أشهر مسرحيات تنيسي ويليامز: (عربة تسمى الرغبة )
الكاتب (تنيسي ويليامز): Tennessee Williams
عرف أواسط القرن العشرين بصفته واحداً من أكبر كتاب المسرح الأميركي وواحد من الذين استطاعوا النفوذ في مسرحياته إلى أعماق الروح الإنسانية، كما أن مسرحياته الأساسية حولت الى أفلام يشكل بعضها علامات هامة في تاريخ السينما.
- ولد
تنيسي ويليامز في مدينة كولومبوس بولاية (ميسوري) الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1914م. [ وبعضهم يقول أن
تنيسي ويليامز مولود في ولاية ميسيسيبي في سنة 1911م].. وتوفي في فندق «اليزيه» في مدينة (نيويورك) في 24-2-1983.
كتب ويليامز الشعر والقصة القصيرة والرواية، ولكن اهتماماته اليومية انصبت على الكتابة المسرحية التي تطرح حالات قاسية مشحونة بمشاعر العزلة والخوف واليأس وتدمير الذات، حيث يتحول الفرد إلى فريسة أو ضحية مسكونة بالهوس أو الجنوح، في واقعية تشيخوفية مرّة، مفتوحة على لا عقلانية فرويدية.
وكانت البداية في «ممفيس» حينما كتب مسرحيته الأولى
«القاهرة، شنغهاي، بومباي»، وهو في الرابعة والعشرين من عمره، وأخذت هذه المسرحية طريقها إلى العرض من خلال فرقة مسرحية محلية، وهي مسرحية كوميدية عن بحارين يلتقيان بفتاتين مستهترتين.
ثم نال ويليامز شهرة مبكرة وواسعة في حياته، حيث حصل على جائزة بوليتزر مرتين، الأولى عام 1948 عن
«عربة اسمها الرغبة» والثانية عام 1955 عن
«قطة على سطح الصفيح الساخن» ونال جائزة النقاد في نيويورك ثلاث مرات، وتحول نحو خمسة عشر عملاً من أعماله إلى أفلام مثيرة.
من أعماله:
القاهرة شنغهاي بومباي / 1939م
معركة الملائكة /
أوركيوس / 1944م
تماثيل الوحوش الزجاجية / 1945م
عربة تسمى الرغبة / 1947م
صيف ودخان / 1948م
وشم الوردة / 1950م
قطة على سطح من الصفيح الساخن / 1954م
النوع المتملص /
شموع في الشمس /
التطهر /
ليلة الاغوانا /
مملكة الأرض /
صرخة .
وفي هذا الموضوع ننشر له عملين من أهم أعماله:
1- مسرحية ( عربة تسمى الرغبة )/
ترجمة محمد حرب شاهين (2008م)
العنوان بالإنكليزية: ( A Street-Car Named Desire )
هذه المسرحية أثارت جدلاً كثيراً منذ ظهورها الأول وما تزال حتى اليوم.
ففي العام 1947 كتب
تنيسي ويليامز هذه المسرحية التي ستصبح واحدة من أشهر مسرحياته على الإطلاق، ومن أشهر المسرحيات في تاريخ المسرح أيضاً، وحين تم تجسيدها اعتبرت انعطافة أساسية في المسرح الأميركي.
وكحال المسرحيات في كل مكان فإن قيمتها الفعلية تكون على خشبة المسرح مجسدة في شخوص ممثليها ومخرجيها.. ولكن أن تؤثر قوة شخصية الممثل على نص المسرحية فتقلبه رأساً على عقب فذلك كان أول الأمور الغريبة التي صبغت المسرحية عند ظهورها.
كان من المفروض بمسرحية «عربة تسمى الرغبة» أن تكون متمحورة حول شخصيتها النسائية الأولى ( بلانش دوبوا) لأنّ مؤلفها (ويليامز) كان يريد من مسرحيته أن تكون أنثوية، بمعنى أن تطغى فيها شخصية الأنثى المحورية على شخصية الذكر المقابل، وقد بذل جهده ليرسم شخصية المرأة (بلانش) بعناية كبيرة، على عكس ما فعل حين رسم شخصية صهرها (ستانلي كوفالسكي)؛ المغامر الأزعر ذي الثمانية والعشرين عاماً.
غير أن الذي حدث على خشبة المسرح جاء غير متوقع على الإطلاق، بل لا علاقة له لا برغبات الكاتب (تنيسي ويليامز)، ولا بمحاولات المخرج (ايليا كازان) لمجاراة رغبات مؤلفها (ويليامز).
والغريب في الأمر أن شخصية (ستانلي كوفالسكي) كانت مكتوبة أصلاً للممثل (جون غارفيلد)، لكنه اعتذر لأسباب خاصة .. فكان أن توجه اختيار المخرج (ايليا كازان) ناحية شاب غريب كان قد سبق له أن لعب بعض الأدوار غير المهمة في عدد من مسرحيات لم تحقق نجاحاً كبيراً..وهو ( مارلون براندو ) الذي سيتحول فيما بعد إلى عملاق الشاشة الأمريكية والعالمية.
ففي هذه المسرحية بالذات تبدت قدرة الممثل ( مارلون براندو) الوحشية على فرض حضوره الفني متفرداً، فاستطاع بمهارة مذهلة تغيير مسار الأداء في المسرحية بسرعة من كونها مسرحية عن المرأة ( بلانش) إلى مسرحية تدور عن ( ستانلي) الذي قام بتأدية شخصيته.. ذلك أن الممثل (مارلون براندو) سيطر على كافة المشاهد سيطرة تامة فسرق حضوره اللوحات ودفع جميع الشخصيات الأخرى الى مرتبة ثانية من الأهمية بما في ذلك طبعاً شخصية (بلانش) نفسها. ( وهذا يؤكد تأثير الحركات الجسدية الكبير على مسار المسرحية كلها، ولا يكفي النص المكتوب فقط بالمسرحية لنقل كافة الأفكار فيها).
وقد حظي ذلك التحويل بسكوت (تنيسي ويليامز) عنه، وان لم يكن برضاه التام.
حتى وإن كانت المسرحية، مع مرور الزمن فيما بعد، قد عادت إليها بعض سماتها الرئيسية، الموازنة بين الشخصيات لحساب نظرة نقدية تركزت على رسم المجتمع، أكثر مما في رسم هذه الشخصية أو تلك، أو هذا الجنس أو الآخر. فالواقع أن ثمة عنصراً أساسياً في هذا العمل يبقى بصرف النظر عن هوية الشخصيات أو عن مرور الزمن... وهذا العنصر هو الطابع الإنساني الذي جعلها مسرحية تبدو للوهلة الأولى معبِّرة عن شريحة اجتماعية معينة في منطقة محددة وزمن معين، ولكنها في الحقيقة تتجاوز هذا كله لتتخذ سمات تراجيدية عامة تتناول الشرط الإنساني كله.. إذ أنَّ الطبيعة البشرية تتسم بالجنوح إلى الخطيئة؛ ففي حين يتشبث المرء بكل الخطوط الواهية التي يعتقد أنها تقوده إلى تحقيق غايته المرجوة.. إلا أنه يصطدم بالحقيقة المريرة: أنّ أقرب الناس إليه يقابلونه بالغدر والخديعة.. والويل كل الويل له إذا لم يتنازل عن كرامته من أجل إشباع نزوات الآخرين ورغباتهم.. ومع ذلك يدفع في النهاية وحده ثمن الظلم الذي ألحقوه به.
وبقدر ما تبدو «عربة تسمى الرغبة» مسرحية لويليامز أخرجها ايليا كازان، تبدو أيضاً – وبخاصة – عملاً مرتبطاً تاريخياً بالممثل الباهر (مارلون براندو)، الذي يعرفه الجمهور العريض اليوم كممثل سينمائي لعب أروع الأدوار من «العراب» إلى «يوليوس قيصر» الى «يوم القيامة الآن»، لكنه عُرِفَ أولاً، كممثل مسرحي استثنائي، من خلال مسرحية تنيسي ويليامز) هذه.
وقبل الختام أود أن أعلق على عنوان المسرحية وعلاقته بالغرض منها:
العنوان بالإنكليزية: ( A Street-Car Named Desire )
من يعرف اللغة الانكليزية جيداً يرى بسهولة أن العنوان الإنكليزي فيه كناية بليغة.. ولكن للأسف المترجمين العرب تغاضوا عنها وأهملوها:
بعض المترجمين ترجم عنوان المسرحية >> (عربها اسمها الرغبة)
وبعضهم ترجم عنوانها >> ( عربة تدعى اللذة )
وبعضهم ترجم عنوانها بغير ذلك..
والمترجم (حرب محمد شاهين) ترجمها بطريقتين!..: في الغلاف الخارجي عنوانها ( عربة تسمى الرغبة ) وفي صفحة الغلاف الداخلي ( عربة تدعى الرغبة )!
وإذا أدركنا أن كلمة ( named ) هي التصريف الثالث ( past participle ) للفعل (يُسمِّي) وأن هناك فعلاً مساعداً محذوفاً ( is ) لصياغة المبني للمجهول.. فتصبح الترجمة >> (أطلِقَ عليها اسم= أو مُسمَّاة ).
وإذا عرفنا أنه في كل مكان من العالم يتم تشبيه المرأة بالمركبة ( وبالعكس) وتوجد نكات كثيرة حول ذلك، ندرك عندئذ عمق الكناية في عنوان المسرحية.
عندها ندرك أن أقرب ترجمة عربية للعنوان الإنكليزي هي: (مركبة شارع أطلِقَ عليها اسم الرغبة). أو ((مركبة شارع مُسمّاة الرغبة)).
حيث أن أهم نقطة يجب التركيز عليها أثناء ترجمة العنوان هي كلمة الشارع!
لأن المقصود بالعنوان أن الرغبة هي مركبة من مركبات الشارع! وجميع الناس يركبوها أيضاً .. ومغزى المسرحية الذي نكتشفه بعد قراءة المسرحية: أنّ الرغبة الجامحة ( مثل المركبة الجامحة) هي سمة تطبع التصرفات السوقية ( الشوارعية) .. وجميع الناس قد يسقطوا فيها إن لم يحاذروا.... وبالتالي يخبرنا الكاتب ( تنيسي ويليامز) في مسرحيته: انظروا ماذا يحصل عندما تقودون مركباتكم (رغباتكم) بتهوّر واستهتار بالقوانين!.. انظروا ما هي نتائج الرغبات السوقية الدنيئة الجامحة..
فالغرض من المسرحية لم يكن مجرد التسلية وتزجية الوقت.. وإنما كان الغرض منها نقد السلوك البشري الوضيع في كل زمان ومكان.
رابط تحميل المسرحية >>
حمل المسرحية من هنا
2- مسرحية ( تماثيل الوحوش الزجاجية):
( The Glass Menagerie )
مسرحية درامية تذكارية يرويها أحد أبطالها ( توم ) ليحكي لنا عن أمه ( آماندا ) وأخته ( لورا) التي تشكلت شخصيتها من الزجاج الشفاف القابل للكسر في عالمها الإنعزالي البائس.. لكن ( جيم ) ينجح في رفع معنوياتها ومشاعرها إلى ذروة التوتر العاطفي الذي كانت محرومة منه..
وتصطدم المشاهد الرقيقة بالمواقف القاسية العنيفة لتؤكد جوهر اللعبة المسرحية.
رابط تحميل المسرحية >>
حمل المسرحية من هنا