المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
خمسة عشر عاماً ( قصة قصيرة)
[COLOR="Blue"][FONT="Times New Roman"]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حال أعضاء ليلاس الكرام
إليك قصتي القصيرة الأولى بعنوان (خمسةعشر عاماَ)
أتمنى أن تعجبكم
خمسة عشر عاماَ
خمسة عشر عاممنتدى ليلاس الثقافياَ، مرت منذ آخر مرة وطأت قدمه هذا الحي الفقير، هو يجوب أحد شوارع ذلك الحي الضيق، بسيارة الفخمة، هنا نشأ في صغره، تعلم كيف يصبح مطيع إلى والديه، كيف يتفوق في دراسته، كيف يدافع عن حق إذا لزم الأمر، في جامعته اختار كلية التجارة، كله أمل في التخلص من هذا الفقر الذي لازمه طوال حياته، بعد تخرجه بامتياز في مجال تخصصه، عمل في إحدى الشركات الكبرى المملوك لأحد الأثرياء، و هنا جاءت فرصة عمرة ...
في احتفال الشركة السنوي، الذي يقيم صاحب الشركة لموظفيه تقديرا منه لهم على الجهود التي يبذلونها لأجل الشركة، التقاها هناك، كانت ابنة صاحب الشركة الوحيدة، أنيقة الملبس، متعالية في مشيتها، عرف أنها هي من سوف توصله إلى الغنى، فتقدم بشجاعة يقدم نفسه لها، بينما تردد زملائه في ذلك، و تطوع على أن تعرفها على الأقسام الشركة و العاملين فيها، حتى خيل للبعض أنهما يعرفان بعضها من قبل، أعجبها جرأته في الحديث معها، و معاملته لها و كأنها أميرة، فأصبحت تردد على مكان عمله، توطدت علاقتهما، فأصبحت صداقة، و بعدها ملك هو قلبها، فأخبرته أنها قالت لوالدها عن علاقتهما، و أن والدها يراه شاب جيد لها، فتقدم لخطبتها في نفس اليوم، و لم ثلاثة أشهر حتى تم الزفاف.
منذ أن تم زفاف، هو لم يأتي إلى هذا الحي، مرت خمسة عشر عاماَ، أنجب فيها ثلاثة أولاد، جميعهم يدرسوا في أفضل مدارس الدولة الأجنبية، ظل يتطلع إلى شوارع الحي، لم يتغير الحي أبدا، مازالت تلك البقال الصغير موجود، حتى مدرسة موجودة، و انعطف في آخر الطريق، هنا فقط جاءت عواطف كثير، لقد تذكرها... تذكر (نورة)..
(نورة) ابنة خالته، لقد تربى و كبرا مع بعض، كانا يفعلان كل شيء مع بعض، يحميها من من يزعجها في صفها، لم يكن يحب أن يرى دموعها أبداَ، كبر معها ، و كبر حبه لها، حتى أنه كان جميع من في العائلة يعلم أنها في النهاية سوف يكونان لبعضها، لم يكن يمنعه شيء سوى فقره، و الآن لن يمنعه هذا، هو يمتلكه.
انعطف في السيارة، و توقف بها أمام منزل قديم متهالك، ترجل من السيارة، هو في قمة السعادة، طرق الباب بقوة، و انتظر فترة، لم يفتح له أحداَ الباب، تملك شعور غريب، لكنه قرر طرق الباب للمرة الثانية و الثالثة، و الرابعة، فتح الباب له في المرة الرابعة، أطلت عجوز من الباب، وقفت منتحية، تتطلع إليه باستغراب، فقال لها، و هو سعيد:
- هذا أنا يا خالة..
عقدت حاجبيها بتساؤل، فمد لها يده قائلا:
- أنه أنا (عادل).. ابن أختك.
صافحته، و هي تبتسم، مرحبة به:
- (عادل) كيف حالك يا ولدي؟.
ابتسم، و هو يدخل البيت ، لم يتغير منه، كانت خالته تتكلم إليه، لكنه لم يسمع إليه، كانت عيناه، تنظران إلى غرفة واحدة، غرفتها، فقاطع خالته:
- أين (نورة)؟.
ازدادت تجاعيد وجهها، و هي تقول له:
- أنها في العمل؟.
سألها:
URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URL]- أين تعمل؟.
أجابته و هي تتجه إلى الموقد:
- أنها تعمل في مصنع النسيج، ... سوف تعود متأخرة قليلا، سأضع لك طعام الغذاء.
ابتسم لها، و يتذكر ذكريات الماضي مع أرق أثنى عرفها في حياته.
لقد قرر، أول ما تصل (نورة)، سوف يطلب يدها من خالته، و يتزوجها، و يعيش سعادته معها، وضعت خالته الطعام أمامه، ، و أخذت يأكل ببطء و كأنه يتوقع أن تدخل في أي وقت، لم يكدر كم مر من الوقت، لكنه بدأ يشعر بألم في بطنه، فأرجع ذلك إلى توتره من لها، هل ستقبل به؟.... لكن ألم بطنه قد زاد، أكثر فأكثر، حاول أن يقف على رجله حتى يخبرها بما حل به، لكنه سقط على الأرض غير قادر على الحركة، تفاجأ بوجود خالته قريبة، منه تنظر إليه و كأنه شياطين الدنيا تحدق بها،...
(سم الفئران)
قالتها خالته بهدوء، اقتربت منه و جلست بجانبه، و هي يتلوى من الألم، فأكملت كلامها:
- هذا أقل ما تستحقه.
سألتها هو يكاد أن يلفظ أنفاسه:
- لماذا؟... لماذا؟..
أجابته:
- بسب ما فعلته بها؟... (نورة) أحبته طوال عمرها، كل ما أرادته في هذه الحياة هي أن تكونا مع بعضكما، لكن خنتها، بعد أن رحلت من أجل أن تكون مستقبلك، كانت واثقة من أنك سوف ترجع عن قريب من أجلها، في القريب العاجل، و فجأة سقطت (نورة) فجأة، لم تستطع أن تغادر فراشها، أحضرت لها كل أطباء الحي الموجودين حتى يعالجوها، لكن الجميع لم يعرفوا منها، لم اعرف ما بها، و هي تذل أمامي كل يوم، إلى أن توقفت أن تتنفس ذات يوما، مات هي لم ترى الدنيا، دفتها و أنا لا اصدق ماذا يحدث لها، جلست في غرفتها أرى كل أغراضها القليلة، إلى أن وجدتها.
منتدى ليلاس الثقافياقترب منه أكثر و قد سكنت حركاته، مكملة:
- وجدت قصاصة ورق من الجريدة، كتب بها خبر زواجك من تلك الغنية، و عرفت أن هذا سبب موتها، فأقسمت لها أنني سوف أنتقم منك، و الآن فقد وفيت بوعدي.
ابتعدت عنه لتجلس في كنبة قديمة، بينما بقيت جثته على الأرض، أسندت رأسها على قائم الكنبة، فقالت في خفوت:
- الآن تستطيعين أن تسريحي يا ابنتي الحبيبة.... استريحي.
******
|