المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
= سوف تعود لي =
دخل الغرفة والهيبة التي ترافقه قد طغت على المكان...
لا أعلم لماذا أنقبض قلبي حينها ... كأنه يرسل إشارة إنذار لي ... للقادم ...
منتدى ليلاس الثقافي
وقف لبرهة ... ألقى نظرة فاحصة على المكان ...
ومن ثم وقع بصره عليه ...
لتجف الدماء في عروق ِ...
و يتمرد قلبي عن نبضه المعتاد ...
وتحبس أنفاسي في صدري ...
أقترب مني ..
بخطى واسعة... ثابتة لا تهزها ريح...
بات أمامي مباشرة .. لا يفصلنا سوى شبر واحد فقط ...
لم أعد أقوى على النظر إليه أكثر من ذلك... فقد..كنت أشعر بأني أنصهر من الخوف ...
أصبحت أنفاسه الثائرة تدنو مني... وتزيد من الخوف الذي سكن في قلبي ....
منتدى ليلاس الثقافي
أمسك معصمي .... فهطل وابل من الأمطار من جبيني ...
و يدي لم تعد طوع أمري.. أصبحت تاهتز كورقة خريفية ...
نطق أخيراً بعد صمت زاد نار الخوف في داخلي...
وقال بهدوء يتحدى الجليد في بروده ...:
ارفع ِ رأسكِ...
لقد بذلة قصار جهدي لكي استجيب لأمره...
لكن .. لكن لم أقدر ... لم أقدر ...لا أعلم ما الذي جرى لي حينها...
شعرة بشيء يلامس ذقن ِ... ويجبره على الارتفاع عالياً...
بعينين أبيتا أن يطرف لهن جفن... نظرة إليه... وكلي توجس من العصف القادم..
ملامح وجهه الجامدة... التي لا تعبر عن أية مشاعر ... زادت من عذابي ... وحول الخوف الذي يتربع على عرش قلبي إلى رعب ...
عاد صوته الخالي من أية مشاعر ... يهجم إلى مسمعي:
لقد شهدتِ عندما أدخلته في أصبعكِ ... و سوف تشهدين عندما أخرجه منه ... لأنه لا يستحق بأن يطوق أصبع امرأة خائنة مثلكِ...
تحت نظري أخذ يخرجه من أصبعي ... لقد شعرة حينها بأنه يخرج روحي من جسدي ...
أًصبح الآن في راحة يده ... انتهت مهمته .. بات الآن بلا عمل ...
أمسكت بأصبعي ... فهو يشعر بالبرد ... فلمدة تسعة أعوام ... كان يحيط به ... يدفئه بالحب و الحنان و السكينة ... و الآن... وبدون مقدمات ... سلب منه ..
لم أشعر به وهو يبتعد عني ... فقد كنت في دوامة العدم التصديق... أعادني إلى هذه الغرفة التي باتت صقيعاً بعد أن كانت نار الحب تدفئها ... صوته الذي لا زال لم تهزه ريح المشاعر الإنسانية...:
أنتِ طالق ...
قالها وهو يرمي بالخاتم في القمامة ... شعرة حينها بأنه يرمي قلبي هناك ...و ليس الخاتم ...
خرج ... خرج من تلك الغرفة التي عشنا فيها أجمل أيامنا... ولم .. ولم يلتفت إليه .... كأنه يقول بأنكِ أصبحت من الماضي ... و زوجتي الجديدة هي الحاضر و المستقبل ...
أهي الآن أصبحت كل شيء في حياتك؟! ... بعد أن كنت أنا كل شيء في حياتك... ؟!
أأصبحت هي قلبك النابض ؟! ... بعد أن كنت أنا قلبك النابض ؟!
أصدقت الكلام الذي سممت به أفكارك... وهي لم تعش معك سوى ثلاثة أشهر ؟ .. وكذبتن أنا التي عشت معك تسعة أعوام !!
ليتن لم أقبل بزواجك بها ...
قلت بأن زواجك بها ... مجرد زواج مصلحة لا غير...
فوافقة ... لم أرد أن أكون حجراً في طريق نجاحك...
والآن...
و الآن..
كم أتمنى بأني لم أوافق على هذا الزواج ...
الذي بدل أن يزيد سعادتنا...
أخذ يسرق السعادة من قلوبنا ...
لكن ...
لكن ....
لازالت متيقنة بأنك سوف تعود .. نعم سوف تعود لي ... وسوف تكتشف بأنك وقعت ضحية لخداع تلك الحية...
أنا متأكدة بأن قلبك سوف يخرج تلك السموم من جسدك ... ويفتح عينيك للواقع ...وللحقيقة ...
أنك سوف تعود ...
سوف تعود لي ...
سوف تعود لي يا من تربع على عرش قلبي ...
وسوف تجدن جالسة ها هنا ...
فاتحة ذراعيه...
لكي أضمك إلى صدري ...
حيث هو مكانك الصحيح ...
تمتــ ...
|