المنتدى :
الارشيف
الغيوم: أنواعها وأسماؤها في الشعر العربي
الغيوم: أنواعها وأسماؤها في الشعر العربي
عني العرب قديمًا وحديثًا بالغيوم وأنواعها وهطولها ولأنهم كذلك، فإننا نجدهم قد أطلقوا عليها مسميات مثل: (الديمة) وهي الغيمة السكوب و(السواري) وهي الغيوم التي تسري وتبكر بتهطالها عند الفجر، ولأن العرب أشد الشعوب تعلقًا بالغيوم حيث يتوقف عليها خصب نباتهم وازدهار مراعيهم وامتلاء ضروع مواشيهم وإبلهم، فإننا نجد تعلق الشعراء بها ووصفها في شعرهم.
فعن الديمة قال امرؤ القيس:
ديمة هطلاءُ فيها وطفٌ
طبقُ الأرضِ تحرى وتدرْ
تخرج الودّ إذا ما أشجدت
وتواريهُ إذا ما تعتكر
وترى الضبَ خفيفًا ماهرًا
ثانيًا بُرثنه ما ينعفر
وترى الشجراء في ريقعها
كرؤوس قطعت فيها خُمرْ
أما الشاعر أبو تمام فقال في الديمة:
ديمةٌ سمحة القياد سكوب
مستغيث بها الثرى المكروب
فهي ماءٌ يجري وماءٌ يليه
وعزالى تنشا وأخرى تذوبُ
وعن النشاص: (وهي السحاب المرتفع: جاء في لسان العرب، الغيم الذي يرتفع بعضه فوق بعض وليس بمنبسط، وقيل هو الذي ينشأن من قبل العين)، قال الشاعر بشر:
فلما رأونا بالنسار كأننا
نشاصُ الثريا هجتهُ جنوبها
وقال ابن بري يصف غيمًا نشاصًا:
أرقتُ لضوءِ برقٍ في نشاصٍ
تلألأ في مملاةٍ غصاصِ
لواقح دُلجٍ بالماءِ سُحم
تمج الغيثَ من خللِ الخصاصِ
وقول الشاعر الذي أنشده ثعلب يصف السحاب النشاص:
يلمعن إذا ولين بالعصاعص
لمحَ البُروقِ في ذُرى النشائص
ويقول العرب استنشصت الريح السحاب: بمعنى أطلعته وأنهضتهُ ورفعتهُ. ويصف ذو الرمة الغيم النشاص بأنه الغيم الماطر السكون وفي ذلك قوله:
ضمَّ الظلامُ على الوحشي شملتهُ
ورائحٍ من نشاص الدلومنسكب
ويصف شاعر أخر النشاص بالجبال المرتفعة شديدة الانحدار وعلى رأسها برج:
بمنتصر عر النشاص كأنه
جبال عليهن النسور وقوع
|