كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
1- صمت مفاجئ
انطلقت السيارة من فريتاون و قطعت مسافة 150كم وسط مناظر طبيعية غنية بالنبات و الأشجار الخضراء لكن في ضواحي المنجم لا شئ سوى الخراب و الغبار ديكور خيالي ملئ بالآليات الضخمة التي تكتسح الشواطئ الصخرية الرمادية كالطيور الكاسرة و بعض ذرات المعادن بقيت معلقة مشكلة سحابة لماعة تحيط بعمال المنجم و الابنية المسقوفة بالحديد .
عندما هبطت كيم من سيارة الجيب القديمة في مدخل المكان الرئيسي أبعدت عن خصرها حزام سروالها و حلمت بالحمام البارد و الصابون المعطر لكن عليها ان تنتظر تحقيق أحلامها هذه ، في الوقت الحاضر أمامها أشياء ملحة يجب أن تحققها ، الحارس الذي خرج من مركز المراقبة أخذ يتفحصها بدقة و فضول .
منتديات ليلاس
قالت له : اني أبحث عن كريستوفر ادامس أين يمكنني ايجاده ؟
هز الرجل رأسه بتمهل ثم دخل الى مركز المراقبة و تناول سماعة الهاتف تكلم بصوت منخفض ثم وضع السماعة مكانها قائلا : المدير آت انه يطلب منك انتظاره .
انتظرت كيم فلا مجال أمامها لأن تفعل شيئا آخرا على الأقل يمكن للمدير أن يطلعها على ما تريدلقد حدث شيء ما لكريس بكل تأكيد لكن ماذا؟ حاولت أن تتحرر من خوفها انه ما زال حيا هذا أكيد لو وقع له حادث لأعلمتها السلطات ان صمته الذي استمر شهران له سبب آخر لا شك فليس هو ذلك الرجل الذي يقطع اتصاله لأنه غير رأيه و لم يعد يريد الزواج بها و الا لكان كتب لها رسالة و أخبرها بصراحة .
وصلت سيارة مسرعة و توقفت وراء السياج و نزل منها رجل طويل القامة رفع قبعته المغبرة و هو ينظر الى كيم بتمعن ثم قال : أنا ديف نيلسون و أنت من تكونين ؟
أمام نبرة صوته الحادة رفعت ذقنها و قالت : كيمبرلي فريمان خطيبة كريس ادامس هل يمكنني رؤيته ؟
عض المدير على شفتيه و احتدت نظرته و أجابها : انه ليس هنا لم يعد هنا من 5 أسابيع و أنا لو كنت مكانك لعدت من حيث أتيت .
حدقت به كيم و قالت : لم يعد هنا أين هو لا شك انك تعرف مكانه .
رفع حاجبه الاسود بسخرية : و لماذا علي أن أعرف مكانه .
قالت : لأنه كان يعمل هنا لقد حدث له شيء لذلك لا تريد أن تكلمني لن أذهب من هنا الى أن تخبرني أين هو .
عم الصمت من جديد ألقى الرجل النظر على الحارس الافريقي و اشار اليه برأسه ثم قال لكيم في نبرة غير مرحبة : قولي للسائق أن ينتظرك .
أطاعت كيم و هي ترتجف غضبا وخوفا انحنت و مرت من تحت السياج ، كان الرجل يتاملالمرأة الشابة النحيفة و شعرها الطويل الأسمر يظهر عن وجه فيه من الاثارة أكثر مافيه من الجمال عيناها الخضراوان تعبران عن نظرتها المليئة بالتحدي .
قال بجفاف وهو يفتح باب السيارة : سنذهب للمكتب .
لم تلفظ أي كلمة عندما عاد الى اعقابه سريعا ، ألقت نظرة سريعة على يديه القويتين السمراوين المتقلصتين على المقود ، هذا الرجل ينتمي الى جنس من الرجال لم تلتق به في حياتها ، يبدو في سن تتجاوز الثلاثين و مع ذلك فهو قاس ووقح و ربما هو عديم الشفقة انه رجل رأى كل شيء وفعل كل شيء و لم يعد يتأثر بأي شيء رجل لا يمكن ان تضع فيه ثقتها تحت أي ظرف .
وقفت السيارة ثم تبعته كيم الى داخل مكتب دافئ في داخله طاولتان و خزانات وبعض الكراسي و سرير ميدان قال لها بخشونة : تفضلي بالجلوس .
استند على زاوية أحد المكاتب و سحب من جيبه علبة سكائر و قال : هل تدخنين ؟
هزت كيم رأسها بدون أن تجلس في الكرسي أخذ وقته وهو يشعل السيجارة متعمدا ذلط قالت وهو تضع يديها المرجفتين داخل جيبي سروالها : أردت أن تحدثني عن كريس لماذا ترك عمله هنا ؟
أجاب بقسوة وعيناه الرماديتان تلمعان شرا : لأنني طردته من العمل انه يعيش في فريتاون اذا كان الأمر يهمك .
قالت : ولماذا لا يهمني أمره ؟ اذا كان بينكما خلاف فهذا لا يغير رأيي اعطيني العنوان من فضلك .
حول ديف نيلسون نظره من وجه كيم الى طرف سيكارته المتأججة من دون أن يغير لهجته : ألا تريدين معرفة السبب الذي جعلني أطرده ؟
كانت كيم ترغب بمعرفة السبب لكن لا شيء يجعلها تبوح بذلك أمام هذا الرجل المتغطرس : سأسأله عن السبب عندما أراه العنوان من فضلك .
هز كتفيه : كما تريدين .
انتصب واقفا و مد يده الى مكتبه وفتح الدرج و انتزع صفحة من دفتر صغير و قال : خذي
تناولت الورقة وقرأت ما فيها : هل ترك لك هذا بنفسه .
- لا لكن أنا الذي حاولت معرفة عنوانه .
- لماذا؟
تقلص فمه القاسي : هذا لا يعنيك هل أتيت من مكان بعيد ؟
- من انكلترا
و في الحال تغيرت تعابير وجهه وقال : أنت و لا شك عنيدة و متصلبة أليس كذلك ؟ يا لها من مسافة طويلة قطعتها من أجل رجل .
لمعت عيناها الخضراوان فقالت : الرجل هو خطيبي و أنوي الزواج منه ، لا أعرف ماذا حدث يا سيد نيلسون كل ما اعرفه انه لا شك أن لكريس سببا وجيها دعاه الى عدم الرد على رسائلي اذا كانت قد وصلته .
لمحة اهتمام عبرت وجه دايف فهمس : عناد و ثقة انك حقا فتاة رهيبة آمل ان تظلي مقتنعة بأنه يستحق كل هذا عندما تلحقين به .
وضع يده في الدرج و سحب لفة رسائل : لا شك أن هذه الرسائل منك .
فانتزعتها منه و قرات الغلافات ورفعت عينيها الغاضبتين قالة : لم تفتح بعد من البديهي أن كريس لم يرها أبدا .
- لقد رآها لكنه لم يبذل أي مجهود لفتحها و قرآتها .
ارتبكت كيم نظرت اليه بدون أن تفهم شيئا و بحثت عن جواب : انت تكذب .
رفع حاجبيه بسخرية هذا صحيح .
صرخت وهي تشد على معصمها : نعم صحيح اني اعرف خطيبي كما يجب .
- ربما تعرفين الشاب الذي تركك في انكلترا منذ 18 شهرا ان البلدان الاستوائية تغير الانسان تغييرا شاملا .
- ماذا تعنى ؟
-كم عمرك ؟
- 23 سنة لكن لا أرى لماذا ....
تابع كلامه : انك في سن تجعلك لا تحتاجين الى شرح للظروف هذا يعني ان بعض الحاجات تصبح الزامية اذا صح التعبير .
شعرت كيم بالاحمرار يغزو وجهها : الآن اعرف انك تكذب ان كريس ليس .... لن.....
- لن يفكر بامرأة أخرى ما دمت تنتظرينه هناك ؟ اهذا ما تريدين قوله ؟ أنت امرأة و اثقة من نفسك الى حد السخرية أو ساذجة الى حد الغباء .
تراجع الى الوراء عندما رفعت كيم قبضة يدها و راحت تشد بكل عنف على معصمهمما جعلها تفقد توازنها و تتهاوى عليه وراحت تصرخ وعيناها تلمعان ووجهها يحترق بحرارة : اتركني لا تلمسني انك تحكم على الآخرين حسب ميولك يا سيد لكنك لن تجعلني اصدق ما كنت تقوله عن كريس .
- تريدين براهين حسية ؟ حسنا اذهبي الى العنوان الذي بين يديك و سوف تحصلين عليها جابهي الحقيقة يا جميلتي لقد قطعت الآف الكيلومترات لكن خطيبك يعيش مع امرأة أخرى في مدينة فريتاون وهو لا ينوي هجرها اعتبريه رحلا قذرا من الدرجة الأولى و عودي الى بلادك فلن يصعب عليك العثور على رجل غيره .
زال الاحمرار عن وجه كيم تاركا وراءه الشحوب سألت بمرارة : هل أخذ منك المرأة التي تحبها و لذلك طردته من العمل .
لمعت عيناه الرماديتان ببريق متوعد : لو كان ذلك صحيحا لكنت تصرفت معه غير ذلك ، بدأت تغيرين رأيك أليس كذلك ؟
صرخت و عضت على شفاهها عندما فهمت سخريته : لا في كل حال فلن أصدق شيئا الا بعد أن يخبرني كريس بنفسه .
- اذن تعرفين الى اين تذهبين سأعيدك الى المدخل .
- لا تزعج نفسك اعرف طريق العودة .
في سرعة وصل للباب : مستحيل في الخارج رجال لم يروا امرأة من زمن طويل يكفي ما افعله جاهدا للمحافظة على العمل .
فتح الباب و لما وصلا الى الجيب : يمكنك الصعود الا اذا كنت تفضلين ان أرميك داخلا . اختاري .
كانت كيم ترتجف غضبا فريسة انفعال آخر لم تستطع تحديد نوعه و قالت : انك حقا رجل قاس يمكن التكهن بانك ايضا محروم منمنذ زمن طويل من معاشرة الناس المتمدنين .
اجابها من دون تعبير معين : أنت محقة تماما هذا يجعلني أقل لطفا مما كنت عليه من البداية حاولي ان تتدخلي في شؤوني لاريك الى اي درجة انا قاس اتريدين ان تصعدي السيارة أو ...؟
مرت كيم من أمامه من دون كلمة و جلست في المقعد الامامي و التصقت بالباب كان عقلها مخدرا ربما هذا افضل فهي لا تريد ان تغرق في التفكير منذ الآن .
بعد قليل تطلعت الى المدخل المسيج ، نزلت من الجيب مسرعة و راحت تتأمل الطريق المعبدة و راحت تصرخ : قلت له ان ينتظر لقدد كررت عليه ذلك .
تبادل ديف نيلسون بعض الكلمات مع الحارس و عاد اليها يهز كتفيه العريضتين : لا شك انك لم تلحي عليه بالبقاء لقد رحل في الوقت الذي ابتعدنا عنه ، هل دفعت الأجرة مسبقا ؟
- نعم لقد أصر على ذلك ، و الآن ارجوك ان تأخذني الى هناك بنفسك .
- آسف فليس تحت تصرفي سيارة ذاهبة للمدينة قبل غد .
- اذا كنت تتصور اني سامضي الليلة في هذا ..... المكان القذر فانت مخطئ
- ليس لديك خيار الا اذا فضلت البقاء في الهواء الطلق هذا لا يفرحني ابدا .
- آه نعم رجالك و كيف تنوي اخفائي حتى الصباح يا سيد .
أجابه بطريقة ساخره جعلتها تحمر خجلا : يمكنني ان أخبئك تحت سريري ، يبدو اننا نفقد قليلا من ثقتنا ببعضنا لا تقلقي ليس لدي أي هدف سيء اني افضل النساء الأقل براءة ، يجب ان نكتفي بوضعك في النادي . حاولي ان تتذكري ان المهندسين العاملين هنا لم يتخرجوا من المدارس الكبيرة و عليك ان تتصرفي حسب المقتضى هل اتفقنا ؟ لن أقول انك ستكونين في خطر جدي و لكن أي انزلاق في الاتجاه الخطأ يمكنه ان يضعك في مأزق من الافضل تجنبه .
لم تنطق بكلمة واحدة وهي تصعد الى السيارة أخذ طريقا تحيط به الاشجار الضخمة حيث شيدت عدة مبان من حجارة القرميد النادي كناية عن مبنى منخفض لكن عريض الرجال يستغرقون في الكراسي المبعثرة على العشب الأخضر يحتسون العصير .
توقف الحديث الدائر هناك عندما نزلت كيم من السيارة و ما لبثت ان سمعت صفير اعجاب جعل وجهها يحمر .
- كفى هل رايت لوك .
اجاب الرجل دون ان يرفع عينيه عن كيم : انه في الداخل الا تعرفني بالآنسة؟
- ليس الآن
دعا ديف كيم للدخول متجاهلا نظرات الرجال الفضولية . في الداخل كان الهواء مكيفا و رجل واحد يلعب البلياردو ظل يحدق بالكرة من دون الالتفاف اليهما سدد ضربته برشاقة ثم انتصب و توقف عن الحركة و رفع حاجبيه و بقى فمه مفتوحا عيناه تحدقان في كيم و لمعت ابتسامة عريضة على وجهه : هكذا اذن تسلم بابا نويل رسالتي.
رمى دايف قبعته على المقعد و قال وهو يضحك " لا تتأمل خيرا هل هناك غرفة للسيدة لوك ؟ ستمضي الليلة هنا .
- يا لك من امراة شجاعة هل جئت بواسطة رحلةمنظمة لو كنت مكانك لطلبت تعويضا على هذا .
ابتسمت كيم آليا و قالت : لقد نسيت ان احصل على تأمين و انا آسفة لازعاجك .
اقترب لوك من ديف قائلا : قم بواجبك صديقي الا اذا كان ذلك سرا .
- لوك هذه كيمبرلب فريمان ، آنسة كيم هذا لوكدروماند هذا كل ما تحتاج لمعرفته فاين تلك الغرفة .
- حسنا فهمت انك تحب دائماالالغاز يا ديف .
قالت كيم : انا خطيبة كريس ادامس .
انقبض قلبها لدي رؤية التغير على وجه لوك و النظرة التي القاها على ديف اذن نيلسون لا يكذب .
قال لوك بعد صمت مزعج :حسنا سوف نذهب لرؤية الغرفة من هنا .
دخل الى الممر همس ديف في اذن كيم : هل انت راضية .
- ليس هذا سهلا خاصة اذا كنت انت من يقول ذلك .
- ان لوك يخبرك القصة نفسها اذا سألته .
- انا متأكدة ان الجميع سيخبرني ذلك اذاسألتهم و اعتقد انه لا يوجد احد مستعد لمعارضتك يا سيد نيلسون و الا سيصبح مهددابخسارة وظيفته .
حدق ديف فيها مطولا قبل ان يقول بصوت قاطع جلي : اني اعترف بشئواحد انت انسانة جريئة و للأسف انك لا تتمتعين بعقل سليم ، لا تظني اني اقدم لك بعض الامتيازات لانك امرأة لو تكلم معي رجل بالطريقة نفسها التي تكلمينني بها لضربته ولكن هناك طرق اخرى لمعاملة النساء ...و ليس هناك واحدة تعجبك .
عضت كيم على شفتيها و لحقت لوك ووجدته امام باب مفتوح قال لها لوك : ان هذه الغرفة معدة للشخصيات التي تزور المخيم و لكن ليس فيها أثر للترف .
- انها تكفيني لن امضي سوى ليلة واحدة هل تعمل هنا منذ مدة طويلة ؟
- منذ سنتين .
- الا تجد الطقس مرهق .
- بلى لكن ما يخفف عنا هو الراتب المحترم الذي نتقاضاه .
ترددت كيم وهي تسأل : هل انت متزوج ؟
- كلا لم التق بالمرأة القادرة على انتظاري هذه المدةالطويلة
- ربما لم تعثر على المرأة المناسبة .
بدا عليه الانزعاج ثم قال : ساستدعي من يرتب لك السري تعالي الى غرفة البلياردو الساعة الخامسة و سأدبر لك بعض الطعام .
هزت رأسها و لما راته يستعد للذهاب سالته : لوك ماذا تعرف عن كريس؟
- اسألي ديف انه يعرف كل التفاصيل .
- اسالك انت يا لوك اني بحاجة الى اثباتات قبل ان اصدق ما يقول .
- ليس هناك من سبب ليكذب عليك ؟ لا شيء يمنعه منقول الحقيقة ، فحسب معرفتي حاول ديف مساعدة كريس و لكن كريس لم يستمع اليه .
جلست كيم على السرير و سالته بصوت منخفض : ماذا جرى ارجوك لوك .
تردد لم يكنيريد ان يتكلم لكنه غير قادر على رفض توسلاتها : ليس هناك امور كثيرة تقال حول هذاالموضوع ، فقد حدث شجار بين كريس و احد الرجال حول المرأة التي يعاشرها كريس مماادى لاصابة الرجل في ضلوعه .
- لكنه لم يخسر وظيفته .
- كلا .
و بصعوبة لفظت كيم كلماته : لنضع جانبا الطرف الآخر من القصة في الوقت الحاضر هل تعتقد ان ماحصل عادل .
هز لوك كتفيه و بدا منزعجا : نعم ما دام خسر ماي .
شعرت بحلقهايجف : ماي؟؟
- الم تعرفي ان ادامس هرب مع احد نساء القرية؟ اعتقدت ان ديف اخبرك .
- لا لم يذكر اسمها .
هكذا اذن فالمرأه هندية مولود خليط لكن هل يغير هذاشيئا لقد فضلها كريس على خطيبته و ذهب ليعيش معها دون خجل في بلد غريب لا ليس غريبعليه لقد عاش هنا منذ سنتين، اجتاح العذاب قلب كيم في هذه اللحظةو تسرب لكل جسدهاكيف يمكنه ان يتغير لم تسمع الباب يغلق وراء لوك اذا كانت غارقة في ذكرياته ، كريسكان عمره 25 و هي 20 عندما التقيا لأول مرة لم يكن حبهما شعلة مفاجئة لشغف عاظفي بلتفتح و ازدهر تدريجيا و كان صادقا و حقيقيا أو هكذا كانت تعتبره على الأقل و تذكرت حماس كريس عن وظيفته الجديدة في سيراليون و مميزاتها ليؤمن مستقبلهما حتى لو عنىذلك تأجيل زواجهما 3 سنوات و مر الوقت بطيء كان كريس يكتب الرسائل بصورة مستمرة ومنذ 6 أشهر قالت له كيم ان بامكانها العمل في فريتاون حتى يتسنى لهما الزواج لكن جواب كريس كان رافضا يدعوها لانتظار انتهاء عقده ثم بدأت لهجة الرسائل تتغير فسألته اذا كان يعاني من مشاكل ؟ لكنه انكر ذلك في حدة ثم انقطعت رسائله منذ 7 أسابيع ،نفضت رأسها و تذكرت قول نلسون ان البلدان الاستوائية تغير الانسان تغييرا شاملا
غسلت كيم وجهها ثم توجهت لغرفة البلياردو و ارتاحت عندما وجدت لوك الذي عرفهاعلى الرجال كانوا من جنسيات مختلفة لكن معظمهم من الانكليز لكن العلاقات بين الانكليز ودية على عكس ما كان يقول كريس في رسائله .
جلست كيم مع لوك و رجلين آخرين على احدي طاولات الطعام و شاركتهم العشاء لم تنزعج كيم منهم انهم قساة بعض الشيء لكن ليسوا اشرار كانوا يتكلمون عن حنينهم للوطن و لعائلاتهم .
لم تعرف جيدا كيف بدأ الشجار كان أحد الألمان يحني راسه بقربها متحدثا عن بلاده عندما تقدم احد الانكليز و ربت على كتف الالماني و لما استدار الأخير ضربه بمعصمه على فكه وتدحرجا على الارض و نهض بقية الرجال و راحوا يصيحون بكلمات التشجيع لأحدهما الذي كان يبدو منتصرا على الآخر .
في هذا العراك الجماعي لم يسمع أحد صراخ لوك . فجأة ظهر دايف نيلسون فهدأت المعركة بعض الشيء و كان عليه ان يستعمل يديه لتفريق الجميع حتى و صل للمتشاجرين و فصلهما وراح يصرخ : ماذا يجري و لماذا هنا بالذات ؟ اذااردتم ان تتشاجروا فامامكم الجبل كله لكني لا اسمح بمعارك داخل النادي .
اخبره لوك بما حصل في صوت منخفض حتى ان كيم لم تسمعه لكن نظرته كانت كافية التفت دايفنحوها و تمتم ببعض الكلمات للمتشاجرين و دلهما على الباب باشارة من راسه : اذبا واغسلا راسيكما بالماء البارد اذا كررتما ذلك ساحرمكما من معاش شهر .
خرج الرجلان في ارتباك ، اقترب دايف من كيم وهي جالسة امام الطاولة ، كان تعبير وجهه غاضبا وقاسيا : لم تحتاجي الى وقت طويل اليس كذلك ؟
احتجت قائلة : لم افعل شيئا .
- كنت هنا و لم تهتمي الا برجل واحد من بين الجميع لقد نبهتك .
قالت بحدة رافضة انتشعر بالخجل : لم تنبهني الى شيء و لم تقل لي انه لا يحق لك ان تتحدثي معهم هل هي غلطتي انا اذا وجد احدهم حجة لكي يصفع آخر لأنه لا يعجبه .
- المرأة دائما هي سبب المشاكل انها غلطتي انا كان علي ان اخفيك عن الانظار حتى ابعدك من هنا .
- حسنا أنا سعيدة لانك تضع على نفسك جزءا من اللوم و هل يجب ان اتنكر واختفي لباقي السهرة .
فوجئت اذا رأت شفتيه ترتجفان و يحتل عينيه مرح و لا أروع : لقد و قع المحظور لكن انصحك من الآن فصاعدا لا تبتعدي عن بصري لنقل انها احدى الميزات التي يتميز بها مدير العمل .
قال لوك : لقد حان الوقت للالتحاق بالعمل هل ما زال الجو مناسبا .
رد دايف : شيء في الفضاء يدل على ان المطر سيتساقط قبل الغروب .
قال دايف لكيم بعد ذهاب لوك : اتريدين شرابا .
- عصير الليممون الاخضر يا سيد نيلسون .
- نادني دايف من فضلك .
طلب المشروب ثم أخذ كرسيا و جلس عليه و راح يتأملكيم بنظرات معبرة : كيف كانت ردة فعل اهلك عندما عرفوا انك ستسافرين وحدك .
- ليس لدي أهل منذ ان كنت في الثامنة عشر من عمري و انا وحيدة .
- ما عدا ادامس .
- ما عدا ادامس لسنة واحدة نعم افضل الا اتكلم في هذا الموضوع .
- اعتقدت انك تريدين ان تفتحي قلبك .
- ليس لك .
لكنها ندمت على جوابها المتسرع فالرجل الذي لم تفهمه يبدو و كأنه يفعل المستحيل ليحعلها تفهم انه انسان.
- اعني بماقلته انك قد تدخلت بالقضية من قريب فلا يمكن ان تكون موضوعيا و اعتقد انه ليس من العدالة تجاه كريس
، الوقوف ضده قبل سماع ما لديه ان يقوله هو بالذات .
- عدالة الا تذهبين بعيدا في التسامح و الغفران .
- انت قلت بنفسك ان الرجال يتصرفون هنا بطريقة مغايرة لما يمكن ان يتصرفه في بلادهم و كريس قد .
- قد يكون الرجل بحاجة لامراة من وقت لآخر لكنه ليس مضطرا للعيش معها .
- اي اختيار اعطيته لقد طردته من العمل .
- نعم عندما رفض ان يتخلى عن المرأة في كل حال علينا اننأمل الا يكتشفهما زوجها .
أغمضت كيم عينيها ان الوضع متأزم : لا اريد ان اتحدث عن الموضوع .
- اترفضين مجابهة الواقع هل لا زلت متمسكة بالامل بان القصة ليستسوى كذبة اؤكد لك انه ليس كذبة ، و اذا ذهبت غدا لرؤيته فسيكون حزنك اكر لماذالاتنسين الماضي و تعودين لبلادك .
- اسكت هذا الامر لا يخصك .
- لا افهمك لماذا لم تبعثي برسالة تستعلمين فيها عن خطيبك أو انك اسيرة نزواتك و عنادك .
لقد فهم حقيقتها لكن كيم رفضت ان تجعله يرى انه اصاب الهدف فهي حقا امرأةعنيفة و مندفعة لو كان بيدها لتزوجت كريس من اليوم الثالث لتعرفهما لأنها كانت تشعران سعادتها معلقة به اما كريس فكان فطنا حريصا على ابقاء الصداقة ثم الحب ليزدهرببطء لهذا السبب فهي غير قادرة على تصور وجه كريس الجديد الذي تخلى عن كل شيء منأجل ماذا ؟؟ الحب الرغبة هذا ما أرادت ان تعرفه .سألت في صوت مشدود :من قال لك انياصدق مايكتب في الرسائل .
- اما زلت تعتقدين ان اخبرتك اياه ليس سوى قصة يا الهي لقد تعرفت الى نساء ....
-لا شك في ذلك لكنه لايكفي لجعلك خبير بالنساء و قادراعلى تفهمهن .
- اذن سنرى في الغد اذا كان حكمي عليك صحيحا .
راحت كيم تحدق فيه مطولا : غدا
- سأوصلك بنفسي الى فرتاون و آخذك عند فارسك المتشرد .
راح قلبها ينبض مسرعا : لا اريدك ان تاتي معي لترى كريس .
- ياللأسف سأصطحب فطورالصباح الى غرفتك عند السادسة و النصف و نغادر عند السابعة . اتريدين ان تشربي عصيرك او تاخذيه معك .
- الى اين .
- الى السرير .
ابتسم بسخرية عندمالاحظملامحها تتبدل : ليس سريري بل سريرك علي الخروج من هنا و لا اريد تركك وحدك حتى اتحاشى مشكلة أخرى .
- ما زالت الساعة الثامنة .
- خذي معك بعض المجلات واقرأيها .
لم يكن امام كيم سوى الطاعة فنهضت انتظر دايف الى ان دخلت و توجهت الىالنافذة لا شيء تراه من النافذة ما عدا المصابيح الكهربائية انها الآن في افريقيا في بلاد شاسعة ليس فيها للعواطف قرار و لا استقرار .
|