المنتدى :
التاريخ والاساطير
أسطورة الراعي والنساجة
كان هناك شاب فقير يعمل راعيا سعيدا في حياته، ولا يملك الا بقرة كبيرة السن ومحراثا، وكل يوم كان يعمل في الحقل ويعد طعامه ويغسل ملابسه بنفسه، وكانت حياته صعبة جدا، لكن في يوم من الايام حدث امر عجيب، فبعد عودة الراعي الى المنزل، وجد منزله نظيفا جدا، وملابسه مغسولة وطعامه معدا بشكل جيد وساخن على المائدة، فتعجب كثيرا وتساءل مع نفسه، هل نزل ملاك من السماء؟
واستمرت هذه الحالة عدة ايام، وقرر الراعي ان يستكشف حقيقة الامر، وفي يوم من الايام خرج من المنزل صباحا كالمعتاد، لكنه لم يذهب الى الحقل، بل اختفي في مكان قريب من المنزل.
وبعد قليل، جاءت فتاة جميلة، ودخلت منزله، وسارعت في تنظيف المنزل واعداد الاطعمة، لكن الراعي باغتها وسألها: "لماذا كل هذه المساعدة؟" وفوجئت الفتاة وقالت بخجل:"اسمى جي نيوى (النساجة)، عرفت ان حياتك صعبة، لذلك اتيت لمساعدتك." وفرح الراعي الشاب كثيرا، وقال بشجاعة:"اذن، تزوجينى، لنعمل ونعيش معا." ووافقت النساجة، وتزوجا، وكل يوم يخرج الراعي ليعمل في الحقول، وتبقى النساجة في البيت تنسج الاقمشة وتعد الاطعمة، وكانت حياتهما سعيدة جدا.
وبعد سنوات انجبت النساجة ولدا وبنتا، وعاشت الاسرة بمنتهى السعادة.
وفي يوم من الايام، غطت سحب سوداء كثيفة السماء فجأة، وهبت عواصف شديدة، وجاء شخصان من القصر السماوي واخذا النساجة الى السماء.
وكان الراعي حزينا جدا لمفارقة زوجته بهذه الطريقة، وقرر ان يعيدها لتجتمع العائلة من جديد، لكن، كيف يصعد الانسان العادي الى السماء؟
حينئذ، تدخلت البقرة الكبيرة السن التى تعيش مع الراعي وقالت له:"اذبحنى، واعمل من جلدي اجنحة، وبهذا يمكنك ان تطير الى القصر السماوي للبحث عن زوجتك." ورفض الراعي هذا طبعا، لكن البقرة اصرت علي ذلك، ولم تترك له اي خيار، فاضطر الراعي الى ان يفعل كما قالت البقرة.
ولبس الراعي جلد البقرة وحمل طفليه بسلتين مربوطتين بحبلين وعصا على كتفه وطار الى السماء بحثا عن زوجته الغالية في القصر السماوى، لكن لم يأبه به احد، ورفض امبراطور القصر السماوى لقاء الراعي بزوجته.
لكن الراعي وطفليه ناشدوه عدة مرات، ووافق الامبراطور السماوى اخيرا ان تجتمع العائلة لوقت قصير، ومر الوقت بسرعة، وامر الامبراطور بأخذ النساجة من جديد، وتعقبها الراعي الحزين مع طفليه، وكاد ان يلحق بها، لكن قرينة الامبراطور القاسية رسمت خيطا بدبوس الشعر لتفرق بينهما واصبح الخيط نهر المجرة العريض، ومنذ ذلك اليوم فصاعدا، لم يستطع الراعي والنساجة سوى الوقوف على جانبي نهر المجرة والتطلع لبعضهما البعض من بعيد، ويجتمعان مرة واحدة في السنة في اليوم السابع من الشهر السابع بالتقويم القمري الصيني، وفي ذلك اليوم، تطير عشرات الالاف من طيور العقعق اليهما لتبنى جسرا طويلا على نهر المجرة لمساعدة الزوجين الحبيبين على اللقاء.
|