المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
ذات يوم
ذات يوممنتدى ليلاس الثقافي
في صباح هذا اليوم فعلت كما أفعل كل يوم، استيقظت من نومي، ولكني قمت بشيء لم أعتد القيام به من قبل، نهضت من فراشي بسرعة، وبدأت أهرع لغسل وجهي وتنظيف أسناني كمن يفعل من تأخر عن موعد مهم، بدأت بإمساك قطعة الصابون لكنها لا تلبث أن تفلت من بين يدي، وأنا أقول: هيا..هيا،لا وقت لدي،لكنها تأبى الهدوء وتقفز من يدي كأن النيران قد أضرمت فيها، وبعد الجهد المرعب الذي بذلته تمكنت من إحكام سيطرتي عليها،لكن يداي ما زالتا ترتجفان من فرط الاستعجال، ولا أدري كيف أتممت عملية الغسل وبدأت في مهمة أكثر تعقيدا ً، تتعلق بالأسنان، وأنا أهرول بيديَ باحثا ً عن الفرشاة، يا للهول!! أين ذهبت؟! يا له من توقيت تختفي فيه، وبدأت بنظراتي أجوب المكان، لم يكن قصرا ً أو فيلا هذا المكان الذي أعيش فيه بل له بابان، بابٌ للدخول وآخر لدخول الحمام خال ٍ من أهم أساسيات المنزل التي لا تعد ولا تحصى، حتى مرآة لم يعد لدي بعد كسر أخرها، إني أخاف على نفسي من نسياني لشكلي، ولكن ما الذي أفعله بهذا الوصف !! لأجد تلك الفرشاة اللعين، ووجدتها لا أعلم كيف لكني قد فعلت، ولوهلة، كاد قلبي أن يقف فيها، لعدم رؤيتي لمعجون الأسنان الذي كان أمام عينيَ فمن الطبيعي أن أراه، وبدأت بوضع المعجون على الفرشاة بالارتجاف المعتاد من فرط الاستعجال، وما علمت كيف انتهت المهمة أيضا ً، لكن آثار المعركة ما زالت باقية، بعض ٌمن رغوة المعجون متواجدة على خديَ وأسفل فمي وأعلاه وكل مكان، لا أعلم أين وضعت الفرشاة داخل الفم أم خارجه، وبدأت قدماي تركض وتسرع لإيجاد شي ٍ ما أستطيع مسح وجهي به، تفقدت علبة المناديل فوجدتها فارغة- هذا يعني أن علي شراء واحدة جديدة فوق كل هذا الضغط-، لا يمكن !... لا شيء! لا شيء يمكنني فعله هاأنذا أقف في وسط الغرفة مغلوب على أمري، لا أعرف ما أفعل والوقت يمر بل يطير، إني أسمع دقات الساعة كأن شيئا ً لا يفصل بينها، والوقت يمر... يمر، وأخيراً تمكنت من مسح وجهي بثيابي وهرعت إلى الباب مسرعا ً، أمسكت مقبض الباب والوقت يمر، فتحت الباب، لكني تذكرت أنه لا يوجد شيءٌ قد تأخرت عنه بل لم يكن هناك شي واحد في حياتي كلها على الإطلاق، فأخفضت رأسي خائبا ً وعدت كي أنام في سلام. منتدى ليلاس الثقافي
|