لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


من روائع الأدب الفرنسي ... القصة القصيرة (( الوصية )) ... للكاتب غي دي موباسان ...

الوصية كنت أعرف ذلك الشاب الفارغ الطول الذي يدعى ( رينيه دي بورنيفال ) . لقد كان لطيف المعشر , رغم مظهره الكئيب بعض الشيء , وتبدو عليه علامات اللامبالاة

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-09, 10:34 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149707
المشاركات: 654
الجنس ذكر
معدل التقييم: جيرمون111 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جيرمون111 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي من روائع الأدب الفرنسي ... القصة القصيرة (( الوصية )) ... للكاتب غي دي موباسان ...

 

الوصية
كنت أعرف ذلك الشاب الفارغ الطول الذي يدعى ( رينيه دي بورنيفال ) . لقد كان لطيف المعشر , رغم مظهره الكئيب بعض الشيء , وتبدو عليه علامات اللامبالاة بأي شيء , ويرتاب ريبة واضحة وجارحة , وكان حاذقاً , لا سيما في فضح النفاق الاجتماعي بكلمة واحدة . كان يردد في أغلب الأحيان : " لا وجود لرجال شرفاء : أو هم شرفاء على الأقل إذا ما قيسوا بالأوغاد . "
كان له أخوان لا يراهما أبداً , هما السيدان ( كورسيل ) . كنت أعتقد أنه ابن من زواج آخر نظراً لاختلاف لقبهما . قيل لي مرات عديدة , إن قصة غريبة حصلت في هذه العائلة , ولكن دون إعطاء أية تفاصيل .
كنت معجباً الرجل كل الإعجاب , وسرعان ما تصاحبنا .
ذات مساء كنت أتناول طعام العشاء في منزله وكنا لوحدنا , سألته بطريق الصدفة : " هل أنت ابن السيدة ( أمك ) من زواجها الأول أم الثاني ؟ "
رأيت وجهه يمتقع بعض الشيء , ثم يحمرّ . وبقي على هذه الحال بضع ثوان دون أن ينبس بكلمة , بدا عليه الحرج بصورة واضحة . ثم ابتسم بطريقة كان يتميز بها , ابتسامة كئيبة وهادئة , وقال : " يا صديقي العزيز , إذا كان هذا الأمر لا يزعجك قطعاً , فسأعطيك بعض التفاصيل الفريدة جداً والمتعلقة بأصلي . أعهدك رجلاً ذكياً , لذلك لا أخشى على صداقتك بأن تتأثر بها , وإذا كان لابد من أن تتأثر , فلن أتمسك بعدها بالاحتفاظ بصداقتك . "
ثم بدأ الحديث : " كانت والدتي , السيدة دي كورسيل , امرأة قصيرة القامة , خجولة ومسكينة , تزوجها زوجها طمعاً في ثروتها . كانت حياتها كلها عذاب في عذاب . كانت ذات نفس محبة , وخائفة , ومرهقة . كانت تعامل , بدون توقف بقسوة من ذاك الذي كان من المفترض أن يكون أبي , وهو من أولائك الرجال غليظي الطبع , الذين يطلق عليهم لق الريفيين لنبلاء . بعد سنة من الزواج , عاشر خادمة وعاش معها . وزيادة عل ذلك , كان يتخذ عشيقات من نساء وبنات المزارعين الذين يعملون في أرضه . ولكن ذلك لم يمنعه من أن يرزق بطفلين اثنين من زوجته . كان علينا أن نقول ثلاثة , لو حُسبت منهم . لم تكن أمي تقول شيئاً , بل كانت تعيش في ذلك المنزل الصاخب دائماً , كما تعيش تلك الفئران الصغيرة التي تنزلق تحت أثاث المنزل . إذ كانت منعزلة , لا يحس أحداً بوجودها , تنظر إلى الناس بعينيها الزرقاوين القلقلتين التين لم تستقرا على حال , عيني كائن مذعور لا يفارقه الخوف . ومع ذلك فقدكانت جميلة , جميلة جداً , شقراء , مع ذلك الشقار الرمادي الخجول . كما لو أن لون شعرها قد بهت قليلاً تحت تأثير مخاوفها الدائمة .
"كان من بين أصدقاء السيد دي كورسيل الذين يأتون على الدوام إلى القصر , ضابط من فرقة الخيالة , أرمل يرهب جانبه , لين المراس , قوي العريكة , قادر على اتخاذ أشد الحلول تعقيداً , ذلك هو السيد دي بورنيفال الذي أحمل اسمه . كان رجلاً طويل القامة , قوي البنية , نحيلاً , له شاربان ضخمان أسودا اللون . وأنا أشبهه كثيراً . كان هذا الرجل إنساناً مثقفاً , لم يفكر مطلقاً بالطريقة التي يفكر بها أقرانه . كانت جدته الأولى صديقة جان جاك روسّو , ويقال أنه ورث شيئاً من هذه العلاقة . كان يحفظ عن ظهر قلب ( العقد الاجتماعي ) و ( قصة إلويز ) وكل هذه الكتب المتفلسفة التي هيأت الأجواء من زمن بعيد للانقلاب على مفاهيمنا القديمة , وأحكامنا المسبقة , وقوانيننا البالية , وقيمنا السخيفة .
" أَحبَّ أمي على ما يبدو وبادلته هي الحب . وبقيت هذه العلاقة سرية لدرجة أنها لم تثر ريبة إنسان . ولابد أن تلك المرأة البائسة , المهملة الحزينة , قد تعلقت به تعلق اليائس , فأخذت منه في مناهج العلاقة هذه كل مناهج تفكيره , ونظرياته في العاطفة الحرة , والجرأة على الحب المستقل . ولكنها كانت خائفة لدرجة أنها لم تجرؤ على البوء بهذا الحب , فبقي كل ذلك مكبوتاً , ومكثفاً , ومضغوطاً في قلبها الذي لم يبح البتة بأسراره .
" كانت معاملة أخوي لها قاسية , مثل أبيهما , لم يكونا يتوددا لها البتة , ولما كانا قد اعتادا أن يريا أنها ليست ممن يحسب له حساب في المنزل , عاملاها كما لو أنها خادمة .
" كنت الوحيد من أبناءها الذي أحبها والذي أحبته ...
فارقت الحياة وأنا في الثامنة عشر من العمر . ولكي تفهم ما سيجري لاحقاً , يجب أن أضيف هنا , أن زوجها فُرضت عليه الوصية القضائية , وأن قراراً حصل بفصل الممتلكات لصاح والدتي , مما سمح لها , بفضل حيل القانون وذكاء الكاتب بالعدل , بأن تحتفظ بممتلكاتها وتوصي بها إلى من تشاء .
" أُعلمنا إذاً عن وجود وصية عند هذا الكاتب بالعدل , ودُعينا للحضور لفتحها وقراءتها .... ما زلت أتذكر ذلك الحدث كما لو أنه حدث البارحة . لقد كان مشهداً مهيباً ومأساوياً , ومضحكاً ومذهلاً , نتيجة صرخة الثورة التي أطلقتها هذه الفقيدة بعد موتها , صرخة الحرية والطالبة باسترداد الحق الصادرة من أعماق لحد هذه الشهيدة التي وقعت تحت نير عاداتنا وتقاليدنا طوال حياتها , فأطلقت من لحدها المقفل , صرخة بائسة نحو الحرية .
" ذاك الذي كان يعتقد أنه أبي , وهو رجل ضخم ودموي , يذكّر بالجزار , وأخواي وهما شابان قويان , في العشرين والثانية والعشرين من العمر , كانوا جالسين على مقاعدهم , ينتظرون وهم مطمئنو البال.دخل السيد دي بورنيفال , الذي دعي للحضور كذلك , واتخذ مقعداً خلفي . كان مشدوداً في لباسه الرسمي , ممتقع الوجه , يقضم بين الحين والحين ساربيه الذيْن خالطهما المشيب في ذلك الوقت . وكان يتوقع بدون شك ما سيحصل فيما بعد .
" أقفل الكاتب بالعدل الباب وأدار المفتاح مرتين , وبدأ بالقراءة بعد أن فتح أمامنا مغلفاً مختوماً بالشمع الأحمر , وكان يجهل ما فيه . "

فجأة صمت صديقي , وقف ثم ذهب وأخرج من درجه ورقةً بالية , فتحها وقبلها قبلة طويلة , وتابع :
" هذه وصية أمي الحبيبة :
(( أنا الموقعة أدناه , آن كاترين جانفياف ماتيلد دي كروالوس , الزوجة الشرعية لجان ليوبولد جوزيف كونترن دي كورسيل , أصرح هنا , وأنا سليمة العقل والجسد , بوصيتي الأخيرة .
أولاً , أطلب العفو والمغفرة من الله عز وجل , ثم من ابني الحبيب رينيه , عن العمل الذي سأقترفه . أعتقد أن ابني كبير القلب , يقدر موقفي ويسامحني . لقد تعذبت طيلة حياتي . لقد تزوجني زوجي زواج مصلحة , ثم عشت معه محتقرةً ومهانةً ومخدوعة باستمرار .
أنا أسامحه , ولكني لست مدينة له بشيء .
ولداي الكبيران , لم يحباني قط , ولم يظهرا نحوي أي عطف , وقلما عاملاني كما يجب أن تعامل الأم .
لقد كنت طوال حياتي , بالنسبة لهما , كما كان يجب أن أكون . أما بعد موتي , فلست مدينة لهما بشيء . فلا يوجد لرابط الدم ما لم يكن مصحوباً كل يوم بالحنان الدائم والمقدس . إن ابناً جاحداً هو أقل من غريب , إنه مذنب , لأنه ليس من حقه أن يكون غير مبالٍ بوالدته .
كنت أخاف الرجال وأرتجف منهم , ومن قوانينهم الجائرة , ومن تصرفاتهم غير الإنسانية , ومن أحكامهم المسبقة الشنيعة . أمام الله , أنا لم أعد أخاف , وأنا ميتة , أتخلص من المراء المخجل , وأتجرأ على أن أعبر عن فكرتي , وأن أصرح بخبايا قلبي وأوقع عليها .
إذاً , أنا أترك كل ثروتي وبما يسمح به القانون , وديعة عند عشيقي وحبيبي بيير جرمير سيمون دي بيرنيفال , لتكون فيما بعد لابننا الحبيب رينيه .

إن والد ابني الكبيرين , هو السيد دي كورسيل , أما رينيه , فيدين وحده بحياته للسيد بورنيفال . أبتهل لرب الأرض والسماء , أن يضع الأب والابن فوق الأحكام الاجتماعية المسبقة , وأن يجعلهما متحابين حتى الممات , وأن يشملاني بمحبتهما وأنا في مرقدي الأخير .
هذا هو رأيي الأخير وقراري النهائي ... ))
" ماتيلد دي كالوروس . "
أكمل صديقي قصته : " انتصب السيد دي كورسيل وقال : " هذه وصية امرأة مجنونة ! " عندها تقدم السيد بورنيفال خطوة وأعلن بصوت قوي , وبلهجة واثقة : " أنا أعلن أن هذا النص لا يتضمن إلا الحقيقة الكاملة . وأنا مستعد لأن أدافع عنه أمام أي شخص , وأثبت صحته بالرسائل الموجودة بحوزتي . "
عندها تقدم منه السيد دي مورسيل . ظننت أنهما سيتعاركان . كانا هنا , وجهاً لوجه , محتدميْن من الغيظ : وهما يرتجفان . تمتم زوج أمي : " إنك رجل شقي . " فرد عليه الآخر باللهجة العنيفة والجافة نفسها : " سنلتقي يا سيدي في مكان آخر . كنت صفعتك وطلبتك المبارزة منذ وقت طويل لو أنني لم أححافظ قبل كل شيء على سكينة هذه المرأة البائسة خلال حياتها , التي طالما عذبتها."
ثم التفت إلي وقال : " أنت ابني , عل تريد أن تتبعني ؟ ليس لي الحق بأن أصطحبك , لكنني أحصل على هذا الحق إذا أردت أن تذهب معي . "
على يده وخرجنا سوياً . في الحقيقة , كنت مجنوناً بعض الشيء ...
وبعد يومين قتل السيد دي بورنيفال دي كورسيل في مبارزة جرت بينهما. وسكت أخواي عن الأمر خوفاً من الفضيحة المرّة . بينما تنازلت أنا لهما بنصف ثروة أمي التي تركتها لي , فقبلاها .
حملت لقب أبي الحقيقي , متخلياً عن الاسم الشرعي الذي منحني إياه القانون والذي لم يكن لي .
توفي السيد دي بونيفال قبل خمس سنوات , ولم أجد حتى الآن العزاء ... "
نهض وتقدم بضع خطوات , ثم وقف أمامي وقال : " حسناً , أقول إن وصية أمي من أجمل وأنبل وأكبر ما يمكن أن تقوم به امرأة . أليس هذا هو رأيك ؟ "
مددت له يدي الاثنتين وقلت : " نعم , بكل تأكيد يا صديقي ... "

أتمنى إضافة رد ...

 
 

 

عرض البوم صور جيرمون111  

قديم 19-09-09, 10:23 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 60805
المشاركات: 130
الجنس أنثى
معدل التقييم: تروي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تروي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جيرمون111 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

thanks alot Germon

 
 

 

عرض البوم صور تروي  
قديم 20-09-09, 03:12 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103262
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: soul90 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
soul90 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جيرمون111 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

قصة جميله

ثانكيوو

 
 

 

عرض البوم صور soul90  
قديم 11-03-10, 01:29 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جيرمون111 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

مشاركة مكررة ولعضو مصفر تنقل للأرشيف من قبلي

 
 

 

عرض البوم صور dali2000  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القصة القصيرة الوصية, روائع الادب الفرنسي, قصة للكاتب غي دي موباسان
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية