كاتب الموضوع :
ألوان القدر
المنتدى :
الارشيف
بين لهيب النار ... وصراخ الناس ... وانتشار سيارات الاطفاء ... ودموع جاريه على الخدود من هول المنظر ... وآآمال قد تحطمت ... وحزن قد اخترق القلب ... وحلم قد انكسر ... بداية حياة جديدة لفتاة وحيدة تصرخ وتنادي اين انت هل تركتني لم ؟؟؟ لم ؟؟؟ انا بحاجة اليك امعقول تركت حبيبتك تصارع امواج الحياة لوحدها تقاسي وتتألم لوحدها عد الي عد الى حبيبتك التي افتقدتك ابيييييي ارجوك عد من سيمسح دمعتي اذا حزنت من سيفرح لي اذا فرحت ابي كيف ترحل وانت تعلم ان ليس لي احد سواك وانت تعلم اني وحيدة في الحياة كان الكنز اللذي املكه والحبل اللذي اتمسك به من السقوط عن الحياة هو انت يا أبي هو انت ... ابي الا تسمع ندائي وصراخي الاتسمعه ؟؟؟ آآآآه يا ابي آآآه ...
الجــــ الأول ــــــزء
" بداية حياتي "
مع انسحاب الناس هدوء عم المكان بقيت وحدها واقفة تنظر الى البيت اللذي أواها وحماها الى الذكرى الموجودة في كبدة قد تلاشت وانتهت الى منزل قد عاشت هي ووالدها في سرور وبهجة ...
جلست على الجدار المحطم بالقرب من مدخل العمارة وتمر بها ذكرياتها ودمعها لم يتوقف عن الجريان.. فجئه جا ببالها شي شي مهم نسيته مع الهم الذي احتواها ...
: آآآه وين اروح اي بيت بيستقبلني ..هه اصلا انا ما اعرف احد في الدنيا غير ابوي .. الله يسامحك يبه معقول ماعندك اخوان ولا اقارب ولا فيه شيء كنت تخبيه علي ... عادي انا اصلا ما ابيهم ابيك انت انت وحدك ليش تروح وتتركني ليش تبتعد عني ليييش لييييييش " ورمت بحجر صغير بكل قوتها " .
| الساعة 4 PM |
اصبحت تسير حول العمارة التي عاشت فيها تذكرت اخر كلمات والدها ...
: يا بنيتي قبل لا تروحي الجامعة كلي لك لقمتين عشان تقدري تركزي بالامتحان .
: يبه مو لازم بشتري قبل ما ادش القاعة .
: طيب واذا ما امداك ؟
: لابيمديني .
بيب بيب
: ياللا يبه الباص جا " قامت وحبت راس ابوها "
: يعني ماودك تاكلي مافيه امل ؟
: هههههههه لا مافي امل .
: يللا حبيبتي مع السلامة استودعتك الله الذي لاتضيع ودائعة .
وبعدها طلعت من البيت ... وتذكرت انها شلون بالجامعة كانت تضحك وتقول اول مرة بحياتي استانس كذا بالامتحان حليت تمام وجو زميلاتي وبدت سوالف ماتنمل منها .. عرفت ان هذا مايسمونه بـ / الهدوء ما قبل العاصفة / .
وبقيت على هذا الحال تسترج الذكريات وتطوف حول العمارة الى ان جاءت ....
| الساعة 5 PM |
لا تعلم اين تذهب اصبحت تائهة ضائعة لابيت لها ولا اهل لها ... سألت نفسها ماذا تبقى لي في الحياة ؟ او كيف سأعيش ...
اصبحت تسير في الشوارع بلا هدف و الحر قد اتعبها وجف لسانها ... رأت شجرة كبيرة تستطيع ان ترتاح تحتها وتستظل بظلها فجلست ... لكنها دخلت في دوامة بكاء وهي تحاول ان تستوعب الموقف الى ان اظلمت عليها الدنيا فأغمضت عيناها بهدوء ورفق و غابت عن الوعي ....
| الساعة 8 PM |
فتحت عيناها ولكنها صدمت كل ماحولها ظلام في ظلام من اوصلني الى هنا ؟؟؟ تذكرت ماحدث عصر هذا اليوم نزلت دمعة حارقة على خديها سرعان ما مسحتها ونهضت اصبحت تسير في الشوارع بهدوء وصمت ورضى على قضاء الله
مرت بجانبها سيارة ..
: يالحلو ليش ماتركب معانا ؟
: ولا ناوي تتغلى ؟ ههههههه
نظرت اليهم بنظرة المكلوم والمغلوب عن امرها وتابعت طريقها وهي تجري في شوارع جدة الواسعة ...
كانت تجري وتتمتم بهذه الكلمات ...
: طفلتك بحاجة اليك لم رحلت وتركتها ... طفلتك بحاجة اليك تريد منك ان تيقضها من هذا الكابوس المرعب ... وتداوي الجرح الموجود في صدرها ... طفلتك بحاجة اليك ليس للحياة طعم من دونك ... ابي احبك لم رحلت وتركتني .. وانا في امس الحاجة الى عطفك وحنانك ...
جلست على الرصيف من التعب ...
: شكلي بأنام اليوم في الشارع .... آآآآه من يصدق ان انا رجين بنت سلمان الحالم بعد ماكنت انام بحضن ابوي انام بشارع ... آه يالدنيا محد يضل على حاله .. قطع حبل افكارها صوت مرة تناديها ...
: يا الاخت تبين مساعدة ؟؟؟
: " سكتت رجين ماعرفت ترد . وش تقول لها " .
: اذا تبين مساعدة قولي لاتستحي ؟؟؟
: " بلعت ريقها بصعوبه ودنقت وقالت " ابي مكان انام فيه الليلة ؟؟؟
: " طبعا راقت للبنت الفكرة واستانست ع الاخر " عادي عندنا مكان تنامي فيه مو بس الليلة الا كل ليلة وتحصلي عليه راتب بس انت امشي معي ومارح تلاقي الا اللي يسرك . " مسكت البنت رجين من يدها واخذتها معها على بيتها والاحرى شقتها "
: الا انت شسمك ؟؟
: انا اسمي مشاعر و انت ؟؟
: انا رجين .
: و النعم فيك يارجين ..
وصلوا شقة مشاعر .. عدلت رجين عبايتها ونفضت التراب منها و مشت ورى مشاعر ...
جلست على اقرب كرسي وفسخت مشاعر عبايتها وقالت
: رجين فسخي عبايتك خل نشوف وجهك .
: " ابتسمت ومسحت دموعها وفسخت عبايتها "
: " ابتسمت مشاعر ابتسامة رضا ودشت المطبخ تجيب لها مويا وهي تخطط وتفكر ..
:" عطتها مشاعر المويا وجلست بجنبها وقالت " شوفي انا عايشه هنا انا والشلة تبعي وحنا ترا نشتغل فيها يعني نترزق الله تبين تكملي معنا ولا نامي الليلة هنا وروحي في طريقك ...
: طيب وش هي طبيعة شغلكم ؟؟
: نستقبل شباب رجال المهم عشان يتمتعو هنا مع وحدة من الشلة وبعدها يعطونا رزقنا ويطلعو ...
: بس هذا حرام ؟؟
: بس حنا محتاجين ولا تبينا نموت وبعدين اسمعي انا مني جايباك هنا عشان تقولي لي حرام ولا حلال انا اسألك اقولك تبغين تكوني معانا حياك الله ماتبغين نامي الليلة وشيلي نفسك واطلعي .. وبعدها كيف حتتصرفي ؟؟؟ وبعدين باين عليك انك محتاجة وما عندك احد ولا نسيتي كيف انا لقيتك ... ها وش قولتي تبغين معانا ولا لا ؟؟؟
: " سكتت محتارة ماتدري ايش تقول أومئت براسها بالموافقة وقالت " طيب وين غرفتي ابي ارتاح ؟؟؟
: يا سمية يا سميه ..
: هلا مشاعر بغيتي شي ؟؟؟
: ودي رجين غورفتها خليها ترتاح ومن بوكرة بيبدأ شغلها ...
: طيب . تعالي رجين ...
دخلت غرفتها وتركتها سمية وقفلت الباب معها ...
جلست على السرير تفكر وش تسوي ولا وين تروح معقولة تضيع مستقبلها عشان تعيش ...
: لا وشلون كيف مو هذي النجاسة اللي رباني ابوي عليها .. امممم طيب وش الحل ؟؟؟ لقيتها على قولتهم الصباح رباح
حطت راسها على السرير بس شلون يجيها نوم وهي بهذا المكان النجس ...
: الله يصبرني عليه لين الصباح .
| الساعة 3 pm |
الثلث الاخير من الليل ... عندما ينزل الرحمن ويقول هل من داعي فاستجيب له هل من مستغفر فأغفر له ...
تعالت أصوات ضحكهم يمتزج بها صوت الموسيقى الصاخبة ....
ماقدرت تصبر ودها تعرف وش سبب هالضحك طلعت من غرفتها بهدوووء وبهدووووووء وبهدووووووء ...
لكن صدمة اول مرة تشوف هالمنظر النجس ... علب الخمر مرمية وهذي متسندة على هذا منظر لا يكاد يوصف رجعت غرفتها ودخلت في دوامة بكاء لين نامت ....
| الساعة 6 am |
قامت والشقة هاديه وناظرت الساعة شافتها 6 الصبح عرفت ان الفرصة جتها وانهم اكيد نامو دامهم سهرانين البارحة ... لبست عبايتها وطلعت من غرفتها قالت في نفسها : اذا انا برتكب محرم برتكب محرم ينبلع وما يضيع مستقبلي ... كملت طريقها لين وصلت عند الطاولة وكان فيها الفلوس اللي هي توقعت وجودها اخذت لها 2000 ريال ودورت على مفتاح الشقه وبصعوبه دون مايحسون البنات دخلت المفتاح وبالباب بس استوقفها صوت ...
: على فين ياحلوه .؟
حللت الصوت لا هذا مو صوت مشاعر ولا سمية ولا انغام هذا صوت خشن صوت والتفتت عليه كان واقف بطريقة مائلة والازارير مفتوحة وشكله مبهذل خافت وهو تقدم لها وماعرفت تفتح الباب تحاول ...
: يووووووه شكله مو مفتاحه يارب ساعدني .
تجرب الثاني ودموعها على خدها لين انفتح بس ماقدرت تهرب وتتحرك شي استوقفها ناظرت على ورى الرجال ماسك عبايتها صرخخخخت باعلى صوتها اتركنييييييييييييييييييي يبه وينك كانت تبكي وهو يهجم عليها كالذئب المفترس لين طاحت على الارض و حست ان ماعاد فيها قوه تقاومه ... تقدم لها ... وتقدم ... استوقفته ضربة قويه تركته يطيح على الارض فاقد الوعي ...
|