المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
3 سنوات السن المناسبة لأداء التمرينات.. و30 دقيقة لحياة سليمة
3 سنوات السن المناسبة لأداء التمرينات.. و30 دقيقة لحياة سليمة
الرشاقة هاجس يؤرق كثيرًا من ذوي الوزن الزائد سواء للرجل أو المرأة، بينما يمطرنا خبراء الصحة والتغذية من حين لآخر بأنظمة وخطط مختلفة لاسترجاع اللياقة البدنية والحصول على الرشاقة..
وبين هذا وذاك يكون الأطفال بمنأى عن هذه الأنظمة، رغم أن الدراسات الحديثة تؤكد ارتفاع معدلات السمنة لديهم بشكل كبير.. وحول هذا الموضوع تحدثت الدكتورة أشرف جلال أستاذ صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث في مصر، عن أفضل الطرق لرشاقة أطفالنا ونوعية الأغذية المطلوبة لكي يمارسوا الرياضة بطريقة صحيحة تؤدي إلى عدم الإخلال بوظائف الجسم أو إلى إصابتهم بالنحافة المفرطة.. تفاصيل أكثر في السطور القادمة.
بعض الآباء والأمهات يربطون بين فشل أبنائهم الدراسي وممارستهم الرياضة، فما رأيك؟
اعتقاد خاطئ تمامًا، لأن الدراسات أكدت أن ممارسة الأطفال للرياضة بشكل متوازن ولمدة ساعة تقريبًا تحسن النتائج المدرسية، كما أنها تساعدهم على الاندماج في المجتمع وإبعادهم عن العزلة والوحدة.. وبجانب ذلك تساعد الرياضة على التحكم في الوزن وإنقاصه، والحد من إصابتهم بالسمنة؛ كما تحمي من الإصابة مستقبلاً بالعديد من الأمراض المزمنة كالضغط وأمراض القلب.
برأيك.. ما السن الفضلى للأطفال لممارسة الرياضة؟
يفضل أغلبية رجال التربية أن يبدأ الأطفال في ممارسة الرياضة من عمر 3-8 سنوات على شكل لهو ولعب، بشرط أن يكون النشاط جذابًا مثل الجري أو لعب الكرة أو التدريب على الدراجة..
أما في الفترة من 8 إلى 13 سنة فيفضل التدريب على تمارين المهارات الرياضية مثل إمساك المضرب، ومعرفة القفزات العالية ورمي الكرة الحديدية.. ثم تليها فترة زمنية عمرية أخرى تبدأ من 13 إلى 14 عامًا، ولا بد أن يتعلم فيها الطفل روح المنافسة؛ لكن يجب إلا يشارك الطفل بأكثر من 10-15 مباراة في العام الواحد مع تجنب الجهود المفرطة التي تؤثر في القلب.
ما الفرق بين النظام الغذائي للطفل الرياضي عن الآخر العادي؟
غذاء الطفل الرياضي يختلف تمامًا عن الطفل الذي لا يمارس أي هوايات وأنشطة رياضية، حيث يحتاج الأول إلى غذاء صحي متوازن عكس ما هو شائع في مجتمعاتنا بأن الرياضة وحدها كافية لبناء العضلات وكمال الأجسام، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الرياضة جزء من أسلوب حياة صحي.
ما الشروط المطلوبة في الغذاء الصحي المتوازن للأطفال الرياضيين؟
هناك شروط لا بد أن تتوافر في هذا الغذاء، وهى أن تكون سعراته مناسبة للسن والوزن ويحتوي على فيتأمينات وأملاح معدنية بكميات كافية؛ بالإضافة إلى ضرورة تناول كميات كافية أيضاً من المياه..
مع العلم بأن هناك اختلافا في النظام الغذائي مع كل نوع رياضة، فمثلاً الجولف أو التنس يندرج تحت الرياضات البسيطة على العكس من ألعاب القوى وكمال الأجسام ورفع الأثقال فهي الرياضات الشاقة.
هل تحتاج الرياضة الشاقة لأنواع معينة من الأغذية؟
بالطبع، فيجب أن تحتوي الوجبة الغذائية للأطفال الذين يمارسون رياضات شاقة على قدر أكبر من السعرات يتراوح ما بين 3500 و4000 سعر مقسمة إلى 3 وجبات، كما يجب تناول 2 كوب عصير طازج يوميًا، و2 ملعقة سكر لكل لعبة، ويفضل تناول الشاي أو القهوة في منتصف النهار، وعدم تناول الينسون أو النعناع لما لهما من تأثير مثبط للعمليات الحيوية والنشاط البدني عكس الحلبة التي تجلب النشاط ولها قيمة غذائية عالية.
إرشادات ونصائح
ما أبرز المشاكل الصحية التي يجب أن ينتبه إليها الآباء والأمهات عند ممارسة أبنائهم للرياضة؟
الجفاف يعد من أهم المشاكل التي يتعرض لها الطفل الرياضي، لأن أغلب الأطفال يفشلون في الاستجابة لشعور العطش باعتبارهم أقل كفاءة من البالغين في تنظيم درجة حرارة الجسم وأبطأ في التكيف مع التمرين في الطقس الحار؛ لذلك يجب الاهتمام بأن يعوض هؤلاء ما يفقدون من سوائل الجسم أثناء وبعد ممارسة الرياضة.
كيف يمكن قياس درجة الجفاف.. وهل يمكن للآباء والأمهات اكتشافه؟
لون البول هو مقياس طبيعي لدرجة الجفاف؛ فإذا كان أصفر فاتحا ويشبه عصير الليمون فهذا دليل على عدم وجود جفاف؛ أما إذا كان أخضر داكن ويشبه عصير التفاح فهذا إعلان عن وجود جفاف؛ كذلك دليل على ارتفاع درجة حرارة الجسم.
ما النصائح والإرشادات التي يجب على كل أم اتباعها حتى لا يتعرض أطفالهم الرياضيون لمشاكل بدنية وصحية؟
يجب على الأمهات الانتباه أولاً للضغوط التي تقابل الطفل، فبعض الرياضات تحتاج أقصى قوة مع أقل وزن مثل المصارعة.. وهنا أوصي الأمهات باتباع الآتي مع أطفالهم، منها أن يأكلوا بانتظام ولا يغفلوا وجبات الطعام، خاصة الإفطار، ومن الأهمية تناول كميات كبيرة من الثمار والخضار والفيتامينات والمعادن مع عدم إهمال الكربوهيدرات كالمكرونة والأرز والخبز لكونها مصدر الكولاجين، وإنتاج الطاقة في الجسم.
وأنصح أيضاً بالاهتمام بالأغذية الملونة كالجزر والفلفل الملون لتلفت نظر الطفل وتشجعه على تناول المواد الغذائية والاهتمام بالسوائل أيضًا، وعدم الإفراط في الدهون، والإكثار من السكريات بشرط أن يكون تناول الطعام قبل القيام بالألعاب بفترة كافية من 2-3 ساعات لإعطائه فرصة للهضم الجيد مع تجنب ملء المعدة لأنه يقلل النشاط البدني.
المسموح والممنوع
كيف ينعكس ذلك على صحة ورشاقة الطفل؟
النشاط البدني كالركض والمشي والسباحة والتنس وكرة القدم وغيرها، كلها رياضات تقوم على حركات متواصلة، وهناك منها ما يؤدي إلى القوة، وتربيط العضلات، وتضمن عدم استعادة الوزن الزائد الذي تم التخلص منه، فالتمرينات التي يمارسها الطفل تساعد الجسم على حرق الدهون، وتضمن سلامة الجسم بكامله.
هل هناك أطعمة تفيد الجسم ولا تزيد الوزن؟
بالطبع، فالرشاقة تتحقق بالاعتماد على الغذاء المتكامل الذي يحتوي على أربعة أنواع أساسية، وهي النشويات مثل القمح الكامل والأرز البني.. وهي تعطي طاقة لمدة أطول كون كل جزء من النشويات يعادل 4 وحدات حرارية.. الغذاء المتكامل أيضاً يتطلب وجود البروتينات الموجودة في اللحم والبيض وبعض أنواع البقول، ثم الدهون مثل الزيوت النباتية والزبد، وأخيرًا الخضار والفاكهة التي توفر للجسم الفيتامينات والأملاح، وتفيد الجسم دون أن ترفع من درجة المواد الدسمة.
يردد البعض بأن الريجيم وحده كافٍ لاستعادة رشاقة الجسم؟
الريجيم وحده لا يكفي لإعطاء النتائج المرجوة، فقد يخفف الوزن الزائد إلا أن الجسم عادة يسترد هذا الوزن فور الانتهاء من الريجيم؛ وهذا ما يحدث مع اتباع أي ريجيم غذائي حيث يخسر الفرد خلال الشهر الأول أكبر نسبة من وزنه؛ ثم تخف هذه النسبة في الأشهر اللاحقة؛ لأن الجسم يكون قد اعتاد على حرق كميات قليلة من الطعام إلى أن يمل الفرد ويعود إلى حياته الطبيعية، ويسترد الوزن الذي فقده، ومن هنا تبرز أهمية الرياضة.
ما المسموح والممنوع للمحافظة على رشاقة أبنائنا؟
يجب أن تُعلم الأم أطفالها من البداية الأكل ببطء، ومضغ الطعام جيدًا، وترتيب الوجبات الثلاث في مواعيد محددة يوميًا مع شرب لتر ونصف من الماء على أن يكون بين الوجبات وليس خلالها بشرط إلا يفرطوا في تناول الأطعمة الخاصة بزيادة الوزن دون استشارة أخصائي التغذية، مع ممارسة الرياضة مدة نصف ساعة يوميًا، وتناول 5 فواكه على الأقل خلال 12 ساعة، وتجنب اللحوم المحاطة بالدهون والحلويات والمشروبات الغازية إلا بنسبة ضئيلة للغاية.
هل هناك علاقة بين النوم وممارسة الرياضة والرشاقة؟
بالفعل يوجد ارتباط وثيق بين الثلاثة فلا بد من النوم 8 ساعات على الأقل خلال الليل، أما الذين يقل نومهم عن ذلك فيتسبب الإجهاد في تغيير لون البشرة، وتورم العينين، ويصاحبهم الإحساس بالإرهاق والتعب، وأبسط طريقة لمواجهة هذه المشكلة النوم؛ لأنه يجدد الطاقة والشباب مع الابتعاد عن المواد المنبهة مثل الكافيين أو التبع قبل 4 ساعات من النوم.
ريجيم كيميائي
بعض السيدات يعانين من حب وإقبال أطفالهن ذوي الوزن الزائد على الطعام.. فبماذا تنصحين؟
على كل أم البدء باحتساب وزن طفلها، وهل هو متناسق مع طوله أم لا، كذلك احتساب محيط الخصر «الوسط» من خلال شريط القياس؛ لأن الدهون الموجودة في الخصر أشد خطورة من الموجودة في الأرداف، وتستطيع الأم بعدها تحديد بداية خطة العلاج لتخفيف الوزن.
وأنصح الأمهات هنا باتباع عادات غذائية مع طفلها الذي يعاني من السمنة؛ وذلك عن طريق نوعيات الطعام التي لا بد أن تحتوي على جميع العناصر على أن يتم تقليل الكميات تدريجيًا مع التقليل تمامًا من الأغذية التي تحتوي على الدهون والشيكولاته والجبن عالية الدسم، والأطعمة المقلية في الزيت مع زيادة ساعات ممارسة الرياضة كالمشي مثلاً، ولتكن 5 دقائق في البداية تزداد إلى ساعة بمرور الوقت ليتم حرق أكبر كمية من السعرات الحرارية.. وعدم تناول أي أدوية للتخسيس قبل استشارة الطبيب.
بعض الأسر تعتقد أن الإكثار من شرب الماء يجعل الأطفال لا يصابون بالسمنة المفرطة.. فما الحقيقة؟
الماء يروي الجسم ويمنح الجمال للبشرة؛ ويساعد على إزالة السموم في حالة اتباع ريجيم قاسٍ حيث يعوض ما يفقده الجسم من الأملاح المهمة كالكالسيوم والماغنسيوم.. ويساعد الماء على تنظيم حرارة الجسم خلال تبخر العرق، ويسهل حركة الجفون؛ لكن تناول الماء لا يساعد على التخلص من الوزن الزائد؛ إنما يفقد الشهية لوقت قصير..
ففي حالة الجوع يتناول الإنسان كمية من الماء تقلل من شعوره بالجوع؛ لكن ليست هناك قاعدة بهذا الشأن يمكن اتباعها.. إلا أن هناك معتقداً لدى السيدات بأن شرب كوبين من الماء قبل ربع ساعة من تناول الوجبة يساعدهن على تخفيف كميات الطعام حيث أثبتت هذه الطريقة فشلها، وزادت الشهية عند بعضهن أكثر من قبل القيام بالتجربة.
وماذا عن الريجيم الكيميائي، وهل يمكن ممارسته مع أطفالنا؟
الريجيم الكيميائي نوع من الريجيم يعتمد على تحديد نوعية وكمية الغذاء التي يتناولها الطفل البدين لمدة لا تقل عن أسبوع تتطابق فيه الوجبات الغذائية الثلاث كل يوم، ويجب تطبيق التعليمات في تنفيذ هذا النوع من الريجيم بكل دقة؛ لأن البرنامج يعتمد على نوعية وترتيب الأكل، وليس على كمية ومقدار السعرات به، مع الالتزام بممارسة الرياضة نصف ساعة يوميًا على الأقل حتى يصل الطفل إلى مرحلة العرق أو النهجان.. وأن يستمر الطفل على نفس العزيمة، ويكثر من شرب الماء من الصنبور.
(البيان)
|