المنتدى :
الفن والطرب
وفاء موصللي: فريال في «باب الحارة» «فشة خلق»
بسم الله الرحمن الرحيم....
دمشق ـ هدى العبود
وفاء موصللي وجه من وجوه الدراما السورية، لاسيما الدمشقية منها ولعل أبرز الأدوار التي أدتها كانت في أعمال البيئة الشامية لاسيما دورها في باب الحارة وأيام شامية، كما سجلت حضورا مميزا في الأعمال الكوميدية وخاصة في مسلسل «مرايا» الشهير، وفاء خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1982 الدفعة 1982، «الأنباء» استضافت وفاء موصللي فكان هذا الحوار:
برأيك كيف تستطيع الدراما السورية أن تحافظ على المستوى الذي وصلت إليه؟
لكي نحافظ على المستوى الممتاز للإنتاج يجب علينا التخلص من المحسوبيات في اختيار الممثل والمخرج فإذا كان اختيار الممثل للدور المناسب يصبح ذلك سهلا علينا وبالتالي عندما يكون المخرج قد وضع خطة مدروسة لإخراج النص فهذا يبعد العمل عن أي احتمال للفشل أما مقومات الإنتاج فاعتقد انها تتمثل أولا في النص الجيد والميزانيات التي توضع يجب أن تكون كافية إضافة للتعاون المطلوب بين الفنانين وشركاء الإنتاج فإذا تضافرت كل هذه الجهود مع بعضها البعض أصبحت عندنا مقدرة على الاستمرار بمستوانا الجيد.
ما رصيدك من الأعمال حتى الآن؟
كانت البداية بمسلسل الطبيبة للمخرجة فردوس أتاسي، وآخر عمل «بيت جدي» الذي نقوم حاليا بتصوير مشاهده ولا ننسى الجزء الرابع من «باب الحارة». وقبل ذلك كانت لي مشاركات عديدة منها مسلسل «أهل الغرام» مع المخرج المثنى صبح.. وإذا عدنا إلى الماضي نجد أن هناك ما يقرب من 120 عملا تلفزيونيا.
حدثينا عن دورك في «باب الحارة»4؟
الكثير من المشاهدين بل الصحافيين يعرفون أنني بطبعي خجولة وكثيرون يخلطون بين طبيعة ادواري وشخصيتي.. هذا ما أردت إيضاحه قبل الإجابة عن سؤالك أما بالنسبة لدور فريال في باب الحارة فهو حالة تطهير و«فشة خلق» إن جاز التعبير.. لشخصية وفاء الحقيقية المتسامحة تماما والبسيطة والتي تمتلك القدرة على الفعل بعد المحاكمة العقلية (باختصار دعيني أقل إن فريال في باب الحارة هي صرخة وفاء وأنا فخورة بها).
هل تذكرين لنا أعمالا أخرى والشخصيات التي قمت بأدائها؟
بعد الطبيبة كان المخرج علاء الدين كوكش يجهز لتصوير مسلسل أبوكامل وأذكر أنه طلبني وأسند لي دور امرأة مكافحة وقد شكل مسلسل أبوكامل نقطة تحول مهمة في مسيرتي الفنية لأنه فتح لي الباب للعمل في مسلسل بدوي بعنوان الوعد ثم تتالت الأعمال والحمد لله حيث اشتركت في مسلسل الذئاب وهو أول عمل تاريخي اشترك فيه وكانت فرصة طيبة للعمل ثانية من المخرج علاء الدين كوكش ثم عملت في مرايا مع الفنان القدير ياسر العظمة وبقعة ضوء حيث ادخلني هذا النوع من الأعمال الكوميدية الى اداء انماط من الشخصيات الكوميدية الهادفة والراقية.
لكنك كنت في الأعمال الشعبية متألقة أكثر كونك من بيئة دمشقية وطبيعتك تنسجم أكثر مع الأدوار الشعبية والإنسانية ما رأيك؟
في الحقيقة التنويع في الادوار بالنسبة لي أفادني كثيرا والعمل في «مرايا»، و«بقعة ضوء» وغيرهما من الأعمال الكوميدية يشكل عندي رصيدا جيدا من الخبرة كممثلة... أما ادواري في «أيام شامية» و«باب الحارة» و«بيت جدي» فقد قدمتني بشكل أوسع وأشمل جغرافيا على مستوى الوطن العربي والعالم، من خلال المغتربين الذين التقيتهم وأحبوا تلك الشخصيات التي أديتها.
كيف يتم تحضيرك للشخصية؟
إن كانت الشخصية شعبية أو عصرية أو تاريخية أو كوميدية فهي بحاجة الى دراسة متأنية، أولا قبل تصوير العمل الدرامي ثانيا معرفة ظروفها الاجتماعية، ثالثا علاقاتها
مع الشخصيات الأخرى، رابعا إيقاع
الأداء للشخصية والمفردات الحوارية الخاصة بها والتي يجب استخدامها، خامسا: ماذا ترتدي من لباس وكيف تمشي وتتكلم، سادسا من المهم جدا تحديد المفاصل الأساسية في حياة الشخصية لأن هذا التحديد وفهمه يؤثر على كل ما سبق ذكره.. الخ، وبعد ذلك أجلس لمناقشة المخرج بمكنونات هذه الشخصية، ومن خلال البروڤات على النص مع الزملاء الممثلين تتبلور الشخصية أكثر من خلال حوارها مع الشخصيات الأخرى، بعد ذلك يأتي دور مايسترو العمل وهو المخرج حيث يوجد هارموني متكامل بين الشخصيات، وكما تعلمين يأتي بعد ذلك التنفيذ أمام الكاميرا وبالنسبة لي لا اعتبر ذلك كافيا بل انتظر لأستمع لرأي الجمهور الذي يشاهد العمل كي اكتشف إن كانت هناك ثغرات في الأداء أم لا وهو مسك الختام.
هل تغار وفاء موصللي من زميل أو زميلة ترى ان أيا منهما يؤدي بشكل متميز؟
التنافس يحرضني أكثر على اتقان دوري لكنني لست مع الممثل الذي يحاول سرقة الكادر على اعتبار ذلك (شطارة) وفي الوقت نفسه أنا مع العلاقة الإبداعية المتبادلة بين الممثل والمخرج والممثل وشريكه الآخر في المشهد وهذا يجعلنا نحلق أكثر في أدائنا من خلال تفاعلنا المشترك، وفي المحصلة العمل الفني هو نتاج إبداع مشترك لكل العاملين فيه مهما كان هذا العمل.
المعروف عن وفاء موصللي حفظها للكثير من الأمثال الشعبية الشامية الضاحكة هل تذكرين لنا شيئا منها خاصة أنك من عائلة دمشقية؟
مثلا على صعيد الانتقاء كثرة (الإنجاب) و(الولادات) يقول المثل: «حبلة ومرضعة وعلى ايدها أربعة) و«طالعة عالجبل لتجيب دواء للحبل» ومثل آخر يقول «إن شاء الله تحطيهن بالعتبة وتعديهن بالقصبة وما تعرفيهن إلا من طواقيهن». وعن الدعوة للتفكير يقول المثل: «عقلك براسك بتعرف خلاصك» أو «اسأل أكبر منك وأصغر منك وارجع لعقلك»، وعن الصحة يقول المثل: «البيت يلي بتدخلوا الشمس ما بيدخلو طبيب» على كل حال الأمثال فيها الإيجابي وفيها السلبي وهي كثيرة جدا.
|