هو عبارة عن رسالة طويلة، يحكي فيها
rain قصة حياته، لإحدىالمجلات، بعد صدور أول ألبوم له بثلاثة أشهر..أي في يوليو 2002
(1) الطفولة.
لازلت لم أصدّق بعد أنني صرت مُغنيًا، أحيانًا حينما أجد أسطوانة ألبومي بين مجموعة الأسطوانات التي لديّ، أثناء ترتيبي لهم، أشعُر بأن قلبي يخفق بسرعة جدًا. أشعُر بسعادة حقيقية حينما أفكر أنه هناك أناس في مكان ما، يستمعون إلى موسيقاي ، ويقلدون رقصي، كما كنت أفعل أنا نفسي حينما كنت أقلد رقصات و أغاني Seotaeji و Boys و Deux، حينما كنت أحلم بأن أصير مُغنيًا.
كنت أعيش سابقًا قُرب جامعة Hongik، وتوفيت أمي عام 2000، وحاليًا أعيش مع أبي و أختي.
أختي – والتي تصغرني بثلاث سنوات – منعزلة جدًا، ولم نكُن مُقربين جدًا من بعضنا في تلك الفترة، نحنُ الإثنان كنا منطويين جدًا، ولا نُحب الثرثرة، ونادرًا ما كنا نتبادل أكثر من ثلاث جُمل طوال اليوم !
أخبروني أنني حينما كنت صغيرًا، كنت أحب كثيرًا أن أخرج دون أن أخبر أحدًا.. وهناك موقف أتذكره وإن لم يكُن بوضوح..
حينما تركت المنزل وكان عُمري أربع سنوات، عاد والديّ من العمل معًا، ولم يستطيعا إيجادي، فاتصلا بالشُرطة للإبلاغ عن اختفائي، وبحثا عنّي في كل مكان، وهُما على وشك الجنون، ومع ذلك لم يجداني، وبعد أن مر يوم كامل، تلقّى والداي مكالمة هاتفية، تقول أنهم وجدوني في Ganghwa-do (مدينة أخرى) ..!، فلقد كان هناك موقف أوتوبيس أمام منزلنا، و أعتقد أنني استقللت أحد الباصات من هناك، ولقد رأى الناس رقم هاتفنا على الشريط الذي يُحيط بمعصمي واتصلو بعائلتي - في الخارج غالبًا ما يضعون ما يُشبه شريط أو سوار، حول معصم (يد) الأطفاليكون فيه معلومات للتواصل مع عائلاتهم في حالة ضلو الطريق - وبرغم أنني لا أتذكر بصورة واضحة، إلا أنني أذكر صورة ضبابية لسيدة ما، ساعدتني على ركوب الباص.
(2) لقد كانت شخصًا منطويًا جدًا من البداية.
منذ أن كنت صغيرًا، وأنا شخص منطوي وقليل الكلام، كحالي الآن، وآخذ وقتًا طويلاً في الإعتياد على الناس، و التقرّب منهم، ولكن متى ما أصبحت قريبًا من أحد، فإنني أتحدّث كثيرًا جدًا، لدرجة تجعلني اتفاجأ من أنني أستطيع التحدّث هكذا..!
لم أكُن موهوبًا جدًا في الدراسة، حينما كنت في المدرسة الابتدائية، وأحيانًا كان اليوم يمُر دون أن أنطق بكلمة واحدة، لذلك كان من الطبيعي أنه لم تكُن هناك فتاة تحبني أيامها.
كنت طالبًا لا يلاحظه أحد في الفصل، وإن كان هناك شيء يتذكره الجميع عني، فهو أنني كنت طويلاً إلى حدٍ ما، ودائمًا ما كنت ثالث أو رابع أطول طالب في الفصل، ودائمًا ما كنت أجلس هادئًا جدًا، ولكن في يومٍ ما.. خرجت من صمتي فجأة، فقد كانت هناك مسابقة عرض للمواهب بين الفصول في المدرسة، حينما كنت في الصف السادس، وكان دور فصلنا يقترب، دون أن يتطوّع أحد، كنت أنا أراقب في صمت، ولا أطيق صبرًا بداخلي، ثم أخبرتهم أنني سأدخل المسابقة، وسأمثل فصلنا، ولكن رد فعل بقية التلاميذ في الفصل، لم يكُن مُشجعًا على الإطلاق، فلقد كنت أسمعهم يقولون : " لماذا يقوم هو بتمثيلنا؟!" ولكنني كنت فخورًا بنفسي... وأخيرًا أتى دور فصلنا، كان الطلبة يُحدقون بي، و اشتغلت الموسيقى، فقلت لنفسي "أرِهِم شيئًا ما !" ، وبدون تفكير رقصت الرقصات التي كنت أشاهدها في التلفزيون و في الشوارع.
وبعد أن انتهيت فوجئت بعاصفة من التصفيق، وشعُرت بالرضى و الإنجاز لأول مرة في حياتي، وساعتها.. مرّت على عقلي خاطرة مفاجأة.." نعم..إنه الرقص" !.
(3) الاكتئاب والرغبة في قتل نفسي.
دخلت مدرسة Sungmun الإعدادية، بعد أن فتحت عيناي على الرقص، وكان أي شخص ينظر لي، يُمكنه أن يعلم من مظهري أنني تلميذ فوضوي ومشاغب، فمن أجل أن أتعلم كيف أرقص، كنت أتسكع مع أولاد أكبر سنًا، كانوا مشاغبين، ويتجاهلون الدراسة، وعلى الرغم من أنهم سرقو مالي وملابسي، إلا أنني ظللت أتبعهم لسبب واحد، أنني يجب أن أتعلم كيف أرقص.
في إحدى المرات قبضت الشرطة علينا، و أخذونا لمركز الشرطة، حينما كنا نتدرّب في الحديقة القريبة من جامعة Hongik، لأننا لم يكُن لدينا مكان آخر نتدرب فيه على الرقص، ولكن الناس استمروا في المشاورة علينا، قائلين أننا فتية مشاغبين.
كنت قد كذبت على والدي، قائلاً أنني كنت أذهب للمكتبة لأدرس، ولكن لم يكًن هناك شيء أستطيع فعله، إلا تجاهل دراستي، لأنني كنت مشغولاً بتعلم الرقص، ومع استمرار هذا، ظلت درجاتي تسوء وتسوء، وفي أحد الإمتحانات، حصلت على متوسط درجات 45 درجة، وهي درجات كنت أستطيع الحصول عليها بمجرّد التخمين، دون الحاجة حتى لحل الأسئلة، ولكن نظرًا لأنني كنت مرهقًا جدًا، من التدريب، فلقد نمت أثناء الإمتحان ولم أُكمِل حل الأسئلة !
صراحة، فأنا أيضًا كنت مصدومًا من النتيجة، ولكن والدي لم يُعاملني حتى وكإني ابنه، لقد أخبرني فقط أن أترك المنزل، دون أن ينظر لي حتى..!
لو كان أبي قد انفجر فيّ، وضربني ، لرُبما ساء الأمر، وانحرفت وتحوّلت لمُشاغب فعلاً، ولكن رؤيتي لأبي يتصرف هكذا، جعلني أفكر كثيرًا في الأمر.
نظرًا لأنني لم أكًُن استطيع التحدّث مع أحد من عائلتي ساعتها، فلقد دخلت في حالة اكتئاب شديدة، وأحيانًا كانت تراودني الرغبة في قتل نفسي، ولكنني فكرت كثيرًا، وقررت أن أهتم بدراستي أكثر من هذا ، و التزمت مع نفسي بأنني سأدرس، حتى أستطيع تحسين درجاتي، والحصول على تقدير أيضًا.
(4) وعدت والدي بأنني لن أقوم بشيء سيء..!
بالرغم من أنني أتسكع مع أولاد مشاغبين لأتعلم الرقص، إلا أنني وعدت والدي أنني لن أُدخِّن أبدًَا، أو أقوم بأي شيء سيء آخر، ولازلت أحافظ على وعدي بعدم التدخين حتى الآن.
كان فريقنا يتدرب بجِد، ودخل المسابقة الوطنية لرقص الهواة، التي أُقيمَت في Lotte World, Jamsil, Seoul، للتأكيد على موهبتنا، وإن كنت لا أتذكر العام بالضبط، إلا أنني أذكر أن الفنان الكوميدي Pyo Inbong، كان هو مُقدّم المسابقة.
كان اسم فريقنا هو (المُتـَحَدي Challenger )، دخلت المسابقة مع أربعة آخرين، ووقفت في المنتصف ، حيثُ أنني كنت أطولهم، ولكننا لم نحصل على أي جائزة رغم ذلك.
لاحقًا سمعت من Inbong بعد أن أصبحت مغنيًا، أن المُغني Gangta أيضًا شارك في المسابقة.
بدأت أهتم برياضة الرِجبي حينما كنت في الصف الثاني في المدرسة الإعدادية، الفتية في نادي الرجبي بدوا جيدين، واعتدت على التدرب مع أعضاء نادي الرجبي الخاص بالمدرسة القريبة، ولكني شعُرت بأنني لن أستطيع القيام بالرقص و الرياضة معًا بصورة جيدة، لذلك اخترت الرقص.
ثم جاءت السنة الأخيرة في المدرسة الإعدادية، وبدأت في القلق على مستقبلي، دخل صديقي للمدرسة الثانوية، ولكنني كنت أبحث عن مدرسة أستطيع فيها الدراسة والرقص معًا، وهكذا استقر رأيي على الدخول للمدرسة الثانوية للفنون، لم أذهب لأي مدرسة للتدرب على التمثيل، كنت أدوّن الملاحظات فقط عن أقوال الممثلين وأدائهم حينما أشاهد المسلسلات في التلفزيون، ثم أبدأ في حفظ أدوارهم والتدرب عليها بمفردي.
(5) أفخر بالقول بأنني اجتزت إمتحان القبول لدخول مدرسة Angyang الثانوية للفنون..
بما أنني لم أكُن أعلم أي شيء عن التمثيل، فلقد ذهبت لمحل كُتُب، وابتعت كل الكتب التي لها علاقة بالتمثيل، وقرأتهم كلهم، قبل إمتحان الدخول إلى مدرسة Angyang الثانوية للفنون، فلقد كان عليّ أن أُقدّم موهبة مُميزة أخرى في الإمتحان، لذلك بحثت عن أي شيء له علاقة بالرقص، وقررت إعداد نفسي جيدًا، وقد كنت أثق في نفسي في ناحية التعبير عن الأشياء والمشاعر بجسدي..
الناس الذين كانو يعرفوني، لم يوافقوني على هذا، وقالو لي " إنك لست جيدًا في التمثيل.." ، ولكنني عملت بجدية، واستطعت النجاح في الإمتحان بشرف، ولكن بعد أن أصبح التمثيل مادة دراسية مُقررة عليّ، لم يعُد يبدو مُمتعًا إلى هذا الحد، ولم يعُد يناسبني جيدًا، لذلك.. في سنتي الدراسية الأولي، نجحت- بشكل ما - في مادة التمثيل، و استمررت في التسكع مع أصدقائي والرقص.
بعد أن سمع بعض الناس عن موهبتي في الرقص، شاركت في عدّة عروض للمواهب، وجذبت اهتمام الفتيات أيضًا، في كل صباح حينما كنت أذهب إلى المدرسة، و أفتح خزانتي، كنت أجد هدايا من ناس مجهولي الهوية، وغالبًا ما كانت الهدايا عبارة عن لبن، أو كعك، أو زهور، وخطابات، وأنا أندم الآن أنني لم أحاول معرفة مِمَّن كانوا، ولكنني كنت مشغولاً جدًا بالرقص، لدرجة لم يكُن لديّ وقت للتفكير في الفتيات.
في السنة الأولى، حاولت الحصول على تقدير في مادة التمثيل، ولكن في بداية عامي الدراسي الثاني، أصبحت أكره حصص التمثيل بشدّة، لدرجة لم أعُد أتحمل معها حضورها بعدها، لذلك كنت أتأخر عن المدرسة أكثر من مرة، و أظل فيها خلال الفترة الصباحية فقط، ثم أتسلل وأهرب أثناء دروس التدريب على التمثيل، وهكذا كنت.. متعلقًا بالرقص بشدّة، ومعروف بأنني فتى مشاغب !
(6) ضربت مُعلمي بالعصا..
سأتحدّث عن ضربي لمُعلمي هذه المرة، حينما كنت أذهب لمدرسة Anyang الثانوية، ضربت ظهر مُعلمي بالعصا بسبب الرقص، فلأنني كنت أُركز فقط في الرقص، ولا أحضر دروس فريق التمثيل، بدأ الطلاب الأكبر سنًا في كراهيتي، وأخذوني إلى الفناء الخلفي للمدرسة، ثم أوسعوني ضربًا، وقالوا لي أنني لا يجب أن أفسد عمل الفريق، لذلك غيّرت رأيي، وقررت التركيز على التمثيل أكثر من الرقص، ولكن كبتي لرغبتي في الرقص لم يستمر طويلاً، ففي أحد الأيام، لم أستطع تحمّل الأمر أكثر، وهرعت خارجًا من الفصل، في اليوم التالي، المُدرّس الذي كان يُدرس لنا، دخل ومعه عصا، ثم قال لي: "اضربني بهذه العصا، إن لم تفعل، فسأضرب كل الطلبة الآخرين !!"
كانت هناك العديد من الأفكار المُعقدة التي دارت برأسي في هذه اللحظة، فلقد كانت هناك العديد من الفتيات في الفصل، كما كان هناك فتية طيبين فقط هناك، لذلك فكرت قليلاً فيمَ عليّ فعله، وبعدها ضربت ظهر مُدرسي بالعصا ..! لم يكُن هناك شيء آخر يُمكنني فعله ساعتها !
حينما لم يتبقَ سوى أيام فقط على تخرُّجنا، حدثنا المُدرس عن هذه الحادثة بصراحة، وقال أنه لم يُفكر أبدًا في أنني سأضربه حقًا..فلقد استخدم نفس الحيلة حينما كان يُعلّم في مدرسة أخرى، وحينما كان المُدرسين يستخدمون هذه الحيلة، عادة ما كان يبكي الطلبة ويقولون أنهم آسفون.. ولكننا كنا عدائيين بطريقة غريبة !
(7) اللقاء القَدَري (غير المُتوقّع) مع باركجين يونج (JYP)
في عام 2000 وقع لي أكبر حدثين في حياتي، الأول..أنني قابلت بارك جين يونج، الذي قادني حتى أصبحت مُغنيًا، والثاني هو وفاة أمي.. وسأتحدّث أولاً عن كيفية مقابلتي لـ جين يونج..
كنت قد انضممت إلى فريق رقص مُنظم، في سنتي الثانية بالمدرسة الثانوية، عشت معهم، وكنت أطبخ وأغسل الأطباق، وأيضًا كنت أرقص في نوادي Itaeweon ونادي جامعة Hongik ، الذي كان أشهر مكان هناك في ذلك الوقت، وكانت عائلتي تمر بأوقات صعبة في هذه الفترة.. فأبي كان يعمل بالتجارة ولكن بعد ان فشلت تجارته أكثر من مرة، ترك لنا رسالة تقول إنه سيعود حينما يستقر، ورحل إلى البرازيل، لذلك اضطرّت أمي – التي كانت تعاني من مرض السُكري – إلى إعالة العائلة..
لم أستطع أن أفهم أمي التي كانت تستمر بالعمل، رغم أن حالتها الصحية كانت سيئة، أشعُر أنني كنت أنانيًا، ولا مبالي حقًا وقتها، وقد تعلّقت بالرقص بصورة أكبر، حيثُ شعُرت بعدم الرضا عن والديّ.
ذات يوم، لحقت بصديق لي كان يعمل كمندوب مبيعات، إلى أحد المتاجر، ..وحينها دخل بارك جين يونج، إلى المتجر، فقد كان المتجر ملكًا لمؤسسة JYP الترفيهية، حينما رآني جين يونج، سألني :
" أيُمكنني أن أسألك ماذا تفعل؟!" فرددت عليه قائلاً: " أنا أرقص !"
فطلب مني إرسال شريط فيديو له، حتى يقوم بتجربة أداء لي ..
" واو.. هل سيقوم باركجين يونج، الذي درّب فرقة G.O.D و Parl Jiyun بتدريبي لأكون مُغنيًا ؟! "
كنت شديد السعادة في هذه اللحظة، و قد أرسلت له الشريط بمجرد عودتي.
(8) بارك جين يونج دفع فواتير مستشفى أمي..
اتصل بي بارك جين يونج، بعد أن أرسلت له الشريط، و قال "دعنا نصدر ألبومًا !!" وقَبِل بي كمُتدرِّب عنده.. كنت سعيدًا حقًا، وكنت أتدرب على الرقص و الغناء بجهد أكبر، وبينما كنت أقفز من السعادة، وأعمل كي أجعل حلمي يُصبح حقيقة، ساءت حالة أمي الصحية بشدّة، وأبي - الذي تركنا ورحل إلى البرازيل فجأة - عاد إلى كوريا، بعد شهور قليلة، دون أن تتغيّر حالته، أو تتحسّن ظروفنا، وتولّت أمي مسئولية الإنفاق على عائلتنا بدلاً من أبي، وأصبح مرضها أسوأ فجأة، ولكن بما أن أمي كانت مريضة دائمًا منذ أن كنت صغيرًا، لم أُدرك أن الوضع كان بهذه الخطورة ساعتها، استمر أبي في التجول من منطقة لأخرى، حتى بعد عودته، ولم يكُن هناك أحد ليعتني بأمي..
أنا أيضًا لم أعتني بأمي جيدًا، مُفكرًا : " إن كنت أنا الوحيد الذي يعمل بجد ليكسب عيشنا، ليكُن الأمر كذلك !"
أخبرت جين يونج بكل شيء عن حالة أمي، فقال لي:
" أنا سأدخلها إلى المستشفى و أدفع الفواتير، فلا داعي لأن تقلق "
وقام بتهدئتي، أنا حقًا مُمتن كثيرًا له..
حُجِزَت أمي في المستشفى بعد ذلك، ولكن كان الوقت قد تأخر كثيرًا ساعتها، ففي الوقت الذي دخلت فيه المستشفى، كان المرض قد تمكّن من جسدها كله، وحتى الأطباء في المستشفى قالو إنه من الأفضل أن نأخذها للمنزل، وعادت أمي للمنزل بالفعل.. أشعر بقلبي يتمزّق حقًا، كلما تذكرت هذه الأيام..
استمرت حالة أمي في السوء، و أخذناها للمستشفى مرة أخرى، وجاء جين يونج وزوجته ليبقوا بجانبها في المستشفى.
(9) كيف يُمكن لشخص مثلك أن يرقص ؟!
على الرغم من مساعدة الكثير من الناس لنا، إلا أن أمي دخلت في غيبوبة، وتوفيت فجأة، وكانت كلماتها الأخيرة لي قبل أن ترحل، هي أن أعتني بأختي جيدًا، ووعدتها بأنني سأفعل ذلك، ومع ذلك – بداخلي – ظللت أقول لنفسي مرة بعد مرة، أنني سأبذل قصارى جُهدي لأصبح الأفضل.
قلبي لا يزال يؤلمني كلما فكرت بأمي، كان يُمكنني أن أريها كيف تحسّن حالي، لو أنها فقط انتظرت معنا لفترة قليلة..
أشعُر بأن قلبي يتحطّم كلما تذكرت كيف تجاهلت عائلتي، بينما كان لا يزال بإمكاني أن أصبح جيدًا حقًا معهم.
تدرّبت أكثر وبجهد شديد، بعد أن توفيت أمي.. جين يونج لم يكُن يُعلمني الأشياء خطوة بخطوة، فقط كان يُريني كيفية فعلها.
قامت شركتنا بعمل شريط فيديو، يتكون من 12 حركة رقص فردية، و9 خطوات، وتدرّبت حتى أنهكني التعب..
حينما لم يكُن جين يونج مشغولاً، كان يزور الاستوديو ليراني أرقص، وليُعلمني، ولكنه لم يقُل كلمة مديح واحدة لي أبدًا، الآن ..عادة ما يقول " عمل جيد أو رائع "، ولكن في تلك الفترة، اعتاد على عدم تشجيعي قائلاً : " كيف يُمكن لشخص مثلك أن يُصبح راقصًا ؟! هذا لن ينفع أبدًا !" كانت هذه هي طريقته في التدريب..
حينما لم يكُن باستطاعة جين يونج تدريبي، بسبب أعماله الموسيقية في الولايات المتحدة، كان عليّ أن أحارب الوحدة، كنت أبقى في الاستوديو بعد أن يرحل الجميع، لأؤلف الرقصات و أتدرب، وفي بعض الأوقات كنت أشعر بالإحباط وبالوحدة الشديدة، لذلك كانت الحيلة التي خرجت بها لمقاومة هذا هي التدرب على الرقص و الغناء في المترو و الباصات !
(10) مُقاومة الشعور بالوحدة..
تعبت جدًا من التدريب وحدي، لذلك كنت أتدرب كالمجنون، في طريقي إلى الاستوديو، وفي طريق عودتي للمنزل، كنت أغني بصوتٍ عالٍ، وأبتكر خطوات رقص تتماشى مع الأغنية، وأرقص في المترو و الأتوبيسات، بالنسبة للآخرين، فلقد كنت مجرد شخص (مجنون)، وبالرغم أنني شعُرت بالقلق، من أنني رُبما لا أصبح مُغنيًا، بعد أن غادر جين يونج إلى الولايات المتحدة، ليُصبح مُنتجًا، إلا أنني قاومت شعوري بالوحدة، وتدربت بجِد بمفردي.
عاد جين يونج من الولايات المتحدة، بعد أن أتم عمله كمُنتج هناك، لذلك، ظننت أنني سأبدأ العمل على ألبومي في الحال، ولكن جين يونج قال أن ألبومه هو سيصدر أولاً، لأن لديه أغنية جيدة، لذلك تم تأجيل إصدار ألبومي لشهر أغسطس، وقُمت بتأليف رقصة له، ورغم أن الرقصة المصاحبة للأغنية لم تكُن كلها من تأليفي، إلا أنه كان هناك العديد من خطواتي فيها..
وكذلك عملت كراقص خلف جين يونج، وبالرغم من أن هذا ساعدني على اكتساب خبرة جيدة بالمسرح، إلا أن الذهاب لكل مكان، مع جين يونج كل يوم، و التدرب أيضًا، كان صعبًا حقًا..
حينما كان جين يونج يتحدّث مع مديري أعماله، أو طاقم العمل، أو يرتاح، كنت أنا أستمر في التدرّب بدون راحة، كان عليّ أن أغني بصورة أوتوماتيكية كلما حرّك جين يونج يده، واستمررت في غناء نفس الأغنية حوالي 100 مرة في اليوم، وفي كل مرة، كنت أُضرَب على رأسي، لأنني فهمت الإشارة خطأ، الضرب على الرأس لا يبدو شيئًا، ولكن أن تُضرب في نفس المكان، أكثر من مرة، فهذا يؤلم.
(11) العمل على ألبومي تأخر مرة أخرى..
بينما كنت أرقص خلف بارك جين يونج، أعتقد أنني غنيّت أغنية ألبومي بمفردي، حوالي مائة مرة، في سيارة الفريق، حيثُ كان الآخرون ينامون ويرتاحون، كنت أغني أغنيتي عدد لا نهائي من المرّات، كلما أشار لي جين يونج بيده، استمررت في التدرّب هكذا، منتظرًا شهر أغسطس حينما يُطلَق ألبومي، ولكن..حينما جاء أغسطس..تغيّر الموقف مرة أخرى، فقد حان وقت إصدارألبوم Park Jiyun ، الذي يعمل في نفس الشركة، فتأخر إصدار ألبومي مرة أخرى إلى نوفمبر، وأصبحت شديد القلق والتسرُّع بعد هذه السلسلة من الأحداث.
بعد أن انتهى العمل على ألبوم JiYun غادر جين يونج إلى الولايات المُتحدة مرة أخرى، واستمررت في التدريب على الغناء بعدم ارتياح، ولكن لم يكُن لديّ شيء آخر أتمسك به سوى هذا، وتساءلت إن كان ألبومي سيصدر على الإطلاق؟! بعد كل هذا التدريب الشاق لمُدّة عامين، قبل أن يتقدّم بي العُمر، لأكون مُغني وراقص..
بعد عودته إلى كوريا في شهر فبراير من العام التالي، قال لي جين يونج :" لنُطلِق ألبومك هذه المرة حقًا !"
وانتهى التسجيل في شهر واحد، ولم يستغرق وقتًا طويلاً، لأن كل الأغنيات كانت قد خرجت من قبل بالفعل، وفي النهاية الظهور العلني الأول على المسرح كان في 28 إبريل 2002، أردت أن أُظهِر كل شيء تدربت عليه، - الأغنية و الرقصة - ولكن الأمرلم يجري جيدًا كما حسبته، فبالرغم من أنني لم أقُم بارتكاب أي خطأ، ولكنني كنت متوترًا، ولم أستطع تحريك جسدي بحرية، ولكنني أخبرت نفسي أن هذه ستكون النهاية، لو لم أقُم بالأمر بشكل صحيح الآن، وواجهت المشاهدين، و تدريجيًا، بدأت أكتسب الثقة في نفسي.
(12) أرغب في النجاح كمُصمّم أزياء أيضًا...
أكثر التعليقات التي كانت تُشعرني بالسوء منذ أن بدأت العمل كمُغني هو : " لماذا لا تغني على الهواء مباشرة؟!" وبما أنني تدربت تدريب شاق على الغناء، فلقد كنت واثقًا أنني سأستطيع الغناء live، ولكن نظرًا لأنني كنت حديث الخبرة، ومُغني جديد، فلقد كان يجب عليّ أن أحاكي الأغنيات بشفتيّ فقط على المسرح، وظللت مُحبطًا حتى غنيّت في بث حيّ مباشر، على قناة الـ MBC في نهاية يونيو، ولقد مدحوني قائلين : " لقد ظننا أنك ترقص جيدًا فقط، ولكنك تغني جيدًا أيضًا ! " ولكنهم كانو مندهشين..
سماع التعليقات المادحة لي بعدما غنيت live كان أحد أفضل ذكرياتي حتى الآن، وأكبر أمنياتي هو أن أكون مُغنيًا يُغني live جيدًا..
ومؤخرًا، دخلت في تحدي جديد، وهو التمثيل، حيثُ سأقوم بلعب دور (فتى لعوب) في أحد مسلسلات الـ sit com، وأجد التمثيل حاليًا مثير للإهتمام، لأنني أرغب في عرض كل مواهبي، سواء في الغناء او التمثيل، ولاحقًا..أرغب في النجاح كمُصمم أزياء.
أكبر أحلامي الآن هو أن أظل موجودًا كمُغني ناجح لعشر سنوات، وبعدها سأبدأ في دراسة التصميم، وبعد 20 عامًا من الآن، أريد أن أُعرَف كمُصمم أيضًا.. ".
كانت هذه هي نهاية الرسالة التي أرسلها
rain للمجلة، بعد أن تم تقديمة للجمهور بثلاثة أشهر..
والآن سوف أقوم بإكمال سيرته الذاتية، من بعد عام 2002 وحتى الآن .. أكتوبر 2008 ..ولكن لن تكون بقية سيرته على هيئة رسالة، أو مروية علىلسانه كما في الجُزء السابق، بل على هيئة تقريرية عادية.. ورغم أنه لايتميز بالحميمية الموجودة في الجُزء السابق، إلا أنه هام لمتُابعة مسيرة
rain الفنية في السنوات التي تلت ظهوره الأول.