المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
فلسفة مجنونة
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمقٌ أنت لتثير جنوني
ألم تعلم من قبل ...
أن الطوفان
يكتسح البلدان
وأن الأصقاع
مليئة بالأوجاع
وأن الجراح
تنزف من عمق الأفراح
وأن الآمال
أوراقٌ صغيرة يجرفها الشلال
وأن الأماني
سفنٌ تنتظر الرحيل عن المواني
وأن قمـّة السعادة
أن تسقي أحبابك مـُرّ الإبادة
وأن الألم
سلاحٌ للوصول لمدارك العلم بالقلم
وأن العزة
أن توافق كل طاغية بهزة
وأن الشرف
وسامٌ لمن يعيش بترف
ولا يغمض جفنه للمآسي أو يـَرِف
وأن الشجاع
من أرخى للذلّ رأسه
وقدّم للهوان يديه
وصرخ مستنكرًا ،، هاتفـًا
عروبةٌ حتى النخاع
وأن المقدام
من أولى العدو ظهره
وانطلق راكضـًا
نحو الخلف لا الأمام
وأن الضحايا
قرابين تقدم
إرضاءً لأرباب الكراسي والمرايا
وأن الدماء
أنهارٌ تراق
ليـُزهِر الكون ويـُوصَف بالنماء
وأن عويل الثكلى و أنين الأيتام
نغماتٌ موسيقية
تهتزّ لها الأجساد طربـًا
وتنتشي الآذان زهوًا
وتترنم الألسن بترديدها مع الأيام
ألا ترى معي بأن الجنون بدأ يسكنني
إن لم يكن قد استفحل بداخلي
لا تـُثِر هذا الجنون
فعالمي يعيش عصرًا من مجون ،، من ولع
من ضحكة تخفي أنياب ذئبٍ
وغدرٍ يستتر بدمع
لا تـُثِر هذا الجنون
فعالمي يعيش عصرًا من فنون ،، من دمار
من فرحةٍ تنصب على ركام بيتٍ
ولهوٍ بمواقد النار
لا تـُثِر هذا الجنون
فعالمي يعيش عصرًا من لحون ،، من طرب
من همسات أصوات القنابل
وضجيج نملٍ يـَدُبّ
لا تـُثِر هذا الجنون
فالمنابر .. أُخرِسَت
والمذابح .. قـُدِّسَت
والشعار .. لا أمن بعد اليوم
لا هناء ،، لا رخاء ،، لا نوم
وهامة السؤدد
الرحيل دون صوت
الاختناق حتى الموت
أمنيات الأمن والأمان لأرواحكم
هذه أنا/ لِمَ السؤال؟
|