لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


594 - فراشة الليل - آن مورلاند - دار ميوزيك ( كاملة )

الملخصاحست بنفسها في دوامة من المشاعر والأحاسيس المتقلبة فلديها رغبة بالاحساس بيد ديرك ورغبة بالبكاء أو الضحك أو القيام بحماقات... اطفأ ديرك سيجارته في المنفضة. بانتباه مصطنع واستأنف حديثه بصوت

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-09, 10:09 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 594 - فراشة الليل - آن مورلاند - دار ميوزيك ( كاملة )

 


الملخصاحست بنفسها في دوامة من المشاعر والأحاسيس المتقلبة فلديها رغبة بالاحساس بيد ديرك ورغبة بالبكاء أو الضحك أو القيام بحماقات...
اطفأ ديرك سيجارته في المنفضة. بانتباه مصطنع واستأنف حديثه بصوت منخفض:
- أنا لا أريد مع ذلك أن أخيفك لقد أخذت نصيبك بما يكفيك من ذلك. منتدى ليلاس
إنني اريد بكل بساطة منك أن تفهميني لأي درجة تثيرين رغبة رجل وبشكل خاص .... رغبتي أنا....
أحست شيرلي بأن عاصفة ألمت بها، وأن قلبها يدق ولا ياد يتوقف عن النبض. تمنت لو أنه يتوقف عن الكلام.
كان يجلس في الطرف الآخر من الغرفة الواسعة. ولكنها كانت تري وميض نظراته الداكنة القوية يصل إليها وهو جالس علي الأريكة.
أحست به يبتسم لها ورعشة خفيفة في صوته.
شخصيات الرواية
- شيرلي براون : فتاة في العشرين من عمرها تتعرض للكثير من المكائد أثناء عملها. منها تعرضها لحادثة احتراق شقتها وهروبهاوهي منكوبة مذعورة في منتصف الليل.
- ديرك روس: رجل أعمال يقوم باستقبال شيرلي براون واستضافتها ورعايتها بعد احتراق شقتها وهروبها إليه ويقع في حبها.
- وليم فرانكلين: صديق شيرلي براون في العمل يصف منزل ديرك روس لشيرلي براون لكي يساعدها في حل مشكلاتها.
- زاك: صاحب الفندق الذي تعمل فيه ميسانج لونج صديقة ديرك.
- ميسانج لونج : سيدة تعمل في الفندق صديقة ديرك.
- جوس : رئيس ديرك في العمل وصديقه.
- الكس: صديق ديرك روس.
-جينا : صديقة اليكس.
الغلاف الأمامي
سألها ديرك بفضاضة :
- من أنت؟
- اسمي شيرلي براون.
-هل ترين هذا أفضل من اسم سميث؟
-اسمي حقا هو براون.
أوحى إليها بإشارة غامضة.
- كيف تعرفينني؟
- أحدهم حدثني عنك.
- من؟
فبدا علي مظهرها الضيق وهي تعض شفتها :
- لقد طلب مني عدم ذكر اسمه لأحد.
فقال ديرك ببرود وهدوء:
- الباب من هنا...
جحظت عينا الفتاة. منتدى ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس

قديم 01-09-09, 10:11 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الأول
حاول ديرك روس الخروج من خموله مستيقظاً لي رنين الجرس المتواصل الذي أحدث اختلالاً في استيقاظه المعتاد.
فراح يتخبط بين الأغطية محاولا الوصول غلي الهاتف المتواجد علي طاولة بقرب سريره ويدرك بعد ذلك أن مصدر هذه الضجة هو جرس الباب وليس الهاتف فينتصب جالساً وينظر إلي المنبه في ظلمة الليل. إن هذا مستحيل فالساعة تشير إلي الرابعة صباحاً عندها بدأت الأفكار والهواجس تأتي إليه رغم التعب الذي ينهكه فيلتفت إلي نفسه مدركا أن ذلك بعيد الاحتمال. فالزائرون من هذا النوع قلما يطرقون الباب. يبعد الأغطية عنه وينهض بوثبة منيراً المصباح. ومن ثم يتجه إلي مدخل الباب الرئيسي ويتمتم قائلا من هناك؟
- سيد روس علي اخبارك.
يقطب ديرك حاجبيه إنه صوت امرأة مجهولة فيحاول الحفاظ علي توازنه.
- إنها الساعة الرابعة صباحاً، يرد عليها بلهجة مقتضبة :
- ماذا تريدين؟
- أرجوك سيد روس يجب أن أراك لأمر ضروري.
ما زال ديرك مترددا ومع ذلك يقترب من الباب محاولاً التخلص من نعاسه فبرغم سمك الباب المصنوع من الخشب المعاكس، فلم يكن بمنأى عن أي رصاصة أمرها فوراً:
- أرفعي يديك عالياً.
لقد كانت الفتاة متوترة جدا ولم تدرك ما يدور حولها. فأطاعت أمره دون أن تستغرب هذا الحذر، انتظرت ديرك وهو يسحب مزلاج الباب لكي يفتحه قائلاً :
- ابقي ييك في الهواء.
وعند رؤية زائرته تلاشي توتره. فاولجت نفسها في الداخل بسرعة وهي تقول متلعثمة :
- لست مسلحة.
أقفل الباب باحكام كانت الفتاة ترتدي فستانا من الحرير ملتصقا بجسدها مبرزا ثناياه بحيث لا يسمح لها بوضع سلاح أو مسدس لسوء حظها، لكن ديرك الذي بلغ سن الخامسة والثلاثين أصبح معتادا علي مثل هذا النموذج من المخاطر فكان يفضل أن يبدو حازما فلذلك حاول أن يبقي علي مسافة لا بأس بها بينهما. قبل أن يظهر عكس ذلك . قائلاً :
- تقدمي في طريقك مباشرة إلي الصالون.
كان ديرك يتبعها ويراقبها متفحصاً ملاحظا أن مشيتها لا تنسسجم مع الفستان الذي ترتديه كان قوامها ممشوقا كلاعبة جمباز. وعلي الرغم من العرج الخفيف الذي يظهر في مشيتها لم يخف هذا جمالها الأنثوي اللطيف نوقفت بالقرب من الأريكة ويداها لا تزالان مرفوعتين إلي أعلي قائلة :
- هل أستطيع الجلوس؟
اقترب منها حتى اصبح مواجها لها . أجابها بجفاء :
- انا لا أعرف ماذا تريدين؟
تنهدت وهي تنظر إلي اغطية الأثاث ذات اللون الفاقع، وقد تغير لون وجهها :
- أنا لم أجلس منذ...
- أجلسي.
فانزلت يديها المرفوعتين بهدوء إلي أسفل وملامح الانفراج قد ارتسمت علي وجهها.
ساد الصمت للحظة طويلة في أثناءها انتبهت الفتاة إلي القامة الطويلة والرشاقة العضلية الظاهرة لديرك كانت قدماه حافيتان وذقنه لم يحلقه منذ عدة أيام، شعره الكثيف الذهبي يتناقض مع نظرة عينيه الداكنتين والقويتين ويبدو عليه راحة البال. وفي نفس الوقت يظهر لناظره القوة والنفوذ فيبدو علي وجهه الرجولي صلابة الماس وجماله.
والفتاة التي بلغت العشرين من عمرها كانت متوسطة القامة نحيلة ثناياها جميلة. أثارت الغيرة في قلب عدد لا بأس به من النساء اللواتي يحطن بها، فشعرها الأسود الملفوف علي كتفيها النحيلتين ووجهها الناعم التقاطيع وعيناها العسليتان اللتان فيهما بريق العنبر أعطياها رقة وجمالا وكان في ذلك الوقت يسيطر عليها شعور بالخوف والذعر الرهيب من شيء ما.
سألها ديرك بفضاضة:
- من تكونين أنت ؟
- اسمي شيرلي براون.
- هل ترين هذا أفضل من اسم سميث.
- اسمي حقا هو براون.
اوحى لها بإشارة غامضة :
- كيف تعرفينني؟
- أحدهم حدثني عنك.
- من؟
فبدا علي مظهرها الضيق وهي تعض شفتها :
- لقد طلب مني عدم ذكر اسمه لأحد .
فقال ديرك ببرود وهدوء :
- الباب من هنا...
جحظت عينا الفتاة :
- لقد حدثني عن صرامتك وانني لن الاحظ ذلك في البداية، لكنه قال إنك ستساعدني إذا احتجت لذلك. وأنا الآن حقا بحاجة إلي هذه المساعدة.
- من ؟
كرر ذلك ديرك.
أجابت الفتاة بتنهيدة :
- إنه وليم فرانكلين.
- الحاكم؟
- نعم إنه هو فمنذ حوالي السنة أعطاني اسمك وأكد لي أنك جدير بالثقة. وبأنك سيد قوي في مجالك.
- في أي مجال تقصدين؟ يستفسر ديرك بنبرة اعتيادية.
لكونك وسيطاً وتعمل أحيانا ً لاجل منظمات حكومية، وأحيانا لحسابك الخاص وتحل مشاكل مختلفة و......
وعندما ترددت سألها ديرك
- وماذا هناك أيضاً؟
فانحنت واستأنفت قائلة :
- لقد قال لي : إنك تبدو أحياناً مقيتاً، ولكن مع ذلك فأنت رجل مهذب ولا تخشي شيئاً.
هز ديرك رأسه قائلاً في نفسه : حقا هذه الصفات تنطبق عليه تماماً.
فقبل بضع سنوات كانت هناك حكاية ابتزاز قد وضعت حدا للعمل السياسي من فرانكلين ويضيف ديرك بهدوء متعمدا وهو يراقب شيرلي براون.
- الحاكم ارتبط بزواج سعيد كما كان يبدو عليه، أو كما ظهر لي في آخر مرة رأيته فيها ما هي علاقتك أنت به؟
- إنه صديق.
- هم. يتمتم
عندها رفعت الفتاة رأسها بنوع من التحدي وبعينين ترسلان ومضات ذهبية وهي تقول :
- حقا لقد كان علي صواب، فأنت تعرف كيف تكون مقيتاً.
- اسمعي آنسة براون ، ليس لدي اسم ليعطيه الحاكم لأي إنسان وإذا حدثك عني فذلك بسبب علاقتكما الحميمة مع بعضكما البعض، وجعل اسمي ملاذا لك عندما تعانين من مشاكل فما شأني أنا بينكما؟
عضت شيرلي مجددا علي شفتها :
- نحن حقا قريبان من بعضنا، ولكن ليس كما تعتقد... إنه عمي .
جلس في كرسيه باسترخاء واضح :
- قلت عمك.
بنبرة صوت لم تكن توحي بالشك أو باليقين.
- نعم.
- أنت تنافسينه في الأرث إذن؟
- كيف ذلك؟
- فرانكلين يكون الولد الوحيد، وايضا زوجته، ما رأيك بقرابة غير هذه؟
تشنج وجه شيرلي في الحال :
- لم أكن أريد الكذب : لأنني اعتقدت بأنك لن تصدقني حتى ولو قلت الحقيقة.
- حاولي دائما أن تقوليها.
- اتفقنا، وتابعت قائلة : فلقد التقيت به ، وأنا أعمل من أجل حملته الانتخابية وكنت مجروحة .وبعد لحظة من التردد أضافت:
- هي ليس بالمهم ذكر ذلك.... لقد كان لطيفا جدا معي، ووجد لي عملا في جيفاتش.
قاطعها ديرك قائلا:
- أعرفه. يتم فيه اختراع وصنع الألعاب الكهربائية للجنود. ماذا كنت تفعلين هناك؟
- كنت أعمل سكرتيرة . أطبع الرسائل علي الالة الكاتبة. وأتلقي المكالمات الهاتفية، ولم يكن عندي الكفاءة والخبرة لأعمل في البرقيات المهمة.
- هل بقيت في جيفاتش منذ قبل ثمانية عش شهراً؟
توقف للحظة من التفكير . وسألها أيضاً
- هل فرانكلين علي اتصال دائم معك؟
ترد شيلي بالموافقة علي كلا السؤالين :
- لقد كان يدعوني من وقت لآخر لتناول العشاء مع زوجته آني...
- هل كان يسألك عن أخبار عملك؟
- هو لم يضعني في جفاتش لأعمل كجاسوسة إذا كنت ترمي إلي هذا فأنا لا أعرف لماذا...
- أنا لم أقصد ذلك. ولكنني أحاول أن أعرف السبب الذي دفعه ليعطيك اسمي أنا بالتحديد.
ترددت قليلاً. وفكرت للحظات ثم قررت قائلة:
- منذ سنة كنت اتعشي مع وليم وآني وأثناء جلوسي معهم قلت لهم إن بعض الرسائل التي وصلتني لأطبعها علي الآلة الطابعة كانت تبدو لي غريبة، وذلك لوجود بعض العبارات كأنها منقولة في غير مكانها.
- كيف كان رد فعل وليم أثناء ذلك الحديث؟
تابعت حديثها بدون أن تحاول التصديق عليه. لكنه كان من الصعب عليها أن تعرف إذا كان ديرك يصدقها.
- في البداية ظهر لي متضايقاً، أو بالأصح قلقاً وبعد عدة أسابيع عاد وسألني إذا كانت هناك رسائل من هذا النوع ما زالت موجودة، ولكنه لم يعد هناك رسائل منها في هذه اللحظة تماما. أعطاني اسمك وحدثني عنك وهو يضحك قائلاً لي: إن لك ماضيا سيئا ومع ذلك ستكون المنقذ الوحيد. إذا ما حدث لي شيء أو تعرضت لبعض المشاكل.. إنني أستطيع التوجه إليك.
- ألم تندهشي من هذا؟
- نعم. كانت دهشتي من صيغة حديثه. فلم يكن يرغب أن أطرح عليه أي سؤال. كان بين الحين والآخر يسألني علي سبيل المزاح محاولا اختباري إذا كنت ما زلت أذكر اسمك. وذلك في حال وقوع مشاكل لي، وكان يصر علي أن لا أنساه أبدا، ولقد فعلت ذلك.
هنا نهض ديرك فجأة وغاب للحظات. ثم عاد وبيديه غطاء خفيف ووضعه علي كتفي شيرلي العاريتين قائلا لها بصوت جاف:
- يبدو عليك أنك متجمدة من البرد، فما رأيك بفنجان من القهوة.
- شكراً.
لفت شيرلي الغطاء حولها، ولحقت به إلي المطبخ. وشيئا فشيئا بدأت تشعر بالدفئ يدب في جسدها بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني، وبحضوره المتواضع والبسيط أعطاها بعض العزاء. فطبعه الجدي لا يخفي نظرته الطيبة والحنون فهي لأول مرة أخذت تشعر بالأمان منذ عدة ساعات مرت.
- كيف وجدت عنواني؟ هل من دليل الهاتف؟
أشارت شيرلي بالموافقة علي كلا السؤالين وقالت :
- وليم أخبرني بأنك ستوفر لي الحماية مهما كان الأمر خطراً.
عندها شغل ديرك الركوة الكهربائية وسحب لفافة تبغ من علبة السجائر، وأشعلها وهو يفكر ويتأمل زائرته.
- هل تصدقني؟ سألته بقلق وهو لم يجب.
- بدون محفظة أو معطف، ومن ثم استدرك قائلاً : وبهذا الفستان سيعتقد من يراك منذ ثلاثين ثانية بأنك رهينة اعتقال مباشر، ويدل مظهرك علي أنك قضيت ساعات تمشين بهذا الحذاء الذي لا يصلح لذلك فأخبريني ما الذي دفعك لتطرقي بابي في الساعة الرابعة صباحاً؟ تكورت شيرلي تحت الغطاء وتنهدت بعمق :
- البارحة في أثناء عملي، وصلتني رسالة غريبة فحملتها إلي مديري وكانت هذه الرسالة نموذجا أوقف تصنيعه منذ عدة أشهر وتقول الرسالة بأنها تطلب إرسال النموذج إلي شركتها، ومن المحتمل أن تكون شركة أجنبية فلم يكن اسمها موجودا في ملفاتنا.
- لسببين كانت الرسالة مشبوهة في نظرك أولا إنتاج أوقف تصنيعه وثانياً : شركة ليس لديها اسم عندكم. ماذا قال لك مديرك؟
- قال إنه سيتحقق من الأمر، وكان يبدو مستعجلاً، وخشيت ان ينسي الرسالة وعدت وذكرته بالرسائل السابقة.
- وأنت بكل أمانة أطلعته علي كل ما يجري. أستوضح ديرك منها قائلاً: هل هذه الرسائل كانت دائما من نفس المصدر.
أكدت شيرلي باللإيجاب:
- هي تأتي من آدم مورتون مدير مكتب الدراسات.
- هل أنت دائما من تتلقين رسائله؟
- كلا فقط عندما تكون السكرتيرة الخاصة مريضة.
قال ديرك:
- تابعي .
- عندها كان علي أن احضر نفس السهرة فذهبت أولا عند صديقتي لتجهز لي الفستان.
أجابت شيرلي وقد أصبح لون وجهها داكناً
- ومن ثم عدت بعد ذلك إلي البيت، وأنا أهم بفتح الباب ناداني صاحب البيت ليقول لي :إن علبة قد وصلتني من أمي . توقفت شيرلي والتزمت الصمت ونظراتها تاهت في الغموض.
- هل نزلت إليه...!
- الأنفجار... كان كل شيء مضيئا ، والنار تنبعث من الداخل وكان كل شيء يحترق..
أجابت بألم :
أطفأ ديرك سيجارته في المنفضة قبل أن ينهض، ثم اخذ قارورة الشراب، وسكب قليلا منها في كأس وقدمه لشيرلي.
- أشربي.
كانت الفتاة تائهة تنظر دائما في الفراغ. ودموعها تسيل علي وجنتيها.
- لماذا فعلوا هذا؟
تلعثمت وهي تقول..- لماذا؟
عندها حاول ديرك تهدئتها وهو يدلك جسدها بلطف بيديه القويتين محاولا دفعها لتشرب قليلا. لقد استجابت له بشكل تلقائي، لاحظ ديرك أن يديه ظلتا مستقرتين فوق بشرتها الناعمة فسحبهما ببطء وانتقل تفكيره إلي القهوة التي ستكون جاهزة عما قريب.
همهمت قائلة :
- هم أرادوا قتلي.
لم ينطق ديرك بكلمة ، وهو يسكب القهوة.
- هل تريدين معها حليبا وسكرا؟
سألها بصوت منخفض. الاثنان احتسيا القهوة بصمت، وبدأ وجه شيرلي يستعيد لونه.
وتابعت حديثها :
- كل شيء يجري كأنه حلم، فالشقة كانت تحترق برمتها. إنهم أناس مجانين ليس لديهم مشاعر ولا أحاسيس دقوا ناقوس الخطر ثم خرجوا. وفي الطرف الآخر من الشارع وجدت رجلا يقطع الشارع مسرعا نحوي مكفهر الوجه من الغضب حاملا مسدسا بيده، كان ينظر إلي كما كان يريد أن ... عندها ركضت مسرعة بكل قوتي.
- هل لحق بك؟
- نعم لم أدر ماذا أفعل عندها. هل أتصل بالشرطة، ولكن منذ عدة سنوات أوقعوني في تهمة لم أرتكبها، عندما اختفت خزينة الشركة، هم لم يصدقوني علي الرغم من كل محاولاتي لتبرئة نفسي، ووضعوني في السجن لأنني لم أجد من يدفع لي الكفالة، كانت لحظات رهيبة بالنسبة لي ، ولكن قبل المحاكمة بعدة أيام اكتشفت الفتاة التي قامت بالسرقة، وأطلق سراحي إثر ذلك.
فكر ديرك مليا وهو يأخذ نقفسا عميقا قائلا في نفسه لقد أذوها في كل الأحوال، سألها:
- هل خفت أن يتهموك للمرة الثانية؟
تنفست شيرلي الصعداء :
- أنا لا أعرف ، ولكنني لم استطع الاتصال بهم، وأخيرا أمكنني التخلص من ذلك الرجل، فلقد بقيت أركض لساعات طويلة. وبدون أن أحمل نقودا معي. لأنني أضعت حقيبتي ولم أجرؤ أيضاً علي العودة إلي شقتي. ولم أفكر بالذهاب إلي أصدقائي خشية أن أجرهم إلي المتاعب...
- وفي هذه اللحظة فكرت بي؟ أنهى ديرك.
تابعت قائلة :
- لقد قضيت وقتا وأنا أبحث عن عنوانك.
- أنت محظوظة لأنهم لم يوقفوك وأنت بهذه الثياب.
- كنت اختبئ رأيت سيارة الدورية.
تورد وجهها وهي تقول :
- أنا لا أرتدي عادة هذا النوع من الثياب، ولكن صديقتي.. وكانت السترة بيدي... عندما الشقة...
- لا تقلقي. قال لك منزعجا كونها تضايقت من لباسها ..
- فلقد ابديت شجاعة كبيرة! لأنك أتيت عندي أو عند أي شخص من معارفك فنحن نكون أمام محترفين حقيقيين. فقد تصرفت بسرعة كبيرة مع الذين أرادوا التخلص منك.
- هل قلت نحن؟
لاحظت الفتاة الشابة مع شعور بالعزاء فأضافت :
- هل ستهب لمساعدتي؟
اجابها بهدوء :
- كيف استطيع رفض طلب امرأة منكوبة؟
- أنا لا أعرف كيف أشكرك؟
- انتظري قليلاً .. فقبل كل شيء عليك أن تأخذي حماما ساخنا، وتخلدي إلي النوم لتعوضي ما فاتك.
أرادت شيرلي أن تعارض ، لكن ديرك أوقفها باشارة منه :
- ستكونين في حالة متقدمة! إذا ما أصبت بذات الرئة، فلقد قضيت ساعات طويلة في البرد والتعب أضناك تعالي فالنقاش لن يفيدك. هل أنت مجروحة؟
سألها وهو يراها تعرج. فاحمر وجهها وهي تتجنب نظراته :
- كلا، إنه حادث جري لي في طفولتي .
ومجرد التلميح بذلك يسبب لها الحزن. قادها ديرك إلي الحمام وأشعل لها الضوء وسألها :
- هل أنت جائعة؟
- لم أتناول شيئا منذ البارحة ظهرا. ومع ذلك لا أستطيع.
- بل تستطيعين، أكد علي ذلك بصوت هادئ، بينما تأخذين حمام دافئ سأحضر لك بعض الملابس وأجهز لك وجبة طعام خفيفة.
ابتسمت الفتاة لأول مرة منذ وصولها وأجابت :
- حاضر سيدي.
ابتسامتها اربكته فخرج مسرعا نحو خزانته وأحضر لها طويلا، وقميصا. ووضعهما في مدخل الحمام وهو يتسائل بينه وبين نفسه في أي نوع من المغامرة سيخوضها؟
في الحمام استطاعت شيرلي أن تسترخي. لقد وضع لها ديرك في مغطس الحمام رغوة الصابون المعطرة التي تنبعث منها رائح الخزامي. اغمضت شيرلي عينيها، وتلمست ندبة جرحها، كل العالم يلاحظون ذلك . وخاصة الرجال وانهمرت دموعها في الحال. تحدثت لنفسها وهي تقول :
- ما زلت حية ماذا أريد أكثر من ذلك " لقد سمعت مرارا هذه الجملة ولعدة مرات. " أنت حية ابتهجي" كنت ستكونين ميتة كأبيك. وقالو لها أيضا أنت تعرجين . ولكنك تستطيعين المشي بكل تأكيد، فمن أي شيء تشتكين؟
تذكرت كلمات أمها، وهي تقول لها امشي مستقيمة لا تنسي أن تظهري جانبك السليم، أرفعي رأسك، وانظري باستمرار في عيون الناس. كانت تكرر ذلك علي مسامعها لسنوات وسنوات، وكانت شيرلي خاضعة تماما لأوامرها، فلقد كانت والدتها جميلة جداً. فلم تكن تحتمل العيوب والنواقص في أي شيء كان اسلوبها يشعر شيرلي بأن الرجال يتجنبونها، فلا ينظرون إليها ولا يطلبون الرقص معها. ولم تتحدث عن ذلك لديرك. وبأن جيفاتش كان عملها الرابع قبل تجربتها الرهيبة الأولي كانت قد عملت في وظيفتين لأنها لم تكن كاملة أو بالأحري لأنها تعرج.
- شيرلي.
قطع صوته حبل أفكارها، ارتعشت وهي تقول
- نعم.
- وجبة الطعام ستكون جاهزة في غضون عشر دقائق. ارتدت ملابسها بسرعة وهي تشعر بالضيق منها. ثم دخلت إلي المطبخ وهي تصر علي أسنانها :
- ماذا هنالك؟ سألها بالحاح وهو ينظر إليها.
وهي تقاوم دموعها جلست علي مقعد منخفض فهي كعادتها لا تستطيع أن تخدع أحداً. أجابت بجهد :
- إنني متعبة قليلا. فلست معتادة علي المشي كثيرا، ولكن الحمام الدافئ أراحني كثيرا.
- خذي طعامك، أمرها ديرك وهو يرتب الصحون أمامها مشيرا إلي طبق العجة بالبيض ، وكيف جري الحادث الذي حدثتيني به قبل قليل؟
كانت تأكل لترضيه وأكثر من كونها جائعة مثبتة نظرها علي الصحن.
- كان ذلك عندما كان عمري أربع سنوات.
أجابت قائلة. وهي تشعر باللأرتياح لصدقه في طرح الموضوع. وعدم تجنبه إثارته مرة أخرى:
- هل قدمك التي كسرت أم وركك؟
سألها بشكل طبيعي. استرقت شيرلي النظر إليه، فلقد كانت ملامح ديرك مسترخية ومهتمة في نفس الوقت. لقد كان يرتدي سروالا قصيرا ذا لون أسود ومتناقضا مع لون شعره الأشقر.
أجابته أخيرا
- كلاهما.
- يجب عليك ألا ترتدي أحذية عالية الكعب فمصمموا ومخترعوا الموضة ليس لديهم إلا فكرة واحدة في رؤوسهم فحاولي أن تبتعدي عن الموضة التي لا تنسجم مع الكسر الذي في قدمك.
ابتسمت شيرلي عفويا ، لأن أحدا لم يتحدث لها بهذه الصرحة علي الرغم من الألم الذي كانت تعانيه، فقط صديقتها التي جهزت لها الفستان عندها كانت قد انتهت من صحن العجة.
قدم ديرك لها حبة منوم قائلا ببساطة لها :
- إنها من أجل الألم.
لا تدري لماذا وضعت ثقتها به، وكيف بعد كل ذلك لا تضع حياتها رهينة بين يديه.
بعد قليل جاء ديرك من ورائها ورفعها بين ذراعيه، أرادت أن تقاوم ذلك.
- صه... كل حركة منك ستكون مضيعة للوقت. استرخي سأحملك إلي غرفتي.
وهناك وضعها بهدوء علي السرير. وأدارها إلي الجهة اليسري وجلس بجانبها قائلاً :
- كنت سابقا أعمل مدلكا،
وهو يمد يده علي مكان الكسر
- فقط أغلقي عينيك واسترخي.
اعترفت شيرلي بعد عدة لحظات.
- هذه أفضل.
- القرص المنوم سيأخذ مفعوله بعد لحظات وستنامين لعدة ساعات وبعد أن تنهضي سنحضر أنفسنا للهجوم.
تمتمت شيرلي وهي تقول:
- أنت لطيف معي جداً. لماذا؟ ألا تعرف بأنني أكون مصدر متاعب وإزعاج لك.
- حقا.
- نعم. حقا تحدث لي أشياء غريبة.
تنهدت وهي تسترخي وتقول:
- النقود.. وليم ... والآن هؤلاء الناس الذين يريدون قتلي.
ومن ثم استسلمت للنوم. لقد استطاع ديرك أن يجعلها تنام نوما عميقاً. وهو يتفحصها ويضع يده علي جسدها مستمراً في تدليكها بكل لطف.
كانت تشبه عصفورا جميلا وضعيفا أحدهم قال لها بأنها لا تقوي علي الطيران وجناحها مكسور، وصدقت ذلك. كان يظهر كل ذلك في نظراتها، تعبيرات وجهها. كما لو كان الجرح في قدمها ما زال مفتوحا ولن يندمل أبدا.
ومن ثم نهض ديرك ووضع الغطاء عليها عندها كانت خيوط الضوء من الصباح قد بدأت تتسلل عبر الستائر، خرج ديرك من غرفتها وبهدوء ذهب إلي الصالون وفتح التلفازوأخفض صوته ليعرف ما إذا كانت المحطات المحلية ستتحدث عن الانفجار الذي حدث في شقة شيرلي. كان جالسا وبدأ التعب يتسلل إلي جسده. وأخذت الأفكار تتوارد إلي ذهنه فقد كان يفكر بالسفر إلي بلد بعيد كالجزائر علي متن طائرة وساعات قليلة من النوم. وبقدوم شيرلي فقد كانت كلمة ضعيفة جدا لتصف حالة الإرهاق الكبيرة التي تنتابه.
وأخذ يستعيد اللحظة التي كان معها في المطبخ، عندما التقي نظره بنظرها، لا يدري لماذا أحس بالحزن الكبير يسيطر عليها مما زاد في تعبه وارهاقه وأكد لنفسه بأنه لم يشعر بهذه العاطفة القوية من قبل كان يرغب في قرارة نفسه لو ينام بقربها ويشعر جسده بجسدها .
ديرك يستعيد ما جري فقد كانت تبدوا تائهة مصدومة وحزينة. ولم يكن يفكر إلا ب......
لقد طلبت منه المساعدة فوضعها صعب ومؤلم وهو ملاذها الوحيد، فكان عليه أن يظهر أكثر حماسا وتعاطفا معها يدلا من أن يظهر عكس ذلك ولا سيما أن الخيط الرفيع الذي يربطهما يكاد ينقطع. عندها نهض ديرك فلقد بدأت الساعة تقترب من توقيت الأخبار. وبدأت الشقة المخربة بحادث انفجار معروضة علي الشاشة. والشرطة تحقق في الأمر لتصل إلي الفاعل الحقيقي، وتبحث عن سيدة تدعي شيرلي براون لاستجوابها.
استند ديرك إلي مقعده ونظر إلي ساعته مفكرا : هل الوقت مبكر للأتصال بالحاكم؟

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 01-09-09, 10:12 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الثانى
- هل أنت متأكد بأنها فى حالة جيدة ؟ كان " وليم " يبدو عليه القلق والخوف . وعلى الرغم من النعاس الذى يظهر على صوته .
- نعم , إننى متأكد فهى تنعم بالنوم فى سريرى .
والشخص الآخر على الهاتف بقى صامتا لفترة من الوقت ثم قال :
- كنت أعلم بأنها تستطيع الاعتماد عليك .
- هل كنت تعلم بما سيجري لها ؟ استأنف " ديرك " لذلك أعطيتها اسمى , أم أن لديك أشياء أخرى تقولها لي أيها الحاكم ؟
أمره " وليم " بعصبية :
- كف عن محادثتى بهذه اللهجة البوليسية الرسمية عندها أخذ " ديرك" نفسا عميقا . وقال :
- " وليم " يطرق بابى فى الساعة الرابعة صباحا . فأفتح لأجد أمامى فتاة مرعوبة ومنكوبة . ولم أنم سوى أربع ساعات . فلذلك أعانى من صداع كبير فى رأسى واختلالا فى توازني , وهنالك الكثير من المتاعب التى تنتظرنى فأرجو منك أن تتركنى وشأنى .
" فرانكلين " يضحك بخبث :
- كنت أظنك بأفضل حال هناك .
- " وليم " .
- سأتوقف , سأتوقف عن ذلك , ولكن تذكر بأنك مسؤول عن ذلك الفتاة , لأنها إحدى خصوصياتي .
- بماذا تخصك حسب وجهة نظرك ؟
كان سؤاله فظا مع أن " ديرك " لم يكن معتادا على هذا النوع من المواربة في الحديث .
- فهى من بين كل الناس قد أصيبت برصاصة وكنت أنا المقصود .
- ماذا تريد أن تقول بذلك ؟
- منذ عامين أقمت سهرة لأعضاء شركتى فحاول مهووس اغتيالى فألقت " شيرلي " بنفسها على قبل الحارس الشخصي , لكي تحمينى , كانت الوحيدة التي رأيتها حينها فتلقت تلك الرصاصة بكتفها بدلا عني .
- ألم يخبرك أحد عن ذلك فى وقتها ؟
أجاب " وليم " بصدق : منتدى ليلاس
- كلا ...
بعد لحظة من التردد قرر " ديرك " ألا يسأل عن التفاصيل , لأنه يعرف حق المعرفة طبيعة الحياة السياسية .
- أمن اجل ذلك أوجدت لها عملا فى " جيفاتش " ؟
- هذا كان واحدا من الأسباب التى دفعتنى إلى ذلك . كما أننى أخذت على عاتقى العناية بها , وكذلك زوجتى تشاركنى فى ذلك حالتها سيئة للغاية , لقد تلقت الكثير من الصدمات والضربات بما يكفيها ولن تجد أحدا ظروفه سيئة مثلها .
- نعم حقا .
أجاب " ديريك " وهو يرفع صوته . لقد لاحظت ذلك اليوم فى الساعة الرابعة صباحا .
تنهد " فرانكلين " قائلا :
- فالعرج الذى فى قدمها واضح تماما . ويكون إحدى مأسيها السابقة . أحيانا تمر عليها لحظات تنسى كل أحزانها . ولكن عندما تتذكر أوجاعها تنطوى على نفسها كأنها زهرة تنطوي على تويجاتها .
- اتمنى لو تحدثنى عن " جيفاتش " طلب " ديرك " ذلك بعد لحظة من الصمت .
- ليس لدى أشياء كثيرة أقولها لك . أكثر مما تعرفه " شيرلي " وما قالته عن هذه الجمل الغريبة . تذكرنى بالقوانين التى نحن نستعملها بالجيش , وهذا كل شئ أعرفه . " ديرك " تذكر حديث " شيرلي " لمديرها عن هذا الشئ الذى لا يكون موجودا . وتطلبه شركة غير معروفة اسمها من شركتها .
- ماذا تعتقد ذلك ؟
اعترف " وليم " بإرتباك :
- أنا لا أعرف شيئا من هذا , ولا أستطيع أن أقول بأنهم يصنعون ألعابا مسالمة , وإذا لم يكن هناك نموذج عنها فسيكون تصنيعه صعب , ولا أحد يتجرأ على صنعه . المخطط غير كامل , أنا أستطيع .
- من المستحسن أن تبقى خارج الموضوع .
يقاطعه " ديرك " قائلا :
- سأهتم بـ " شيرلي " , واطلعك على مجرى الأحداث إذا أستوجب الموضوع تدخلك .
يرد " فرانكلين " مرغما :
- كما تريد , ولكن إذا ساءت الأمور .
وعده " ديرك " :
- إذا ساءت الأمور , سأعمل على أن تصل " شيرلي " إليك .
- انتبه لها وأول عنايتك الكبيرة بها يقول الحاكم ذلك أخيرا بصوت مقتضب .
يضع " ديرك " سماعة الهاتف ويهرش في رأسه مفكرا , قبل كل شئ عليه أن يأخذ قسطا من النوم , نظر إلى الساعة التى فى يده وتذكر أن المنوم الخفيف الذى أعطاه لـ" شيرلي " سيتركها تنام أيضا لمدة ست ساعات ثم ضبط منبه ساعته ونام على الأريكة .
فى مطلع الفجر على الرصيف كان هناك رجل طويل القامة ثابت لا يتحرك يتأمل الحركة التى أخذت تدب فى الشوارع ثم قطع الشارع ودخل إلى بناية كانت تحت رقابته لفترة طويلة , ومن ثم توقف عند صندوق بريد وأطلق صفيرا وطرف عيناه على أول درجة من السلالم .
كان يبدو عليه التردد والحيرة . تعبيراته ظلت غير مفهومة فى النهاية رجع أدراجه عائدا إلى الشارع منخرطا بين المارين وفى الصباح أوقف سيارة أجرة بعد أن غير ثلاث سيارات توصل إلى قرار وهناك انتظر أيضا لمدة ساعة . يراقب مجددا السيارات قبل أن يدخل بناية أكثر قدما من الاخرى صعد سلالم الدرج إلى الطابق الثالث متجاهلا المصعد ودق بضربات خفيفة باب الشقة المتواجدة على الجهة المقابلة للسلالم .
- نعم ؟ بعد لحظة فتحت امراة شابة مظهرها يشير إلى الجدية .
فأجابها بسرعة :
- لقد وجدت لنفسها ملجأ تأوى إليه .
- أين ؟ ومع من ؟
يصحح جملتها قائلا :
- عند من ؟
شريكته تتأمله غاضبة وهي ترد عليه :
- توقف عن تصحيح قواعدي اللغوية . كانت لهجتها قريبة جدا من لهجته . وأى مستمع لهما سيعرف فى الحال بأن اللغة الانجليزية ليست لغتهم الام .
يجيب الرجل :
- هي عند صديقنا العجوز من " براغ "
تتنهد الفتاة وهي تقول :
- كنت أعتقد بأنه ما زال فى الغربة .
- يبدو عليه أنه عاد .
- لماذا ذهبت عنده بالتحديد ؟
- ليس لدى أدنى فكرة عن ذلك . لقد ذهبت مباشرة إلى عنوانه بعد أن بحثت عنه فى دليل الهاتف فى البداية كنت أعتقد بانها تعرف إلى أين وإلى من هي ذاهبة .
يبدو انها تعرف شيئا ما . لذلك قاموا بتفجير شقتها .
- بعد ذلك ؟
- لننتظر !
نهض " ديرك " فى الساعة السادسة صباحا بعد أن نام لبرهة قصيرة وكانت " شيرلي " ما تزال تغط فى نوم عميق عندما ذهب إلى غرفتها ليتحقق من ذلك , قبل ان يستحم ويحلق ذقنه . فغفوته القصيرة خلصته من جزء صغير من تعبه لا أكثر فقد كان معتادا على النوم كثيرا وخاصة عندما يكون فى صدد مهمة ما . وأحس " ديرك " بعد الاستحمام , وبعد فنجان القهوة الثاني بإنسانيته وبالنشاط والحيوية تدب في عروقه .
وأول الأشياء التى وردت على فكره المتيقظ . كانت قبل كل شئ الإطمئنان على سلامة " شيرلي " والقيام بالتحقيقات اللازمة بواسطة الهاتف . وذلك لمعرفة الأسباب الحقيقية لكل ما جر لـ " شيرلي " ولكن عاجلا أم آجلا كان عليه الذهاب إلى " جيفاتش " واصطحاب " شيرلي " معه فقد كان خارج احتمال ترك " شيرلي " وحيدة فى البيت حتى إنه لم يفكر بتركها عند " وليم " لأسباب مختلفة .
قرر التحرك بسرعة كبيرة . كان عليه إخفاء صلته بـ " وليم " لأنه أحد المشاهير ويستطيع أن يكون عدوا شرسا وصديقا مخلصا على حد سواء وفكر " ديرك " بجعل هؤلاء الذين تسببوا فى الانفجار فى حيرة وقلق دائما . ومهما يكن الامر فـ " وليم " يكون الورقة الاخيرة التى يتوجب عليه كشفها وذلك فى الضرورة القصوى ولا أحد يستطيع أن يكتشف اين تختبئ " شيرلي " , فشعر " ديرك " بانها تكون فى أمان عنده .
ولكنه عاد ليطرح على نفسه أسئلة أدق . فالشكوك ما زالت تراوده , لأن أغلبية الناس في " ريتشموند " يعرفون أن " ديرك روس " الوكيل العامل بصفة شبه رسمية للحكومة . يقطن فى المدينة ويكفى أن يأتى أى شخص من " جيفاتش " ويطرح سؤالا جيدا عليهم فيكتشفون كل شئ . كما أن " ديرك " يعلم منذ زمن طويل بأن أى إنسان يستطيع أن يجد كل العالم إذا فتش جيدا ولن يجد صعوبة بإقتفاء أثر أى شخص تحت أسماء مستعارة وصور مزيفة .
وفى هذه الحالة فـ " شيرلي " لن تبقى معه أمنه لفترة طويلة وماذا إذن عليه أن يفعل ؟ فطاف بنظرة متأملة على صفحات الجرائد التى جمعها من مدخل البيت وفجأة استرعى اهتمامه صورة شخصية . وقال فى نفسه .
" لقد حالفنى الحظ "
أسرع " ديرك " إلى دليل الهاتف مفتشا عن رقم فندق معروف فى المدينة وانتظر لبرهة من الوقت لينتقل من خدمة إلى أخرى لإجراءات أمنية حتى توصل إلى الشخص الذى يريد محادثته قائلا بنبرة قوية :
- التحدث مع الرئيس يكون أسهل بكثير .
عندها انطلقت ضحكة بالطرف الأخر من الخط قائلة :
- " ديرك " ! كم أنا سعيدة بسماع صوتك واعذرنى على الترتيبات الامنية التى يصر عليها " زاك " بإستمرار وخاصة فى الأشهر الأخيرة .
- علمت بذلك فلقد حدثنى " كيلسى " عن " تيريزا "
أجاب " ديرك " بإختصار . كيف حالها الآن ؟
تنهدت " ميسانج لونج " قائلة :
- جسديا بأفضل حال أما معنويا فهى مازالت تحت وقع الصدمة " زاك " وهى كانا يريدان طفلا ...
- أبلغيهما مواساتي .
تضيف بلهجة أكثر رقة :
- لن أنسى أبدا ذلك والان قل لى ماذا تفعل فى " ريتشموند " ؟
- إننى أقطن فيها ؟
فضحكت قائلة :
- وكيف لى أن أعرف ذلك ؟ فأنت فى كل بلد لديك شقة فى " لندن " وأخرى فى " هونج كونج " وإن لم تخنى الذاكرة فلديك قصر فى " فرنسا "
- قصر صغير جدا , ولدى كذلك شقة فى " ريتشموند "
- إنه ميناء تحتمى فيه عند حدوث عاصفة .
تمتمت بلطف .
- هل سمعت ما قيل فى " الجزائر " ؟
- سمعى مرهف . وأنت عملت هناك الضجة الكافية .
بالنسبة لشخص يكره استخدام السلاح النارى . فحسب إعتقادى وبدون أن تترك له فرصة الإجابة . لماذا لا تغط فى نومك فالرجال الأقوياء أيضا يحتاجون لساعات أطول فى النوم ؟
يبتسم " ديرك " حقا إنها " ميسانج " فهى تعرف دائما كيف تصل إلى ما تريد .
- أحتاجك فى خدمة .
- أتمنى أن أسدى لك معروفا . ولا سيما أننى بدأت أشعر بالملل ولا أدرى بماذا أشغل نفسى بعد انشغال زوجى و " زاك " بالانتخابات النقابية . فكيف أستطيع خدمتك ؟
- ببعض المحاضرات .
- بماذا ؟
- بدروس حول ثياب لأمرأة ؟
فانفجرت " ميسانج " ضاحكة :
- حضر نفسك لترى لى كل الحكاية . وما هى المقاسات والألوان ؟
أعطاها " ديرك " المعلومات التى طلبتها , بالإضافة إلى عنوانه .
يقول " ديرك " :
- ربما تكون البناية مراقبة . خذى حذرك .
- سأحضر لك كل ما طلبت , وسأكون عندك بأقرب فرصة ممكنة .
- شكرا .
وضعت " ميسانج " سماعة الهاتف قبله . كان " ديرك " يحدث نفسه إن " ميسانج " تساعد الآخرين دوما , لانها لا تجيد التصرف على منوال آخر . إن المشيئة منحته أصدقاء يستطيع الاعتماد عليهم حقا فى الأوقات الصعبة .
كانت تعرف " شيرلي " وهى تفتح عينيها بانها كانت فى سبات عميق فنظرت بطرف عينيها إلى المنبه للتأكد من صحة ما تعتقد .
ونهضت فجأة وسألت أين تكون ؟ فهذه الغرفة أكبر اتساعا واكثر ثراء من غرفتها .
ولمن هذا القميص والسروال فهذه الثياب التى ترتديها ليست لها وعندها أخذت تسترجع ذاكرتها وكل ما جرى لها ليلة امس .
" جيفاتش " والانفجار وليل طويل من الضياع والوحدة والتعب إلى أن وجدت ذلك الرجل ذا الشعر الأشقر والعينين الداكنتين الذى أستمع إليها وقدم لها العشاء وحملها إلى السرير . ودلك لها الكسر الذى فى قدمها حتى زال الألم ونامت وهو يعتنى بها .
نهضت " شيرلي " وشعرت بان وركها متشنج مع أنها لا تشعر بأى ألم . لقد سمعت أصواتا فى قاعة الاستقبال وبعد لحظة من التردد توجهت نحو الباب وقد كان " ديرك " واقفا وهو يستند بيده على مسند الكرسى مرتديا سروالا أسود وقميصا رماديا كان يظهر أكثر جمالا مما تحفظه فى ذاكرتها . ثم وقعت عيناها على السيدة الجالسة على الأريكة وانتبهت لنفسها فشعرها مبعثر وهيئتها مهملة . وقدماها حافيتان . أحست برد الفعل الذى ستتلقاه هذه المرأة التى أمامها بشعرها الأسود المرفوع " شينيوه " في مؤخرة الرأس فيه وميض أزرق أما بالنسبة لتقاطيع وجهها . إذا لم تكن كاملة فلن تستطيع أن تتجنب تلك العيون البنفسجية والابتسامة الدافئة التى كان توجهها بين الحين والآخر إلى ديرك . وكان العقد الذهبى الملفوف حول عنقها يعكس جمال بشرتها البيضاء الناصعة . كأنها أنقت نفسها لسهرة فأناقتها وذوقها الجميل يعطيانها طابعا منفردا بها . شعرت شيرلى أمامها ولأول مرة كأنها بطة قبيحة وصغيرة .
سأل ديرك شيرلى وهو يتفحصها بدقة :
- هل أنت أفضل الآن ؟
- نعم ، شكرا .
ردت عليه بصوت رنان وهى تقطب حاجبيها ، مد ذراعه لكى يجلسها على الكنبة .... وهو يعرفها بالسيدة الجالسة "ميسانج لونج" . بينما هى تأخذ مكانها ذهب "ديرك" إلى المطبخ ليجهز القهوة .
قالت "ميسانج" برزانة :
- لقد مررت بلحظات صعبة .
- هل حدثك عن ذلك ؟
- نعم . لقد كنا نعمل سويا فيما مضى , أخذت تشرح لها .
"شيرلى" أحست بارتياح تلقائيا . عندما اكتشفت خاتم الزواج الذى كانت ترتديه "ميسانج" وهى تشير إلى العلب الكرتونية الموضوعة فوق الكنبة .
- لا يريد "ديرك" أن يتركك وحيدة فى المنزل . فلذلك طلب منى أن أحضر لك بعض الثياب ، أعتقد أن المقاسات ستكون جيدة . بعد أن لاحظت الرشاقة التى تميز "شيرلى"
تتابع حديثها :
- أما بالنسبة للألوان كانت تبعا لذوق "ديرك" . متجاهلة الارتباك الذى أصاب الفتاة .
- لا أعرف كيف أشكركما .
تحدثت "شيرلى " بضيق :
- سأدفع لك .
قاطعتها "ميسانج" بابتسامة قائلة :
- سنرى فيما بعد .
حاولت "ميسانج" جاهدة مراعاة مشاعرها :
- قبل كل شئ علينا أن ننزع الخوف الذى أراه فى عينيك .
- أنت خارج اللعبة .
يتدخل "ديرك" فجأة فى الحديث :
- لقد قلت لك ذلك قبل الآن .
ويحمل فنجانا من القهوة ويقدمه لـ "شيرلى" . إذا أنا ورطتك فى هذه القصة "جوس" و "زاك" سيعملان على قتلى .
"ميسانج" تبتسم له :
- هما مشغولان عنى بموضوع آخر . أنت تعرف ذلك .
ثم توجه حديثها لـ "شيرلى" زوجى وأحد أصدقائه .
- هما يريدان التدخل وأنا لا أحتمل ذلك ..... يصر ديرك على موقفه .
- دائما عنيد ومتمرد !
- لا أحد يتغير بسرعة كبيرة . أجاب بلهجة جادة .
كانت " شيرلي " تنظر لهما بإستغراب واضح . فلاحظت " ميسانج " ذلك .
- " ديرك " يكره القوانين . والمقصود بالمسائل الخاصة والحكومية . فلا يوجد مثيل لها فهو شخص يستطيع أن يواجه المشاكل الأكثر تعقيدا ويخرج منها بدون أن يفهم أحد قط . كيف يفعل ذلك .
- هذا يكفى , أمر " ديرك " بلطافة مصطنعة .
- يجب على " شيرلي " أن تعرف عند أى الرجال هى تكون . تتابع " ميسانج " حديثها بنفس الإبتسامة . واحب أن أعلمك بأن " ديرك " لا يستخدم السلاح أبدا . ولكنه يسبح كالسمكة وهو يمتلك عيون النسر فهو قادر على أن يستدل طريقه فى قلب الصحراء . وعبر مئات الكيلومترات إلى واحة فريدة ويعود ادراجه بطريق آخر وفى أقل من ساعة ولا يعدل عن رأيه حتى النهاية .
- أنت تريدين الاستمرار بالمديح حتى استسلم وأصدق . سخر " ديرك " وهو يوجه الحديث لـ " شيرلي " .
لكن " ميسانج " استمرت فى حديثها لتثبت صحة ما تقول :
- إننى من غيره لكنت الآن عميلة مزدوجة أعمل لحساب خصمين ومحمولة إلى الشرق كعملة نقدية متداولة .
يطلب " ديرك " منها بلطف :
- من فضلك " شيرلي " اذهبى وارتدي الثياب التى أحضرتها "ميسانج " معها , قد أكون أخطات فى المقاسات .
جمعت " شيرلي " علب الكرتون وعادت إلى الغرفة . أشعل " ديرك " لفافة من علبة السجائر . فقد كانت عنده عادة مستديمة فى التدخين بطريقة غريبة ينفخ دخان سيجارته بتكاسل مشكلا منها دوائر ويبدو مستاء إذا لم تكتمل إحدى هذه الدوائر . كان يقوم بهذه العادة عندما يكون غارقا فى تفكير مستفيض حول مشكلة عالقة . وبدون أن يثير اهتمام أحد ممن حوله .
" ديرك " لم يكن لديه صفات الحرباء فى المراوغة والتخفى . كما عند " كيلسى " لكنه أستاذ فى الشرح واستخدام لغة الجسد . ولا يستطيع أحد أن يسبر أغواره إلا عميل مثله . و" ميسانج " كانت عميلة قديمة كما إنها ممثلة بالفطرة . فكانت تستطيع أن تفهم وبسرعة كبيرة الحركات العصبية السريعة التى كان يقوم بها " ديرك " .
- هل تشعر بالقلق ؟
أسند " ديرك " رأسه إلى الخلف وثبت نظره إلى السقف قائلا :
- هل لحق بك أحد إلى هنا ؟.
- كلا لم يبتعنى أحد ولم ألاحظ أى نوع من المراقبة هل تخاف أن تتعرض للهجوم ؟
كانت هذه العبارة تستعمل دائما بين العملاء فهى تشير إلى الحدس الذى يجب على كل عميل أن يتمتع به فالعميل الذكي يعرف تلقائيا بأن السكون يسبق العاصفة و " ديرك " خبير ومتمرس فى هذا المجال فقد اشتغل فيها لفترة لا بأس بها فى " إنجلترا " .
هز " ديرك " كتفيه قائلا :
- كلا , ولكنى أسال ماذا يقصدون من ذلك ؟ ولماذا يريدون التخلص من " شيرلي " بأقصى سرعة ممكنة ؟ هل لانها رأت بعض الرسائل التى تحوى عبارات غريبة ؟ لماذا لم يجعلوها تحت مراقبتهم أو بوضعها تحت الضوء الأخضر لفترة من الوقت ؟
قالت " ميسانج " :
- ربما هى تعرف عنهم أسرارا أكثر مما تدرك . وهم يخافون من أى خطر يحوم حولهم .
- بذلك هى تكون متورطة مع أناس أشرار وأيديهم ملوثة باعمال وقضايا شائكة .
- لقد أعطيتنى التفاصيل الصحيحة استأذن بالانصراف لأننى وعدت " جوس " بالعودة فورا ... أضافت " ميسانج " وقد بدا عليها أنها شاردة الذهن .
- ليس هذا من طبعك هل تخفين شيئا ما ؟. يلاحظ " ديرك "
لكن " ميسانج " لم تجبه فورا . بل ظلت صامتة حتى وصلت إلى مدخل الباب . ثم استدارت نحوه قائلة :
- لاشىء . راوغت وهى تبتسم لا تتردد إذا أحتجت لأى مساعدة وملجأ أمن مثلا . لدينا الآن مكان خال .
أخذ " ديرك " يراقبها وهى تخرج منتبها للقامة الرشيقة التى تميزها ثم اتجه نحو النافذة ولكنه انتبه بأنها لم تخرج من الباب الرئيسى فقد كانت تاخذ حذرها من أى خطر . قال " ديرك " – وهو ينظر إلى المدخل الضيق من الممر المظلم للجهة الأخرى من الشارع :
- إنه مركز مثالى للمراقبة ولكن الشارع كان مليئا بالمراصد . ثم استدار وهو يطلق زفرة قوية . هل حقا " شيرلي " تخلصت من الذين يلاحقونها ؟ هل ستكون فى مأمن فى بيتى . احتمال ألا تكون ولكن كل شئ ممكن .
- هل رحلت ؟
ارتعش عند سماع صوت " شيرلي " المرتبك .
- نعم يجب عليها العودة بسرعة .
لقد أحسنت " ميسانج " إختيار الألوان التى طلبها " ديرك " لقد أكد عليها اختيار الألوان الدافئة كالأحمر والذهبى الكستنائى فالسروال الذى كانت ترتديه " شيرلي " لونه عاجى وضيق وفوقه قميص احمر من الحرير .
قالت " شيرلي " وهى تنظر إلى الحذاء ذى اللون البيج :
- لقد أحضرت أيضا مجموعة من الأحذية . بالإضافة لأشياء أخرى بيجامات واطقمة مناسبة وفرش للشعر . فأنا حقا لا أعرف كيف أشكركما . ولا كيف أرد لكما هذا المعروف .
- "شيرلي "
عضت على شفتيها .
- أنت حقا جميلة .
لقد كانت هذه الكلمات كوقع الصاعقة على " شيرلي " . " ديرك " وقف أمامها واضعا يديه فى جيبيه وينظر إليها بإستمرار . لقد كان لطيفا جدا معها . لأن اللطافة وقدرة التفهم تكون من ميزاته الأساسية.
ردت " شيرلي " عليه :
- شكرا
ابتسم :
- أنت لا تثقين بكلامى .
عندها استدارت " شيرلي " ورفعت رأسها بشئ من التحدى :
- أنا أعرف نفسى جيدا . لاننى أنظر فى المرآة .
هز " ديرك " رأسه :
- أنت لا تعرفين شيئا عن مدى جمالك . فالمرأة التى تنظرين إليها أحدهم عبث بها . فظهرت على نقيض صورتك الحقيقية وصدقت ذلك .
فرمقته " شيرلي " بنظرة غامضة وهى تتساءل فى قرارة نفسها لماذا لا يتوقف عن النظر إليها ؟ لماذا يحدثها دائما عن المرايا ؟ فهى تعرف كل شئ . ومنذ زمن بعيد .
تنتبه " شيرلي " إلى نفسها وتحاول تغيير مجرى الحديث وتستأنف قائلة :
- لو نتحدث عن " جيفاتش " ؟
- أرسلت بعض العيون هناك لأجس النبض وعلينا انتظار ما سيحدث .
أجابها " ديرك " .
- هل دعوت أحدا ما إلى هنا ؟
- بعض الاصدقاء الذى يعملون فى التكنولوجيا العالمية . وهي جمعية علمية تهتم بالمشاكل الصغيرة التى يتعرض إليها الأشخاص فى النكبات .
كررت " شيرلي " بدون فهم :
- النكبات .
- هل حدثتنى عن المقصود بالمخططات المتروكة ؟
- نعم تقولها بعصبية ., هل تعتقد أن أصدقاءك يستطيعون الاستماع بالتحدث عن ذلك ؟
- هذا يوازى صعوبة التحقيق ويؤكد " ديرك " . " شيرلي " هل تشعرين بالخوف منى ؟.
- الخوف ؟.
كان سؤاله مدهشا تماما لها , لقد لاحظت ان هذا الرجل يستطيع أن يجعل كثيرا من الناس يخشونه إلا هى على عكس ذلك , فقد كانت تشعر بالثقة والاطمئنان منذ أول مرة رأته فيها .
- كلا أنا لا أخشاك
- هل تثقين بى ؟
- نعم تضيف بسرعة لكي لايبدو فى إجابتها سذاجة . لقد جعلنى " وليم " أثق بك قبل كل شئ .
- إننى أطلب منك أن تثقى بى ثقة عمياء فهل تجدين فى نفسك القدرة على ذلك ؟. كان يتحدث بكثير من الجدية .
- لا أفهم ماذا تريد أن تقول .
يؤكد على حديثه السابق وبدون أى نوع من التحفظ قائلا :
- إذا طلبت منك أن تقومى بشئ وحتى لو لم تفهمى لماذا تفعلين ذلك . فعليك أن تفعليه , لان هذا الأمر يتعلق بحياتنا نحن الاثنان .
عندها شعرت " شيرلي " بالخوف ولأول مرة .
- " شيرلي " علينا أن نغادر خلال يوم أو يومين هذا المنزل . فليس من الحكمة بقاؤنا فيه . فهم سيعرفون لاحقا بأنك لجأت إلى فلذلك سنتحرك بأقصى سرعة بدون سابق إنذار . هل تعين ما أقول ؟
- أنا أفهم ذلك . تؤكد " شيرلي " له بحزم
- بدون تردد ؟
سألها وهو يبتسم .
- ليس لدى خيار أخر .
بإبتسامته الساحرة قال :
- أنت حقا عاقلة .
- اعذرنى ., يجب أن أتحدث هكذا لأننى تحت حمايتك وأنت قمت بذلك بدون معرفة سابقة . كما أنك لست مجبرا على حمايتى و ..
توقفت عن الكلام وهى تكاد أن تبكى .
- " شيرلي " حقا أنت جميلة .
أعاد على مسامعها نفس العبارة وكانت كل مرة تنزل عليها كالصاعقة تلعثمت وهى تجيبه :
- لا تقل لى دائما هذه الكلمات .
وبذكائه المعتاد يقول :
- والثقة المطلقة التى وعدتنى بها , هل نسيت ذلك .
شعرت " شيرلي" بأن " ديرك " يملأ بوجوده المكان كله , ولا تستطيع الهروب من نظراته القوية . فأحست بأن الغرفة ضاقت بهما والمسافة أصبحت قريبة جدا بينهما .
وحلقها يحترق ويداها ترتعشان وهمست قائلة له :
- توقف وهى لا تعرف بماذا عليه أن يتوقف .
- كلا
أجاب بصوت هادئ .
- أريدك أن ترى صورتك فى مرآة حقيقية غير مزيفة .
- أنا لا أستطيع ...
- أنا أعرف بأنك لا تستطعين , ولكن يجب عليك أن تثقى بى كل الثقة , لأن أى تردد سيجعل حياتنا فى خطر
يناديها " ديرك " بلطف :
- " شيرلي " سأخبرك دائما عن الحقيقة , وفى كل المستويات .
- أنت حقا جميلة .
- أنا عرجاء ؟
فرد عليها بسرعة :
- كلا .
ماذا يقصد فى ذلك ؟ هل أصبح أعمى لا يرى ؟ وكيف لى أن أثق بشخص لا يستطيع أن يرى الحقيقة ؟.
- أنت لا تعرجين ؟
صرخ " ديرك " بحزم :
- فعلا كنت تعرجين البارحة . ولكن هذا كان بسبب تعبك وتشنجك أما ما أراه اليوم فأنت تمشين بشكل طبيعى وفى معظم الاوقات . وهذا يؤكد بأن هذه العلة نتيجة إحساس داخلى , وهذا ناتج عن الصورة المزيفة التى تشاهدينها فى نفسك والتى حدثتك عنها .
هل هذا ممكن ؟ وتتساءل محدثة نفسها ولكن ...
ولكن أمها كانت تقول لها دائما بانها تعرج ... عندها تذكرت فجأة كلمات صديقتها " جانى " التى جهزت لها الفستان الأحمر .
- أنت لا تعرجين إلا عندما تفكرين بذلك .
أو عندما تتعبين تقريبا كل شئ يسير وفق تفكيرك بكلام والدتك .
- أمى كانت تقول لي دائما إننى عرجاء . فهى تتذكر زيارتها الاخيرة عندما وبختها بأنها تمشى بسرعة .
- مرآتك هذه مزيفة . يكرر " ديرك " ذلك مصمما على رايه فلقد رأت جرحك ولم تستطع أن تنسياه . " شيرلي " عليك أن تصدقينى فهى ليست على صواب ثقى بى .
شعرت " شيرلي " بنفسها كأنها ريشة . وبأن شيئا ما يحملها من بين كتفيها ويرفعها . وهى تذوب بنظراته القوية الجميلة وتنهدت وهى تهمس قائلة :
- أنا أثق بك .
- " شيرلي "
همس لها وهو يبتسم :
- أنت حقا جميلة .
- شكرا .
ولأول مرة بدأت تفكر بذلك جديا .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 01-09-09, 10:26 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الثالث
قضوا بقية النهار و السهرة في البيت . كان شئ ما يدور في الخفاء ، لكن " شيرلي " المتعبة لم تكن لتستطيع أن تركز اهتمامها لمعرفة هذا الشئ . فكانت تنتبه رغم ذلك لأقل حركة يقوم بها " ديرك " فحركاته و ابتسامته ، و روحه الحلوة فلماذا هذا الاستغراب ؟
- يبدو عليك أنك غارقة في التفكير .
كانوا على وشك الانتهاء من عشائهم و الهدوء يخيم و الموسيقى تصدح في كل أرجاء البيت . شعور غريب انتاب " شيرلي " برغبة قوية لمداعبة الشعر الذهبي الأشقر من رفيقها . فشبكت يديها لتتجنب أي رغبة أو شعور غريب .
- " شيرلي " .....
وكان صوته بالنسبة لـ" شيرلي " يشبه الأصوات التي تسجل في الطائرات و المستشفيات . فهو قادر على أن يبعث الطمأنينة و السكون في نفوس الملايين من المسافرين أو المرضى .
قالت له :
- إن لديك روحا طيبة .
فكرت و هي تقول هذة الكلمات الآن سيعتقد بأنني حمقاء .
- انت أيضا .
يجيبها بصدقه المعتاد فتبتعد بنظراتها عنه و هي مرتبكة .
- " شيرلي "
عندها رن جرس الهاتف و قطع حديثم . فشعرت الفتاة بالارتياح إلى ذلك . لم تكن تسمع شيئا من الحديث الذي يدور على الهاتف فهي كانت مشغولة بفصل و تحديد عواطفها . لأنها كانت تريد تجنب أي ألم أو صدمة محتملة .
و بعد مرور أربع و عشرين ساعة رضخت و استسلمت وبدون جدوى من المقاومة . لكن " شيرلي " أحست بنفسها فريسة مطاردة أمام إلحاح " ديرك " الدائم على الثقة التامة به ، و بما يقوله و أحست بأنها تدور في دوامة من الفراغ و الضياع . و اضطرابها لكون حياتها مازالت رهينة في أيد مجهولة .
و تود " شيرلي " أن تنعزل في مكان ما بعيدا عن حديث " ديرك " الدائم عن المرأة المزيفة لتستطيع أن تلتقط أنفاسها و ترتب أفكارها المشتتة بعيدة عن نظراته القوية الداكنة وعن هؤلاء الذين يريدون موتها . تتمنى أن تعود إلى شقتها ، و حياتها الروتينية اليومية . و عليها أن تشتري أصيصا آخر عوضا عن الذي كسر و ألم أصابها حزنا على فقدانها لزهرة البنفسج . و رغبة حمقاء بالبكاء انتابتها حزنا على تلك الوردة .
- " شيرلي " .
- هل كان أحد أصدقائك الذي اتصل بك ؟ سألته و هي تشبك يديها بعصبية .
- نعم . أجابها هو :
- ماذا يجري ؟
كان قريبا جدا منها ، و أحست بأنفاسها تتصاعد و حلقها يحترق و يتشنج . و أخذت الغرفة تضيق و المسافات تتقلص بينهما .
- لا شئ . قالت له ماذا قال لك ؟
- حدثني عن خسارة ملايين الدولارات أصابت " جيفاتش " نتيجة لمشروع كان الجيش يموله ، لكن المطلوب لم يتحقق . كان هذا منذ فترة من الزمن .
- ما المقصود من ذلك ؟
- تقول الإشاعات إنه نوع من السلاح لا يضاهي يصبح فيه الجيش لا يقهر و في نفس الوقت يمكن أن يكون هذا السلاح غير محرب . إذا أراد أحد استخدامه .
عندها تشنج وجه " شيرلي " كزهرة تنطوي على تويجاتها . أصبح يدرك " ديرك " بأن الثقة بدأت تأخذ طريقا رفيعا بينهما و لكن ما يربطهما كان بحاجه إلى تقوية أكثر من ذلك . فلذلك كان يحاول الاقتراب منها شيئا فشيئا ، لكنها كانت تتصلب . كما لو أنه كان خطرا محدقا بها .
يتابع " ديرك " حديثة : علينا أن نعرف بماذا يشبه هذا النموذج و من الذي يود استخدامه . لقد أخبرني " جيف " بأن أحدهم يدعوه باسم " كيرانو " .
- " كيرانو " ...
تقاطعه " شيرلي " بصورة مندهشة . إنه سلاح مهاجم على هيئة رجل آلي . إنه الجيش " الكاموفلاج " .
قال " ديرك " باستغراب :
- كيف عرفت ذلك .
أجابته و هي تهز برأسها :
- لقد رأيته مرة في الممشى بالشركة فقد قام أحدهم بنقله ، فتوقفت و أنا أغادر مكتب المدير لأنظر إليه لقد رأيت سابقا الكثير منه في المحلات الالكترونية . و لمن هذا كان نوعه فريدا و مختلفا فارتفاعه يصل إلى كتفي ، وله عجلات خفية و صغيرة في أسفله .
- هل رأيتها ؟
- كلا . لكن أحد الرجال استعجل لكي يوقفه قبل أن يصل إلي و كان بيد ذلك الرجل علبة صغيرة و رمقني حينها بنظرة حادة و حانقة فخفت منه و عدت مسرعة إلى مكتبي .
- هكذا إذا أنت رأيت السلاح أمامك وجها لوجه . الآن نصل إلى التفسير الصحيح للرسائل الغريبة التي وقعت بين يديك . فلو أنك أجريت ترابطا بين الأحداث التي جرت معك لتوصلت فورا إلى الحقيقية المتوارية عنك . كدافع جعلهم يسعون بأقصى سرعة لتجنب الخطر المحدق بهم عن طريق ما جمعت من معلومات خطيرة عنهم و دون أن تدركي ذلك . فقرروا على الفور التصرف بصورة عنيفة ضدك .
عاود جرس الهاتف للرنين . و مجددا قطع دائرة النقاش بينهم فاستدار " ديرك " و تناول بيده الجهاز اللاسلكي و هو ما يزال تحت هول اكتشاف الحقيقة بينما " شيرلي " تراقبة مضطربة .
- " جوهني " هل أنت متأكد ......
يسأله " ديرك " :
- حسنا سأضع النقود في المكان المعتاد . وضع السماعة و استدار نحو " شيرلي " و هو يدفع بزفرة قوية قائلا لها :
- بدءوا ...
شئ ما في صوته أخافها .
- ماذا تريد أن تقول ؟
- صديق لي يجول كثيرا أخبرني الآن بأن عددا من أعدائي يطوفون الشوراع محاولين معرفة إذا كنت قد عدت من الغربة أم مازلت هناك و يحملون معهم صورتك سائلين المارة إذا سبق لأحدهم أن رآك و لو بالصدفة .
- صورة لي ؟ كيف ؟ ....
- هل لك ملف في " جيفاتش " مع صورة عن هويتك ؟
أجابت بالإيجاب :
- من هم هؤلاء الأعداء الذين حدثتني عنهم ؟
أجابها " ديرك " بلطفه المعتاد ، محاولا أن يخفف عنها وقع الصدمة .
- إنهم قتلة مأجورون .
- لكنني لم أفعل شيئا .
تصرخ قائلة :
- ذلك ليس له أي اعتبار في نظرهم و المهم أنك تشكلين خطرا عليهم على ما يعتقدون .
- هذا مستحيل . قل لي بأن ذلك ليس صحيحا .
هز " ديرك " رأسه :
- لا أستطيع الكذب عليك فأجمعي أغراضك الآن في الحقيبة الموجودة في الغرفة سنغادر هذا المكان بأقصى ما نستطيع محاولا الحفاظ بهدوء أعصابه ليجعلها تحتفظ برباطة جأشها .
نهضت " شيرلي " ببطء و هي تنظر إليه بتضرع تفتش عن الاستقرار و الأمان في هذا العالم المجنون فربت " ديرك " كتفها قائلا :
لن يحدث لك شئ " شيرلي " لن أدعهم يفعلون ذلك . فابتسمت مرغمة :
- هل تعدني بذلك .
- نعم أعدك .
قالها و هو يبتسم . و الآن أحضري حوائجك و هو يتبعها بنظره تختفي في الغرفة فمرر يده في شعره ليقول في نفسه ... وعود ... إنه يفعل ذلك لينزع الخوف من عينيها فهو لا يستطيع أن يخبرها بأنه قد يكون عاجزا عن فعل شئ في مثل هذة الظروف .
و بعد قليل يمسك بحقيبته و حقيبة " شيرلي " في يده و في الأخرى يشد " شيرلي " إليه و يأخذ السلالم المخصصة للخدم مخرجا له يفتح الباب المقفل الذي يؤدي إلى مدخل إنارته ضعيفة و هناك غرسة من المفروض أنها موضوعة للزينة يضع " ديرك " تحتها بطاقة نقدية بقيمة خمسين دولارا .
ثم يتوجه إلى سيارة مربعة و بعيدة نوعا ما ، ثم تدخل " شيرلي " إلى السيارة مباشرة و لعدة لحظات فيما بعد كانوا يتجولون في شوارع المدينة المضاءة . و في منتصف الليل تقريبا تنضم امرأة متوسطة القامة إلى رفيقها الواقف في الممر المظلم الذي يفصل بين بنايتين عاليتين . سألته :
- كيف عرفت بأنهم سيرحلون هذا المساء ؟
أجابها الرجل ذو العضلات المفتولة و هو ينظر مستمرا في المراقبة
- لم أكن أعرف . و لكنني لاحظت أن الحراس يتحركون بسرعة في هذا القسم فعلمت أنه يرتب ليوم مثالي و نموذجي و مهم .....
- هل تعتقد بانه غادر المكان لشعوره بأنهم باتوا على مقربة منه ؟
- أفترض ذلك . فلم يكترث للخطر المحدق مع فتاة ضعيفة جدا .
- صمتا سيأخذ ذلك بعين الاعتبار . يوضح لها ذلك بشئ من المداعبة .
- هل تغارين " جينا " ؟
- لا تكن ساخرا ! ترد عليه بتوتر :
- ولكني آمل أن عواطفه لا تفقده بصيرته في الحكم على الأمور .
- إذا حالفنا الحظ . فلن يلاحظوا بأننا نلاحقهم .
- أرى السير مكتظا هذا المساء فلن يرانا نتعقب أثره . قالت " جينا " :
- ربما و لكننا لا نستطيع تجاهل مهارته و حدسه الذكي بالرغم من قلة تجاربه و قلة خبرته في فنون الملاحقة و المطاردة .
تقطب " جينا " حاجبيها و تقول "
- عندي أحيانا انطباع بأنك تحبه حقا و في كل الاحوال أراك معجبا به .
- هل تعتقدين ذلك ؟
يتمتم " أليكس " قائلا سأناوب الفترة الأولى . و أنت ستعودين لتأخذي مكاني حتى مطلع الفجر . متجاهلا سؤالها المبطن . تذهب بعد لحظة من التردد إلى السيارة المربعة الواقفة بزاوية الشارع لترتاح فيها ريثما يأتي دورها في المناوبة .
المنزل الجديد كان كبيرا و كثير التهوية . مجهز ديلوكس في الطابق العلوي كان هناك سرير كبير و خزانة من الأكاجو . و مكتب قديم و قاعة حمام تواليت بالزاوية و في الجهة الأخرى كان هناك نبتة بأوراق عريضة تشكل ستارة من الخضرة . أما في الأسفل فالمطبخ يشغل حيزا قليلا . و ما تبقى يوجد فيه أريكة عريضة و كرسيان مريحان ، و كرسي آخر هزاز مصنوع من الخشب . أما الأرضية كانت مغطاة بالسجاد و في المطبخ كان يوجد المؤن الكافية للإقامة .
بينما " شيرلي " تتأرجح بلطف على الكرسي الهزاز ، كان " ديرك " يحضر الشوكولا الساخنة .
- لمن هذة الشقة ؟
رمقها بنظرة ثاقبة ، فقد ظلت صامتة كل الطريق و لم تتفوه بكلمة و لكن " ديرك " لم يلمها على وجومها . فالخطر يحوم حولهما ظل منشغلا في تقوية الرابطة بينهما . أجابها أخيرا :
- إنها لي ، اشتريتها منذ عدة أسابيع . و لم أسجلها باسمي حتى الآن لذلك نحن سنكون في الأمان لهينيهة من الوقت . كانت تنظر إليه و هي شاردة الذهن
و كأنها لا تراه . غالبا ما كنا نرتحل في طفولتي من مكان إلى آخر فكنا نقضي إما بجمع أو بفك الحقائب كل مرة أنتقل إلى مدرسة جديدة . و لم يكن أحد يعرفني فكان لدي شعور دائم بأنني لا أنتمي إلى ذاتي .
النبرة الحزينة التي كانت تتكلم يها جعلت " ديرك " ينجذب إلى الإيقاع الكئيب كعاشق و مغرم فاقترب منها ، و جلس بقربها ثم أخذ يدها المرتبكة و جمعها بين يديه .
- " شيرلي " . أعلم بأنك قضيت أياما صعبة و انك الآن تشعرين بالغربة و الخوف ولكن عليك أن تتعلمي بأنك لست وحدك ، فأنا بقربك و لن أتركك أبدا . أتمنى أن تفهمي ذلك .
وبرؤية أيديهم متشابكة أخفضت عينيها و شعرت بالطمأنينة و خرجت من عزلتها :
- آسفة " ديرك " . انت لطيف جدا معي و كل ما أستطيع فعله لأجلك هو أن تتركني أرحل ..... يقاطعها " ديرك " :
- بعدما جرى لك ، طبيعي أن تصلي إلى هذة الحالة من اليأس و مما زاد الطين بلة شعورك بأن مصائبك لم تنته بل بالعكس هي في تزايد مستمر . أضاف " ديرك " و قد تغيرت نبرة صوته توقفي عن شكري على لطفي معك و إلا فستسببين لي العقد النفسية .
ابتسمت " شيرلي " و عادت مجددا تتأرجح في كرسيها الهزاز بهدوء أكثر من السابق . سألته بلهجه رقيقة :
- ماذا سنفعل غدا ؟
- غدا سأعمل جهدي لأجمع معلومات أكثر عن " كيرانو " و على ضوء ذلك سنرى ما بوسعنا عمله .
فأشارت " شيرلي " بالموافقة . يسترق " ديرك " النظر إليها . فهي كانت تبدو أكثر هدوءا و استرخاء . إنها بحاجة لأن تهدئ من روعها و قلقها . رغم ذلك كانت تبقى متحفظة و تمنع " ديرك " من أي محاولة للاقتراب منها و كل تفكيره كان يحوم حول رغبة قوية أن يأخذها بين ذراعيه و يضمها و تمنى لو تقبل هي بذلك .
و بالرغم من التعب الذي أنهكه ، فالنوم لم يجد إليه محدثا نفسه لنفترض أن " شيرلي " تبادله نفس الرغبة . ولكن هل الوقت مناسب لمثل هذة الرغبات . في أوقات كثيرة " ديرك " لعب دور البهلوان متأرجحا بين الحطر و الأمان كما أنه لم يشعر بنفسه متماسكا و مستقرا إلا مع " شيرلي " رغم هذة الأوضاع الصعبة و الوقت المناسب لأي ارتباط معها . إلا أن رغبة قوية كانت تلح عليه قبل كل شئ .
- سأذهب لأستحم .
قالت ذلك فجأة . هو كان جاهزا لأقل حركة تصدر عنها أوصلها بنظرة حتى وصلت لأعلى السلالم و مصغيا مسامعه لباب الحمام ينغلق وراءها .
و بقي وحده مفكرا بأنه لن يستطيع أن يفعل شيئا مهما قبل أن يعرف منها أشياء أكثر عن " جيفاتش " و بعد ذلك عليه أن يتحرى و يتصرف . لقد أحدثت " شيرلي " انقلابا جذريا في حياته رغم أنه بصعوبة يعرفها . فلقد عاش حياته منذ عشرين عاما و لم يقض فيها يوما واحدا طبيعيا . لكن الوقت الذي يقضيه الآن مع " شيرلي " الوضع فيه تغير. حياته تعدلت بين يوم و ليلة و أحس بأنه عليه أن يتوقف عن العيش في هذا الجنون الابدي و كان على يقين بأن فكرته ستصلها يوما ما في حينها ستجد في نفسها القوة التي تعتقد بأنها تفقدها منذ زمن . ولكنه على دراية بأن آلامها لن تزول بين ليلة و ضحاها إلا بمعجزة كبيرة أو بقوة كبيرة و هذة القوة يحتاجها هو قبلها لكي ينتشلها من الوحدة و العزلة الداخلية التي تستبد بها . و كيف أستطيع أن أفعل ذلك بدون أن أجرحها ؟
لقد خطا " ديرك " الخطوة الأولى نحوها ، و حصل على ثقتها بقوة الإلحاح و المثابرة . لكنها ظلت لا تسمح له بردم الفجوة التي تفصلهما . على أن
ينتظر الفرصة المناسبة يلزمه الوقت . ذلك عندما يلتقط فيه أنفاسه . فالأيام التي تمضي عليهما تشعرهما دائما بالخطر المحدق بهما كسيف مسلط فوق رأسيهما كما لو كان سيف " داموكلي " ففي الأيام السابقة لك يكن قط يهتم بامرأة ضعيفة و مغلوبة على أمرها و لم يكن قط يخلط بين حياته الخاصة و حياته العملية و كان يدرك تماما بأن ذلك عمل خطر بالنسبة إلية ، أما اليوم فيشعر بأنه بعيد تماما عن نظرياته و مبادئه السابقة و أفكاره الخاصة .
- " ديرك " ؟
رفع عينيه نحوها . كانت واقفة في أعلى السلالم ترتدي بيجامة بيج حريرية ضيقة على جسدها بحيث تظهر الجمال الأنثوي فية . لقد كانت نقطة إيجابية لصالح " ميسانج " لأنها و فقت باختيار ملابس تستطيع أن تخفي العرج الواضح في قدمها . و تذكر كيف ألح على " ميسانج " لتهتم بهذة النقطة ، لأنه كان يود ألا تشعر " شيرلي " بأي إحراج و هي تتحرك ، و تنتقل . ولكن الوحيد الذي لم يخطر بباله أنه سيشعر بهذا الارتباك في نفسه عندما يراها في ثيابها هذة .
- أنت لم تكن مرتاحا في نومك الليلة الماضية سأنام اليوم على الأريكة . تقترح عليه و هي مضطربة من نظراته الثابتة عليها
أجابها و هو يبتسم :
- كلا . نامي انت في السرير . فأنا معتاد على النوم في كل الأوضاع و كل الحالات فإني قادر على النوم حتى و لو كان رأسي في الأسفل .
- هل أنت واثق ؟
- كل الثقة .
فاستدارت " شيرلي " لتذهب للنوم بينما قام " ديرك " ليطفئ كل الأنوار في المنزل باستثناء ضوء الوسادة التي ينام عليها لكي لا يزعج رفيقته من الأنارة القوية . كان يصغي السمع إليها بضيق و هي تنزع ثيابها عنها ، و لكي يستعيد أنفاسه ذهب إلى المطبخ و عمل على التحقق من نظام الأمن الذي سبق ووضعه في كل أرجاء البيت . كان كل شئ يعمل على أكمل وجه .
" شيرلي " لم تنتبه إلى كل هذة الترتيبات ، لأنه كان حريصا على عدم إخبارها بذلك لقد وضع علبة على الجدار أخفاها تحت حجر القرميد كنوع من التمويه . فعند أي لمسة لها ستؤدي إلى انحراف ليصدر عنها رنين قوي . ترتيب آخر مرتبط بثلاث أخريات فوضع ضوءا متقطعا ليوحي بأن البيت غير مسكون و من ثم تأكد من الثلاث الأخريات ، واحدة منها على السطح من أجل جرس الأنذار و الاخرى كاميرا للتصوير ، و الثالثة حبل طويل يصله إلى حارس البناية الذي يكون جديرا بالثقة . و كل هذة الترتيبات و " شيرلي " لا تعلم بأنها تعيش في قلعة حقيقية . و بعد ذلك عاد " ديرك " إلى الأريكة فرفع نظره إلى الغرفة فلاحظ أن " شيرلي " واقفة هناك و قد رأت كل تحركاته قبل قليل .
- من تكون أنت ؟ سألته بصوت رقيق .
رغم أن الضوء خافت جدا ، و لم تكن ملامحها واضحة لكن " ديرك " استطاع أن يميز خدها الفتان .
- أنت تعرفين .
أجابها بصوته الرجولي الجهور :
- أريد أن توضح لي هذا . أعتقد أن " وليم " بعينه سيكون مندهشا لو رأى ذلك ، ألا تشاطرني في الرأي ؟
- كلا ، أنا لا أعتقد ذلك ؟
إن من يعيش حياة المطاردة و الملاحقة عليه أن يبتكر و يخترع فنونا و حيلا ليتجنب أي فخ ينصب له .
- هنا أين تكون الحيل ؟
- مثلا في هذة الخزانة هناك ممر سري يقودنا إلى نفق و ذاك بدوره يقودنا إلى بناية أخرى قال " ديرك " بصورة مازحة . فتسمرت " شيرلي " واقفة و لم تحاول العودة إلى الغرفتها ، لأنها شعرت بالخوف من هذا المكان بعد أن رأت كل تلك الفخاخ و أحست بأنها ستقضى ليلا طويلا مليئا بالكوابيس . و استانفت " شيرلي " حديثها :
- أي نوع من الحياة تعيش ؟
- إني أتنقل من بلد لآخر و من مهمة لأخرى ، فلقد زرت مناطق لا تخطر ببال أحد أن يزورها و مارست في رحلاتي كثير من المهن .
- هل صادفت عقبات بطريقك ؟
فتش " ديرك " بجيوبه عن علبة السجائر و أخذ منها سيجارة و أشعلها .
- بكل تأكيد كان يوجد الكثير منها . ساد الصمت للحظات ، سألته بعدها " شيرلي " "
- ألا تريد أن تحدثني عن تلك العقبات ؟ و ظلت تنتظر منه أن يحدثها عما جرى له في تلك الرحلات . فلم يكن يريد أن يسرد لها ما جرى في هذة الأوقات العصيبة التي تعيشها " شيرلي " فطلب منها :
- عليك الآن أن تذهبي إلى النوم .
فانسحبت " شيرلي " بدون أن تنطق بكلمة و هي تخاطب نفسها قائلة لو باستطاعتها أن تخبره كم تشعر بالخوف من هذا الليل الطويل الذي سيمر عليها وحيدة في غرفتها مع الكوابيس و الأحلام المزعجة ، و لو تقدر أن تقول له بأن يأخذها بين ذراعيه و يضمها إليه كل الليل .....
ارتعشت " شيرلي " و هي تفكر بهذة الرغبة التي لم تجربها قط فأمها كانت متشددة فلم تشر لها قط لهذا الموضوع و حتى " شيرلي " نفسها لم تكن تسمح لأحد أن يقترب منها . أما الآن فهي تتمنى أن تشعر بـــ" ديرك " يضمها بقوة إليه . هل كان شعورها هذا نابعا من شعورها بالخوف أم بسبب تواجده المستمر بقربها . و أخذت تؤنب نفسها هلى دمجها الحلم بالحقيقة . ألا يكفي أنك أجبرت الرجل المسكين على حمايتك و جعلت من نفسك أمانة في عنقه . و أصبح مجبرا على ذلك و ليس له خيار .
- " شيرلي "
انتبهت إليه و هو واقف بالظلام بقامته الرجولية بقرب سريرها فشعرت بقلبها ينبض بقوة بين ضلوعها . كيف استطاع أن يتنبأ بما أريد . إن له قدرة عجيبة على سبر أغوار نفسي و معرفة اللحظة الحاسمة التي أحتاجه فيها فردت عليه قائلة :
- كل شئ على ما يرام ....
و كان كلاهما يعرف بأن الحقيقة لم تكن كذلك .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 01-09-09, 10:37 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الرابع

جلس ديرك بالقرب منها على حافة السرير و أخذ يدها المتشجة و الباردة بلطف فبدأت تسترحيان شيئاً فشيئا بين يديه .
-هكذا الأيام تكون دائماً قاسية علينا و كل يزداد غموضاً عن اليوم الذي سبقه فشعرت بالوحدة و الظلمة التي تملأ حياتنا و تعتم ليالينا و نعتقد بأننا نتوصل إلى النهاية قط و لكن الحقيقة لا تكون كذلك .
-اعذرني ....!
أجابت بصعوبة:
-أنني وضعتك في موقع صعب الخروج منه بدون أن أعرف كيف أسهل عليك المهمة و ذلك لأنني أشعر بهم قابعين في الظلام متربصين بنا كما لو كنا طرائد يتعقبونها و أدركت الآن بأنني أصبحت جزءاً من العقبات التي مررت بها في أيامك السابقة و التي ترفض ان تحدثني عنها و قاطعها ديرك فجأة :
-شيرلي لو أنني فعلاً مشغولا إلا بتأمين السلامه لك لكنت فعلت ذلك على أكمل وجه وبدون أي مشقة فأستطيع أن أرسلك إلى أي مكان مع الحراسة المشددة و أرسلك إلى ميسانج فهي أيضاً تستطيع أن تؤمن لك الحماية الكافية أو أستطيع أن أجعل الشرطة تتكفل بالمسأله كلها و بدون الحاجة إلى تدخلي و لكن الحقيقة لا تكون في سلامتك فقط بل لأنني أريد أن أبقى معك من كل قلبي .
-لا تشعر بنفسك مسؤولا...
-ربما كان السبب في ذلك غروري في نفسي و اعتزازي بذاتي جعلني أعتقد بأنني قادر على حل القضية أفضل من غيري أو ربما كان السبب أيضاً عينيك الذهبيتين الجميلتين أو فستانك الأحمر الذي ترتدينه .
فـأحست عندها بأن يديها قد تشنجت و تساءلت هل يذهب بتفكيره بعيداً و لماذا لا يجعلها تهرب منه.؟
-حتى إن هذا الفستان ليس لي و إلتزمت الصمت بخجل بدأ ديريك بالضحك و يجيبها بصوت هادئ!
-من اللحظة التي ارتديته فيها أصبح لك صدقيني إن فستاناً من هذا النوع و ترتديه امرأة مثلك سيجعل أفضل رجل عاقل وراشد يفقد اتزانه و صوابه و يدفعه برغبه رومانسية لكتابة القصائد و الأشعار لأجلك و أنا أشعر بالأسف لأن ليس لدي الموهبه الأدبية لكتابة مثل هذه القصائد كما أن غطرستي الرجولية تمنعني من فقدان اتزاني و اللجوء إلى البكاء تعبيراَ عن إعجابي بك.
فضحكت شيرلي :
-وما هو الحل في رأيك .
-سأعض أطراف أصابعي مادمت لا تنظرين إلي .
-أستطيع أن أتخيلك في هذا الوضع السيء .
أجابته مازحه فأجابها بأسلوب مستنكر اً هذا.
-لكن رجولتي على الأخص لا تسمح لي بأن تتخيليني بهذا الوضع المزري.
بدأت شيرلي تبدو في هذه اللحظات مرتاحة و مسترخية :
-أشعر بأنني تحسنت الآن .
أكدت بصوت فيه الكثير من الثقة أشكرك دريك . أما ديريك فكان يرغب بالبقاء بقربها و كنه خشى ألا يستطيع التحكم بمشاعرة و رغباته و قبل أن ينهض ضغط بلطف على يديها .
-أتمنى لكِ ليلة طيبة .
صوتها أوقفه على حافة السلم .
-ديريك؟
يستدير
-ماذا كنت تريد أن تقول لي منذ ساعة " أمرأة مثلي ؟"
عندما قال ديرك هذه العبارات لم تكن بحاجه لتوضيحات أو تفسيرات لكنه أجابها :
-أنت جميلة حقاً سيأتي يوم و تصدقين ما أقوله لك .
ظلت صامته للحظات ثم أردفت قائلة :
-ليلة طيبة .
-وأنت بخير .
جلس ديريك على الكنبه و حاول أن يترخي و لكن بدون جدوى فقد لاحظ بأنه لم يستحوذ على اهتمام شيرلي إلا في الليل ففي العتمة فقط سمع ضحكها و نبرة صوتها التي جعلته يرتعش نعم إنها شيرلي الحقيقية فهي لا تفضح نفسها إلا في الظلام و كأنها زهرة نادرة لا تتفتح إلا في الليل .
الآن فقط شعر بقدرته على الإنتظار حتى و لو لفترة طويلة و يستطيع الوصول إليها بدون الحاجة إلى إغوائها بالرغم من أن هذا ليس سهلاً أبداً .
أشعل ديرك سيجارته بيدين متعشتين فلأول مرة في حياته يشعر بأنه سريع العطب فحزنها ليلة مجيئها إليه و حاجتها لمساعدته أوقعته في غرامها فوراً و لم يستطع الفكاك من نظراتها الحزينه تارة و الحلوة تارة أخرى .
فلم يكن أمامه إلا الصبر و انتظار الوقت اللازم و لكن هل يستطيع حقاً التريث أكثر من ذلك إذا شيرلي طلبت منه ذلك ؟ هل يستطيع أن يدخل قلبها ؟
تقطع ميسانج مكالمتها الهاتفية فجأة في الغرفة التي يحجزونها في الفندق فشبكت يديها و هي صامته خلف المكتب .
أما جوس فكان على بعد أمتار عن ميسانج واقفاً ينظر عبر النافذة إلى الضوء الخافت من صباح يوم مشمس استدار نحوها قائلاً : منتدى ليلاس
-لم تعجبني نبرة صوتك بنهاية المخابرة هل هناك أخبار سيئة .
-نعم ..
تجيب ميسانج قائلة :
-لقد طلبت من أحد أصدقائي الذين يعملون في سلك الشرطة أن يوافيني بكل حدث يجري بالقرب من بيت ديرك .
يقترب جوس من زوجته و ينظر إليها بعينية الزقاوين الجميلين قائلاً :
-ماذا حدث ؟
-جرس الإنذار الذذي وضع في شقة ديرك أيقظ اليوم كل الحي في الساعة الثانية صباحاً هناك شهود رأوا رجلين يهربان راكضين و عندما وصلت الشرطة وجدت الباب مفتوحاً بدون وجود أي أثر لعنف أو تكسير فكان المقصود من زيارتهم الوصول إلى أناس و ليس الحصول على أشياء لسرقتها .
-رجلان و ديرك لم يكن هناك ؟
أنهى جوس حديثه مفكراً :
-هناك دائماً مخبرون جديرون بالثقة لقد أخبرني ديرك بأنهم يهددون بالقدوم إليه ليعرفوا إذا كان له علاقة بهذه القضية من قريب أو من بعيد و لكنه سمع بواسطة المخبرين بمجيئهم إليه فرحل مع شيرلي في الوقت المناسب .
-هل لديك فكرة عن مكان الملجأ الجديد.
-لقد سبق و قلت لك يوماً بأن لكل عميل سري أسرار خاصه لا يطلعها على أحد .
أجابته ميسانج بابتسامه ساخرة أنا واثقة بأن لديه نصف دستة شقق موزعه بكل أنحاء ريتشموند و جاهزة لاستقباله متى شاء ...
-من ديرك هذا؟يلزمه كثير من النقود ليؤمن الكثير من الملاجئ. و حتى و لو كان لديه خزانة من الياقوت كيف سيتدبر من راتبه ؟
-لقد اكتشفت مفتاح السر بمحض الصدفة و السبب الذي دفع هاجن لمعاملته بعكس ما يعاملنا نحن الآخرين .
-غالباً ما كنت أطرح على نفي هذا السؤال .
-ديرك يكون الخروف الأسود من عائلة و الوريث الوحيد لهم. بالإضافة إلى ذلك فهو رجل أعمال أنت تعرف بكل تأكيد شركة روس كاريت؟
وبعد لحظة من التردد جوس يلعن موافقته بتكشيره :
-لقد فهمت الآن لماذا كان يقول لي خلال مغامرتي مع كيلسي بأنه مستفيد دائماً من أن أبقى بالسلطة . فلقد كان يعرف عما يتحدث ! إني مسرور لأنني لم أعلن موافقت على العرض الذي قدمته الحكومة لشراء شركة روس كاريت فليس من الحكمة وضع دريك في وضع محرج .
-ليس هناك شخص أبداً حريص على حايته مثل جد ديرك الذي أسس الشركة حتى و لو لم يكن مشغولاً بعملة فهو مستعد لفعل أي شيء أفضل عنده من أن يترك الشركة في يد شخص آخر عنده .
-إذا كان هو في هذا الوضع فعليه أن يؤمن لنفسه الحماية الكافية .
-بدون شك له و لـ شيرلي فتنهدت قائلة و لكن الوضع هذه المرة يكون مختلفاً فـ ديرك واقع في الغرام و الأول مرة في حياته .
-بهذه السرعة .
يندهش جوس :
-ليس عليك أن تندهش عزيزي .
-لقد تذكرت .
أجاب و هو ينحني لمعانقتها :
-هل مازلت أسبب لك المتاعب ؟
بينما زاك كان يهم بالدخول إلى الغرفة :
-ليس كثيراً كما العادة. تستقبله ميسانج مع ابتسامهو يبادلها مسؤول الأمن بإبتسامه أخرى و هو ينظر إلى رزمة الأوراق الموضوعه فوق الطاولة.
-مهندس من تكساس سيتي قلق بخصوص نظام الأمن و يشرح قائلا لـ جوس رئيسة و صديقة في نفس الوقت و هو ينظر على الهاتف هل ستتناولون غداءكم ؟
رمق جوس زوجته بنظرة :
-نفضل البقاء في الغرفة .
استودعهم زاك و أخذ الأوراق في يده و غادر دون تريث :
-ليس من عادته التصرف هكذا.
تلاحظ ميسانج :
-إنه يبدو حزيناً مثل تيريزا و لكنه أكثر حزناً لأنه فقد طفلة و تيريزا في آن واحد كنت أفضل أن يبقى معها في بوسطن .
أضاف و هو يقطب حاجبية :
-أعلم بأنها ستكون بخير الآن فهي التي أصرت على أن يبقى معنا بينما هي ترتاح عند اختها .
-ولكن ..
-لكن التهديدات الموجهة ضدك تمثل خطراً حقيقياً فإذا تيريزا احتاجت إليه فعلاً فلا شيء يمنعها من المجيء إليه أنت تعرف ذلك حق المعرفه .
جوس وافق مرغماً :
-الأخطار أصبحت أمراً مألوفاً و مع فريق زاك لا يوجد نوع من الأخطار إني متأكد بأن لا أحد يستطيع الدخول و لا سيما إذا كان يحمل سلاحاً تستدير نحوه و تقول :
-سنعود عما قريب إلى نيويوك و إذا احتاج ديرك لمساعدتنا...
-نحن سنساعده انهى جوس بسرعة و إذا هو لم يستجب للسرعة سأقع أنا في إنجلترا جثة هامدة أمامك في ريدسكار ماذا نستطيع ان نعمل الأجله ؟
ترمقة ميسانج بنظرة بريئة :
-الحق يقال فلقد أكد علي بعد التدخل في هذه القضية و قد قالها باسلوب فظ و علي أن أقر لك بذلك .
-نعم هكذا إذاً لكن هذا لا يكون لأنني لا أريد استرجاع شركته التي كنت أود وضع يدي عليها .
كنت أعرف بأنك ستنقض بهذه الطريقة تمتمت ميسانج بإبتسامة .
كل المؤن كان جاهزة لتحضير وجبة الفطور في المطبخ الضيق ديرك يأخذ يد شيرلي ليقودها إلى المطبخ و يريهها كيفية صنع الفطيرة و قلبها . حاول أن يبقى طبيعياً وهو يقاوم ضد رغباته المتزايدة أكثر فأكثر .
لم يحتج لوقت طويل لكي يعرف بأن قبل شيرلي غير مشغول برجل آخر كان ترتبك كل مرة يضع ديرك يده فوق يدها فحديثهما الرومانسي و الفكرة التي حاول إيصالها لم تستطع استيعابها بالكامل .
ديرك يلاحق بواسطة الهاتف الخطر الذي يلاحقهم و يجمع أخباراً عن جيفاتش و عن مدير مكتب الدراسات آدم مورتن .
أثناء الإتصالات كانت تبدو شيرلي منزعجة حيث تأخذ الغرفة طولاً و عرضاً وهي تعرج .
-هل من جديد؟
-ستصلنا معلومات أكثر أثناء النهار .
- هل بستطاعتهم إيجادنا هنا .. ديرك يتردد هل عليه أن يقول الحقيقة ؟
فقرر أخيراً أن يقول "نعم "
-أي شخص يستطيع أن يجد أياً كان عندما يبحث عنه .
و في أي وقت وهو يريد و لكن هذه المرة سيفقدون كثراً من الوقت و هم يفتشون عنا هل قدمك تؤلمك ؟.
عندما توقفت شيرلي وجلست على حافة السلالم و قالت :
-كلا أنا لا أتألم .
كانت تفصل بينهما مسافة كافية .
-ليس هذا ما كنت أطلبه منك ؟
تجيبه و هي تتأمل و تتفحص أزرار قميصها الحريري .
-هي لا تضايقني .
-لماذا إذا كنت تعرجين ؟
سأل ديرك و هو يشعل سيجارته ليمنح نفسه استراحة قصيرة :
-لا أستطيع المشي إلا هكذا.
أجابته شيرلي بحزم :
-إذاً أنت لا تعرجين إلا عندما تفكرين فيها و بالضبط في هذه اللحظة .
-أنا لا أفكر فيها .
-لكنك كنت تعرجين .
ظلت صامته بينما هو نهض و قال بصوت رقيق :
-هذا العرج لا يكون موجوداً إلا بنظرك الذي ترين فيه صورتك المزيمة .
-أنت غير مجبر لتقول لي هذه الكلمات .
-هذا ما كنت أقوله في نفسي فقط أنت لا تصدقيني عندما تتصرفين على هذا المنوال إما أنك تشعرين بالخوف أو لا تؤمنين بما أقول ؟
-أنا لا أفهمك .
أحست بنفسها في دوامة مشاعر و الأحاسيس المتقلبة فلديها رغبة بالإحساس بيد ديرك وغبه بالبكاء و الضحك أو القيام بحماقات...
أطفأ ديرك سيجارته في المنفضة بانتباه مصطنع و يستأنف بصوت منخفض :
-أنا لا أريد مع ذلك أن أخيفك فلقد أخذت نصيبك بما يكفي من ذلك إنني أريد بكل بساطة منك أن تفهمي لأي درجة تثيرين رغبة رجل و بشكل خاص رغبتي أنا ...
أحست شيرلي بأن عاصفة ألمت بها و أن قلبها يدق و لا يكاد يتوقف عن النبض تمنت لو أنه يتوقف عن الكلام كان يجلس في الطرف الآخر من الغرفة الواسعة و لكنها كان ترى و ميض نظراته الداكنة القوية بصل إليها و هو جالس على الأريكة و أحست به يبتسم لها و برعشة خفيفة في صوته .
-هذا ليس صحيحاً فالرجال لا يكترثون بي .
-أنا لا استطيع التحدث نيابة عن كل الرجال .
عليك أن تفهمي بأنني لا أريد استغلال الوضع بل أريد إخبارك بالحقيقة التي لا تستطيع إخفاءها أكثر من ذلك إنك تثيرين إعجابي لدرجة كبيرة و أنت لا تصدقين ما أحمله تجاهك من عواطف صادقة.
كل ذلك بسبب تلك المرآة الملعونه التي تنظرين من خلالها لقد كانت على صواب بما تعتقد فالرجال لم يحاولوا الاقتراب منها قط بينما ديرك يحاول إثبات نقيض هذا!.
يضيف ديرك وهو جالس على الأريكة .
-أستطيع أن أقدم لك براهين على صدق مشاعري نحوك و أؤكد لك بأننب إذا بدأت بغرامك فلن أنتهي أبداً و لست أحاول اشباع غرائزي و شهواتي لأن ذلك سيجرحك و يسبب ألماً لك و لي و هذا يكون السبب الوحيد الذي يدفعني لأبقى بعيداً عنك أكبح مشاعري و ألجم عواطفي فليس كل ما أرغب فيه أستطيع أن أناله .
-هل ترغب في حقاً ؟
تجيبه بصوت رقيق !
-نعم إن ذلك صحيح .
-ربما كان ذلك بسبب الوقت الطويل الذي نقضيه معاً ...
-كلا ليس الأمر هكذا .
أجابها ديرك بسرعه كما لو انه جرب هذا النوع من المعارضة .
-ليس لهذا أي معنى .
-بالعكس هذا الشيء الوحيد الذي يحتوي كل المعاني فعلى الرغم من الوضع المستحيل الذي نمر به إنني أشعر بفيض قوي يحث رغبتي و أدرك تماماً بأن الظروف التي مررت بها سابقاً تجعلك مرتابة نحوي و يضيف بأكثر هدوء :
-أحب أن أخبرك بأنني غير معتاد على دمج حياتي الخاصة بعملي شيرلي إن ذلك خطر و غباء في مهنتي و لم أفكر قط أن أسدد ديوني من امرأة في سريري لا بالخيال و لا بالحقيقة .
شعرت شيرلي بوجهها يتورد و أحست بالحرارة تلهب جسدها فهذا الرجل ساحر حقيقي لأنه يستطيع أن يكشف ما يدور في خلدها .
-أليس هذا ما تفكرين فيه ؟
سألها بصوت رقيق .
-كنت اراه السبب الوحيد .
-لأنك لا تقدرين نفسك حق تقدير و ثقتك بنفسك و بي ضعيفة .
-ماذا تريد أن تقول ؟
أحست بالضيق و هي تتحدث بصوت مخنوق .
-إنك هاربة كقطة برية مرعوبه تخافين أن يقترب منك أحد و تخافين أن تتلقي ضربة عوضاً عن مدعبة فكيف ستثقين برجل غريب لا يحدثك سوى عن رغبته فيك ؟
-قلت لك بأنني أثق بك .
-لكي تكون كل الأمور بقبضة يدي و اكتشف كل ما يجري بـ جيفاتش .
أما بالنسبة للباقي ... فهذا لن يكون سهلاً و رغبتي فيك لن تزول في يوم و ليلة و لكني أحاول دائماً أن أسيطر على نفسي خاصة و أنا أرى الأوضاع في جيفاتش تتفاقم و أجد الأيام القادمة شائكة و الخطر يحوم ...
-أنت تشرح لي حبك و لكنك لم ....
-لم اقترب منك لأنني لا أريد أن أجعل حياتك أكثر غموضاً و اضطرباً و أحملك فوق طاقتك و لكن ربما بعد أن تستقر الأوضاع و تنتهي المشاكل عندئذ باستطاعتك أن تقرري ربما سيكون رأيك بأنني آخر رجل في العالم يمكن أن يحظى بك أما الآن فلا أريدك أن تحكمي علي من خلال إلحاح مني أو من خلال الظروف المحيطة بك .
كان ديرك يتحدث معها برزانه و نظراته القوية الثابته عليها .
-هل تفهمين شيري ؟ أنا حقاً لا أستطيع منع نفسي عن حبك . ولكن القرار في ذلك يعود إليك باستكاعتك أن تفكري في الموضوع عندما تخلدين إلى الهدوء وراحة البال اتفقنا .
قبل أن ترد عليه بالجواب كان يتساءل هل باستطاعته ان يلتزم بما وعد به ؟
-اتفقنا .
تجيبه شيرلي متلعثمة .
-هل حقاً لا تشعرين بالخوف مني ومن هذا الذي أريد .
أضاف ديرك هذه الكلمات و هو يبتسم .
شيرلي وافقت بعد تردد حولت نظرها و هي تشعر بغموض كامل لم تستطع الفصل بين مختلف الانفعالات التي تنتابها فحلقها مشدود و قلبها ينبض ببطء كما لو كان فوقه ثقل كبير بشرتها أصبحت حساسة تجاه أي حركة يقوم بها .
كان تحدث نفسها قائلة بأن ديرك لا يمكن أن يحبها مستحيل فهو قادر بابتسامته و عينية السوداوين أن يحطم قلوب عشرات النساء و إذا هي وقعت بشباكه فسيحطم قلبها ايضاً و إذا لم تتركه يفعل ما يرغب به فإن الأمور ستتعقد كما قال لها .
كان تخاف شيرلي من مشاعرها السابقة إذا استطاعت أن تفعل ذلك فستهرب قبل أن تبدأ و بعد أن تنتهي و ديرك عندها لن يهتم بها ففضلت أن تهرب من أمها من الوظائف التي فقدتها النظرات التي توجه لعرجها فلقد قضت حياتها تهرب من ملجأ إلى آخر لكي تحمي نفسها و الآن أول رد فعل لها عندما تجد رجلاً يهتم بها كان الهروب.
كان الرجل متوسط القامة متأنق بدون تكلف خطواته منتظمة رأسه مرفوع يراقب كل ما يدور حوله لأن الميزة الأساسية فيها كانت المراقبة لكل كبيرة و صغيرة تجري امامه و خلفه ثم يدخل إلى غرفة صغيرة مخصصة لهاتف العموم يبدو على سحنته الانهماك بشيء ما فقد حجز مسبقا عملته النقدية و طلب رقم الهاتف الذي يريده بسرعة .
قال بصوت مخنوق .
-نعم
-هم رحلوا و اشتغل جرس الانذار .
-كان يتوجب عليكم وضع قنبلة ..أو ...
-لقد سبق و جربنا و هذا لم ننجح .
قاطعة الرجل بحدة :
-ليس من عادتنا استخدام هذه الوسائل و نحن ملتزمون بهذا دائماً هل فهمت ...
-فهمت .
رد على محدثه بكثير من الغيظ كان الرجل ينظر بصبر و خط الهاتف مشوش كان يبدو عليه أنه لا يعرف بمن يتصل فالأمر يبدو كالألعاب الصبيانية كانوا يخفون أسماءهم ووجوههم و أصواتهم معتقدين بأنهم عندما يفعلون ذلم سيكونون في مأمن ة هذه الثقة تدفع إلى السخرية .
-فهمت .
كرر الآخر بهدوء أكثر سأبحث أين مختبئون .
-هذا لن يكون سهلاً لأن الرجل الذي تبحث عنه عميل خبير أكد ذلك ذلك الصوت المجهول .
-سأرى اتصل بي حوالي منتصف الليل .
انتهت المكالمة الهاتفية ابتعد الرجل بخطوات هادئة متسائلاً ما الذي يستطيع عمله و لأجل من يفعل ذلك .
كانت تشعر شيرلي بقوتها تزداد ديرك أغلق عينيها لتستطيع تخيل بناء جيفاتس و تصفه له هو كان يصغي لها ثم يرسم مخططاً دقيقا مركزاً على مواضع نظام الآمن في المبنى .
أخذت تتذكر كل كلمة جرت في حديثهم و ديرك حاول ألا يتطرق هذا الموضوع و لكنه من وقت الآخر كان يتقرب منها و لمس يدها مطئناً و لا يترطها نغيب عن عينيه و حتى عندما يذهب للتحدث في الهاتف هذه النظرات الثابته و القوية كانت تسبب الضيق و الإزعاج لـ شيرلي و ديرك يدرك ذلك مما يسبب ذلك لها العرج و بهذه النقطة على الأقل كان ديرك على صواب في رأيه.
خيم الليل شيرلي أحضرت العشاء و ديرك كان يجمع المعلومات من كيرانو في كل يوم بالتفصيل الدقيق كي يحضر نفسه لمخطط الحركة القادم.
هذه المعلومات كانت تشحن ديرك بالقوة اللازمة أما شيرلي فلم تكن تفعل شيئاً سوى الانتظار و الهروب عي تعرف بأن ديرك يفضل الهروب على المواجهة بسبب تواجدها معه محاولا إبعادها عن أي أذى قد يصيبها.
تساءلت شيرلي :
-لماذا لا تستطيع أن تكون قوية مثل الأخريات ؟
تتكور على نفسها في الظلام كطفلة مرعوبه بدون شك وضعها صعب لانها تشعر بأن هناك قائلا حقيقاً يقف في رأسها و لكن مع ديرك؟ لماذا تهرب أيضاً؟ و لماذا تشعر بالخوف ؟ هي تعبة من خوفها الدائم .
بعد وجبة الطعام اقتراح ديرك ديرك بصنع مغطس جديد لـ شيرلي لتستحم بالماء الدافئ لأن المغطس الفكتوري المرصع بزخرف بذوق رفيع كبير أكثر من اللازم لم يكت مناسباً لها و كل ذلك لإدخال السرور و الاتياح على قلب شيرلي لكن جهوده كلها كانت بدون جدوى فظلت قلقة و متوترة الأعصاب .
نشفت نفسها و ارتدت بيجامتها الحريرية و ذهبت إلى النوم باكراً لإحساسها الشديد بالتعب على عكس ديرك لا يمكن أن يقضي عدة أيام بدون رفقة أمرأة ..معاناة جديدة قطعت تنفسها أغلقت شيرلي صنبور الماء بإحكام ثم رفعت نظرها إلى الرمأة و جهها داكن اللون فمدت يدها تلقائياً إلى الندبة في قدمها و دلكتها و هي تعرف حق المعرفة بأن الألم لا يكون من كسرها كان رأسها فارغاً و غير قادر على التفكير بشيء تنظر في المرآة بعيني شاردتين تساءلت كم من الوقت ستبقى هكذا؟ بدا لون وجهها و نظرتها التائهة يفقدان تعبرها الحائر تنهدت و خرجت من قاعة الحمام .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار ميوزيك, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, فراشة الليل
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t118346.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 01-11-09 08:26 AM


الساعة الآن 07:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية