كاتب الموضوع :
سيف 1
المنتدى :
الحوار الجاد
شكرا لك الطيبه ,, شو رايك بهذا الكلام ( منقول )
اقتباس :-
|
قد نخطئ ولكن دائما لدينا الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك...
فتجدنا أبرع من يقدم الأعذار لا الاعتذار!
نحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الاعتذار
ولكننا أيضا نكابر ونتعالى ونعتبرالاعتذار
هزيمة...ضعفاً... إنقاصاً للشخصية والمقام... كأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير.
اليوم نجد بيننا من يدعي التمدن والحضارة باستخدام الكلمات الأجنبية مثل "sorry, pardon" في مواقف
عابرة مثل الاصطدام الخفيف خلال المشي أو الجلوس...
ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج إلى اعتذار حقيقي نرى تجاهلاً...
"أنا آسف" كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما؟
كلمتان لو ننطقهما بصدق لذاب الغضب...
ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامة مجروحة...
ولعادت المياه إلى مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة.
كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدم اعتذار
بسيط بدلا من تقديم الأعذارالتي لا تراعي شعور
الغير أو إطلاق الاتهامات للهروب من الموقف...
لماذا كل ذلك؟ ببساطة لأنه من الصعب علينا الاعتراف
بالمسؤولية تجاه تصرفاتنا...
لأن الغير هو من يخطئ دائما وليس نحن...
بل في الكثير من الأحيان نرمي اللوم على
الظروف... على أي شماعة بشرط ألا تكون شماعتنا.
إن الاعتذار مهارة مكونة من ثلاث نقاط أساسية:
أن تشعر بالندم عما صدر منك... أن تتحمل المسؤولية...
وأن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع...
لا تنسى أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل
" أنا آسف ولكن..."
وتبدأ بعرض الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تماما بأنه خاطئ...
أو أن تقول " أنا آسف لأنك لم تسمعني جيدا"
هنا ترد الخطأ على المتلقي وتشككه بسمعه....
أو "أنت تعرف أنه لم يكن بسببي" أي تمرير الخطأ على الغير...
ما يجب أن تفعله هو أن تقدم الاعتذار بنية صادقة معترفا بالأذى الذي وقع على الآخر...
ويا حبذا لو قدمت نوعا من الترضية، إن أمكن...
هنا أيضا يجب أن يكون الصوت معبرا وكذلك تعبير الوجه...
فما يخرج من القلب يصل إلى القلب...
هنالك نقطة مهمة يجب الانتباه إليها
ألا وهي أنك بتقديم الاعتذار لا يعني بالضرورة
أن يتقبله الآخر...
أنت قمت بذلك لأنك قررت تحمل مسؤولية تصرفاتك...
المهم عليك أن تتوقع عند تقديم الاعتذار أن المتلقي رغم شعوره بصدق نيتك قد يحتاج أحيانا لبعض الوقت لتقبل اعتذارك وأحيانا أخرى قد يرفضه...
هذا لا يخلي مسؤوليتك تجاه القيام بالتصرف السليم نحو الآخر... فأنت على الأقل قمت بواجبك ومع مرور الوقت قد يرضى الآخر... المهم ألا تقدم الاعتذار لتنهي الموقف
بأن تقول " آسف انتهينا، خلاص"
أو تقدم الاعتذار وأنت متأكد من أنك لم تقم بما يستدعي ذلك.
كلمة أخيرة إن كنت من يتلقى الاعتذار وشعرت
بصدق المعتذر اقبل الاعتذار...
أي لا تحطم هذه اللحظات الصادقة بتذكير المعتذر بخطئه
مثل أن تقول " ألم أقل لك"...أو " كان من الأول"... او او او الخ
إن احتواء هذه اللحظات الصادقة مهم جدا لأنه مهما كان الفرد منا ذكياً، مثقفاً، أو مبدعاً في مجال عمله...
إن لم يكن يمتلك مهارات تقديم وتقبل الاعتذار
سوف يخسر الكثير من هذه العلاقات...
قد تكون داخل الأسرة كالعلاقة الزوجية أو بين الأب أو الأم وبين الأبناء أو خارجها كالعلاقة بين الجيران أو الزملاء في العمل أو بين الأستاذ والطلبة...
فمن يريد أن يصبح وحيدا فليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه أحد سواه...
ومن يريد أن يعيش مع الناس يرتقي بهم لا عليهم فليتعلم الاعتذار.
|
|