المنتدى :
الطفولة
مشروع ألماني يشجع الصغار على التجارب العلمية
مشروع ألماني يشجع الصغار على التجارب العلمية
على رغم حب الاطفال فطرياً للاكتشاف، فان معظمهم يحرم من تكوين ثقافة
علمية متينة، من خلال عدم توافر المختبرات الملائمة لهم. ويمكن النظر الى
مشروع "بيت الباحثين الصغار" في مدينة هاله شرق المانيا، باعتباره خطوة
في اتجاه يتبنى ميل الطفل للاكتشاف ويوظفه لتوجيه الاجيال الصغيرة
للاهتمام بالعلوم الطبيعية.
يهدف هذا المشروع الى جذب انتباه الاطفال للعمل على تفسير الظواهر
البسيطة التي تقدمها الحياة اليومية مثل غليان الماء، وتراكم الضباب على
زجاج النافذة، والضوء الصادر عن مصباح كهربائي وغيرها. وقد زودت المربيات
في "بيت الباحثين الصغار« حقائب بحوث تحتوي على ادوات تفيد في اجراء
ت
جارب بسيطة تفتح افاق الصغار على العلوم والفيزياء.
ويتيح هذا المشروع استخدام ادوات العلماء الكبار. ويعبر ستيفان هوغمان،
عالم الاحياء الالماني من معهد ماكس بلانك، عن رأيه بهذا المشروع قائلاً:
'' تعتبر هذه الطريقة من افضل الطرق لفهم الاطفال حقيقة الاشياء علمياً.
وراهناً، يتعرف الاطفال في هذا المشروع على ظاهرة التوتر السطحي
للماء من طريق تجربة الدبابيس العائمة.
ويرى هوغمان أن "الغرض ليس أن يعرف الطفل الأسباب الفيزيائية للتوتر
السطحي للسوائل، ولكن أن يرى بأم عينه كيف يحصل ذلك". ويعتبر "بيت
الباحثين الصغار" الأول من نوعه في المانيا، وسيعمل خلال السنوات العشر
المقبلة على امداد رياض الاطفال بخبراته في مجال تعليم الاطفال حب العلوم.
وتشمل فكرة هذا المشروع تنمية المواهب الاخرى كالموسيقى والغناء
وغيرها من الفنون، بوساطة التجربة. وعلى سبيل المثال، يستطيع الاطفال
اكتشاف اختفاء الالوان باللون الاسود، ما يسهّل عليهم استدراجها للظهور
مجدداً من خلال الذوبان في الماء. ولا تجرؤ مؤسسات كثيرة على تعليم
ا
لاطفال تجربة الفرز اللوني التي تتضمن عمليات كيماوية.
وكما يفعل العلماء الكبار، يدوّن الباحثون الصغار نتائج كل تجربة يقومون بها.
وتساعد عملية التدوين على اجراء تجارب اكثر تطوراً ناهيك بصقل المعلومات
المكتسبة في اذهانهم. ويأتي هذا المشروع في وقت يتعرض النظام التربوي
الالماني للنقد الشديد على اساس أنه لا يوفر الدعم الكافي للأطفال مقارنة
بدولة أوروبية أخرى. ويوضح هوغمان أيضاً أن "من أبرز أهدافنا كذلك دعم
القدرات الإجتماعية بحيث يمكن التواصل بين الاطفال لشرح تجاربهم ومساعدة
بعضهم بعضاً".
ويضيف "نريد اطفالاً اقوياء يحسُون بمحيطهم ويجدون متعة في اكتشاف الأشياء".
|