المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
الضمور البقعي.. اللص الليلي،،،
يشبه بعض الأفراد الضمور البقعي الناتج عن التقدم في العمر باللص الليلي الذي يستحوذ على ما لا يمكن استعادته، ونعني بذلك البصر. لا يمكن لضحايا هذا المرض بعدئذ القيادة أو القراءة أو حتى تمييز وجوه الأصدقاء، وذلك لأن الأوعية الدموية غير الطبيعية قد تسللت خلسة وأحدثت ندبة عند البقعة (وهي الجزء من الشبكية الذي يعطينا التركيز في النظر). وبدلاً من أن يرى الشخص المصاب الضمور البقعي الناتج عن التقدم في العمر وجهاً مألوفاً فإنه يرى ضبابة فارغة! بمعنى أوضح، فإنه إذا أغلقت عيناً واحدة ووضعت يدك على بعد حوالي 7 سنتيمترات من العين الأخرى ونظرت إلى الإمام، فإن هذا ما يراه المصاب بالضمور البقعي الناتج عن تقدم العمر. أي أنه يمكنك رؤية أي شيء حول يدك لكن لا يمكنك رؤية المنطقة الوسطى من كف اليد وهذه مشكلة كبيرة جداً. مع ملاحظة أن نوع الأوعية الدموية غير الطبيعية في الضمور البقعي الناتج عن تقدم العمر تبتلى بها غالباً فوق الـ 65 عاماً مئات الآلاف حول العالم كل عام. وثمة نوعان أساسيان من الضمور البقعي الناتج عن تقدم العمر: النوع الجاف والنوع الرطب. في النوع الجاف والذي يكون 90% من حالات الضمور البقعي الناتج عن التقدم في العمر تظهر مجموعة من البقع الصفراء (التي تسمى البراريق) على الشبكية والتي تسبب نحف البقعة وضعفها. وقد يشتكي المرضى الذين لديهم عدد من البراريق من تناقص القدرة على القراءة خصوصاً في الضوء الخافت، لكن القليل من المرضى يعانون انعدام الرؤية تماماً. معظم المرضى الذين يعانون انعدام الرؤية تماماً مصابون بالنوع الرطب، وفيه تنمو الأوعية الدموية غير الطبيعية تحت الشبكية وبالتالي ترفعها تماماً مثل جذور الشجرة التي تظهر على الرصيف. وكلما ازداد نمو تلك الأوعية (والتي تسمى نمو الأوعية المشيمي) نقصت الرؤية الواضحة. إلى وقت ليس بعيداً لم تفد العلاجات، أو كانت ذا تأثير بسيط جداً على إبطاء الضمور البقعي الرطب، لكن هناك علاجات جديدة تبشر بنتائج جيدة. فمثلاً في دراسة مازالت قائمة على علاج متقوٍّ بالضوء وباستعمال عقار فيرتبروفين فإن الرؤية تحسنت بنسبة 61.4% من المرضى.ولإجراء العلاج المتقوي بالضوء يتم حقن صبغة فلورية (مستشعة) في دم المريض والذي يتحرك ليصل إلى الشبكية ويتركز في الأوعية غير الطبيعية. عندها تؤخذ مجموعة من الصور تدعى تصوير وعائي فلوري (مستشع). هذه الصورة تعطيه خارطة واضحة عن الشبكية المصابة. ثم تتبع بحقن فيرتبروفين وريدياً لمدة عشر دقائق. ثم يصوب ليزر خفيف على الشبكية المصابة والذي يسبب تفاعلاً ضوئياً كيميائياً عندما تصيب العقار وبالتالي تدمير الأوعية غير الطبيعية والأنسجة ذات الندب.براعة الجراح هنا تتمثل في التقليل من إصابة الأنسجة السليمة «وذلك لأن تلك الأوعية تنمو تحت أكثر أنسجة الشبكية حساسية، حيث يتم هنا التأثير على تلك الأوعية بقدر كاف لإيقاف نموها وبالتالي إيقاف أي ضرر إضافي على الرؤية». يقوم الجراح بتحريك الشبكية قليلاً للسماح لليزر بحرق الأنسجة المصابة دون إحداث أي ضرر بالأنسجة السليمة في الشبكية. بعدها يقوم بالقبص (القرص) الصلبة (وهي إحدى طبقات العين) وبياض العين والجزء الخارجي من العين كما لو أنها كرة مطاطية فارغة. ومن ثم يقوم بوضع الغرز على الجدار الجانبي للعين. وبالتالي تضييق طولها مما يسمح للشبكية بالإغلاق.بحقن محلول ملحي تحت الشبكية يجعل الشبكية تحوصل (تنفط) لأعلى فيمكن تحريكها 0.3 إلى 0.4 ملليمتر بدون فصلها. وقد أدى ذلك إلى أن بعض المرضى استردوا الرؤية إلى حد كاف للقراءة والقيادة.
|