لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


65 - ممر الشوق - جانيت ديلي - عبير القديمة ( كاملة )

– جانيت دايلي- روايات عبير القديمة الملخص لا شيء يسمم حياة الأنسان مثل الشك ... حين يقع المرء في دوامة الشك تنقلب يومياته الى جحيم ... جاسيكا الفتاة المرهفة, الرقيقة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-09, 08:03 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Top 65 - ممر الشوق - جانيت ديلي - عبير القديمة ( كاملة )

 

– جانيت دايلي- روايات عبير القديمة
الملخص
لا شيء يسمم حياة الأنسان مثل الشك ... حين يقع المرء في دوامة الشك تنقلب يومياته الى جحيم ... جاسيكا الفتاة المرهفة, الرقيقة تحول عمرها الى غليان حين شكّت بعواطف برودي نحوها , في صباه حاول برودي الزواج من شقيقتها جوردانا ولكنها رفضته لأنه شاب فقير ومن عائلة متوسطة , أما الآن وبعد سنوات طويلة عاشها برودي مهاجرا جامعا ثروة , فهل محت الأيام حبه القديم ؟ أم أنه عاد لينتقم من الفتاة التي رفضته فقيرا بالزواج من شقيقتها الصغرى ؟ جاسيكا حائرة , هل هي ضحية ... أم وسيلة يستعملها برودي للأنتقام من أختها؟ عواطفه , هداياه والنزهات ... كل هذه الأشياء الجميلة أتكون طعما يقرّبها من المصيدة ؟ كيف تكتشف الحقيقة, وأين تجد حلا لمشاكل قلبها ؟ أنها تحبه وتكرهه في اللحظة نفسها, تريده وتهرب منه, كيف تتخلص من شكّها القاتل؟

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس

قديم 16-09-09, 09:17 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,236
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يعطيك العافية..زونار

شكل الرواية حلوة

بس ممكن المرة القادمة تعلن عنها في هذا الرابط


** الرجاء الاعلان عن الرواية قبل كتابتها**


لأن هذا شيء من الإدارة..موفقة في تنزيل

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 17-09-09, 11:02 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الله يسلمك اختى قمر ساحاول ان اعلن عن الروايات الاخرى بأذن الله

مشكورة ع الردوالمرور

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 17-09-09, 11:04 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- 1-عابر سبيل
الشمس تسطع في وسط السماء , لتزف بشرى أقتراب الربيع, والأشعة الذهبية تصطدم بالرياح الشمالية القارسة , فتمتزج بأنفاس الشتاء الباردة.
فجأة , هبّت عاصفة هوجاء , فتصاعد الغبار ولفّ الشوارع , وأشتدت وطأة الأزدحام عند تقاطع الطرق .
مشت جيسيكا ثورن وحيدة على الرصيف , تجيل طرفها عبر زجاج المخازن , وهي ترتدي معطفا أخضر , وقد فكّت أزراره قليلا كي تترك النسيم يتغلغل الى جسمها الناعم.
أحكمت رباط حقيبة يدها على كتفها , وأعادت يدها الى جيب معطفها , فراح الهواء المزعج يعبث بشعرها الأشقر الحريري, وتداعب خيوطه الذهبية وجهها الأملس , لم تشأ جاسيكا أن تصفف شعرها المبعثر على الفور , فلم العجلة؟ ستعيد تمشيطه عندما تأوي الى مكتبها وتستريح.
وأضطربت نظراتها الموجهة نحو هضاب تانيسي المتعالية عند شاثانوغا , هناك كان الربيع يتجلى من خلال الظلال الوارفة على السفوح , فقد أخضرت أوراق الشجر وكست الأعشاب الأرض وبدأ تجدد الحياة واضحا , بعدما تفتحت براعم الورود المظللة بالخضار لتعد المتنزهين بتشكيلتها الزاهية .
كانت جاسيكا غافلة عن هذا الجمال شاردة في أحلام طفولية حين أصطدم كتفها بسيدة تعدو بخطوات مسرعة.
" عفوا , سيدتي".
لكن السيدة لم تفطن لها , بل تابعت سيرها بدون أنتباه .
عند تقاطع الطريق , أندفع الضوء الأخضر من الأشارة الضوئية , فخفّت مسرعة , لكن ما أن بلغت فسحة العبور حتى بان اللون الأصفر ولم يعد بأمكانها التقدم , فأخذت السيارات تتلاحق , وكان عليها أن تنتظر مع بقية المارة عند حافة الرصيف , هناك لفت أنتباهها رجل ممشوق القامة , وقف الى جانبها بكامل أناقته.
حاولت أن تتذكر وجهه لكن الهواء عبث بشعرها المتدلي من جديد, وسرعان ما عادت الصورة غامضة الى مخيلتها فنفذت نظراتها الى وجهه المتجهم , وحدّقت الى سمات القساوة في ثناياه وقالت لنفسها( هذه الشخصية ليست غريبة عني, لقد ألتقيتها قبل لكني لا أستطيع أن أحدد أين , فهذا النوع من الرجال لا ينسى بسهولة ... أنه وجه من الماضي رسم الزمن التجاعيد حول عينيه وفمه , وناهز الخامسة والثلاثين , وبسبب عمره تأكدت أنها لم تلتق به على مقاعد الدراسة فهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين بعد.
ما الذي تبدّل ؟ المحيط الذي عرفته فيه , أم الملابس التي كان يرتديها؟ بدلته القاتمة الثمينة صممت على يد أشهر الخياطين , وقد بدا مرتاحا بمشيته مما يدل على أنه أعتاد هذا النوع من الملابس .
لم يسبق لها أن رأته بمثل هذه الأناقة يوم عرفته أيام زمان, ماذا كان يرتدي ؟ تعذرت عليها الأجابة على هذا السؤال.
حين لاحظ الرجل أنها تتفحصه بدقة راح يرميها بنظرات متسائلة , كانت عيناه الزرقاوان قادرتين أن تخرقا بنضارتهما صلابة الماس, حتى ألتفاتته ليست بغريبة عنها ... لكن ما الذي جعلها ترتعش في هذه الللحظة ؟ دقات قلبها تزداد , أحساسها المضطرب يملي عليها بضرورة تجنب أي أتصال بهذا العائد بعد طول غياب ...
وبدأت صورة وجهه تتوضح شيئا فشيئا , كانت نظرته المصوبة نحو جاسيكا وهو يحدق مليا بشعرها العسلي وعينيها المكحلتين بالخضار توحي بأنه يعرفها جيدا والا لماذا تراه يتأملها بهذه الدقة ؟
أقترب منها قليلا وعقد حاجبيه لحظة قبل أن يسألها:
" هل أعرفك؟".
كان يتكلم بسلاسة وأرتياح فتنحسر أسارير وجهه ويبدو بعيدا عن التكلف.
غريب! كل شيء فيه يقرّبه منها لكنها لا تتمكن من أن تتذكر أسمه...
هزّت رأسها لتشير ألى أن الأمر يلتبس عليها وأجابت:
" لست متأكدة ".
هذا الصوت...
توقف قليلا كأنه يلملم ذكرياتها بينما ظلت نظراته عالقة بوجهها .
" يا الله...".
وبرقت عيناه كأنه تعرف اليها مع بعض الريبة.
" هل يمكن ؟ أنت جوردانا؟".
" أنها شقيقتي".
فجوردانا تزيدها ثماني سنوات , لكن الأثنتين تتشابهان بالرغم من فارق السن , زد الى ذلك أن كل أفراد عائلة ثورن يتميزون بالشعر الأشقر والعيون الخضر.
وأستدرك قائلا:
" كان عليّ أن ألاحظ أنك أصغر سنا من جوردانا , تبدين بعمرها يوم أفترقنا , فأنا لم آخذ بعين الأعتبار مرور الزمن".
كانا يتحدثان بأهتمام ولم ينتبه أي منهما للأشارة الضوئية التي تبدلت لتأذن بالمرور , لكن تهافت الناس أيقظ أنتباههما , فشبك يده بذراعها ومشيا مع العابرين.
حين شدّ بقبضته على ذراعها تضاعف شعورها بضرورة الأبتعاد عن هذا الرجل , لكنها لم تقل شيئا بل أزدادت تساؤلا عن سر هذا الغريب الذي يعرف شقيقتها البكر , بدون أن تتذكر من يكون , وعبثا حاولت أن تستجمع ذاكرتها ! فلا أحد ممن تعرف يشبه الرجل الذي يسير الى جانبها .
راحت تحدق به بأمعان وتركز أفكارها علّها تعثر له على أثر في ذهنها
, وتساءلت. ما تراه يريد مني؟ لم تكن قادرة أن تفهم أي شيء.
عبرا الشارع , لكنه أستوقفها في الجهة المقابلة وتابعا حديثهما...
" كم هو صغير هذا العالم!".
كانت بسمته الكسولة تظهر أنشراحه وتابع:
" هل يعقل, أن ألتقي أحدا من عائلة ثورن في اليوم الأول بعد عودتي ؟ أنها لصدفة غريبة !".
وافقته جاسيكا بدون أن تدرك مغزى ملاحظته.
" حقا ... هل كنت صديقا لشقيقتي؟".
" صديق؟ لا لم أكن صديقا , ألتقيت شقيقتك , لكننا لم نتوصل الى درجة المعرفة الحقيقية... ولم أكن أنا المخطىء".
هذا التلميح أثار فضول جاسيكا , فتساءلت : هل شقيقتها صدته وخيبت آماله , أم أنها فشلت في فهمة ؟ كان بودها أن تتوضح الأمر , لكنه بدل الموضوع بسرعة.
" أين هي جوردانا اليوم؟ تزوجت على ما ظن".
" أجل تزوجت ورزقت بصبي وبنت وهي تعيش مع زوجها في فلوريدا".
ونزع يده من ذراعها فتنفست جاسيكا وكأنها تحررت من عبء ثقيل , أما هو فأغرق يديه في جيب سترته وبدا غير مبال للفحات الريح, فقميصه الشفاف يلامس صدره القاسي وينسدل فوق معدته الضامرة.
للوهلة الأولى أعتقدت جاسيكا أنها تكلم شخصا عابرا رأته في مكان ما , أما الآن فها هي أمام رجل يستوقفها عند منعطف الشارع ويريد أن يتحدث اليها طوال النهار.
" ماذا عن أهلك؟ أتمنى أن يكونوا بخير".
" هل تعرفهم أيضا؟ ... أنهم بخير , والدي تقاعد منذ سنتين , ثم أنتقل مع والدتي الى فلوريدا , هكذا يتسنى لها أن تعيش قرب أحفادها".
وتساءلت جاسيكا , أن كان عليها أن تطلعه على كل هذه التفاصيل وهي التي لم تعرف هويته بعد؟ لكنها تأكدت من أنه يعرف عائلتها جيدا.
" وأخوك؟ هل خرّج من جامعة هارفرد؟".
أحست جاسيكا أن سؤاله ينطوي على بعض الوقاحة والأستفزاز , وربما قصد التهكم عندما أتى على ذكر هارفرد , الأمر الذي أثار أنفعالها وحفّزها للدفاع عن أخيها الأكبر.


أجل , لقد ألتحق بمؤسسة حقوقية في ممفيس وهو ناجح في أعماله".
: أنت على حق , أن أبناء ثورن لا يقدرون النجاح الا في مصالحهم الشخصية".
أبدى هذه الملاحظة وهو يبتسم بقساوة ... فأعتبرت جاسيكا هذه المزحة نوعا من الأهانة.
" بالمناسبة , نسيت أن أستفسر , هل تزوجت جوردانا ذاك الثري من عائلة رادفورد؟".
وأنبرت جاسيكا هذه المرة بالرد:
" بالنسبة الى هذا الموضوع يهمني أن أوضح: تزوجته دون أن يكون للمال أي دور في أختيارها , لقد أحبت توم , فقط".
وفاطعها موضحا:
"وهل تعتقدين أنني عنيت غير ذلك ؟ أعتذر عن الصفة التي نعت بها السيد رادفورد , لم أكن أقصد شيئا".
فتساءلت جاسيكا : ترى هل هو صادق في ما يقول؟ أم أنه يتقن فن التمثيل ؟ ثم لماذا لا يعرفها بنفسه؟ أرادت أن تلفت أنتباهه الى ذلك , فقالت:
" عذرا , لقد أختلط عليّ الأمر , أظن أنني رأيتك من قبل ولكن...".
وهكذا أرادت أن تستدرجه ليفصح عن أسمه.
بدا مرتبكا بعض الشيء وهو يستعد ليعرّف عن نفسه:
" لا أظن أننا ألتقينا من قبل".
ثم سحب يده من جيبه ليصافحها:
"أسمي برودي هايس".
هذا الأسم جعلها تتذكره جيدا , لكنها لم تضطرب , تركته يتابع حديثه بدون مقاطعة , فتابع:
" أنت شقيقة جوردانا ,. لكن لم أعرف أسمك بعد".
أنقبضت أساريرها عندما سألها عن أسمها , فأجابت بصوت منخفض:
" أسمي جاسيكا".
ثم مدت يدها لمصافحته.
هكذا تم التعارف ولمست كفها الدافئة حرارة كفه للحظة.
بردي هايس! ثم تسمرت عيناها بذهول على الملابس الثمينة التي كان يرتديها : بدلته الأنيقة , حذاؤه اللماع , الخاتم الماسي في أصبعه.
وبينما كانت تتابع تحديقها بأهتمام ظاهر وعيناها تستقران على تقاسيم وجهه اللاذعة , سألها بأهتمام :
" تذكرتني , أوليس كذلك؟".
شهقت جاسيكا بقوة , قبل أن تجيب.
" سمعت عنك وأظن أنني رأيتك مرة أو مرتين".
" معك حق فأنا أكاد لا أذكر أختا صغيرة لجوردانا ... كنت الشيطانة المدللة وقد وضعوا عل أسنانك قضيبا حديديا ليقوّم الأعوجاج".
لم تبتسم جاسيكا ولم تحاول أن تظهر له تناسق أسنانها الناصعة البياض , بل أرادت أن تبادله مزاحه اللطيف.
" يبدو أنك دخلت العالم الذهبي يا سيد هايس".
" ناديني برودي".
ثم ألقى نظرة سريعة على بدلته وكأنه يعبّر عن عدم أهميتها , وأستأنف قائلا:
" قطعت مسافة طويلة في هذه الحياة , لم أعد ذاك الصبي الهائم على قارعة الطريق".
وافقته جاسيكا الرأي في داخلها ., وقالت في نفسها : حقا أنها مسافة طويلة , فقد بدا برودي وكأنه قطعة من الماس , لكن مظهره الخارجي لا يبدل حقيقة جوهره ... أنه كالماس يلمع ويقطع في آن معا , لذلك حاولت التخلص منه بلباقة:
" أعلم أنني ألهيك عن أعمال هامة ... أنا سعيدة بلقائك".
ثم حاولت متابعة سيرها لكن برودي لم يتركها تخطو خطوة واحدة.
" أن الحديث معك لا يشغلني عن شيء".
" لا شك أن لك أصدقاء قدامى تريد الأتصال بهم".
فأجابها مبتسما بحسرة:
" أصدقائي القدامى , صدقيني يا جاسيكا عندما ندخل عالم الثراء ندفع الثمن باهظا لأننا نترك وراءنا الكثير من معارفنا الذين لا نستطيع أن نرفع من قدرهم جميعا".
وعارضته جاسيكا:
" وأذا كانوا من الأصدقاء؟".
" أذا ألتقينا شخصا نعرفه بعد مرور سنسن وبعد أن نرتقي سلم النجاح , في حين ما زال هو يخوض معترك الحياة بصعوبة , يمتلكه شعور بالفشل فيعرض عنا , هذه هي الحقيقة المرة, معظم الناس يحبون أصدقاءهم , القدامى , لا الناجحين المنتصرين".
" أعتقد أنك على حق".
ثم ألقت نظرة على عقارب ساعتها فأدرك برودي معنى الحركة.
" هل أشغلك عن موعد ما؟".
" تكاد تنتهي فرصة الظهيرة , وعليّ أن أرجع الى عملي خلال دقائق".
في الحقيقة كان لديها متسع من الوقت , لكنها شعرت أنه لا بد من أن تنهي حديثها مع هذا الرجل , هكذا , بلا سبب".
" أنت تعملين أذن , وليس لك الكثير من أوقا الفراغ؟".
هذه المعلومات الجديدة علته في حيرة , كان يظن أن ثروة أهلها سبب كاف لتبقى طليقة بدون عمل , وأتى دورها هذه المرة لتكون لاذعة في ردها:
" حياة الفراغ تسبب الضجر , ربما لم يتح لك أن تكتشف هذه الحقيقة بعد".
أعتبر برودي الملاحظة مزاحا فقال ضاحكا:
" ربما لم أكتشف ذلك بعد".
ظل بريق ضحكة ساخرة يرتسم في مقلتيه , الأمر الذي منع جاسيكا من التعاطف معه, فحاولت الأنصراف ثانية.
" أنني سعيدة بلقائك ".
لكن النتيجة لم تتبدل فقد أستوقفها برودي من جديد وسألها:
" هل تتناولين معي الطعام هذا المساء؟".
وأضاف:
" أنني أرحب أيضا بزوجك".
" لست متزوجة ".
وأدركت أنها عالقة في شرك رجل من العسير التخلص منه .
" لا بأس , صديقك أذن , لا بد أن لك صديقا".
كانت نظرته تعني , أن فاتنة تلفت الأنظار بجمالها كجاسيكا , لا يمكن أن تكون بلا صديق , ألا أذا كانت عندها قصة معقدة.
كان ينتظر جوابا بالموافقة , لكن الفتاة الشقراء أعتذرت بلطف :
"شكرا لا أستطيع , وتعمدت أحكام رباط حقيبة يدها على كتفها كأشارة للرحيل.
" أرجوك , أعيدي النظر".
كانت تغلف بسمته الهادئة مسحة من الرجولة الفذة , من الصعب أن تصمد في وجهها أي أمرأة , فاقدة الشعور وحدها تستطيع اللامبالاة ولم تكن جاسيكا من هذا النوع.
" أشفقي على رجل سئم تناول وجباته منفردا".
" أذا كنت تتناول طعامك وحيدا , فهذا أختيار شخصي , هناك أناس كثيرون يتمنون مجالستك".
كانت جاسيكا تضبط عواطفها كي لا تضعف أمام دعوته.
" جلسائي الى المائدة يريدون مناقشة المال والأعمال بشكل أو بآخر , أنك الوجه الأقرب الذي رأيته منذ عودتي... أنا عائد غريب , ولا أحد يستقبلني ... أود أن أقضي هذا المساء معك لأحياء الذكريات الماضية".
وتمكن بسلاسته الغريبة من أشعارها بالذنب والتحجر في حال الرفض لكن بالرغم من أسلوبه التوددي أستمرت جاسيكا في أعتذارها وأردفت وهي تخفي شيئا من العنف في صوتها:
" أشك أن أكون قادرة على أحياء الذكريات الماضية فأنا لا علاقة لي بها , كنت اود لو أستطيع التعويض بأعلامك عن أصدقائك القدامى , أين هم الآن وماذا يفعلون".
" أصدقائي كانوا أيضا أصدقاء شقيقك وشقيقتك .... لا شك أنك سمعتهما يتحدثان عنهم , أذا حاولت أن تتذكري تكتشفين أنك تملكين الكثير من المعلومات عنهم".
" ربما أنت على حق".
في تلك اللحظة عبث الهواء العاصف بخصلات شعره الأسود , فأعاد ترتيبها بحركة رشيقة.
ولم يكرر برودي دعوته , لكنه عبّر عنها بشكل آخر :
" هل أحضر لأعيدك بسيارتي الساعة الثامنة؟".
ووجدت جاسيكا نفسها مضطرة أما للتمادي معه في الحديث أو للقبول , فتنفست ملء رئتيها , ثم رمقته ببسمة خاطفة قائلة:
ط الثامنة , أنه الوقت المناسب ".
قبلت الدعوة وهي تتطلع الى ساعتها .
" عفوا , عليّ أن اسرع , سأراك الليلة .... يا برودي".
وكادت تتلعثم وهي تلفظ أسمه.
" الى اللقاء".
وأعتلت ثغره بسمة عريضة.
أنصرفت جاسيكا غير مفسحة له المجال هذه المرة أن يستوقفها , وخفت خطاها على الرصيف من دون الألتفات الى الوراء لتعرف ما أذا كان برودي يتبعها بنظراته , لم يكن أمامها خيار آخر ففضلت الموافقة للتخلص منه, في كل حال لن ترافقه الليلة حسب الوعد, ليس لأنها على موعد سابق مع غيره , بل لأنه لم يأخذ عنوانها , ولأن رقم هاتفها غير مدون في الدليل , فمن أين يهتدي اليها؟ أحست أن رجلا كبرودي يصعب التغلب عليه وقد يكون من حسن حظها أن لا تواجهه ثانية.
توقفت جاسيكا عند المبنى الذي تعمل فيه لتراقب المارة على الرصيف, أنه لمن الغباء التفكير أن برودي قد يلحق بها؟ وفتحت الباب الزجاجي بسرعة لتختفي في الداخل , في المصعد الكهربائي نزعت عنها معطفها , وحاولت أن تنسى الأمر نهائيا , لكنها لم تنجح فطعم المرارة لا يختفي فورا من الحلق , بدت مضطربة وهي تدخل المكتب , وبادرتها آن مورو الموظفة في غرفة الأستقبال.
" لم أكن أتوقع قدومك قبل عشرين دقيقة آنسة ثورن".
فأستعادت أنفاسها لتجيب:
" كان عليّ أن أدقق في حساب السيد أنكن".
ورفعت الموظفة كتفيها كأنها تعتذر:
" لقد حملت ملفه الى مكتب السيد داين منذ دقائق".
" لا بأس".
في الواقع لم تكن جاسيكا مهتمة بمطالعة الملف , على الأقل في الوقت الحاضر , ثم أن خالها رالف داين يهتم بالموضوع وليس عليها أن تشغل بالها.
" سأكون في مكتبي , أذا أتصل بي أحد".
كانت جاسيكا مطمئنة وهي تدخل مكتبها الى أن برودي لن يتصل فهو لا يعرف أين تعمل".
فتح باب المدخل فدخل رجل أنه خالها , ووجدت نفسها واقفة بطريقة لا شعورية , كان يلقي نظرات ثاقبة , ينسدل فوق جبينه شعر أسود كعتمة الليل ويحمل بيده ملفا , وبالأخرى نظارات سوداء تلائم لون شعره.
كانت ألتفاتته تدل على الأستغراب وهو يرى جاسيكا واقفة في مكتبها .
" جاسي رجعت باكرا وفي الوقت المناسب , أنت الشخص الذي أريد التحدث اليه , أتبعيني الى مكتبي".
أدار ظهره وتوجه الى مكتبه تاركا الباب مفتوحا أمامها , توقفت جاسيكا لحظة ثم ألقت معطفها على كرسي محاذ للسكرتيرة وتبعته, أقفلت الباب وأسندت ظهرها الى مقعد جلدي:
"عدت باكرا من الغداء , أوليس كذلك؟".
ثم تغيّرت نبرة صوته لتعبر عن شيء من التذمر :
" لا ألومك على الفوضى الواضحة في ملف أتكن".
ألقى الملف على مكتبه وشمّر عن معصميه لينظر الى ساعته:
" كم أنت نشيطة, عدت قبل الوقت بعشرين دقيقة".
وفسرت جاسيكا سبب عودتها بصوت منخفض:
" تناولت الغداء , ولا حاجات أشتريها من السوق ففضلت العودة الى المكتب".
وهمهم رالف داين مازحا:
" لا سوق أذن! سأحتفل باليوم الذي تقول فيه أمرأة خالك رابيكا : لا سوق اليوم , جلس على المقعد المتحرك وراء مكتبه وفتح خزانة الملفات ليتناول أحدها :" لقد طالعت ملف السيد أتكن"".
وبدأ يصحح بعض المقاطع بقلمه الأحمر , فدنت جاسيكا منه لترى التعديلات التي يدخلها , ثم ركزت أنتباهها لدقيقتين فقط على الملف ليشغل بعدها برودي هايس كامل تفكيرها , وظهر الشرود من خلال عينيها التائهتين , فسألها خالها بلهفة:
" هل تسمعيني يا جاسي؟".
" أربكها شرودها فقالت:
" عذرا كنت أفكر".
" بالتأكيد . ليس بهذا الملف ".
ألقى قلمه على مكتبه وأستقام على كرسيه وأسدل يديه ليضيف :
" أنت لا تفكرين بأمر بسيط , هنالك أشياء هامة تشغل بالك".
" لا , لا أفكر بأمر هام".
" هام كفاية ليطغى على تفكيرك بهذا الشكل , عليك أن تبوحي بالسر".
وتأكدت جاسيكا , وهي العليمة بطباع خالها , أنه لن ينفك عن أستجوابها ألى أن يحظى بالواب الصحيح , وأرتأت أن تطلعه على جزء من الحقيقة بأعتبار أنها لا تحسن تلفيق الروايات:
" كنت عائدة الى المكتب , فألتقيت رجلا عاش هنا عدة سنوات , كان فتى هائما في المدينة , وهو الآن ناجح في أعماله , فعلى ذكر آتكن , خطرت لي فكرة المقارنة بين الأثنين".
" ومن يكون هذا الرجل؟".
" برودي هايس".
وتعجبت جاسيكا كيف تمكنت أن تلفظ أسمه بدون أضطراب .أظهر خالها عدم أكتراثه للأمر وهو يقطب جبينه :
" لم أسمع به من قبل... هل هناك شيء آخر؟".
" كلا".
لم ترغب في أطلاعه على أي شيء آخر , فالخدعة التي حاكتها للتخلص من برودي ستبقى ملكا لها , وهي ليست في كل حال مصدر أعتزاز لتبوح بها الى خالها , فهذا الأخير وأن كان قريبها , ما يزال رئيسها المباشر ولا تريده أن يطّلع على خفايا أسرارها .
" خذي هذا الملف , أنتبهي لملاحظاتي , أضيفي البعض من عندك وأعيديه الى الموظفين , قولي لهم ينبغي عليهم أن يعتنوا أكثر وألا خسروا مراكزهم".
وأقفل الملف وناولها أياه.
أبتسمت وهي تسمع تهديده المزعزم ثم أطرقت رأسها قائلة:
ط سأفعل".
توقفت في غرفة الأستقبال لتحمل معطفها , كانت آن مورّو تتحدث على الهاتف فأومأت أليها بأنها عائدة الى غرفتها.
كان مكتبها صغيرا , لا يحتوي أكثر من طاولة وكرسيين وخزانة ملفات , فهي أصغر الموظفين سنا , قضت السنة الأولى من ألتحاقها بشركة خالها للأعلانات في الغرفة الخلفية تتعلم المبادىء الأساسية , وعندما أنهت مرحلة التعلم , رقيت الى قسم المحاسبة.
الحسابات هذه كانت تخص قدامى الزبائن وكان رالف داين يعمل الى جانبها في هذا المجال , مما جعل جاسيكا تتبين أنها لم تحل على هذه الوظيفة لو لم تكن أبنة شقيقته , ولكنها كانت تعرف أيضا أنها لو لم تكن موهوبة لما أحتفظت لها الروابط العائلية بهذا المركز.
جلست على كرسيها وفتحت الملف , كانت تبدو منزعجة من المقاطع المحذوفة , فرأت الملاحظات على الهامش , بعض التعديلات كانت ستدخلها والبعض الآخر لم تكن ستضيفها , فخالها كان يتقن صقل الأشياء بدقة , وفكرت أنها ستكسب هذه المهرة في المستقبل .
كم مرّ من الزمن على مشاهدتها الأخيرة لبرودي هايس ؟ عشر سنوات ؟ كان لها من العمر أحدى عشرة أو أثنتا عشرة سنة.


http://www.liilas.com

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 17-09-09, 11:05 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2-فم مليء بالمعدن!
كان عمرها أثنتي عشرة سنة , وذكرى برودي هايس ترتبط بشعور غريب خلفه هو فيها , فهي تذكر بوضوح أول مرة سمعت أسمه .
كان ذلك بعد ظهر سبت من حزيران , وكانت كاسيكا تجلس مع شقيقها وشقيقتها يستمعون الى الموسيقى في غرفة الجلوس , فبالرغم من فارق العمر بينهم لم يمنعاها من مجالستهما , فحبها لشقيقيها فاق كل حدود , كانت تريد أن تقلدهما في كل شيء لأنهما كانا يقومان بأعمال طالما تمنت هي القيام بها , لذلك كانت دائما حاضرة الذهن تصغي الى أحاديثهما.
كانت تنصت بكل حواسها حين دخل والدها رافعا صوته ليطغى على الموسيقى الصاخبة وقال:
"جوردانا! هناك شاب لا يوحي بالثقة عند الباب الأمامي يريد التحدث اليك".
أبدت شقيقتها في بادىء الأمر بعض الدهشة لأن شابا يريد رؤيتها , لكن نبرة والدها حوّلت هذا الشعور الى نوع من الخوف والذعر , فأعترضت متعجبة:
" لا يمكن ... برودي هايس لا يمكن أن يحضر الى هنا".
فأنتفض أخوها جوستان , عند سماع أسم برودي"
" برودي هايس! لا أظنك أجتمعت به!".
فأجابت جوردانا :
" لا لم أفلعل".
كانت جاسيكا تستمع بأهتمام واضح وهي ترى ـخاها غاضبا كأنه طعن في الصميم, وتساءلت! من تراه يكون برودي هايس؟
لكن جوردانا أوضحت الأمر مبررة نفسها أزاء غضب شقيقها .
" منذ أسبوعين كنت أسبح برفقة بعض الرفيقات في البحيرة , وكان برودي هناك , تحدثت اليه بداعي اللياقة ولقد أزعجني طلبه أن أخرج معه تلك الليلة".
عندما سمع جوستان كلامها نصحها بلهجة الأمر:
" عليك أن تبتعدي عن طريقه".
وافقته جوردانا فورا وردت:
" هذا ما سأفعل , لا أدري هناك شيء يخيفني في هذا الشاب".
وتدخل الأب ليحسم الجدل:
" أذا كان هذا شعورك نحوه يا جوردانا , فسأبلغه أنك غير راغبة في مواجهته ".
في هذا الوقت كانت جاسيكا تقف صامتة أمام الموقدة , تجيل نظرها الى المتحدثين , الواحد تلو الآخر , ورأسها يتحرك يمنة ويسرة كأنها تراقب مباراة في التنس.
أما جوردانا فقد وجدت نفسها في موقف حرج , كانت تخاف الأنظار المتطلعة نحوها , خصوصا لأن أخاها قد حذرها من العلاقة ببرودي , كانت تريد أن تنقذ الموقف وفي الوقت نفسه لا تريد أن تقبل أقتراح أبيها , فقالت له:
" لا يا أبي , أنا سأفهمه اللازم".
ثم خرجت وجاسيكا ترمقها بنظرات ثاقبة مدركة أن شقيقتها تضرب عرض الحائط بأقوال العائلة.
تقدم جوستان بعض الخطوات ليخفف الموسيقى ألى أدنى درجة ممكنة , فشعرت جاسيكا أنه يتوقع نداء جوردانا! النجدة! لذا أخفض الموسيقى ليتأكد من أمكانية سماع صراخها , في حين بقي الولد في الغرفة , ثم ألتفت الى جوستان وسأله:
" من يكون برودي هايس ؟".
بدا جوستان لهنيهة يتهرب من الجواب , ثم تجهم وجهه وقال :
" كان في صفي عمدما كنت في المدرسة الثانوية , وبعدها ضجر من المدرسة مع أنه كان ذكيا ... لم يحضر يوما أكثر من نصف الدروس , وكان يتدبر أمره في الحصول على المعدل المطلوب , لكنه رسب أخيرا وهو في السادسة عشرة فراح يهيم في الشوارع مع أبناء الأزقة , هؤلاء لم يتعلموا في المدرسة وفضلوا أن يتعلموا داخل السجن".
ولاحت سمات القلق على وجه الوالد فعلّق بقوله:
" تزعجني فكرة أختلاط جوردانا بهذا النوع من الناس".
ثم تقدّم خطوة نحو الباب مضيفا:
" أعتقد أنه كان من الأفضل أن أطرد هذا الشاب الأرعن".
لكن جوستان أعترض قائلا:
" لا يا أبي , دع جوردانا تتصرف... صدقني من الأفضل أن لا ندع برودي يضمر الشر لعائلتنا".
عند سماعه هذا الكلام رمقه الأب بنظرة غاضبة لكنه أمتنع عن التعليق , لم يكن أحد يعير أي أهتمام لتحركات جاسيكا , فقد تسللت بصمت وخفّة الى غرفتها في الطابق الثاني من دون أن يراها أحد , فمن نافذتها كانت تستطيع مراقبة وسماع ما يجري تحتها , لقد صحّ تصورها لبرودي قبل أن تراه : شعر أسود كالليل يلمع تحت أشعة الشمس , طويل القامة , بنيته القوية تتعاكس مع جسد شقيقتها النحيل ... يرتدي جينزالا يستدل الى لونه الأصلي من كثرة الأستعمال , ذراعان عاريتان تبرزان عضلاته المفتولة ... كان مظهره ينبىء بالمتاعب والمشاكل , هذا الأنطباع بعث الخوف في نفس جاسيكا فراحت تتذكر ما قاله أخوها عنه.
أما جوردانا فقد بدت هادئة أمامه , لكن جاسيكا لاحظت الأضطراب في نبرتها , أنها تتعمد البقاء على بعد خطوات من الرجل المتجهم الوجه , الحالك الشعر , وتمكنت جاسيكا أن تلتقط بعض عبارات من الحديث من علو غرفتها.
سألها هايس:
" هل أنت مخطوبة؟".
أجابت جوردانا بلهجة قاطعة:
لا".
عندها دنا منها خطوة ليطرح سؤالا آخر , بينما كانت جاسيكا تعيش الموقف وتشاطر شقيقتها الأضطراب أزاء الوضع الحرج .
" هل ترافقين أي شاب؟".
" في الوقت الحاضر لا".
كان صوتها يدل الى أنها لا تعير أهمية لهذا الموضوع.
" أذن لا أجد أي مبرر لعدم قبولك دعوتي".
أزاء هذه الوقاحة الظاهرة شعرت جوردانا بكثير من الأحراج فقالت:
" آسفة".
وأبتعدت عدة خطوات لتكون بمأمن من محاذاته وأضافت:
" لقد سبق أن قلت لك أن لديّ أشغالا , آسفة أن تكون قطعت هذه المسافة الطويلة بدون نتيجة , كان عليك أن تتصل أولا".
" أجل أتيت من طرف المدينة!".
وتضاعف أرتباك جوردانا فأعتذرت ثانية:
" قلت آسفة يا برودي".
ردّ برودي بصوت جازم:
" أنا أيضا آسف , أنسي الموضوع".
كانت نبرة صوته تنطوي على سخرية لاذعة , وتنفس عميقا فأنتفخت عضلات صدره حتى أنها كادت تقطع أزرار القميص المشدودة الى جسده , وتابع قائلا:
" في كل حال فكّري في الموضوع... لكن هناك أمر آخر لم أوضحه بعد... سأراك ثانية هل تراهنين على ذلك؟".
كانت جاسيكا ترتعد وهي تتنصت من نافذتها الى الحديث خصوصا وأن نبرة برودي كانت عنيفة , بعد أن أطلق هذا التحدي أدار ظهره ونزل الى الرصيف فسمعت جاسيكا باب المدخل يغلق وعلمت أن شقيقتها عادت الى الداخل فتركت نظراتها ترافق الرجل الغامض وهو يبتعد شيئا فشيئا , ويهرول عائدا كحيوان مفترس أخطأ فريسته فشعرت أنه حيوان لا يرحم.
ما زالت جاسيكا تذكر يوم أصطحبها أهلها ألى حديقة الحيوانات في كليفورنيا , ورأت بأم عينها ذئبا متوثبا في قفصه , تمنعه القضبان الحديدية من ممارسة شراسته الطبيعية.
ذاك الشعور نفسه عاد اليها وهي تتبع بنظراتها برودي هايس , فقد كانت ترغب في مراقبته ما دامت هي على منأى منه, لكن , أذا شاءت الظروف وألتقته وجها لوجه فلا شيء يضمن لها النجاة.
أقلع برودي بسيارته الشفروليه لكن وقع خطواته كان لا يزال يطرق في أذنيها , وعندما غاب في الأفق أوت الى غرفتها وهي تشعر أن قسما من ذاتها قد أنهار , أرتمت لحظة على كرسيها , لكن رغبتها في متابعة الأحداث كانت أقوى من أضطرابها فهبطت السلم الى الطابق الأسفل تكتشف ردة الفعل عند شقيقها بعد هذا اللقاء العاصف.
كان الأب قد غادر الغرفة فوقفت جوردانا قرب النافذة تتأمل الحديقة الخضراء , أما جوستان فقد قطع الصمت مبديا أعتراضه:
" كان عليك أن تفهميه بأنك غير راغبة في رؤيته ثانية".
" القول أسهل من الفعل , ثم أني أشك أن يعتبر كلامي جديا".
وأنتقلت من مكانهاوهي تقضم أحد أظافرها , ثم توقفت ضاحكة وقالت:
"هل تعلم ما قاله لي يا جوستان؟ أن طرف أصبعك يفوق شهامة جميع البنات اللواتي أعرفهن".
" لا عجب في ذلك , أذ فكرنا بنوعية البنات اللواتي يعرفهن , هل تدركين أين أصبحت سمعتهن بعد مرافقتهن له؟ صدقيني لو شاهدك أحد معه لما كان حظك أفضل منهن , ولما سلمت من لذع السنة الشر".
وتساءلت جاسيكا من يكون هؤلاء الذين يذمونها لو مشت مع برودي , لكنها أدركت أن لا وقت الآن لتقاطع أخويها وتطرح الأسئلة , فحبست أنفاسها ومثلت دور الفأرة المتنصتة في الزاوية , بينما أستدركت جوردانا ونفحة أعتذار تملأ صدرها :
" أعرف ذلك , ولا أريد مرافقته الى أي مكان".
" هذا ما أتمناه ".
وتابعت حديثها وهي تفرك كفّيها:
" لكن شيئا ما يخيفني فيه , أظن عينيه , أنهما ثاقبتان , تخترقان خفايا النفس بدون أن تعكسا أي أنفعال , حتى عندما يبتسم فعيناه تظلان ثابتتين".
عندها , وبطريقة لا شعورية قطعت جاسيكا صمتها لتسأل:
" ما لون عينيه؟".
فأجابت جوردانا :
" زرقاوان".
ثم ألتفتت هي وجوستان فلاحظا أن جاسيكا كانت تنصت الى حديثهما.
وعندما أدركت أن أخويها قد فطنا لوجودها , حاولت مشاركتهما حديثهما , فقالت:
" أنه يبدو خطيرا".
وأستغربت جوردانا الأمر فسألتها:
"أين رأيته؟".
وأبتسم جوستان قائلا:
" أراهن أنها راقبته من شباك غرفتها , أوليس كذلك يا جاسيكا؟".
فأجابت مبررة تصرفها :
" كنت أريد أن أعرف من يشبه".
لكن عليك ألا تتجسسي على الناس هكذا".
وأراد جوستان أن يداعبها فقال:
" هذا رأي خطير ! هل أنت خائفة مما تكون جاسيكا قد رأت وأنت تقولين لبرودي تصبح على خير ".
فتناولت جوردانا وسادة عن أحد المقاعد وقذفتها نحو شقيقها غاضبة...
أنتهت القصة في المرة الأولى عند هذا الحد , ولم يفت جاسيكا أن أخويها قطعا حديث برودي هايس بسبب وجودها قربهما.

المرة الثانية التي رأت فيها جاسيكا برودي كانت هي وشقيقتها وحدهما في البيت , فقد كان جوستان يلعب التنس مع شلة من رفاقه ووالدها في العمل بينما أمها تحضر ندوة أجتماعية .
في ذاك اليوم أرتدت جاسيكا ثياب البحر لتسبح في البركة وراءالمنزل , وبينما كانت تدخل الباب الزجاجي , سمعت جرس البوابة الأمامية يقرع فقالت لشقيقتها:
" أنا أفتح".
هرعت حافية بأتجاه المدخل لتفتح ,ولكن ما أن شقت الباب حتى أختفت بسمة الترحيب عن شفتيها , وتسمرت خوفا في مكانها ممسكة بالمزلاج , فقد أنتصب أمامها برودي هايس بشعره الأسود وعينيه الزرقاوين النضرتين, وبادرها سائلا:
" هل جوردانا هنا؟".
لم يكن هذا سؤالا بالنسبة لجاسيكا , بل طلبا ملحا , وأحتضرت الكلمة على شفتيها , كأن الذعر سيطر عليها كليا.
وحين وجد الباب مشرّعا على مصراعيه , أكمل سيره الى الداخل فأخذ قلبها يدق بشدة , وهي ترى برودي يتقدم في الممر الداخلي , كانت تراقبه وهو يلقي نظرة شاملة على محتويات المنزل , ليتها تستطيع أن تركض , لكن ركبتيها العاريتين أصيبتا بالشلل , وسمعت جوردانا تسأل من بعيد:
" من بالباب؟".
أرادت جاسيكا أن تطلق صيحة أنذار , لكن صوتها أختفى في صدرها , كان يجدر بها أن تقول لبرودي : جوردانا ليست هنا , لكن ظهوره أرعبها وأخرسها , وما كادت تلملم أنفاسها حتى كان قد فات الأوان , فها هو جها لوجه مع جوردانا , يلقي عليها التحية , أية قوة في عينيه! وأية أبتسامة ترتسم على ثغره فتجعله يقف أمامها وكأن شيئا لم يكن!.
كانت جاسيكا في غاية الأضطراب حين دنت منها جوردانا وهي تصطنع الأبتسامة , وقالت لها:
" من الأفضل أن تذهبي الى غرفتك وتبدلي ملابس السباحة".
بذلك أعطتها الفرصة لكي تنسحب وأعادت الحركة ألى أعضائها المتشنجة , فصعدت الدرج بسرعة خاطفة , لكن لم تبتعد عن الدرجة الأخيرة , هناك أسندت ظهرها الى الحائط لتصغي الى الحديث وهي ترتجف كالورقة في مهب الريح . فسمعت برودي يشرح ملابسات زيارته:
" صدف أن مررت بحيكم وفكرت أن أمر بك علّك تودين مرافقتي في نزهة بالسيارة, فالطقس رائع في الخارج".
" أعتذر أن أرفض مرة أخرى, لا أستطيع الذهاب معك, ".
ثم بادرت الى تبرير رفضها:
" لا أحد هنا ليبقى مع شقيقتي الصغيرة وليس بأستطاعتي تركها وحيدة".
وأرتعدت جاسيكا وهي تختبىء في أعلى الدرج , كيف تخبره جوردانا بأنهما وحيدتين؟ فماذا لو شاء أن يخطفها!.
وأستسفر برودي :
" كم عمر شقيقتك تسع أم عشر سنوات؟".
" أنها في الحادية عشرة".
" عمرها يسمح لها بسهولة أن تبقى وحدها , لم يكن أحد يهتم للبقاء معي منذ كنت في الثامنة".
لكن جوردانا أصرت على موقفها :
" لا يهم , نحن نتصرف هكذا , ومن ثم جاسيكا فتاة والأمر يختلف".
وسأل بلهجة من ينتظر جوابا سلبيا:
" أذن لن تبدلي رأيك وترافقينني في نزهة؟".
" لا أستطيع, سبق أن فسرت لك لماذا عليّ أن أبقى هنا".
" في هذه الحال سأبقى هنا لتسليتك".
أضطربت جاسيكا وهي تسمع هذا الأقتراح , وأحست أنها بحاجة الى النجدة , لكن شيئا ما كان ينخزها في حلقها ويحول دون وصول صوتها الى الطابق الأسفل.
وأضافت جوردانا:
" أعتذر عليّ أن أطلب منك الأنصراف يا برودي , أهلنا لا يسمحون لنا أن نستقبل أحدا, ألا أذا كان من أصدقائهم".
وأنحسرت أساريره عن ضحكة لاذعة وكأنه يسخر من كلام محدثته.
" وهل تفعلين دائما ما يوصي به أهلك؟".
" ثق بأن أهلي لا يطلقون أوامر غير معقولة".
وأكتفت جوردانا بهذا القدر من الدفاع عن أهلها وعن أحترامها لأرادتهما.
فأقترح برودي بهدوئه المألوف:
" أذا حضرت أذن بعد الظهر , عندما يعود أهلك فلن تمانعي في مرافقتي؟".
عندها حبست جاسيكا أنفاسها وهي تعرف أن شقيقتها ستبادره بالرفض لكنها تساءلت ما الحجة التي ستعتمدها هذه المرة , فجاء رد جوردانا حاسما بصوتها المترجرج:
" بلى".
كان أعتراض برودي هادئا وعنيفا في الوقت نفسه.
وشعرت جاسيكا أن أعصابها مشدودة كأي شخص يجتاز خطرا عصيبا وهي تتصور موقف جوردانا الحرج , ألا أن برودي تابع كلامه بلا أي أنفعال:
" أتخافين أن يراك الناس معي؟ أم أنك خائفة مني؟".
" لا شيء من ذلك يا برودي ".
" أذا لم يكن الأمر هكذا , فهل تتكرمين بشرح سبب ممانعتك؟".
توقفت بضع ثوان وحاولت أن تضع حدا لهذا الجدل العقيم .
" لا أهتم لرؤيتك يا برودي,,, هناك شخص آخر أحبه".
" رادفورد , أن أهلك يقفون الى جانبه , لكنهم لا يسمحون لي بأن أدخل بيتكم أليس كذلك؟".
لا علم لي , فالسؤال لم يطرح أبدا".
" من الأكيد لم يطرح السؤال , لأن الجواب معروف سلفا".
وأعترضت جوردانا:
" هذا تجنّ".
وقهقه برودي.:
" تجنّ ... على الأقل عرفت منزلتي عندك ... هل تريدين أن تعلمي منزلتك عندي".
وبلغ خوف جاسيكا ذروته وهي ترى برودي يقطع الطريق على شقيقتها التي حاولت الأنصراف بمحاذاة الحائط , فهبطت درجتين لكن برودي حجب عنها رؤية جوردانا , وسارعت هذه الأخيرة للقول بتأفف:
" أسمح لي يا برودي".
" أسمح لك ماذا؟ أسمح لك...".
ثم فسح لها المجال للتقدم بينما ظلت ثابتة في مكانها لا تجيب وأردف قائلا:
" لا بأس أذا كانت هذه أرادتك".
وأبتعد عن الحائط وهو يتابع:
" أعتقد أني لست من مقامك أوليس كذلك؟".
حاولت أن تقول أي شء لكنها لم تكن قادرة على الكلام.
" لا تزعجي نفسك بمرافقتي الى الخارج . ألا أذا كنت تفضلين أن أخرج من الباب الخلفي".
" كلا... لا ...".
وقاطعها برودي وقد عرف رأيها فأدار ظهره وأتجه نحو الباب الأمامي بخطوات متوازنة.
عندما أقفل اباب وراءه , هرعت جاسيكا الى أسفل الدرج لتسأل شقيقتها:
" هل أنت بخير يا جوردانا ؟ كنت خائفة عليك".
" جاسيكا حبيبتي".
وعانقتها جوردانا بحنان وقد تبينت معالم الخوف في وجهها .
" أعتقدت أنك كنت في غرفتك".
" كنت أنتظر في أعلى الدرج ... ما خطر لي أنك ستطردينه بهذا الشكل , ظننت أن كلامه سيؤثر بك".
" أنك صاحبة خيال وااسع يا جاسيكا ".
" رأيته يستوقفك عند الحائط , أنا أعرف , كان يريد أن يؤذيك".
" كان يحاول أن يخيفني قليلا لأني جرحت كبرياءه برفضي الخروج معه , لكنه لم يفعل شيئا , أنظري أليّ فأنا بخير , الآن أصعدي الى غرفتك وأخلعي ملابس السباحة , ستغضب أمي منك أن رجعت ووجدتك تتنقلين هكذا بهذه الثياب المبللة".
وأستجابت جاسيكا للطلب , لكنها لم تقتنع أن شقيقتها لم تعد مذعورة مما جرى , فهي لم تنس المشهد ولا الشعور بالخطر.
المرة الثالثة التي ألتقت فيها برودي فكانت بعد ثلاثة أسابيع , تلك كانت المرة الأخيرة, ومن يومها لم تعد تراه الى هذا اليوم.
وكما في المرة السابقة , قرع الجرس وهرعت جاسيكا لتفتح الباب وأستولى عليها الشعور نفسه وتسمرت في مكانها كالصنم, وسألها:
" هل شقيقتك في البيت؟".
فرفعت رأسها لتشير أنها ليست موجودة , كانت جوردانا قد خرجت مع بعض الصديقات لتقضي معهن فترة ما بعد الظهر .
" هل تعلمين متى ستعود؟".
ورفعت رأسها وأشارت بالنفي مرة أخرى , فهي وأن كانت تعلم ساعة عودتها فلن تبوح له بذلك , وبما أنها تجهل الموعد فهي لا تكذب عليه.
هل يمكن أن أترك لها رسالة شفهية؟".
وأطرقت رأسها هذه المرة , ففهم أنها على أستعداد لنقل الرسالة , فرفع برودي صوته بعنف وقد ساءه أن تجيب بالأشارة:
" ألا تحسنين النطق؟".
أرتجفت جاسيكا من نبرة صوته وأجابت:
" أجل أستطيع الكلام".
ولمح برودي مقوم الأعوجاج على أسنانها فضحك ساخرا:
" أذن هذه مشكلتك , فمك مليء بالمعدن".
فأطبقت جاسيكا شفتيها لتخفي أعوجاج أسنانها .
" قولي لجوردانا بأنني سأغادر المدينة , وتوقفت لأقول لها وداعا".
أومأت جاسيكا برأسها موافقة , فتوقف برودي قليلا وهو يهم بالرحيل , وألقى نظراته الشرسة عليها , ثم أضاف:
"قولي لها أيضا عندما أعود , لن أكون أدنى من مستواها".
ثم أنصرف..
.... مر زمن طويل ونسيت جاسيكا حتى أسم برودي , لم يعد يأتي على ذكره أحد أو يهتم بنجاحه أو فشله في الحياة , لكن مقابلة اليوم أحيت تلك التفاصيل وجعلتها تدرك أنه حقق النصر , فملابسه الأنيقة تدل على أنه دخل المجتمع المخملي من بابه العريض , ولكن لماذا يعود؟ ما الذي ينشده بععد طول غياب؟ لم تحظ جاسيكا بالأجوبة المنطقية , في كل حال ما لها وله فهو لا يمثل بالنسبة اليها سوى شبح من الماضي , ومن يدري ربما جنح بها خيال الطفولة وزرع في ذهنها أوهاما لا مبرر لها , أنها مجرد مصادفة أن تلتقيه من نفسه , وينبغي أن تطرد جميع هذه الأفكار المقلقة من رأسها .
وهكذا أنصرفت الى عملها , فحساب السيد أتكن يستلزم منها أنتباها كليا وعليها الأتصال بالفنيين لتنظيم وأتقان أعلان دعائي يلفت الأنظار.
لم تغادر مكتبها ذاك المساء قبل الخامسة , وأتجهت مباشرة الى شقتها الصغيرة التي تحوي غرفتي نوم واسعتين , أحداهما مخصصة للعائلة عندما يقومون بزيارة مفاجئة , وقد شغلها جوستان عندما حضر منذ مدة قصيرة لتصريف بعض الأعمال.
دخلت الدار وألقت حقيبة يدها ورسائلها على الطاولة في غرفة الجلوس , ثم أزاحت الستائر المزركشة عن باب الشرفة الصغيرة .
وأكملت طريقها كالعادة الى غرفة النوم حيث بدّلت ملابسها فأرتدت بنطلونا رماديا وقميصا حريرية خضراء , ثم توقفت في المطبخ قبل أن ترجع الى غرفة الجلوس وتتناول كوبا من الحليب الممزوج بالشوكولا.
وأستلقت على الأريكة تقرأ رسائلها , أنه الوقت الذي ترتاح فيه من عناء المكتب , وهذه رسالة من والدتها مليئة بأخبار أولاد جوردانا.
لقد أعتادت أن تقرأ رسائلها مرتين , لكنها تلك الليلة, ألقتها جانبا وأ كتفت بتلاوة واحدة لتستعيض عنها بقراءة قصة حب منشورة في أحدى المجلات النسائية.
http://www.liilas.com

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ممر الشوق, جانيت دايلي, janet dailey, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, sentimental journey, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية