كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
القصص المكتمله
________________________________________
تابع الفصل الثامن ♦♥
:: نظرية الفوضى♦ ::
< ريمان >.. مضت الأشهر سريعاً.. واستيقظتُ على رائحة البخور وهي تفترش دخانها في عيناي.. وراحت دموعي تجُرُ آثار الألم وتمحوا خلفها وهمْ بنيته آيِنَـةً بَعْد آينـةٍ بجنون الروح ولُـغة الحُبِ.
منال: ريمان أشفيك ليش عيونك حمره .؟
لا أدري كيف أترجم سؤالها لعقلي فـ اسم فيصل يتحرش بقلبي..كيـف لا! وصور اليوم برمتها تستمتع بحكاية زواج فيصل ونضال.
: ولا شيء بس لما ألبس العدسات وأحط كحل عيوني تدمع.
: تعرفين والله مدري أحس فيصل مو مستانس!
: ليش؟
سألتها ، فـ الرغبة تُمارس ضغوطها على جسد الفضول وتُغطي أكتـاف حُبِي
: والله ما ادري بس قلبي يقولي
: آه
جعلتني أتساءل لماذا يهرب فيصل من هذه الفرحة؟
وبحجم السؤال كانت الأفكار تهرب بي لـ وادي الصمت
: اقول ريمان لاتزعلين من كلام امي إلي بالصبح
ريمان : لا مو زعلانه يحق لها هذه مملكتها وأنا غريبه
منال: اتجنبيها على قدر ما تقدرين ترى صدقيني راح تحبك.. بـس أمـي تعز الفشخره اكثر من أبوي..ههه
ريمان: بجد؟!
منال: والله أمي أهم شيء عندها كلام الناس
ريمان: أصلا أنا ما اخرج من غرفتي غير في الضرورة.
منال: ياشيخه الله يــ
قبل أن تتم جملتها رن جوالها وأجابت عليه سريعاً
: هلا وعد، إيه .. وجع لا تصارخين أنا اختك الكبيرة..خلاص الحين جايه
أغلقت هاتفها ..وهي تقول لي: ريمان الله لايهينك أطلعي فوق وكلمي أهل نضال ينزلون من غرفتها وأنا بروح أدخل فيصل معيي يدخل وإنتي كلميني لا نزلن
: طيب
هكذا أجبتها فأنا لا أُجيد الكلام ولا الصمت في هكذا أمور!
توجهت للغرفة الصغيرة . الصغيرة جداً التي لا تحتمل وجودي ووجودها معاً
ريمان: لوسمحتن فيصل بيطلع ممكن تخلون الغرفة!
دار بينهن حوار سريع ملفوف بكلمات الإحراج لها، ثم رمتني إحداهن بنظرة بعيده عن حدود الأدب وهي تقول لأختها: ما لقوا إلي بنت الشوارع تكلمنا هذا احترامهن لنا!
: يابنت مالنا ومال المشاكل لاتعكرين مزاج نضال في ذا اليوم
: وااع مالقيتي أراعي غير مشاعر نضال والله لو إنه هو بعد ولد شوارع لـترضى به، هي تطول تاخذ واحد مثل ذا!
اِختفتا وأخفتا آثار صوتيهم . أما تلك المسكينة ، فـ كانت تسافر مـع فـستانها الأبيض لعالمٍ آخر وهي تُطبق كلمات موسيقى مقروءة في نص لايصلح لها!.
التفتُ للوراء لِأجد وجهاً مُتسمر الحواس ومشتت الأفكار! ينظُرُ إلي.. اِبتلعتُ ريقي الذي تحجر في حلقي ، وراحت حواسي تُمارس اعترافاتها له وهي تقول :هيت لك ؛ فأنا مدينتُك وأنتَ فصولي ، بعثرني في صيف مشاعرك وضمني فـي خريف يديك واغرسني في ربيع روحِك وسـأُذيبك أنا في شتاءي الملتهب.
***
< فيصل > .. بدأتُ أُصدقْ، تلك الروايات التي تحكي غُربة مشاعر في شوارع الصُدف. فأنا كُلما تَنَاسّـيْـتُها غرستْ ذاتها في شوارع مشاعري. أوه من تكوني بحق الله لتبعثريني هكذا. فأنتِ لا تملكين جسد هيفاء وهبي ولا ملامح ديانا حداد .أنتِ سعوديه الملامح هادئة الجمال. لكنني أُجزمُ الآن أني اُحِبُكِ حد الثوران حد الغرق كيف لا وأنتِ تُمرغين أنوثتك في قلبي!.
أوه تباً لتلك الأفكار ، لماذا تكره أمي لها السعادة ! ألي أنها ابنه من امـرأة أجنبيه !..
هي لحظات جعلتني في أعلى وأدنى جنوني . ثم راحت وهي تمحـوا الثانيـة أختـها رحـيلاً ، تاركةً خلفها ظل فستانها الأحمر القصير يمـارس بإتقـان تحرشه بقلبي ، وبقايا أحمر شفاه علِّقت في الجدار الأبيض الماكث خلفها..
في هذه اللحظة فقط سخِرتُ من ذاتي.. كيف أُنعم بحياة سعيدة مع امرأة وقلبي مع أُخرى..
: فيصل شفيك أدخل تراها زوجتك لا تستحي ههه
: لا ياشيخه!
: بسم الله شفيك قلبت توك محلاك بس طلعت قلبت علي، والله لو أدري كان طلعت معاك ولا رحت اشوف أختك الخبله إلي طاحت.
فيصل: تعورت؟
منال: إيه ياحرام والله شكلها يحزن
فيصل: أمي وينها؟
منال: الحين طالعه
[ امرءاً وما اختارَ وإن أبى إلاَّ النار ] هذا ما قالته منال في سرِّها ،لأنه وباعتقادها لا هكذا يكون الرجل في زفافه ؛ فقد ضلت الفرحة طريقها إليه!
***
تجسدَّ الحفل لتكون ليلة خارجه عن المألوف ، خارجه عن حدود إتقان المشاعر!
هُناكّ ؛ شمعة تسكُب قطرات الألم خلف نقاب بزاوية تبكي رحيل حُب لم يكن لها ذات يوم!
وامرأةُ أُخرى تحتفي فرحاً بـ شاربٍ شاردٍ عنها!
وأفراح تختالُ على حِساب مشاعر. ونفاقُ ابتسامات في مكان بين المهنئات
وقرع طبول ورائحة بخور ، وبُخار اختلط برماد فحم تبخر إلى السماء على خد الليل.
وشرفه تبعث ضوء خافت بداخلها أُنثى بمحاولات يائسة في النوم ذات روح مذبوحة وصراع قائم بين الجسد واللحاف والرأس والمخدة.
***
الفصل التاسع والأخير :: ♦♥
:: حصاد الرياح ::
<..1..>....................الواقع
< ريمان >.. .. استيقظت على قصاصات الحزن في حكايتي.. ماتت العمه حياة بعد أن تزوجت بطلتي بـ البطل ..واكتشفت مؤخراً أني أتواصل بالفرح عبر الخيال إِلَّا أن الحزن قيدني وضاق بـحياةٍ كنت أتمناها لتنشلني من شوارع الوحدة.. وعلى رصيف الوحدة كُنتُ أقف لـ أشحذ ابتسامات من وجه الخيال ..
المرأة .. المرأة الوحيدة .. المرأة المغلوب على أمرها .. المرأة التي تفتقد الحب .. المرأة الشبة متشردة .. المرأة المتشردة..
هذا ما كانت تسطره ريمان على ورقه مزدحمات بالكلمـات والعِبـرات.. إلا أن بعض الأفكار كانت تتوكأ على كتف العقل وتعود بها إلى محراب الصبر والإيمان..
على ذات الورقة كتبت..
حشرتُ نفسي ذات خيال بين رجل وثوبه..
كنت الهواء وكان الهوى
أحنيت له رأس العفة.. وقامرت بـمشاعري على طاولة حب لم تكون لي يوماً..
تك /تك/ تك
دقات قلبي تتزامن مع حركة عقرب الثواني
ألقيت ببصري عند موطأ قدماي..
أبصرت مالم أبصره من قبل .. أصابع قدماي ناعمــة.. كانت تشبه بتلات الزهر.. الزهر.. الزهر.. نعم أنا زهره ذات جمال إسلامي يتغلغل أجزائي عطرٌ من روح الطُـهر..
في لحظه علِقتْ أفكاري بـِ قدماي .. يا إلهي أصابع قدماي أطهر من أصابع عقلي . وفي لحظاتحَمَّـلْتُ عقل أصابع يداي وزر أفكاري ..
تباً لتك ال***** التي في رأسي .. تباً لذلك الحب الذي يفقدني عفة أفكاري
نعم أنا عفيفة ولابد أن أكون عفيفة الفكر أيضا
أوه ، لابد أن تتوب تلك ال***** التي تسلب أفكاري عفتها..
لحظة شاردة من قُصاصات الحب جعلتني أبصق على كل أخلاقيات الحب الساقطة في قلبي.. كيف أعشق رجُلا ليس لي! . أوه بدأت أخجل من جسدي.. مصيبة , مصيبة إن كان الجسد يفهم لغة عقلي.. كيف أواجههُ بعد اليوم..!؟
وضعت أصابع يداي أمامي لأول مره في محاولة لمحاكمتها .. لكنها صرخت بي وحاكمتني قبل أن أُحاكمها ..
ضغطت على عيناي ..تلك التي تختلس النظر إليه وإلى جسده
أوه, أوه, أوه, أوه,
تأوهت كثيراً باعتراض، بجنون يفترش عقلي
لممت أصابع يداي مرة أخرى ووضعتها أمامي بشرود ، لكنها شخصت ببصرها للسماء عارية .. عارية .. عارية الجسد.. لا تلفت النظر،، مُلابسات النور للحظات جديدة كانت تغمرني بلطف..
سئمت هذا الحوار وهذا الفراغ..
عبثت بدرج الأشرطة بحثاً عن العندليب الأسمر..
سقط من بين الأشرطة ، شريط مغلف كأنه قطعة بسكوت
وغارت الحور..كنت أغسل به روحي..
[تلذذي اليوم ] كانت تنقلني لعالم آخر لم أكن أعلم لذته من قبل..كانت تريني الشمس شمساً والقمر قمرا.. والكرسي مكانا استند له..والوحدة امتحانا من رب العالمين..
رفعت رأسي.. وأدركت اليوم أني اِمرأة مجنونة على هاوية الرُشد
وااااااو.. اكتشفت أني أسعد اِمرأة اليوم لأني لم أمُـتْ حتى هذا اليوم.
سأتوب وسـأغض بصري عنه..
وقفت على قدماي وأن أتمنى تقبيلهما.. فهما من أعادا النور لحياتي المظلمة..
لحظه !.. ما المُخزي في تقبيل الأقدام !
المسافة بين الشفاه والقدم جعلتني أضع إصبعي يفكر على فمي وعدت بعدها للحظات الخيال.
<..1..>....................الخيال
مدينة تتاجر بالحرام
<خالد>.. ذات مساء حملتُ جسدي ومشيت متكئاً على كتف الملل. رائحة البحر المـشوبة برائحة المقهى كانت تُغريني.. أدخنة الحشيش ترقص وتتمايل بـِجسدها أمامي، وأنا رجل أشتهي الرقص بعنف !
جلستُ في المقهى بزاوية تكشف البحر وسيقان الشمس الحمراء العارية ..
أمواج البحر تُصارع بعضها لتقبل سيقانها ، بعضٌ من أجزاء الشاطئ أخجلها عُـريها فغطت نفسها بظلِ الأشياء التي جعلتْ صدرها فِراشاً لها !
وقفت حواسـي وراحت تلوث بعض الأماكن ببصاق تذمري..!
لم أنا حزين .! في الوقت الذي يبتسم الأفق لي!
أصدقائي يتلذذون بالشراب ويتمايلون بكؤوسهم حول أجساد النساء.
البحر يفتح ذراعيه لي وهو يُعلق على إذنيه صورة جملية للـطفلتين مها وفرح
أخذت نفساً عميق وأنا أتذكر طفولتي مع ريمان .. بعض اللحظات مازالت عالقة بصدري.. أحببتها وتزوجها غيري..
انتهى الحُلم..لكنه لم يفيق من سكراته..
كانت _ ريمان _ تبتسم له وهي تُلاعب فرح ومها
أدرك صدق مشاعرها بـ ثالثٍ بينه وبينها
تقدم لها خطوه ..خطوتين والكثير من الخطوات
والموج يمحوا آثار خطواته رحيلا خلفه
ـ انتهت ـ
إن كل ما كُتب في قصتي
هو حب طفولة كان يتجول بـ حرفنه بين جدران خيالي
ومن شأن هذا الحب الغرق في بحر النسيانقُرب البراءة والطُهر
التوقيع< شُتات خيال > ...<ريمان>
<..2..>....................الواقع
في مكانٍ آخر..كان فيصل يتأمل زوجته النائمة بجواره وهو يقول في نفسه..كُنتُ على يقين أن ريمان رواية لا وجود لها في حياتي فالحب يأتي بعد الزواج...
في منتصف أفكاره, كانت هي قريبة من وجهه
: إلي واخذ عقلك يتهنابه
: إنتي صحيتي
نضال: من زمان ..حتى غرت من ذا الي خلاك تسرح
فيصل: ههههه طيب خاطرك تعرفي مين؟
نضال: والله مو بس خاطري إلي ودي اعرف كل برمجت عقلك
فيصل: هههههه لا انتي طماعه
نضال: طيب قول مين؟
فيصل: وحده قضيت معها أحلى شهر عسل
خمس كلمات كانت كفيلة في أثارت الحب في أجزاء نضال..ومن تلقاء الجُملة كانت تعانقه بفرح ..
لم يكن أقل فرحاً منها .. فهي أنثى تجيد الحب بكل تفاصيله..
الآن فقط تذكر مقوله.. قد يسعد الرجل مع أنثى قليلة الجمال
حقاً ليس الجمال مفتاح السعادة.. ولكنه مبتغى لـ ارتواء النظر
وفي عصرنا الحديث لاتوجد امرأة ليست جميلة.. فـ عليها أن تتقن اختيارها لشخصياتها وذوقها لترضي زوجها..
نضال: انت رجعت سرحت ثاني، لاتقول فيني لانه ما راح اصدق
فيصل: هههههه والله العظيم فيكي
نضال: تعرف بديت اخاف من أفكارك
فيصل: طيب ممكن أسألك سؤال بس ما تزعلين
نضال: توني أقول بديت أخاف من أفكارك
فيصل: لا والله حرام انتي ظالمتني
نضال وبعد تفكير: طيب اسأل
فيصل: إنتي اهلك أبدلوكي
فتحت نضال عيونها بشيء من الاستنكار: كيف يعني؟
فيصل: يعني شكلك تغير.. حتى ذوقك تغيير!
نضال: هههه شكلك كنت تناظر أحد غيري.. مشكلتك إنت الي ما ركزت فيني
تيقن فيصل أن شبح ريمان هو من طغى على تلك اللحظات..
نضال: لا إنتي اليوم حالتك حاله.. لايكون حنيت للعزوبيه تراني راح اكره غرفتك هذه
فيصل: ههههه ليش مو هي غرفتِك إنتي بعد
نضال: انا ملاحظه انه من رجعنا البارح وانت شارد وسارح
فيصل: لانك بالفعل غيرتي حياتي..
نضال: تعرف شكرا على كل كلمات الحب الي تمطرني إياها بالفعل انت شيء عظيم في حياتي
فيصل: طيب يالله ننزل لأهلي
نضال: لا ما ابى خلينا هنا مرتاحين
فيصل: عيب شو بيقولن عنا
نضال: تعرف حلو اننا نعيش مع العائله بس تعرف المرأة بطبعها تحب تكون لها مملكه مو مهم حجم المملكه المهم شيء يضمها بزوجها بعيد عن اعين الناس
: اش قصدك؟ قالها وقو يرفع حاجبه الأيمن
نضال: ولا شيء بس بما انه جناحنا كامل ليش ننزل لهم
فيصل: نسلم عليهم ونجلس نسولف عندهم
نضال: وتهملني صح؟
فيصل: ههه انتي حد لعب بأفكارك وقالك انه أهل الزوج يشغلون زوجك عنك صح؟
نضال: يعني نصائح لازم منها
فيصل: قومي قومي انزلي معاي وراح تلاحظين انك شيء مهم بحياتي انتي شريكتي تعرفين شو يعني شريكه..
***
في هذه الأثناء كانت أم فيصل.. تنتظر نزول ابنها..فهناك شيء يُـذيع في علقها بأن فيصل ليس ملكها الآن..وفي اللحظة التي رفعت نظرها كان هو يتأبط ذارع زوجته وينزل معها _ بتمختر _ من أعلى الدرج ..
أحسَّت بالخوف من هذه الجراءة .. وبالغيرة من هذا القرب.. وبالحرج من لبس نضال
: مساكي الله بالخير يمه ...قاله وهو يقبل رأسها ..
: مساك الله بالنور ياقلبي
فضل الجلوس قرب زوجته حتى لا تشعر بالغربة
ومع هذا المنظر تحجر عقل وقلب سارة [أم فيصل]
: أقول فيصل تعال اباك في موضوع مهم.. قالتها بنبرة متحسرة وهي تغادر المكان
نظر لزوجته وبادلها الابتسامة ثم لحق بـ أمه
أغلق الباب بهدوء وهو يعلق ابتسامه سعيدة على شفتيه..
: هـ الغاليه شو تبين
: شو اللبس إلي لابسته زوجتك ..تلبسه قدامك إيه قولها في ناس في البيت
فيصل: طيب وعد تلبس مثلها واسوى وبعدين البيت مافيه رجال
سارة: وابوك مو رجال
ضغط على شفتيه ..وأحنى رأسه للخلف في محاوله لـ التقاط الهدوء وبعثرة الأفكار الغريبة التي بدأت تُغرس في عقله..
: يمه نضال مثل بنته وخلاص بكلمها تلبس زين قدامكم..تمام كذا
: طيب.. قالتها بكره
خرج فيصل وهو يكوي تسلط أمه على أجزاء من رغبات زوجته..
: نضال تعالي أبكي شوي.. قاله بهدوء بعيدأ عن ما يفعله الشيطان بصدره
سارة: على وين توكم نازلين
فيصل: اباها في موضوع
تمتمت سارة ببعض الكلمات إلاَّ أن الكلمات هربت لأذني فيصل.. [ بدأت حركات الـ (...) ( مابين الأقواس ..كلمة شيطانية تُحرض الإنسان على الخروج من عقلة.. هي لا تصلح للذكر)
: أطلعي يا نضال الحين أنا لاحقك
طلعت نضال بهدوء.. والتفت فيصل لأمه وهو يقول: حركات الـ (...) ماراح تشوفينها بعد اليوم أنا بخذ زوجتي واستأجري شقه وأعيش فيها مع زوجتي بدون مشاكل ووجع راس
سارة: هي لحقت تعبي راسك وتقلبك على أمك
فيصل: أنا رجال كلمتي هي الي تمشي
انهالت سارة بالكثير من الشتائم والعبرات الغاضبة واكتفى فيصل بـ حمل جسده لغرفته ولملمت أغراضه استعدادا للخروج من المنزل
ابو فيصل: ارتحتي طيرتي ولدك من البيت
: أعوذ بالله انت من وين جيت وبعدين اصلا هاي بنت الـ (...) قدرت تقلب ولدي علي
ابو فيصل: أصلا إنتي خايفه تسوي فيك إلي سويته في أمي..
من قوة أثر وقع الجملة، فتحت ثغرها ولم تنبس ببنت شفاه..
أبو فيصل: تعرفين أنا كنت بطلقك بس أمي هي الي كانت تجبرني أظل وياك لأجل ولدنا إلي توه ما كمل سنه.. ولو عاشت أمي سنه زياده كان طلقتك.. خلي ولدك يروح ويتهنى بعيد عن مشاكلك..
جلست سارة على الكنبة وهي تُدير شريط الذكريات..
كانت تكره أم زوجها كثيرا .. كانت تحرق لحظات السعادة التي تجمعها بـ ابنها
وبكل السُبل شكلت لها ألآلام والأحزان.. فقط لأنها تريد الإنفراد بزوجها.. كرهتها وكرهت تصرفاتها..
في هذه الأثناء
نزل الزوجان ومعهم آثار الرحيل..
تقدم فيصل لـ أبيه وقبل رأسها وهو يقول: يبه أنا بروح اتمشى بعدنا ما خلصنا شهر عسل..
ابتسم حمد فوجوده في هذه الأثناء أحرج ابنه كثيراً: الله وياك وانتبي على نفسك
: آمين وتوصي بشيء يبه
: في عماره قريبه من هنا حلوه وبعدها جديدة .. قالها وهو يغمز لـ ابنه بابتسامة رضى
تعثرت الكلمات في فم فيصل.. واكتفى بتحريك رأسه.. ورحل وبيده زوجته
***
صباح اليوم التالي.. وعلى مائدة الإفطار
: حتى لو فيصل مو موجود غطي شعرك يمكن يدخل بأي وقت
ابتسمت ريمان فهي تعلم أن زوجة عمها تهوى الشجار كثيراً..
: إن شاء الله
وعد: ماما شرايك نروح رد سي ونقضي للعيد قبل رمضان..عشان نفضى للمسلسلات والنت
سارة: إيه والله ماعندنا وقت السنه هذه في أكثر من مسلسل راح أتابعه .. وعد: والمصيبه وقت الصلاة راح يعرضون مسلسل حلو بسجل الحلقات وأروح للتراويح وبعدين أتابعهم
سارة: ما راح تلحقين ..وبعدين راح تنعاد بعد رمضان..
وعد: لا مو حلو نكون آخر الناس يتبعونه
أدارت رأسها لـ زوجها وقالت له وهي تناوله قطعة من الخبز: حمد بتروح معانا ولانروح مع السواق
حمد: لا روحوا مع السواق أنا عندي شغل وخذوا ريمان معاكم تتقضى للعيد
ألقت بالقطعة على الطاولة بغضب وهي تقول: مابقى الا هي.. ليش إن شاء الله ناخذها إنت الي جبتها وإنت المسئول عنها .. أنا لا تدخلني في خصوصيات أهلك..يكفي الكلام الزفت الي عكر مزاجي أمس
حرك رأسه بعدم رضا ثم اسرد: ما أقول غير الله يقويكي على نفسك.. وإنتي يابنتي لاتزعلين امسحيها في ذقناتي هذيل.. أنا باخذك واتقضى معاكي. قالها بعد أن شاهد استعداد ريمان للوقف..ثم أشار لها بمواصلة الأكل
وعد: يالله إنتوا بجد عائله غريبه تحب الهواشات.. أنا بروح أجلس على النت ولم يجي وقت السوق بنزل..
سارة: خذيني معاكي انا بروح انام شويتين من جو جماعه لذا البيت وأنا قلبي مقبوض.. أحسهم شؤم أعذو بالله .. الله يأخذهم ويفكنا من ذا الشؤم أوف
قالتها وغادرت المكان
حمد: لا تزعلين لاجل خاطري لاتخلين كلامها يضايقك.. إنتي خذيها على قد عقلها..تراني متأذي منها من خذيتها.. بس وصيت أمي إني اتحملها لأجل عيالي... والله لو كنت عاصي لأمي كان طلقتها من زمان.. بس تحملي.. سبحان الله .. في ناس تكره الخير حتى لنفسها ..لو عندها شويت عقل كان ريحت نفسها من المشاكل وريحت الي حولها..
لم ينتبه لـ إشارات ريمان التحذيرية بحجم الغضب الماكث خلفه
: لا والله (اهتز من علو صوتها ووجودها).. أشوفك قويت وقمت ترمي خوزعبلاتك على ظهري.. لكن هين إما وريتك نجوم الظهر ما أكون أنا.. وحولت بصرها لـ ريمان وهي تقول.. إنتي هيييي.. لايغرك كلام حمد ترى شكلك نسيتي إنه أمك بنت حرام وكانت شغاله عند أهلي وأبوكي سوى فيها فتوى وأخذها يستر عليها بعد ما استفرد فيها خالي.. وإنتي جيتي بعد الزواج بسبع أشهر ..وترى الحرام ما يولد إلى حرام ...يعني ذا لاعمك ولا يحزنون.. يالله قدامي على غرفتك
<ريمان> ..حملت صينية إفطاري بهدوء وتوجهت بها للمطبخ وأنا اشعر بضيقٍ في صدري..أشعر بـ حمماً مخبئةً به..
أذناي تُطلقُ لهيباً.. هرولت إلى الحمام .. أشعر بالبكاء ولا حاجة لي فيه فأنا أعلم تاريخي المجيد من هذه الإنسانة ..
أملئت البانيو بالماء.. استرخيت به لعلي إهداء
أنا أصدق أمي فقد كانت تحلف لي بأنها عفيفة وابنة شرفاء..
عوده للماضي
: يابنتي لاتصدقين زوجة عمك تراها تكرهني وتغار مني لأنه امها تحبني أكثر منها وكانت تمدحني على كل شيء أسويه..صح أنا تربيت عندهم.. بس مو لاني بنت جات بالغلط لـ هـالدنيا لا انا أهلي كانوا يشتغلون عندهم في وادي إلهُم بالزرع ويوم جانا السيل خذ امي وأبوي وهم ربوني.. بس حُب ام ساره لي كان واضح وكان هـ الشيء هو سبب المشاكل والكره الي بيننا..
يابنتي الحب والكره وجهين لعمله وحده.. إنتي الحين تحبين وتصدقين كل كلمه أقولها حتى لو ما كنت صادقة.. بس لو كنتي تحبين سارة وتكرهيني كان صدقتي كل كلمه قالتها.. حتى لو الأموات طلعوا وقالولك انهم أبرايا من لسان سارة
هذا هو الحب والكره ومايفعل في قلب الإنسان.. وأسارير الحياة إحنا إلي نكملها حتى لو كنا أتعس ناس بالعالم.. بإمكاننا نقلب الكلمه والفعل السيئه لـ حسنه بصبرنا ودعواتنا الصالحه لمفتعلين هذه الصفات السيئه
يابنتي لا تصدقيني ولا تصدقي سارة.. ولا أقولك صدقي قلبي.. لكن ياما راح تشوفي من الناس وياما راح تواجهين من الحب والكره.. وراح تكتشفين الحب والكره شو يسون في البشر..
المشكله إنه كل واحد يصدق عقله ويراعي ظروفه هو وبس.. والمكشله الأكبر لو حصل إلي يطبلون عند راسه ويأدونه على كل أفعاله..
عوده للحاضر::
في هجعة أفكاري... وعلى ردهات الحقائق
كنت أغرس قلبي تحت إنارة
ها أنا لاعبت جسده بحبي..والآن أكره حتى اسمه
نعم..مابين الحب والكره شعره.. ومابين الظلم والنور وصله.. ومابين إظهار الحق والباطل حب وغيره وكره ..
أتممت صلاة العصر. وألقيت بجسدي كيفما اتفق مع السرير.. وأنا أفكر
ماذا لو أحبتني العمه سارة.. كانت ستزوجني ابنها وا هههه عدت للنقطة السوداء.. لا هكذا تكون التوبة..
سمعت صوتها يناديني..ركزت أكثر ..فأنا في حالة هذيان..
أتاني صوتها للمرة الثانية والثالثة.. إلى أن اقتحمت غرفتي
: أنا ما اناديك ..ولا تسوين نفسك ما تسمعين؟
فغرت فاهي.. فأنا مابين الهذيان والواقع..
: إنتي شفيك ما اكلمك أنا.؟
وقفت على قدماي وأنا أحرك رأسي بمعنى أعي ..أعي ما تقولين
لكن ينقصني شيء ما لا أصدقة..
: بروح السوق وإنتي انتبي على عمك
: إن شاء الله
خرجتْ مسرعة ..وجلستُ بحركة بطيئة على السرير وأنا أُعيد شريط اللحظة السابقة
: تبين شيء من السوق؟ هذا ما قالته وهي عالقة أمام الباب
: ها
: ولا أقول أنا بجيبلك شيء على ذوقي
اختفت مره أخرى ..وظلت عيناي عالقتان حيث كانت..
حتما أصابني الجنون.. فليست هذه العمه سارة ولا هذه أفعالها..
لكني أحببتها... لا أعلم لماذا.. ربما لأني شاهدت تلك النظرة الغريبة في عينيها
هههه بدأت أصدق خيالي..
ومن بين اللحظات السريعة التي كانت ترمي بي في بحر ألا وعي ..سمعت صوت مرتفع لـ كبح عجلات.. ثم ارتطام قوي..
لطفك يا رب
هرعت سريعا للأعلى حيث الشرفة التي تكشف الشارع ..
**
كان الموت أسرع لهما..
رحلت سارة وابنتها وعد في لمح البصر
انتهتا في لحظة من دنيا فانيا..
واستوطن الألم قلوب الأحياء منهم [ حمد + ريمان + فيصل + نضال +منال]
أيام قليلة كان الحزن سيدهم ثم رافق الراحلتان بصمت ..
***
ناولت ـ ريمان ـ عمها فنجان القهوة وجلست فوق سيدة السؤال
: من تغدينا وانتي في فمكم كلام ، قوليه يابنتي لاتستحين
تلعثمت قليلا..
نظرت إليه
ابتسامته الطيبة شجعتها
: ليش رفضت فيصل وزوجته يعيشون عندنا
: لان هذا بيت سارة أمه.. وهو ما تحمل امه لـ يوم واحد فأكيد مهو جدير بأنه يرجع له .. وبعدين سارة ما ماتت في الحين.. ماتت في المستشفى وهي توصي فيك خير..
تذكرت الآن أن اللبس الذي أصابني قبل الحادث كان حقيقة
: اشفيك يا ريمان ليش هـ الدموع
انحتُ حزني على جنب.. وأخبرته بما دار بين وبينها قبل مغادرتها للمنزل
: الله يرحمها ويغفر لها.. تعرفين إنها برغم كرهها لـ امك إلا انها هي الي كانت تحرض فيصل إنه يقوم بواجبكم بدون ما أعرف .. عزت نفسها وغرورها كان فوق كل المشاعر إلي بداخلها.. مهما كان فهي وامك تربن في بيت واحد.. صح ما تحب امك.. بس اكيد العشرة إلي بينهم هي الي تخليها تعطف عليها..
: طيب ليش تسب أمي
: أكيد الغيرة لها دور.. وبعدين أم سارة ماقصرت في تكوين شخصية سارة .. يعني لو هي ماقارنت بين أفعال البنيتين كان ما حصل إلي حصل..
: بس الإنسان قادر على تكوين شخصيته
: الكلام سهل يابنتي بس الحياة صعبة
***
الكل يعلق صفاته وتركيباته الداخلية على الحياة
اتفقنا مع الشاعر في قوله " نعيب زماننا والعيب فينا.. وما للزمان عيبٌ سوانا "
ورمينا بتركيباتنا الآن على الحياة وصعوبتها
ماذا لو عشنا مودعين لهذه الدنيا ..!
هل نحرم غيرنا من الحب والمشاعر والعطاء
هل نحرم أنفسنا من متعة الراحة.. قد تكون فعلا الظروف صعبة.. لكن علينا التحلي بالصبر وأن نحمل الاحترام والحب لكل..
النهاية
هل هي حقا نهاية سعيدة أم أنها نهاية لفتاة ولدت داخلي لفترةٍ ما بسبب الضغوط التي تمراس ضدي من قبل ظروف الحياة
أتريدون أن تعرفوا حقا قصة هذه الفتاة التي كتبت الرواية.. انتظروها على رفوف المكتبات
|