بسم الله الرحمن الرحيم
وبقيت أحلام
جلست امام مرآتي لكي ارى ملامحي اين اختفت ابتسامتي ملامح لا اعرفها ماذا حدث لي
لما اصبحت تعيسه لما تملكني اليأس
اتجهت الى اوراقي اردت البحث عن ذاتي
لعلي اجد نفسي بحثت بين السطور اين انا
لما اختفيت فتشت في الاوراق
لم اجد نفسي بعثرتها تشققت الاوراق
من بين يدي اصبحت في حالة رعب
لما اختفيت لا وجود لي عاودت
البحث بهدوء حتى وجدت نفسي
في ورقه ليس لها لون ايعقل ان تكون
من اوراقي اسطرها متعرجه ليس لها نهايه
لما وصل بي الحال هنا اين اذهب حاولت الهروب
ما استطعت لم اجد لي مخرج لا اعلم اين انا
نظرات الخوف تجتاحني
هل سأبقى على هذا الحال
اااهـ من قسوة الحياه التي جرحتني
اقتلعت مني افراحي واماني احساسي
اصبحت اسيرة الخوف من المجهول الذي يحاصرني
قفدت ذاتي في فراغ المجهول الطريق الذي لا ينتهي
حطمتني امواجي حتى دموعي لم توآسيني
اصبحت انسانه بلا روح بقايا الغبار الذي يغطيني
اريد الخروج من هذا العالم المخيف
كم تمنيت الرحيل الى عالم النسيان
عالم الملائكة التي تضيء فيه مصابيح الؤلؤ
عاشقة الظلام
المدخل
مرآتي ، كم أحببتكِ ، كلما انظر إليكي أستعيد نفسي ، أرى أحلام التي تخبرني دائما بأن اسمي هو المعنى الحقيقي لحياتي ، أحلام ..........
عندما أنظر إليكي ، أشعر بإستعادة أحلام الدفينة ، أحلامي الداخلية العميقة التي لا تظهر سوى أمام مرآتي الغالية ، أتمعن النظر إلى وجهي الذي يبدأ بالظهور من الشحوب إلى النور ، ثم أتمعن أكثر في ملامح وجهي البائس الذي يبدأ التحول الى الراحة ، والإطمئنان ولو للحظات قليلة ، ألتف حولي لأتأكد من عدم وجود دخلاء الى غرفتي ، والحقيقة دخلائي هم أهلى وليسوا أشباح ، لكنهم في نظري أكثر رعبا من الأشباح ، فكلما رأوني انظر الى مرآتي أجدهم يجذبوني للخلف ، لا أدري ما يقولنه من لعنات وسب وكلمات مؤلمة ، كل ما اراه أحلامي تعود الى شحوبها السابق ثم أرى ملامح وجهي في الإختفاء ، ثم التلاشي ، إلى أن اصل الى النهاية ، الإختفاء .
سمعت أحلام تقول لي : " تأكدي من الباب مقفول أم لا ؟ "
جاوبتها بتأكد : " نعم ، الباب موصد بالقفل . "
تلاحقني بتأكد أكثر يثير إلى بعض الشك قائلة : " طيب إذهبي الى الباب وتأكدي من ان الباب مغلق بالقفل . "
اومأت برأسي تاركة مرآتي متجهة الى الباب ، بالفعل الباب موصد بقفل متين لن يستطيع أي دخيل من الوصول الى الآن .
ذهبت بعجلة إلى مرآتي الغالية ، لأجد أحلام جالسة أمامي متبسمة معبرة عن راحتها ، فابتسمت بدوري ، تحدثنا فيما مضى معي من ساعات ، أخبرتها بيومي ، كالعادة لم اسوي شيئا ، فقط ذهبت الى جامعتي حضرت المحاضرة بتأفف لم اتحاور مع أحد ، بل لم أعطي لأحدا فرصة للتحدث معي ، كنت انظر الى الدكتور وهو يلقنا الدرس لكني لم أفهم منه شيئا ، لا أعلم هل بسبب عدم تركيزي معه أم لعدم تركيزه معنا ؟
لم أهتم بالأمر بقيت على هذا الحال الى أن إنتهت أخيرا وعدت الى البيت ، وها أنا أمام مرآتي حبيبتي أنظر إلى أحلام وأتحاور معها .....
ابتسمت قليلا ثم ألقيت نفس السؤال عليها لم تقول جديد نفس الأمر ، فسكتُ قليلا ثم قلت لها : " أتدرين يا أحلام أن اليوم سيأتي عريس أختي ؟ "
لم أجد منها أي تجاوب فقط سألتي : " أي عريس ؟ "
جاوبتها بنبرة لا أدري إذا كانت حزينة أم تعيسة أو سعيدة أم متفاجأة أم لامبالاة قائلة : " العريس الذي أخبرتك به من قبل ، ألم أخبرك بأن أختي سالي تقدم لها شخص لأبي طالبا الزواج منها واليوم الميعاد الذي حدده أبي له . "
ردت بلا مبالاة قائلة : " طيب ، وما هي المشكلة أهلا به !!! "
ابتسمت قليلا ثم عاودت النظر الى المرآة قائلة : " أنتي على حق وما المشكلة في ذلك سواء تزوجته سالي به أم لم تتزوجه لا يعني لي شيئا . "
صمتُ قليلا ناظرة لأسفل فعاودت النظر مرة اخرى قائلة : " بس أحلام ، أنا لا أخفي عليكي أمر طيلة حياتي ، أحلام أنا حزينة . "
نظرت إليها أكثر معبراة عما يدور بداخلي ثم سمعتها تقول : " لما الحزن يا أحلام ؟ ، الى أين ستبقين على هذا الحال ؟، الحزن ملئ قلبك وأصبح غير متسع لأي فرحة تدخله . " فسكتت
نظرت إليها مطأطاة الرأس للأسفل والدموع بدأت تفتح أبوابها ، ثم عاودت النظر مرة أخرى إلي المرآة قائلة : " معكي حق ، لكن أنا لم أعد أشعر بأي سعادة ولو لحظة ، أترين بعينك كم مررت بلحظات تعيسة تقريبا حياتي كلها تعاسة ، لا يوجد من يسعدني او يأنس بي وحدتي ، إلا انتي يا أحلام ، أنتي صديقتي الوحيدة مرآتي ، التي لم تكذب علي أبدا ، أنتي من ترين حزني وألمي وصمتي وغيظي وكظمي ، أترين يا أحلام سالى ستتزوج ، أنا احسدها بل أحقد عليها في كل شئ ، سالي ذات الحظ السعيد دائما لم أراها حزينة أبدا لم أراها تمر بلحظة ولو لحظة واحدة مما أعيشها ، انا بتألم يا أحلام ، بصدري جرح يدوي ألاما لا أحد يشعر به سواي ، تمزق جسدي وعقلي ، سالي ستتزوج لماذا هي ؟ ، لماذا ستتزوج وأنا لا ؟ ، من له الحق في الزواج ، سالي السعيدة المحبة للحياة المدللة لأهلي المبتسمة دائما ، فكل من يراها وأقصد هنا أهلي وخصوصا أبي وأمي أرى الراحة تطمئن قلوبهم والإبتسامة ترتسم على الشفتين ، عكسي تماما عندما يجدوني أمامهم وكأن شبحا مخيفا ألقي أمامهم فجأة ، لمن الأحق بالزواج سالي التي لم تحظي بيوم تعيس في حياتها ، أم أنا التي لم أحظي بسعادة في حياتي !!! "
بقيت في صمتي اجهش بالبكاء المتزايد كلما أخرجت كلمات تقتل شفتاي ثم أكملت حديثي قائلة : " أنا بكره بيتي ، كل يوم ادعو الى الله بل كل ساعة بل كل دقيقة بل كل ثانية أن يخلصني من عذابي ، أحلام أنا مكرهه على الحياة لاسيما في بيتي في غرفتي بل في سجني ، عندما أرى الضحكات الممتلئة بالفرحة في حين أرى دموعي ، آلامي تنهك جسدي ، عندما أرى نفسي حبيسة غرفتي لا أستطيع الخروج منها في حين أن لدي كامل الحرية في الجلوس وتبادل الحديث معهم ولم أستطع فعل ذلك ،عندما أرى في عيونهم علامات التعجب والإستفهام والإستنكار والإحساس مما يحدث لي أو أفعله ، دائما محل نقد لهم في كل شئ ، ملبسي ، أكلي ، شربي ، تفكيري ، تصرفاتي ، حديثي ، ثقافتي ، تعليمي ، وحتى في النظر إليكي ، ماذا افعل ؟ ، أريد منك إجابة لما أقوله ماذا افعل ؟ ، أنا متألمة بل أنا تعيسة ، بعد ساعات قليلة سأجد خطيب أختي يطرق باب المنزل والضحك والتعالي والتفاخر والطلبات المجابة تنفذ دون أن ينتهي الحوار وأنا جليسة غرفتي اتحسر عما أراه وأسمعه بالخارج ، عندما أرى عيون أمي بعلامات الإنكار والإستنكار مما أفعله في تلك اللحظة تقول لي دون النطق به : " ماذا تفعلين أيتها البلهاء أليست أختك !!!
لما الحزن الممتلئ به عينك ، أهذا كره أم غيرة ؟؟؟؟؟؟؟؟ . "
آآآآآآآه يا أحلام إحساس مميت ، عندما أراهم ينظرون إلي بنظرات الإستنكار لاسيما عند شعورهم بالغيرة إتجاه أختي وهذه ليست الحقيقة أنا فقط حزينة عما يحدث اللي .... "
ثم لازمت الصمت مكتفية بملامح وجهي الذي أوشك على الإنتهاء من كثرة التألم ، ألتفت إلى مرآتي مرة أخرى عندما سمعت أحلام تقول لي : "أشعر بكي يا غاليتي ، لا تحزني ، صبراً يا أحلام صبراً ، ستنالين كل ما تريديه ، ستحصلين على ما تتمنيه ، سوف ترين تلك الوجوه المستنكرة حاليا فخورة بكي غدا . "
نظرت إليها مبتسمة بعد أن أدخلت بعض الأمل لي حتى سمعت طرق باب الغرفة ممزجا معه صوت أختي سالي ، تريد الدخول فستأذنت من أحلام بإنتهاء الحديث حالياً وسوف أعود لأكمله في أقرب وقت .
***********************
في إنتظار تفاعلكم وارائكم الكريمة