المنتدى :
الشعر والشعراء
الطفل والتنين
الطفل والتّنين
شعر سميح دليقان
مــاذا ســنهديك غيرَ الخزي والعــارِ
يـا غـزةَ الجســـدِ المغســول بالنـار
مـاذا أقــول؟ وكـل الــقــول مـبـتـذلٌ
وليس يشــفعُ لي شــعري وأفكاري
وهــل أغـنّيـك في الويـلات أغـنـيةً؟
تقطعت من عميــق القهـر أوتـاري
نحــن البـكـاةُ علـى أطــلال عـزتـنا
نــلــفّ خـيـبـتـنا الـكـبـرى بـأعــذار
الســاكتـون علـى البلـوى بـلا خجـلٍ
والقــابعــون وراء الســـتـر كالـفـار
نـحن المشــاة على أشــلاء إخـوتـنـا
والـنـاظــرون بـعـيـنٍ دون إبـصــار
نحـن الشــهودُ على من أقفلـوا فـمها
وحـلـلــوا دمـهــا من خـلـف أســـتار
صهيونُ يرقص في أبهى عواصمنا
والعــازفـون مـلــوك الإفـك في البار
تســتـنـجـديــن بـنـا والـكـف دامـيـةٌ
والفأسُ مغروسةٌ في صدرك العاري
لـكــنّ هـيهــاتَ أن تَلقَي بـنـا نفَََََََســاً
يـعـلـو ويـهـبـط في عـزمٍ وإصــرار
فمن ســيقذف في وجه العـدا حمماً
ومن ســيوقف شــلال الـدم الجـاري
وأيــن يخـتـبـئ الأطـفــال من لهب
في ســاحة الحيّ أم في بـاحـة الــدار
مـاذا أقـول ومـا فـي جعـبـتـي حجرٌ
ولا قــذائـفُ تـهـوي مـثـل إعـصـار
يـا لـيـت عينيَ لم تبصر مـواجعهـا
ولـيـت أذنــيَ لــم تُـفـجـعْ بـأخــبــار
يـا غــزّةَ العـزّةِ الغــرّاءِ يا وجـعــاً
مـن روح شـعبٍ شـديـدِ البأس جبـار
لـن تـركعـي للعـدا مـا دام منتصبا"
طــفــلٌ يـقـاتــل تـنـّيـنــاً بـأحــجـــار
قــبّـلـت نعـلـك إجــلالاً ومـكـرمــةً
ورأســـك الشـامخَ الـمـزدانَ بالغــار 15 كانون الثاني 20009
|