المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
القولون العصبي ليس مرضا نفسيا،،،
القولون العصبي ليس مرضاً نفسياً كما هو الشائع حيث لم يكتشف سببه حتى الان ولكن المرضى المصابين بالقلق النفسي والوسواس أكثر عرضة للاصابة بهذا المرض من غيرهم بل هناك نسبة من المرضى تعرضوا لسوء استغلال اثناء طفولتهم.
ويصيب القولون العصبي عددا غير قليل خاصة في منطقتنا العربية نتيجة لبعض العادات الغذائية السيئة ومنها تناول العديد من الأطعمة المسبكة والحريفة أو المخللات ويعرف د. محمود حموري استشاري الأمراض الباطنية استاذ الطب السريري في جامعة الشارقة القولون بأنه الامتداد السفلي للجهاز الهضمي الذي يبدأ بالفم وينتهي بفتحة الشرج كما يسمى أيضاً «الأمعاء الغليظة» .
وهو يبدأ عند نهاية الأمعاء الدقيقة في الجانب الأيمن السفلي من البطن صاعداً إلى الأعلى وصولاً إلى أسفل الكبد ثم يتجه إلى اليسار في أعلى البطن حتى يصل إلى الطحال تحت اسم القولون المستعرض ثم يتجه متعرجاً حتى يصل إلى المستقيم المتصل بالقناة الشرجية وأخيراً فتحة الشرج.
ويضيف ان مهمة القولون هي امتصاص ما بقي من ماء في المواد الباقية من عملية امتصاص الطعام في الأمعاء الدقيقة حتى يتم التخلص من البراز من خلال إيصال الفضلات إلى المستقيم بواسطة حدوث حركات انقباضية وانبساطية عبر القولون وهي حركات إرادية تتم تحت إشراف الجهاز الهضمي.
يصيب القولون العصبي في المتوسط حوالي 10 إلى 20% من الأفراد البالغ أعمارهم مابين الـ 20 إلى الـ 40 عاماً وتتعدد أعراضه مابين الشعور بألم في البطن أو الانتفاخ والإمساك والإسهال والرغبة في التجشؤ والأكثر إحراجاً لمريض القولون العصبي هو أخراج الغازات التي تمثل ضغطاً مستمراً على الجزء الأسفل من منطقة البطن.
كما أن المصاب بالقولون العصبي غالباً ما يكون البراز لديه علي شكل كرات صغيرة مع الإحساس بعدم اكتمال عملية الإخراج بشكل كامل وأحياناً قد تكون عملية الإخراج مصحوبة بالغثيان وآلام عند أسفل الظهر أو زيادة في عدد مرات التبول دون زيادة في كمية البول وفي بعض الأحيان يحدث ألم عند التواصل الجنسي.
ويشير د. حموري انه ليس بالضرورة ان تكون كل هذه الأعراض موجودة بكاملها ولكن تختلف حدتها من شخص إلى آخر وتمتد شكوى المريض لمدة تزيد على الستة شهور.
بالإضافة إلى ذلك فهناك أمراض أخرى قد تعطي أعراض مشابهة لهذه الأعراض مثل وجود التهاب مزمن في البنكرياس أو الالتهابات الجرثومية المزمنة في الجهاز الهضمي بالإضافة إلى التهابات المرارة التي تكون مصحوبة بوجود الحصوات.
وبالنسبة لمريض القولون العصبي فإن الفحص السريري للمريض لا يظهر أية علامات مرضية كما أن جميع التحاليل المختبرية الروتينية تكون غالباً في إطارها الطبيعي.
القولون والغذاء:
بالنسبة للغذاء يرى د. حموري أن هناك العديد من الأطعمة التي من شأنها ان تؤدي إلى زيادة أعراض هذا المرض وأشهرها الحليب ومشتقاته بالإضافة إلى المخللات بكافة أنواعها والأكلات الحريفة المشبعة بالمتبلات وهي مواد لا تمتص مما يؤدي إلى تهيج الغشاء المخاطي للقولون.
بالإضافة إلى ذلك هناك بعض أنواع البقوليات الجافة مثل اللوبيا والفاصوليا بالإضافة إلى بعض أنواع الخضار كما يجب على مرضى القولون قدر الإمكان تجنب الأطعمة التي تحتوي على الكبريت كالفجل والبصل والثوم والكرنب والقرنبيط.
ويؤكد ان المرض ليس مرضاً نفسياً حيث لم يكتشف سببه حتى الآن ولكن المرضى المصابين بالقلق النفسي والوسواس أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من غيرهم بل هناك نسبة من المرضى تعرضوا لسوء استغلال أثناء طفولتهم.
الشكوى الريئسية:
أما عن حالات الإمساك والإسهال فهي الشكوى الرئيسية لمرضى القولون العصبي والسبب الرئيسي لهذه الحالة هو حدوث عطل في انسيابية وسلاسة انقباض وانبساط عضلات القولون التي تؤدي إلى طبيعية عملية الإخراج لدى الإنسان فإذا كانت الانقباضات سريعة جداً فلن تكون هناك فرصة لامتصاص السوائل من البراز .
وبالتالي تحدث عملية الإسهال وإذا كانت الانقباضات بطيئة جداً فإن كمية كبيرة من السوائل يتم امتصاصها وبالتالي يصبح البراز صلباً ويشكو المريض عند ذلك من الإمساك. وتختلف حدوث تلك الأعراض بين الجنسين إذ إن النساء أكثر عرضة للإصابة بالإمساك منه عند الرجال.
والنصيحة التي نوجهها إلى المريض عند حدوث الإمساك هي تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على كثير من الألياف أما المريض المصاب بالإسهال فعليه الإقلال من تلك الأغذية ويشير د. حموري إلى أن الطبيب عليه الا يتحول إلى شيف ليحدد للمريض ما يجب عليه ان يأكله من عدمه إذ انه يجب على المريض في هذه الحالة ان يقوم بمتابعة نفسه ويقوم بتجنب الأطعمة التي تسبب له الشعور بأعراض المرض.
طرق العلاج:
أما فيما يتعلق بالأدوية فهناك مجموعة من الأدوية المعروفة والتي لا يجب على المريض ان يتعامل معها وفقاً لنظرية أدوية الكونتر إذ إن الأمر يعود في هذه الحالة إلى الطبيب المعالج وما يصلح لمريض قد لا يصلح للآخر وعامة فإن معظم أدوية القولون تعمل على أعادة انسياب حركة القولون وقد يستعين الطبيب المعالج ببعض الأدوية التي تساعد على دعم الحالة النفسية للمريض وبصفة عامة فأنه يجب على المريض ألا يتناول أية أدوية إلا بالعودة للطبيب المعالج.
ويوضح انه ليس هناك أي نوع من التدخل الجراحي في علاج هذا المرض ولكن هناك حالات تم شفاءها بالتنويم الإيحائي أو من خلال العلاج بالإبر الصينية وهي طرق لابد من استشارة الطبيب المختص قبل المباشرة بها. كما انه لا توجد حالات وفيات نتيجة للإصابة بالمرض وتنحصر أضرار المرض في الشعور بالإحراج الذي يشعر به المريض كما انه لا يوجد علاقة بين التهاب القولون التقرحي وداء القولون العصبي.
ويشدد على انه في حالات نقصان الوزن أو قيئ الدم من الفم أو خروجه مع البراز واذا كان عمر المريض يتجاوز الأربعين عام لابد على المريض فوراً باللجوء إلى طبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي لان العديد من الحالات قد تختلف أسباب تلك الأعراض لديها.
|