المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
حمامتان في قاعة الاختبار ... !
دخلت قاعة الاختبار متوكلة على الله مستعينة به .. كنت أتفقد ما أحتاج إليه من أقلام وغيرها حين انتبهت لضجة غير معتادة في القاعة ..
نظرت حولي لأرى الطالبات ينظرن إلى ضيفين جديدين يقبعان في إحدى الزوايا .. وهمهمات تتعالى هنا وهناك..
( كيف سنختبر؟ )
( لا أستطيع البقاء لحظة واحدة ماداما موجودين )
( فأل خير بإذن الله .. سترون )
والمراقبات يحاولن تهدئة الفزعات من الطالبات وحملهن على الجلوس في أماكنهن ..
أخذت ورقتي واتجهت لمكاني الذي كان قريبا .. قريبا جدا من الضيفين .. والذين لم يكونا سوى حمامتين ( مسالمتين ) بسملت وحوقلت ثم جلست ..
بدأت في قراءة الاسئلة وأنا أحاول جاهدة نسيان الحمامتين خلفي .. وما إن استغرقت في الحل حتى رأيت ظلين مسرعين يعبران فوق رأسي إلى مقدمة القاعة ..
علت بعض أصوات ثم سكتت ..
دقائق أخرى و ( الحمامتان ) تعاودان التحليق ذهابا وإيابا .. والطالبات مابين صارخة وشاهقة وقافزة ومستكينة ..
فرغت من الحل .. قلبت الورقة .. واستغرقت في التحديق أمامي ..
شيئا فشيئا شعرت بنفسي أنفصل عن القاعة .. وكأني أحلق ثم أنظر للأسفل بعدسة ( محللة )
مازالت ( الحمامتان ) تصولان وتجولان كما يحلو لهما ..
ومن تحاول ( الاحتجاج ) من الطالبات بصوت مخنوق .. تسارع ( لجنة المراقبات ) لإسكاتها ..
(they do no harm )
قالت إحدى عضوات اللجنة
(ألا ترون أنهما خائفتان)
قالت الأخرى منتدى ليلاس الثقافي
صرحت ثالثة ( إنهما تبحثان عن مخرج فقط .. لن يطول الأمر )
لكن الأمر طال .. أصبحت لا أرى إلا رؤوسا مطأطأة ( تختبئ ) تحت الأوراق .. والحمامتان لم تخرجا بعد..
ثم انتهى الاختبار ..
وخرجت الطالبات جميعهن .. ( راضيات ) أو ( مجبرات )
ومازالت ( حمامتا السلام ) تقبعان في القاعة .. تتشاوران في يوم غد .. أي ( قاعة ) تختاران ؟
********
|