المنتدى :
المنتدى العام
قدر ذاتك ولا تهدمها
بسم الله الرحمن الرحيم
قدر ذاتك ولاتهدمها
آهٍ ما أشقى الإنسان عندما ينحرف عن المسار الذي ينبغي أن يسير عليه لتستقيم حياته ويسعد! وما أجهله حين يغض الطرف عن كل أمر وكل إليه، ويتناساه كأنه حلم يُذكر لحظتها ثم يصبح هباء منثورا وا أسفاه كيف يجرؤ المرء على تحدي المبادئ والقيم إلي تصنع منه إنسانا سويا يعرف ماله وما عليه؛ فيعيش حياته مرتاح البال صافي الفؤاد ؛لأنه عرف واجبه فأحبه ومضى في تأديته على الوجه الذي يليق به كمخلوق مكرم مفضل يتولى المسؤولية،ويبني أسس الحضارة لمن سيعقبه من الأجيال حتى إذا ما أتت وقفت عليها ورفعت من شأن صانعها وتابعت الخطى تقبس من سناه الذي رسخ في قلوبها وأصبح مفتاح حضارتها.
أبعد كل هذا يركن الإنسان إلى نفسه يداريها ويترك الواجب وتأديته، فكم من نفوس خرجت عن مدارها فكانت سببا في تأخر أمتها وتقصير طموحاتها ، كانت تظن أنها صاحبة السيادة فطُمس على قلوبها، وما تدري ياحسرتها كم شوكة غرست في طريق أمتها .وكم فشل سُجل لتقاعسها... وكم أنّة خرجت لتكابرها عن واجبها، مثل هذه النفوس ماتت قلوبها وهي حية، واستولى الطمع والجشع على جوهره عقلها فباتت أسيرة الأنانية واللامبالاة. نرى الواجب يتكرر ويتردد لفظه على الألسن عشرات المرات يوميا لكن أين هذا من ترجمة القول إلى عمل؟ أين هذا من تحمل المسؤولية وتبعاتها؟ لقد أصبحنا بين واجب يُلعن وآخر يُقتص وثالث يمحى عن الوجود ،فماذا بقي لنا في هذه الحياة بعد ذلك؟ وهل ما زالت أعناقنا تشرئب نحو المناصب والترفيعات؟فالحقيقة تقال أننا ننال الدرجات ولا نقيل العثرات، بل نقف من الزمان وِقفة المختلس لمصالحه الخاصة،يريد بلوغها على حساب دماء الآخرين وآلامهم ومعاناتهم المرة، فما الحجة في هذا؟ولماذا ندرؤه عن أنفسنا فقط؟ أما نستحي من أنفسنا ونرد لها شيئا من عزتها؟ لقد تهاونا بما فيه الكفاية، وصعّدت أنفاسنا وتجرعنا كؤوس المرارة آلاف المرات، ألم يأن الأوان بعد ، أم سنبقى هائمين على وجوهنا ، متخطين لواجبنا. عند الغنائم تتكاثر الأيادي وعند الأعمال نتوارى خاف الحجب ننتظر من يؤديها حتى وإن كان ذلك تحقيرا لذواتنا، وتهميشا لوجودنا ،
لقد ضاعت أحلامنا وغدت أسطورة تروي لصغارنا ،وترسم البسمة على شفاههم، فتأخذنا النشوة لهذا الصنيع ،ونبقى أشباه أعواد تنتظر من يكسرها، فتغيب عن الوجود وهي خاوية على عروشها حيث لاميراث ولا تصريح الخلود.
|