كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- لا تهتمي .. فرجل في مثل مهنتي يتعلم ان يكون متبلد الحس وانت بالكاد خدشتيني . والانا صبحنا متساويين كما نقول في ميلانو من حيث ينحدر اهلي .
- أنا لا اتكلم الايطالية ماذا تعني بهذا ؟
- أعني ان الامر لا يسئ الي .. ولكن ماذا يؤلمك .
- إنه سؤال شخصي جدا ولا يجب ان تسأله .
وتهدج صوتها قليلا ثم نظرت حولها كأنها تبحث عن طريقة للتخلص منه لم تكن مايا قد احست من قبل بذلك التباين بينها وبين أي رجل هو أسمر بشكل خطير .. وهي شقراء بعينين صفراوين
- أنا افعل اشياء كثيرة يجب ان لا افعلها مثل التحدث الى فتاة شابة من النخبة في كاليفورنيا وجذوري إيطالية متعودة على الالم جسديا ومعنويا .. وألمك فكري .. أو هل اقول عاطفي ؟
- وهل من عادة الإيطاليين ان يكونوا شخصيين هكذا في لقاءتهم العابرة
- حسنا وماذا ترين في وجهي ؟
- انك تحب العمل والقليل من نار جهنم .
- اجل انا مقاول ولدي العديد من الحديد في مختلف انواع النار وما نفع الحياة دون صخور لتحطيمها والنار للسير من خلالها والعسل لتذوقه ؟
وأجفلت لهذا التحليل فابتسم لها فورا وقال بالفرنسية :
- انت كالجميلة النائمة ... لا بد انك تعرفين الفرنسية أظن انك تعلمتها في الثانوية ... هه.
- أجل وانا لست الجميلة النائمة
- ألست كذللك ؟
- وأنت لست بالامير
- لم أفترض هذا ابدا بل على الاكثر أنا برج غير محروس جيدا
- برج غير محروس انت لا تبدو كذلك ابدا
- ربما لا
وفكرت : هذا المقاول لابد انه حر في حياته ولا يهتم ابدا بما يظنه أي كان به .
- ربما تكون مشهورا
- تستطيعين المراهنة على هذا وماذا انت ان لم تكوني الاميرة النائمة ... راهبة مبتدئة ؟
- راهبة بثوب الرقص وحذاء فضي ؟
لم تتذكر انها اشتركت بمثل هذا الحديث مع رجل من قبل .
- بعض النساء لديهن حساسية داخلية في لبسهن او في تسريحة شعرهن أهذا ما يزعجك ؟ الا تستطيعين تقرير إذا كنتي تريدين اجراس العرس ام حريتك
- وكيف تستطيع ان............
وصمتت وهو يشير الى الخاتم الماسي في أصبعها الثالث وتطلعت بالخاتم بمجموعته الفريدة من الاحجار الكريمة والذي وضعه باد في اصبعها مع ضحكة ساحرة وشعرت فجأة بالتوتر كانت مستعدة لإعطاء أي شي في سبيل التخلص بسرعة من تلك الليلة الباردة و الإحساس بأنها حرة ...
- من أنت ؟ هل أنت ساحر ؟
- أنا برناردو دونللي وهناك أناس مسموح لهم أن يدعوني براد
ونظر مباشرة إلى عينيها وقد اسرهما ببؤبؤيه الرماديين الجذابين وتابع :
- لا اتوقع ان هذا سيدهشك يا حلوة فقد كان جدي من فقراء ميلانو ويسعى وراء رزقه في الشوارع الجانبية والساحات العامة واتى الى امريكا فأسس نفسه وأنا جزء من كل ذلك هذا ما انا .
- يبدو أنك ستشعر بالألفة لو كنت بين قطاع الطرق في جزيرة متوسطة .
كانت قد بدات تتاثر به وبدا شعور بالخوف منه يسري في عظامها كل شي فيه كان رجوليا .. وربما رجولية مؤذية وشعرت بان رجليها تسمرتا بالارض حيث تقف.
- شكرا .. يتطلب الامر بريئا ليكتشف عن مرتكب الذنب
- أنت مرحب بك
- ولكن فقط من بعيد .. هه ؟ واذا تجرات على تجاوز حدودي من المؤكد ان تدوسي على لحمي الحي ؟
- الا يملك هذا كل إنسان لست على اطلاع واسع بالرجال وقد يكون البعض فيهم شرفاء كما اتصور .
- الشرفاء يتلقون الركل اكثر من الخطاه
- انت ادرى بالطبع لانك مضاد للرجل الصالح .
- وهل انا رجل خطيئة ؟
- رجل لا يترك للخطيئة او الخطاة ان يتحكموا به.
- وماذا يتحكم بي ؟
وتركت لنظراتها ان تتجول بجسده النحيل ولانها معتادة على اجساد الشبان في اثوابهم الرياضية في ساحات التنس ولعب البولو فقد كانت مايا تعلم ما هو الجسد الرجالي الكامل وعندما تراه مع ان هذا الرجل كان اكبر ببضع سنوات من باد ورفاقه .
- إن من يتحكم بك هو العمل الطموح في النجاح في حقلك ولا تترك للعشب الضار ان ينمو بين قدميك .. أليس كذلك ؟
- إنه وصف بالكاد يبعد عني تسمينة قاطع طريق. فقطاع الطرق ياخذون ما يريدون ولا يتعبون من الجري وراء المال .
- لقد قلت انك تبدو كقطاع الطرق ولم اقل انك تسرق اموال الناس .
- وما رايك بسرقة نساء الرجال الاخرين ؟
- في هذا المجال لابد انك بعيد عن الشك .
- نحن لوحدنا تماما أنت وانا.
- إن خطيبي يتلاكم مع المحترفين .. سنيور فهل تحب ان يتحطم انفك الايطالي هذا ؟
- انت اذا منطقة محرمة .. هه .. وعليك علامة فارقة من الالماس .
- تستطيع قول هذا ...
على الرغم من سهولة تبادلهما الحديث فقد شعرت مايا بما يخفي هذا الرجل من نوايا فهو لن يفكر مرتين في مهاجمة امرأة اذا أعجبته .. ولم تواجه من قبل هذا النوع من الرجال .. وليس بالطبع مع باد دينغول فمع الفتاة التي ينوي ان يتزوج منها كان يتصرف دائما بتهذيب ولم تترك مايا لنفسها ابدا ان تتصور كيف قد يتصرف مع رفيقة حفلة او مع فتاة بار .
- أنا ... أنا لم اشارك بمثل هذا الحديث من قبل ..
كانت قد اعتقدت ان هذه الكلمات لا باس بها ولكن ما ان انزلقت منها حتى ادركت انها لا يمكن ان تسحبها ونظرت اليه ببعض الارتباك ...
- هذا لانك منطوية على نفسك يا سنيوريتا و أنت مكبوتة في داخلك .. هل تريدي ان تعرفي المزيد عن نفسك .. مذهل ان يكون المرء خبيرا بقراءة الشخصيات وانت اعطيتني مثل هذه القراءة ..
- على المرأة ان تنظر اليك فقط و ..
- وفورا تستنتج ما هو سئ نحن الايطاليون نعتبر دائما إما مبتزو مال أو اصحاب مطاعم اليس كذلك ؟
- وهل انت من النوع المبتز للمال ؟
- وهل ستندهشين ام تخافين ؟
- حقا إذا لست نظيفا كفاية اليس كذلك ؟
- عندما يلائمني الامر فقط .. وانت قد بقيتي طويلا في مخبئك هادئة و جميلة حتى انني اشعر حقا بما يحثني على تقديم صدمة لك ماذا لو كنت مجرما ؟ هل تهربين مني وانت تصرخين ؟
ونظرت اليه برعب .. كم يبدو نحيلا وقويا أسمرا وخطيرا .. قد يكون بكل سهولة من العالم الاجرامي وربما معه الان مسدس صغير يحمله في جيب سري في سترة السهرة التي يرتديها براد دونللي ... اسمه بحد ذاته
وكأنه اشارة لاعمال في الظلام.. المافيا..ربما، تلك المنظمة المرعبة ذات الجذور الايطالية.. واردف قائلا:
-لا...قد لا تصرخين..بل ستقاتلين باسنانك ومخالبك دفاعا عن شرفك .. اليس كذلك؟
-انا .. انا اظن ان هذا شيء يستحق ان اقاتل لاجله.
وفي مكان مابداخلها شعرت بالالم وهي تفكر بوالدها، وتلك الوصمة من العار التي بذلت غلوريا جهدها لتمحوها من حياتها. اذا لم يكن من ذهنها.
-سوف تحترقين بالنار لو ان هذا الغطاء البارد، المقدس من الاحترام قد ازيل عن جسدك الابيض..اليس كذلك يامايا؟
-كيف تعرف اسمي ؟ لم نلتق من قبل و...
-وكان من المحتمل ان لا نلتقي، ونحن نتحرك في اجواء مختلفة..انت اذا لا تشاركين بمثل هذا الحديث مع خطيبك؟
-وهل تظنني افعل!
-وهل من الممكن ان يظن خطيبك انك قادره على القيام بهذا النوع من الحديث؟ انت بنظره فوق قاعدة رخامية بيضاء، صافية حلوه كالعسل المصفي .. يقدم لك فروض الاحترام من وقت الى اخر، الخاتم الماسي، وربما اللالئ في اذنيك، ولكن هل اخذك مره بين ذراعيه، وجعلك تشعرين بانك انسانة حتى اعماق عظامك؟
-هذا ......... لقد تماديت كثيرا..
وتراجعت مايا الى طرف طاولة البليارد، وبحركة سريعة كالبرق،اسرع ليوقعها في مايشبه المصيدة بجسده وذراعيه، وامسك بها . وبدا لها فورا ان افكارها ومشاعرها قد علقت باسلاك شائكة، وهي تنظر الى عينين براقتين خطرتين، وقال:
-لا...لم اتمادى كثيرا..اتسمعين الموسيقى، ماذا يعزفون؟
واصغت بانتباه، وبدا وكأنها لن تستطيع السماع لارتفاع صوت دقات قلبها. ثم استطاعت تمييز ماتسمع ، الاغنية كانت "لذة الحب"
-هل تعرفين ماهو .. هل شعرتي به؟
-اتركني!
وحاولت الافلات منه، وشعرت بوخز اصابعه عند خصرها.
-كيف تجروء على التصرف هكذا ؟ اوه.. افترض ان احدا دخل علينا ؟ سيظنون انني راغبة في هذا..
-الست راغبة؟ الست تفشين عن رجل يكتشف المرأة التي في داخلك طوال السهرة.. حتى انك هربت من الموسيقى التي شعرت وكانها تسخر منك؟
-انت شيطان!
وشهقت، لم تشعر مايا في حياتها كلها بهذا الضعف تحت رحمة قوة رجولية تقاومها ومع ذلك تشعر باللذة للمعاناه التي تواجهها . لو انها صرخت لباد، سيدخل الناس لانها مايا كولين، التي تحت وصاية الارملة الباسادينية الثرية، وخطيبة باد دينغول، فتاة لم يعرف عنها العبث. ...... ومع علمها بهذا، اقفلت اسنانها، وقاومت بصمت هذا الرجل الذي كانت لمسته لها تثير كل جلدها. انها ملك باد، وحياتها امنة ومخطط لها. ومع ذلك فها هي هنا كسهم مشدود يرتجف في قوس قوي.
-لا تسميني بالشيطان ابدا الا اذا كنت تعنين ماتقولينه..
وجهه كان قريبا من وجهها. ونطق بالكلمات من خلال اسنانه البيضاء.
-لست اقصد هذا! انت متوحش.. تريد ان تجعلني ابدو وكأنني فاسقه..
-اوه.. هيا.. لو ان احدا ضبطنا هكذا فستلجأ مايا الباردة الجميلة الى دفاع فوري.. وستتهمني بمحاولة الاغتصاب، ولن اجد سيقان لاقف عليها.
-اذا كنت تعرف هذا، فاتركني قبل ان يدخل احد علينا. لقد كاد الرقص ينتهي، وقد يريد خطيبي ان يأخذني الى البيت.
-كم هو شاب محظوظ .. نزهة في السيارة على شاطئ البحر تحت ضوء القمر، ثم عناق عند باب قصر ساتا نيتا...
-ارجوك، يجب ان اذهب! ماتفعله ليس لائقا..
-ولكنك توقفت عن المقاومة.
-لقد.. انقطع نفسي...
-صحيح...
وجذبها اليه فجأة، قريبة جدا منه، بحيث أحست بكل عظمة وعضلة من جسده، وشهقت، وتصاعد الدم بجنون الى وجهها.
-لذة الحب.. الغرق في الحب.. هل تجدين الحب مخيبا للامل يا مايا ؟
-انا ارفض ان اتجاوب مع هذا..
وحاولت التخلص منه ولكن دون جدوى، وكان محرجا ان تجد نفسها بين ذراعي غريب. بهذه القوة، غير عابئ بمقاومتها.. باد لم يتصرف معها هكذا ابدا، لم يجبرها على وضع محرج هكذا..
اللعنة على هذا الرجل، ستقتلع عينيه لو انها استطاعت ان تصل اليهما!
-انت لست في وضع تستطيعين فيه منعي عن اي شيء. وانت تعرفين هذا. عندما شاهدتك قرب النافذه بدوت كحمامة حزينة، وهذا يجعلني اصاب في الصميم .
-لايمكن .. لك .. ان تصاب بشيء .. انك تبدو ما انت عليه حقيقة .. وانا لا اختلط مع المجرمين .
|