-2-
و التقت نظرات ليزي بنظرات جوناثان غراي الذي كان يتأمل الفتاتين فلم تخفي نظرات ليزي عدوانيتها له , و احمر وجهها .
(( أنا لا أصدق أنكما شقيقتان )) قال غراي بسخرية ,
(( إنكما مختلفين جدا ... كما يختلف الليل عن النهار ...)).
(( جان تشبه والدتنا )) قالت له ليزي بعصبية .
(( أنا بالكاد أذكرها )) قالت جان (( و ليزي كانت دائما أمي وأختي بنفس الوقت )) .
(( جازون بإمكانك الثرثرة قليلا مع الآنسة بانيستر , بينما أقوم بنزهة قصيرة مع جان )) قال جوناثان لصديقه .
(( و لكن , لست علي موعد مع الآنسة ماك فارلان ؟)).
فضحك جوناثان بشكل أهان ليزي .
(( الآنسة ماك فارلان ترغب بالزواج مني )) أجابه جوناثان بوقاحة (( للأسف , أنا لست رجلا من هذا )) .
(( أرجوك جوناثان , أحفظ لسانك أمام النساء )) .
(( أوه , اعذريني آنسة بانيستر )) قال جوناثان وهو يخرج برفقة جان .
(( اعذري صديقي , آنسة بانيستر , انه لم يكن يريد أن يصدمك ...))
(( أتعتقد ذلك ؟))
(( انه لا يسخر من أفكار الآخرين , و هذا شيء جيد و آلا يقلقنا أن يظهر ذلك ؟ هذا دائما يؤثر علي سعادتنا , جوناثان غراي هو صديقي , وأنت ذكية جدا , آنسة بانيستر ... أنا ... لا استطيع أن أقول نفس الشيء عن أختك ...))
(( أنها لا تزال صغيرة ))
(( جوناثان يحب رفقة النساء , ويجب علي أختك أن لا تعلق أهمية كبيرة علي ... ملاطفته , نعم هي صغيرة ومعجبة بنفسها , وصديقي رجل يصل دائما لأهدافه , وهو لا يفكر لحظة بنتيجة تصرفاته , ويجب أن نعترف بان أختك ترمي نفسها بين ذراعيه )).
عقدت ليزي حاجبيها .
( أتعني أن يتلاعب بأختي دون أن يفكر بما سترتب علي تصرفاته ؟)).
(( بالتأكيد , وهو سيحاول إن يفتنها حتى قبل انتهاء هذه الرحلة )).
شحب وجه ليزي , وكانت تعرف أن أختها لن تقاوم غراي وان غراي سيعتدي عليها بكل سهولة .
(( شكرا لأنك أخبرتني بذلك ))
تنهد جازون وشعر بالراحة , بالطبع هو معجب بهذه الفتاة , وهو يشعر بالغيرة من صديقه , فنظرت ليزي إلي سطح الباخرة حيث تتنزه أختها وجوناثان , فرأته يقبل وجهها ويضحكان معا , فقررت بغضب كبير أن تمنعه بأي ثمن عن إلحاق الضرر بأختها .
وفي الليل انتفضت ليزي من كابوس أيقظها مرعوبة , فالتفتت ومدت يدها في الظلام إلي وسادة جان , فلم تجدها , فارتعشت من الخوف و القلق و لقد تجرأت أختها واتفقت علي موعد في الليل مع غراي علي سطح الباخرة , وكانت تعلم انه لا يسمح للمهاجرين بالصعود بعد حلول الظلام .
فانتعلت حذاءها بصمت وسارت علي رؤوس أصابعها بعد أن وضعت شالا علي رأسها وكتفيها , كان السطح خاليا , لا يسمع فيه سوى صوت المحركات , وضحكات البحارة من بعيد فوقفت علي حافة الباخرة وهي تفكر بخوف عن وجود أختها بهذا الوقت .
(( جان ؟)).
التفتت ليزي فجأة وتعرفت علي وجه جوناثان رغم الظلام , وقبل أن تتمكن من التلفظ بأية كلمة اقترب جوناثان منها وضمها بين ذراعيه , وفجأة وجدت نفسها أسيرة أمام صدر الرجل القوي.
(( اعتقدت انك لن تأتي أبدا , وأنا سعيد لان أختك الفظة لم تتمكن من منعك من لقائي )).
أحست ليزي بغضب كبير وضمها جوناثان إليه أكثر , وشمت الفتاة رائحة عطره الجميلة .
(( لقد ارتديت ملابس رقيقة لهذه المناسبة , هذا لطف منك )).
وقبلها علي وجهها ثم انقض علي شفتيها وشيئا فشيئا أصبحت قبلاته حارة ومتطلبة , فأحست ليزي بالعار , لكنها ترددت قبل أن تقطع سحر هذه اللحظات , واخذ جوناثان يداعب كتفيها فحاولت الابتعاد عنه .
( أوه , لا , لن تهربي مني بسهولة )) وعاد يبحث عن شفتيها ففتحت فمها لتعترض لكنه تناول شفتيها وقبلها بحرارة , جعلت الفتاة تشعر بميل للاستسلام له , وبادلته القبلة بالقبلة .
(( هكذا أفضل , أنت ترغبين بي أكثر مما ارغب بك , أليس كذلك يا جميلتي ؟)).
فانتفضت ليزي بيأس وتخلصت من التيار المؤلم والرائع بنفس الوقت الذي يحملها .
(( انك فاسق فاجر , وكنت تنوي الإيقاع بأختي , ولكن لا تحال مرة ثانية التهجم علي )).
فضحك جوناثان , وأخذت تتأمله بدهشة .
(( أنا أسف ... أنا ... الم تعجبك الطريقة التي لعبت فيها هذا الدور ؟ ولقد عرفت انك أنتي, ولعبت دوري جيدا )).
(( أكنت تعرف إنني ... إنني ...)).
(( بالطبع , فأنت أطول منها , ومن الصعب المزج بينكما , ولكن لماذا حللت مكان جان ؟ الكي تضحي بنفسك مكانها ؟ وألان اعترفي انك كنت سعيدة بين ذراعي ))
(( أفضل أن اقبل مسخا علي تقبيل شخص مثلك )).
(( حقا؟ ولكن يجب إن تكوني ممتنة لمنحك فرصة أن تصبحي عشيقتي )).
(( كيف يمكنك أن تفكر للحظة بأنني اقبل مثل هذا العرض المهين ؟)).
ومن جديد عاد جوناثان للضحك.
(( هيا , آنسة يانيستر , فكوني صادقة واعترفي بأنك أعجبت بهذا السوء تفاهم ...)).
(( أنت مخطئ , ووقاحتك تتخطي الحدود )).
(( إن أختك اصدق منك , فهي لا تخفي طبيعتها الحقيقية تحت مظهر من الفولاذ مثلك )).
(( أنا أكرهك , ولم يسبق لي أن التقيت بمدع مثلك )).
( ما هذا الحماس , ولكنني أميل إلي الصفات المنفعلة , والناس المتقلبون يجذبونني كثيرا , وأنا أجدك مثيرة جدا , ولكنك تكرهينني , وهذا ما يعطي زخما أكثر لعلاقتنا )).
فحاولت ليزي أن تهرب منه , لكنه ضمها من جديد وأرغمها على مبادلته قبلات أخرى .
(( دعني أرجوك )) صرخت وعيونها تتلألأ بالدموع .
فتأملها قليلا , تحت ضوء القمر , واعتقدت أنها سمعته يتنهد نادما علي موقفه .
(( حسنا , كما تشائين , شكرا لرفقتك الرائعة)) واختفى في الظلام , وتركها ترتجف من الخوف والخجل .
يا الهي كيف استطاعت أن تتصرف بهذا الفسق ؟ أي شيطان تلبسها ؟ كيف سمحت هي ليزي بانيستر لهذا الرجل بان يتجرا ويلمسها .منتديات ليلاس