المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
رقصة أشباح أزلية
في صخب بغيض كل ليلة
تدق تلك الساعة البائسة
هناك في نهاية الطريق
تنتصب شامخة منذ زمن بعيد
على ذاك البرج في الظلمة باهته
تدق حين تراني قادمة
كأنها تسجل كل ليلة حضوري
تراقب خطواتي التائهة
تدق تدق اثنا عشر دقة مزعجة
وصوت عقاربها النحاسية الباردة
يصيح عاليا في ضجة صامته
ضبابٌ كثيف يلف الطريق
بالكاد أرى ضوئا من بعيد
حيث مقعدي الخشبي الوحيد
الرابض هناك في صبر طويل
أصل اليه مع الدقة الأخيرة
وتلك الساعة هناك
في أعلى ذاك البرج صامدة
تطل عليّ
ألمح في وجهها عينا شامتة
ومع صيحاتها الصامته
تخرج أشباح باهته
تجر أقدامها متمايلة
تتجه نحوي في شحوب
ألا يكفي أنها أشباح مرعبة
وحين يصل موكب الأشباح البغيض
تلتف حولي بهدوء رهيب
أشباح الأمل
أشباح الحلم
أشباح كل أيام العمر
على وجوهها الجمجمية الحزينة
نظرة أموات مقيتة
بلا عيون تحدق بجسدي الضئيل
تفوح منها رائحة القبور
وبرقصة الأشباح اللأزلية
تهمس أصواتهم بنشيد رهيب
نشيد آمالي وأحلامي
نشيداً يتلون فيه أسراري
كأني بحاجة لأن يخبروني
أنهم أشباحي
أشباح أحلام قضت نحبها
أشباح أيام مضى زمانها
لا أدري أجنازة أشباحي هي ؟!
أم انه شوقي لها ؟!
لكن مايزال هناك حلم
لم ينضم بعد للموكب المخيف
مازال يقتات من روحي كل ليلة
وأخبئه بأعماقي كل مرة
وفجاة تدق الساعة دقة
وينفض الموكب الشبحي بسرعة
ولا يبقى سواي وضباب كثيف
تراقبنا تلك الساعة بصمت سرمدي
يراقبنا وجه الزمان بقسوة
ويد كالأساطير تحرك عقاربه النحاسية
لتسرق المزيد من أشباحي
لتعد في صبرٍ الثواني
لتسجل في الغد حضورا ثاني
14-9-29009
6:45 am
|