنك ان اسافر وحدي .
فتح عينيه الرماديتين ليتفحص وجه كيم : اهذا ما تفضلينه ؟
هل هذا فعلا ما ترغبه ؟ كانت كيم عاجزة عن ان تجد جوابا على سؤاله من جهة ستحصل على الحرية و من جهة أخرى المدة الطويلة التي تقضيها مع رجل لا يشعر تجاهها الا بالرغبه ستنتهي بالضعف و الاحتقار .
سألته : هل امامي اي خيار ؟
رات ظل ابتسامة على شفتيه : لا ليس لديك اي خيار الى الآن .عندما..
و التفت دايف نحو صوت يقول : آه الآن اعرف سبب اختفائك يا دايف .
التفتت كيم و شاهدت رجلا ينظر اليهما بعينيه الزرقاويين باعجاب صريح : اني افهم انك تريد ان تحافظ عليها لنفسك فقط لكن بما اني هنا فاني اطلب ان تقدمني لها .
انتصب دايف و على وجهه تعبير غريب لا يتميز به غيره : كيم اقدم لك رالف تات رالف هذه زوجتي .
فوجئ الرجل حتى الذهول لكنه تمالك نفسه سريعا : أخيرا جاء من يحجزك .
، يمكنني ان اقول لك انك ستجدين نفسك مكروهه في بعض الاماكن ماذا فعلت لتظفري به ؟
قاطعه دايف : دعنا منك يا رالف هل انت وحدك ؟
- كلا ان البقية هناك ان كارين معنا ياللصدفة كانت تتحدث عنك امس .
همس دايف غير مبال : صحيح .
- نعم اسمع لماذا لا تتناولان طعام الغداء معنا انت تعرف ما تحضره بياتريس كلما جئنا هنا .
دايف لم يرد فقالت كيم بصوت متردد : احضرنا معنا غداؤنا .
- عظيم هذا احسن سناكل سويا .
التفت رالف الى دايف في فضول مفاجئ : ما بالك يا عزيزي انني متأكد ان كيم ستكون مسرورة للتعرف على اصدقائك .
وقف دايف أخيرا و لم ينظر لكيم : اتفقنا قل لهم اننا آتيان بعد ان نوضب اغراضنا .
بعد ذهاب رالف سالت كيم : من هؤلاء الناس ؟
- رالف يعمل في تجارة الخشب وبرفقته زوجته و هناك زوجان آخران يرافقانهما دائما هيا بنا .
كانت المجموعة تنتظرهما تحت ظلال النخيل ولدي اقترابهما راحت الوجوه تعبر بانفعالات مختلفة و انجذبت كيم للحال الى امرأة صغيرة بالسن ذات جمال اسمر جذاب ترتدي مايوه أصفرا كانت تنظر لكيم من راسها الى قدميهانظرة حائرة .
قالت موجهه كلامها الى دايف : كاننا منذ دهر لم نرك .
اجابها بارتياح : فعلا من زمان كيف حالك ؟
- جيد جدا .
- هل تعرفني الى زوجتك ؟
- لا أحب الرسميات ، وضع يده على كيم وجذبها نحوه : هذه كارين و المرأة التي تحمل السلة هي بياتريس ثم هنا فيدا و نوريس الآن اذهبي اجلسي مع الفتيات انهن غير مؤذيات .
انفجرت بياتريس من الضحك و بدا ذلك لا يناسبها وهي ذات شعر ابيض : اننا في شوق لك يا دايف هل تعرف ذلك انك الرجل الوحيد الذي يعرف كيف يحول الشتيمة الى مديح ؟
ثم التفتت لكيم وقالت : لا بد انك تجدين صعوبة في فهم هذا الصبي .
تدخلت كارين في الحديث : ربما تجده كيم سهلا في تفهمه يبدو عليها انها قادرة على ذلك هل صحيح ما اقوله ؟
كان السؤال موجها مباشرة الى كيم رات كيم ان جوابها سيسمعه دايف و اجابت : اني اتعلم ان أفهمه .
يالت بياتريس دايف : كيف تعارفتما ؟ كنت اعتقد انك محجوز في المنجم ؟
اجابها دايف : صحيح كنت محجوز هناك ان كيم تعمل بالشركة .
قاطعهما رالف : لم اكن اعرف ان الشركة توظف النساء بالمنجم .
قاطعتهما بياتريس : تعيشين بالمنجم يا الهي ماذا يفعل الحب للنساء ؟
شعرت كيم بنظرات دايف الساخرة و قامت بجهد كبير حتى لا يعتريها الخجل لن يصدقوها اذا اخبرتهم الحقيقة ،اذا كان دايف قد ابتهج مع اصدقائه فن كيم لم تكن كذلك ، كانت كارين تجلس بجانبها تحدثها بحماس مع الناس و بدا واضحا ان بينها و دايف قصة حب قديمة حاولت كيم عدم التفكير متعجبة من لامبالاة كارين تجاه دايف .
بعد الساعة الثالثة اقترح احد الحاضرين السباحة نهضت كيم على الفور سعيدة لانها ستتخلص من هذا الوضع المزعج ، غطست في الماء و سبحت نحو الصخرة الكبيرة الواقعة الى يمين الشاطئ كانت الصخرة ابعد مما كانت تتصور شعرت بعضلات قدميها تتشنج و يديها تثقلان تركت نفسها تعوم لبرهه لتستعيد انفاسها ما العمل ؟و قبل ان تصل الى حل اقترب دايف اليها طالبا منها الاسترخاء و التمسك بذراعيها حول كتفيه بدا الوقت طويلا قبل ان يصلا الى الشاطئ حملها دايف الى الشاطئ ثم نظر اليها وهو يلهث بفضب : ماذا كنت تفعلين هناك ؟ لقد قلت انك لا تتسبحين حيدا لماذا ذهبت بعيدا ؟ انك تستحقين ..
سكت فجأه عندما شاهد بقية المجموعة تصل فسالت نوريس : ماذا جرى هل اصابها تقلص ؟
اجابت كيم و اسنانها تصطك : ذهبت بعيدا اكثر مما يجب هذا كل شيء اني بصحة جيدة الآن .
قالت بياتريس : انك صفراء كالموت ، من الافضل ان تأتي مع كيم للمنزل يادايف حتى تستعيد عافيتها بعد الصدمة .
احتجت كيم لكن دايف قال : يجب ان ترتاحي انك بحاجة الى ان تتمددي و من ثم نستطيع العودة للمنجم شكرا يا بياتريس اننا نقبل دعوتك .
قالت بياترس : لماذا لا تجلب امتعتكما من الفندق بينما تستريح كيم و تتناولان طعام العشاء معنا ومن ثم تعودان للمنجم .
كادت كيم تصرخ لا تدعن وحدي مع هؤلاء الناس لكن دايف وافق على العرض ، توجه الجميع لسياراتهم غي السيارة همست كيم : افضل ان اذهب معك و اتناول العشاء في الفندق اني بحالة جيدة .
- لن اصدق ذلك الا متى استرجعت لون بشرتك و في كل حال سبق و ان قبلت الدعوة ..لماذا تتصرفين هكذا ؟ كنت اعتقد انك تفضلين ان يكون لك اصدقاء .
- لم اقل ذلك .
- اسمعيني اعجبك ام لا سنتناول العشاء عند آل تات ما عليك الا ان ترتاحي ..لا اعرف لماذا لم يعجبوك....
قاطعته دون ان تفكر بما تقوله : لست اعني آل تات انما ...آه...كارين ستكون هناك على ما أظن .
غمز دايف بعينه : وما دخلها بالموضوع؟
مضت برهه قبل ان تجيب كيم : انها معجبة بك .
ابتسم دايف : ماذت يعنى ذلك ؟ هل تغارين ؟
- لا اغار لكن لا احب ان يعاملني الآخرون كانني غير موجودة ربما في الماضي كانت لها حقوق عليك .
- لا تذهبي في تخيلاتك بعيدا ليس ثمة امرأة يمكن ان يكون لها حقوق تجاهي و لا حتى انت اذا كانت كارين تعاملك كما قلت فهذا خطأك ماذا تريدين مني ان افعل ؟
8- شخصان و أذرع ثلاث
ساعات مرت قبل ان يأتي الدكتور سلبي أخيرا الى غرفة الانتظار ، بدا عليه التعب و التوتر و ظهرت ملامح وجهه غريبه فيها تحفظ و بعض التكتم قطع الصمت الرهيب عندما أعلن : صحته ستكون على ما يرام كسر في الذراع و بعض الندبات و لم تكن خطرة كما تصورت في البداية لقد أفاق من المخدر و يريد ان يراك .
كان دايف ممددا على السرير و مرتفعا قليلا بعدة وسادات تحت راسه و ابطه ، كان وحهه شاحبا لكن عينيه واعيتان و كانت ذراعه اليسرى مجبرة تحت المرفق و معلقة بشريط ثابت في قاعدة فوق السرير ، قالت له بحنان : انس سعيده للأخبار الحسنه قال الدكتور سلبي انك تريد ان تراني .
- نعم اريد ان اشكرك لانقاذ حياتي .
- كانوا سينتشلونك من هناك بطريقة أو بأخرى و الآن قل لي كيف تشعر ؟
- سوف أعيش ...لا داعي لان اقول لك ان هذا الحادث سيغير كل مشاريعنا هذا طبيعي . سأبقى هنا حتى نهاية عقدي لكن لم يعد هناك اي سبب يدعوك تنتظرين هنا معي غدا تقلع الطائرة متوجهه الى انكلترا عند الظهر و سوف يتصل لوك بالمسؤولين لارسال طارة مروحية توصلك للمطار و انا احول لك المال اللازم للبنك في انكلترا في انتظار الغاء الزواج لا تقلقي فلن ينقصك شيء .
- هل تقصد انك ستعطيني اجازة مدفوعه .
- اذا كنت ترين الأمور من هذا المنظار .
- و اذا رفضت ان اذهب .
- ماذا تريدين الآن ..المال الكثير ؟
- بما اني لا اعرف كم ستدفع لي فلا استطيع ان اطلب اكثر لقد ...وعدتني برحلة الى الجنوب قبل العودة لانكلترا .
بابتسامه مرة دلها على يدها المكسورة : و يدي .
- انا اقود السيارة .
- اذا كنت تعتقدين انني بحاجة الى امرأة للاعتناء بي فانك مخطئة بالنسبة الي لقد انتهى كل شيء بيننا يا جميلتي اذن ذهابك بسرعة افضل من اي شيء آخر و في كل حال كنا على وشك الانفصال خلال اسبوع أو اسبوعين .
نهضت و قالت بانفعال : لا اريد ان اذهب يا دايف ليس هكذا الا يمكننا ان نظل على وعدنا و ننفذ رحلتنا ؟ على الأقل نسافر معا حتى نصل الى انكلترا .
ظلت نظراته قاسيه : لا لا يمكننا لقد قلت لك الآن اني لم أعد أريدك .
فقط لأنككسرت ذراعك ؟ هل هناك سبب آخر ؟
- كسر الذراع ليس سوى تفصيل الا يمكنك ان تفهمي أخيرا باني لم أعد أطيق القضية بيننا ؟ نعم صحيح انني قلت اننا سنقوم بالرحلة لكن هذا الكلام حدث قبل .......
شد على أسنانه ثم عاد ليكمل حديثه : حدث قبل ان التقي بكارين من جديد متى شفيت و عدت الى الاعتماد على نفسي فسأحقق مشاريعي معها هل هذا واضح ؟
رفعت كيم ذقنها و قالت محاولة الدفاع عن كرامتها : لا شيء أوضح من ذلك لا تقلق يا دايف لن أسبب لك أية مشكلة لست بحاجة الى ان تراني بعد الآن آمل ان تجدا ما تبحثان عنه .
ادارت له ظهرها بعنفوان و خرجت من القاعة لم يعد يريدها ان لوك مخطئ في تفكيره .
- كيم .
اسرع لوك نحوها : كيم ما بك ؟
سألته في صوت مرتعش : اين كارين ؟
- نصحتها بان تعود مع اوستن الى المنزل ، هكذا اذن انه يستعمل كارين حجة ليجبرك على العودة الى انكلترا .
- لم تكن حجة انما السبب انه يريدها لا انا لقد اخطأت يا لوك لقد قال لي ذلك بوضوح .
حافظ لوك على صمته و تعابير وجهه وتتبدل و أخيرا هز كتفيه و قال : اني آسف كنت اعتقد اني اعرفه جيدا تعالي سآخذك الى المنزل .
عندما و صلا للمنزل خرجت كارين مع اوستن للشرفه سالت كيم : اذن ما النتيجة ؟
- انه سينجو اصيب بكسر عادي في ذراعه لا أكثر ، لا مانع من زيارته اذا كنت تريدين ذلك .
- صحيح هل طلب ذلك ؟
- نعم و انا سارحل غدا عائدة لانكلترا و الآن سأهتم بتحضير الغداء لاني جائعة .
تبعها لوك للمطبخ : سوف ترحلين ؟ هكذا ببساطة ؟
- ماذا تريدني ان افعل ؟ لم يترك لي اي خيار يريد التخلص مني باسرع وقت و المطلوب منك مرافقتي غدا للمطار .
- يمكنني ان ارفض .
- رفضك لا يغير الأمور سوف يطلب من مهندس آخر و انا افضل ان ترافقني انت .
- لم اعد افهم شيئا لو كان هناك خطر من قطع ذراعه لفهمت لكن الآن لا افهم .
- انه سهل يا لوك ان دايف ملني و هذا كل شيء و الحادث عجل الامور كنت اعرف انه زواج مؤقت لا دخل لدايف في القضية انا التي تغيرت .
- و ماذا ستفعلين في لندن ؟
- لا اعرف ساقبل عرضه المالي حتى اجد عملا .
- اتعرفين انك متكبرة مثله و عنيدة ايضا انك لم تقولي له ما هو شعورك تجاهه ؟
- لكن يا لوك لا يريد ان يسمع شيئا من هذا القبيل شيء واحد يهمه و هو الخلاص مني بسرعة انه غاضب علي لاني انقذته اني اعتقد انه كان يفضل موته على ان يكون مدينا لامرأة انقذت حياته .
زم لوك شفتيه : في هذه الحاله يجب ان نلقنه درسا .
قالت له كيم و هي تمسك يده :لا ارجوك لا تفعل شيئا من اجلي .
نظر اليها ثم هز راسه : حسنا اتفقنا اذا كان هذا ما تريدينه من افضل ان اذهب الأن لتحضير امور سفرك .
رجعا لغرفة الجلوس طلبت كارين و اوستن مرافقتهما بالطائرة الى فريتاون و بعدها طلبت كارين مفاتيح السيارة من كيم حى تزور دايف و سالت لوك ان يدلها للعياده ، بعد ذهابهما كان وجه اوستن محتقنا و اشفقت عليه كيم : آسفة لما حصل لا شك انك حائر كنا انا و دايف سنفترق قريبا جدا و لن في الظروف الراهنة رأينا ان من الافضل الانفصال الآن .
- لا داعي لشرح الامور لست فضوليا لكن ما اعرفه هو انك تسمحين لكارين بخداعك قالت لي ونحن بطريقنا الى هنا انها تنوي استعادة دايف فقط من اجل ان تنتزعه منك فهي لا ترغب فيه فعلا و بصراحه انها لا تعرف ما تريد انها فتاة انانية جدا .
ابتسمت بخفة : انك رجل طيب رايك صحيح لكنها ليست سبب انفصالنا السبب بسيط جدا انا و دايف مختلفان تماما هذا كل شيء .
كان يتحدثان عن حياة اوستن في انكلترا عندما عادت كارين ، كانت تبدو متغيرة على نحو ما أكدت ان دايف متفائل و اعصابه هادئه .
و لما خرج الجميع للخارج بعد ليلة ممطرة كانت الطارة المروحية تنتظر في ساحة الهبوط راح الطيار يلقي بنظرة فضوليه اليها و هو يساعدها للصعود صعد لوك بعدهاو كارين و اوستن قبل ان يغلق الباب دوي المحرك و ارتفعت الطائرة و بعد قليل انحنى الطيار جيري برايس نحو كيم و قال بصوت خفيض لكيم : لم اكن انتظر ان آراك اليوم سوف تعودين اليس كذلك ؟
- لا لا لن اعود .
قال بحدة : لم اكن اتوقع ان تترك امرأة زوجها و هو يعاني في هذه الحالة السيئة ؟
- انه يعاني فقط من كسر في ذراعه .
استغرب قائلا : آه ليس هذا ما سمعته لقد سمعت من أحد الرجال انه يعاني خطرا في ذراعه و قد يضطر الى بترها .
ذعرت كيم و راح قلبها ينبض لا شك انك فهمت خطأ .
- ربما لكنه كان يبدو متأكدا من ذلك .
التفتت كيم غريزيا الى الوراء ووقع نظرها على كارين التي كانت تحدق فيها و لم يكن في وسعها ان تخفي التعبير الذي كان يمر بسرعة على وجهها : كنت تعرفين اليس كذلك ؟ و لهذا السبب كنت بحيرة و ارتباك مساء امس عندما عدت من العياده هل قال لك الحقيقه كلها ؟
اجابت كارين من دون انفعال : ابدا ان الدكتور سلبي هو الذي اخبرني بذلك و اذا كنت مصرة على معرفة كل شيء فانني اقول لك اني لم ازر دايف اذ لم يبدو ذلك ضروريا لا اريد اشغل نفسي بانسان عاجز .
كانت قسوة كلماتها كالصدمة بالنسبه لكيم التي صرخت : لن يصبح دايف عاجزا ابدا مهما حدث لا أحد يحق له ان يعامله كانسان عاجز .
ثم التفتت نحو جيري و قالت : جيري عد بي الى المنجم ارجوك ان ذلك ضروري .
حول الطيار سيره مبتسما : هذا سيلغي مهمتي التالية لا يهم سوف اقول بان التاخي حصل بسبب اصلاح عطل .
بعد دقائق هبطت الطائرة نزلت كيم وهبط لوك ورائها ومعه حقيبتها ودعت كيم الركاب ردت عليها كارين بهزه من كتفيها و قال اوستن : حظ سعيد آمل ان تتحسن الامور بينكما .
صعدت كيم بجانب لوك في السياره و اقلعا باتجاه العياده قال لها لوك : لن يكون ذلك بسيطا سيكون سعيدا لرؤيتك لكنه سيرفض التصريح بذلك .
- مهما قال فاني هذه المرة باقية هنا .
- انك دون شك امرأة عظيمة .
كان الدكتور سلبي في غرفته فنظر الى كيم دهشا عندما ظهرت على عتبة الباب : ظننت انك رحلت .
هل صحيح ان هناك خطرا و قد يفقد دايف ذراعه ؟
تغيرت ملامحه و قال : من قال لك هذا ؟
- لا يهم اريد فقط معرفة الحقيقة .
تردد و هز راسه : نعم هذا صحيح او هناك احتمال اني اشك انه سيستعمل ذراعه بصورة طبيعيه فقد تقطعت بعض الاعصاب بذلت المستحيل و تصرفي نحوك لم اكن اريده لكن دايف اصر الا تعرفي الحقيقة و هو مخطئ بذلك .
- لكنك قلت الحقيقة لكارين المرأة التي شاهدتها امس .
- بناء على طلب دايف قال لي انه سيتخلص منها بهذه الطريقة .
- فهمت ...
حاولت كيم ان تضبط اعصابها : هل يمكنني ان آراه ؟
هز الطبيب راسه :بكل تاكيد لكن لا اعرف ردة فعله عندما يراك .
كان خادم افريقي على اهبة الدخول للقاعة حاملا فنجان قهوه اخذتكيم منه الصينية وو ضعت اصبعا على فمه حتى لا يعترض ثم دخلت كان دايف واقفا امام النافذة مديرا ظهره صوبها و لما سمع وقع اقدام لم يلتفت لكنه اشار بيده الى الطاولة قرب السرير : ضع الفنجان هنا .
اقتربت كيم ووضعت الفنجان و قلبها ينتفض و التفت فجأه و ظل برهه يرتجف و هو يحدق فيها بصمت و البريق الذي ظهر بعينيه كان سريعا لدرجة انها لم تكن متأكدة من انها راته .
قال اخيرا بقسوة : منذ 20 دقيقة اقلعت الطائرة فلماذا لم تكوني على متنها ؟
- كنت على متنها ثم طلبت من الطيار العودة .
- لماذا ؟
- لانني عرفت شيئا و انا هناك اكدت لي كارين ...دايف انا ايضا يحق لي ان اعرف الحقيقة ما قلته للدكتور سلبي غير عادل بالنسبة اليه او الي .
- انها مسألة رأي في كل حال هذا لا يغير شيئا انك تخلقيت مشاكل جديدة بعودتك و الآن سأضطر الى ان اطلب من جيري برايس ان يعود مرة أخرى .
- ليس اليوم سيكون مشغولا طيلة النهار .
- هذا لا يهم ان شركته تملك العديد من الطائرات و الطيارين .
راح يتنقل بعصبيه ثم اسند مر فقيه على الطاولة : لن تبقي هنا لقد سبق ان طلبت من ان ترحلي .
- هل انت خائف من عدم استطاعتك السيطرة علي و انت تملك ذراعا واحدة .
- يمكنني ان اواجه قدري من دون احتاج الى مساعدتك .
ابتسمت قليلا : آهلا داعي للقلق ليس في نيتي ان اشفق عليك قال لي الدكتور سلبي انه ليس متأكدا 100% من انه سيضطر لبتر ذراعك لكن لنتوقع اسوأ الأمور فان بامكانك ان تتصرف بيد واحدة كاي رجل آخر ..... ثم الم تفكر مرة ان بامكاني الموافقة على البقاء معك لسبب آخر .
-سألها ساخرا : و ما هو السبب ؟
- لنقل مثلا انني مغرمة بك لا تنظر الي هكذا هذه هي الحقيقة لم أريد ان أحبك لكن هذا حصل و لا سبيل الى انكاره .
- لست ابله الى هذه الدرجة ربما انجذبت نحوي بالرغم منك لكن لا يمكنك ان تخلطي هذا الشعور بالحب اني فقط الرجل الأول الذي افهمك انك امرأة .
- لقد افهمتني اكثر من ذلك كنت اردد دائما لنفسي اني اكرهك لكن ذلك فقط لانني كنت اخجل من ان اعترف لنفسي بانني اريدك بقدر ما تريدني و الرغبة جزء من الحب بالنسبة الى المرأة على الأقل وخصوصا لامرأة مثلي .
- لماذا انتظرت حتى الآن كي تخبريني بذلك ؟ لماذا لم يحدث ذلك امس او قبله ؟
الجواب على هذا السؤال كان يتطلب منها شجاعه كبيره لكن كيم ترددت : لانني لم اكن متأكده من عواطفك تجاهي .
- و هل انت متأكدة الآن ؟
- اني ....اني اعتقد ذلك ...
اقتربت خطوة منه : دايف كنت صريحه معك متخلية عن كبريائي الايمكنك ان تقدم على خطوة مماثلة ؟
هز كتفيه في نبرة لا مبالية : آسف انا لا احب النهايات السعيده .
كانت كيم تتأمل ملامحه القاسيه ووجهه الحجري وعينيه الداكنتين لكن الغضب المفاجئ العنيف جعلها تصرخ عاليا : اذن لست سوى رجل أحمق و أنا أيضا حمقاء لأني كنت اعتقد انه في و سعي ان اخترق درعك السميك اني اعرف تماما من تكون يا دايف ؟ انت جبان انك تفضل الموت على ان تتصرف مرة كانسان و لهذا فانا لست أكيده من انني اريد رجلا جبانا زوجا لي صحيح انني كنت اعتبرك في البداية رجلا حقيرا و من دون رحمه لكن لم يخطر في بالي انه تنقصك الشجاعه و ما عليك اذن الا ان تمضي بقية حياتك في الخوف من العذاب اذا كان ذلك يعجبك اما انا فسوف ابحث عن رجل قادر ان يتحمل المسؤوليه .
كانت تجهش بالبكاء و اسرعت للباب تبحث عن قبضته محاولة الخروج و لم تسمع خطوات دايف خلفها لكن فجأه أمسكها بكتفيها و سمرها على مصراع الباب كان وجهه داكنا و نظرته ساطعه : سأقتلك من اجل هذا ايتها الفتاة المجنونه .....
سحب يده عن كتفها ثم مدها الى حنجرتها و رفع راسها و عانقها بشده و لم تحاول كيم التخلص منه بل انها مدت يدها حول خصره و تقوقعت على صدره و غرزت خديها المبللتين بالدموع في صدره و راحت تسمع دقات قلبه و تنفسه الدافئ فوق شعرهاهمست : اني احبك يجب ان تصدقني يا دايف اني احبك .
- لا يمكنني ان اقول لك الى اي درجة اريد ان اصدقك عندما عدت شعرت و كانني اعيش من جديد لا اريد ان اقول اني كنت اريد لك كل خير في البداية كنت اريدك و استعملت كل ما لدي من وسائل لأحصل عليك لكن لم اكن ارى ابعد من الوقت الذي ستعودين فيه الى انكلترا .
- كنت تعتقد انك ستكون قد سئمت مني .
- ربما ....
راح يداعب شعرها بحركة ناعمه ثم اضاف : كنت تختلفين عن بقية النساء اللواتي عرفتهن ، اعجبني صدقك تجاه آدامس مثلا حتى بعد انعرفت الحقيقة و تصرفك عندما قال لك حقيقته و ما هي قيمته لم تذرفي دمعه و احده قبل مغادرة المنزل الا بعدما فهمت خطورة الوضع و بعد ذلك لم اكن انظر الا لمصلحتي الخاصة كنت اعرف اني لن احصل عليك بطريقة أخرى لذلك جاءتني فكرة الزواج المؤقت ....من دون ان افكر بطبيعتك الواثقه .
توقف عن الكلام و ابتعد عنها ليتفحص وجهها : هل صدقت فعلا اني كنت غير مبال ؟
- لا اعرف....ربما كنت اريد ان اقنع نفسي ....ربما كما قلت ..
- لقد قلت امور كثيرة افضل ان انساها الله وحده يعرف كيف يمكنك ان تشعري تجاهي بهذا الحب بعد كل الذي تحملته مني و تلك الليلة عندماقررت ان تستسلمي لرغباتي لقاء ما يمكنني ان اقدمه لآدامس من أجل مساعدته على الخروج من الورطة تلك الليلة كدت اقتلك انت و هو معا .
- لكنك عرفت في الواقع كيف تصرفت تلك الليلة و فهمت اني احبك .
- نعم و حينذاك فهمت انني لا استطيع البعاد عنك لذلك اقترحت تلك الرحلة للجنوب آملا ان نتوصل الى تفاهم متبادل و حل نهائي لنبدأ حياة جديدة .
نظرت كيم الى ذراعه المرفوعه : وقع الحادث و ظننت انك اصبحت عبئا لا يمكن لأية امرأة ان تتحمله دايف ..دايف كنت اعمى لدرجة انك لم تر ماذا فعلت بي عندما طلبت مني الرحيل ؟
رفعت راسها لتتأمل من جديد عينيه الرماديتين و اضافت : و الآن هل تصدقني قل ؟ هل تصدقني ؟
- نعم ..نعم اني اصدقك لكني افضل ان احذرك مسبقا يجب ان تجاهدي كثيرا حتى ابقى مقتنعا بذلك اني في حاجة لحنانك و حبك .
ثم نظر الى ذراعه و اصبحت ابتسامته مرة و تابع : ماذا استطيع ان افعل بهذا الذراع ؟يجب ان اتكيف لما يمكنه ان يحصل و مع الزمن تنحل جميع المشاكل شخصان و أذرع ثلاث لابأس في ذلك .
أجابت مقتنعة : و اذا كانت أربعا يكون ذلك أفضل ليس لدينا سوى رأي واحد و هو رأي الدكتور سلبي قد يكون مخطئا في انكلترا اطباء و جراحون افضل منه كما توجد امور تتعلق بقوة ارادتك و هذا لا ينقصك .
نظر اليها : و ماذا لو بترت ذراعي؟
اجابت بسرعه : في هذه الحال سيضعون لك ذراعا اصطناعيا من الحديد الأبيض وحينئذ سأتعب قبل ان اتذكر اي ذراع سوف اعض و اداعب .
انفجر دايف من الضحك فجأه معبرا عن فرحه ووضع ذراعه السليمه حول خصر كيم و رفعها من دون جهد و جذبها نحوه : ذكريني كي اقول لك يوما بعد يوم اني احبك يا جميلتي اما الآن فدعيني اغمرك و اعانقك الى الأبد .
تمت
منقول
|